لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (3) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-10-08, 05:56 PM   المشاركة رقم: 36
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Feb 2008
العضوية: 64394
المشاركات: 246
الجنس أنثى
معدل التقييم: redroses309 عضو على طريق الابداعredroses309 عضو على طريق الابداعredroses309 عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 217

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
redroses309 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : redroses309 المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 


12 - الوعد المرير


في الصباح وجه ليون عدة اسئلة لتارا و لم يحصل على شيئ ، فأخذ يسأل خدمه واحدا واحدا و كل ما ناله من معلومات هو الرسالة فقط .
- من بعث لك هذه الرسالة ؟

رفضت تارا ان تبوح بإسمه .
- طبعا ، لم تأتك في البريد .
- كلا ، كانت من الشخص الذي ساعدني .
- ما زلت مصممة على الا تعطيني اسمه ؟

تملكته الحيرة كيف استطاعت تارا ان تتصل بالناس مع كل هذه المراقبة .
-هذه أعمال نذلة جرت من وراء ظهري ، و لن يستريح لي بال قبل ان اكتشف سرها .

تطلع فيها ، و كانا بعد في غرفة الجلوس حيث استجوب خدمه .
- تأكدي من اني سأضع عليك رقابة أشد من الآن فصاعدا .

علقت على قوله بهزة كتف دون اي انفعال :
- كل هذا لا يهمني بعد الآن يا ليون . فأنا سجينتك و لن تسنح لي فرصة للهرب لمدة طويلة جدا .

نظرت اليه و هي مستلقية بين ذراعيه .
كانت في السابق تدير له ظهرها .
لكنها هذه المرة ارادت ان تبقى بين ذراعيه اطول مدة ممكنة .
ان تبقى في حماية ذراعين قويتين كلهما دفء و حرارة .
و عندما أتى الصباح طلبت منه ان يبقيها في حماية ذراعيه .
- حتى اذا اعطيتني الوعد لن أثق فيك بعد الآن . أظنك تعرفين هذا .
قالت بهدوء و استسلام تامين :
- سأعطيك الوعد اذا اردت و سأحترمه و في كل الأحوال ، اذا لم تثق بي بعد الوعد فلن استغل استعماله . اذ اني سأعيش كما عشت منذ مجيئي الى هنا .

تغلب عليها البكاء و كأنها غضبت من نفسها لأنها تبكي . هزت يدها امام عينيها و قالت و كأنها تكلم نفسها :
- ما الفائدة من الدموع ؟
- لا أحب ان اراك تبكين .
- لا اعتقد ان بكائي يؤثر فيك .

نهض من مكانه و مشى الى النافذة واضعا يديه في جيوب سرواله .
تأملت ظهره المستقيم و عضلاته القوية .
و أحست بشيئ مثل شعور داخلي لا تفهمه يتحرك فيها .
ما الذي تغير فيه ؟
قبل بضع ساعات كادت تقذف بنفسها من النافذة و كان يمكن ان تموت او تؤذي نفسها .
استغربت من نفسها كيف شعرت بنصر التفوق عليه عندما هددته بالقفز من النافذة اذا لم يخضع لشروطها .
وشعرت بقشعريرة الخوف تسري في عروقها لمجرد التفكير في ذلك .
و عرفت انها لم تكن تستطيع ان تنفذ ما هددته به ، و لكنها أسفت لأن الحظ لم يسعفها كي تصل الى بغيتها .
كانت تريد فرض شروطها و الحصول على مناها في ان تكون بدون مراقبة .
و لكن القدر تدخل و أنقذه من مذلة الهزيمة .
و بينما كانت تتوقع تهديدا أو عقابا أتاها عناق طويل .
كان في حينه خائفا كثيرا ... هل سبب خوفه أعمق مما استطاعت استنتاجه ؟
كانت تعتقد انه يريدها فقط ، و لكن الرعب الذي اصابه و هي تهدد بالقفز يعني اكثر من ذلك بكثير .
و لكن ماذا يعني ؟
التفت نحوها و قال :
- اشعر انك ستحاولين دوما ان تهربي مني يا تارا .

عبست بسبب رتابة صوته ، و بدا لها انه فريسة لليأس . و أضاف يقول :
- لم أصدق أبدا انك ستهربين فعلا .
- و لكنك كنت تصدق انك تستطيع الاحتفاظ بي .
- نعم ، و كنت متأكدا من ذلك .

