لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (3) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-10-08, 07:38 AM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Feb 2008
العضوية: 65483
المشاركات: 367
الجنس أنثى
معدل التقييم: lona-k عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 93

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
lona-k غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : lona-k المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 


الفصل السادس


الهروب والعاصفة ....منتديات ليلاس




وفجأة وجدت الحل خطرت لها فكرة جهنمية ايقظتها من غفلتها وانتصبت وقلبها يخفق بشدة
هل هذا معقول هل تجرؤ على تنفيذ هذا المخطط

طبعا انه الحل الوحيد واذا فشلت خطتها تكون قد نجحت في جعل سكان المزرعة يعرفون الى
أي درجة تصر على العودة الى بوتو

انها غير مستعدة لتحمل فكرة ان تكون سجينة ولهذا السبب وضعت خطة لهربها نزلت من
سريرها وخلعت مئزرها وارتدت فستان من القطن

ثم مشطت شعرها ووضعت بعض المساحيق على وجهها وضعت ملابسها واغراضها في حقيبتها ثم
وضعت الحقيبة في الخزانة ربما لن ترى ملابسها مرة اخرى شعرت بلحظة ندم امام فكرة
ضياع ملابسها لكنها ادركت ان لويس غييارمو ليس لصا ولن يعاقبها لانها غادرت المنزل
سرا

حملت حقيبتها وفتحت الباب وخرجت الى الممشى ولم تلتقي احدا وهي تتوجه نحو السلم
عندما وصلت الى السلم توقفت والقت نظرة خاطفة على المدخل كان خاليا المنزل يسوده
السكون كان الوقت ليلا
وتساءلت ديانا ما إذا كان الجميع يأخذون قسطا من الراحة في
وقت القيلولة نزلت السلم وتوجهت بهدوء نحو صالة الإستقبال اذا فاجأها احدهم فيمكنها
ان تقول انها كانت تتامل لوحات السيد لويس غييارمو

وكما توقعت كانت سيارة الكاديلاك لاتزال في الساحة
وجلست في الكرسي ونظرت الى ساعتها سيصل جوزيه بعد دقائق وسيتوجه الى بوتو لإصطحاب
لويس الى المزرعة

نهضت ديانا ووصلت الى الباب وفتحته لااحد في الساحة لكن الخطر الوحيد هو ان تراها
روزا او السيدة ماتريللو من احدى النوافذ واسفاه لكن هذا لا يمنعها من القيام بهذة
المحاولة

واجتازت الساحة على رؤؤس اصابعها كان الجو رطبا وخانقا انه الهدوء الذي يسبق
العاصفة وصلت امام السيارة ووضعت يدها على مسكة الباب وفتحته من دون ضجه ودخلت في
المقعد الخلفي واغلقت الباب بهدوء ثم استعادت تنفسها وحاولت تنظيم دقات قلبها ثم
تمددت في ارض السيارة تقوقعت على نفسها وانتظرت
فجأة سمعت اصوات خطوات وكلام باللأسبانية ثم انفتح الباب من جهة السائق وجلس جوزية
امام مقود السيارة فسمعت ديانا صرير الكرسي ثم انغلق الباب وسمعت اصوات المفاتيح
اقلعت السيارة وصوت المحرك يدوي بقوة

سارت السيارة على الرمال ثم على الحصى ودخلت الطريق المؤدية الى الشارع الرئيسية
حاولت ديانا جاهدة التنفس من دون احداث أي ضجة نجحت خطتها وهي الان في طريقها الى
بونو
وبحذر واحتياط حاولت اتخاذ جلسة مريحة لكنها ظلت تشعر برجيج العجلات واهتزاز
السيارة
ومرت السيارة فوق ثقب في الطريق واضطرت ديانا لإن تعض على شفتيها كيلا تصرخ
وماإن وصلت السيارة الطريق الرئيسي حتى اسرعت وبالتالي خفت عدة الإرتجاجات وتمكنت
ديانا من الجلوس بطريقة مريحة بعض الشئ وكانت تعرف ان الطريق سيستغرق اجتيازة نصف
ساعة تقريبا
وكي تتحاشى الإصابة بتشنج توصلت الى ارخاء قدميها بعض الشئ حتى الان كل
شئ يجري حسب لخطة المرسومة

لكن بعدما تصل الى بوتو ماذاستفعل ادركت انها لم تفكر في ذلك من قبل
فلم يكن لديهاسوى فكرة ثابتة
وهي مغادرة المزرعة هل بإمكانها ان تغادر السيارة من دون ان ينتبه سائقها
انها تشك في ذلك لكن ماذا لو سمعها هل سيؤدي الى نسف خطتها ومتى خرجت من
السيارة كيف ستجد طريقها الى الفندق ؟؟

لم تكن بونو مدينة كبيرة يمكنها ان تسال احد المارة فيدلها على الطريق
وحتى لو حاول لويس غيييارمو اللحاق بها فلن يستطيع خطفها امام الناس ,,

هل هي متاكدة من ان ذلك لن يحدث على كل حال الاكوادور مثل معظم المدن الامريكية
اللاتينية بلد غريب ويعتبر الحوادث الغير مألوفة كأنها حوادث عادية فإذا اقتربت
منها سيارة تمر في الشارع وقفز منها رجل واقتادها الى داخلها فالجميع ينظر الى ماحدث
كأنه شئ عادي وتافه

وقررت في النهاية الاتترك لمخيلتها العنان كل شئ يأتي في وقته ويمكنها ان تنتظر
المشاكل حتى تقع وتحاول حلها

انعطفت لسيارة في كوع حاد وادركت دياتا ان السيارة اجتازت جسرا ولن يبقى امامها سوى
جسرين لتقترب من بونو شعرت بقشعريرة برد ذلك ان مكيف الهواء يعمل بإستمرار داخل
السيارة الفخمة

ماذاستكون ردة فعل جايسون عندما تطلعه ديانا على مغامرتها الصغيرة هذة هل سيضحك ؟
هل سيكون في بونو لتخبره قصتها هذه؟
آآآآآآآآآآه انها تأمل ذلك من كل قلبها
اراحت راسها على ركبتيها وراحت تحلم بأن تراه لدى وصولها الفندق
اذاكان هناك فلا بد انه قرأ رسالتها وسيفاجأ بعودتها بسرعة
هل سيكون سعيدا برؤيتها ,, هل يكون مستعدا للتنازل عن عنفوانه ويأخذها بين ذراعيه ويعانقها
هل سيكون مستعدا ليحبها من جديد بقدر ماهي تحبه ؟
آآه.انها تأمل ذلك من كل قلبها .

قطعت السيارة الجسر الاخير واتجهت نحو الطريق المنحدرة التي تصل بها الى بونو كانت
الكيلو مترات الباقية كأنها اطول من الدهر ....
اخيرا وصلت السيارة الى المدينة ومن مخبأها كانت ديانا تراقب سقو ف المنازل,,,
دخلت السيارة عبر الطريق الضيقة واخيرا توقفت عرفت ديانا ان السيارة وصلت امام
معمل لويس غييارمو
راح السائق يصفر لحنا لم يتوقف عن ترديده لحظة طول الطريق وقد حفظت ديانا اللحن وهي
متأكدة انها لن تنساه ابدا انتظرت لتعرف ماذا ستفعل وبعد دقائق بدت طويلة فتح
جوزيه الباب وخرج ثم اقفله وراءه وابتعد عن السيارة
رفعت ديانا رأسها قليلا ونظرت الى الخارج ورأت رجالا يخرجون من المعمل وشيئا فشيئا
تمكنت من النهوض من مخبأها وشعرت بألم حاد في قدميها فتحت الباب بسرعة من دون ان
تلتفت الى الوراء لترى ما إذا كان جوزييه شاهدها ,,,
خرجت واقفلت الباب وراءها واختلطت بالعمال والمارة
وبسرعه وصلت الى الطريق العام وعرفت انها ليست في حاجه لان تسأل احد كي يدلها الى
الطريق للوصول الى الفندق كانت فرحه جدا لنجاح خطتها وراحت تسرع الخطى غير مصدقة
انها ستصل الى الفندق ....
الغيوم الرمادية تتكدس في السماء والمدينة تغرق في العتمة والعاصفة تقترب

وفي سوق الخضار نفدت بضائع الباعة الهنود بسرعة سيارت الجيب التابعة للشركة النفطية
تتوقف امام الحانة ورجال ببذلات العمل ينزلون منها ويتدافعون داخل المقهى

عندما رأت ديانا الكنيسة القديمة عرفت انها بالقرب جدا من الفندق راحت تحث خطاها
ووصلت امام الساحة وصعدت السلالم القديمة التي تؤدي بها الى مدخل الفندق وكان على
شرفة الفندق عدد كبير من الرجال الجالسين امام طاولاتهم يحتسون الشراب المنعش في هذا
الطقس الحار احدهم تحرش بديانا واخذ يناديها بالإسبانيه وراح الجميع يقهقهون بصوت
بأعلى صوت

كانت الغرفة مظلمة عندما دخلتها ديانا اشعلت النور وشعرت لتوها ان قواها تكاد تخور
بعد هذا التوتر الذي رافقها طوال رحلة الهروب كانت ثيابها تلتصق بجسدها بسبب العرق
الذي تصبب منها وكان شعرها مبللا.
احتست كأسا من المياه المعدنيه ولاحظت في تلك
اللحظة ان الرسالة التي تركتها لجايسون اختفت
نظرت حولها وشاهدت ثياب رجل معلقة في الغرقة

لقد عاد جايسون

راح قلبها ينبض بقوة وخلعت ملابسها في محاولة لتهدئة اعصابها من شدة فرحها.بالنسبة
للحاضر فهي لاتنتظر أي تصرف حسن إذ ان المشاكل بينهما لاتزال عالقة

راحت تفتش في خزانتها عن فستان ترتديه وإذ بها تكتشف انه لم يكن لديها شئ ترتديه.كل
ملابسها بقيت في المزرعة .ولم تجد شيئا تلبسه سوى ثوب السباحة الذي وجدته في احد
الجوارير انه اللباس المناسب في الجو الحار
انفتح الباب وظهر جايسون على عتبته يرتدي قميصا ابيض وبنطلون قصيرا .
كان يحمل في يده زجاجة ماء وكأسا وابريقا مليئا بعصير الفاكهة.

