استدارت فى مقعدها ضامة قدميها تحتها وفتحت عينيعها تتامل جانب وجه وجه "نك" وهو يقود السيارةكان جذابا بصورة خطيرة فى ظلام السيارة يبدو شعره الاصفر اكثر لمعانا فى تناقضه مع هذا الظلام .لقد كانت دائما تجده جذابا اشبه بصخرة تعلم انها يمكنها ان تاوى اليها كلما احتاجت المساعدة , وهاهو يهب لمساعدتها مرة اخرى , ولكن الامر اصعب هذه المرة لان تتقبله فى حياتها
لقد شبت عن الطوق وصارت اكثر اعتمادا على نفسها .ولولا ما اصابها من فزع يوم الجمعة , لكانت عادت الى مسكنها , واخذت قسطا من اانوم ووصلت لنفس النتيجة التى وصل اليها "نك" وهو ان تتصل بالسيد وورثنجتون ولو كانت الامور قد سارت على هذا النحو لما ظهر "نك" فى الصورة
وبدلا من هذا هاهو ذا يمثل دور خطيبها , وان كان لم يعرفها لرفاق الحفل بهذه الصفة , فلم يكونوا ممن يجب ان يعلموا بما يجرى ولم يكن الخاتم من شانه ان يوحى بهذا الامر.
ونظرت الى الخاتم فى اصبعها , كان جذاب فعلا واقنعها "نك" ان يظل فى اصبعها حتى بعد انتهاء هذه الخطبة المزيفةوهى تعلم كم سيكون غاليا عندها لانه جاء من "نك"
هل مر عليها يوم حلمت فيه ان يكون زوجا لها حتى فى
احلام المراهقة ؟
بالتاكيد لا لسبب واحد وهو انه رغم استعداد "نك" دائما لان يهب لمساعدتها كل يوم فقد كان واضحا معها فى انه يعتبرها مصدر ازعاج له ومن الصعب على فتاة ان تحلم برجل على ان يكون رجلها على هذا الاساس
وهناك سبب اخر هو ان "دانى" تدرك جيدا انه ليست صاحبة النمط الذى يرغبه , لا من الناحية الجسدية ولا العاطفية فمن الناحية العاطفية يفضل "نك" المراة الرزينة الهادئة المتباعدة بنفسها الى حد ما و"دانى" تعرف نفسها حق المعرفة بما هى عليه من اندفاع , كثيرا ما كان يورطها فى مواقف تستدعيه ان يهب لانقاذها
وكانت تعتقد انها تجاوزت هذه الصفة فيها , ولكنه هاهو ذا يتدخل لانقاذها مرة اخرى, واقسمت "دانى" ان تكون هذه هى المرة الاخيرة ومهما يحدث لها فلن تلجا اليه بعد الان
ولابد انها راحت فى النوم لان الشىء التالى كان "نك" وهو يوقظها فى رقة وحنان وفور ان انتبهت سالها :اين مفتاح سكنك؟
وبعد لحظات فوجئت به يحملها الى داخل سكنها وذعرت فقال مطمئنا ومداعبا :
من الممتع ان احملك كما كنت افعل معك وانت طفلة , اتعلمين ان وزنك لم يزد كثيرا على ايامها ؟
ان السيدات التى اصادقهن يقصمن ظهرى تقريبا لو حاولت ان افعل ذلك معهن
فردت عليه فى خجل :انا سعيدة ان سببت لك هذه المتعة .هلا انزلتنى ؟
انزلها ثم ضمها وقال :لقد افتقدتك كثيرا يا "دانى" والغريب فى الامر انى لم ادرك ذلك الا حينما عدت الى الظهور مرة اخرى فى حياتى
_اعرف ذلك لقد افتقدتنى كما يفتقد المرء صداعا قديما
-لو كان احد قد سالنى , فغالب الظن انى كنت ساقول له ذلك ولكن هذا غير حقيقى يا "دانى" ان لك طريقة فى جعلى صادقا مع نفسى فانت لم تظهرى قط انبهارا بما احققه ولم تقدمى لى اى فرصة لازهو بنفسى اكثر من قدرها لقد كنت اشبه بدبوس يغرس فى بالون غرورى