كانت عيناه تحلمان و عاد فجلس حيث كان سابقا .
و كان هذه المرة غير مستقر و فاقد الهدوء و لم يبدو انه نفس الرجل المترفع الواثق من نفسه .
لأول مرة رأت تارا فيه شيئا من التواضع أذهلها ، و لكنها لم تبال بذلك مطلقا .

و تواضعه هذا غريب عن طباعه المعروفة بالسيادة و السيطرة اللتين كانتا موضع اعجابها حتى و هي تقاومهما .
و لكنها لاحظت فيه نقصا معينا ... ما هو ؟
جاذبيته ... ؟ نظرت الى يدها و ظنت أنها تحس بشيئ غامض يحدث لها .

تكلمت بصوت هادئ و لطيف :
- قلت لك ان الأنسجام الجسمي ليس كافيا .
أتذكر ؟
- أذكر .

كان جوابه جافا و سريعا .
- الزواج يجب ان يتقوى بالحب .
- كنت تحبين ديفد ام كنت تعتقدين ذلك ؟ و هل تعتقدين حقا انكما كنتما عشتما سعيدين لو تزوجتما ؟
- طبعا .

و لكنها لم تكن متأكدة من اعتقادها هذا اذ داخلها بعض الشك في مستقبلها مع ديفد .
- طبعا ؟ ام انك لست موقنة ؟

كانت عيناه تتفحصان عينيها بإمعان .

كانت حالمة عندما هزت رأسها و نظرت اليه شاردة و هي مصعوقة بالاكتشاف الذي أخذ يحتل ذهنها تدريجيا .
من المستحيل ان تكون قد وقعت في حب هذا المسخ !
في حب هذا اليوناني الغريب الذي لم يفوت اية فرصة ليفرض عليها سيادته و ليهزأ بها أو يبرهن على تفوقه بطريقته الوقحة .
- أنا ... أنا متأكدة من ذلك .

ضحك و رفع حاجبيه :
- من تحاولين ان تقنعي يا تارا ؟

ها هو قد استعاد ثقته في نفسه و تلاشى تواضعه .
هذا هو ليون الذي عرفته و اعتادت عليه ... و الذي أحبته ...

نعم ، أحبته ، و لا يفيدها انكار ذلك مهما حاولت .
فكرت في العيش بدونه .
طبعا سيكون حسنا ! لا آمر و لا مأمور ، و لا سيد يلقي الاوامر فيطاع .
بدونه ستكون حرة ... و لكن هل تريد حقا ان تتحرر ؟
الحياة بدونه ... اغمضت عينيها كي لا ترى طريقا موحشة باردة تمتد امامها بلا نهاية .
كي لا ترى المستقبل المملوء بالذكريات التي ستبقى حية و واضحة .
كلا ! ليست بهذا الجنون لتقع في حبه .
انه وحش و سيبقى كذلك .
و قالت لنفسها :
- لا أحبه ، و حتى ان احببته اكره ان ابقى بجانبه لأنه يؤمن بأن الرجل في هذا الجزء من العالم كل شيئ و المرأة لا شيئ !
- سألتك من تحاولين ان تقنعي .

لم تكن في وضع يمكنها من الكلام .
لكنها اخبرته بكل شيئ و بالآمال التي كانت تجمع بينهما .
تكلمت بحنين المتلهف الى الذكريات عن تأثيث بيتهما الصغير الجميل الذي اشترياه بالتقسيط .
تكلمت عن بهجتها عندما تنهض يوم زفافها و تجد الشمس مشرقة .
- كان ثوب العرس جميلا ...

توقفت لتمسح دمعة نزلت من عينيها و انزلقت على وجنتها الشاحبة .
و لاحظت في نفس الوقت ان ليون ابتلع ريقه كأنه يحاول إزالة شيئ لاصق في حلقه .
و ان يديه كانت تنطبقان و تنفتحان بعصبية تلقائية مما يدل على انفعالات قوية تتحكم به .
فيم كان يفكر ؟
لم تستطع ابدا ان تقرأ افكاره ...
و كادت تختنق من التأثر و هي تقول :
- انت لم تعتبر ان ثوب العرس كان جميلا ... لذلك رميته في البحر .

لم تقصد بهذا الكلام ان تؤنبه أو ان تؤلمه ... و لكنها دهشت عندما لاحظت رعشة في وجهه .
- أرى ان نغير الموضوع . و علي الآن ان اذهب الى مكتبي حيث سأعمل حوالي الساعتين و سألقاك بعدها في الحديقة .