اقفل الباب بضربه من قدمه ونظر اليها وقال بإستغراب :
اهلا.ماهذه المفاجأة.مالذي جعلك تعودين بسرعة؟

وضع الكأس على الطاولة وسكب فيها بعض العصير؛ثم سأل بلا مبالاة :
أتريدين؟

ماذا تشرب؟
بعض العصير المثلج

نعم اريد
قال وهو يتمدد على السرير:
ماعليكي إلا ان تسكبي لنفسك كأسا

اخذت ديانا كأسا وهي تنظر اليه من زاوية عينيها كانت كتفاة تلمعان تحت ضوء القنديل
على الطاولة قرب السرير وكان العرق يتصبب على جبينه

شعرت ديانا ان وجودها قريبة منه يحرضها.فابتعدت عنه بعض الشيء.ووقفت امام النافذة
كانت تشعر كلما اقتربت منه بجاذبية قوية من تأثير سحره الغريب

وهي لاتريد ان تجد نفسها في موقف ضعف عليها ان تسيطر على نفسها.

قاطع جايسون حبل افكارها وقال وهو يتثاءب :
لم تجيبي على سؤالي لماذاعدت من المزرعة؟

لأراك
أتريدين ان اصدقك ؟
هذه هي الحقيقة

اجابها بإستخفاف:
هل انت متأكدة من ذلك؟
لم تعرف ماتقول نظرت اليه وحها لوجه.مماجعله يقول:
اعتقد جيدا اننا نعرف هذه التمثيلية,لكن في المرة الماضية كنت انت التي لم تصدقني عندما كنت اقول الحقيقة.
والآن جاء دوري .
ماهو موقفك حيال إنسان يرفض ان يثق بك؟

خيل الليها انها تعيش كابوسا.تقدمت منه وسألت بخجل:
هل قرأت الرسالة التي تركتها لك هنا قبل ذهابي؟

اجاب ببرود:
نعم قرأتها. وفهمت انك ذهبت تمضين بضعة ايام مع لويس غييارمو .
لكني ارى الآن انك لم تصبري على إنتظار عودتي

لكني قلت لك إني سأعود.كما اخبرتك انه يدعوك للحاق بنا ,,
نظر اليها بارتياب وسكب كأسا من دون ان يرد.
آآه ياجايسون، لا اظنك تعتقد بأني...أني ذهبت معه لإنه يعجبني...هو وانا... آآآه لا!
يالافكارك الشريرة

عادت الى النافذه كانت الحشرات تتطاير في كل الإتجاهات وتحاول الدخول الى الغرفة
برغم شريط يمنعها من الدخول

عادت ديانا تقول بهدوء:
انت تعرف ان لويس لم يعني شيئا بالنسبة إلي فلم اتعرف اليه سوى البارحة
كل مأعرف انه يحب النساء ويغريهن برغم سنه كما اعرف انه يختار عشيقاته من النساء
الشابات والمتزوجات .

يتجنب اتهامه بإغراء الفتيات الشابات على ماعتقد
إذن .عليك ان تعرف لم يجذبني ولالحظة. وليس بنيتي ان اكون عشيقته.ولا عشيقة أي
انسان اخر انا لااحبه واليوم هربت من مزرعته حتى لاامضي ليله اخرى معه تحت سقف منزل
واحد.وعدت كي اراك ارجوك ان تصدق ماقول.

اجابها جايسون بنبرة ساخرة :
وماذا بعد؟

وشعرت ديانا انها واحدة من الحشرات التي تحوم حول السياج قرب النافذة فهي غير قادرة
على عبور الحاجز

نظرت نحو الساحة وكانت الكنيسة مضاءة بالشموع وكان المنظر مؤثرا للغاية ,,,
فسألتة ديانا:
امازلت لاتصدقني ؟

لماذا يجب ان اصدقك ؟انت قادرة على الكذب مثل أي امرأة اخرى تنطقين بالكلمات بسهوله.

ووراء الكلمات الكبيرة فراغ كبير

مثلا غالبا ماقلت: احبك ياجايسون
. وعندما وجدت نفسك امام امتحان حقيقي كنت غير قادرة على مجابهة الوضع انك لم تحبيني ,,,

لم تحبي سوى فكرة ان تكوني زوجتي ,,
كنت فخورة بزوجك امام صديقاتك
توقف عن الكلام وكأنه شعر بالإشمئزاز وشعرت ديانا بالمرارة المتصاعدة من كلماته

اشعل جايسون سيجارة فبادرته ديانا:
لم تكن تدخن....

لم اكن ادخن عندما نكون معا ...
وانت استنتجت اني لا ادخن ابدا ..انت مخطئة في ذلك
وفي امور اخرى عديدة .اه, انت تعتقدين اني ادخن لانفس عن همومي,
او لانسى شيئا ما.
في كل حال انت لست مخطئة تماما .
اني فعلا احاول ان انسى امرا ما منذ بضعة شهور لكني لاادخن لهذا السبب .

ماذا تحاول ان تنسى ؟
امرأة كنت اعرفها

سالته ديانا من دون ان تجرؤ على النظر اليه:
وتدعى كارول؟

كارول ؟من هي؟
كانت مفاجأته صادقة .فاستعادت ديانا قليلا من الامل واضافت وهي تلهو بخاتمها :
انها المرأة التي قابلتها في باريس .لقد كتبت اليك وطلبت منك الحضور
سادت فترة من الصمت .ثم قال جايسون بهدوء :
كيف عرفت بذلك؟ لم اخبرك عنها .

عرفت ديانا ان ساعة الحقيقة دقت .في هذه الليلة ستتوضح الامور بينهما .وربماتمكنا
من التوصل الى قرار يتعلق بمستقبلهما ..

في اليوم الذي سافرت فيه الى هيوستن سقطت رسالة من جيب قميصك و..
قال جايسون بهدوء :
وقرأتها؟
نعم
بقي جايسون صامتا بعض الوقت ثم قال في حدة جعلتها ترتجف :
لماذا لم تخبريني بذلك قبل رحيلي؟
لان.............
..لاني اعتقدت انك ستغضب وتتهمني بالتجسس عليك..آه ,ياجايسون ,اتوسل اليك .اني
اسفة لانني قرأت محتويات الرسالة..
لكن يكفي ما قاسيت من عذاب .ارجوك لاتدعني اسقط في العذاب من جديد ,,,

وضع جايسون رأسه بين يديه:
يا الهي عندما افكر في الوقت الذي هدرناه....
توقف واخذ نفسا عميقا ونظر الى عينيها واضاف قائلا:
إذن هذا هو السبب الذي جعلك لا تصدقيني

هزت رأسها ايجابا كانت عاجزة عن الكلام وهو ينظر اليها كانه يرغب ان يصفعها
وجعلتني اعتقد ان السبب عائد لما قالته لك اونيس لانك تثقين بها اكثر من ثقتك بي

وانت ايضا لم تكن تثق بي
من قال لك ذلك؟ غير صحيح

انت..قلت ان زواجا كزواجنا يجب ان يستند على الثقة المتبادلة.لكن لو كنت تثق بي
فعلا لكنت اخبرتني من تكون كارول؟ ولماذا ذهبت اليها في باريس؟

تنهد جايسون بعمق وقال بصوت واضح :
حسنا ...لنبدأ من جديد

حسنا
وعرفت ديانا انها امام الفرصة المنتظرة وقالت :
ايمكنك ان تقول لي من هي.... كارول؟

ابنه خالي .هي من تكساس ,انها اصغر بنات خالي بيل ,عندما كنت اعيش معه كنا دائما
معا وكارول بالنسبه الي بمثابة اختي الصغيرة .

تنهد جايسون بعمق قبل ان يتابع:
انها تدرس في جامعة السوربون في باريس لنيل شهادة الدكتوراة في اللغات.ولهذا هي
تسكن العاصمة الفرنسية تريدين ان تعرفي لماذا ذهبت اليها؟

همست ديانا بخجل وعدم ارتياح:
اذا اردت ذلك فلا مانع ..
كانت تمر بوضع حساس.حدث لها شيء ولم تكن تريد ان يعرف احد .طلبت مني ان ازورها
.لانها كانت تعتبرني الانسان الوحيد الذي يمكنها ان تثق فيه.ومااستطعت ان اخذلها
وارفض طلبها .وكنت آمل ان تكوني متفهمة .

تردد قليلا ثم اضاف في صوت خفيض:
لم اكن اعرفك جيدا

ماذا يعني ذلك ؟ هل يعتذر منها لانه لم يثق بها تماما ليخبرها عن كارول؟

او حتى لو كان يعرفها جيدا لما وثق بها كما يجب ؟لم تفهم ديانا جيدا ماذا يقصد.
لكنها قررت ان تطلب منه ان يغفر لها الغلطة التي ارتكبتها .

