الفصل السادس
الهروب والعاصفة ....منتديات ليلاس
وفجأة وجدت الحل خطرت لها فكرة جهنمية ايقظتها من غفلتها وانتصبت وقلبها يخفق بشدة
هل هذا معقول هل تجرؤ على تنفيذ هذا المخطط
طبعا انه الحل الوحيد واذا فشلت خطتها تكون قد نجحت في جعل سكان المزرعة يعرفون الى
أي درجة تصر على العودة الى بوتو
انها غير مستعدة لتحمل فكرة ان تكون سجينة ولهذا السبب وضعت خطة لهربها نزلت من
سريرها وخلعت مئزرها وارتدت فستان من القطن
ثم مشطت شعرها ووضعت بعض المساحيق على وجهها وضعت ملابسها واغراضها في حقيبتها ثم
وضعت الحقيبة في الخزانة ربما لن ترى ملابسها مرة اخرى شعرت بلحظة ندم امام فكرة
ضياع ملابسها لكنها ادركت ان لويس غييارمو ليس لصا ولن يعاقبها لانها غادرت المنزل
سرا
حملت حقيبتها وفتحت الباب وخرجت الى الممشى ولم تلتقي احدا وهي تتوجه نحو السلم
عندما وصلت الى السلم توقفت والقت نظرة خاطفة على المدخل كان خاليا المنزل يسوده
السكون كان الوقت ليلا
وتساءلت ديانا ما إذا كان الجميع يأخذون قسطا من الراحة في
وقت القيلولة نزلت السلم وتوجهت بهدوء نحو صالة الإستقبال اذا فاجأها احدهم فيمكنها
ان تقول انها كانت تتامل لوحات السيد لويس غييارمو
وكما توقعت كانت سيارة الكاديلاك لاتزال في الساحة
وجلست في الكرسي ونظرت الى ساعتها سيصل جوزيه بعد دقائق وسيتوجه الى بوتو لإصطحاب
لويس الى المزرعة
نهضت ديانا ووصلت الى الباب وفتحته لااحد في الساحة لكن الخطر الوحيد هو ان تراها
روزا او السيدة ماتريللو من احدى النوافذ واسفاه لكن هذا لا يمنعها من القيام بهذة
المحاولة
واجتازت الساحة على رؤؤس اصابعها كان الجو رطبا وخانقا انه الهدوء الذي يسبق
العاصفة وصلت امام السيارة ووضعت يدها على مسكة الباب وفتحته من دون ضجه ودخلت في
المقعد الخلفي واغلقت الباب بهدوء ثم استعادت تنفسها وحاولت تنظيم دقات قلبها ثم
تمددت في ارض السيارة تقوقعت على نفسها وانتظرت
فجأة سمعت اصوات خطوات وكلام باللأسبانية ثم انفتح الباب من جهة السائق وجلس جوزية
امام مقود السيارة فسمعت ديانا صرير الكرسي ثم انغلق الباب وسمعت اصوات المفاتيح
اقلعت السيارة وصوت المحرك يدوي بقوة
سارت السيارة على الرمال ثم على الحصى ودخلت الطريق المؤدية الى الشارع الرئيسية
حاولت ديانا جاهدة التنفس من دون احداث أي ضجة نجحت خطتها وهي الان في طريقها الى
بونو
وبحذر واحتياط حاولت اتخاذ جلسة مريحة لكنها ظلت تشعر برجيج العجلات واهتزاز
السيارة
ومرت السيارة فوق ثقب في الطريق واضطرت ديانا لإن تعض على شفتيها كيلا تصرخ
وماإن وصلت السيارة الطريق الرئيسي حتى اسرعت وبالتالي خفت عدة الإرتجاجات وتمكنت
ديانا من الجلوس بطريقة مريحة بعض الشئ وكانت تعرف ان الطريق سيستغرق اجتيازة نصف
ساعة تقريبا
وكي تتحاشى الإصابة بتشنج توصلت الى ارخاء قدميها بعض الشئ حتى الان كل