نهض و رفعت تارا رأسها فأمالته الى الوراء و سألته بعد فترة وجيزة :
- هل تخليت عن بحث القضية ... اعني قضية محاولتي في الهروب ؟

نظر اليها طويلا و جال بنظره على وجهها ثم أجاب :
- ستنجلي الحقيقة بكاملها يوما ، اما الآن ...منتديات ليلاس

و رفع يديه و رماهما الى أعلى دلالة على اليأس أو الفشل .
- لا يبدو ان هناك شيئا نكسبه من الاستمرار في التحري . و من الطبيعي ان تصيبني الدهشة اذ لم يكن أحد الخدم متورطا . و لا أدري اذا كان هناك شخص تعرفينه خارج البيت ...

و فجأة توقف و تطلع فيها و سألها :
- هل زارك أحد أثناء
غيابي ؟
- زائر ؟

عرفت انه شك في زائر معين لأنها تحادثت مع نيقولاوس معظم وقت العشاء . و ارادت ان تكسب الوقت فقالت :
- قلت ان زائرا أتى ليراني ؟

صرخ اسم الزائر في وجهها .
- نيقولاوس ! نيقولاوس زارك ، أليس كذلك ؟

هزت رأسها نفيا و تذكرت إلين و هي تدخن عندما زارتها فقالت :
- إلين كانت هنا .

ربما ينسى نيقولاوس و يتلهى بموضوع إلين .
- إلين ؟ هل هي التي ساعدتك ؟ لا أعتقد انها تستطيع تحريك السلم .

سألته بلهجة لاذعة :
- ما الذي يجعلك تفترض ان إلين ترغب في مساعدتي على الهرب ؟

و أضافت :
- قد تساعدني . من يدري ... فقد تفيد من إبعادي عن طريقها . الا تعتقد ذلك يا ليون ؟ ما هذا الشجار الذي فصل بينكما و جعلك تتزوجني غيظا و انتقاما ؟

كان هذا السؤال مفاجأة لم يتوقعها فسألها :
- هل كلمتك عن شجارنا ؟
- نعم ، كلمتني .
- و هل قالت شيئا آخر ؟

كان متلهفا للمزيد ، و لكن تارا رأت الحديث عن الفتاة التي كرهتها من أول نظرة بغير طائل .
- أفضل الا أقول شيئا . لننس الأمر من فضلك .
- ألم تقل ما هو سبب مجيئها ؟
- كانت تريد ان تراك بصدد عرض الأزياء القادم الذي سيقام في اثينا . و اعتقد انها ستتصل بك حالما تعلم بعودتك ، و عندها يمكنك ان تسألها عما قالت لي .

ظهر عبوس في وجه ليون و نظر اليها كمن يريد ان يتكلم الا انه ادار ظهره ليذهب .
و قال لها انه قد يتأخر عن موعد الغداء ثم خرج و أغلق الباب وراءه بهدوء .

مضى اسبوع آخر و كل شيئ على ما هو عليه .
و تمنت تارا لو تستطيع ان تنبه نيقولاوس الى ان ليون يشتبه فيه بتقديم المساعدة لها .
لن تقابله في أي حال لأن نيقولاوس الذي أوشك ان يقع في الجرم المشهود و هو يضع السلم تحت النافذة ترك الجزيرة على زورقه و ذهب الى جزيرة خيوس حيث سيقيم اسبوعا أو اسبوعين عند صديق له .

طرأ بعض التغيير على ليون و أصبحت حياة تارا اكثر بهجة قليلا .
صحيح انها ما زالت تحلم و تخطط للهرب لكن المراقبة عليها أخذت تخف .
- هل تشعرين بالأستقرار الآن ؟ تبدين لي اكثر انشراحا .

كان الجو بينهما جو إلفة و تقارب و هذه هي الساعة الأولى التي امضياها مستمتعين بالسباحة دون أي توتر اعصاب .

نظرت اليه باهتمام كبير و ابتسمت استجابة لابتسامته التي اعطتها انطباعا بأنه ربما بدأ بالاهتمام بها او ربما وقع في حبها .
- اعترف بأني اكثر ارتياحا الآن .

قالت ذلك مقتنعة بأنه يحب سماع شيئ من هذا القبيل دون ان يمنعها ذلك عن التفكير في طريقة للهرب .