وانا ايضا .لم اعرفك جيدا.. والا لما تصرفت هكذا...
توقفت عن الكلام اذ اغرورقت عيناها بالدموع كل هذه الاشهر الماضية التي افسدتها
اسباب سخيفة من سوء التفاهم والكبرياء العنيد. ثم تابعت وهي تمسح دموعها:
اين كارول الآن ؟

في تكساس, عند اهلها. وحسب رسالتها الاخيرة ,فالطفل بصحة جيدة.
قالت ديانا بتعجب:
الطفل؟

نعم هذه مشكلتها .اعتقد اني الآن قادر على شرح الامر لك.كانت كارول تحب رجلا
فرنسيا. وعندما اخبرته انها حامل .تركها كان متزوجا ولم يقل لها ذلك .
عندما بعثت لي الرسالة كانت في اشد حالات اليأس ,
تريد الأنتحار ,ليس لانها كانت حامل ,انما لان الرجل الذي احبته تخلى عنها .

اغمض جايسون عينيه وراح يمسح عن وجهه العرق المتصبب فلم تقل ديانا شيئا بل كانت
تنتظر ,اذ ادركت انه بات مستعدا لاطلاعها على كل اسراره .

هل تفهمين الآن لماذا لم اكن قادرا على ان اخبرك شيئا.
كانت المسألة مسألة ثقة بيني وبينها .

وجودي معها في باريس خفف من آلامها .وساعدها في ترتيب امورها وعودتها الى
تكساس.رافقتني الى المطار .كانت قد ارتاحت وشكرتني من كل قلبها .اعتقد في تلك
اللحظة بالذات شاهدتنا اونيس معا.

شعرت ديانا بالخجل والندم في آن.فقد اعتقدت ان جايسون ذهب الى باريس لانه على علاقة
عاطفيه مع فتاة تدعى كارول..ولم تكن تعرف ان كارول هذه ابنة خاله .التي كانت في
حالة يأس ساعدها جايسون في التخلص منها .

قالت ديانا وهي مازالت تبكي:
آه لو كنت عرفت الحقيقه قبل الآن..

وراحت تقول في نفسها :لقد ارتكبنا غلطة كبيرة لاننا لم نتبادل الثقة ودمرنا حبنا
هذا الحب الفتي .الطري الذي لم يسنح الوقت ليصبح حبا قويا واكيدا ..

في الخارج هبط الظلام والغرفة مضاءة فقط بالمصباح الكهربائي الصغير الموضوع على
الطاولة قرب السرير كانت ديانا جالسة على حافة السرير لايفصلهما سوى مسافة قصيرة
يكفي ان تمد ديانا يدها لتلمس قدميه وتداعبهما
شعرت بانها ستنجرف وراء احاسيسها ورغبتها فنهضت وتوجهت الى النافذة من جديد في
الخارج الهواء يصعب تنفسه من شدة ثقله والليل الاستوائي كثيف بحيث شعرت ديانا ان
جسمها يكاد ينهار.

قالت ديانا قاطعه حبل الصمت الثقيل:
لابد ان هناك احتفالا او عيدا في مكان ما

انهم عمال التنقيب لقد وجدو ا طبقة نفطية مهمه وهم يحتفلون بهذا الاكتشاف
الاتشعر برغبة في الالتحاق بهم ؟
اجابها بحدة :
لاارى أية مناسبة لاقامة مهرجان
الم تقل ان الابحاث نجحت ؟
من دون شك
فوجئت ديانا من عدم اهتمامه بالموضوع.لقد كانت تتصور ان عمله قبل كل شيء حتى قبل
زوجته

هل هذا يعني ان عملك في الاكوادور يوشك ان ينتهي
لاعرف شيئا
اجوبته المقتضبة بدأت تثير فيها الغضب لكنها تمالكت نفسها عرفت بعد هذه التجربة ان
اغضاب جايسون لايجدي وسألت :
اين قررت ان تكون رحلتك المقبلة؟
ظنت ديانا ان جوابه قد يكشف النقاب عن حقيقة عاطفته تجاه روزا.
الآن وقد عرفت من تكون كارول ,تريد ان تعرف هذه المرأة التي يحاول ان ينساها ,ربما تكون روزا.
اجابها جايسون :
اني انوي البقاء في الاكوادور اني احب البلاد واحب اهلها وكذلك فقد ولدت هنا وتوفي
والدي هنا ايضا.
اشعر بأن جذوري في هذه الارض .
وتذكرت ديانا انها سألت جايسون ما إذا كان ينوي ايجاد عمل مستقر
فاجابها :ليس الان.لست مستعدا لذلك بعد .
لكن في يوم
يوم من الايام. ربما ,, لكن ليس هنا , ليس في انكلترا

والآن.يبدو انه مستعدا لذلك لقد قرر البقاء هنا في هذا البلد الغريب .هل من اجل شخص
معين .هل لإنه يحب روزا؟

واضاف جايسون :
سأبقى في المؤسسة ذاتها
سألته ديانا:
أهذا هوالسبب الذي جعلك تفكر في شراء بيت في كيوتو؟

من قال لك ذلك؟ ألايمكن للإنسان في هذا البلد ان يحتفظ بشيء له
جيراد.صاحبة الفندق اخبرتني بذلك .وهي تعتقد انه لهذا السبب بالذت جئت الى هنا

اجابها بضحكة وقحة :
صحيح كنت افكر في شراء منزل لكن ذلك كان منذ مدة طويلة .

كنت افكر في مشاريع وهمية ! كنت احلم أن يكون لي منزل استقر فيه مع اولادي .

ومن كنت تريد اما لأولادك .روزا غييارمو؟

انتفض جايسون في غضب وامسك ذراعها وبسرعه وضعت ذراعها الاخرى فوق عينيها تفاديا
لأية صفعة
كلا ...كلا..لاتخافي .انا لااضرب النساء حتى لو كنت تستحقين ذلك .اذن لم يتغير شيء السنة الماضية كانت كارول في باريس وهذه السنه روزا في الاكوادور .
الفارق الوحيد هو انك لست بحاجه لاونيس لتلقنك دور المرأة الغيورة

كانت عيناه الزرقاوان تطلقان بريقا غريبا .ووجهه اصفر كالرخام وبدت قطرات العرق
تتصبب على جبينه .


تلعثمت ديانا وهي تقول :
جايسون ..انا اسفة..انا..ما..كان يجب ان اقول ماقلته

ولكنك قلته..الآن اعرف كيف تنظرين الي انت بالذات ولا احد سواك

لا, ,,,
لا,ليس انا.انها روزا .لقد امضت النهار كله وهي تخبرني عنك .
قالت لي انه جعلتك انسانا سعيدا.
وكانت تعزف لك على القيثارة وتأخذك في نزهات على ظهر الحمار.اني..اني
اكرهها ولهذا السبب لم ابقى في المزرعة .

قطب جبينه وعض على شفتيه وعرفت ديانا انها لمست الحقيقة.

وفجأة سألها جايسون ,في نبرة شبه هادئة:
ماذا قالت ايضا؟

طلبت منك ان تتزوجها ولم تكن تعرف انك رجل متزوج .فلم تخرها بذلك ولم تخبر احدابذلك
وان لاافهم لماذا؟

انتظرت من جايسون تفسيرا على ذلك لكنه اكتفى بهز كتفيه فتابعت تقول:
عندما عرفت من انا تصورت اني جئت الى الاكوادور لاطلب منك الطلاق

اذن .كوني صادقة مرة واحدة الم تفكري في الطلاق ؟

اعترفت ديانا نادمة :
بلى والمسئول عن ذلك شخص اخر
اونيس؟
نعم .وبول.

ضحك جايسون وقال آه ,آه,لااستغرب
لماذا,لماذا تقول هذا؟,ماذا تعرف ما لااعرفه؟

استدار ونظر اليها وجها لوجه.كان يبدو كانه ينظر الى فتاة صغيرة تحتاج بعض النصائح
مثل إبنه خاله كارول .
عندما استنجدت به ليساعدها .وشعرت ديانا فجأة بانه لم يكن
يتوجه الى زوجته بالحديث بل الى شقيقته الصغيرة اجاب قائلا:
اني اعرف اشياء كثيرة عنها .انت تعرفين اني اعرفها قبل ان التقي بك.اونيس وانا
خرجنا معا ,مرتين او ثلاث مرات وحضرنا بعض الحفلات الموسيقية .لكنها لم تكن تناسبني
.
وعرفت ديانا لماذا كانت اونيس تغار منها.اونيس تحب جايسون ! ولهذا هي حاقدة لأن
جايسون تزوج ديانا......منتديات ليلاس



"اما بول. فكان يفضل ان يتزوج ابنه مديرة.يعني انت
وهكذايؤمن مستقبله بمؤسسة متينه
.اي إنسان اخر كان قادرا على إدراك الأمر إلا انت ايتها الفتاة المسكينة البريئة" .
تنهد ورفع عن جبينه خصلة شعرة المتمردة واضاف:
الهذا السبب جئت؟
اما زال بول يريد ان يتزوجك ؟
وانت, هل ستتزوجين منه عندما تتخلصين مني؟

قالت ديانا بعنف:
قلت لك اني لم اكن على علم بوجودك هنا في الأكوادور
"لكن كريستوفر كان يعرف جيدا انني موجود هنا .الم تخبريه بمشاكلنا "
"اسمعني ياجايسون ,اقترح والدي ان امضي عطلتي برفقته .هل تحاول التخلص مني حتى
تتزوج من روزا ؟هي المرأة التي تحاول ان تنساها؟هل من اجلها فكرت بشراء منزل ؟"

حول جايسون نظرة عنها واتجه نحو الباب .ثم توقف وسألها :
إذا قلت لك نعم ,هذا مااريده .ماذا تفعلين ؟

وبدورها حولت نظرها عنه حتى لا يرى الحزن العميق في عينيها.
هاهي اللحظة التي كانت خائفة منها .حان الوقت لتتخذ اصعب قرار في حياتها .
كانت يداها ترتجفان وقلبها يخفقة بسرعه.
ثم راحت تنظر الى السماء المكثفة بالغيوم

سألها جايسون في صوت خفيف:
هل تحتاجين إلى كل هذا الوقت لتردي على سؤالي؟

"اني ..اني.. اوافق على الطلاق .حتى تتمكن من الزواج منها."
عم صمت متوتر والسماء تبرق والرعد يدوي

سألها جايسون:
"هكذا من دون تردد؟"
"نعم"

فقال بصوت حاد:
"انت حقا إنسانة شهمة وكريمة"
استدارت لتواجهه وجها لوجه .كان قريبا منها حتى كانت قادرة على ان تستنشق رائحة عرق
جسمه وتنفسه .
فلم يكن لديها سوى رغبة واحدة ،ان ترتمي بين ذراعيه وتضمه اليها بشدة

.لكنها تراجعت خطوة الى الوراء .
اكمل جايسون كلامه :
"مادمت سخية الليلة يمكنك ان تفعلي شيئا من اجلي "

"نعم .ماذا؟"
رجعت الى الوراء خطوة ثانية وهو يقترب منها من جديد فقالت بعصبية :
"والدي قال لي ان علينا ان نتناقش معا.وحسب رأيه انها الطريقة الوحيدة من اجل تسوية
الامور"
"والدك رجل عاقل. وانا سعيد لانه قرر ان يصطحبك معه ,لكن الكلام ليس وحدة وسيلة
التعبير "

وراح جايسون يداعب ذقنها بلطف .ثم امتدت اصابعه نحو عنقها .فشعرت ديانا بقشعريرة

تجتاز جسمها كله .احنت راسها وهمست :
"ماذا تريدني ان افعل؟"
"ماكنا نفعله عندما كنا معا .شيء انتظره منك. مادمت زوجك "

وبضغط خفيف على يدها جعلها تقترب منه لكنها وضعت يدها على صدره لتبعده عنها .
من المستحيل ان تجعله يلمسها ,بعدما طرحا موضوع الطلاق
وهمست بتصميم وعزم :
"لا,لا ,ياجايسون"
"لم لا؟مازلنا متزوجين .وما نفعله ليس ضد القانون ,انما العكس في كل حال نحن الآن
في بونو والليل عاصف..."

لا, لن تدعه ينام بقربها مادام لا يحبها .لم يفكر في شيء اخر منذ عرفته .
والليله بعدما عاد من الادغال يبحث عن شيء يلهو به وهاهي زوجته بقربه .في متناول يده.
قالت ديانا وهي تتخبط لتتخلص منه :
"لا"
لكنه ظل يشدها بين ذراعيه وحاول ان يعانقها لكنه ظلت تحاول التخلص منه .
"لا ارجوك .دعني هناك اشياء كثيرة يجب ان توضحها قبل ..آه يا جايسون ألا تفهم؟ اني
لا اقدر !لااقدر !"
اجابها بسخرية :
"صحيح ,في هذه الحالة يجب ان افكر في وسيلة لاقنعك بذلك.اليس كذلك؟

"اذا.اذا لجأت الى القوة فلن اسامحك ابدا "
وراح جايسون يهمس في اذنيها :
لكن يجب ان تعرفي .بعد كل ماحصل,لاأبالي اذاسامحتني او لم تسامحيني"
قررت ديانا الإستسلام له في البداية لتجد مناسبة للإفلات منه .ظلت تضربه على كتفيه
وتدير وجهها عن وجهه لكن دون جدوى .

ولم يسمعا صوت المطر الذي كان يقصف سقف الشرفة .كانا منجرفين في سيل حبهما ,
حتى انهما نسيا مايجري في العالم الخارجي .
وبعد هدوء العاصفة .شعرت ديانا بجوع يمزق معدتها فسألها جايسون :
"اني اسمع ضجة غريبة"

"انها معدتي .اني جائعة فلم اتناول الغداء "
"لماذا؟"
كانت ديانا تنظر اليه بعينين مليئتين بالنعاس ,كانت جلدته السمراء تلمع تحت ضوء
القنديل ,وجسمه كان يشبه جسم رجل رياضي .

وراحت ديانا تخبره عن هروبها من المزرعة.وكان هو يداعب ذراعها وفي الوقت نفسه يصغي
الى ماكانت تقوله .وبعد ان انهت قصتها قهقه جايسون وقال :
"لابد ان لويس غييارمو فقد عقله !انه يبحث عنك في كل مكان .من دون ادنى شك."
"ربما يجب ان نتصل به هاتفيا ونخبره اني هنا بالفندق واني على مايرام "

اجابها جايسون وهو يتجه نحو الباب :
"كلا, دعيه يقلق .ماحدث يجب ان يكون درسا له"

سألته ديانا خائفة :
"الى اين انت ذاهب؟"

ضحك بسخرية:
سأجلب لك شيئا تأكلينه ,لإسكات معدتك .وانا ايضا جائع.لا تخافي .
اني عائد.

فلم ينته الليل بعد........."

 
 

 

عرض البوم صور lona-k   رد مع اقتباس
قديم 04-10-08, 07:41 AM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Feb 2008
العضوية: 65483
المشاركات: 367
الجنس أنثى
معدل التقييم: lona-k عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 93

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
lona-k غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : lona-k المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

7-الوجه الآخر لسيد المزرعة

اطلقت ديانا زفرة واستيقظت من دون أن تفتح عينيها مدت قدميها وشعرت بالصفاء والاسترخاء والسعادة 00 حاولت إطالة هذا الإحساس وابتسمت لنفسها عندما تذكرت سبب هذه السعادة 0
مدت يدها في اتجاه جايسون وهي مازالت مغمضة العينين 0 لكنه لم يكن قربها 0 وللحال فتحت عينيها وانتصبت واقفة 0 لقد رحل0
أصيبت بصدمة وهبطت من سريرها وراحت تفتش عن أغراض جايسون - لا شيء0 كلها اختفت 0 إذا فقد غادرها بصورة نهائية 0 وراحت تبحث في كل أنحاء الغرفة علها تجد رسالة منه لكن عبثا0 اطلقت زفرة مرة وراحت تجر قدميها حتى وصلت إلى السرير وسقطت فيه وتقوقعت تحت الدثار0
وكما قال جايسون مساء أمس لا شيء تغير كما في الماضي علاقتهما تتجدد بليله واحدة أو أكثر, ثم يليها الأختفاء المفاجئ0 ويتم كل شيء قانونيا, فهناك عقد زواج طبقا للأصول 0 وهذا يعني إن ما حلمت به بأنهما توصلا أخيرا إلى الاقتناع بضرورة إقامة زواج حقيقي, لن يتحقق0
إن رحيل جايسون المفاجئ دمر كل امنياتها وأحلامها 0 لو كان يحبها فعلا لطلب منها أن ترافقه لماذا لم يقل لها أنه مضطر إلى الذهاب غدا صباحا؟ أو على الأقل لماذا لم يترك لها رسالة يشرح فيها إين سيكون؟
لقد رحل0 وليس في ذهنها أي فكرة عن إمكان العثور عليه أو متى سيعود0 وهل هو عائد؟
إنها تحبه0 وهي متأكده أنها لن تحب رجلا غيره حتى لو تخلى عنها0
ولذلك تشعر الآن بالغيرة تنهشها0 لم تعد تغار من كارول 0 بعد أن عرفت من تكون بل هي تود أنت تتعرف إليها وعلي ولدها0
تتمنى أن يكون لها ولد من جايسون0 !
تذكر ت ديانا فجأة ردت فعل جايسون عندما لفظت اسم روزا 0 غضب 00لماذا غضب؟ هل لأنه يحب هذه الفتاة صغيرة ؟
لم تعرف حتى الآن ما إذا كان جايسون يريد الطلاق منها ليتزوج روزا 0
هذا هو جايسون0 إنسان حر0 يتحكم بنفسه تتعذر السيطرة عليه وهي تحبه هكذا لو كان إنسانا مختلفا لما احبته تخاف أن تخسره إلى الأبد0
أحست ديانا بالجوع فنهضت من سريرها وأرتدت الفستان الذي أرتدته أمس بعدما غسلته 0 إنه فستان الوحيد الذي تملكه هنا في بونو 0 فكل ما تبقى موجود في المزرعة وفي منزل ماريا في كيتو 0
وتذكرت ديانا لويس غييارمو لا شك إنه حانق خائف معا 0 كان يجب على جايسون أن يعلمه بأمر عودتها 0 لماذا رفض لابد إنه لا يحب لويس بسبب غامض 0
نزلت ديانا الطابق الأرضي والتقت وجها لوجه صاحبة الفندق0 فوجئت جيردا عندما رأتها وقالت :
- يا إلهي 0أنت هنا؟

- نعم عدت البارحة بعد الظهر0 ألم يقل لك جايسون اني عدت ؟
- لم اره 0
- لم تره صباح اليوم0
- لا 0لكن أعرف إنه سيغادر الفندق اليوم0 اذ سدد الفاتورة البارحة 0 كما دفع عنك مسبقا ليلتين إضافيتين هل هذا يناسبك ياسيدة كلارك؟
- اوه 00نعم نعم أعتقد ذلك0
لم تفهم ديانا شيئا لماذا لم يطلعها جايسون على هذه الأمور؟
وأكثر من أي وقت آخر تأكدت ديانا إنه قرر التخلي عنها إلى الأبد0
أضافت جيردا تقول :
- لكن لم أفهم 0 جاء السيد لويس غييارمو بنفسه منذ بضع دقائق ليسأل إذا كنت هنا0 قلت له أنك مازلت في المزرعة فبدا عليه الانزعاج 0 ماذا فعلتي له حتى صار في هذه الحالة0؟
- أين هو الآن؟
- في المستشفى ذهب ليبلغ والدك أنك اختفيت , وإنك لا شك ضائعة في الأدغال التي تحيط بالمزرعة 0
- آه 0لا 0
اسرعت ديانا نحو الباب فنادتها جيردا:
- إلى أين أنت ذاهبة ؟ يجب أن تخبريني ربما جاء أحد يسأل عنك ويجب أن أعرف أين سيجدك
- في المستشفى0
أسرعت قدر الإمكان لكن الطريق كان مستنقعا حقيقيا 0 وكأنت ديانا تتعثر في الماء الموحلة 0 لكنها لم تبال تريد أن تصل إلى المستشفى قبل أن يتبلغ والدها نبأ اختفاءها0
أمام المستشفى شاهدت سيارة الكاديلاك وأمامها يقف جوزيه ويصفر 0 فلم يرها تدخل0
سمعت أصوات شجار باللغة الإسبانية 0 وشاهدت لويس غييارمو يتناقش مع ممرضة مختصة في قاعة الانتظار ويلوح بيديه , ولما سمع صوت ألباب التفت إلى الوراء ذهل وحملق فيها وقال:
- يا إلهي هل أنت ديانا حقا لست مصابة بشيء ما؟
- إني على ما يرام0
- أين كنت ؟ كيف وصلت إلى هنا؟ يا إلهي لم ما امضي ليلة بيضاء كهذه من قبل 0 حتى ليلة ولدت روزا 0 لقد اعتقدت أنك ضعت في الغابة0وكنت أتساءل كيف سأخبر والدك وجايسون بالأمر0
- إني آسفة يا سيدي لكني لم أقدر أن أبقى في مزرعتك بعد المعلومات التي أطلعتني عليها روزا0
- روزا ؟ ذهبت بسببها؟ لكني لا أفهم فهي خائفة جدا من أن تكوني ضعت في الأدغال0 عندما اكتشفت أنك لم تكوني في المنزل0 يجب أن تخبريني ماذا قالت لك؟
- ألقى لويس نظرة إلى الممرضة التي كانت تراقبهما بفضول0
- حاولت أن أرى والدك لكن هذه الممرضة رفضت أن تدعني أدخل0 ألظاهر أن مواعيد الزيارات لم تحن بعد 0 ما هذا النظام غير المعقول؟ لا يمكننا أن نستمر في الحديث هنا0 تعالي إلى السيارة 0
- شرط أن تعدني, ألا تخطفني0
قال في دهشة:
- أنا؟ لن اخطفك لأي سبب كان 0 يا سيدتي0 خاصة بعدما عرفتك انت إنسانة متعبة وكذلك هذه الأمور لم تعد تهمني لو كنت أصغر بعشرين سنة لكان الأمر مختلفا 0 لكن اليوم أفضل حياة هادئة 0تعالي لنخرج0
قال ديانا وهي تتبعه:
- لم أتناول بعد فطور الصباح ما رأيك لو نذهب إلى الفندق أعتقد أن لا مانع لديك0 يمكننا هناك أن نتحدث0 بينما أستعيد قواي من جديد 0 ويمكنك أن تأخذ معي فنجان القهوة0
أجابها مبديا استياءه:
- إني أعرف أماكن أفضل من تلك لتناول القهوة لكنني ارافقك عن طيبة خاطر0
وفي الفندق لم تكن زيارة سيد السكر خفية من دون أن يلاحظه أحد0 وكانت السيدة جيردا 0 صاحبة الفندق فرحة بوجوده في مقهى الفندق , وتصر على معرفة رأي زبونها في نوعية القهوة التي قدمتها إليه0 أما هو فكان غاضبا فأجابها بنبرة خاطفة:
- نعم نعم يا سيدتي إن القهوة لذيذة الطعم 0 أما الآن فأرجوك ان تتركينا 0
وما أن خرجت جيردا من غرفة الطعام حتى انحنى لويس نحو ديانا وسألها:
- والآن يا ديانا أرجوك أخبريني كل شيء لماذا تركت المزرعة؟
وكيف تمكنت من الوصول إلى بونو؟
وفضلت ديانا الا تخبره عن تصرف روزا واكتفت بأن أطلعته على تفاصيل هربها0....منتديات ليلاس


فكان يراقبها وهي تتكلم وكانت انفعالاته تتراوح بين المفاجئة والتمتع والانزعاج 0 وما أن انتهت من روايتها حتى قال:
:
- يا للهول لماذا خفت ان تطلبي مني اعادتك إلى بونو , يجب أن تخبريني ما كانت روزا تلمح إليه بالفعل 0 وسأعاقبها اذ كانت مذنبة 0
أجابت ديانا متعجبة :
- لا أرجوك لا تفعل ذلك0 لن أخبرك شيئا إذا كنت تنوي أن تعاقبها 0 لم تكن لطيفة معي0 لكن كانت لديها مبرراتها0 لقد شوشتها في السهره وهي لم تخرج بعد من توترها0
- إنني معجب بإرادتك يا ديانا 0 لكن إذا كنت مصره على لا تخبرينني شيئا سأضطر إلى ان اعاقب روزا0 آلا ترين إن ذلك غير عادل0 هيا قولي كل شيء0
شعرت ديانا أنه تغلب عليها بحجتة هذه 0 فراحت تخبره كل ما قالته روزا خلال النزهة0 واحمر وجهها عندما اضطرت إلى أن تشرح له ما قالته روزا من أنها اختارها لتصبح عشيقته الجديدة0 فابتسم في هزء وقال:
- إن الصوره التي ترسمينها عني ليست مديحا00 لا 0لا 0 أرجوك لا تعتذري0 إن ذلك يريحني أن أرى نفسي من خلال عينيك0
ويمكنني القول أن فكرة روزا ذكية جدا0 وذلك باستغلال سمعتي السيئة تجاه النساء لتحصل منك على ماتريده 0لكنها لم تكن تعرف مدى شجاعتك وعزمك 0
كما أنها لم تكن تعرف السبب الحقيقي الذي من آجل دعوتك للمجيء إلى المزرعة0
فسألته ديان للحال:
- وما هو السبب؟
- كنت أريد أن أصدمها حين أجعلها تتعرف إلى زوجة جايسون, زوجته الشرعيه التي لم يخبرها جايسون عنها0 وكنت آمل بذلك أن ابرهن لها أن جايسون كذب عليها0 بعدم إخبارها الحقيقة 0 في الواقع كنت أود أن أشوه صورة جايسون في عينيها0 حتى تكف عن حبه0
- لكن لا أفهم لقد شرحت لي بنفسك ماذا علي أن أفعل حتى يصبح زواج روزا من جايسون ممكنا0
أجابها وهو مقطب الحاجبين :
- متى قلت لك ذلك؟
- عندما كنا نتناول القهوة في غرفة الاستقبال0 قلت لي أنه إذا تم طلاق بيني وبين جايسون سيصبح ممكنا زواج روزا منه 0
- آه صحيح , لقد تذكرت 0 لكنك لم تفهمي ما كنت اقصد 0 كنت اريد فقط معرفة ما اذا كنت تنوين الطلاق 0 كنت اريد معرفة حقيقة عواطفك تجاه زوجك 0 وكل ما فهمت هو انك تحبينه 0 وفجأة ومن دون ان اعرف السبب خرجت وتوجهت الى غرفتك 0 قررت ان اتبعك حتى نتابع حديثنا , لكن قلت لنفسي ليس ثمة سبب للعجلة يمكننا متابعة الحديث في الغد , بعد ان اعود من بونو 0
توقف عن الحديث منتظرا منها ان تجيبه 0 لكن ديانا شعرت بحيرة تجاه موقفه غير المنتظر ,ولم تعرف ما تقوله فتابع لويس حديثه قائلا :
- لقد ارتكبت غلطة واحدة اني نسيت اعتبار غيرة فتاة شابة ذات مزاج حار0 أعني بذلك روزا 0 كانت ردة فعلها عنيفة 0 وبالتالي كانت ردة فعلك انت عنيفة ايضا 0 اني الآن اتصور ما حدث بينكما 0 مثل هرتين غاضبتين ! وانني نادم لأنني لم اكن موجودا لأرى ذلك المشهد 0 لابد انه كان مشهدا رائعا 0
كانت وقاحته تثير في ديانا ثورة خافية وشعرت بعدم قدرتها على الرد عليه0 لكنها أدركت أن شرحه لا يشوبه أي خطأ, كيف اعتقدت إنه دعاها إلى المزرعة من آجل اغرائها 0؟
سألها لويس وهو يراقب عينيها الثاقبتين :
- آلا تصدقينني؟
- اود أن أصدقك لكن ذلك صعب علي0 بعد الذي جرى في السيارة0
- نعم ,بكل تأكيد00 كيف أجيبك؟ نحن الأكوادوريون شعب كريم0 وحار0 هل تتفقين معي؟
- نعم0
تابع لويس حديثه وهو يضع يده على قلبه:
- إننا نشعر بالأشياء بكل قواها0 كما أننا نظهر عواطفنا امام الآخرين0 يا ديانا 0 كنت اعرف أنك إنسانه حزينة وتعيسة 0 لقد أخبرتني شقيقتي مشاكلك مع جايسون 0 وكنت أريد أن أهون عليك الأمور واقوي عزيمتك 0 هذا كل شيء هل تصدقينني الآن؟
- إذا كان كل ما تقوله صحيحا فلا بد أنك تصورت انني إنسانه ساذجة0 بعد هذا الهروب الأحمق0
- لا 0 لم اتصورك إنسانه ساذجة0 بل ربما إنسانه متوترة لكنك لا شك نسانه حساسة ومن السهل معرفة ذلك0 قولي هل كان جايسون موجودا في الفندق لدى عودتك ؟
- نعم 0
- أود أن آراه0- هذا مستحيل فقد رحل من جديد0
- بهذه السرعة إنه إنسان غريب الأطوار يا للأسف 0 علي أن أذهب الآن هل بإمكاني أن أفعل شيئا لك أو لوالدك؟
- لقد تركت حقيبتي في المزرعة, هل يمكنك أن تعيدها الي ؟
- بالطبع سيهتم بذلك السائق نفسه0 سيتعجب كثيرا عندما يعرف بأية طريقة عدت إلى بونو 0 إنه ليس فقط سائقي , بل مرافقي أيضا وارتكب غلطة مهنية كبيرة0 إذا نسى أن يفتش السيارة قبل الرحيل0
صرخت ديانا :
- أمل الآ تعاقبه !
- هذا رهن الظروف 0 إني ادفع له معاشا من آجل أن يؤمن لي الطمأنينة0 والأمن الشخصي0 إذا وجدت عقابة عادلا فلن أتأخر عن ذلك0 الى اللقاء يا ديانا 0
وأجابت وقد ارتاحت لقراره بالانصراف:
- إلى اللقاء يا سيدي0
لم تكن ديانا متأكدة تماما إنه أخبرها الحقيقة0 لكنها فهمت إنه صارم0 يجد لذة في تحريك الآخرين0 وقد ارتكبت روزا غلطة كبرى 0 لأنها وقعت في غرام رجل, غير الرجل الذي اختاره لها والدها0 ولذلك فلم يسامحها 0
وراحت ديانا تقارن بين والدها ولويس 0 لاحظت فرقا شاسعا بين تصرفات الرجلين0 وتبين لها أن والدها رجل متسامح لم يمنعها مرة من أن تفعل ما تريده0 وعندما قررت أن تتزوج من جايسون ساورته الشكوك لسرعة الأحداث المتتالية0 لكنه وافق على هذا الزواج وباركه 0 والآن على طريقته الخاصة 0 ومن دون أن يفرض رأيه 0 كان يفعل كل ما في وسعه للحفاظ على هذا الزواج0
عادت ديانا إلى المستشفى0 كان والدها يتمشى داخل غرفته 0 ذهابا وإيابا 0 يمرن عضلاته 0 التي أصبحت مترهلة بسبب بقاءه مدة طويلة في السرير 0 وهذا يدل على أن صحته تحسنت0 فلما رآها قال متعجبا:
- ديانا ! لم أكن أنتظر مجيئك قبل نهار الغد0
- لقد00 لقد عدت البارحة0
فضلت ألا تخبره عن هربها من المزرعة0 ربما اعتبرها عملية وقحة وسوء تصرف من جانبها تجاه صاحب المزرعة0
ثم تابعت تقول:
- إني سعيدة لرؤيتك تمشي0
أجابها مبتسما:
- إني أستعد للرحيل0 سأتعرض إلى كشف طبي آخر في كيتو 0 وسأزور طبيبي لدى عودتي إلى لندن 0 في إمكاني الذهب غدا 0 لكن لم أكن أنتظر منك أن تعودي بهذه السرعة 0 ما جرى ؟الم تعجبك إقامتك في المزرعة0؟
- كلا0 ليس هذا بالطبع كنت أريد رؤيه جايسون
0
- هل رأيته من جديد؟
- نعم 0
- حسنا 0 زارني بعد الظهر أمس0 وقد حجز لي مقعدا في الطائرة للعودة0
إني مدين له بالكثير بعد هذا الحادث0 وشكرته على كل ما فعله من اجلي 0
رمقها بنظرة وأكمل قائلا :
- كان يبدو منزعجا بسبب زيارتك لمزرعة لويس غييارمو 0 الظاهر أن لويس يحب النساء0 الهذا السبب تركت المزرعة بهذه السرعة؟
- إنه أحد الأسباب0
- أفهم 0 هل سنحت لك الفرصة للتكلم مع جايسون؟ هلهناك امرأة أخرى؟
- نعم 00لقد 00 لقد اقترحت عليه الطلاق إذا أراد إن يتزوجها 0
- وماذا كان جوابه؟
- إن ذلك كرم من جانبي و00
توقفت ديانا فجأة وتذكرت ماذا جرى بعد ذلك0
- و00 هل اقتنع بضرورة الطلاق؟
- لا أعرف, لم يقل لي شيئا0 والآن ذهب من جديد0 الا تعرف إلى أين ذهب؟
- الى كيتو على ما أعتقد0 عليه أن يقدم تقريرا حول طبقة النفط التي وجدها أخيرا0 إنه منهمك جدا في هذه الفترة0 يجب ألا تدهشي إذا بدا عليه الشرود, إذا لم تقرر شيئا بشأن الطلاق؟
- كلا 0
- ومن هي تلك المرأة اتعرفينها؟
- اني 00اعتقد انها روزا غييارمو 0
- لهذا السبب غادرت المزرعة أليس كذلك؟
- نعم سبب من ألأسباب0
- لكنك تقولين إنك تعتقدين إن تلك المرأة هي روزا غييارمو , ألست متأكده من ذلك؟

- كل ما اعرفه هو أن هناك أمرأة أخرى , وان روزا مغرمة به 0
أجابها كريستوفر بهدوء:
- لا يعني أن جايسون مغرم بها0
- أعرف لكن لا آرى من تكون تلك المرأة قال لي جايسون أنه أمضى شهور عديدة يحاول نسيانها 0
- لكن لم يقل لك من تكون؟
- لا0
- في هذه الأحوال إنك لا تعرفين شيئا0 إنك تتخيلين فقط 0
تنهد وأضاف :
- يبدو أنك لم تصلي إلى نقطة عميقة في مناقشاتك معه 0
- لكن جايسون يكتفي دائما بالتلميح لا يحب أن يتكلم عن نفسه0
- نعم 0 لاحظت ذلك, قولي ألم يخطر لك أن تسألي نفسك إذا كانت المرأة التي يحاول جايسون أن ينساها منذ شهور عديدة ربما تكون أنت؟
- انا ؟
- نعم0 بالطبع أنت زوجته المرأة التي تزوجها وهو يعرفها معرفة سطحية0 والتي أساءت إليه مرتين000
قالت وهي على وشك البكاء:
- لم أكن أريد أن اؤذيه لم أكن أعرف إنه رجل حساس لهذه الدرجة0
- نعم 0 لا شك إنه يخفي انفعالاته 0 لكن ألا تعرفين يا ديانا أنك آذيت الرجل الذي تحبين والذي يحبك0
سألت ديانا في استغراب :
- جايسون يحبني ؟
- لنقل إنه كان يحبك 0 والذي يشعره تجاهك اليوم 0 شيئا آخر أني آمل أن تنجحي في الاتفاق معه0 بطريقة أو بأخرى قبل عودتنا إلى أنكلترا 0 أي بعد 4 إيام0
قالت مستغربة:
- لكني لا أعرف إذا كان سأراه حتى ذلك الوقت0 لو اراد أن يراني لكان قال لي أين ذهب 0 لو ترك لي رسالة على الأقل0

- ليس هذا ضروريا0 ربما لم يتسنى له الوقت للكتابة0 ربما لم يجد ورقة أو قلما 0 هناك أسباب عدة بسيطة0 يا حبيبتي0 وإذا واصلت التفكير هكذا بالنسبة إلى أمور تافهة 0 فلن تكون سعيدة أبدا مع رجل مثل جايسون 0 يجب أن تعتادي أن تحبيه كما هو 0 وأن تثقي به 0 إنه يعرف أنك ستصبحين في كيتو 0
بعد غد , ويعرف أيضا أننا سنعود إلى لندن بعد 4 ايام 0
شكرت ديانا والدها بحرارة للنصائح الجيدة التي قدمها لها وودعته وتوجهت فورا الى الفندق 0
ولدى وصولها فوجئت عندما علمت إن رسالة تنتظرها0 وجاء فيها إنه إذا أراد يمكنهما هي ووالدها أن يسافرا في الغد الى كيتو 0اي من بعد غد 0 وإن أماكنهما محجوزة في الطائرة 0 فرحت ديانا لهذا التغيير وعادت الى المستشفى لتطلع والدها على الخبر0
قال لها والدها:
- هذا التغيير سببه جايسون 0 بكل تأكيد0 بعد أن عرف أنك عدت من المزرعة0 فهم اني لم اعد أرغب في أن أضيع وقتي هنا في بونو 0
في الصباح الغد ودعت ديانا جيردا التي كانت منفعلة لدى رؤيتها تغادر الفندق0 وكانت المدينة الصغيرة ملبدة بالغيوم , ورذاذ المطر يتساقط باستمرار 0 والطرقات تشبه جداول صغيرة0
عندما أقلعت الطائرة عرفت ديانا أنها لن تنسى أبدا تلك المدينة الصغيرة على حافة الأدغال0 بونو 0 وستبقى في ذاكرتها الحرارة المرتفعة ونعيق الضفادع 0 والمزروعات الخضراء0 وصورة جايسون عندما كان عشيقها ذات ليلة عاصفة0
كانت الطائرة تحلق فوق وادي نهر نابو 0 ثم ترتفع لتمر فوق سلسلة من الجبال0 كان الهواء يخفي شيئا فشيئا داخل الطائرة0 وكانت ديانا ترى أمام عينيها نقاط سوداء تتراقص0 ولعدة دقائق كان من الصعب التنفس0 ثم اتجهت الطائرة نزولا صوب كيتو حتى هبطت في المطار 0
وتبين لديانا أن والدها لم يتألم أبدا خلال الطيران 0 وتوجها نحو باحة المطار الصغيرة وبدأ قلب ديانا ينبض بسرعة كثيرة0
ربما يكون جايسون هناك في انتظارها0
هذا يعني إنه مازال يحبها وان الطلاق لن يتم0
وبضحكتها الواسعة كانت ماريا سواريز في استقبالهما0 يرافقها سانشو 0 راح الجميع يتبادلون القبلات 0 وحاولت ديانا أخفاء خيبة أملها وتصنعت الأبتسام0 لكن شيئا في داخلها كان قد تحطم0 لأنها لم تجد جايسون في استقبالهما كما توقعت وكما كانت تتمنى0

