لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (3) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-10-08, 12:25 PM   المشاركة رقم: 16
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2008
العضوية: 86307
المشاركات: 31
الجنس أنثى
معدل التقييم: ruqia عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 12

االدولة
البلدOman
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ruqia غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : redroses309 المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

[COLOR="Indigo"][الروايه وايد روعه بصراحه انا احب هل النوع من الروايات/COLOR]

 
 

 

عرض البوم صور ruqia   رد مع اقتباس
قديم 08-10-08, 12:04 AM   المشاركة رقم: 17
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2008
العضوية: 84652
المشاركات: 8
الجنس أنثى
معدل التقييم: noor al hoda عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدLibya
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
noor al hoda غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : redroses309 المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

روايه روعه

 
 

 

عرض البوم صور noor al hoda   رد مع اقتباس
قديم 08-10-08, 04:07 PM   المشاركة رقم: 18
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Feb 2008
العضوية: 64394
المشاركات: 246
الجنس أنثى
معدل التقييم: redroses309 عضو على طريق الابداعredroses309 عضو على طريق الابداعredroses309 عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 217

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
redroses309 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : redroses309 المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

مشكووووووووووووورين على المرور و التشجيع
شموخ الشرقية
saf saf313
عاطفة
ruqia
و noor al hoda
و لعيونكم و لعيون كل اللي متابعيني راح أنزل اليوم الفصل الخامس و السادس.

 
 

 

عرض البوم صور redroses309   رد مع اقتباس
قديم 08-10-08, 04:10 PM   المشاركة رقم: 19
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Feb 2008
العضوية: 64394
المشاركات: 246
الجنس أنثى
معدل التقييم: redroses309 عضو على طريق الابداعredroses309 عضو على طريق الابداعredroses309 عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 217

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
redroses309 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : redroses309 المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 


5 - الفريسة


اتى الى غرفتها كما كانت تتوقع .
و لكن اثناء الفترة التي مرت بين ما قالته في الصالة بأنها تريد ان تتزوجه و بين الانتهاء من تناول الطعام عادت تارا الى رشدها .
اقرت بأن اليوناني بخبرته الواسعة بالنساء قد يشعل فيها انفجارا يدمرها تدميرا تاما .
استفاقت تارا و عاد اليها منطقها و سلامة تفكيرها .
و فيما هما ينتظران القهوة في غرفة الجلوس كانت قد اتخذت جميع الاحتياطات لاعلان الحرب عليه مرة ثانية .
فاستعادت رزانتها و كرامتها .
اقرت داخليا بضعفها امام وسائله و اساليبه و لكنها عزمت بكل جد على الا تقع فريسة له .
و ستحاربه على طول الخط و تتحكم باندفاعاتها العاطفية قدر الامكان .

كان وجهها شاحبا و لكنها كانت متزنة عندما فتح الباب . و رأت ليون واقفا بقامته الطويلة و لون بشرته الاسمر و عينيه السوداوين النفاذتين و ابتسامته التي لا تخلو من دلائل النصر و التهكم .
- لست جاهزة لاستقبالي ؟

كان كلامه هذا طلبا اكثر منه استفهاما .
- هل تريدينني وصيفا لك يا سيدتي العزيزة ؟

رفع حاجبيه و هو يسألها ثم اغلق الباب .
و بالرغم من تصميمها على المقاومة تأثرت بوجوده المغناطيسي .
ماذا عمل لها ؟ كيف يمتلك اي رجل مثل هذه القوة ؟ هل كل امرأة يلتقي بها تقع ضحية له ؟
- انا ... انا غيرت رأيي في الزواج منك .

و دهشت لهدوئها و هي تتكلم .
- لا اعرف لماذا اتيت الي ، لكن ...

فقال بصوت منخفض :
- تارا ، كفاك كلاما طفوليا . آن الآوان لكي تعترفي بالأمر الواقع بعد كل الذي حصل هناك منذ ساعة . لو اني حملتك الى السرير في حينها لكنت ملكا لي الآن .
- ملك لك ؟ النساء اليونانيات ملك لأزواجهن ، اليس كذلك ؟

اجابها بهدوء :
- المتزوجات منهن طبعا ، و هذا ما يجب ان يكون .
- من يتظاهر بالبعد عن الحقيقة ؟ انت تعرف الغرب حق المعرفة كما تعرف اليونان . لكن الأمر يختلف في الغرب .
- هل تتوقعين المساواة بين الزوج و الزوجة ؟ لا مساواة بيننا يا تارا . انا سيد بيتي و كل شخص ... حتى امرأتي ... يعرض نفسه للخطر اذا تناسى ذلك .

تكلم بدون هياج ولكن بلهجة السيد .
و لكنها قالت متعبة :
- ارجوك ، اذهب . اريد ان انام .
- هل انت متعبة ؟

لم يبد عليه و هو يتكلم انه كان متأثرا او غير متأثر و لم يفصح وجهه عن اي شعور داخلي .
- نعم ، متعبة .
- تكونين متعبة ايضا لو كنت في شهر العسل ؟

لم يمض على اختطافها من خطيبها الا بضع ساعات .
اخذت تبكي مرة اخرى . كانت هذه الليلة ...
- اذهب عني ! اني اكره وجودك هنا ، وجهك ، كبرياءك اليونانية الفاسدة .
اخرج ! اخرج !
وبدل ان يخرج مشى نحوها و هي تتراجع حتى وقفت عند السرير .
- هل خاب ظنك ؟ هل الأمر كذلك ؟ لكن لا لزوم لكل هذا .
قاطعته مذهولة :
- خاب ظني ؟
- اي انك محرومة ... من رفيق يطارحك الغرام منذ اسابيع . مررت بهذه المحنة مرة او مرتين . يشعر الانسان انه مهزوم عندما لا يحصل على ما يشتهي .

اقترب منها قليلا ثم توقف . فقالت لتكسب بعض الوقت :
- يبدو انك تعرف .
- طبعا اعرف . و النساء لا يعرف لهن قرار . كثيرا ما يوافقن و من ثم يرفضن . طبعا ، كل رجل يعرف قيمة نفسه يقبل هذا الرفض على انه تحد له ، و لكن احيانا لا قيمة لتحد من هذا النوع .

فهمت من نظرته اليها انه يهزأ بها ولذا قررت ان تلزم الصمت .

