كاتب الموضوع :
**أميرة الحب**
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
الفصل الثالث عشر
منتديات ليلاس
سبح ليو حولها بقفزات الدلافين كان مليئا بالمرح يلعب كطفل صغير تفاجأت ليندا برؤيته بهذا المرح فاخدت تضحك ملئ فمها يبدو انها تكتشف كل يوم شيئ جديد في شخصيته
فجأة توقف ليو واخد يراقبها بحنان ثم لف حول اصبعه خصلة من شعرها الاشقر العائم كلأعشاب البحرية على سطح المياه
"ليندا"همس في ادنها "هكذا افظل وجدت اخيرا حوريتي الجميلة..."
مرت لحظة الدهشة الأولى واحست ليندا بلذة الاحساس بالمياه على جسدها تبعها ليو بين الأمواج وعندما كان يلمسها،كانت تجتاحها ارتعاشة تهز كل كيانها
ما ان لاحظ ليو اوائل اشارات التعب على وجهها طلب منها العودة الى المركب عندما ترددت ورفضت وقد احمر وجهها من الخجل قال مبتسما
"سأصعد اولا لأرمي لك منشفة"
ندمت ليندا على غبائها لكن من الصب التغلب على حيائها
كم هو جميل زوجيب قالت لنفسها باعجاب وهي تنظر الى عضلات جسده القوي ناولها روب حمامه وانظمت اليه بسرعة
شربت كوب عصير وتمددت على الكرسي لترتاح عندما عاد ضجيجة المحركات جاء ليو وجلس بقربها
"سنرمي المرساة في مرفأ آيوس بعد ظهر غد" فجأة اكفهر وجهه وأضاف:"كم من المؤسف أن أبي لم يعش طويلا ليعيش هذا الفرح،لم يستطع تحقيق حلم حياته باستكشاف كل جزر اليونان،كان هناك دوما مايمنعه،تعليم أولاده وتزويج أخواته...كان سيعجبك حتما،ليندا،كان يؤمن بالعمل وشرفه،وهكذا دفن نفسه بالعمل..."
لم يكن ليو قد كلمها من قبل عن عائلته،مدت يدها بحنان وداعبت ذراعه مبتسمة:
"أنا أدين لوالدي بكل شئ" تابع ليو."لقد حرم نفسه من أشياء كثيرة ليرسلني الى أفظل مدارس اليونان وجامعاته،وموّل أول مشروع تجاري لي،كم أتمنى أن يحبني ويحترمني أولادي كما أحببته واحترمته،عهد لي قبل موته بابنة اخته ليديا،التي رعتني كوالدة لي في صغري بعد وفاة والدتي وهي تمنخني الحياة"
انقبض قلب ليندا،الصلات التي تربطه بماريزا قوية جدا...وليست بمستوى مقاومتها،أبدا لن تنتصر على منافستها،الشمس بدت وكأنها فقدت اشراقها فجأة،أخدت ليندا ترتجف قلقا على المستقبل
"ماريزا أحيانا ... ليست لطيفة...أعلم ذلك،ولكن..."
"لا ضرورة لقول المزيد،أفهم" قاطعته بإبتسامة ضعيفة،لم تكن قادرة على سماع اعترافاته،خاصة اليوم،بعد ان تصالحت معه،ومع نفسها،هذا اليوم الجميل لها،لن تفسده بالتفكير في امرأة أخرى.
"ارو لي ذكريات طفولتك"
" كنت ولدا شقيا ككل الصبية،سببت الكثير من المتاعب لوالدي ولعمتي،كانت ماريزا في الثانية من عمرها عندما ماتت عمتي ليديا،والدي لم يرعاها سوى شهور قليلة لأنه توفي هو أيظا..."
فهمت ليندا الآن بشكل أفضل الحب الذي تكنه ماريزا لقريبها،لكن هذا لايمنعها من الاحساس بالغيرة القاتلة.
