كاتب الموضوع :
**أميرة الحب**
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
الفصل الحادي عشر
منتديات ليلاس
ابتسامته الساخرة جمدت الدم في عروقها من الخوف
"لقد أثبت ذكاءً وفطنة"أضاف ليو."لكن الحظ لم يساعدك،كان أليكسندروس قد نسي أوراقا هامة في مكتبي،قبل العشاء،وعندما ذهت لإحضارها اكتشفت أن الجارور مخلوع...وكأن هذا لم يكن دليلا كافيا لإتهامك...أعترفت لي ماريزا اخدعتك..لم يكن يجب عليك أن تدخليها في هذه القصة وتطلبي منها أن تعبث بأغراضي،لحسن الحظ،رفضت التعامل معك لآنها صادقة،على كل حال،اكتشفت خطتك بسرعة وكان يختي الخاص راسيا في الجهة الأخرى من الخليج،فأصدرت أمرا على الفور للقبطان كي يستبدل المركبين" حدقت ليندا به بدهول ودهشة.
"هذا يختك؟..أنا.."
"ايه نعم يا عزيزتي ليندا...لقد هربت من أيوس لكنك نجحت فقط بتبديل سجنك،النمسيس هو يختي،ونخن الراكبان الوحيدان على مثنه،أي وضع رومنسي لتحقيق...مشروعنا..."
"دعني أرحل..."
أسرعت ليندا نحو الباب لكن يدي ليو القويتين أمسكتا بكتفيها:
" الى أين أنت ذاهبة؟أتريدين أن ترمي نفسك في المياه؟"
" لما لا؟" صرخت بمزيد من الغضب لهستيري.
"لن ابقى هنا معك..."
"كفى..." أمرها بحدة وقد فقد صبره،ثم حملها بين ذراعيه ووضعها على السرير.
"أطالبك فقط بواجباتك الزوجية،هذا حقي و...لو لم تتصرفي بغباء منذ عامين لما كان هذا ضروريا.."
"بمعنى آخر لو لم تدفعني ماريزا...آه عفوا لقد أخطأت...انها لاتكدب" أضافت بسخرية"لو لم أفقد طفلي عندما سقطت،لكنت حرة اليوم كيف تجرؤ على معاملتي بهذه الفظاظة وقلة احترام؟أنا لست... لعبة..."
"أنت أيضا لم تحترميني لست سوى أنانية وصولية،تزوجتني فقط من أجل مالي،لماذا لم تطلبي الطلاق؟أوه،فهمت جيدا ارتفاع الثمن نسبي مع مدة الزواج"
امتلآت عيناها بالدموع فأدارت وجهها،ياله من سوء فهم،أيعتقد حقا بهذه الآضاليل؟اذا كانت قد امتنعت عن استشارة أحد المحامين فهذا لآسباب أخرى...شدة غبائها،لم تتوقف عن حبه وعن الأمل في المستقبل،ذات يوم،ربما...
"أنت مخطىء يا ليو المال لايهمني مطلقا" اعترضت بضعف ظهرت السخرية على وجهه.
"لا تتابعي التمثيل يا ليندا،حتى الآن ضقت ذرعا ولكن هذا دام طويلا،أنا أيضا بامكاني التعقل ببرودة قبل الانفاق،كنت سأحصل على استثمار جيد"
"هل تريد تنازلا خطيا مني أنني لاأريد فلس منك عند الطلاق...هل هذا يثبت لك أنني لاأريد مالك؟"
ألا يدرك أنها كانت تحبه رغم كل شئ؟حقا هذا فضيع،كان يتكلم عن علاقتهما كما يتكلم عن صفقة تجارية مع أحد زبائنه.
"أنصحك بالطاعة،ليندا،كنت تنعمين بسعادة كبيرة في بداية فترة زواجنا،بامكانك أيظا استعادة هذا الدور،تعرفينه جيدا.."
"لا"صرخت بحدة ورفعت يدها لتصفعه،لكنه لم يترك لها المجال وأمسك يدها بسرعة.
"انتبهي يا لينداعلى كل حال ليس لديك خيار آخر"
ازداد قلق الفتاة،فلاجدوى من طلب مساعدة رجال الطاقم،لأنهم بالطبع سيقفوا الى جانب ليو،أما ليو فسيبقى أصما أمام توسلاتها،قسوة ملامحه كانت ترعبها.
"اذن لن تعترضي؟طبعا،أنت لست من وضع قوي،نفسيا...لنكن صريحين لمرة واحدة...ماريزا أخبرتني بكل نواياك..."
تأملته ليندا بخوف،ماريزا...ماريزا...دائما ماريزا...ماذا اخترعت أيظا؟
"أنت اعترفت لها بدوافعك الخسيسة للزواج بي،بالتأكيد،لم يكن ضمن خططك انجاب طفل...لكنني اصر على ذلك"أضاف مهددا.