ونظرت اليه بشك وقالت :لست ادرى هل اخذ هذا الكلام على انه مديح ام شكوى
يكفى ان اقول انى سعيد بانك عدت تطلبين منى المعونة
هزت راسها قائلة :لقد كنت افكر فى هذا الامر وانا عائدة الى مسكنى الليلة ولو لم يصبنى ما اصابنى من فزع ,لما ازعجتك بهذا الامر واشاحت ببصرها بعيدا واردفت اننى جد اسفة ان افسدت عليك نهاية الاسبوع مع ليتيتيا
ولما لم يعلق اجبرت نفسها على التطلع اليه ووجدت تعبيرات الجفول على وجهه وقال لقد نسيت كل شىء عنها فى خضم احداث هذا الاسبوع
_لايمكن ان تنساها , انها تملك كل ما يعجبك فى المراة
_اعلم ذلك وقد امضيت العام الماضى كله اتودد اليها
ونظرت الى ساعتها وقالت اتعلم كم الوقت الان ؟
فقال :اعلم ان لك ان تستريحى ولكن هل يمكننى البقاء هنا افضل من ان اقود السيارة خمس واربعين كيلو اخرى
_بالتاكيد يمكنك البقاء ولكن لن تنال قسطا من الراحة , فسوف تقضى الليل على الاريكة وسيظل مفين يصعد ويهبط على جذعك
_مفين ؟الا تزالين تحتفظين بذلك القط زرى المنظر الذى عثرت عليه منذ سنوات ؟
ابتعدت عنه وضمت ذراعيها امام صدرها قائلة :انه لم يكن زرى المنظر كان جائعا فقط ,وقذرا ويشعر بالبرد
_ومهزوما فى عدة معارك
_وماذا بعد ؟انه لايبغى الفوز فى مسابقات جمال كل ما يريد هو ان يعيش
دار ببصره فى المكان وسال :واين هو الان ؟
اجابت من المحتمل انه نائم فى السرير ولكنه سيكتشف امرك لو حاولت البقاء
_لقد كانت مجرد خاطرة ,وعلى العموم فلدى عمل يجب انجازه فى الصباح الباكر ثم عاد يدور ببصره فى المكان : امتاكده انك فى امان بمفردك ؟
_وماذا لو قلت لا ؟هل ستستاجر حارس شخصى لحراستى ؟
_انك تاخذين هذا الامر باستخفاف ولكننا لا نعرف رد فعل الرجل لو اكتشف الامر
_لن يجد مبررا لملاحقتى
_الا تتصورين ان يعتقد انك انت من وشيت به ؟
واقشعر بدنها ,ان هذه الفكرة كثيرا ما واتتها وهى فى فراشها فى منتصف الليل ولكنها كانت تحاول ان تقنع نفسها بخطئها , والان تجد نفسها متوترة عندما صرح بها "نك"
ولذا وجدت نفسها ترد فى شىء من الخشونة :فرانك ليس مؤذيا يا "نك" انه ليس من النوع العنيف
_كما تشائين
وتقدم منها وربت خدها باطراف اصابعه :لا ادرى لماذا اقلق دائما عليك ربما كانت عادة من اثار الطفولة
_ساكون بخير واعتقد انه لم يكن ثمة داع لكل ذلك , وان تقحم نفسك فى الموضوع
_ولكنى اقحمت بالفعل ومال وطبع قبلة على خدها
لم يفهم "نك" لماذا لايريد فراقها .لقد كانت مشاغباتها وازعاجها سببا لان تجعل مراهقته فترة مرتبكة ولو سئل لاجاب بان وجوده مع دانييل ديفيرو فى مكان واحد ليس بالامر المستحب له
فلماذا يزداد شوقا فى ان يظل بجانبها او يتلمس المعاذير ليناديها او يقضى الوقت معها , او يمسك بها , او يقبلها ؟