________________________________________
"ترا الرحله اليوم بالليل "
وجهت نظراتها لفهد باستغراب " وش رحلته ؟"
"رحلة العلاج ياحبيبتي "
صدت عنه...
بتخفي ..دموعها .... وضعفها ... وانكسارها ...
العلاج .. يعني مرض ... والمرض ... يعني ضعف وهوان ..
"فهد انا مابي اتعالج ... انا مب مريضه "
.
.
اكيد مب هاينه عليها نفسها ...
حتى هو مب هاين عليها يشوقها ذبلانه وتعبانه ..
"هيفاء ... المرض مب عيب ... المرض ابتلاء ولازم نصبر عليه ونحتتسب الاجر "
مسك يدها بحنان " ياحبيبتي هونيها وتهون ... واستمري على الرقيه .. والعسل .. وماء زمزم .. ومع العلاج وبأذن الله ربي مايخيب لك رجا "
مسحت دموعها " وين بتوديني؟"
رد بابتسامه " مكه ... رحلة العلاج راح تبدأ من مكه "
هيفاء " وبعدين ؟"
" ماراح اقولك ... جهزي نفسك الحين ... بنروح نتغدى عند اهلي "
ردت مرتبكه "بس"
قاطعها "كلهم ينتظرونا هناك ... بتفشليني يعني؟"
ابتسمت من بين دموعها " ماعاش من يفشلك "
رد بابتسامة حب " اجل يله .. تجهزي بسرعه وانا وهنودي ننتظرك "
.
.
كلامه الطاهر دخل قلبها ..
وحسسها بطمأنيه دايم تفنقدها ...
الحين بس ... حست بنعمة الزوج لما يكون ملتزم ...
يارب سامحني على كل اللي سويته فيه ..
\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\
" عاليه ... انا بروح بيت ام فيصل ربع ساعه واجي.. البنات امانه عندك "
طلعت من البيت بعد صلاة العصر على طول ...
من اليوم وهي تتصل على جود وماترد ...
اكيد فيها شي ...
.
.
سلمت على ام فيصل ودخلتها البيت ...
"خالتي وش فيها جود بسم الله عليها .. من اليوم ادق عليها ماترد "
ردت بضيقه " والله مادري يابنيتي .. من امس وهي منعقسه .. حتى النوم مانامت ... قمت الساعه تسع ولقيتها صاحيه مانامت "
ياسمه " اخاف تعبانه "
ام فيصل " لا شكلها متضايقه من شي ... بس ليتها تعلمني وش فيها ... حتى سألتها ماردت علي ... واخرتها دخلت الغرفه وصكت على روحها "
باسمه " طيب ولاعليك امر .. ممكن تنادينها "
.
.
" انا تعبانه .. ممكن تتركيني "
تراجعت للصاله بخطوات يائسه ..
"والله مادري وش اقول ياباسمه .. ماعطتني فرصه اتكلم ولا اقولها انك تبينها "
باسمه " الله يعينكم "
لولوه " طلبتك روحي كلميها .. يمكن تقولك وشفيها واتطمن "
.
.
طقت الباب بهدوء ...
"لوسمحتي ابي اناااااااااااا..."
قاطعتها " جود انا باسمه "
طالعتها بابتسامه ذبلانه " باسمه !! ... تعالي "
.
.
تقدمت وهي تطالعها باستنكار ...
وجهها الذبلان .. وعيونها الغايره ... والحزن اللي طاغي على ملامحها ...
حسستها بأن اللي فيها شي كبير ...
"جود شفيك ؟!"
ردت بشبح ابتسامه " ابد مافيني شي ... بعدين وش هالزياره المفاجأه ؟"
باسمه "كسرت جوالك اتصالات وماتردين ... قلت اكيد البنت فيها شي "
جود "لا بس متضايقه شوي "
باسمه بغمزه "اخاف حنيتي لبيت عمك "
جود " ولا جو على بالي "
باسمه " اجل شفيك ... امك خايفه عليك .. حاكيها وطمني قليبها "
جود بغصه " هذا البلا ياباسمه ... هذا البلا "
باسمه " مافهمت "
دمعت عيونها "ماينقال ياباسمه .. والله ماينقال "
باسمه بأصرار " جود ... لازم تتكلمين .. ماراح اطلع الا لما اعرف شفيك "
طالعتها بعيون شاخصه ... غرقانه دموع ...
بشفايف مرتجفه ...
تبي تتكلم ...
تبي تفجر بركان بداخلها
بس لا ... ماينقال ... ماينقال ..
.
.
غطت وجهها بيديها ..
"والله ماقدر اتكلم ياباسمه ماقدر "
بكت بكل مافيها من حيره ... وحزن ... وقهر ...
ياليتني سمعتها من غيرك ...
يمكن اقول كذاب ..
\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\
"منور لاتحاولين ... قلت مب طالعه .. يعني مب طالعه "
ماتدري ليش مصرين يخلونها تطلع عند هيفوه ...
الاميره ديانا على غفله .. وعععععععععع
"كيفك ... بس ترا امي وفهد بيزعلون عليك "
قالتها منيره وطلعت ...
اصلا امي وفهد غلطانين اذا مفكرين بيزعلون انفسهم علشانها هي وامثالها ... الله يمحيهم من هالدنيا ...
.
.
"الحلوه زعلانه !!"
تجمدت بمكانها ... ابد ماتوقعته يجي ..
قامت من مكانها بارتباك "هلا فهد "
" يقولون مب نازله .. قلت مو مشكله انا اطلعلها .. تستاهل هذي نجيل "
باست راسه " مشكور فهد "
فهد "انا بسافر "
تفاجأت " متى؟"
فهد "اليوم بالليل ... بروح مكه ان شاء الله ... وش رايك تخاويني "
فرحت "صدق !! ... ياليت والله "
فجأه سكتت ... وغيرت ملامحها .. تذكرت هيفاء "ودي بس .."
"عشاني ... عشان اثبت لك اني ماغلطت يوم رجعت هيفاء "
حست بلهجته رجا ...
حست انه مستعد يسوي أي شي بس عشان تروح معهم ..
"خلاص فهد بروح معكم ... بس تراعشانك "
فهد "يسلم شانك ... اجل خلك جاهزه الفجر بنمرك "
نجلاء " توك تقول اليوم بالليل "
فهد بغمزه " علشانك ... بكنسل الحجز وبنخليها بالسياره "
"يسلم شانك ... صح والا غلط "
تعالت ضحكاتهم بمحبه
فهد ...
ليت مثلك بهالدنيا اثنين ..
\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\
طلعت من عندها بعد ماباءت كل محاولاتها بالفشل ...
كل ماتبي تتكلم تسكت وتصيح ...
اكيد السالفه مب هينه ....
"ها يابنتي ... عرفتي منها شي "
كانت متأكده انها تنتظرها على نار ...
"لا تخافين ياخاله .. بس شوي مشاكل بالمدرسه وان شاء الله بتنحل "
ماعرفت وش تقول .. بس لازم تطمنها ..
.
.
طلعت بسرعه قبل ماتغيب الشمس ..
ضجه ...
واسعاف ...
ودم ...
وجثه صغيره مرميه ع الارض ..
"عبييييييييييير"
\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\
رمت شنطتها ع الكنب .. وجلست ع الكرسي بوهن ...
"اااااااااااهـ ... تعبت .. احس اني بولد من كثر المشي "
ام نايف بعتب " خبله انتي ... امشي بالعربيه احسن لك ... والا وش خانة زوجك معك "
وصايف " والله يمه هو مايقصر ... ودايما يقنعني اركبها .. بس وش ابي فيها .. الله لايحوجني "
ام نايف " المهم .. وش قالت لك الطبيبه .. ولد والا بنت ؟"
وصايف " ما سألتها ... ولا ابي اعرف اصلا ... اهم شي يكون بصحه وسلامه "
ام نايف " يابرودك ... لازم تعرفين وش اللي فبطنك عشان تعرفين وش تجهزين "
وصايف " لاحقين يمه ... بعدين بدري على التجهيز .. اذا دخلت الثامن ان شاء الله بجهز "
ام نايف بابتسامه " على طاري التجهيز ... جهزي نفسك بكرا "
وصايف " وين؟"
ام نايف " بنخطب لأخوك "
عدلت جلستها " من ؟؟"
ام نايف " من يعني .. شهلا بنت عمك "
انصدمت " شهلا !!"
ردت باستغراب " ايه شهلا .. وشفيك انخطف لونك "
ارتبكت " مافيني شي .. بس يمه نايف الى الحين ماكون نفسه .. يعني لاوظيفه ولا بيت ولا راتب .. من وين بيعيشها "
ام نايف بغرور " الحمدلله .. مايحتاج لا بيت ولاوظيفه ... البيت بيعيشون معي ببيتي .. ومابقصر عليهم بشي "
سكتت ...
اكيد نايف مايدري ... لازم تعلمه ..
\\\\\\\\\\\\\\\\\\
جلست بالصاله ...
بتنتظره على احر من الجمر ...
الهام تقول هو بيتصرف ...
بس لازم تتأكد بنفسها ...
جتها امل وبيدها صحن لقيمات ...
طالعتها باستنكار "لقيمات !! ... وش هالمسكه "
امل " اسألي خالاتك .. الهام وايمان صايمين البيض ومسكت معهم لقيمات "
اميره " ياحظهم بالاجر ماشاء الله .. وانتي وش عندك ماصمتي معهم "
امل " برمضان ان شاء الله ... أي صح انا اصلا جايه بتهاوش معك "
اميره " ليش ؟"
امل "يقولون بتطلعين الخايس رجلك من السجن "
اميره " امل لو سمحتي لا تتدخلين ... ولا تقولين يقولون .. اعرفها الهام اينه بالاسرار .. اخاف انتي اللي راميه اذونك بغرفتي "
امل " الزبد هاني عرفت .. وانقهرت .. وودي اتوطى ببطنك "
.
.
اول مادخل ابراهيم تركتها وقامت ...
امل ماعندها الا الدجه ....
" ها .. ابراهيم ... سويت شي ؟"
ابراهيم "هالامور ماتخلص بكم ساعه ... صبرك علي شوي "
اميره " الله يصبرني ... معليش تحملني ... بتعبك معي "
"لا تقولين هالكلام ... ماسويت الا الواجب "
ياليتك من زمان كذا يا ابراهيم ... كان ماصار اللي صار ...
.
.
كلهم اتجهت خطواتهم للدرج ...
اميره ..
وابراهيم ..
وامل ..
.
.
لعذاري .. وخطواتها المتسارعه .. وصياحها ...
"ابراهيم تكفى بسرعه ودني المستشفى ... اختي
عبير تعبانه "
\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\
او ل ماشاف رقمها رد بسرعه "هلا والله ام نايف ... اوووه .. قصدي ام فواز لايزعل علينا طلولي "
ردت وصايف معصبه " تصدق انك فاضي ... المهم .. وينك انت الحين ؟"
نايف " بكفي قريب من البيت .. بجي الحين تبين شي؟"
وصايف " لامابي ... بس تعال بسرعه ... امي مرسمه عليك انت وشهلا وتقول بتروح بيت عمي بكرا "
ترك طلبه ..
وراح
.
.
دخل البيت بسرعه ..