أرادت ليندا أن تصرخ مدافعة عن برائتها،لكنا كانت عاجزة عن النُطق،ظلت كالمشلولة تنتظر،بينما اقترب ليو منها ببطىء.
"حان الوقت لإجراء الحسابات للحقيقة،كل ما تملكينه هو ملك لي،هذا الثوب مثلا...لقد دفعت ثمنه من مالي،ويبق لي استعادته"
وبسرعة مزق الثوب الحريري الذي كانت ترتديه أرعبتها نظراته العنيفة،فأغمضت عينيها.
"لست أدري لما أكرهك أكثر ليندا،الأنك قتلت طفلي أم لأنك قتلت ثقتي بحكمي عليك،ظننتك طاهرة بريئة...كان يجب أن أكون أكثر دكاءا،لم تكونني تترددي على أكبر دور الأزياء لو كنت طاهرة عفيفة،كان ذلك فقط من أجل بيع نفسك بأغلى ثمن..."
"لا..."
تردد صراخها في الغرفة كانها حيوان جريح،أصبحت شاحبة كلأموات وأحست بقلبها يتمزق،أبدا لم تتعذب بهذه القسوة،ولاحتى في ذلك اليوم الذي أعلنت فيه ماريزا لها عن علاقتها بليو.
"بلى ليندا" أصر وهو ينحني نحوها.
أدارت وجهها لكنه أمسك ذقنها وأجبرها على النظر مباشرة في عينيه.
"هيا اعترفي"
"هذا ليس صحيحا"وانهمرت الدموع من عينيها حتى وصلت الى أصابعه.
"منافقة،ألست نادمة"
"أنا لا أكذب"اعترضت بقوة اليأس.
"لاتتعبي نفسك بلعب دور القديسات" قال بسخرية.
"كلانا يعرف الحقيقة،أنا وأنت،ولكن كم أنا آسف لأنني أكتشفت متأخرا و بعد زواجنا كل ألاعيبك،الا أنه لا يزال هناك وقت لانتقام"
"ليو..."
"لاتحاولي اثارة شفقتي أمثالك من المخادعين يجب أن يدفعوا ثمن أفعالهم"
اجتاحها خوف كبير عنما لامست شفتاه شفتيها،كان يمسك يديها بحزم ويمنعها من المقاومة،رغم كل محاولاتها،كانت تدرك الواقع،أبدا لن تربح المعركة معه،غضبها يُضاعف قواه،ولن يتركها أبدا.
أحمر وجهها من الخجل والاهانة فضمت قبضتيها وشفتيها بتحد صامت،في وجه كل منطق،كان جزؤ من كيانها يسؤ من تفوق ليو عليها ويخضعها لنوع من الابتهاج.
"ليو..."
صرخة اضطراب خرجت من أعماق نفسها،عاصفة الرغبة تهددها وترميها في تيار مريع،حاولت التصرف وعدم الاستسلام لهذه الانفعالات المتزايدة في الاشتعال.
لكن انعالاتها وصلت الى نقطة لارجوع وحطمت أخر حاجز لمبادئها الخلفية،بسرعة فائقة،نسيت حقدها على ليو ووجدت نفسها تنتقل الى الماضي،الى أيام شهر عسلهما المشرقة.
"ليو..."
بينما كان يقبلها،بدأت ترتجف بقوة،منذ أن دخل حياتها والخوف يلازمها،وهي تفهم الأن لماذا:لأنها ماتزال تحبه،يالها من فكرة مرعبة.
هذا الاكتشاف يحيرها في الواقع مشاعرها لم تخنها،لكنها عبرت عن حقيقة مدفونة غي أعماق كيانها،كيغ تعترض الآن في وجه هجومات ليو التي تزداد عنفا؟
دفعتها موجة جديدة جعلتها تمد يديها لتلمسه وتضم كتفيه بكل قوة قبل أن تغرز أصابعها في شعره،من شدة حمقها لم تعر انتباها لتغيير موقف ليو،نهض واستند على ذراعه وابتعد فجأة،لكن الفتاة لم تكن قد انتبهت على الفور،فقط صوته القاطع كالسكين الحاد أجبرها على فتح عينيها،اللتين جحظتا من الدهشة،أمسك بوجهها بعنف وأجبرها على النظر الى صورتها في المرآة الكبيرة التي على الحائط المواجه.
"انظري جيدا،ليندا" قال بحدة.
"تاملي الوجه المنافق،لقد تزوجتني من أجل ثروتي ووضعي الاجتماعي أعلم ذلك،طالما أن ماريزا أخبرتني بأطماعك الا أنني أحب سماع هذا الاعتراف من فمك"
لم تتمكن ليندا رغم شهورها بالذل من رفع نظرها على المرآة حيث لم تتعرف على نفسها بهذا الجسد
"أرجوك،ليو..." توسلت اليه بصوت هامس لكنه لم يكن قد أشبع ضمأه للإنتقام.