"من الأفضل أن تحمي جلدك" قال ليو مغيرا الموضوع.
" ابقي هنا سأعود" نظرت اليه وهو يبتعد،كيف أمكنها ان تأمل بنسيانه طوال هاتين السنتين؟حب قوي كهذا لاينطفىء أبداـيبقى محفورا في القلب،عاش من جديد في اللحظة التي رأته فيها من جديد.
عندما ابتعد ليو،تمددت ليندا على بطنها لتحمي عينيها من أشعة الشمس،كانت تتمنى أن تتخلص من أفكارها وكأن شيئا يهددها..
للحقيقة،كانت ترفض الاعتراف بخوفها من المستقبل،كانت تريد أن تؤخر قدر الامكان لحظة مواجهة الحقيقة،وتتوسل السماء لتمنحها مزيدا من الوقت...لم تسمع خطوات ليو عندما عاد.
انحنى نحوها وبدأ يدلك ظهرها بكريم الشمس،ارتعشت ليندا تحت تأثير لمساته ثم استرخت، للحظة،اضطرت بذل جهذ عنيف كي لاتلفت وترمي نفسها على عنقه...كان كل جسدها يرتعش من الانفعال،أحست بدمها يسيل مشتعلا في عروقها.
مد ليو يديه وأحاط جسدها الرقيق:
"ليو"
أدار جسدها المرتجف نحوه وتأملها طويلا بصمت،لم تشعر ليندا بأي احراج،حياؤها تخلى عنها فجأة،أحست بالوقت يتوقف وهي تنظر الى عينيه لتغرق فيهما.
فغرق ليو معها في لذة عميقة لايمكن السيطرة عليها.
أحست بيد زوجها على كتفها والتفتت نحوه.ثم أحنى رأسها فمدت يديها لتلمسه،لكنه أمسك يديها لتطبع لى راحتيها قبلات حارقة.
"ليو" توسلت اليه بصوت منخفض دون أن تحاول اخفاء النيران التي تلتهمها.
هذه المرة أريدك لي كليا دون تحفظ.
عندما ترك يديها أمسكت كتفيه وضمته اليها لتثمل برائحته وملمسه،التقت شفاههما ونسيا كل شىء للحظات، عندما رفغ ليو رأسه،دست يديها في شعره لتجبره على الانحناء نحوها.
"وأخيرا.." صرخ بسعادة كبيرة" حوريتي الجميلة أصبحت أقل بعدا وأكثر انسانية..."
كم كانت تتمنى أن تطول هذه القبلة...أحست بأنها تعيش فقط لإشباع رغبتها به،لاشىء يهم غير زوجها الحبيب..
"وأخيرا تهبينني نفسك كليا،أنت تنتمين الي،الآن ، أنت حقا زوجتي التي كنت قد فقدتها"
خملها بين ذراعيه الى مقصورتها حيث نام فيما بعد الى جانبها،أنفاسه الحارة المنتظمة كانت تطمئنها،فاستسلمت هي أيظا لنوم عميق.
كان ليو تحت الدوش عندما استيقظت ليندا،كانا قد ناما اثنتي عشر ساعة وقد نسيا العشاء ليلة أمس..
خرج من الحمام مرتديا بنطال الجينز وقميص،اقترب من السرير وقبّل شفتيها.
اليوم مساءا ساصحبك الى مطعم احد اصدقائي اما الان فاسمحي لي ببعض الدقائق لأجري بعض الاتصالات الهاتفية"
أمام دهشتها قال مبتسما" لدينا طبعا اتصالات بالراديو مع اليابسة،حاول شركائي الاتصال بي مساء أمس لكن لحسن الحظ كنت قد أصدرت أوامر صارمة لرجال الطاقم كي لايزعجونا"
احمر وحه ليندا فقبلها ضاحكا
"آه تجدين كلامي مثيرا للخجل لكن عينيك لاتزالان تلمعان بحرارة حبنا،كما و..." وداب خدها بحنان وتمتم بعدوبة"ذكرى حبنا واستسلامك لايزال يدير رأسي...سأتركك تبدلين ملابسك،سنكون في الجزيرة عند الظهر،سنتناول الغداء في اليخت قبل نزولنا الى هذه الجزيرة الرائعة"
وضعت ليندا قبعة القش على راسها وارتدت فستانها الاحمر الجميل وصعدت الى الاعلى على وملامخها تنبض بالسعادة والاشراق
زرقة السماء كانت تبدو غير واقعية البحر يتمارى تحت الاشعة القوية شمس الظهيرة كانت حارقة وخليج الجزيرة يعج بالحركة.