كان في تلك الاثناء ينظر الى شعرها و وجهها و شكلها و يعجب بلون بشرتها التي اكتسبت لون الدراق العسلي . و علق على كلامها قائلا :
- انا مسرور بما تشعرين . تستطيعين ان تجعلي من حياتنا نعيما لو انك أقررت بالأمر الواقع و هو انك زوجتي مدى الحياة .
- و استسلم لك كسيد مطاع ؟

لم يعجبه جوابها الذي خرج من فمها كالسهم .
- لا أريد ان اسيطر عليك ، و لكن اذا أثرت غضبي فستلاقين ما لا يعجبك .

لم يعد الجو منسجما بينهما . تبلبل فكرها و أخذ قلبها ينبض بسرعة و قالت و هي تجفف رجليها :
- قولك بأنك لا تريد السيطرة علي يبدو شاذا على سمعي يا ليون ، اذ ان اعمالك و تهديداتك المتكررة تناقض اقوالك .
- انت دفعتني الى معاملتك بهذا الشكل . و ...

لكنها قاطعته و قالت :
- قاومتك عند ما كنت تلتهمني بنظراتك الآن هل تتوقع غير ذلك من المرأة ؟
- انت امرأتي و لي حقوق الزوج .

نبرة الأمر و النهي لم تتغير . و رأت نفسها عاجزة عن الرد عليه منطقيا و لم تدر سببا لذلك .
- انا امرأتك بالاكراه ، و لا افهم قولك بأن لك حقوقا علي .
- كل الرجال لهم حقوقهم على زوجاتهم .
- كلا ، ليس كلهم .

هزت رأسها بقوة و قالت بحزم :
- فقط اولئك الذين لم يتمدنوا يفرضون تلك الحقوق .
- تقولين اني لم اتقدم في الحياة ؟

توقعت ان يقول أشياء أشد إيلاما من ذلك .
و لما رأت تعابير وجهه ظنت انه لا يرغب في الاساءة اليها .
- في كثير من طرقك انت تطبق المدنية الغربية و لكن مواقفك من النساء و الزواج ما زالت متأخرة . و في رأيي انك لن تجد سعادتك الزوجية إلا في زوجة يونانية مثلك تأتيك من القرى النائية حيث التقاليد ما زالت قائمة .

كان صوتها و هي تتكلم رصينا و معتدلا .
و رأت و هي تتطلع في عينيه السوداوين انها تحبه و انها تكون سعيدة معه لو عرف ما تريده منه .
و ليون لا يختلف عن كثير من الرجال الذين يفضلون الحب على الرغبة .
و كمعظم الرجال لا يفهم ان المرأة لا تستطيع فصل الأثنين .
و هذا هو أحد اسرار الطبيعة الغامضة ... و هو ان الرجال و النساء يختلفون في نظرتهم الى الشيئ نفسه .
فالمرأة تشعر بالحاجة الى الحب لترتمي في أحضان الرجل و الى مبادرة الرجل لها بالشعور ذاته .

و كما لو كان ليون يقرأ ما في فكرها قال :
- بما اني متزوج الآن فلا أرى كيف استطيع ان اتزوج فتاة يونانية من تلك القرى النائية التي ذكرتها .
- تأكد يا ليون اننا لن ننهي أيامنا معا .

كان صوتها حزينا ، و لما لم يعلق بشيئ قالت :
- في اليابان القديمة كانت المرأة تؤكد على حب الرجل لها قبل ان تقبل به زوجا .
و لذا كان الرجل يرسل اليها في صبيحة اليوم التالي ما يرمز الى حبه لها ، و اذا لم تتسلم هذا الرمز فلن يكون زواج أو اية علاقة بينها و بين الرجل .
فتح ليون عينيه على وسعهما استغربا و قال :
- لا اصدق هذا .
- اعرف انك لن تصدقه .

شعرت تارا بمرارة في قلبها .
و اغتاظ ليون بسبب ما قالت و لم يعلق بشيئ ، بل نهض و تركها .