شئ يجري حسب لخطة المرسومة
لكن بعدما تصل الى بوتو ماذاستفعل ادركت انها لم تفكر في ذلك من قبل
فلم يكن لديهاسوى فكرة ثابتة
وهي مغادرة المزرعة هل بإمكانها ان تغادر السيارة من دون ان ينتبه سائقها
انها تشك في ذلك لكن ماذا لو سمعها هل سيؤدي الى نسف خطتها ومتى خرجت من
السيارة كيف ستجد طريقها الى الفندق ؟؟
لم تكن بونو مدينة كبيرة يمكنها ان تسال احد المارة فيدلها على الطريق
وحتى لو حاول لويس غيييارمو اللحاق بها فلن يستطيع خطفها امام الناس ,,
هل هي متاكدة من ان ذلك لن يحدث على كل حال الاكوادور مثل معظم المدن الامريكية
اللاتينية بلد غريب ويعتبر الحوادث الغير مألوفة كأنها حوادث عادية فإذا اقتربت
منها سيارة تمر في الشارع وقفز منها رجل واقتادها الى داخلها فالجميع ينظر الى ماحدث
كأنه شئ عادي وتافه
وقررت في النهاية الاتترك لمخيلتها العنان كل شئ يأتي في وقته ويمكنها ان تنتظر
المشاكل حتى تقع وتحاول حلها
انعطفت لسيارة في كوع حاد وادركت دياتا ان السيارة اجتازت جسرا ولن يبقى امامها سوى
جسرين لتقترب من بونو شعرت بقشعريرة برد ذلك ان مكيف الهواء يعمل بإستمرار داخل
السيارة الفخمة
ماذاستكون ردة فعل جايسون عندما تطلعه ديانا على مغامرتها الصغيرة هذة هل سيضحك ؟
هل سيكون في بونو لتخبره قصتها هذه؟
آآآآآآآآآآه انها تأمل ذلك من كل قلبها
اراحت راسها على ركبتيها وراحت تحلم بأن تراه لدى وصولها الفندق
اذاكان هناك فلا بد انه قرأ رسالتها وسيفاجأ بعودتها بسرعة
هل سيكون سعيدا برؤيتها ,, هل يكون مستعدا للتنازل عن عنفوانه ويأخذها بين ذراعيه ويعانقها
هل سيكون مستعدا ليحبها من جديد بقدر ماهي تحبه ؟
آآه.انها تأمل ذلك من كل قلبها .
قطعت السيارة الجسر الاخير واتجهت نحو الطريق المنحدرة التي تصل بها الى بونو كانت
الكيلو مترات الباقية كأنها اطول من الدهر ....
اخيرا وصلت السيارة الى المدينة ومن مخبأها كانت ديانا تراقب سقو ف المنازل,,,
دخلت السيارة عبر الطريق الضيقة واخيرا توقفت عرفت ديانا ان السيارة وصلت امام
معمل لويس غييارمو
راح السائق يصفر لحنا لم يتوقف عن ترديده لحظة طول الطريق وقد حفظت ديانا اللحن وهي
متأكدة انها لن تنساه ابدا انتظرت لتعرف ماذا ستفعل وبعد دقائق بدت طويلة فتح
جوزيه الباب وخرج ثم اقفله وراءه وابتعد عن السيارة
رفعت ديانا رأسها قليلا ونظرت الى الخارج ورأت رجالا يخرجون من المعمل وشيئا فشيئا
تمكنت من النهوض من مخبأها وشعرت بألم حاد في قدميها فتحت الباب بسرعة من دون ان
تلتفت الى الوراء لترى ما إذا كان جوزييه شاهدها ,,,
خرجت واقفلت الباب وراءها واختلطت بالعمال والمارة
وبسرعه وصلت الى الطريق العام وعرفت انها ليست في حاجه لان تسأل احد كي يدلها الى
الطريق للوصول الى الفندق كانت فرحه جدا لنجاح خطتها وراحت تسرع الخطى غير مصدقة
انها ستصل الى الفندق ....