وكانت وصايف بانتظاره ...
"وين امي ؟"
"فوق بالصاله مع ابوي "
.
.
"هلا والله بالمعرس "
قالها ابوه اول ماشافه ... ابتسم ابتسامه صفراء وجلس ..
امه بابتسامه"اكيد قالت لك وصايف .. عاد بكرا بحاكي امها ... وبعدها الامر بينكم يالرجاجيل "
"بس انا مابي اتزوج "
عصبت امه "وشو !! ... هذا وانا اقول ولدي كبر وصار رجال "
"وحتى لو تزوجت .. ماراح اتزوج شهلا بنت عمك "
احتدت ملامح ابوه " افا .. ليش وشفيها بنت عمك "
" مافيها شي .. والف من يتمناها .. بس مو انا "
الاب " يعني تبينا نقولهم ولدنا مايبي بنتكم ... تبينا نكسر بخاطر البنيه "
" يبه حتى هي مالها رغبه فيني "
امه بسخريه " تتشرط بعد بنت فطيم ... بعدين انت وش دراك ؟"
" وصايف سألتها "
الاب " البنت مالها شور ... الشور بيد اخوانها "
" طيب بسألك يبه ... لو وصايف مالها رغبه تتزوج طلال كنت بتزوجها غصب "
الاب " لا والله ماغصبها "
"خلاص اجل اعتبرها بنتك "
الاب " والله هي بحسبة وصايف .. بس انتم من يومكم صغار مسميين لبعض .. واذا تزوجت غيرها بيقولون الناس ترك بنت عمه وتزوج غيرها ... اكيد فيها بلا ... ومحد بيخطبها ... وبنت اخوي ماتهون علي "
"بتتزوج اللي احسن مني ان شاء الله "
الام "يحصل لها احسن منك "
" شكرا ع المجامله اللطيفه يمه "
الاب " ياولدي والله اخاف اطاوعك اتحسف "
" بتتحسف لو زوجتنا غصب "
الاب " اتركني افكر اول "
ياااااااااارب يوافق ويقتنع
\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\
دخلت المستشفى مثل التايهه ...
صحيح معها ابراهيم ... بس عقلها وفكرها كله مع اختها ..
.
.
اول ماشافت باسمه صرخت فيها " باسمه وشفيها عبير ؟"
ماجاوبها غير اهات .. ودموع .. و " حسبي الله ونعم الوكيل "
.
.
مسكت كتوفها وهزتها بعنف " باسمه ردي علي ... عبير وينها ؟"
.
.
مسكها ابراهيم "اتركيها .. ماراح ترد عليك بهالحاله .. اسأل الدكتور بنفسي "
.
.
"تعرضت لحادث دهس و.."
شهقت بخوف "ماتت!! "
"اخوي ممكن نتكلم ع انفراد "
عذاري "وليش ماتبي تتكلم قدامي .. اكيد اختي فيها شي صح؟"
" لايا اختي بس "
قاطعته " اكيد انتم سويتوا فيها شي ... والا ليش ماتبي تتكلم قدا.."
قاطعها ابراهيم بحزم " بس خلاص ... انا بتفاهم مع الدكتور "
.
.
مجرد مابتعدوا عن سمعها
"احسن الله عزاكم .. البنت واصله المستشفى ميته "
\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\
"ها ... وين تبون تتعشون "
طل عليهم مهند من المرتبه الخلفيه للسياره "انا ابي همبرجر وبطاطس "
فهد وهو يطالع هيفاء " وليش مانسأل ماما وش تبي تتعشى ؟"
ردت بابتسامه " على راحتكم .. ماعندي مشكله "
مهند " ماما اختاري مطعم عنده همبرجر وبطاطس "
هيفاء " عشان هنودي ... أي مطعم فيه همبرجر وبطاطس "
فهد " تامرين امر انتي ومهند "
"بس انا عندي طلب "
فهد " سمي "
" سم الله عدوك .. ابيك تمر بيت اخوي نسيت غرض مهم "
"تامرين امر "
.
.
كلما قربوا من البيت اكثر ...
كل مازاد خوفها اكثر ..
من وين تبدى .. ووشلون تتكلم
يارب يسر امري
"يله هيفاء وصلنا "
مهند " ماما ودي انزل"
"لا هنودي خلك ... دقيقه وبجي "
.
.
اول مافتحت الباب كانت قدامها ...
خنقتها العبره ..
وضاعت حروفها ...
"لولوه تسامحيني ؟"
الجزء الحادي عشر
(الفصل الخامس )
مضت اربع ايام وهي كل ما تسأله يكون الجواب اصبري واصبري ...
مايدرون انها عايشه على نار !! ....
.
.
توجهت لغرفته وصادفت الهام بطريقها ...
الهام " وين بتروحين ؟"
"كالعاده ... بسأل ابراهيم وش سوى "
الهام " سألته قبلك ... يقول رافض يتناقش بموضوع الطلاق لين يطلع "
"........"
الهام بتحذير "انتبهي توافقين ... كلامه هذا يدل على انه ماعنده استعداد يطلق "
سكتت ...
كلام الهام صح ... بس السجن مب حل ...
الهام " شفيك سكتي ؟... اميره المؤمن لايلدغ من جحر مرتين ... وتذكري وش اللي سواه فيك من قبل "
"لاتخافين انا مابي ارجع له ... بس ابيه يطلع ويعرف ان كل شي راح "
الهام " واذا ماطلق ؟... تصيرين معلقه !!"
"خليه يعلقني لين يشبع ... اصلا عقدني وكرهني بالزواج"
\\\\\\\\\\\\\\\\\\
انتهى عزاهم ... لكن الحزن ومرارة الفقد مانتهت ولا بتنتهي ...
ورده من ورود هالبيت ماتت ... بدون لا تذبل ...
واقعهم يقول خلاص عبير راحت ...
خلاص ياباسمه مافي عبير تنام بحضنك وتقرين معها اذكار النوم ...
خلاص ياعذاري .. محد راح يبضمك ويبوسك اول ماتجين ... ولاحد راحيبكي اذا لبستي عبايتك ويترجاك تنامين عندهم ... عبير كانت دايما تسوي كذا .. بس خلاص عبير راااحت ...
عنود..
سالم ...
عبدالرحمن ..
الجوهره ..
خلالالالالاص العبوا لحالكم ...
لا تنتظرون عبير ...
خلاص راحت ..
.
.
" باسمه وين ابوي ؟"
"مسافر"
"واكيد مايدري ... صح؟"
"شلون بيدري وهو ماعلمنا وين بيروح ولا حتى معه جوال عشان نكلمه "
"واذا عرف يعني ؟... امي ماتت ومانزلت دمعه من عينه ... اصلا هو مايحس "
\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\
"على وين ؟"
طالعت ريوف باستنكار وهي تلبس عبايتها " من متى تسأليني ؟"
ريوف "لابس ترا امي طول الوقت تسأل عليك.. وماترتاح لين ترجعين ... بعدين خلاص ... العزا خلص "
"هذولا اكثر من جيران .. ومستحيل اتخلى عنهم بهلظروف ... هذا واجب "
ريوف " وانا ماقلت اتخلي عنهم ... بس ع الاقل كلمي امي .. طمنيها عليك ... اتوقع هذا واجب بعد "
.
.
طلعت من البيت ..
وكلماتها ترن بأذنها "هذا واجب بعد "
\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\
دخل عليه المكتب ...
بابتسامه ... ونشوه ... وفرح ...
" ابشرك يانسيبي ... الأرض الي سافرت عشانها ... كسبناها ... كسبناها "
طالعه وسكت ...
هالفرحه اللي بيطير منها ... وهالنشوه اللي تعتريه ...
بتزول لما يعرف بالخبر ... او مابتحرك فيه ساكن ..
اساسا هو مب عارف كيف يبدأ الخبر ..
" ابراهيم .. كأنك مب مستانس ... عاد هالمره بالذات لازم تفرح .... هالصفقه بترفعنا فوووق .. فوووق "
رد ابراهيم بابتسامه صفراء " لا مستانس .. والله يزيدنا من خيره "
" ايه اجل انا بروح البيت اريح شوي تعبااان ... والعصر بجي"
راح وتركه ...
ماعطاه فرصه يتكلم ... او يمهد له الموضوع ...
براحته ... يعرف بنفسه احسن ..
\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\
" الى متى يا باسمه ... المفروض انتي تكونين اقوى منهم وتوقفين معهم بهالمحنه "
طالعت جود .... وطالعت ارجاء البيت حواليها .... تذكرتها .. وخنقتها العبره " لا تلوميني ياجود ... بكل مكان بهالبيت لي معها مواقف ... اشتقتلها .. اشتقتلها "
"يابنننننننت "
سكتت ...
صوته ... هذا صوته .. رجع ...
.
.
" الحمدلله على السلامه "
طالعها بنفس نظراته الحاده "غداكم جاهز "
" ماسوينا غدا ... ماعلمتنا انك بتوصل اليوم "
عصب " من دون ماعلمك ... انا قايلك كلها اسبوع وارجع ""
"بس انت ماكملت اسبوع الى الحين "
رد بصراخ " اسمعي عاد .. لا تكثرين الحكي ... ماطبختي الغدا تطبخينه .... وانا بروح اريح والعصر حطيه لي "
كمل طريقه ببرود ... لا ويدندن بعد ..
حتى لو ماكان يدري وهذا الاكيد ... ليه ماسأل عن اخبارها ؟.. عن دموعها ؟... عن نظرات الحزن بعيونها ؟ ...
"سلطان .. ماسألت عن عبير ؟"
وقف دندنته وهو يكمل طريقه " وشوله اسأل عنها ؟... اقول روحي جهزي الغدا يالله يميديك "
تركها وكمل طريقه ...
وكمل دندنته ... وكمل بروده ...
.
.
لحقته لين الغرفه ...
قبل لا يتهنى بنومته ... لازم يعرف ...
بالطيب والا بالقوه ...
"سلطان لازم تسمعني ... بنتك عبير توفت "
" متى ؟... وشلون ؟"
"مادري والله .. بس بنفس اليوم اللي قلت بتسافر فيه طلعت اسير على الجيران و والظاهر انها لحقتني وانا مانتبهت ... ويوم طلعت مالقيتها الا قطعة دم مرميه ع الارض حسبي الله ونعم الوكيل ... صدمها وانحاش حسبي الله عليه ... حتى ماقال اوديها المستشفى عديم الضمير ... جعله مايربح وين ماراح ... حسبي الله ونعم الوكيل ... حسبي الله ونعـ....."
.
.
شخصت عيونه ...
ورجع به الماضي لأربع ايام قبل ..
لما عرف عن هالأرض من نسيبه ابراهيم .. وانه لازم يسافر الدمام يشتريها ....
طلع من دون مايفكر ...
ركب سيارته بسرعه وتحرك ...
شافها قدامه ... تمشي وطالعته ... شافها وشافته ... هذي بنته مب جاهلها ..
بس ماستوعب انها هي .... غرته دنياه ونسته كل شي ... حتى انسانيته ...
مشى لحد ماختفت من قدامه ... مايدري هي تحت السياره والا فوقها ...
المهم انها تروح ويكمل طريقه ....
.
.