و اخذ يقترب منها على مهل .
- كما قلت لك ، لا لزوم لأن تشعري بالحرمان . تأكدي من أني سأكون احسن بديل لعريسك . و بالفعل ، في سرك تفضلينني عليه .
- انت متغطرس و متكبر و وثني !

كان يلامسها تقريبا و فاحت منه رائحة حلاقة طرية كأريج الصنوبر بعد المطر .
رفع يده و توقعت ان يصفعها الا انه رفع ذقنها الى اعلى و عانقها .
- تبدين جذابة جدا عندما تغضبين لذا اريد ان اطيل مدة غضبك . و مع ذلك ايضا اريد ان اذلك . انت مثيرة يا تارا كما كنت في اول لحظة و قعت عليك عيناي .

و قالت بعد فترة :
- ارجوك ، اذهب .
- انت وعدت ان تتزوجيني و لا أرى ضرورة للانتظار و يمكننا ان نبدأ شهر عسلنا الآن ...
- كان ذلك منذ ساعتين عندما وعدتك بالزواج .

اخافتها نظرته التي كانت تأكلها اكلا و هي تجول من رأسها الى عنقها و صدرها .

لكنها اضافت :
- غيرت رأيي . لن اتزوجك ابدا !

احمرت عيناه و زفر من انفه فذكرها بحيوانات مفترسة تتأهب للهجوم على فريستها التي ترتعد من الخوف . كيف وقعت في هذا المأزق ؟
هذا يحدث للغير فقط و يقرأ الناس عنهم في الجرائد .
يشفقون عليهم ثم يلقون بالجريدة جانبا و ينسون كل شيئ .
و لم تحلم تارا مطلقا ان هذا سيحدث لها ذات يوم .

و لابد ان الناس يقرأون عنها في انكلترا ، يقرأون عن العروس المختطفة و هي في طريقها الى حفلة الزفاف تحت عناوين ضخمة على الصفحات الاولى .
سيطالعها القراء باهتمام كبير و هم يتناولون طعام الافطار .
و تصورت ديفد الذي يكون قد جن من الحزن ، و لكنها سرت لأنها وحيدة لا اهل لها .
- ستتزوجينني و ستسرين بهذا الزواج .

طرد صوت هذا الرجل من افكارها كل شيئ ... الناس و الجرائد و ديفد و حل محلها ، و سمعته يدللها و يغنجها بنعومة :
- تشجعي و استرخي و تقبلي ما اقدمه لك ، و سترين ان متعتك معي ستفوق بكثير متعتك مع الرجل الذي كنت ستتخذينه زوجا لك .
- اتركني ! اذهب ! لا استطيع التفكير ! الا ترى ان قلبي تحطم ؟
- القلوب لك لا تتحطم . بحق السماء ، تخلصي من تعلقك بحب العذاب ! هذا من وحي خيالك فقط !
- لا قلب لك و هذا هو سبب عدم فهمك لوضعي .
- لكني افهم كيف سأجعلك تنسين ...

و بحركة خاطفة ضمها اليه و ارقد وجهه على وجهها .
جمعت كل قوتها لتقاومه و مع كل بادرة للمقاومة كان يتشدد في عناقه .
و تسارعت نبضات قلبها .
- مازلت تقاومين ، ما هذه القوة التي فيك ؟ و كلما زادت مقاومتك كان انتصاري افضل .

و عندما رفع عينيه في وجهها ...
احمرار الخوف و اضاف :
- قلت انك غيرت رأيك بصدد زواجك مني ، و لكنك لن تغيريه ، اليس كذلك ؟

في هذه الاثناء لمست يداه شعرها فشعرت بالفرح يسري في كل جسمها .
نسيت كل شيئ و اصبح ديفد بعيدا عن فكرها بملايين السنين .


و اعاد ليون سؤاله :
- هل غيرت رأيك يا قطتي الصغيرة ؟

رفعت رأسها و اجابت بصوت لا يخالطه الشك :
- كلا يا ليون ، لم اغير رأيي في الزواج منك .
- اتريدين ان تتزوجيني ؟ قولي .
- اريد ان اتزوجك .

كان الآن يلتهمها بنظراته .
- جميلة انت حقا !

و هنا تصورت تارا في موقف يشبه تماما موقف غيرها من النساء امامه .
قرفت من هذا المنظر.
فكم عدد النساء اللواتي كان ينظر اليهن هكذا ؟
تصورت تلك النسوة و هن واقفات امامه كما هي واقفة الآن ، يسيطر عليهن و على حواسهن بقوة الرغبة .
و فجأة تراءى لها ديفد اللطيف ، و تراءت لها غرفة النوم في الفندق حيث كانت ستذهب اليه بارادتها لو انها تزوجت به .
ارتجف جسمها ... و هطلت الدموع من عينيها بعد ان حبستها كل تلك المدة .
- ما بك ؟

كان بكاؤها هذه المرة نحيبا جنونيا .
هزها ليون من كتفيها و صرخ في وجهها :
- استجمعي قواك . تحملت الكثير و لكن هذا افضل شيئ . منذ لحظة كنت سعيدة و الآن تبكين كالبنت الصغيرة .

فركت عينيها و رأت وجهه في ضباب .
لاحظت ان هياجه لم يعد كالسابق ، فقد خمد ، لكنها قد تكون مخطئة .
و عندما تكلمت كان صوتها ناعما ذا نغمات حلوة تماما كما كان ديفد يحب ان يسمعه :
- الم تفهم موقفي بعد يا ليون ؟ كان من المفروض ان يكون اليوم بداية شهر عسلنا انا و ديفد ، الشهر الذي لن ينساه كل محب طيلة ايام حياته مهما تبع ذلك من ملذات او احزان .

كانت عيناها الدامعتان الجميلتان تتوسلان اليه .
- و بدلا من ان اكون معه في اول ليلة من شهر عسلنا الذي كنت انتظره بفارغ الصبر اراني هنا في قبضة رجل متسلط لا يحبني .
رجل حول يوم زفافي الى سواد و يأس و شقاء ، رجل حرمني حتى من فستان عرسي الذي رماه في البحر ... هذا الفستان الذي تحافظ عليه كل امرأة كما تحافظ على كنز .
و هذا شيئ لا تستطيع ان تفهمه يا ليون ...