الغيوم الرمادية تتكدس في السماء والمدينة تغرق في العتمة والعاصفة تقترب
وفي سوق الخضار نفدت بضائع الباعة الهنود بسرعة سيارت الجيب التابعة للشركة النفطية
تتوقف امام الحانة ورجال ببذلات العمل ينزلون منها ويتدافعون داخل المقهى
عندما رأت ديانا الكنيسة القديمة عرفت انها بالقرب جدا من الفندق راحت تحث خطاها
ووصلت امام الساحة وصعدت السلالم القديمة التي تؤدي بها الى مدخل الفندق وكان على
شرفة الفندق عدد كبير من الرجال الجالسين امام طاولاتهم يحتسون الشراب المنعش في هذا
الطقس الحار احدهم تحرش بديانا واخذ يناديها بالإسبانيه وراح الجميع يقهقهون بصوت
بأعلى صوت
كانت الغرفة مظلمة عندما دخلتها ديانا اشعلت النور وشعرت لتوها ان قواها تكاد تخور
بعد هذا التوتر الذي رافقها طوال رحلة الهروب كانت ثيابها تلتصق بجسدها بسبب العرق
الذي تصبب منها وكان شعرها مبللا.
احتست كأسا من المياه المعدنيه ولاحظت في تلك
اللحظة ان الرسالة التي تركتها لجايسون اختفت
نظرت حولها وشاهدت ثياب رجل معلقة في الغرقة
لقد عاد جايسون
راح قلبها ينبض بقوة وخلعت ملابسها في محاولة لتهدئة اعصابها من شدة فرحها.بالنسبة
للحاضر فهي لاتنتظر أي تصرف حسن إذ ان المشاكل بينهما لاتزال عالقة
راحت تفتش في خزانتها عن فستان ترتديه وإذ بها تكتشف انه لم يكن لديها شئ ترتديه.كل
ملابسها بقيت في المزرعة .ولم تجد شيئا تلبسه سوى ثوب السباحة الذي وجدته في احد
الجوارير انه اللباس المناسب في الجو الحار
انفتح الباب وظهر جايسون على عتبته يرتدي قميصا ابيض وبنطلون قصيرا .
كان يحمل في يده زجاجة ماء وكأسا وابريقا مليئا بعصير الفاكهة.
اقفل الباب بضربه من قدمه ونظر اليها وقال بإستغراب :
اهلا.ماهذه المفاجأة.مالذي جعلك تعودين بسرعة؟
وضع الكأس على الطاولة وسكب فيها بعض العصير؛ثم سأل بلا مبالاة :
أتريدين؟
ماذا تشرب؟
بعض العصير المثلج
نعم اريد
قال وهو يتمدد على السرير:
ماعليكي إلا ان تسكبي لنفسك كأسا
اخذت ديانا كأسا وهي تنظر اليه من زاوية عينيها كانت كتفاة تلمعان تحت ضوء القنديل
على الطاولة قرب السرير وكان العرق يتصبب على جبينه
شعرت ديانا ان وجودها قريبة منه يحرضها.فابتعدت عنه بعض الشيء.ووقفت امام النافذة
كانت تشعر كلما اقتربت منه بجاذبية قوية من تأثير سحره الغريب
وهي لاتريد ان تجد نفسها في موقف ضعف عليها ان تسيطر على نفسها.
قاطع جايسون حبل افكارها وقال وهو يتثاءب :
لم تجيبي على سؤالي لماذاعدت من المزرعة؟
لأراك
أتريدين ان اصدقك ؟
هذه هي الحقيقة
اجابها بإستخفاف:
هل انت متأكدة من ذلك؟
لم تعرف ماتقول نظرت اليه وحها لوجه.مماجعله يقول:
اعتقد جيدا اننا نعرف هذه التمثيلية,لكن في المرة الماضية كنت انت التي لم تصدقني عندما كنت اقول الحقيقة.
والآن جاء دوري .
ماهو موقفك حيال إنسان يرفض ان يثق بك؟
خيل الليها انها تعيش كابوسا.تقدمت منه وسألت بخجل:
هل قرأت الرسالة التي تركتها لك هنا قبل ذهابي؟
اجاب ببرود:
نعم قرأتها. وفهمت انك ذهبت تمضين بضعة ايام مع لويس غييارمو .
لكني ارى الآن انك لم تصبري على إنتظار عودتي
لكني قلت لك إني سأعود.كما اخبرتك انه يدعوك للحاق بنا ,,
نظر اليها بارتياب وسكب كأسا من دون ان يرد.
آآه ياجايسون، لا اظنك تعتقد بأني...أني ذهبت معه لإنه يعجبني...هو وانا... آآآه لا!