اليوم استوعب القصه ...
اليوم عرف ان اللي صدمها بدم بارد صارت بنته ...
اليوم كسب كل شي .... وخسر كل شي ...
اليوم هو ذباح بنته !!! ...
.
.
انا انا انا
هي ما تكلمت ...
ولا حتى هو ...
كل اللي يقوله ...
انا انا انا
وشو انا ؟
"انت اللي ...."
"ايه انا "
\\\\\\\\\\\\\\\\
________________________________________
مو مصدقه ...
عاشرتها ثلاث ايام ..
بس الى الان مو مصدقه ...
مو معقول ابدا ...
هيفاء اللي كانت تجاهر بمعاصيها بدون أي احساس بالذنب ..
اللي ماتحترم صغير ولا كبير ..
اللي تحب تفرض سلطتها ع الكل ..
هي نفسها هيفاء الحين ...
هي نفسها اللي طول وقتها بالحرم ... تصلي وتدعي وتبكي ...
هي نفسها اللي بدلت عبايتها المزركشه بعبايه سودا ماتبين ملامحها ..
هي نفسها اللي كل ماسألوها عن شي قالت بكفيكم وعلى راحتكم ...
كل هالانكسار والخضوع اللي قدامها هيفاء !!
لالالا .. مستحـ...
"نجلاء تكفين خلك عند مهند "
.
.
انتبهت لفهد اللي دخل عليها مفزوع ..
"فهد شفيك "
"هيفاء تعبانه شوي ... باخذها المستشفى وانتي خلك مع مهند "
" ان شاء الله "
"وقفلي الباب زين .. واذا احتجتوا شي اتصلي على طول "
قالها وهو طالع من الغرفه ...
طلع وهو يمشي بسرعه ... وخوف ...
شفيه؟؟...
لازم تعرف ...
.
.
دخلت غرفتهم بخطوات وجله ...
كانت اشبه بجثه هامده مرميه ع السرير ...
انات ...
وعرق يتصبب ..
وتنفس صعب ...
"نجلاء ساعديني عليها ... شوي بس لعند الباب "
طالعته باستنكار " شلون بتشيلها ؟... فهد هالشي مايبيله كلام .. كلم الاسعاف على طول "
"على بال مايجي الاسعاف تكون ماتت "
شالها بكل قوته ... ودموعه ...
مايهم .. يقواها والا لا ...
المهم توصل المستشفى ... حيه ..
يبيها ... حتى لو كان الثمن عمره ..
\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\
"البشاره يا ام فهد ... بنتك منيره جابت ولد "
ردت وهي طايره من الفرحه " الله يبشرك بالخير ... الف مبروك يابوعبدالعزيز ... جعله وجه الخير عليكم ... بس الله يسامحك ... ليش ماعلمتني اول مارحتوا المستشفى .. عشان اكون معها "
" مانبي نتعبك ياخاله .. بعدين كل شي صار بسرعه ... بس ولا يهمك .. العصر بمرك تشوفينها "
ام فهد " تسلم ياولدي .. ماعليه .. بتعبك معي ماعندي احد "
"لا شدعوه .. تعبك راحه ياخالتي "
ام فهد " الله يجزاك خير ... بس بسألك علمت اخوانها ؟"
"لا والله ... فهد ادق عليه مايرد .. وسعود ماعرف رقمه "
ام فهد " خلاص انا بكلمهم "
.
.
سكرت الخط بسرعه .. وطالعت حولها ...
البيت فاضي ... تمنت احد حولها تفرح معه بالخبر ..
الله يردهم بالسلامه ...
\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\
طول الوقت عينها على مهند النايم ... خايفه يقوم ويسأل عن اهله ...
والعين الثانيه على جوالها ... متردده ... تكلم فهد والا لا ...
بس ماله مده طالع ...
خايفه تكلمه وتشغله عن الطريق ... وخايفه ماتتصل و ..
.
.
انتبهت على صوت جوال يدق ...
استغربت ...
يعني من بيكون جواله ... جوالها وبيدها ... يمكن جوال هيفاء ...
.
.
ثواني وجوالها يدق ...
ردت بسرعه ..
"هلا يمه ... حي الله هالصوت "
ام فهد " هاتي البشاره "
نجلاء تشوقت "لك احلى جيك موية زمزم بمكه ... بس علميني وش السالفه "
ام فهد " منيره جابت ولد "
نجلاء " صدق !! ... الله يبشرك بالخير يمه ... متى؟"
ام فهد " والله مادري .. توه مكلمني احمد "
نجلاء " ياقلبي عليها .. اكيد تعبانه ... ودي الحين ارجع الرياض واشوفها "
ام فهد "ان شاء الله بتشوفينها ... الا فهد قريب عندك ... ادق عليه مايرد "
ارتبكت " ها ... لا طالع مع هيفاء "
ام فهد مستغربه " وشلون ؟... يطلعون ويخلونك ؟!!"
" لا يمه .. راحوا يجيبون غرض ويجون .. مهند جالس معي "
ام فهد " ياحبيله اشتقت له .. عطيني اياه ابشره "
"ودي يمه .. بس توه نايم وماودي اصحيه "
ام فهد " بسم الله عليه ... عسى مب تعبان ؟"
"لا .. بس من الصبح وهو صاحي "
ام فهد " اجل خلاص .. اذا جاء فهد علميه وخليه يكلمني .... وعلمي سعود .. احمد يقول ماعرف رقمه "
" ان شاء الله "
سكرت بسرعه ...
الحمدلله امها ماحست بشي ...
بس صدق ليش فهد مايرد ؟؟...
.
.
عورها قلبها ...
دقت 5 مرات ومارد ...
الله يستر
\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\
" من هذولا ؟"
قالتها لجود اللي دخلت ومعها 4 اطفال ...
جود بهمس " هذولا عيال الجيران .. جبتهم هنا لأن الجو هناك مكههههرب "
"ليش ؟"
كانت بترد بس تذكرت وجودهم " تبون تلعبون بالحوش ؟"
ردت عنود " لا مانبي شي "
عبدالرحمن " خاله نبي نشوف التلفزيون "
جود " هذا التلفزيون قدامك .. شغله وحط اللي تبي ... تبون اسويلكم شي تاكلونه ؟"
الجوهره " ايه .. انا ابعى بطاطث "
جود " بث بطاطث .. بجيبلك بطاطث وعثير والبقاله بكبرها ... كم جوهره عندنا "
.
.
شالت ريوف كوبها وتوجهت فوق بسرعه ...
اففففف .. ماتحب البزارين ..
واول ماجلست ع الكنب كانت جودلاحقتها ...
"شفيك .. شكله ماعجبك الجو ؟؟ "
ردت معصبه " بزارينهم بجيحين ... اللي يبي التلفزيون .. واللي تنافخ .. واللي تبي بطاطث "
جود " هههههه .. حرام عليك والله يكسرون الخاطر ... انتي لو تشوفين عيشتهم "
قاطعتها بحده " صح ... امي دقت عليك ليش مارديتي ؟ "
جود " كنت حاطته ع الصامت ... المهم .. بطلب من البقاله تبين شي ؟"
عصبت منها " لا "
نزلت وتركتها ...
بيجيك لحظه ياجود وتندمين مثلي ..
\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\
من اول مادقت عليه وهي تصيح واصراره انه يجي ياخذها حس ان السالفه مب بسيطه ..
وطول الطريق وهي تصيح ومو راضيه تتكلم ..
حتى بعد ماوصلوا ..
" عذاري مايصير كذا ... بتعلمين وش فيك والا اسكتي "
ردت بصياح وقهر " ابراهيم ابي اتبرى من ابوي ... مابي يصير اسمي عذاري سلطان ... حطوا لي أي اسم بدل سلطان ... ماحبه .. اكرهه .. اكرهه "
رد باستنكار " ليش وش صاير؟"
"تخيل ... طلع هو اللي صدم عبير .. كل هذا عشان ماتطير عليه الفلوس ... الله ياخذ الفلوس وساعتها اللي دمرت حياتنا ... هذا مو ابوي .. هذا وحش .. وحش "
رغم قمة انفعالها ...
رسم ابتسامة سخريه ع شفاته ...
اذا كان ابوك وحش ... فأنا ابوي طاغوت ...
جابني بغلطه دفعت ثمنها ..
رماني على ام مو امي ...
تركها تمارس علي كل انواع التعذيب وهو ساكت يتفرج ...
وبعد ما مات ... حملني مسؤوليتها ومسؤولية بنتها ...
اذا كان ابوك ذبح اختك وماتت ...
ابوي ذبحني وانا حي ...
.
.
مسح على يدها بحنان " خلاص حبيبتي ... هدي نفسك ومايصير الا الخير "
\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\
اول ماشافت جواله مرمي ع السرير رمت جوالها بقهر ...
طول الوقت تتصل واخر شي يطلع ناسي جواله !!
حرام عليك يافهد ...
"عمه نجلاء وين امي وابوي ؟"
انتبهت لمهند ... ياليتك ماصحيت ...
"حبيبي راحوا يجيبون عشا ... الحين بيجون "
.
.
حاسه نفسها تبي تصيح ...
ياربي وش تسوي ...
الله يستر ... الله يستر ...
\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\
" يمه اخواني دارين؟"
انتبهت لبنتها منيره ... معها حق تستغرب ... متصله على نجلاء قبل العصر .. والحين الساعه ثمان ولا احد دق من اخوانها يبارك ... غريبه ..
"يمه ليه سكتي ؟"
ام فهد " والله انا مثلك مستغربه .. بس قايله لنجلاء تعلمهم غريبه محد دق منهم "
منيره " حتى نجلاء ما دقت ... اخاف فيهم شي بسم الله عليهم "
ام فهد " اسكتي لا تروعيني .. لا ان شاء الله مافيهم الا الخير ... بس تلقين نجلاء نست تعلمهم "
منيره " يمه .. خبر مثل هذي ينسي !! "
ام فهد " اقول ... دقي على نجلاء وعطيني اياها .. واوريك فيها الشغل "
\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\
اول ماشافت رقم منيره ع الشاشه ردت بسرعه ...
وبكت ...
"بسم الله الرحمن الرحيم ... انا من يوم اكلمك العصر وماعجبتيني ... نجلاء تكلمي وش فيك "
حاولت تسكت ... ماقدرت ...
متضايقه ... وخايفه ... ومحتاجه لأمها ..
"نجلاء .. فهد فيه شي؟... مهند فيه شي ؟.. نجلاء ... نجلاء "
"يمه مادري .. مادر...
سكتت اول ماشافت فهد داخليها .... مدت له الجوال ...
"كلم امي "
خذا الجوال منها ...
"هلا وغلا بهالصوت "
"فهد روعتني نجلاء .. وشفيكم؟"
"لا مافينا شي ... بس نجلاء ماعجبها الوضع هنا ... وتتدلع "
"وش هالدلع ... الله يكفينا شره ... المهم قالت لك عن اختك والا نست بعد "
" من؟... منيره !! ... وشفيها "
" مافيها الا العافيه ... وجابت وليد قمر يهبل "
"صدق !! ... الف مبروك .. والله يجعله من الصالحين "
"امين يارب ... تبي تكلمها "
" اكيد مايبي لها كلام "
.
.