خنقها البكاء و لم تستطع متابعة كلامها.
و لكنها قالت بعد فترة :
- لن اكون صادقة اذا قلت انك لا تغريني وتغويني و تجبرني على قبول او قول اشياء لا اعنيها ... مثل ... قبولي الزواج منك .

ونظرت اليه متوسلة مرة ثانية الى وجهه الذي كان عابسا الآن و لكن خاليا من القسوة .
و لاحظت عصبا في عنقه يخفق كأنه يتأثر بالكلام او يبلع ريقه .
و تابعت حديثها :
- هل تصدق اني جادة عندما اقول اني اريدك زوجا ؟ انا احب شخصا آخر . ... كلا ، لا تغضب ، اتوسل اليك الا تغضب من جديد . ليست لي القوة الكافية لأتحمل .
لم اعد اتحمل . الا ترى ذلك ؟

اطمأنت قليلا عندما رأت وجهه يدل على زوال غضبه .
كان يصغي اليها بكل انتباه .
- ان قلبي يتحطم سواء آمنت بذلك ام لم تؤمن .
هنا ، هنا يا ليون ! انه يؤلمني ...

دلت على قلبها باصبعها وظل ليون مسحورا بمشهد اصبعها المرتجف و هو يلمس صدرها .
و توسلت اليه ثانية :
- لا تؤذني اكثر من ذلك . ارجوك . اتركني و اذهب عني ، اذا كانت لك ذرة من الشعور .

وقف و تناول عباءة خفيفة ساعدها على لبسها .
لم تدر ما تقول من شدة الدهشة . استدارت بعد ان ألبسها إياها و اخذ يرتبها على جسمها .
وضع يديه على كتفيها بكل لطف و نظر في عينيها اللتين ما زالتا تدمعان .
لم تفهم ما في عينيه السوداوين . كل شيئ في هذا الرجل غريب .
مد اصبعه برشاقة و ازال دمعة عن وجنتها و قال :
- استريحي قليلا اذا استطعت يا تارا ، و آمل ان تكوني احسن غدا .
ليلة سعيدة يا طفلتي ، و حاولي الا تبكي .

فتح الباب و خرج تاركا اياها متعبة ، ضعيفة و في حالة عقلية كانت تفضل عليها الموت .

لم تنم تلك الليلة . و بالرغم من حزنها و تعاستها كانت تتوقع ان يسوء وضعها اكثر من ذي قبل .
و ليون الذي ما زالت تعتبره وحشا مفترسا لم يحاول الاعتداء عليها بل توقف عند حد لم تكن تتوقعه .
كانت طيلة الليل تفكر على صوت محركات الزورق بعدة اشياء .
منها ما يتصل بعضه ببعض و منها ما ليس له معنى .
الا ان شيئا واحدا كان واضحا كل الوضوح و حيرها كثيرا هو سلوك ليون .

* * *

تحولت بأفكارها الى ما كان سيحصل لولا اختطافها .
فكرت في حفلة عقد القران و قرع اجراس الفرح و تجمع النساء و الاطفال ليشاهدوا العروس الجميلة و ذراعها في ذراع عريسها .
هذه اجمل ساعة في الحياة عندما يأتي الجميع ليشاهدوها هي لا غيرها في يومها المجيد ، اليوم الأوحد الذي تعيشه العروس مرة واحدة في العمر . تصورت الموائد الممدودة في احسن فندق بالمدينة .
تصورت المصور و هو يأخذ صورتها بينما تقطع كعكة العرس .
و سجل معاملات الزواج الذي كانت ستوقع اسمها فيه .
تبادل الانخاب و التهاني و التمنيات بالسعادة و الرفاه و البنين .
تصورت سو تساعدها على تغيير ملابس العرس الى ملابس السفر .
و السيارة التي كانت تنتظرهما لتأخذهما الى المطار حيث يستقلان الطائرة الى اسكوتلاندا ...
لقضاء شهر العسل هناك ... فكرت في ديفد و في حالته النفسية و افكاره و قلقه .
هو الآخر قد يكون متمددا مثلها في فراشه يتصور ما كان سيحصل .
في تلك اللحظة صرخت تارا تناديه في ظلام سجنها ... ارادت ان تقول له روحا لروح انها تحبه و انها ستحارب لتعود اليه .
منتديات ليلاس
و الشيئ الآخر الذي كان واضحا ايضا هو مشكلة الهرب .
لأنها تعتقد ان ليون لن يحتفظ بها سجينة مدة طويلة .
و قد بدأت تقبل بفكرة زواجها منه و تعرف انه اذا خيرها بين ان تكون زوجته او ان تكون امرأته سرا فانها ستقبل بالخيار الاول .
و بدا لها الآن انه مكتوب عليها ان تتزوجه ... و مع ذلك فانها ستهرب .
و ملأها الأمل في ان تستطيع الهرب قبل الزواج و لكن املها هذا لا وجود له نظرا لأساليبه المنيعة التي يستعملها لابقائها في قبضته .


اتى صباح اليوم التالي و وجدها تنتظر .
عبس عندما نظر الى وجهها .
- انك لم تنامي .

كان بلباس بحري جميل و سترة زرقاء عليها صورة مرساة عند جيب الصدر .
نظرت اليه تارا و لم تستطع التوفيق بين هذا الرجل الانيق الهادئ الواقف امامها و بين الوحش الآخر فيه .
- كلا ! و من الطبيعي الا يغمض لي جفن .

رأت شيئا يتحرك في عينيه و عصبا يخفق في عنقه و لكنها لم تحاول تفسير ذلك .

امسك بيدها و قال :
- في اليونان قول مأثور ... و تعرفين ان قدماء الاغريق كانوا فصحاء في ايامهم .

ظلت تنظر اليه و هي لا تفهم اين اختفت غطرسته و سخريته اللتان كثيرا ما اذلتاها .
- ما هو هذا القول ؟
- نتشاجر احيانا ثم نتوافق .
فلنتوافق كلانا يا تارا فنرتاح .

ارتعشت شفتاها لهذا التغيير المفاجئ و للطف عينيه و اقتراحه الرقيق .