***********************

 
 

 

عرض البوم صور redroses309   رد مع اقتباس
قديم 12-10-08, 05:58 PM   المشاركة رقم: 37
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Feb 2008
العضوية: 64394
المشاركات: 246
الجنس أنثى
معدل التقييم: redroses309 عضو على طريق الابداعredroses309 عضو على طريق الابداعredroses309 عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 217

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
redroses309 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : redroses309 المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 


13 - هل جاءها الخلاص ؟



مضى يومان نزل ليون بعدهما الى القرية ليقص شعره .
و اشترى بعض الثياب من عند مارغاريتا .
و فكرت تارا فيما عسى ان يقول أهل القرية بصدد احتجابها عن انظار الناس .
فالوحيدون الذين يعرفون السبب هم الخدم الذين يراقبونها .
و ربما مارغاريتا ايضا نظرا لعلاقتها الوثيقة بليون .
مضت الاسابيع تلو الاسابيع لم يرى فيها تارا الا القليلون .
صحيح ان من عادة الزوجة ان تبقى في البيت مدة طويلة و لكن القرية تغلي من الفضول لرؤية العروس الجديدة .
كان ليون يأمل في الحصول قريبا على تأكيدات من تارا بأنها لن تحاول الهرب .
و لما طالت مدة انتظاره وقع في ارتباك كبيرة تجاه اهل القرية تحاول الهرب .
و لما طالت مدة انتظاره وقع في ارتباك كبير تجاه اهل القرية و تجاه معارفه في العاصمة حيث لم يعد اصدقاؤه و شركاؤه في الأعمال قادرين على كتمان دهشتهم بسبب احتجاب زوجته طيلة هذه المدة .
ربما نجح ليون في اقناعهم باعطائهم عذرا معينا .
و لكن الى متى سيدوم هذا الحال ؟ ربما كان عذره انها تنتظر ان تنجب طفلا .

و تساءلت تارا عما تكون ردة فعله عندما يعلم ان كل آماله ذهبت ادراج الرياح .

و ما كاد يتغيب عن البيت نصف ساعة حتى دهشت تارا عندما رأت ثلاثة رجال يصعدون نحو البيت على ظهور الحمير .
قليلون هم الذين يقتربون من الفيلا .
و لكن دهشتها تحولت الى ذهول سمرها في مكانها عندما وقع نظرها على رجل لم تصدق عينيها اذ رأته .
و صرخت و هي جامدة في مكانها :
- ديفد ...

هذا غير ممكن . أنها رؤيا ، أنه خيال !
في النهاية تمكنت من التحرك و كان كل عصب فيها يرتجف .
ديفد هنا و معه رجلان آخران .
كلا ! أنها لا ترى أشياء في مخيلتها .
و في ظرف غير هذا كانت ستضحك من مظهرهم على ظهر الحمير .
كان صاحب الحمير يجر نفسه خلفهم لاهثا ، و هو عجوز يعتاش من تأجير الحمير لزائري القرية همست لنفسها :
- ديفد !
- تارا !

رفع يده ليحييها و لكنه أعادها ليمسك برقبة الحمار خوفا من السقوط .
خطت بعض الخطوات برجلين من عجين و بعقل توقف عن التفكير .
هل سيعود ليون الآن ؟
ربما لم يلحظهم في الميناء أو في القرية .
- ديفد !

تحركت بسرعة اكبر و استطاعت ان تركض .
اسرع ديفد نحو الباب و لكنها سبقته اليه و فتحته بينما الرجال ينزلون عن ظهور الحمير .
و في لمح البصر كانت تارا بين ذراعيه تبكي .
- ديفد ، كيف عرفت ... ؟ كيف يمكن ان تكون هنا ؟

اصابتها نوبة من الهستيريا و جعلتها تنتفض .
الحرية ! الحرية هنا بدون أي شك .
لا شيئ يقف في طريقها الآن ... و لا أحد .

كان احد الرجلين شرطيا يونانيا و الآخر شرطيا بريطانيا و كان كلاهما باللباس المدني .
و لكنها لم تكن تعي الا وجود ديفد و لا تسمع الا كلماته الجنونية التي اختلطت بها عبارات الشرطي البريطاني و هو يحاول ان يعرفها على نفسه و على زميله .

في هذه المعمعة كان دافوس واقفا على حدة يتطلع و هو قلق جدا .
طلبت تارا من الشرطي الانكليزي ان يبعده عنهم فابتعد مسافة قليلة فقط و أخذ يشغل نفسه بغصن شجرة متظاهرا بأن ذلك جزء من عمله .
و كانت عيناه في الوقت نفسه تنتقلان من الداخل الى الخارج خوفا من مفاجأة ليون لهم .
و سألها الشرطي الانكليزي :
- هل تسمحين لنا بالدخول ؟ عندئذ نتكلم و من ثم نتبع خيط قضيتك .
منتديات ليلاس
ذهب الشرطي اليوناني و كلم دافوس بلغته .
بينما سألت تارا ديفد و هي لا تزيح عينيها عنه :
- ما الذي أتى بك الى هنا ؟ انها لأعجوبة ! لا استطيع ان اصدق انك هنا حقا .
- تمكنت الشرطة من اكتشاف دليل بعد ان أمضوا أسابيع و هم يتخبطون في الظلام .