يالافكارك الشريرة
عادت الى النافذه كانت الحشرات تتطاير في كل الإتجاهات وتحاول الدخول الى الغرفة
برغم شريط يمنعها من الدخول
عادت ديانا تقول بهدوء:
انت تعرف ان لويس لم يعني شيئا بالنسبة إلي فلم اتعرف اليه سوى البارحة
كل مأعرف انه يحب النساء ويغريهن برغم سنه كما اعرف انه يختار عشيقاته من النساء
الشابات والمتزوجات .
يتجنب اتهامه بإغراء الفتيات الشابات على ماعتقد
إذن .عليك ان تعرف لم يجذبني ولالحظة. وليس بنيتي ان اكون عشيقته.ولا عشيقة أي
انسان اخر انا لااحبه واليوم هربت من مزرعته حتى لاامضي ليله اخرى معه تحت سقف منزل
واحد.وعدت كي اراك ارجوك ان تصدق ماقول.
اجابها جايسون بنبرة ساخرة :
وماذا بعد؟
وشعرت ديانا انها واحدة من الحشرات التي تحوم حول السياج قرب النافذة فهي غير قادرة
على عبور الحاجز
نظرت نحو الساحة وكانت الكنيسة مضاءة بالشموع وكان المنظر مؤثرا للغاية ,,,
فسألتة ديانا:
امازلت لاتصدقني ؟
لماذا يجب ان اصدقك ؟انت قادرة على الكذب مثل أي امرأة اخرى تنطقين بالكلمات بسهوله.
ووراء الكلمات الكبيرة فراغ كبير
مثلا غالبا ماقلت: احبك ياجايسون
. وعندما وجدت نفسك امام امتحان حقيقي كنت غير قادرة على مجابهة الوضع انك لم تحبيني ,,,
لم تحبي سوى فكرة ان تكوني زوجتي ,,
كنت فخورة بزوجك امام صديقاتك
توقف عن الكلام وكأنه شعر بالإشمئزاز وشعرت ديانا بالمرارة المتصاعدة من كلماته
اشعل جايسون سيجارة فبادرته ديانا:
لم تكن تدخن....
لم اكن ادخن عندما نكون معا ...
وانت استنتجت اني لا ادخن ابدا ..انت مخطئة في ذلك
وفي امور اخرى عديدة .اه, انت تعتقدين اني ادخن لانفس عن همومي,
او لانسى شيئا ما.
في كل حال انت لست مخطئة تماما .
اني فعلا احاول ان انسى امرا ما منذ بضعة شهور لكني لاادخن لهذا السبب .
ماذا تحاول ان تنسى ؟
امرأة كنت اعرفها
سالته ديانا من دون ان تجرؤ على النظر اليه:
وتدعى كارول؟
كارول ؟من هي؟
كانت مفاجأته صادقة .فاستعادت ديانا قليلا من الامل واضافت وهي تلهو بخاتمها :
انها المرأة التي قابلتها في باريس .لقد كتبت اليك وطلبت منك الحضور
سادت فترة من الصمت .ثم قال جايسون بهدوء :
كيف عرفت بذلك؟ لم اخبرك عنها .
عرفت ديانا ان ساعة الحقيقة دقت .في هذه الليلة ستتوضح الامور بينهما .وربماتمكنا
من التوصل الى قرار يتعلق بمستقبلهما ..
في اليوم الذي سافرت فيه الى هيوستن سقطت رسالة من جيب قميصك و..
قال جايسون بهدوء :
وقرأتها؟
نعم
بقي جايسون صامتا بعض الوقت ثم قال في حدة جعلتها ترتجف :
لماذا لم تخبريني بذلك قبل رحيلي؟
لان.............
..لاني اعتقدت انك ستغضب وتتهمني بالتجسس عليك..آه ,ياجايسون ,اتوسل اليك .اني
اسفة لانني قرأت محتويات الرسالة..
لكن يكفي ما قاسيت من عذاب .ارجوك لاتدعني اسقط في العذاب من جديد ,,,
وضع جايسون رأسه بين يديه:
يا الهي عندما افكر في الوقت الذي هدرناه....