انزاح عن صدرها شيئ من تعاستها بسبب كل هذا .
- انا ... اعني ... طبعا اذا كان هذا ما تريد .
- هذا ما اريد . تأكدي من ذلك . هل نختم ذلك بخاتم العناق ؟

عانقها و لكن عناقه هذه المرة كان ناعما و لطيفا و كله رقة .
شعرت بشيئ يؤلمها في صميم قلبها و لم تعرف له سببا . و احست ان بامكانها ان تتقرب اليه لو انهما التقيا في ظروف غير هذه .
- لا افهمك . انت مختلف هذا الصباح .

رأت عينيه تفكران ثم تعبسان . كان في صراع مع احساساته المتناقضة .
- لأول مرة في حياتي لا افهم نفسي يا تارا .

بدا غاضبا من نفسه . و قال منزعجا :
- هل انت جاهزة لتناول الفطور ؟ و لا تقولي انك لا تشعرين بالجوع .

و حذرها بلطف :
- و الا اجبرتك ان تأكلي سواء شئت ام ابيت .

رافقته طائعة . و ارتاحت لهذا التحول الذي جعلها تشعر لأول مرة بانها في امان .

لم يغير ليون موقفه و بقي مخلصا لوعده .
و كان كل ليلة يتمنى لها ليلة سعيدة و يتركها مطمئنة .
و احيانا كان ينظر اليها منتقدا حزنها و كآبتها اللذين لم يختفيا بعد ، و مرة غضب لأنه كان يريدها ان تبتسم .
فكانت تبتسم احيانا و تقول ان الابتسامة لا تغير شيئا من حالتها او شعورها .
- انت عنيدة يا تارا . و ايا كان رأيك في قولي ، فقد انقذتك من زواج كان سيتحول الى كارثة .
- انت لا تعرف الشعور بيني و بين ديفد .
- انا اعرف اي رجل يعجبك .
- لن تكون انت هذا الرجل في كل الأحوال .
- سترين كيف ان زواجنا سيعطيك لذة لا تتصورينها .

قالت ببرود :
- ارى انك لم تتغير .
- فيما اتغير ؟

كانا واقفين على ظهر اليخت في لباس السباحة .
- ظننت انك قد تعيدني الى بيتي .
- لا تحلمي بذلك . انا اريدك و تحملت الكثير لأحصل عليك . انا من نصيبك و انت من نصيبي لتكوني أما لأولادي ...
- كلا ، لا اريد اولادك !

لاحظت الغضب في عينيه . و لم تستطع النظر الى تلك العينين النفاذتين فخفضت عينيها و بدأت تتصور رسوما و صورا تتراقص على الخشب حيث كانت واقفة .
- بالرغم من اي شيئ آخر سأعطيك اولادا و هذا ما قررته ، اذ ان حياة زوجية بلا اولاد ينقصها عنصر حيوي مهم .
- مهم ؟ و ما هو المهم فيه ؟

صحيح ان صوته كان جافا و صارما الا انه عنى شيئا قد يكون مهما .
وكانت تود ان تفهم هذا الشيئ .
- مهم لنجاح الحياة الزوجية .

هل كان ينوي ان يقول انه مهم لسعادة الزوجين ؟
- الا تعطي السعادة الزوجية اهمية اكبر ؟

و بعد ذلك لم يتكلم كلاهما . فيم كان يفكر ؟ توترت اعصاب تارا وظنت انها قد تكشف شيئا من اعماقه ، و لكن هذا كان ظنا عابرا يجب ان تنساه .
- سنصل جزيرة كورفو غدا ، و سأنزل الى البر لآتي بصديقي الكاهن كي يقوم بمراسيم الزفاف .
انكمش قلبها و سرت قشعريرة في جسمها .
وقالت و هي تشعر بجفاف في شفتيها :
- لم تقل لي اننا نقترب من كورفو .
- لا حاجة بك لأن تعرفي . اعرف انك تأملين في اغتنام الفرصة للهرب كلما توقفنا في احد الثغور بقصد التموين . و اعتقد الآن انك تعرفين قدرتي في التنظيم و حرص بحارتي على تنفيذ اوامري ليراقبوك كلما توقفنا في مكان ما .
و في كورفو سأقفل عليك الباب مثل كل مرة .

كانت تفرك يديها حينا و تلويهما حينا آخر . و اخذت تتكلم و هي تبلع ريقها :
- لا اريد الزواج منك . استحلفك بالله ، اتركني و اعدك بأني لن اتكلم بشيئ .
- و كيف تفسرين غيابك كل هذه المدة ؟

كان مهتما بسماع جوابها .
- سأختلق اي شيئ . فقدان الذاكرة مثلا ... غيري يفقد ذاكرته ايضا !
- لا تكوني سخيفة !

كانت لهجته كأنها موجهة الى طفلة .
- انسيت انك خطفت ؟
- لن انسى ذلك طيلة حياتي !
- قد تعتبرين يوما ان اختطافك كان بركة عليك . ارتدي الثوب الذي اشتريته لك من لشبونة . لونه يناسب جمالك و طرازه ايضا . هل احببته ؟

هزت رأسها لأنها تذكرت ثوبها الجميل الراقد في قعر البحر . اما الثوب الذي تكلم عنه ليون و هو واحد من بين اثواب اخرى كان يجمعها كلما توقفا في مرفأ فكان بلون المرجان الذهبي ، مشدودا عند الصدر و اسفله كله ثنيات . و كانت اكمامه طويلة تضيق عند المعصمين .
الفستان جميل و كامل كل الكمال و لكنها بدأت تكرهه لأنه سيكون فستان عرسها .
- لا بأس به .

و بعد فترة قالت :
- اليست هناك وسيلة لاقناعك باعطائي حريتي ؟

هز رأسه بالنفي و عبس و لم تترك له فرصة الكلام اذ قالت :
- لن يزوجنا كاهنك هذا ! سأتهدده ، و بالرغم من انك ستبقيني سجينة فاني سأخيفه من العقاب حتى يرفض زواجنا مهما كان مدينا لك .
- اذن سأصرفه اذا انت رفضتي ، و ستصبحين امرأتي بالسر .

هذا هو الخيار الثاني الذي ذابت امامه كل احتجاجاتها و تهديداتها .
- هل سيزوجنا على اليخت ؟
- طبعا . فاني لا اخاطر بأخذك الى الشاطئ .
- اذن لا خيار لي ... الا في الزواج منك .