و أخذ ديفد يسرد على مسامعها كيف حصلوا على الدليل من بواب المستشفى و لكن بعد ان عاد من اجازة طويلة دامت اسابيع .
تحرت الشرطة عن كل من اتصل بتارا و كرروا تحقيقاتهم مع موظفي المستشفى .
و تحول ديفد الى موضوع له علاقة بالتحقيق قاصدا بذلك معاتبتها فقط اذ قال :
- لماذا لم تخبريني يا حبيبتي انه أرسل اليك باقة أزهار ؟
- لم استطع . لا تسألني عن ترددي في اطلاعك على ذلك يا ديفد . ظننتها مسألة عابرة و لذا لم أرد ازعاجك .

و هنا قال الشرطي مؤنبا :
- كما أخفيت المكالمات الهاتفية ايضا .

و تابع يقول :
- لو انك أخبرت أحدا بذلك لكنا أعدناك منذ زمن طويل .

أضاف ديفد :
- تتبعت الشرطة الأثر الذي حصلوا عليه من البواب ، و أدى بهم الى اثر ثان حصلوا عليه من عاملة التلفون التي عندما ذكروها باليوناني قالت ان رجلا ذا لكنة غريبة كان يحاول الاتصال بك عدة مرات . و لكن العاملة امتنعت عن ايصاله بك نزولا عند طلبك .

و نظر ديفد في عيني تارا و لكنها كانت نظرة تأنيب و تابع كلامه قائلا :
- قلت لعاملة الهاتف ان هذا الرجل يزعجك بإلحاحه .

اومأت برأسها و احمر وجهها اعترافا بالذنب .
- كان يجب ان اطلعك على كل شيئ يا ديفد ... و لا اعرف لماذا قصرت في ذلك .

كانت و هي تتكلم تعود بافكارها الى اللحظات الممتعة التي أمضتها بين ذراعي الرجل و هو ما زال غريبا عنها ، فكيف تشكوه الى ديفد و هي شريكته في انفعالاته العاطفية ؟
- لو اطلعتني لما خطفك . الم تعرفي ذلك ؟

لم تجب بشيئ لأنها ليست موقنة من تأكيدات ديفد .
كما تعرف زوجها و قدرته في الحصول على ما يريد عندما يصمم عليه .

عاد الشرطي بعد ان حاول استخلاص بعض المعلومات من دافوس الذي قال عنه انه لم يفتح شفتيه كأنه اخرس .
قدم الشرطي الانكليزي زميله اليوناني باسم فيفوس مرياكيس و قدم نفسه بإسم اوسكار ستورات .

قال فيفوس : ان دافوس مرتعب من رئيسه بالرغم من اني أخفته انا ايضا .

و دخل الجميع الى البيت .
و هناك في حرارة الغرفة الرطبة شعرت تارا بهدوء نفساني ساعدها على تقييم ما أعطوها من معلومات و حاولت ان تفهم الوضع الجديد الذي طرأ عليها و مكنها لأول مرة من تذوق طعم الخلاص و الانفلات من قبضة زوجها و من سجنها المؤبد .
كانت الآن اكثر وضوحا في اجاباتها على اسئلة الشرطيين .
بينما كان ديفد جالسا يستمع .
و فيما كانت توضح لهم بعض نواحي حياتها سمعت يئن عندما سمعها تتكلم عن الانذار النهائي الذي هددها به زوجها و عن الخيار الذي فرضه عليها ، إما الزواج أو البقاء معه بشكل إجباري .
- اذن انت متزوجة ؟ ياله من حيوان !
- كان اما الزواج و اما الخيار الآخر كما أوضحت لكم .

كادت تبكي و قد أثر فيها منظر ديفد الحزين بوجهه الوفي المخلص .
- اظنك كنت تفكر بما انا فيه من تعاسة يا ديفد ؟

كان يرتعد و هو يتكلم :
- لم استطع التفكير بأي شيئ سوى اني اتخبط في جحيم من التصورات !
كنت أحاول ان أتحاشى التفكير في ان الفتاة التي أحبها تعيش في عذاب .