"لاتتحملين هذا المشهد؟؟؟"سألها بسخرية."أتجرؤين بعد غلى الادعاء بعدم الاحساس بشىء؟كيف أمكنك أن تنفي رغباتك؟؟"
هزتها ارتجافة قوية،فأغمضت عينيها كي لاترىملامح وجهه الخالية من أي شفقة،كل هذا بسبب ماريزا التي أفسدت علاقتهما...
ليو يعتقد أنها تزوجته من أجل ماله...ولكن ألم يتسبب باذلال زوجته؟ألم يتزوجها فقط لآسباب دنئية؟؟ولكن بالتأكيد غرور الذكر اليوناني ومزاياه المتعجرفة تفسر جزءا من تصرفه:في نذا البلد النساء يجب عليهن الخضوع لسلظة ازواجهن دون أن تطالبن بشئ..
وهو مع ذلك بتهمها بالمكر والنفاق.
"أوه لاتقلقي.."أجابها بجفاف " لن أتركك غير راضية،ولكني أصر على مواجهتك بحقيقتك:تزعمين اللامبالاة والاحتقار،جسدك يخونك،أنت ترغبين بي أليس كذلك؟
وأحاط أصبعه بخصلة من شعرها بشكل آلما،فصرخت واحمر وجهها من الذل...
" أنت أيظا تشعر بنفس الشئ"
"نعم هذا صحيح"أجابها ببرود
عندما لامست أنفاسه عنقها فقدت السيطرة على نفسها،وتسارع نبضها،وبدأت ترتجف بينما تربدد كل غضبها وترك مكانه للرغبة والأشواق.
" يالهي،ليندا"صرخ ولم يعد قادرا على الصبر.
الماضي والمستقبل توقفا عن لوجود،ليو وليندا ينغرفان على لحظة أبدية عندما كان كل منهما يتجاوب مع الآخر،هذا وكأنهما يرقصان على أنغام موسيقى واحدة.
فيما بعد عندما هدأت ثورتهما شعرت ليندا بأنها تتأرجح بين الآرض والسماء،في سعادة كاملة.
عندما استيقظت كان انعكاس الماء يتراقص على سقف الغرفة،احتارت وهي لاتعرف أين هي،فأدارت وجهها ورأت ليو لايزال نائما الى جانبها،في هذه اللحظة اخترق قلبها ألم كبير بينما عادت كل ذكريات الأمس الى ذهنها كيف أمكنها أن تهبه نفسها؟...بكل ارادتها...حتى أنها لم تحاوول المقاومة،اللعنة: لقد شجعت حميته ورغبت بعناقه،من كل روحها.
امتلأ قلبها بالأسى،فنزلت من السرير بهدوء،ثوبها ممزق على الأرض...
"ملابسك في الخزانة"
انتفضت بخجل وذل والتفتت فرأت ليو يراقبها مبتسما
" أنا أمرت بنقل بعض ملابسك الى المركب عندما علمت بخطتك للهرب"
ثم نهض واقترب منها،تسمرت ليندا مكانها غير قادرة على الحركة وأغمضت عينيها لتخفي دموعها.
"تبكين؟لماذا؟من الخجل أم من الندم؟"
هزت رأسها بحزن،بينما ضمها اليه بحنان كبير
"ليندا ... ليندا... بامكاننا أن نعيش بسعادة معا،مع طفلنا...أطفالنا"
"ينقصنا الحب" أجابته بصوت مرتجف " أنا..."
"لا..لا تقولي شيئا..لنمضي هذه الأيام بسلام كما لو بدئنا من جديد،هذا ممكن،ليندا يجب أن نحاول...فكري في الطفل الذي ستحملينه في أحشائك..."
انها تحبه،نعم تحبه أكثر من أي شئ في هذا العالم،وهو قدم لها الكثير...لكن هل ستجرؤ على مسامسحته على علاقته بماريزا؟ ليو كان يستغل زوجته الشرعية كحجاب ليحمي عشيقته وشرفه، هل ستتمكن ليندا من لعب هذا الدور،أن تكون زوجته وأم أطفاله أمام أعين الناس بينما امرأة أخرى تحتل المكان الأول في قلبه.؟
"ليندا..."
"ليو أنا..."
"يالهي هل تسببت لك بالألم" صرخ فجأة وهو يداعب بلطف شفتيها الرائعتين.
"أنا آسف..."
كيف ترفض كل هذا الحنان؟على كل حال،هي أسيرته ولايكنها الهرب...
"سأكون أكثر لطفا ومحبة في المرة القادمة"
|