المعروف ان الزواج بالقوة مستحيل ، و لكن بسبب الوضع الذي هي فيه الآن فاما الزواج و اما ... الخيار الآخر ... فاذن ستتزوج و ستبقى تخطط للهرب ... و سوف تنجح .


**********************

 
 

 

عرض البوم صور redroses309   رد مع اقتباس
قديم 08-10-08, 04:13 PM   المشاركة رقم: 20
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Feb 2008
العضوية: 64394
المشاركات: 246
الجنس أنثى
معدل التقييم: redroses309 عضو على طريق الابداعredroses309 عضو على طريق الابداعredroses309 عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 217

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
redroses309 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : redroses309 المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 



6 - الدوامة العمياء



عندما اقترب اليخت من هيدرا رأت تارا الجزيرة في وهج غروب الشمس ، و بدت كأنها عروس بحر تطفو على سطح الماء الهادئ .
في خليج سارونيك . و بالرغم من وضعها لفت نظرها هذا المكان الذي ستعيش فيه .

عرفت تارا شيئا عن تاريخ الجزيرة من جملة ما قص عليها ليون .
كانت مركزا لقراصنة البحر ، اما الآن فانها تستهوي الكتاب و الفنانين و اصحاب السفن و غيرهم .
و المباني الضخمة القائمة على سفوح التلال يملكها الاثرياء ... و كان ليون أحد هؤلاء .

قال لها انه كان في وقت ما أحد ملاك البواخر الا انه تحول الى فن الازياء . يملك مؤسسة هيرا و هي من ارقى بيوت الازياء النسائية المشهورة .
تذكرت تارا الآن لماذا ذكر ليون في احاديثه السابقة معها عبارة " نماذج و دمى "
وعرفت ان ذوقه دقيق للغاية .
و اشهر فساتين هذه المؤسسة صممها ليون بنفسه فأكسبتها شهرة عالمية .

رفعت هذه المعلومات من قيمته في عينيها و اعتبرته اقل و حشية من ذي قبل ، و لكنها لم تتخل عن فكرة الهرب في اول فرصة ممكنة تواتيها على الجزيرة .

كانت واقفة عند سياج اليخت عندما انضم ليون اليها :
- سأدلك على بيتنا عندما نقترب من الجزيرة .

احست بدغدغة في معدتها لدى سماعها كلمة " بيتنا " لانها دلت على ان مستقبلها تقرر و انتهى .
و لا شيئ في العالم يستطيع ان يغير منه شيئا .
اصبحت ملكا لزوجها ، و المبنى لهما كليهما ، ستسكنه حيث ستكون قطعة اثاث و عبدة مطيعة لليون كباقي نساء اليونان .
التفتت اليه و دفع الهواء شعرها فغطى وجهه ، و عندما تكلمت كانت في صوتها مرارة اليأس :
- أنه بيتك انت ! لن يكون ابدا بيتنا نحن الاثنين !

اغضبته هذه العبارة و قال محتدا :
-ما معنى هذا ؟ هل مازلت تفكرين بالافلات مني ؟
- سأكون نموذجا لامرأة او دمية تعيش في عبودية ، لذا سأحاول الهرب .

توقعت ان يرفع صوته عاليا ادهشها هدوؤه عندما قال :
- يجب ان تؤمني بما قلته لك و هو انك ستباركين هذا الزواج . فقد يولد لنا طفل في وقت ليس ببعيد ... قد يكون على الطريق الان ... و عندئد ستقبلين نصيبك .

احست بانقباض في قلبها .
طفل على الطريق ؟
فعلا ، بعد تلك الليالي التي امضتها معه ربما صار هذا حقيقة واقعة .
لم تفكر في ذلك مطلقا . دعت الى الله ان ينقدها من ذلك ، و اذا صح انها ستنجب طفلا ، فسيسد عليها هذا الطفل طريق الهرب .
و لن يفرط ليون بطفله لتأخذه معها ذات يوم .
و هذا سيرغمها على البقاء .
لاحظ ارتعاشها و هي تعلق على كلامه :
- أصلي من كل قلبي الا يحصل هذا . هل نسيت اني احب رجلا آخر ؟ اخذتني زوجة لك ، و لكنك ستندم !
- او ستذهبين الى الشرطة اذا هربت ؟ هل هذا الذي سيجعلني أندم ؟

بانت لها قساوة صوته كقساوة جبل من جليد ، و لكنها تابعت كلامها بحدة لم يعهدها فيها :
- قلت لك قبل هذه المرة اني لن اخبر الشرطة اذا تركتني اذهب . رجوتك فرفضت ، و لكنني هذه المرة سأذهب ! و صديقك الكاهن سيكون مأواه السجن ... برفقتك طبعا !
- ماذا عمل لك الكاهن ؟ انك لم تتذمري ابدا و هو يقوم بمراسيم الزواج .

تأخرت في التعليق على قوله هذا لانها احست باختناق من فرط حنقها ، لكنها استطاعت ان تقول :
- لم اتذمر من تهديدك لي اذا انا رفضت . لكني اعتقد ان الكاهن ، و هو مفرط الذكاء ، احس بشيئ غير طبيعي .
- لم يرتكب الكاهن اي شيئ غير قانوني . فدعيه و شأنه ... هذا اذا تمكنت من الهرب .
- افهم من كلامك هذا ان الهرب قد يكون محتملا . اتعرف ؟ لقد شجعتني ، و اني اشكرك لإحياء هذا الامل في .

تطلع نحو الجزيرة يتأملها و بعد برهة قال :
- اذا تحققت آمالي فستلدين طفلا في وقت قريب . عندئذ لن تتركيني .

ادارت نظرها عنه و بكت . لقد نجح في كل خططه حتى الآن ، فأي أمل لها بعد اليوم ؟
قالت و هي ترتجف :
- كما قلت سابقا سأصلي كيلا أحمل طفلا .
- كلانا في صحة جيدة ، و من المعقول ان تلدي طفلي خلال السنة .

لم تعلق بشيئ على كلامه ، و ادار وجهها اليه ضاغطا على ذقنها باصابعه القاسية . فاستعدت لاحد مشاهده المعروفة بوحشيتها . ركز بصره فيها و قال :
- سأعمل المستحيل كي تلدي لي طفلا يا تارا . افهمت ؟ انا سيدك و حياتك رهن بي ، و ستحملين العدد الذي اريده من الاطفال .
- سأكون قطعة اثاث في بيتك اذن !