لاحظت تارا انخفاض صوته و الألم في عينيه و تعبير الاشمئزاز على وجهه الذي ما زال يجتذبها كما في السابق .

تعرف تارا ان ديفد لا يستطيع ان يتحمل حتى التفكير في أن رجلا آخر امتلكها . انها تقدر احساسه ، و مع ذلك ...

كان يتمتم لنفسه بحدة :
- متزوجة ، متزوجة من رجل آخر غريب ... و هذا الغريب تسبب لها في كل ذلك !
- ألن تستطيع ان تنسى ابدا اني كنت متزوجة من رجل آخر ؟

كان سؤالها فضوليا تفوهت به بعد ان شعرت باحساس غريب لم تدرك مداه .
كان سؤالا فيه شكوك غامضة كالضباب .
يوم اختطفها كانت تحب خطيبها حبا جما و ظنت انها ما تزال تحبه في ساعة اندفاع عاطفي كان ايضا عرفانا بالجميل عندما وجدته امامها فجأة .
فهل من الممكن ان تحب رجلين معا ؟
- انا ... انا ... بحق السماء ، لا توجهي الي اسئلة كهذه في الوقت الحاضر ! لا استطيع ان أركز أفكاري ...
- ألم تفكر في انك قد تفاجأ بهذا الاحتمال ؟ اختطفت ، و لكل اختطاف سبب . و الرجل الذي خطفني له مآرب فيي ...
- كفى يا تارا !

حاول الشرطي البريطاني ان يدخل في صلب الموضوع فقال :
- دعونا نبحث امورا اكثر اهمية . أين زوجك الآن ؟
- في القرية .
- نريد ان نحقق معه .
- كيف عثرتم عليه ؟
- بكل سهولة . بواسطة الانتربول أو البوليس الدولي .

ادخلت هذه الكلمة رعشة الى صميمها .
اذ تعني انهم وضعوا زوجها في مصاف المجرمين ،
فقالت بانزعاج :
- انتربول ...

قال الشرطي الانكليزي :
- أرغب في توجيه المزيد من الاسئلة اليك ريثما يأتي زوجك .

فركزت تارا كل انتباهها عليه . قال :
- بالطبع تزوجت من المستر بتريديس اختياريا . و ما لا أفهمه هو لماذا لم تستجيري بالرجل الذي زوجك ؟

اضاف ديفد :
- هذا صحيح . لماذا لم تستعيني به ؟

قصت تارا عليهم قصتها من أولها الى آخرها ، و هز الشرطي اليوناني رأسه حتى قبل نهاية قصتها فقال :
- لا توجد قضية ضده .

لكن الشرطي الانكليزي قاطعه قائلا :
- حدثت عملية اختطاف و في انكلترا بالذات ...
- كان الاختطاف بنية الزواج . في اي حال ، لا تستطيع هذه السيدة الشابة تقديم إفادة ضد زوجها .

اغتاظ الشرطي الانكليزي من هذا القول .
اما تارا ، فلم تتحمل صورة زوجها و هو يقاد مقبوضا عليه و مخفورا الى انكلترا .
و يعرف ليون انه حتى لو حدث هذا لن تستطيع زوجته ان تشهد ضده حسب نصوص القانون .
و فطن ديفد الى نقطة معينة في عبارة تارا ... ربما ارتياحها لعدم وجود قضية بحق زوجها ... فسألها و هو يثبت نظره في عينيها :
- هل ... ما زلت تحبينني ؟

تردد في بدأ سؤاله .
و رأت تارا العلاقة بين صيغة هذا السؤال و صيغة سؤاله الأول عندما وصل الى بيتها ، و هو اذا كانت ما تزال تحب زوجها .
أجابت تارا :
- كل ما أريده الآن يا ديفد هو ان أبتعد عن هذا المكان و أعود الى انكلترا حيث سأحاول ان اتغلب على محنتي .
- افهم ذلك يا عزيزتي . نستطيع ان نأخذك في الحال .

ابتسمت له . لكن ابتسامتها هذه المرة لم تعكس تلك الابتسامات التي كانت تعبر في السابق عن ارتعاشها لدى سماعها كلمة " عزيزتي " .
و لم تحلم بأنها ستقابل هذه العبارة بفتور كما قابلتها الآن .
آه لو ان ليون يعرف هذه الكلمة ... و لكنه لا يعرف كيف يستعملها !
انها متأكدة من ان هذه الكلمة ... عزيزتي ... لم تخرج من فمه مرة واحدة طيلة حياته .

قال رجل البوليس اليوناني :
- كم سيأخذ زوجك من الوقت ليعود ؟ بالرغم من اننا لا نملك دعوى ترفع ضده ، نريد فقط توجيه بعض الاسئلة اليه . و نريد ان نخبره بأننا سنأخذك معنا .

توقف و نظر الى عينيها نصف المغمضتين و سألها :
- هل تصرين على تركه ؟

صرخ ديفد مجيبا عنها :
- طبعا تريد ان تتركه ! ألم توضح ذلك بنفسها ؟

نهضت تارا لتحضر لضيوفها بعض المرطبات .
فطلب الشرطي الانكليزي فنجانا من الشاي ، بينما فضل اليوناني شرابا مرطبا .
اما ديفد فطلب قهوة فرنسية مع قطعة حلوى .

بعد فترة أقبل ستاماتي بطلباتهم و قدمها اليهم .
و قد علم بوجودهم من دافوس الذي كان قلقا على الوقت .
و فيما هم منهمكون بتناول مرطباتهم ،
قال ديفد لتارا :
- لماذا لا تنهضين و توضبين ثيابك ؟ لا نستطيع التأخر عن زورق نقل الركاب . سيأخذنا الى الفندق عند المرفأ لنقضي ليلتنا هناك .

تساءلت تارا لماذا تقضي ليلتها في الفندق و هي موجودة في بيت .
مما لاشك فيه انها تريد ان ترحل عن هذه الجزيرة حيث تعيش وحيدة في سجنها و تحت المراقبة ليلا و نهارا .
الا انها فكرت بالمستشفى و الثرثرات التي ستجري وراء ظهرها .
كلا ، لن تعود الى هناك و لن تستطيع ان تبدأ حياة جديدة مع ديفد .
و كل ما تريده الآن الرحيل أولا و من ثم التخطيط لما تريد ان تفعله بحياتها بعد ذلك .

*************************

يتبع...
الفصل الأخير...

 
 

 

عرض البوم صور redroses309   رد مع اقتباس
قديم 12-10-08, 10:55 PM   المشاركة رقم: 38
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Oct 2008
العضوية: 97999
المشاركات: 61
الجنس أنثى
معدل التقييم: sima_08 عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدMacao
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
sima_08 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : redroses309 المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

اتمنى ان تكملي الرواية فهي جميلة جدا

 
 

 

عرض البوم صور sima_08   رد مع اقتباس
قديم 13-10-08, 08:32 AM   المشاركة رقم: 39
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Aug 2008
العضوية: 89312
المشاركات: 2
الجنس أنثى
معدل التقييم: الهنووووف عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 11

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الهنووووف غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : redroses309 المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

الله يعطيك الععافيه

انا من زمان عن منتدى ليلاس للروايات لان بصراحه كلمادخلته جهازي يجيه فيروس مدري ليه

بس وربي اعشق المنتدى هذاا بشكل مو طبيعي

 
 

 

عرض البوم صور الهنووووف   رد مع اقتباس
قديم 13-10-08, 09:11 AM   المشاركة رقم: 40
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jul 2007
العضوية: 33834
المشاركات: 1,230
الجنس أنثى
معدل التقييم: تمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 815

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
تمارااا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : redroses309 المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

رواية مررررررررررررررررررررررررررررررة روووووووووووووووووووعة تسلمي على تعبك
ولاعدمناك انشالله

 
 

 

عرض البوم صور تمارااا   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
anne hampson, آن هامبسون, اريد سجنك, دار الكتاب العربي, رومنسية, روايات, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير المكتوبة, pagan lover, عبير, عبير القديمة, عسل الصبار
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t95118.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
ط£ط±ظٹط¯ ط³ط¬ظ†ظƒ ط¢ظ† ظ‡ط§ظ…ط¨ط³ظˆظ† ط¹ط¨ظٹط± This thread Refback 31-08-14 04:19 PM
ط£ط±ظٹط¯ ط³ط¬ظ†ظƒ ط¢ظ† ظ‡ط§ظ…ط¨ط³ظˆظ† ط¹ط¨ظٹط± This thread Refback 21-08-14 07:46 PM
Untitled document This thread Refback 10-04-10 06:48 AM


الساعة الآن 02:07 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية