المنتدى :
التحقيقات
تحقيق عن عملية بلاك ووتر
كشف مشاركون في "عملية بلاك ووتر الأمنية المثيرة للجدل" هذا الشهر، أن حارساً واحداً من الشركة الأمنية الخاصة في الأقل استمر بإطلاق النار على المدنيين بينما كان زملاؤه يدعونه بإلحاح الى التوقف من دون جدوى. وقالوا خلال إدلائهم بمعلومات للمحققين الأميركان: على ما يبدو أن حارساً واحدا في الأقل أشهر السلاح في وجه زميله الذي لم يتوقف الرمي. أكد ذلك لصحيفة النيويورك تايمز مسؤولون أميركان.
وطبقاً لقول عدد من هؤلاء المسؤولين، فإن عملية شركة بلاك ووتر الأمنية الخاصة بدأت كمهمة لإخلاء مسؤولين أميركان كبار بعد حدوث انفجار قريب من مكان اجتماعهم. وبعض المسؤولين تساءل عن الحكمة من اخلاء الأميركان من المنشآت الأمنية، وقالوا إن المنطقة بدلاً من ذلك كان يجب ان تغلق.
وتقول النيويورك تايمز إن هذه التفاصيل الجديدة عن حادثة 16 أيلول التي قتل فيها مدنيون كثر، بضمنهم امرأة ورضيعها، حسب معلومات أدلى بها مسؤول أميركي اطلع على خلاصة بماجريات التحقيق مع حارسين شاركا في الحادثة، وقد ساعدت معلوماتهم كثيراً في الكشف عن كثير من الأمور.
وقالت (آن إي تيريل) الناطقة باسم شركة بلاك ووتر إنها لا يمكن أن تؤكد أياً من التفاصيل التي أدلى بها المسؤولون الأميركان. وأوضحت ان اللمحات الأولية عن التحقيق الرسمي الأميركي في عملية إطلاق الرصاص ضد المدنيين أغضبت المسؤولين العراقيين وصعدت النداءات نحو منع الحكومة العراقية لشركة بلاك ووتر من العمل والمطالبة باستبدالها بشركة امنية اخرى.
وأكدت النيويورك تايمز ان هناك عدة تساؤلات بشأن تفاصيل أخرى في الحادث وجهها المحققون العراقيون لكنّ المسؤولين الأميركان لم يجيبوا عنها حتى يوم الأربعاء الماضي. وقال مسؤولون أميركان للصحيفة ان شركة بلاك ووتر كان قد اجرت تحقيقها الخاص لكنها امرت من قبل الولايات المتحدة بوقفه. طبقاً لما اعلنته الناطقة (تيريل) التي أكدت ان الشركة قد ادارت تحقيقها الخاص بها، وقالت ان أي مؤسسة حكومية لم تمنعنا من ذلك.
واستنتجت التحقيقات العراقية أن الحراس أطلقوا النار على المدنيين من دون ان يستفزهم احد. لكن مسؤولاً قال ان الحراس قد أخبروا المحققين الأميركان أنهم يعتقدون أنهم أطلقوا الرصاص ردّاً على نيران معادية.
وأكدت الصحيفة ان شركة بلاك ووتر التي تتخذ مقراً لها في المنطقة الخضراء المحصنة ببغداد، مُنعت من الإدلاء بأي حديث خاصة أفرادها من الحراس المشاركين في عملية 16 ايلول.
وقالت النيويورك تايمز ان مسؤولاً واحداً كان يعرف بموعد اجتماع الدبلوماسيين الأميركان قريباً من ساحة النسور هو الذي اثار الشكوك بشأن قرار نقل الدبلوماسيين خارج المنطقة الآمنة.
وأوضح مسؤول أميركي قوله: "إن ذلك يثير السؤال عن أسباب عدم بقائهم في مكانهم، ما داموا آمنين في مكان اجتماعهم". وأضاف: "عموما فإن المفهوم إن كانت هناك قنبلة طريق I.E.D. الاختراقية، فيجب ان يتم الانتظار 15 الى 30 دقيقة، الى ان يهدأ كل شيء". ولكن بدلاً من الانتظار، فإن قافلة بلاك ووتر بدأت تحمل الدبلوماسيين جنوباً باتجاه المنطقة الخضراء. ولإنهم لابد ان يمروا بساحة النسور فإن قافلة اخرى تحركت لوقف المرور وضمان ان الدبلوماسيين سيكونون قادرين على المرور.
وفي الاقل 4 سيارات سبورت توقفت في الفروع المجاورة للساحة وأوقفت المرور من جهتي غرب الساحة وجنوبها. وبعض الحراس خرجوا من سياراتهم واخذوا مواضع في الشارع، طبقاً لمسؤول اميركي كان قد اطلع على تقرير عن التحقيقات التي أجراها محققون اميركان.
وفي الساعة12:08 ظهراً، بدأ حارس واحد في الأقل بفتح النار باتجاه سيارة مدنية وقتل سائقها. وقال شرطي المرور إنه مشى باتجاه السيارة، لكنّ المزيد من النيران فتحت باتجاهها فإدى ذلك الى مقتل امرأة ورضيعها الذي كانت تحلمه على كتفها في الموقع الأمامي بجانب السائق.
وهناك ثلاث ردود عن السؤال لماذا بدأ اطلاق النار؟. وأحد هذه الأجوبة هو ما قاله حراس شركة بلاك ووتر للمحققين بأنهم يعقتدون ان نيرانا اطلقت وأنهم ردوا عليها. طبقاً لما قاله مسؤول على صلة بالتحقيقات الجارية.
أما التحقيق العراقي الأولي –كما تقول صحيفة النيويورك تايمز- فقد استنتج ان ليس هناك نيران معادية، لكن شهود العيان العراقيين قالوا ان الكومنداوس العراقيين قرب أبراج الحراسة ربما يكون قد اطلقوا النار أيضاً، ومثل هذا الاحتمال يقود حراس بلاك ووتر الى الاعتقاد ان الميليشيات كانوا يطلقون النار عليهم.
وبعد أن اطلق النار على العائلة، شوهدت قنبلة يدوية أو أطلاقة شعلة باتجاه السيارة، فألهبت فيها النار، طبقاً لبعض الاعترافات. وقتل عراقيون اخرون بسبب استمرار اطلاق النار. والمسؤولون العراقيون أحصوا عدد القتلى بأرقام متباينة تتراوح بين 8-20 مع احتمالات ان يكون هناك عشرات الجرحى. والمسؤولون الأميركان يقولون لم يؤذ احد من الأميركان.
ويزعم مسؤولون اميركان –كما تقول الصحيفة- أن واحداً او اكثر من الحراس كانوا قد دعوا الى وقف اطلاق النار خلال عملية المناوشات.
وقال أحد المسؤولين إن كلمة "اوقفوا النار" يفترض انها قيلت عدة مرات من قبل الحراس الأمنيين. وفي النهاية فإن حارس شركة بلاك ووتر تهديد زميل له لإيقاف النار وان مشادة داخلية حدثت لهذا السبب. وقال مسؤول اميركي ان الاحداث يمكن ان تكون مشوشة في مثل هذا الامور.
المصدر : الملف برس - الكاتب: الملف برس
|