كاد صوابها يطير من الغضب . اي اهانة اكبر من اجبارها على سماع وقاحاته ؟
- و عبدة ايضا ! سأفلت منك يوما من الايام ! و ستكون أغبى الناس اذا ظننت انك ستفلح في ابقائي سجينة عندك !

تحول عنها واخذت تارا تتحسس ذقنها و الدموع تترق في عينيها ، دموع الشقاء و اليأس ، اليأس من أملها في التغلب على بطشه و على ضعفها . اذ انها ستبقى اذا هي ولدت له طفلا .

ادار ظهره لها وتركها . رأته وقحا في مشيته ، وقحا في مظهره .
و بالرغم من ارستقراطيته الراقية فانه لن يستطيع تغيير الطباع الدنيئة التي نمت فيه جنبا الى جنب مع رقيه .
و عادت بتفكيرها الى الليلة الاولى على اليخت عندما ابدى تحولا في معاملته لها ، بعد ان لان لتوسلاتها و خرج من غرفتها دون ان يمسها .
في تلك اللحظة كان صوته لطيفا و معاملته انسانية مما يدل على انه كان قلقا عليها ، و برهن على ذلك في الايام القليلة التي تبعت تلك الليلة و التي تعهد فيها بأن يبقى على وئام معها .

و لكن ما ان اقترب اليخت من جزيرة هيدرا حتى دب الخلاف بينهما من جديد عندما ذكر لها اقتراب ساعة عقد قرانهما الذي يعني نهاية املها .
و زاد في الشقاق في اول ليلة لهما معا بعد مراسيم الاكليل ، عندما حاولت ان تقاومه بكل قواها التي ما لبثت ان تلاشت امام بطشه .
فهدأت تارا جسميا الا انها كانت تقاومه بكل عقلها .
ارادها ليون امرأة خاضعة جسما و عقلا و لهذا لم يتمتع بانتصاره كاملا .

دوخها و هو يؤكد لها ان اساليبه ستتغلب على مقاومتها و ستتشوق في نهاية الامر لتكون بين ذراعيه .
اقرت و الاسى يملأ قلبها بصدق قوله معترفة بضعفها في لحظات كهذه .
كما اعتبرت قوله صحيحا عندما أكد لها ان ديفد لن يستطيع منحها و لو جزءا صغيرا مما يمنحها هو ، فهذا ذو خبرة واسعة مع النساء و ذاك ما زال مبتدئا .

اصبح اليخت كاتانا قريبا من مدخل الميناء .
و اخذت تارا تمتع بصرها بمشهد اليخوت ذات الاشرعة البيضاء و القوارب الصغيرة ذات الالوان الزاهية .
و رفعت نظرها لتشاهد جبل الجزيرة الخالي من اي خضرة .
كان المشهد جميلا جدا .
و الفيللات و البيوت البديعة تنتشر في المناطق العليا من التلال أمام بيوت اهل الجزيرة المتواضعة المدهونة بالابيض و الازرق فكانت متراصة في المناطق الادنى مستوى او منتشرة بمحاذاة الشاطئ يعلوها برج ... كانت الجزيرة جبلية محرومة من الطرق المعبدة ، و حركة السير فيها على الارجل او على الحمير ، و حيث الطرق معدومة تماما يصل الناس الى بيوتهم بواسطة الأدراج الحجرية .
و لما ابدت تارا ملاحظة بأن الجزيرة فريدة من نوعها ، قال ليون بأن كل الجزر الجبلية حيث يصعب شق الطرق مبنية على هذا النسق .

كانت تنظر الى كل ذلك وحدها عندما احست بحركة قريبة منها .
كان ليون خفيفا في حركاته و لهذا اطلقت عليه لقب القط البري .
- انظري ! هذا هو بيتنا .

رأت قصرا جميلا فوق هضبة تطل على الميناء و على خليج سارونيك .
- من المؤكد ان المنظر جميل من هناك .

لو انها اتت الى هذا المكان مع زوج تحبه لكانت اسعد النساء ...
- آمل ان يعجبك القصر يا تارا . سيكون بيتك الابدي من الآن فصاعدا ، و عليه انصحك با تتكيفي مع حياتك الجديدة هنا .
- سأتكيف كسجينة طبعا . اني اتساءل كيف ستتدبر أمر ابقائي هنا ، غير ان لك خطتك التي ستنجح كما نجحت غيرها و لا شك .

كانت و هي تتكلم تشعر بمرارة و أسى شديدين .
- سأقول لخدمي انك تعانين من انهيار عصبي يمنعك من الاختلاط بالناس فيجعلك تتجولين بمفردك .
وبما ان مرضك هذا يقلقني كثيرا و لكي تكوني في أمان فسيراقبك الخدم طيلة الوقت .
هناك بستانيان يراقبانك اثناء تجوالك في الحديقة ، و بلايا التي ستكون وصيفتك الخاصة لن تفارقك و انت داخل البيت . و هي تقوم باعمال اخرى منها الا تتركك تذهبين خارج محيط القصر .

وجدت نفسها مرغمة على الاعجاب به رغم حقدها العميق .
- انت ذكي و ماكر ! و اذا قلت لهم ان كل ذلك كذب في كذب ؟

كان التهكم واضحا في ابتسامته .
- هل سيصدقونك و يكذبون رجلا يعرفونه منذ سنوات ؟ و هل دفعت بك سذاجتك الى الاعتقاد انهم سيخاطرون فيخسرون عملهم من اجلك ؟

نظرت في عينيه مليا و سألته بكل جدية و اهتمام :
- هل يصدقون كل ما تقوله لهم ام انهم فقط ينفذون اوامرك و أعينهم مغمضة دون ان يحاولوا معرفة مدى الصدق او الكذب فيما تقول ؟

احنى رأسه موافقا و قال :
- يتقاضون راتبا مني ، و هم يعلمون ان العمل على هذه الجزيرة صعب المنال . و من حظي بعمل يتمسك به بيديه و رجليه . و انا واثق يا تارا انهم سيعتنون بك اكبر عناية و لن يدعوك تفلتين .
- هل قيام مراقبة مراقبة على مدى اربع و عشرين ساعة في اليوم ممكن ؟

ابتسم كمن يبتسم لطفل ساذج .
- ستكونين تحت مراقبتي فترة لا بأس بها في الاربع و العشرين ساعة اذ انك ستكونين رفيقتي من العشاء حتى ما بعد الفطور من صباح اليوم التالي .