بانتظار ليو وقفت ليندا تتأمل مشهد المدينة كان هناك الديد من المقاهي ذات الارصفة والربات التقليدية تبر الطرقات،ناقلة السواح الأجانب ابتسمت ليندا عندما أحست بيد زوجها على كتفها والتفتت نحوه.
تناولا الغداء على المتن وشربا القهوة بهدوء،امسك ليو يدها وقبل بلطف كل اصبع من اصابعها ليشكرها على ابتسامتها
"لن تنذمي على بقائك معي،ليندا،الآن،لننزل الى اليابسة"
فترة بعد الظهر هذا اليوم ستبقى محفورة في ذاكرتها الى الأبد،سارا معا يدا في يد في شوارع المدينة القديمة الضيقة،كل مرة كانت تنظر اليه كان قلبها ينبض فرحا،واتزازا،كان الناس يلتفتون نحوه وخاصة النساء،لأن قامته ووسامته تلفتان الأنتباه،كان ينبعث منه نوع من القوة المغناطيسية والسلطة.
ليندا بدورها كانت محط الأنظار،نظرات الرجال كانت تلاحقها باعجاب،كلاهما كانا يشكلان حقا ثنائيا رائعا،بعد أن زارا المرفأ تنزها في الميادين المحاطة بالأشجار والمنازل البيظاء،كان ليو يعرف الجزيرة جيدا،فيما بعد قرع بابا فخرج رجل أسمر البشرة لأستقباله وقد أشرق وجهه مرحبا:
"آري أنت لم تنسني؟"سأله ليو ممازحا.
أجابه صديقه بسيل من الكلمات التي لم تفهمها ليندا،وأدخلهما الى غرفة واسعة مبنية من الحجر القديم تابع الرجلان الثرثرة،بينما أخدت ليندا تتأمل المكان بفضول،انه عبارة عن مشغل للتصليح أو لصنع أدوات الصيد.والجو عابق برائحة الملح والقطران.
"اذا؟" قال الرجل المسن بالانجليزية وهو يتأمل ليندا باهتمام" وأخيرا وجدتها،لقد أحسنت الاختيار،ستناسبها جيدا أنا متأكد من ذلك سأحضر لاحقا"
أمام نظرات الدهشة في عيني ليندا،شرح لها بعد تردد قصير "منذ سنوات طويلة جاء زوجك الى هذه الجزيرة بعد عاصفة قوية عنيفة،كنت قد فقدت ابني ومركبي وغرقت في حزن عميق،جاء ليو ومنحني الأمل،بدونه لكنت ميتا دون شك،ذكرني بواجباتي كوالد اتجاه ابنتي الصغيرة،وقدم لي المال لأشتري هذا المحل حتى اليوم لا ازال ابكي على ابني واعرف ايظا لحظات من الفرح،لدي الآن حفيدان أعبدهما،تعبيرا على شكري لزوجك قدمت له الشئ الوحيد الذي املكه وهو عقد من اللؤلؤ ورثته عن والدي الذي اصطاد اللآلىء بنفسه في بحر ايجيه لكن ليو رفض هديتي في ذلك الحين وقال لي ان احتفظ باللآلئ ووعدني بالعودة ليأخدها عندما يجد المرأة الجديرة بحملها لقد كافأه الله على صبره وتعقله"
|