مستغربه وهي تطالعه ....
هي ميته من الخوف .. وهو يسولف ويهني ...
اكيد هيفاء مافيها شي والا كان ... طيب ليش ماجت معه ؟....
.
.
اول ماسكر الخط رمى الجوال عليها وهو معصب ...
"بغيتي تفضحينا قدام امي يا .... ياغبيه "
رد بصياح " كله منك ... خليت جوالك هنا وخوفتني ... فهد والله خفت عليك "
رد بتأنيب ضمير "انا اسف ... بس مره ثانيه رجاءا لا تفكرين تدقين على امي ... فاهمه ؟"
نجلاء " طيب وش صار ؟"
رد وهو يتنهد "لازم ترجع الرياض وتكمل علاجها "
" طيب ليش ماجت معك ؟"
"بيخلونها عندهم كم يوم ... وانا الحين بروح احجز للرياض "
نجلاء " الله يعينك "
" وين مهند ؟.. عسى للحين نايم ؟"
نجلاء " لا قام ... وجلس ينتظركم لين مل .. بعدين رجع نام "
"خلاص اجل بروح احجز وبجيبلكم عشا "
مدت له جواله " طيب لا تنسى جوالك "
خذاه وحطه بجيبه " ذكرتيني اكلم احمد ابارك له "
"حتى انا تصدق من الخوف نسيت ابارك لمنيره "
فهد " كلميها وباركي لها ... ولا تحسسينها بأي شي "
" بحاول "
الله يعينك يافهد ..
\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\
انا .. انا .. انا
مازال يكررها ...
ويبكي مثل الاطفال ...
متأثر باللي سواه ؟!!
اجل هي وش تقول ...
اذا كان يسوي في بناته كذا عشان وصخ دنيا ... اجل هي الغريبه وش بيسوي فيها
من قلب ... كااارهته ...
"هيييييييه ... يابنت .. يابنت "
اول ماسمعت صراخه تنرفزت ...
" روحي شوفي اذا كان يبي شي عطيه "
ردت عاليه بحده " تراه زوجك مو زوجي "
ردت منهاره " عاليه واللي يحرم والديك مو وقتك ... روحي شوفي وش يبي والله مب طايقه اشوفه "
"ولا انا ... وبقول لطراد يدور لي شقه اسكن فيه مع عيالي "
ردت بحسره " انا لو اقدر كان تركته من زمااااااان ... بس خلاص .. اخذ مني كل شي ..
وماعاد لي خيار غير هو والا الموت .. والله لولا الحاجه ... كان رحت وبلغت عليه بالشرطه ...
حسبي الله عليك يا سلطان ... حسبي الله عليك "
\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\
" الحمدلله ... ناموا "
طالعتها بطرف عينها وكملت مشاهدة التلفزيون ...
" هذا زعل والا وشو "
ريوف " اصلا انا مابيني وبينك شي عشان ازعل ... انا كنت قاعده انصحك قبل ماتندمين مثلي "
اكيد تقصد موضوع امي ...
"ريوف انتي مب فاهمه شي ... اصلا لو فهمتي .."
قاطعتها " انا بس ابي اقولك اني بيوم من الايام قلت لأمي انتي مو امي ... والحين لو تبيني ابوس رجليها .. ببوسها "
"حتى لو كانت ..."
سكتت ... مب قادره تنطقها ...
" حتى لو كانت بالسجن "
الجزء الثاني عشر
(الفصل الأول )
" باختصار ... انتي ظلمتي امي "
كان مجرد اختصار ...
لكن بالنسبه لها ... كل شي ...
زوجة خالها عذبتها !!....
هيفاء تبلت عليها !!
كل هذا مو مهم ...
المهم هي .... من جد ظلمتها ؟!!...
.
.
انتبهت لجوالها اللي يرن " هلا باسمه "
"جود .. الله يعافيك طلعي العيال الحين بجي اخذهم "
جود" لا وين تاخذينهم .. خلاص نومتهم ... بعدين خليهم يغيرون جو شوي "
باسمه " بس صعبه انام لحالي بالبيت "
استغربت " ليش وين الباقي ؟"
" سلطان تعب شوي ونقلناه المستشفى ... انا مارحت .. بس عاليه خذته وراحت مع .... مع السواق اللي يوديها المدرسه "
جود " ليش وش فيه ؟"
باسمه " والله مادري وش فيه ولا شفته ... ودي اقول جعله مايقوم ... بس ادري اننا بنضيع انا والبنات من بعده "
جود "الله يصلح الحال يا حبيبتي ... طيب تعالي عندي "
باسمه "لا وين ... بقفل الباب .. وبحط راسي وانام والله الحافظ "
جود " متأكده انك بتنامين ؟"
باسمه " والله اكذب عليك لو قلت ايه ... تعودت على البنات ينامون جنبي ...(كملت بغصه )
قصدي تعودت ع العنود "
"تدرين ... انا اللي بجيك ..يله افتحي لي الباب "
.
.
خذت عبايتها ونزلت ...
ماتنكر انهاخايفه ...
لكن مب كثر خوف باسمه لوحدها بالبيت ...
" جود وين بتروحين هالحزه ؟"
جاها صوت ريوف من الدور الثاني ...
سفهتها وكملت طريقها ...
ماتدري ليش ...
بس ماتبي تجاوبها ...
.
.
لبست عابتها وطلعت ...
كانت تسمع نداءات ريوف المتكرره ...
بس مابترد ...
\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\
هذي ماتستاهل يضيع وقته ونومه عشان يروح معها ...
هذي جزاها من يسكر التلفون بوجهها ولا يرد عليها ...
من اول مادخلوا المستشفى وهو يروح ويرجع على هالشايب ...
وهي ... متسنده ع الكراسي ولا كأن المريض ابوها ...
واخرتها "طراد رجعني البيت ... ماقدر اتأخر اكثر من كذا "
طالعها بصدمه " بترجعين ... وابوك الى الحين ماعرفنا وش فيه ؟!!"
"ابوي مافيه الا العافيه ... خله عندهم وبكرا نجيه .. وبعدين انا وراي دوام بكرا "
رد بعصبيه " ومن قالك اني بوديك وانتي مقومتني من عز نومي .. عساني انا اروح لدوامي "
اكيد قامت تبربر بس ماسمعها لأن الدكتور طلبه ...
.
.
" الوالد عنده سكر ؟"
طراد " عفوا هو ابو زوجتي موابوي ... بس ممكن اسألك اذا الجواب مهم "
الطبيب " للأسف ارتفاع السكر المفاجأ سببله عمى "
"عمى !!"
\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\
قالت كل شي ..
كل اللي بخاطرها طلعته ...
بعد ماكانت تظن انه سر وصعب ينقال ...
اكتشفت انها غلطت .. وظلمت .. وفوق هذا سكتت ...
ولازم تتكلم ...
مسحت دموعها بسرعه " انا اسفه بسوم ... ازعجتك بمشاكلي ... المفروض اجي اواسيك .. مو اشكيلك "
ربتت على كتفها " شدعوا يا جود ... حنا مثل الخوات ... واذا ماشكيتي لي من بتشكين له "
ردت بيأس " على قولتك من بشكي له "
"بس المفروض ماتحكمين ع الأمور بسرعه كذا ... ومهما كان هذي امك "
جود بانفعال " والله مدري وش صار فيني اول ماسمعت الخبر ... رسمت في بالي صوره غلط عنها ... صورة أي وحده بالسجن "
ومن قال كان كل اللي بالسجن مجرمات ... في كثير منهم كانوا ضحية لحظات طيش .. وكثر مظلومين مثل امك "
ردت بنوبة بكاء " كل العالم ظلموها ... حتى انا .. انا اللي انتظرتها طول عمري .. ظلمتها "
"خلاص يا جود ... كل شي ممكن يتصلح ... روحي واعتذري منها "
قاطعتها " وتهقين بتسامحني "
ردت بابتسامه " انتي ليش خايفه ... ترا هذي امك مو مرت عمك "
ابتسمت غصب عنها " وانتي الصادقه "
"شكل الجلسه مطوله .. بقوم اسوي شي "
طالعتها جود باستنكار " باسمه ما كأنك نسيتي شي "
استغربت " لا .. وشو؟"
"دقي على عاليه اسألي عن رجلك .. من متاها طالعه "
باسمه " ذكرتيني .. لهيت فيك ونسيته .. الحين بكلمها "
.
.
اول ماطلعت الصاله تفاجأت فيها جالسه ع الكنب ...
معقوله دخلت وماحسوا فيها !!
" عاليه متى جيتي ؟"
"توني داخله "
"وابوك.. وينه ؟"
"عندهم "
.
.
اسلوب التهرب من عاليه ماعجبها ...
هي متوقعه انه بيبقى بالمستشفى ...
بس ليش عاليه تتكلم كذا ...
"اذا ابوك فيه شي تكلمي "
ردت بغصه " ارتفع عنده السكر فجأه و ... انعمى "
\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\
رجعت للبيت بوقت طلعة الناس لصلاة الفجر ...
ماكان ودها تترك باسمه بهالظروف ..
بس اشتاقت لأمها ...
.
.
اول مادخلت انصدمت بريوف جالسه على عتبة الباب الداخلي ...
"وين كنتي "
جود بانزعاج " ريوف لو سمحتي اللي فيني مكفيني "
ريوف بعصبيه " بس مب حاله كل يوم تطلعين لا احم ولا دستور ... وتتركين امي قاعده على نار "
امي !!..
توجهت بخطوات متقاربه لداخل البيت ...
لأمها اللي تحوم بالصاله بيدين متشابكه ... وفكر مشغول ... وقلب خايف ..
كل هذا بسببي !! ...
"حرام عليك ياجود تخوفيني عليك ... يعني مايكفي فيصل ؟؟"
.
.
ضمتها بندم " اسفه يمه ... والله العظيم اسفه "
\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\
طلع !!
كأنه سمعت انه طلع ...
صحيح والا هي تحلم ؟..
قامت من السرير وعينها ع الساعه ...
"12 ونص ولا احد قومني ... ليه ؟"
.
.
نزلت تحت وكانوا مجتمعين ع الغدا ...
"ماشاء الله ... وتتغدون بعد !! ... ليش ما صحيتوني ؟؟"
ايمان "مانحبك "
اميره " يختي مب لازم تحبوني بس ع الأقل صحوني "
الهام "هههه .. وش فيك معصبه ؟؟... يقولون مانمتي الا متأخره قلنا وشوله نصحيها "
اميره " طيب وين ابراهيم "
امل " يوووه .. انتي مادريتي "
ارتاعت " عن وشو ؟"
امل " ابو مرته مريض بالمستشفى وراحت تشوفه "
ايمان " مسكين توه يدري عن بنته اللي توفت "
اميره " الله يلطف بحالهم .. خوفتوني على بالي شي ثاني "
امل بنص عين " شي ثاني مثل وشو .. ها "
" مالك شغل "
توجهت بعيد عنهم ...
لأبعد كنبه في الصاله عنهم ...
خساره ..
كان مجرد حلم ...
\\\\\\\\\\\\\\\\\\\
اضطرت تروح لحالها ... بعد ماباءت كل محاولاتها مع عاليه بالفشل ...
خذت سالم لأنه مافيه اكبر منه ...
مستحيه تروح مع واحد غريب مثل طراد ... بس وش تسوي مضطره ....
.
.
دخلت المستشفى وهي شاده ع يد سالم ...
مرتبكه ...
وحاسه برجليها ماتشيلها ...
بعد لحظات بتشوف سلطان ... بس سلطان الأعمى ..
.
.
اول ماشافت عذاري مع زوجها توجهت لهم على طول ...
وكأنها طفل تايه ولقى اهله ..
" عذاري وين ابوك "
خوفها صوت صياحها ..
وشهقاتها ..
" تكلمي .. ابوك صار له شي ماعرفه "
رد ابراهيم عنها " تطمني مافيه شي .. طراد يعرف رقم الغرفه .. هو اللي بيدليكم "
تكلمت بخوف " طيب وش فيها عذاري تصيح "
عذاري بصياح " خلاص باسمه مافيني شي ... روحي لأبوي .. روحي له"
.
.
دخلت بخطوات مرتجفه ...
هايبه الموقف ..
سلطان اللي دخل عليها امس بكل صحته ..
اليوم دخلت عليه وهو مريض ...
سبحان الله ...
يمهل ولا يهمل ..
\\\\\\\\\\\\\\\\\\\
نومت عزوز اللي نور بيت اهلها اليوم ...
وتوجهت بنظرها لأمها .. اللي طول الوقت سرحانه " يمه... اللي سارق عقلك يتهنى به "
ردت بابتسامه " ومن بيسرقه غيركم ... بس انتظر اختك اللي قالت بيجون ولا جو "
منيره بتساؤل " مين .. نجلاء ؟؟"
الأم " ايه نجلاء ... اليوم كلمت وقالت بيجون وماشين من الظهر والى الحين ماوصلوا "
منيره " تبين اكلمها ؟"
الأم " لا .. طريق مكه طويل .. وتلقينهم الى الحين ماوصلوا "
مازال قلبها خايف ...
الله يطمنها ..
\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\
رجعت البيت مع عذاري وزوجها ...
وتركته هناك ..
تحت رحمة رب العالمين ...
"ليش عاليه ما جت معكم "
.
.
رمت عبايتها اول ما دخلت ..
وعذاري وراها "وش عندك انتي طول الوقت تصرفيني .. اسألك ليش ماجت معكم عاليه وانتي سافهتني "
باسمه " يعني تبيني اقول قدام رجلك انها مارضت تجي "
عذاري " وليش مارضت حضرتها "
باسمه " زعلانه ... عشان طراد ما وداها اليوم دوامها "
عذاري (بصوت عالي عشان تسمع ) " وش فيها لو غابت يوم واحد عشان ابوها ... بتخرب الدنيا "
طلعت لها من الغرفه بعيون دامعه " اكيد بتتطنزين يحق لك ... نايمه بقصر والخدم حولك ولا تشيلين هم بكرا ... زوجك مامات وتركلك 3 عيال بدون أي دخل يضمن مستقبلهم ... الله يده بالمويه مو مثل اللي يده بالنار "
اول ماراحت عاليه وجهت نظراتها لباسمه ...
حاسه بغصه وتأنيب ضمير ...
"اول مره احس اني انانيه ومافكر الا بنفسي "
\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\
________________________________________
نزلت لمحطة النقل الجماعي بالرياض ..
بعد رحلة طوييله ... بين مكه والرياض ...
قضتها بين خوف ... وقلق ...
وتساؤلات مهند ساعه ... وصياحه ساعه ...
والله ماتلومه ... اذا هي بتموت من الخوف شلون هو ..
.
.
بتركب مع اول تاكسي تشوفه ...
مايهم سعودي او هندي او بنقالي ...
مادام الخوف واحد ..
تذكرت لازم تكلم فهد ..
هو محرصها اول مايوصلون الرياض يعلمهم ...
"هلا فهد ... خلاص وصلنا "
" الحمدلله ع السلامه ... خلاص خلك واقفه بالمحطه وانا بكلم طارق ولد عمي يجي يوصلكم "
" لا ماله داعي بنرجع بتاكسي "
" خير وش تكسيه بايعكم انا ... لا اصلا انا معطي طارق خبر امس ... بس بدق عليه يجي ياخذكم
"
" اللي تشوفه ... طيب وش اخبار هيفاء ؟"
"الحمدلله على كل حال ... اهم شي دعواتكم ... واول ما توصلون البيت دقوا علي "
" ان شاء الله "
منحرجه تركب معه ...
بس مجبوره ..
\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\
" صدق مسامحتني يمه ؟"
بدون مبالغه سألتها للمره العاشره ...
"شفيك بسم الله عليك .. ترا عاشر مره تسأليني .. اصلا انا مسامحه كل من اذاني وعسه بحل ليوم الدين ... وبنتي حبيبتي ما اسامحها !!"
باست راسها " الله لا يخليني منك ولا من قلبك الطيب "
.
.
" حتى هيفاء يمه ؟"
لفتت انتباههم مقاطعة ريوف ...
وكأنها مصدومه من شي ...
عادت سؤالها بانفعال " يمه حتى هيفاء بتسامحينها ؟؟... هيفاء اللي ...
قاطعتها امها بحزم " ريوف ... اللي فات مات ... بعدين هي جت وتسامحت مني ... اذا الله بسماه يسامح عباده ... من انا عشان ما اسامح !! "
.
.
رمت اللي الكوب اللي بيدها وقامت ...
مايهمها تكسر والا لا ...
لأن اللي سمعته اعظم واشد ...
بعد كل اللي صار لنا ... ببساطه تسامحهم !!
"اذا انتي مسامحتهم انا لا .. والله لا يسامحهم ولا يحللهم "
.
.
كانت جود بتلحقها ..
لكن امها مسكتها " اتركيها ... انا ادري هالشي صعب عليها وصعب علي انا بعد .. اللي شفناه مو قليل .. بس مصيرها بترضى ... اتركيها "
\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\
اول ماشافت باب بيتهم بكت ...
ماهمها لا طارق ولا مهند ولا غيره ...
اكثر من سبع ساعات عاشتها بخوف وقلق ...
كانت هي المسؤوله عن نفسها وعن مهند ...
عاشت بموقف اكبر منها بواااجد ...
هي مهما كبرت بترجع لحضن امها طقله ..
محتاجه حنان ..
.
.
ضمت امها بقوه وهي تبكي ..
"اول مره يصير لي كذا ... اول مره"
\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\
" الحين بس تأكدت اني مطفوقه وماعندي سالفه "
طالعتها باسمه بابتسامه " ليش انتي قبل كنتي شاكه "
عذاري " بسوم .. والله ما استهبل "
باسمه " طيب وش اللي خلاك تتأكدين ؟"
عذاري ردت وفيها صياح " الحركه السخيفه اللي سويتها مع عاليه ... واللي صار لأبوي ... والله احس انه بسببي ..طول امس وانا قاعده ادعي عليه باللي سواه بعبير الله يرحمها "
باسمه بتنهيده " الله يسامحه ابوك .. حتى ما خلى ذرة رحمه في قلوبنا له "
عذاري " والله انتي ترفعين ضغطي ... على كل اللي سواه فيك وماعندك الا الله يهديه والا الله يسامحه "
باسمه " وش تبيني اقول ... الله ياخذه !! ... حنا اللي بنضيع من بعده .. ولو اننا الحين شبه ضعنا .. مافي فرق بين الموت والعمى "
عذاري باستنكار " كلامك فيه كمية يأس وتشاؤم تجيب المر "
باسمه " اسكتي بس ... والله حياتي هي اللي تجيب المر .. الله يصبرنا بس "
ابتسمت بيأس ..
حست ينطبق عليها المثل اللي يقول ...
من جرف لدحديره .. وياقلبي لاتحزن ..
\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\
"عاد تصدقين يمه .. والله طفش من دونكم ... بالعاده اجي عندكم واتسلى .. الحين من غرفتي للدوام ومن الدوام لغرفتي"
امها " يوم اقولك تعالي معنا وانتي تقولين دوامي ومدري وشو .. خل ينفعك دوامك "
وصايف " طيب يمه متى بترجعون "
امها " لا ابشرك ... انا كلمت امها ... باقي الشوفه ... واذا جازت له .. على طول بنخطبها رسمي "
وصايف " ماشاء الله ... اثر السفره مشروع خطبه وانا مادري "
امها " ايه ... الحمدلله العقلان وعقل ... وبنت عمك مايبيها ... عاد البنت عاجبتني من زمان .. ويارب تصير من نصيبه"
وصايف " ومنهي سعيدة الحظ هذي "
امها " اسيل بنت ام بندر ... اللي امها كانت جارة امي من زمان ... عرفتيها ؟؟"
وصايف " ايه ذكرتها .. بس مب صغيره ؟"
امها " لا زش صغيره .. الحين بتدخل العشرين ماشاء الله .. والا تبين اخذ له عجوز "
وصايف " لا شدعوه .. يله .. الله يوفقه "
الأم " امين يارب ... بس لا تقولين لأحد لين يصير الموضوع رسمي "
وصايف " اكيد عارفه النظام "
"يله مع السلامه "
سكرت الخط على دخلة طلال عليها ...
" هذي امك ؟؟"
وصايف " بسم الله وش دراك ؟"
طلال " مجرد حدس .. بس والله اني مب سهل ... جبتها "
وصايف " بسم الله عليك على هالأنجاز .. انتبه لا احد يعطيك عين "
طلال " لا ولا يهمك .. ماخذ احتياطاتي .. قاري اورادي .. الا صح .. قالولك بتجي خالتي عايشه من الشرقيه ؟"
فزت من مكانها " بتجي هنا !! "
" هييييه .. وش هالفزه .. ترا بتهور واربطك مره ثانيه عشان ماتفزين هالفزه ... قسم بالله احس ولدي بيجيه ارتجاج بالمخ "
وصايف " طلال صدق والله بتجي خالتك هنا والا لا ؟"
طلال " الا بتجي .. حتى امي توها مكلمتهم تقول دخلنا الرياض .. بعدين وشوله انصفق وجهك .. تراها خالتي مب الذيب "
وصايف " واذا صارت خالتك .. ليش توكم تتكلمون .. وانا لا تسبحت ولا تعطرت ولا سويت شي "
طلال " عادي ... قومي الحين تسبحي وتعطري على قولتك ... واذا مالك خلقهم عادي .. انزل اقولهم زوجتي حامل وتعبانه ومالها خلقكم "
وصايف " بالله .. تبي امك تشبشبني .. وخر بس يالله يمديني اتسبح "
\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\
كالعاده ..
اول مايجي ابراهيم تكون منتظرته عند الباب ...
والسؤال هو نفسه ...
"متى بيطلع ؟"
ابراهيم "انتي وش اهم عندك ... الطلاق والا طلعته "
اميره " الثنتين .. واذا كان مب راضي طلعوه اول .. ويكون خير "
ابراهيم " اميره .. ترا دامه بالسجن نقدر نضغط عليه .. لكن اذا برا بيتعبنا "
هذا ثاني احد يكلمها بعد الهام ...
تدري ان كلامهم صح ... بس قلبها يقول شي ثاني ...
ابراهيم " شوفي انا ما اتدخل هالشي يخصك .. بس بقولك نصيحتي "
" طلعوه اول ... والطلاق يكون خير "
الجزء الثاني عشر
(الفصل الثاني )
نجلاء من جهه ...
ومهند من جهه ثانيه ...
هذا غير فهد اللي يدقون عليه ومايرد ..
وامها اللي حايسه بينهم ..
طالعه من المستشفى تعبانه وتبي ترتاح ... ماتصورت انها بترجع وبتجيها المصايب لين عندها ..
لا حول ولا قوة الا بالله ...
.
.
مالها غير احمد ...
ماتعرف وش ممكن يقدر يسوي ...
بس مالها احد ثاني تتصل فيه ...
"هلا والله بأم عبدالعزيز ... هلا وغلا بحبوبتي "
منيره " احمد انت قاعد تتغزل وانا جالسه على نار "
رد بخوف " ليش وش فيكم ... عزوز فيه شي ؟"
منيره "لا بسم الله عليه .. مافيه الا العافيه .. بس فهد مرته مريضه وارسل نجلاء وولده بالنقل الجماعي .. وهو الحين بمكه مدري جده .. وامي ميته تبي تكلمه بس مايرد "
احمد " لا لا.. قوليلها تتطمن.. وان شاء الله مافيه الا العافيه ... وانا بكلمه الحين ... اذا رد بخليه يكلمكم على طول "
منيره " أي والله تكفى ... المشكله نجلاء تصيح من جهه ومهند من جهه ... ولا اخذنا منهم علم "
احمد " هذولا بزران يحبون يهولون المواضيع ... ماعليك انتي .. انا اللي بجيب العلم ... يله سكري الحين عشان بدق عليه ... وبوسيلي عزوز "
منيره " ان شاء الله ... مع السلامه "
بمجرد ماسكرت توجهت لأمها " كلمت احمد ويقول بيكلمه ويعرف السالفه "
الام بغصه " مادام فهد مارد .. اكيد انه شي كايد "
ربتت على كتفها " لا ان شاء الله ... الحين بيدق احمد ويطمنا "
الله يطمن قليبك يمه ..
\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\
من اول مادخلت عليهم وهي حاسه بجو غير طيعي ...
نظراتهم لها ...
وهمساتهم بين بعض ..
والكلمات اللي تقطها خالتهم بين كلمه والثانيه ..
هذا وهم اول مره يشوفوني ويسوون كذا !!
وش السالفه ...
.
.
اول ماشافت شهلا تلم القهوه ومعاميلها قامت معها ...
مو عشان تشيل ...
بس عشان تطلع من هالجو اللي يخنق ...
.
.
حطت الصينيه على الطاوله وجلست ع الكرسي ...
" اقول شهلا ... خالتك وبناتها دايما كذا "
شهلا " يعني .. مو بالحيل ... بس صدق اليوم مدري وش فيها خالتي بس تمدحني "
وصايف " خلي المدح على جنب ... طول الوقت يطالعوني ويتهامسون ... اخاف وحده من بنات خالتك حاطه عينها على طلال والا شي "
شهلا " ههههه .. الحين هذا اللي همك ... لا تخافين . طلال محد شايف زينه الا انتي "
عصبت " شهلا ووجع ... وش قصدك ؟"
شهلا " ماقصد شي ... وقومي نرجع لهم .. قبل ما يفقدونا وينطون بالمطبخ "
وصايف " لا مانيب راجعه ... واذا سألوا عني قولي تصلح الشاهي "
\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\
" اخيرا رديت ... ساعه اتصل فيك "
فهد " معليش .. كنت بعيد عن الجوال "
احمد " سلامات ام مهند .. يقولون تعبانه ؟"
فهد بضيقه " أي والله يابو عبدالعزيز .. طاحت علينا مره وحده .. والظاهر طيحتها قشرا "
احمد " لا ماعليك ... ان شاء الله مافيها الا العافيه ... اخوي ابو سامر سبع سنين تبهذل مع هالمرض الله يكفينا شره ... ومع العلاج ماشاء الله الحين مافيه الا العافيه .. تفائل وانا اخوك ... تفائل "
فهد " الحمدلله على كل حال ... العفو احمد بس معي خط "
احمد " كلمها ياشيخ ... تراها ميته تبي تكلمك .... يله مع السلامه "
"مع السلامه "
.
.
ماكان يبي يرد على امه ...
مو عشان شي ...
بس اكيد بتلومه لأنه ماعلمها بالصدق ...
بس مضطر .. عشان يطمنها ...
"هلا يمه "
\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\
كانت مستغربه برود امها تجاه ريوف ...
او بالأصح ... تجاه انفعالها ..
كانت متوقعه انها تهديها او تراضيها ..
لكن تتركها !!...
"يمه ترا ريوف الى الحين تصيح "
امها " ادري .. سامعتها "
جود باستنكار " وبتتركينها !!"
امها " هي ماعندها استعداد تفهم ... يعني وش تبيني اسوي اذا ما سامحتهم؟؟ ... اذبحهم !! ... اشتكيهم !! .... خلاص كل شي خسرته ... بعد تبيني اخسر اجر العفو "
.
.
حتى امها متوتره ...
يمكن لأنها اخذت القرار بدون اقتناع ؟؟
" يمه .. ادري هالشي صعب عليك ... بس اهم شي تحتسبين الأجر .. والأجر مايضيع عند الله "
.
.
دخلت عليها وهي تصيح ...
صياحها من قلب ...
لهالدرجه مقهوره !! ...
"ممكن اعرف ليش زعلانه "
.
.
تعمدت تتكلم ببرود ...
عشان ما تحسسها بأهمية الموضوع ...
ماتدري ان تصرفها ينرفزها اكثر ...
.
.
"اطلعي برا ... اصلا انتي مب فاهمه شي ولا حاسه بشي .. تسامحهم على بالها بنكبر بعينهم ... ماتدري اننا بنزيد ذل ومهانه "
قالتها بصراخ ... وصياح ...
منفعله لأبعد حد ...
.
.
"ريوف .. لا تظنين امي سامحتهم عشانها ماتقدر تسوي لهم شي ... بعدين من قالك العفو اهانه ... الرسول يقول "ومازاد الله عبدا بعفو الا عزا " العفو عز مو مذله .. حتى انتي يا ريوف ... المفروض تسامحين وتصفين قلبك .. واحتسبي الأجر عند رب العالمين .. والا ماتبين الأجر "
هدى صياحها ...
حست ان الكلام اللي قالته هو اللي كانت تبي تسمعه ريوف ...
هو الكلام اللي فاقدته ... بس مالقت احد يعلمها اياه ...
.
.
مسحت دموعها "ودي ... بس انا مب ملاك .. واللي شفته منهم مب شوي "
"دايما ادعي وقولي (ربنا لا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا ) .. عشان ربي يطهر قلبك تجاه كل من اذاك ... ترا والله الدنيا ما تسوى عشان نحقد ونكره بعض فيها اذا كان كلنا مصيرنا اخره وثواب وعقاب "
.
.
"وين فيصل يسمع كلامك ... طول عمره عيشني بدنيا الأنتقام ... واخرتها ما كسبنا لادنيا ولا اخره "
الله يسامحك يافيصل ..
\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\
اول ما خلصوا من العشا شافتها تنادي ام طراد على طول ...
مو هنا المشكله ..
المشكله انها تنادي ام طراد وتطالعها ...
طيب وش تبي تناظرني ؟!!
صدق حاجه تغث ..
افففففف..
.
.
لمت اللي تقدر عليه من سفرة العشاا ...
وراحت للمطبخ ...
زحمة المواعين ... وبقايا الأكل الكثير ...
هذا غير الشاهي اللي لازم يتجهز ..
اشياء حسستها انها لازم تساعد شهلا باللي تقدر عليه ..
او حتى لو ما تقدر .. لازم تساعدها ...
.
.
اول ما بدت مع شهلا بتجميع المواعين بالمجلى تفاجأت بثنتين من بنات الخاله داخلات المطبخ ...
شهلا " بغيتوا شي يابنات ؟"
ردت وحده منهم " شدعوه يا بنت خالتي .. جايين بنساعدك "
شهلا " مشكورات .. انا متعوده على شغل المطبخ ... ومعي وصايف بتساعدني ... ارتاحوا انتم مانبي نتعبكم "
تكلمت الثانيه " لالا شدعوه ... المفروض زوجة طلال هي اللي ترتاح وحنا اللي نساعدك .. روحي ارتاحي حبيبتي الله يهون عليك "
من داخلها مبسوطه ... من جد هي تعبانه وتبي ترتاح ...
بس وش الحنيه المفاجأه هذي !! ...
قلبها مو متطمن ...
.
.
"انتي وش تسوين هنا ؟"
مامداها تفكر تطلع ...
الا ودخلت والشر بعيونها ...
"طسي فوق لغرفتك .. مابي اشوف وجهك ابد فاهمه والا لا "
رغم صدمتها ...
انسحبت بهدوء ...
بين نظرات ام طراد الحاده ... وبنات اختها الساخره ... وشهلا المستنكره ...
قبل ما تطلع الدرج وقفتها " تتمسكنون لين تتمكنون ... بعد ما زوجتك ولدي ... خونتوا فينا وتركتوا بنتي وبتزوجون ولدكم غيرها ... خلوه يتزوج اللي يبي ... بس ماكون فطوم ان مارجعت لبيت اهلك مطلقه "
كملت طريقها بخطوات مرتجفه ...
كانت حاسه ان الخاله وراها مصيبه ...
حسبي الله ونعم الوكيل
\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\
"وش رايك نتعشى برا اليوم ؟"
من اول ما خذها من بيت اهلها وهو حاس انها مب طبيعيه ...
وبعد ما سألها هالسؤال وما ردت ... تأكد انها مب طبيعيه ...
.
.
" عذاري ... خير ان شاء الله .. وش عندك على هالسرحان "
ردت متفاجأه " ها .. وش تقول ؟"
ابراهيم " اقول سلامتك بس .. الا اهلك فيهم شي ؟"
" لا الحمد لله ... كلهم بخير ... ابراهيم لو ابي اساعد احد بفلوس ... عادي اخذ منك ؟"
ابراهيم " اكيد عادي ... دامها بتروح لخير .. ليش تعرفين احد محتاج ؟؟"
" اختي عاليه وعيالها ... كسرت خاطري اليوم .. زعلانه عشان محد وداها المدرسه .. خايف يخصمون من راتبها وهي مالها الا الله ثم هالراتب تصرف على نفسها وعيالها "
ابراهيم " وزوجها ؟"
عذاري " مدري عنه ... ملك وبس .. ولا حكى عن بيت ولا شي ... بس انا ما اضمنه ... هو متزوج وانا اعرف زوجته ... مصيرهم يرجعون لبعض ... واختي اللي بتضيع بالطوشه "
ابراهيم " ولا يهمك .. اختك مثل اختي .. وعيالها عيالي .. واللي تحتاجه انا حاضر "
" مشكور وماتقصر .. الله يجزاك خير "
ابراهيم " نرجع لسالفتنا ... وش رايك نتعشى برا ؟"
عذاري " وهذي يبي لها راي ... اكيد موافقه "
يمكن ضميرها الحين يرتاح ...
بتساعد عاليه باللي تقدر عليه ..
\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\
من اول ما ضفت سجادتها وشافته مقبل عليها عرفت وشو له جاي ..
" انت الحين وش سالفتك صاير لك كم يوم تصلي الفجر وتجي تشكى من هالمره ... سوت وفعلت ... لا تلف ولا تدور ... طلاق منت مطلقها .. ورجعه لبنت لولوه لاتحلم .. ومن بكره تجيبها هنا وتفكنا "
طراد " بس هي تبي بيت لحالها "
" حطها ببيت لحالها .. اهم شي تصير عندك .. مابي تخلص هالسنه الا مرتك حامل بحول الله ... فاهم "
.
.
انتبهت لطلال اللي واقف عند الباب ..
"وانت وش عندك بعد ؟"
تكلم بانزعاج "يمه اللي سويتيه امس مع وصايف ماكان له داعي ... خصوصا قدام بنات الخاله ... واي سوء تفاهم بينكم كان ممكن تحلونه بعد مايروحون "
"تعال طقني عشانها بعد ... بلاكم ماتدرون وش سووا عمك واهله .. خونوا فينا حسبي الله عليهم "
طراد باستنكار " وش دخل عمي "
" عمك مسافرين الشرقيه .. رايحين يخطبون لولدهم "
.
.
تلاقت عيونهم ببعض ...
بنظرات مذهوله ...
الكلام اللي من يومهم صغار يسمعونه ...
شهلا لنايف ... ونايف لشهلا ...
خلاص انمسح !! ...
اذا نايف بيتزوج ...
اجل شهلا مين بيخطبها !!
.
.
طراد باندفاع " يحسبون السالفه لعب "
طلال " اصبر يا طراد ... يمه من قالك هالحكي "
عصبت " تحسبني اكذب يعني ... خالتك هي اللي قالت لي "
" وخالتي وش دراها؟"
الأم " وش اللي وش دراها ... اللي خاطبينها بنت عمهم ... اسمعوا عاد ... نايف لازم يتزوج شهلا ... مب من حلاته ولا زين اخلاقه ... بس الناس ماتعرف الا ان نايف لشهلا .. ولو دروا انه راح وخطب غيرها بيطلعون العيب فيها مو فيه .. ومحد راح يخطبها .. ولا يطالعها "
.
.
تركها تحشي راس طراد ...
اما هو ... ماعنده استعداد يكبر المسائل ...
.
.
دخل الغرفه وشافها تلم سجادتها ...
"ماشاء الله ... ع البركه قمتي تصلين من دون ما اصجك "
وصايف " ومن قالك اني نمت بعد اللي صار امس "
.
.
" اقول وصايف ... يقولون خطبتوا لنايف ماشاء الله "
طالعته متفاجأه " من قالك !! "
"اهلك رايحين يخطبون بنت عم عيال خالتي ... وشلون ماتبيني اعرف "
وصايف " اها ... يعني خالتك هي اللي قالت لكم ... وكل التهزيء والأهانه اللي اكلتها امس عشان هالسالفه ... طيب انا وش ذنبي "
طلال بتحفظ " انتي مالك ذنب ... حتى شهلا مالها ذنب تعنس وهي تنتظر اخوك يجي يخطبها ...
واخرتها يروح ويخطب غيرها "
وصايف " شهلا الله يرزقها "
رد بانفعال " الله يرزقها ما قلنا شي ... بس من بيجي يخطبها بعد ما تركها اخوك ... كل الناس تعرف ان شهلا لنايف .. والحين بيقولون ما تركها الا عشان فيها بلا "
.
.
توتر الجو بيناتهم ...
هو مقهور وعارف ان مالها ذنب ...
وهي مو عارفه شلون تفهمه الموضوع ... ووشلون تدخل شهلا فيه ..
.
.
شافها متوجهه لفراشها وانقهر ...
"وين ؟... بتنامين بعد !! "
وصايف بغصه " طلال خلاص .. قلت لك انا مالي دخل .. مايكفي اللي صار من امك امس جاي تكملها انت اليوم بعد !!"
.
.
تركها وطلع ...
معاها حق هي وش ذنبها ؟
الكلام مو معها ... الكلام مع نايف ... وعمي ..
.
.
رمى نفسه على اكبر كنبات الصاله ... ووجه المكيف ناحيته ...
منعا للمواجهه ..
اليوم بينام هنا ..
.
.
قبل ما تغفي عينه لمح زول شخص نازل من الدرج ...
فز من مكانه ...
" شهلا !! "
.
.
" بسم الله عليك .. ازعجتك "
طلال " لا .. بس بغيت استخف "
شهلا " هههه .. خلاص عاد قلنا بسم الله عليك "
طلال " الا وش المناسبه نازله من الفجر "
شهلا " نفس المناسبه اللي خلتك تنام بالصاله "
انقلب وجهه " انتي وش دراك "
شهلا " سمعتكم وانتم تهاوشون ... طلال ترا صدق وصايف مالها دخل ... وبعدين نايف مايناسبني كزوج "
طلال " بس نايف اول غير الحين الحمدلله "
شهلا " الحمد انه لله انه تغير .. والا كان الحين انا زوجته بالغصب "
طلال " مافهمت "
شهلا " انا متعوده اكلمك بصراحه .. وانتم عودني تفهمني ... نايف كان مكلم اخته عشان تشاورني ... وانا قلت لها رايي بصراحه ... نايف ما يناسبني ... والحمدلله هو تفهم رغبتي .. والله يوفقه مع اللي بياخذها "
طلال " بس الناس .."
شهلا " طلال تكفى لا تقولي الناس ... الناس مالهم دخل فيني ... هذي حياتي وانا اللي بعيشها مو هم "
طلال " انتي ما فهمتيني .. انا قصدي انكم مسمين لبعض من زمان .. واذا شافوه الناس خطب غيرك اكيد بيطلعون العيب فيك "
شهلا " والناس ما عندهم هم الا انا !! "
طلال باستهبال " ترا ماعلي منك بكرا لو عنستي "
شهلا " لا ما عليك ... حتى لو عنست ما راح اشتكي لك ... المهم .. امي وطراد مستحيل يتفهمون الموضوع وبيكبرون المسائل .. وانا مابي اكون سبب المشاكل "
طلال " الله يعين ... ماعليك خليها على الله .. وروحي نامي ولا تفكرين "
ياحبيلك ياطلال ...
انت اللي طول عمرك فاهمني ..
الله يوفقك ويسعدك ..
\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\
بتوقع وتطلع ..
تركت امها اليوم وكانت مزكمه شوي ...
لازم ترجع عشان توديها المستوصف ...
.
.
طلعت من مكتب المديره بنشوه ...
الحمدلله كلمتها وتفهمت الموضوع ...
وقعت ولبست عبايتها وطلعت ...
.
.
رجعت بسرعه ...
.
.
شافته ...
هي متأكده انها شافته ...
نفس السياره ونفسه ...
لبسه وجلسته ..
ونظاراته اللي اشترتها له بنفسها ..
بس مين اللي معه ...
.
.
طالعتها بصدمه اول مادخلت ...
"عاليه !! "
________________________________________
الجزء الثاني عشر
(الفصل الثالث )
رجعت البيت جثه مليانه قهر ..
والم ... ودموع ...
.
.
كانت شاكه ...
لكن تأكدت ...
عاليه قالتها بنفسها ...
بكل قوة عين ...
بدم بارد ...
قالتها بدون ذرة تأنيب ضمير ...
" هذا زوجي "
اعلنت الخيانه بدون أي خجل ..
او حتى كلمة اعتذار ...
كلهم خونه ...
خونه ...
.
.
"جود حبيبتي افتحي الباب .. علميني وشفيك "
" يمه اتركيني .... اتركيني اموت "
قالتها بصراخ ..
اتركوني ...
اتركوني اموت ...
\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\
"الحين ماجوا اخوك ومرته "
"لا يمه "
" حشى هذي ولاده مو موعد عادي ... قومي اتصلي فيهم وقوليلهم لا يتأخرون .. متى يميدها تسوي الغدا "
ردت بسرعه " اكيد بيتأخرون ... يمه انا بسويه "
امها بحده " لا .. تسويه هي ورجلها فوق راسها .. روحي اتصلي بسرعه "
.
.
من الصبح وامها ناويه عليها بعد اللي صار امس ...
والحمدلله ان عندها موعد بالمستشفى ..
والا ماتدري وش ممكن يصير بالبيت ...
.
.
رفعت السماعه وهي تدعي ...
"يارب مايجون "
.
.
دخلوا قبل ماتدق ...
وانقلب وجهها لكل الألوان ...
"ماشاء الله جيتوا بسرعه "
طلال باستنكار " اما بسرعه ... لي ساعتين مزروع بانتظار المستشفى وهذي تقول بسرعه "
ماكانت عارفه وش قالت ...
ولا استوعبت رده ..
كل اللي تعرفه انهم جوا بوقت مو مناسب ابد ...
.
.
ماقدرت تنقذهم بأي كلمه ...
ببساطه لأن امها طلعت من المطبخ ...
"ماشاء الله ... مابغيتوا تجون "
طلال "تعرفين يمه زحمة المستشفـ..."
قاطعته بانزعاج " طيب خلاص خلاص .. يله نزلي عباتك وسوي الغدا بسرعه اخرتينا "
ردت وصايف بصدمه " انا !! "
" ايه انتي .. والا على راسك ريشه ؟؟"
طالعته برجا ..
تبيه يتكلم يقول شي ...
والا نسى كلام الدكتوره ؟
" يله تحركي وش عندك واقفه ؟... والا تبينا انا وبنتي نخدمك واخرتها "
قاطعها " لالا ... شدعوه يمه ... حنا اللي نخدمك بعيونا ... بس تعرفين توها راجعه من المستشفى والدكتوره موصيتها بالراحه و..."
.
.
"تسوبه ورجلها فوق راسها "
هي ما تكلمت وبس ..
دفتها بقوه ناحية المطبخ ..
محد قاله ..
هو شافها بعينه ..
شي صار قدامه ...
مستحيل يكذب عيونه ..
.
.
"طلال الحقني بموت "
\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\
اليوم بيطلع ..
اليوم بيرجع البيت من جديد ..
بس يمكن بدون صراخ .. وزعاق .. واوامر ...
اليوم بيرجع سندها وعزوتها ..
بس بيرجع اعمى ..
.
.
"باسمه ... وين الناس ؟؟"
التفتت مفجوعه " بسم الله الرحمن الرحيم ... عذاري ؟... متى جيتي ؟"
عذاري " قبل شوي .. خالته بتروح السوبر ماركت مع عيالها ... وقلت فرصه اجي مع السواق "
باسمه " وابوك ؟"
عذاري " يقول ابراهيم بيطلع من الدوام وبيروح يجيبه "
باسمه " الله يعطيه العافيه ... تعبناه معنا "
عذاري " زوجي بلاش ... لازم يوقف معنا "
.
.
" ماشاء الله ... سرير ودولاب و ... متى امداك جهزتيهم ؟"
قالتها وهي تتأمل غرفة الجلوس اللي تغير اثاثها بين يوم وليله ...
وصارت غرفة نوم ...
باسمه " امس انا والعيال .. طالعين نازلين من هالدرج ننقل ... كذا اسهل على ابوك من الطلعه على الدرج كل يوم "
عذاري " لهالدرجه كاسر خاطرك "
.
.
"اسكتي يا عذاري لا تقلبين المواجع "
ذبحها التفكير ..
والهواجيس ..
بعد اللي صار لسلطان ...
حياتها كيف بتكون ؟؟
\\\\\\\\\\\\\\\\\
اليوم حاسه بنشوه ...
غير الأجازه اللي وافقوا عليها ...
والشقه اللي قالها طراد الصباح انه استأجرها عشان يعيشون فيها ...
اليوم هي قدام كل الناس زوجته ...
الكل عرف انها زوجته ...
والأهم جود ...
.
.
"تدري من قابلت الصبح اليوم ؟"
قالتها اول ما ركبت السياره ..
مبسوطه ماتقدر تمسك نفسها ...
"من شفتي ؟"
قالها ببرود ... اكيد .. بلاه مايعرف المفاجأه ..
"شفت جود "
رد بابتسامة سخريه " وش الجديد؟ ... هي معك بالمدرسه ... يعني اكيد كل يوم بتشوفينها "
عاليه " أي بس اليوم غير "
.
.
دخل الشك قلبه ...
طالعها وهو ينتظرها تتكلم ..
وتفجر المفاجأه ...
.
.
" شافتني وانا نازله من سيارتك "
طراد " وعرفت اننا متزوجين ؟"
"انا اللي قلت لها بنفسي "
.
.
"انتي طا .... انتي وحده مجنونه "
\\\\\\\\\\\\\\\\\
فتحت الباب بقوه " ممكن ادخل والا ممنوع ؟"
فزت من مكانها بخوف " امول الله ياخذك ... كم مره اقولك لا تدخلين كذا "
عادت كلامها باستفزاز " ممكن ادخل والا ممنوع ؟"
" يعني اذا قلت ممنوع منتي بداخله "
امل " الا طبعا "
اميره " خلاص اجل ادخلي وانتي ساكته "
امل سكرت الباب ونطت ع السرير " اما وانا ساكته كثري منها ... ياني جايبه اخبااااار "
اميره بحماس " وشو ؟"
امل " بنرجع بكرا دبي "
اميره " بكرا بكرا !! "
امل " ايه بكرا بكرا ... الهام دق رجلها عليها وقالها عطيتك وجه ماصارت وتراي حاجز لكم بكرا .. عاد قلنا خلاص بنرجع ... بس ايمان بتجلس .. تقول مرتبطه بدار التحفيظ وماتقدر تخليها "
"ماشاء الله عليها ايمان ... ماتضيع وقتها بهم وغم "
امل " ايه صارت مطوعه ... مابقى لها الا لحيه "
اميره بانوعاج " هاهاها .. ماتضحكين ... اصلا لو فينا خير سوينا مثلها .. وخري بس انتي واخبارك "
" اجل مب قايله لك الخبر الأخير "
.
.
كانت بتقوم بس تراجعت ...
حست لهجتها هالمره غير ...
حست هالخبر الأخير هو الخبر اللي تنتظره من زمان ...
.
.
" ابراهيم يقول فيصل طلع من السجن "
.
.
فجأه ..
حست بأطرافها ترتعد ...
خوف مب طبيعي ..
.
.
فيصل رجع ..
والماضي اللي كانت تبغى تنساه رجع مره ثانيه ..
وشريط اسود من الذكريات يمر قدامها ...
.
.
"انا خايفه "
الجزء الثاني عشر
(الفصل الأخير )
لهم اكثر من ساعه طالعين ...
وطلال لا اتصل ولا كلمهم ...
وامها دخلت غرفتها وسكرت الباب ...
لحالها .. وجالسه على نار ...
الله يستر عليك ياوصايف ..
.
.
"شهلا وين امي ؟"
انتبهت لطراد اللي دخل بملامح مقلوبه ...
معقوله يكون عرف !! ...
"امي فوق .. بس لا تروح لها ماظن تستقبلك "
.
.
" وش اللي ماتستقبلني ... هي اللي بلتني بهالمصيبه وهي اللي تفكني منها "
قالها بانفعال وعصبيه ...
مقهور من قلب ...
بس ليش ؟...
"طراد شفيك ؟"
"شهلا تقدرين تكلمين جود ؟"
.
.
طالعته باستغراب ..
وبعدها ابتسمت بسخريه " جود !! ... وش اللي ذكرك فيها "
رد بقهر " شافتني اليوم الصبح وانا انزل الخايسه للمدرسه .. لا ومن زود الوقاحه راحت وقالت لها اننا متزوجين "
شهلا " واذا كلمت جود .. وش تبيني اقولها ؟... لاتفكر جود تتقبل ترجع لك او تكلمك بعد اللي صور ... يمكن لو كنت متزوج وحده ثانيه كان اهون "
رد بانفعال " والله ماصبرني عليها الا حنة امي على العيال .. والا كان من زمان مطلقها "
.
.
" على طاري امي ... تدري انها دفت وصايف ع الأرض .. احتمال تسقط "
.
.
لو كانت أي وحده ثانيه كانت بترفع يديها للسما وتدعي عليها ...
بس الصدمه ...
انها امها ..
\\\\\\\\\\\\\\\\
اول ماشافته داخل بمساعدة ابراهيم انسحبت ...
مو متحمله المنظر ...
.
.
"باسمه !! ... شفيك ؟"
"مدري ... بس حزت بخاطري اشوفهم يمسكون يديه ويدخلونه ويدلونه الطريق ... ابوك اللي ....
خنقتها العبره ..
وماقدرت تكمل ..
صعب عليها تشوفه امس داخل عليها بصحه وعافيه ..
واليوم اعمى !!
صدمه اكبر منها بكثيييير ..
يارب اني لا اسألك رد القضاء ..
ولكن اسألك اللطف فيه ..
يارب ارحمنا برحمتك
.
.
"خاله باسمه ... جدي يبيك "
\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\
"وانتي ليش زعلانه ؟... هو من حقه يشوف عياله "
.
.
انسبحت من المكان بدموعها ..
محد حاس بالنار اللي داخلها ...
اصعب شي انك توفي مع انسان ..
واخلاتها يخونك ...
.
.
والأصعب انك توفي لأثننين ..
واخرتها يتفقون ويخونونك ..
.
.
لكن انا اللي استاهل ...
انا اللي جبته لنفسي ..
\\\\\\\\\\\\\\\\\
ماقدر يتمالك دموعه ...
.
.
الجنين اللي بنى عليه كل احلامه وطموحاته ...
بيروح بغمضة عين ..
ويمكن يروح معها كل شي ..
حتى حياته ..
.
.
الله يسامحك يمه ...
.
.
انتبه لجواله اللي يرن ...
البيت متصلين 4 مرات !!
اكيد شهلا ...
.
.
ضغط زر الرد وجاه صوتها " هلا طلال ... طمني "
"قولي لأمي طلال بيطلع من البيت ... وماله رجعه"
.
.
نزل الجوال بعد ماشاف الدكتوره طالعه من غرفة العمليات ..
"طمنيني يادكتوره "
"الحمدلله .. عملنا لها تثبيت ... وهي والجنين بخير "
.
.
رفع راسه للسما ...
"الحمدلله "
\\\\\\\\\\\\\\\\\
" ساعه عشان تجين ... والا قلتي اعمى !! .. جيت والا ماجيت كله واحد "
باسمه " اول ماقالي سالم جيت على طول ... بغيت شي ياسلطان ؟"
"وين الفلوس اللي كانت بثوبي ؟"
"أي فلوس "
"الفلوس اللي كانت بثوبي قبل ماروح المستشفى ... والا قلتي اعمى وبتسرقيني ... اسمعي عاد .. اذا ... "
قاطعته بانفعال " اسمع انت ... تراك مو ماخذني من الشارع عشان اسرقك ... انت اللي سرقت حلالي وحلال ابوي وسكت مو عشانك .. عشان بناتك اللي مالهم غيرك .. هذا غير الأهانات والضرب وانا ساكته ومنطمه ... حتى بعد اللي سويته بعبير سكت وماشتكيت عليك ... تري لو وحده غيري وش سوت ... كان اول ماطحت خذت حلالها وتركتك وراحت ... بس انا مارحت ولابروح ... مو عشانك طبعا ... عشان العنود لأني عارفه ان مالها بعد الله غيري ... ومن اليوم وطالع ماراح اسكت لك ... برجع كل فلوسي غصب عن عينك ... وبعيش مثل ماكنت اعيش فبيت ابوي واحسن بعد ... وبيني وبينك المحاكم "
.
.
كانت جايه بانتظار كلمة (اسف ) من قلبه لقلبها ...
كانت بتسامحه على كل شي ...
وبتخدمه طول العمر بعيونها ...
.
.
كانت ..
.
.
بس الظاهر انها كانت تحلم ...
.
.
انسحبت من المكان بدموعها ...
انصدمت بعذاري بوجهها ...
"ابوك مايتوب ولا يتعض ... قلبه اقسى من الحجر "
.
.
ضمتها وبكت بحضنها ...
"الحين عرفت .. عاليه طالعه على مين "
\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\
"طلال ... ممكن تتركني لحالي "
.
.
بمجرد ماسمعت صوت الباب يتسكر ..
بكت ...
مقهوره منه ..
ومن بروده اللي مو بعيد عن البرود اللي كانت تشكي منه جود ..
برود طراد ...
اللي عيشهم بنكد ...
وخرب حياتهم ..
وفرقهم عن بعض ...
.
.
تحسست بطنها ...
والروح الغضه اللي تشيلها بين احشاءها ..
تعيش بين جده متسلطه ..
واب ضعيف ينفذ كل اوامرها ..
.
.
او تموت احسن ؟
.
.
لالالا ...
انا افكر هذا التفكير !!..
انا اقتل جنيني بيدي !!..
انا اللي تمنيته يلبسني تاج الوقار !!.
.
.
انتبهت لجوالها اللي يرن ...
تحاملت على نفسها ..
بترد .. بس مابتحسسهم بشي ...
ماتبي تخرب على نايف فرحته ...
"هلا يمه "
"اسمعي ترانا جايين بالطريق ... اسبقينا للبيت "
"ماشاء الله .. خلصتوا كل شي مع اهل اسيل "
"ماسوينا شي .. دقوا اليوم وكنسلوا كل شي ... حسبي الله على اللي كان السبب"
\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\
سكرت السماعه والدموع ماليه عيونها ..
" اخوك يقول وصلوا وهم الحين بالتخصصي "
نجلاء بلهفه " فهد !! ... ليش ماخليتيني اكلمه ؟"
منيره " يمه ليش تصيحين .. قالك شي مب زين ؟"
"لا ... بس كلمني والعبره خانقته ... صوته ماطمني ابد "
طول عمره شايل همه بقلبه ....
ويداري عليه ...
بس هالمره غير ...
شال قناع الرجوله اللي لابسه من يوم توفى ابوه ..
وكلمها طفل صغير محتاجها ...
اليوم هو لدها ..
ومحتاجها ..
.
.
"منيره كلمي احمد ... خليه يوديني التخصصي "
\\\\\\\\\\\\\\\