توقف واخذ نفسا عميقا ونظر الى عينيها واضاف قائلا:
إذن هذا هو السبب الذي جعلك لا تصدقيني
هزت رأسها ايجابا كانت عاجزة عن الكلام وهو ينظر اليها كانه يرغب ان يصفعها
وجعلتني اعتقد ان السبب عائد لما قالته لك اونيس لانك تثقين بها اكثر من ثقتك بي
وانت ايضا لم تكن تثق بي
من قال لك ذلك؟ غير صحيح
انت..قلت ان زواجا كزواجنا يجب ان يستند على الثقة المتبادلة.لكن لو كنت تثق بي
فعلا لكنت اخبرتني من تكون كارول؟ ولماذا ذهبت اليها في باريس؟
تنهد جايسون بعمق وقال بصوت واضح :
حسنا ...لنبدأ من جديد
حسنا
وعرفت ديانا انها امام الفرصة المنتظرة وقالت :
ايمكنك ان تقول لي من هي.... كارول؟
ابنه خالي .هي من تكساس ,انها اصغر بنات خالي بيل ,عندما كنت اعيش معه كنا دائما
معا وكارول بالنسبه الي بمثابة اختي الصغيرة .
تنهد جايسون بعمق قبل ان يتابع:
انها تدرس في جامعة السوربون في باريس لنيل شهادة الدكتوراة في اللغات.ولهذا هي
تسكن العاصمة الفرنسية تريدين ان تعرفي لماذا ذهبت اليها؟
همست ديانا بخجل وعدم ارتياح:
اذا اردت ذلك فلا مانع ..
كانت تمر بوضع حساس.حدث لها شيء ولم تكن تريد ان يعرف احد .طلبت مني ان ازورها
.لانها كانت تعتبرني الانسان الوحيد الذي يمكنها ان تثق فيه.ومااستطعت ان اخذلها
وارفض طلبها .وكنت آمل ان تكوني متفهمة .
تردد قليلا ثم اضاف في صوت خفيض:
لم اكن اعرفك جيدا
ماذا يعني ذلك ؟ هل يعتذر منها لانه لم يثق بها تماما ليخبرها عن كارول؟
او حتى لو كان يعرفها جيدا لما وثق بها كما يجب ؟لم تفهم ديانا جيدا ماذا يقصد.
لكنها قررت ان تطلب منه ان يغفر لها الغلطة التي ارتكبتها .
وانا ايضا .لم اعرفك جيدا.. والا لما تصرفت هكذا...
توقفت عن الكلام اذ اغرورقت عيناها بالدموع كل هذه الاشهر الماضية التي افسدتها
اسباب سخيفة من سوء التفاهم والكبرياء العنيد. ثم تابعت وهي تمسح دموعها:
اين كارول الآن ؟
في تكساس, عند اهلها. وحسب رسالتها الاخيرة ,فالطفل بصحة جيدة.
قالت ديانا بتعجب:
الطفل؟
نعم هذه مشكلتها .اعتقد اني الآن قادر على شرح الامر لك.كانت كارول تحب رجلا
فرنسيا. وعندما اخبرته انها حامل .تركها كان متزوجا ولم يقل لها ذلك .
عندما بعثت لي الرسالة كانت في اشد حالات اليأس ,
تريد الأنتحار ,ليس لانها كانت حامل ,انما لان الرجل الذي احبته تخلى عنها .
اغمض جايسون عينيه وراح يمسح عن وجهه العرق المتصبب فلم تقل ديانا شيئا بل كانت
تنتظر ,اذ ادركت انه بات مستعدا لاطلاعها على كل اسراره .
هل تفهمين الآن لماذا لم اكن قادرا على ان اخبرك شيئا.
كانت المسألة مسألة ثقة بيني وبينها .
وجودي معها في باريس خفف من آلامها .وساعدها في ترتيب امورها وعودتها الى
تكساس.رافقتني الى المطار .كانت قد ارتاحت وشكرتني من كل قلبها .اعتقد في تلك
اللحظة بالذات شاهدتنا اونيس معا.
شعرت ديانا بالخجل والندم في آن.فقد اعتقدت ان جايسون ذهب الى باريس لانه على علاقة
عاطفيه مع فتاة تدعى كارول..ولم تكن تعرف ان كارول هذه ابنة خاله .التي كانت في
حالة يأس ساعدها جايسون في التخلص منها .
قالت ديانا وهي مازالت تبكي:
آه لو كنت عرفت الحقيقه قبل الآن..
وراحت تقول في نفسها :لقد ارتكبنا غلطة كبيرة لاننا لم نتبادل الثقة ودمرنا حبنا
هذا الحب الفتي .الطري الذي لم يسنح الوقت ليصبح حبا قويا واكيدا ..
في الخارج هبط الظلام والغرفة مضاءة فقط بالمصباح الكهربائي الصغير الموضوع على
الطاولة قرب السرير كانت ديانا جالسة على حافة السرير لايفصلهما سوى مسافة قصيرة
يكفي ان تمد ديانا يدها لتلمس قدميه وتداعبهما
شعرت بانها ستنجرف وراء احاسيسها ورغبتها فنهضت وتوجهت الى النافذة من جديد في
الخارج الهواء يصعب تنفسه من شدة ثقله والليل الاستوائي كثيف بحيث شعرت ديانا ان
جسمها يكاد ينهار.
قالت ديانا قاطعه حبل الصمت الثقيل:
لابد ان هناك احتفالا او عيدا في مكان ما
انهم عمال التنقيب لقد وجدو ا طبقة نفطية مهمه وهم يحتفلون بهذا الاكتشاف
الاتشعر برغبة في الالتحاق بهم ؟
اجابها بحدة :
لاارى أية مناسبة لاقامة مهرجان
الم تقل ان الابحاث نجحت ؟
من دون شك
فوجئت ديانا من عدم اهتمامه بالموضوع.لقد كانت تتصور ان عمله قبل كل شيء حتى قبل
زوجته
هل هذا يعني ان عملك في الاكوادور يوشك ان ينتهي
لاعرف شيئا
اجوبته المقتضبة بدأت تثير فيها الغضب لكنها تمالكت نفسها عرفت بعد هذه التجربة ان
اغضاب جايسون لايجدي وسألت :
اين قررت ان تكون رحلتك المقبلة؟
ظنت ديانا ان جوابه قد يكشف النقاب عن حقيقة عاطفته تجاه روزا.
الآن وقد عرفت من تكون كارول ,تريد ان تعرف هذه المرأة التي يحاول ان ينساها ,ربما تكون روزا.
اجابها جايسون :
اني انوي البقاء في الاكوادور اني احب البلاد واحب اهلها وكذلك فقد ولدت هنا وتوفي
والدي هنا ايضا.
اشعر بأن جذوري في هذه الارض .
وتذكرت ديانا انها سألت جايسون ما إذا كان ينوي ايجاد عمل مستقر
فاجابها :ليس الان.لست مستعدا لذلك بعد .
لكن في يوم
يوم من الايام. ربما ,, لكن ليس هنا , ليس في انكلترا
والآن.يبدو انه مستعدا لذلك لقد قرر البقاء هنا في هذا البلد الغريب .هل من اجل شخص
معين .هل لإنه يحب روزا؟
واضاف جايسون :
سأبقى في المؤسسة ذاتها
سألته ديانا:
أهذا هوالسبب الذي جعلك تفكر في شراء بيت في كيوتو؟
من قال لك ذلك؟ ألايمكن للإنسان في هذا البلد ان يحتفظ بشيء له
جيراد.صاحبة الفندق اخبرتني بذلك .وهي تعتقد انه لهذا السبب بالذت جئت الى هنا
اجابها بضحكة وقحة :
صحيح كنت افكر في شراء منزل لكن ذلك كان منذ مدة طويلة .
كنت افكر في مشاريع وهمية ! كنت احلم أن يكون لي منزل استقر فيه مع اولادي .
ومن كنت تريد اما لأولادك .روزا غييارمو؟
انتفض جايسون في غضب وامسك ذراعها وبسرعه وضعت ذراعها الاخرى فوق عينيها تفاديا
لأية صفعة
كلا ...كلا..لاتخافي .انا لااضرب النساء حتى لو كنت تستحقين ذلك .اذن لم يتغير شيء السنة الماضية كانت كارول في باريس وهذه السنه روزا في الاكوادور .
الفارق الوحيد هو انك لست بحاجه لاونيس لتلقنك دور المرأة الغيورة
كانت عيناه الزرقاوان تطلقان بريقا غريبا .ووجهه اصفر كالرخام وبدت قطرات العرق
تتصبب على جبينه .
تلعثمت ديانا وهي تقول :
جايسون ..انا اسفة..انا..ما..كان يجب ان اقول ماقلته
ولكنك قلته..الآن اعرف كيف تنظرين الي انت بالذات ولا احد سواك
لا, ,,,
لا,ليس انا.انها روزا .لقد امضت النهار كله وهي تخبرني عنك .
قالت لي انه جعلتك انسانا سعيدا.
وكانت تعزف لك على القيثارة وتأخذك في نزهات على ظهر الحمار.اني..اني
اكرهها ولهذا السبب لم ابقى في المزرعة .
قطب جبينه وعض على شفتيه وعرفت ديانا انها لمست الحقيقة.
وفجأة سألها جايسون ,في نبرة شبه هادئة:
ماذا قالت ايضا؟
طلبت منك ان تتزوجها ولم تكن تعرف انك رجل متزوج .فلم تخرها بذلك ولم تخبر احدابذلك
وان لاافهم لماذا؟
انتظرت من جايسون تفسيرا على ذلك لكنه اكتفى بهز كتفيه فتابعت تقول:
عندما عرفت من انا تصورت اني جئت الى الاكوادور لاطلب منك الطلاق
اذن .كوني صادقة مرة واحدة الم تفكري في الطلاق ؟
اعترفت ديانا نادمة :
بلى والمسئول عن ذلك شخص اخر
اونيس؟
نعم .وبول.
ضحك جايسون وقال آه ,آه,لااستغرب
لماذا,لماذا تقول هذا؟,ماذا تعرف ما لااعرفه؟
استدار ونظر اليها وجها لوجه.كان يبدو كانه ينظر الى فتاة صغيرة تحتاج بعض النصائح
مثل إبنه خاله كارول .
عندما استنجدت به ليساعدها .وشعرت ديانا فجأة بانه لم يكن
يتوجه الى زوجته بالحديث بل الى شقيقته الصغيرة اجاب قائلا:
اني اعرف اشياء كثيرة عنها .انت تعرفين اني اعرفها قبل ان التقي بك.اونيس وانا
خرجنا معا ,مرتين او ثلاث مرات وحضرنا بعض الحفلات الموسيقية .لكنها لم تكن تناسبني
.
وعرفت ديانا لماذا كانت اونيس تغار منها.اونيس تحب جايسون ! ولهذا هي حاقدة لأن
جايسون تزوج ديانا......منتديات ليلاس
"اما بول. فكان يفضل ان يتزوج ابنه مديرة.يعني انت
وهكذايؤمن مستقبله بمؤسسة متينه
.اي إنسان اخر كان قادرا على إدراك الأمر إلا انت ايتها الفتاة المسكينة البريئة" .
تنهد ورفع عن جبينه خصلة شعرة المتمردة واضاف:
الهذا السبب جئت؟
اما زال بول يريد ان يتزوجك ؟
وانت, هل ستتزوجين منه عندما تتخلصين مني؟
قالت ديانا بعنف:
قلت لك اني لم اكن على علم بوجودك هنا في الأكوادور
"لكن كريستوفر كان يعرف جيدا انني موجود هنا .الم تخبريه بمشاكلنا "
"اسمعني ياجايسون ,اقترح والدي ان امضي عطلتي برفقته .هل تحاول التخلص مني حتى
تتزوج من روزا ؟هي المرأة التي تحاول ان تنساها؟هل من اجلها فكرت بشراء منزل ؟"
حول جايسون نظرة عنها واتجه نحو الباب .ثم توقف وسألها :
إذا قلت لك نعم ,هذا مااريده .ماذا تفعلين ؟
وبدورها حولت نظرها عنه حتى لا يرى الحزن العميق في عينيها.
هاهي اللحظة التي كانت خائفة منها .حان الوقت لتتخذ اصعب قرار في حياتها .
كانت يداها ترتجفان وقلبها يخفقة بسرعه.
ثم راحت تنظر الى السماء المكثفة بالغيوم
سألها جايسون في صوت خفيف:
هل تحتاجين إلى كل هذا الوقت لتردي على سؤالي؟
"اني ..اني.. اوافق على الطلاق .حتى تتمكن من الزواج منها."
عم صمت متوتر والسماء تبرق والرعد يدوي
سألها جايسون:
"هكذا من دون تردد؟"
"نعم"
فقال بصوت حاد:
"انت حقا إنسانة شهمة وكريمة"
استدارت لتواجهه وجها لوجه .كان قريبا منها حتى كانت قادرة على ان تستنشق رائحة عرق
جسمه وتنفسه .
فلم يكن لديها سوى رغبة واحدة ،ان ترتمي بين ذراعيه وتضمه اليها بشدة
.لكنها تراجعت خطوة الى الوراء .
اكمل جايسون كلامه :
"مادمت سخية الليلة يمكنك ان تفعلي شيئا من اجلي "
"نعم .ماذا؟"
رجعت الى الوراء خطوة ثانية وهو يقترب منها من جديد فقالت بعصبية :
"والدي قال لي ان علينا ان نتناقش معا.وحسب رأيه انها الطريقة الوحيدة من اجل تسوية
الامور"
"والدك رجل عاقل. وانا سعيد لانه قرر ان يصطحبك معه ,لكن الكلام ليس وحدة وسيلة
التعبير "
وراح جايسون يداعب ذقنها بلطف .ثم امتدت اصابعه نحو عنقها .فشعرت ديانا بقشعريرة
تجتاز جسمها كله .احنت راسها وهمست :
"ماذا تريدني ان افعل؟"
"ماكنا نفعله عندما كنا معا .شيء انتظره منك. مادمت زوجك "
وبضغط خفيف على يدها جعلها تقترب منه لكنها وضعت يدها على صدره لتبعده عنها .
من المستحيل ان تجعله يلمسها ,بعدما طرحا موضوع الطلاق
وهمست بتصميم وعزم :
"لا,لا ,ياجايسون"
"لم لا؟مازلنا متزوجين .وما نفعله ليس ضد القانون ,انما العكس في كل حال نحن الآن
في بونو والليل عاصف..."
لا, لن تدعه ينام بقربها مادام لا يحبها .لم يفكر في شيء اخر منذ عرفته .
والليله بعدما عاد من الادغال يبحث عن شيء يلهو به وهاهي زوجته بقربه .في متناول يده.
قالت ديانا وهي تتخبط لتتخلص منه :
"لا"
لكنه ظل يشدها بين ذراعيه وحاول ان يعانقها لكنه ظلت تحاول التخلص منه .
"لا ارجوك .دعني هناك اشياء كثيرة يجب ان توضحها قبل ..آه يا جايسون ألا تفهم؟ اني
لا اقدر !لااقدر !"
اجابها بسخرية :
"صحيح ,في هذه الحالة يجب ان افكر في وسيلة لاقنعك بذلك.اليس كذلك؟
"اذا.اذا لجأت الى القوة فلن اسامحك ابدا "
وراح جايسون يهمس في اذنيها :
لكن يجب ان تعرفي .بعد كل ماحصل,لاأبالي اذاسامحتني او لم تسامحيني"
قررت ديانا الإستسلام له في البداية لتجد مناسبة للإفلات منه .ظلت تضربه على كتفيه
وتدير وجهها عن وجهه لكن دون جدوى .
ولم يسمعا صوت المطر الذي كان يقصف سقف الشرفة .كانا منجرفين في سيل حبهما ,
حتى انهما نسيا مايجري في العالم الخارجي .
وبعد هدوء العاصفة .شعرت ديانا بجوع يمزق معدتها فسألها جايسون :
"اني اسمع ضجة غريبة"
"انها معدتي .اني جائعة فلم اتناول الغداء "
"لماذا؟"
كانت ديانا تنظر اليه بعينين مليئتين بالنعاس ,كانت جلدته السمراء تلمع تحت ضوء
القنديل ,وجسمه كان يشبه جسم رجل رياضي .
وراحت ديانا تخبره عن هروبها من المزرعة.وكان هو يداعب ذراعها وفي الوقت نفسه يصغي
الى ماكانت تقوله .وبعد ان انهت قصتها قهقه جايسون وقال :
"لابد ان لويس غييارمو فقد عقله !انه يبحث عنك في كل مكان .من دون ادنى شك."
"ربما يجب ان نتصل به هاتفيا ونخبره اني هنا بالفندق واني على مايرام "
اجابها جايسون وهو يتجه نحو الباب :
"كلا, دعيه يقلق .ماحدث يجب ان يكون درسا له"
سألته ديانا خائفة :
"الى اين انت ذاهب؟"
ضحك بسخرية:
سأجلب لك شيئا تأكلينه ,لإسكات معدتك .وانا ايضا جائع.لا تخافي .
اني عائد.
فلم ينته الليل بعد........."