كانت النظرة السامة التي رمته به نقطة ارتباك و ضعف .
- نعم يا سجاني !
- انبهك ألا تتمادي في الكلام . الصبر ليس من صفات زوجك .

تركها فجأة كما اتى خلسة . و عادت تنظر الى اليخوت و القوارب الراسية في الميناء بينما عادت بافكارها الى ديفد .
هل يفكر فيما يكون قد جرى لها من اختطاف و تعذيب او موت ايضا ؟
هل يتوقع اخبارا تقول انهم وجدوا جثة ملقاة في احد الحقول او في حفرة ؟
و تعرف تارا ان كل يوم يمر على ديفد يفقد امله في العثور عليها ، و قد مضى اسبوعان على اختطافها في ذلك اليوم المشؤوم ...

قد يكتشف ديفد انها متزوجة ، و اذا نجحت في الهرب و كان ليون في السجن سيلغى زواجها .
تصورت ليون في السجن يقوم بالاشغال الشاقة و يعيش على الخبز و الماء و ستأسف لانتهاء مدة سجنه !

في تلك اللحظة عاد ليون اليها و فكرت في ايذائه مثل دفعه الى الماء و النظر اليه و هو يغرق .
- اراك تفكرين كثيرا يا تارا .
- نعم . كنت افكر في مدى تمتعي بمنظرك و انت تغرق و تتحول طعاما لكلاب البحر .

قال ضاحكا :
- لا اتصورك امرأة متعطشة للدماء ، و لا توجد كلاب بحر في هذه المنطقة .

و انذرته تارا بيوم الحساب قائلة :
- ان يومي لآت .
- سنرى ياطفلتي . اراهنك على انه لن يمضي شهر الا و تكونين متعلقة بي لدرجة لا تستطيعين معها الا التراجع عن تهديداتك .

متكبر ، متغطرس ، ادارت له ظهرها لعله يتركها فتتخلص منه . و لكنها احست بيدين قويتين تشدان على كتفيها و تديرانها لترى وجها كل تقاطيعه صارمة و فما مطبقا و عينين تقدحان نارا .
توترت اعصابها و نبض قلبها و اسودت الدنيا في عينيها و اخذت شفتاها تتلويان .
- لا تديري ظهرك لي مرة اخرى ! تعلمي اصول الاحترام و الا ...
هز جسمها هزا دل على وزن تحذيره لها .

كانت تارا تبتلع ريقها المرة تلو المرة و هي تحاول التخلص من الاحساس المخيف الذي تشعر به كلما كانت في قبضته هذا الشيطان المتجبر و الذي يجمد فيها قوة التفكير .
- ارفع يديك ، ارجوك ، انت تؤلم كتفي !
- سيؤلمك في جسمك غير كتفيك اذا عاملتني بهذه الطريقة !

كانت تبكي . تركها و لكنه ظل ينظر اليها نظرته الكريهة .
اعتقدت انه سيرغمها على الاعتذار و على الطاعة له .
و لكنه ظل صامتا . كان ينظر الى الجزيرة و الى انوارها المتكاثفة مع غياب الشمس وراء أفق ذهبي اللون اضفى جمالا حتى على الغيوم العالية .

و بدأت النجوم تتلألأ في سماء هيدرا و الهلال من عليائه يطل على العالم .
و كلما اقترب اليخت من الشاطئ توضحت معالم الفيللات و البيوت و التلال التي كانت فيما مضى مأوى للقراصنة الذين جمعوا اموالا طائلة و عاشوا عيشة بذخ و جنون .
و قارنت تارا بين هذه المباني الفخمة و بين البيوت الصغيرة المكعبة الشكل ، و الفرق الشاسع بين ابهة الأولى و وضاعة الثانية .
و لكنها لاحظت ان كل بيت من هذه البيوت الشعبية تحيط به حدائق صغيرة تزينها الازهار ، و لا يخلو من شجرة برتقال او ليمون .
كان الظلام تاما عندما رسى اليخت في الميناء ، و لكي لا يترك لها اية فرصة للهرب امسك ليون بذراعها بقبضة من حديد و حذرها من محاولة القيام بأي شيئ و الا اعادها الى غرفتها على اليخت و اغلق الباب عليها حيث سيبقيها الى صباح اليوم التالي .
اخذا طريقهما عبر ممرات مظلمة و بدأ صعود التل .
و قال لها زوجها ان ثلاثة رجال اشداء سيرافقونهما فتبين لتارا مدى حرص زوجها على سد جميع الطرق في وجهها .
و لكي يؤكد لها ذلك قال بسخرية :
- حاولي الهرب يا تارا و سترين ان ذلك يكلفك غاليا .
منتديات ليلاس
تلفتت تارا حولها و لكنها لم ترى للرجال أثرا .
- انهم لا يزالون على اليخت لينزلوا حقائبنا اذ اني جمعت لك مختلف الثياب من مخازن الازياء في مدن الثغور حيث كنا نرسو .
و ستحصلين على المزيد منها ، كما اني مهتم بأن ترتدي فساتين من نماذجنا .

يعني هذا انها ستلبس فساتين من تصاميم مؤسسته و ستكون دمية يستعملها للدعاية .

و صلا الى الفيلا و كان احد الخدم عند الباب ليستقبل سيد الدار .
أخذ الخادم يبتسم و لكن ابتسامته اختفت عندما وقع نظره على تارا .
- هذه زوجتي يا كليانش . تارا ، هذا احد الخدم .

بدا الرجل مذهولا و قال على الفور :
- زوجتك يا سيد ليون ؟ و لكن الآنسة ...

توقف عن الكلام على الفور و بدا الرعب في عينيه لتسرعه في السؤال .
رمقت تارا زوجها بنظرة خفيفة و رأت الغضب في عينيه .
- اهلا بكما ... سيد ليون ... سيدة ليون .

كان كليانش يتعلثم خوفا من سيده . و استنتجت تارا من ذلك انه قد يعاقب ، و ودت لو تعرف من هي هذه السيدة الاخرى التي هجرها ليون بعد ان اصبحت له زوجة .
لا تستغرب تارا ان يكون لزوجها اكثر من امرأة واحدة في نفس الوقت ، اذ ان بهيميته تسمح له بذلك .

وقف كليانش جانبا فدخلا بهوا واسعا تزينه الازهار و الطنافس و المفروشات العتيقة الغالية الثمن و السجاجيد العجمية و ارض من الفسيفساء .
- اخيرا سيسعد الجميع لأن للسيد ليون زوجة الآن ! نعم ، سيكون لهما اولاد عديدون !

استولى الغضب على تارا التي صرخت في وجهه :
- اذهب الى الشيطان !

نظر الرجل الى ليون مستغربا .
- الى الشيطان ؟ ما هذا ... الى الشيطان ؟
- ان السيدة ليون متعبة . ارسل لنا بلايا لترافقها الى غرفتها .
- حسنا يا سيدي . انا ذاهب لتوي !

قال ذلك و اختفى راكضا ليشيع خبر قدوم العروس .
في تلك الاثناء التفت ليون الى زوجته و عنفها قائلا :
- تعلمي ان تضبطي لسانك . كنت نبهتك الى ذلك من قبل !
- لن اقبل ان يتكلم خادم عن اولاد . لي كرامتي .
- هذه تمنيات طيبة ترافق التهاني بالزواج في بلادنا . و ستعتادين على عفوية اليونانيين و اندفاعهم .
- الرجال منهم . اما النساء فاظن انهن خرس ... بفضل جبروت ازواجهن .
- يا آلهي ! كنت صفعتك الآن لولا مجيء بلايا في اية لحظة !

لم تجب تارا و اخذت تجيل نظرها في انحاء البهو لتتلهى قليلا و تهدأ اعصابها المتوترة .
رأت على الجدران لوحات قديمة و صورا تاريخية ، و فيما هي كذلك اتت بلايا و رافقتها الى غرفة لها سقف عال ابيض موشى بالذهب .
ستائرها تتوهج و السرير مغطى بالمخمل الاخضر .
اما جدران الغرفة فبيضاء و كل شيئ فيها يدل على ذوق سليم ليس فيه تطرف.

وجدت في غرفة الحمام مناشف سميكة من الحرير .
و على الرفوف زجاجات جميلة تحتوي على كل ما تحتاج اليه .
و تساءلت تارا كم من النساء سبقنها و مكثن في هذا القصر .
وجدت بجانب غرفتها غرفة اخرى كان بابها مغلقا .
و حاولت ان تنصت لعلها تسمع صوتا او حركة فيها و لكنها لم تسمع شيئا كانت سجينة بين غرباء و شعرت بالوحدة و الشوق الى من تحب و بالحقد على من اختطفها و أذلها ...

تكذب اذا هي ادعت انها لا تستمتع بعناق ليون .
فليون يسيطر عليها بقوة و جاذبية خارقتين فيغريها بطرق سلسة و يستولي عليها بأساليبه الاخاذة .
اي نوع من المرأة هي ؟ كم من مرة سألت نفسها هذا السؤال منذ ان اختطفها ليون .
قبل ذلك كانت تحمر خجلا اذا حاول رجل ان يتقرب اليها بجرأة مكشوفة .
و قبلت بديفد لأنها وجدته معتدلا و رزينا .
و مع ذلك فهي تتمتع بهذا الرجل الذي تكرهه .
لا تفهم كل هذا لأنها لا تفهم نفسها .

كان هناك باب داخلي يؤدي الى غرفة ثانية .
و جمدت في مكانها عندما رأت مقبض الباب يدور ببطء و دون اي صوت . من عساه يكون ؟ و لما لم يفتح الباب استعمل مفتاحا .
كان رجلا . استدارت تارا لتستنجد ببلايا و لكن هذه لم تكن في الغرفة .
و الرجل هذا كان زوجها و لم تتميزه بسرعة لأن الضوء كان وراءه فبدت تقاطيعه كتقاطيع الشيطان .
اخذت تتفحصه و كلما حاولت ان تتبينه اكثر ترى فيه عدوها اللدود ! و لا تعرف من اين اتتها قوة داخلية مفاجئة جعلتها تصمم على مقاتلته حتى النهاية .
لن تخضع له كما كانت تفعل في السابق .
- تعالي الى هنا !

وجه اليها هذا الامر مشيرا الى مكان عند رجليه .
- اني منشغلة الآن بالنظر الى الخارج .
قالت ذلك و اقتربت من نافذة عليها ستائر غير مسدلة بعد .
- تنظرين في الظلام ؟ لا تكوني سخيفة !
- لست عمياء . استطيع ان ارى .
- ماذا تستطيعين ان تري غير الانوار و البحر ؟
- ماذا تريد ؟

سألته و هي تقترب من النافذة اكثر فاكثر .
- قلت لك ان تأتي الي ، و اذا كان لك قليل من العقل يا تارا فاعلمي اني لست رجلا يتقبل التحدي . أطيعيني حالا !

- اين ثيابي ؟ اريد ان اغتسل ثم اغير .
- ثيابك في طريقها الى هنا .

و أمرها ان تقترب منه عند قدميه .
بدأت دقات قلبها تتسارع و عقلها يعمل و مع ذلك كانت تتقدم نحوه كآلة مسيرة .
- انا ... انت ...
- من حسن حظك انك تحركت في النهاية . كنت على وشك تلقينك درسا لن تنسيه !
- اي انك تستعمل العنف ؟
- أنوي ان اركعك على ركبتيك و ان اذلك .

****************

يتبع...

 
 

 

عرض البوم صور redroses309   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
anne hampson, آن هامبسون, اريد سجنك, دار الكتاب العربي, رومنسية, روايات, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير المكتوبة, pagan lover, عبير, عبير القديمة, عسل الصبار
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t95118.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
ط£ط±ظٹط¯ ط³ط¬ظ†ظƒ ط¢ظ† ظ‡ط§ظ…ط¨ط³ظˆظ† ط¹ط¨ظٹط± This thread Refback 31-08-14 04:19 PM
ط£ط±ظٹط¯ ط³ط¬ظ†ظƒ ط¢ظ† ظ‡ط§ظ…ط¨ط³ظˆظ† ط¹ط¨ظٹط± This thread Refback 21-08-14 07:46 PM
Untitled document This thread Refback 10-04-10 06:48 AM


الساعة الآن 09:05 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية