الفصل (3)
حين وضعت دانى السماعة كان وجهها ابيض شاحبا وقالت :انه قادم الى هنا
_لقدفهمت ذلك وانت تعطيه البيانات ولكن كيف يستطيع الوصول الى هنا ؟
_حسنا انى ارى انه ليس من المستحسن الا نشاهد معا فى العلن
_فهمت وتراك الان تشعرين وكانك بطلة فى احدى
قصص التجسس
_لا مجال لذلك فاغلب الظن انى سافقد وظيفتى بنهاية هذا الامر ثم حملقت فيه قائلة :الا ترتدى ملابسك ؟
_ونظر الى صدره العارى وقال :انه قادم لزيارتك انت وليس لزيارتى انا
_ارجوك يا نك لا داعى لهذه اللهجة اللاذعة اننا سنرحل من عندك فور ان ننتهى من لقاءنا
_يؤسفنى الا تفكرى فى ذلك قبل ان تهبطى على ليلة امس
_لا تحزن اعدك الا اقحمك فى مشاكلى بعد اليوم طوال عمرى
وبعد ساعات كانت دانى تجلس محملقة فى نك ,لقد صدمها ان تدرك ان وعدها هذا قد اضحى ابعد ما يكون عن التحقيق
لقد بدات الحوادث تتوالى بوصول السيد وورثنجتون ففور ان قصت عليه مخاوفها كان رد فعله غير متوقع,فقد استاذن فى اجراء اتصال هاتفى ,واتجه الى الغرفة الاخرى وحين عاد,اخبرهما ان مخبرين من وكالة الاستخبارات الامريكية فى طريقهما للحضور
وازداد الامر سوءا بوصولهما وقد اندمج ثلاثتهم _بعد ان تفهم موظفوا الدولة الموقف_فى وضع استراتيجية لمواجهة الموضوع
قال الرجل الذى قدم نفسه على انه صامويل ادامز
_اهم شىء الا تثير الانسة ديفيرو شك هذا الفرانك ديكنز اننا نريد منها ان تراقبه وتحاول التعرف على كل من يتصل به بخصوص هذا الامر وعلى ذلك فعليها ان تتصرف كما كانت فى الماضى تماما
_ولكن لن يمكننى ان استمر فى علاقتى السابقة معه وانا اعلم انه جاسوس
_ونظر الرجلان الى بعضهما ثم قال احدهما :لست مجبرة على ان تستمرى فى هذه العلاقة
_وهل تتصور ان اقطع علاقتى به دون اى تفسير افلا يثير ذلك شكه
_فلتذكرى له انك قد تعرفت على شخص اخر
_وماذا سيظن حينما لا يجد رجلا اخر فى حياتى حقيقة ؟
_فلتنشئى علاقة مع غيره اذن
_ولكننى لا اعرف احدا, الاتفهم ذلك ؟ان عملى يمتص وقتى لدرجة تبعدنى عن اى ارتباطات اجتماعية ولم تنشا علاقتى بفرانك الا من خلال العمل فهو رئيسى وكثيرا ما كنا نتاخر فى العمل معا وشيئا فشيئا تطورت العلاقة بيننا لهذا السبب
وعند هذه النقطة تدخل السيد وورثنجتون سائلا عن علاقتها بنك ,الذى كان قد قابله لدى الباب واعتذر فى دبلوماسية بعد ان قدم نفسه له ,واختفى فى احد ارجاء المسكن
وحين شرحت لهم ان نك من معارفها منذ الطفولة ,وتربط اسريتهما ببعض علاقة الجوار, طلب احد موظفى الاستخبارات ان يشترك نك معهم فى الحديث
وبعد ان قدموا له الخطوط العامة للموقف ساله احدهما ان كان على استعداد للتعاون فقال
_لست ادرى ما دورى فى الامر ولكنى على اتم الاستعداد للتعاون
_ان خطتنا هى ان تلعب دور حبيب جديد لدانى, خلال عدد من الاسابيع التالية الى ان نتمكن من جمع الادلة الكافية ضد الرجل
وكانت تعبيرات وجه نك تدل على انه سيستغل كل مواهبه فى التمثيل لكى يتمكن من ان يلعب هذا الدور
تدخل السيد وورثنجتون فجاة :والافضل ان تحضر دانى يوم الاثنين وفى اصبعها خاتم خطبة اذ سيكون هذا ادعى لحبك الخطة
كانت هذه هى اللحظة التى شعرت عندها دانى بالصدمة ,ولم يكن شعور الرعب على وجهها باقل مما كسا وجه نك
_لحظة لا اعتقد انى ساوافق على اى خطبة
_بالتاكيد لا ولكن كل ما نطلبه هو نوع من التمثيل كان تنتظر دانى بعد ساعات العمل , وتتعرف على فرانك بهذه الصفة , وتبدى بعض الاهتمام العاطفى بالفتاة ,ثم يمكنك ان تختفى , وتتولى الانسة ديفيرو اى مهمة توكل اليها بعد ذلك
ولم تدر دانى ماذا تفعل , كيف تتطور الامر الى خطبة مزيفة , ومع نك من دون سائر البشر ,خرجت من صمتها وقالت :ربما يمكننى ان اتظاهر بانى تعرفت على شخص من خارج المدينة الا يكون هذا مجديا ؟
_اذا كنت تحبذين هذا فهذا امر متروك لك
وتنهدت فى ارتياح قائلة :نعم هذا افضل وابتسمت لنك واستطردت :وهكذا اعفيك من التورط فى الامور اكثر من ذلك
ولم يشاركها نك ابتسامتها بل سال والجد يكسو وجهه : وهل سيكون هناك خطر على دانى ؟
ورد رجل الاستخبارات :بل سنعمل كل ما فى وسعنا لحمايتها , وان كنا لا ندرى بعد رد فعل الرجل اذا احس بشىء
_اذن فعلى دانى ان تستقيل فورا
وهبت دانى واقفة صائحة :واترك مستقبلى فى الشركة هذا مستحيل
_دعك من الانفعالات العاطفية يا دانى , اننى اقصد فترة التحقيقات فقط
انبرى ادامز قائلا :ولكنا فى حاجة ماسة اليها , ان الخطة مبنية عليها فهى الوحيدة القادرة على مراقبته , وتحديد اذا كان يفعل شيئا يثير الشك ام لا
وكان صوته مؤدبا , رزينا ومنطقيا
_فى هذه الحالة افضل ان اكون فى الصورة , حتى ولو كان ذلك بشكل هامشى , ونظر لدانى نظرة لتكف عن اى جدل
ولم تفهم دانى سر تصرفه , ما الذى يهمه اذا كانت فى خطر ام لا ؟انها تشعر احيانا بان نك يتعمد ان يتصرف بصورة متناقضة مع طباعه لا لشىء الا ليثير حيرتها
وحين ان اوان انصراف الرجال , كان الارهاق قد حل بها كلية , ووقفت تراقب نك وهو يصحبهم الى الباب
وما ان عاد حتى قالت : من الافضل ان انصرف الان
_لست ادرى ما شعورك ولكنى اشعر بالجوع ,لماذا لا نذهب الى مكان نتناول فيه غداءنا اولا
وبدا لها انه نك الذى كان يحمل همها دائما , واستراحت نفسها قليلا بعد كل ما عانته فى اثناء مناقشة نك والرجال الاخرين للموقف , قالت فى حنان : انا _حقا _اسفة لكل ما حدث
ولف ذراعه حول خصرها وضمها ضمة خفيفة وقال
_لا تهتمى بذلك فلن يستغرق الامر سوى ايام , قد تصل الى اسبوعين على الاكثر , وامسك يدها وبسط اصابعها على راحة يده وقال : يجب ان نفكر فى امر الخاتم , لماذا لا نفكر فى هذا بعد الغداء
_لا اظن انها فكرة صائبة
اتجه الى الباب وفتحه ثم قال وهو يغلقه ورائهما : سنتحدث فى ذلك بعد الغداء
ان المشكلة مع نك انه دائما يعرف طريقه جيدا