 
 

 

عرض البوم صور lona-k   رد مع اقتباس
قديم 04-10-08, 07:46 AM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Feb 2008
العضوية: 65483
المشاركات: 367
الجنس أنثى
معدل التقييم: lona-k عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 93

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
lona-k غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : lona-k المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

8- الخروج من الجحيم!


من بعيد كانت المدينة تلمع تحت أشعة الشمس وتبرز خضرة الجبال المحيطة0 وكانت قمة البركان المنتصب تشبه هرما بلوريا 0 والسيارة التي تقل ديانا تقترب من كيتو 0 وهكذا يشرف يومها الأخير في الأكوادور على الانتهاء0 إلا إذا حدث شيء غريب0 هذا ممكن في هذه البلاد الساحرة0 غدا إذا عليها أن تعود مع والدها إلى أنكلترا0
اطلقت ديانا زفرة عميقة من دون انتباه 0 فسألتها ماريا سواريز الجالسة بقربها وهي تربت على كتفها:
- هل أنت متعبة يا عزيزتي إنني لا أستغرب أن تكون فعلا متعبة0 لقد استيقظنا جميعا قبل الفجر0 لكن هذا أمر له قيمته , أليس كذلك؟ حسب رأيي أن سوق اوتافالو هي من أجمل الأسواق في البلد وأكثرها تنوعا في الألوان0
استأجرت ديانا وماريا سيارة مع سائقها للتوجه إلى اوتافالو , وهي مدينة صغيرة تقع على بعد كيلومتر شمالي كيتو 0....منتديات ليلاس


أجابتها ديانا:
- نعم لا شك أن رؤية هذه السوق امر ممتع0
وبالفعل كانت ديانا مسحورة بهذا السوق الهندية , لكن منذ وصولها إلى كيتو مساء أمس وهي ما تزال تشعر بالتعب بصورة مستمرة0 كانت تعرف أن انعدام حيويتها ناتج من تنقلاتها العديدة في البلاد ومن التغيرات المفاجئة في الارتفاع0
لكنها في أعماقها كانت تعرف أن السبب الحقيقي لهذا الإرهاق ليس سوى غياب جايسون 0 إنها تعرف جيدا ذلك الإحساس لقد سبق وشعرت به من قبل لكن هذه المرة كان شعورها أسوأ بكثير التعب لم يخف ولا لحظة واحدة 0 حتى إنه ازداد منذ هبوطها من الطائرة , عندما لاحظت غياب جايسون الذي كانت تتوقع أن يكون في انتظارها في مطار كيتو 0
كانت متأكدة أنها لن تراه بعد الآن 0 وازداد تأكدها من سكوت ماريا وعدم طرحها أي سؤال حول جايسون 0 كأن الجميع بمن فيهم والدها بالذات يحيكون مؤامرة صمت أو كأن شيئا يحدث سرا0
كانت ترغب في أن تسأل ماريا إذا كانت قد شهدت زوجها0 لكنها كانت تخاف أن تعلم أشياء جديدة تزيد من عذابها 0 فهي لا تريد أن تستمر في العذاب بعد الآن0
فرحت لأقتراح ماريا القيام بهذه الجولة في مدينة اوتافالو وزيارة السوق هنأك0 أتاحت لها هذه المناسبة أن تتسلى وتلهو , إذ هي في حاجة إلى ذلك أكثر من أي شيء آخر في الوقت الحاضر0
قالت ديانا اخيرا لماريا :
- لقد أحببت الألوان والحركة: السراويل البيضاء ومعاطف البونشو المختلفة الألوان0 إن النساء جميلات ومتألقات0 حتى لو كن جالسات أرضا حافيات القدمين0
- نعم أن هؤلاء الهنود ينتمون إلى قبيلة الاينكاس يملكون أراضيهم ومنازلهم 0 يزرعون الأرض بآليات خشبية0 يربون الحيوانات ويصنعون الخزف0 إنهم شعب موهوب وفريد من نوعه0
واضافت ديانا تقول :
- كما أن ضفاف البحيرة جميلة جدا وما اسم البركان ؟
- تونغوراغا 0
- اوتافالو مختلفة جدا عن بونو 0 برغم كونهما ينتميان إلى البلاد نفسها0
- هذه هي الأكوادور, بلاد صغيرة حيث الطقس يختلف من مكان الى آخرو البرد القطبي , والحر الاهب , في الأدغال0 هل كانت زيارتك لمزرعة أخي لويس موفقة؟
أجابت ديانا في اختصار خشية أن تزعج ماريا :
- نعم 0
- كيف وجدت روزا ؟ إنها فتاة رائعه أليس كذلك؟ قريبا ستتزوج ارتورو غوميز الذي يملك والد حقول الموز قرب غواياكيل 0 وسيكون زواجهما حدثا شعبيا لهذه السنة0
- أرجو أن تكون سعيدة0
- أنا متأكدة من ذلك كانت في فترة ما مغرمة بجايسون أو بالأحرى كانت تعتقد ذلك 0 اما جايسون فقد تصرف في شهامة وبرهن عن أصالته ورحل عندما عرف بذلك0
تنهدت ماريا ثم أضافت :
- في مثل سنها لا يمكن أن تكون الأمور جدية0 سوف تنسى بسهولة متى يعود ارتورو إني متأكده تماما من ذلك0
القت ديانا نظرة خاطفة إلى صديقتها التي كانت تبدو كأنها قد تكلمت مع أخيها حديثا 0 وفي ذلك الوقت وصلت السيارة أمام أحد المنازل وتوقفت0
قالت ماريا مبتسمة :
- فكرت أنه يسرك أنت تتعرفي إلى صديقتي كارلوتا ديل بونتي للأسف توفي زوجها منذ شهرين وتركها مع ولدين صغيرين هل يزعج لو قمنا بزيارة خاطفة لتلك الأرملة؟
- أبدا , بالعكس0
بالنسبة إلى ديانا كل شيء جديد يكون أفضل من العودة إلى منزل سواريز وإلى المعاناة من جراء تفكيرها المستمر بجايسون 0
كان المنزل يشبه منزل ماريا لكنه أصغر : ساحة في الوسط مزروعة بأشجار النخيل وأشجار الليمون وغيرها من الحمضيات والجدران مطلية بالكلس الأبيض فيها نوافذ ضيقة عديدة0
ظهرت كارلوتا ديل بونتي على عتبة الباب امرأة جميلة في 30 من عمرها ذات عينين حزينتين 0
استقبلت ماريا بترحاب وعرفتها بابنتيها 0ريتا وريجينا 0
في قاعة الاستقبال جلست آلنساء الثلاث يرتشفن الشاي ويتذكرن اوتافالو وبونو وزواج روزا وانكلترا 0 كارلوتا تتكلم الانكليزية بصعوبة وماريا بطبيعتها المحببة ومزاجها الرفيع كانت تقوم بدور الترجمة 0
بعد ذلك خرجت النساء إلى الحديقة المليئة بالأزهار المختلفة الألوان0 كانت الفتاتان ريتا وريجينا تلعبان وتختبئان وراء الأشجار الضخمة 0والعصافير التي تحلق بين الأغصان وتزقزق 0
كانت ديانا تشعر بإحساس جميل لوجودها في الحديقة وتمنت لو إنه كان في وسعها أن تبقى هنا إلى مالا نهاية0 لكن ماريا كانت مصرة على أن تريها بقية المنزل 0
فقالت لها:
- تعالي سآخذك لأريك منزلي وما حوله 0 لكن أنت شاحبة يا عزيزتي0 هل تعانين من دوار بسبب الارتفاع0؟
- ربما لكن هذا لا يمنعني من رؤية ما تبقى من المنزل0
في الطابق الأسفل غرفة استقبال حيث تناولت الشاي , ثم غرفة الطعام ومطبخ مجهز, اما الطابق الأول فيتآلف من 4 غرف نوم وحمام وشرفات تطل على ساحة المنزل0 ودرج لولبي يصل الطابق الأرضي بالطابق الأول0
قالت ماريا :
- مسكينة كارلوتا 0 انها حزينة وتعيسة منذ وفاة زوجها 0
- كيف توفي ؟
- من جراء هزة ارضية 0
- هزة ارضية ؟
- نعم احيانا تحصل هزات ارضيه هنا 0 بعضها قوية والبعض الآخر عادية 0 زوجها يعمل لحساب الحكومة ولدى حدوث الارتجاج الأول ذهب يتفقد أهمية الأضرار 0 ولما حدث الأرتجاج الثاني تهدم البناء الذي كان فيه 0 يالفظاعة الحادث 0
فجأة اقتربت ديانا من احدى النوافذ 0 حركة في ساحة المنزل لفتت نظرها 0 شاهدت رجلا يدخل 0 كان شعره أشقر وكتفاه عريضتين ويرتدي بذلة زرقاء 0
اسرعت الفتاتان نحوه وتعلقتا بذراعيه وراحتا تقبلانه 0
هل هذا الرجل هو جايسون نفسه ؟ لايمكن ان يكون هو بالذات 0
لماذا يأتي الى هنا ؟ وكيف تعرفه هاتان الفتاتان ؟
ثم تذكرت انه اخبرها عن رغبته بشراء منزل ليستقر فيه 0 وابلغها حلمه بانجاب اولاد 0 هل كان يعني هذا المنزل بالذات لا مستحيل 0
قالت ماريا :
- - ديانا 0 تعالي 0 سننزل الى الطابق الأرضي , ويمكنك ان تتمددي على الأريكة في الدار 0
- اؤكد لك اني في تمام الصحة والعافية 0 هذا المنزل رائع حقا 0 اني اشكرك لأنك اتيت بي الى هنا لأراه 0 هل تريد كارلوتا ان تتزوج من جديد؟
- كلا 0 ليس في الوقت الحاضر 0 على الأقل 0 لم يمض على وفاة كارلو سوى شهرين 0 وما زالت تلبس ثياب الحداد 0
نزلتا الدرج وبين اصوات وضحكات الفتاتين سمعت صوت رجل يقترب 0 راح قلب ديانا ينبض بسرعة فائقة 0
قالت ماريا بفرح :
- يبدو ان جايسون هنا 0
سألتها ديانا :
- هل كنت تعرفين انه سيأتي الى هنا ؟
- قال لي انه سيحاول المجئ 0 الم تكوني على معرفة بمجيئه ؟
- كلا 0 لم يقل لي شيئا في هذا الشأن 0
قالت ماريا ضاحكة :
- الرجال يحبون ان يفاجئوا الآخرين وخاصة من يحبون 0 هذا دليل حب !
تبعت ديانا ماريا الى قاعة الأستقبال وتوقفت حيال المنظر الذي ظهر امامها , وما زال قلبها ينبض بسرعة : كان جايسون مترعا على الأرض , والفتاتان قربه تطلعانه على لعبة آلية 0 وكارلوتا جالسة عل كرسي غير بعيد , تتأملهم مبتسمة 0


ولما شاهد جايسون ديانا 0 نهض واقترب منها وخيل إليها أنه سيقبلها 0 فابتعدت قليلا إلى الوراء0 توقف عن الابتسام وقال بنبرة مرتاحة:
- مرحبا , كيف وجدت المنزل ؟
أجابت ببرود:
- جميل وناعم ماذا تفعل هنا؟
- لقد فكرت إنه المكان الأفضل لنلتقي فيه ونقرر ما سنفعل0 قطب حاجبيه وظهرت على وجهه لمحة قلقة :
- لكن لا يبدو إنك في صحة جيدة0 يجب أن تتمددي فلا بد أنك ارهقت نفسك اليوم0
جلست ديانا على الأريكة وشعرت بجايسون يرفع لها قدميها ويضعهما على الطراريح0 أغمضت عينيها وشعرت بإن كل شئ يدور حولها 0 فتحت عينيها من جديد0 لكن هذه المرة كانت الغرفة تدور 0
وبعد بضع دقائق شعرت ديانا بتحسن وحاولت النهوض ورأت جايسون يدخل الغرفة حاملا إبريق شاي وبعض الفناجين 0
- ماريا تطلب منك أن تشربي هذا ستشعرين بتحسن0
- ماهذأ الذي سأشربه ؟
- نوع من الشاي ضروري لتقويتك 0
تناولت ديانا الفنجان واحتست جرعات صغيرة من هذا السائل الذي لا رائحة له 0ثم تطلعت حولها 0 كارلوتا وماريا كانتا قد اختفتا 0
سألها جايسون وهو يمسك يديها :
- هل تشعرين بتحسن الآن؟
وبصورة غريزية قامت ديانا بحركة الى الوراء 0 ثم أجابت:
- نعم 0 شكرا0 جايسون , أين كنت ,وماذا كنت تفعل؟
أجابها جايسون بصبر غير مألوف:
- اليوم الذي غادرت فيه بونو جئت فورا إلى هنا0 والبارحة اضطررت إلى الذهاب إلى غواياكيل , ولما اعد من هناك إلى منذ ساعة تقريبا0 مررت بالمكتب قبل أن أنضم إليك هنا0
ثم اضاف بعد فترة من الصمت:
- وأنا أيضا متعب قليلا0 لكن الآن أمامي 3 أسابيع عطلة 0 نعم 3 أسابيع من دون عمل0 إني لا أصدق ذلك0
سألته ديانا:
- لماذا لم تخبرني إنك آت إلى كيتو عندما غادرت الفندق في بونو ؟
- كي اكون صريحا معك 0 قول إني نسيت أن أخبرك بذلك عندما كنا معا0 وفي الغد كنت تغطين في سبات عميق ولم أجد الشجاعة لأوقظك 0
- لكن لماذا لم تترك لي رسالة؟
أجابها بنبرة قاسية:
- هل تعاتبينني الآن؟
آه ياجايسون , لو أنك تعرف ما يكون شعوري عندما تذهب من دون أن تترك لي كلمة , كأن ما حدث بيننا ليس له أهمية بالنسبة إليك0
أجابها بعنف مكبوت:
- اتعتقدين إنه يفرحني ان اكون مضطرا إلى الذهاب ؟
- لكن بالنسبة إلى الرجال ذلك يختلف0
فقاطعها:
- ولماذا هذا يختلف؟ ربما تعتقدين أن الرجل خال من أية عاطفة, وانا أيضا لا أحب لحظة الفراق0
الفراق00 هكذا إذا لم يجد الشجاعة في ذلك اليوم أن يعلن ذلك لها مخافة أن تتعلق به0
لكن ما دام الأمر كذلك لماذا يجعلها تتعذب بمجيئه الآن؟ ألا يكفي ما عانته من عقاب؟ لماذا جاء بها إلى هذا المنزل حيث شعرت أنه يدخله كأنه صاحب المنزل بالذات ؟
نهضت ديانا فجأة وراحت تبحث عن حقيبته يدها 0 يجب عليها مهما كلف الأمر أن تجد ماريا ومغادرة هذا المنزل بأسرع ما يمكن0 لأنها لم تعد تتحمل كل هذا العذاب0
سألها بصوت حاسم :
- إلى أين أنت ذاهبة؟
- إني ابحث عن ماريا 0
- ذهبت0
- صحيح وكيف يكنني أن أعود؟
- سأوصلك إلى منزلها إذا كنت مصره على ذلك0
- في كل حال ليس لدي أي سبب لأبقى هنا0
- ولما لا؟ أعتقدت أنك احببت هذا المنزل0
- صحيح إنه منزل رائع0 لكن لا يمكنني أن أبقى هنا , إن هذا المنزل تملكه تلك المرأة00
- أية امرأة؟
- السينيورا كارلوتا ديل بونتي 0
- كلا هذا المنزل ملكي لقد اشتريته امس0
قالت ديانا وقد فوجئت :
- اشتريته ؟
أجابها بنبرة فيها بعض السخرية:
- نعم كان قراري سريعا لأني لم أكن وحدي مهتما بذلك0
- واظن أنك مع البيت ستحافظ على المرأة والأولاد0
قالت هذه العبارة بسرعة ووجدت نفسها بين ذراعي جايسون الذي كان يشد عليها بقوة0 وعندما فهمت ما يقصد0 راحت تتخبط محاولة التخلص من قبضته 0 لكنه كان يمسكها بشدة وراح يقول:
- قلت لك مرة أني لا أحب ضرب النساء لكنك اليوم تخطيت الحدود0
- لا يا جايسون0 أرجوك انا اسفه 000
لكنه ضربها لطمة قوية على مؤخرتها براحة كفة وتبعها بأخرى 0
وكانت تشد على اسنانها كي لا تجهش بالبكاء0
أفرج عنها وسقطت أرضا0 سمعت جايسون ينهض ويبتعد 0 وفجأة شعرت إنه ربما يذهب ويتركها بصورة نهائية0 فنهضت لتوها لكنه كان مازال بقربها 0 يرتشف من فنجان الشاي شعرت ديانا فجأة برغبة في الهرب من هذا المنزل0 فقط لتبرهن له أن ما فعله الآن بها لا يمكنها أن تقبله لكن في أعماقها عرفت أنها لن تقوم بهذه الخطوة 0
لقد استحقت هذه الضربة أنه على حق0 لقد تخطت الحدود ووعدت نفسها أنها لن تزعجه من الآن فصاعدا بغيرتها0 لقد أخذت درسا قاسيا الآن0
لكن كيف تستطيع إقناعه بأن غيرتها ليست سوى دليل حبها له ؟
قالت له بخجل:
- انا 00انا اسفه حقا يا جايسون 0
اجابها بعنف:
- سبق ورددت هذا الكلام0
- كل ما قلته هو إني احبك كثيراو00
قاطعها قائلا:
- لديك طرقا غريبه لتعبري عن حبك0 من بضعة أيام اتهمتني إني أريد أن أتزوج من روزا غييارمو واليوم تعتقدين إني احب كارلوتا0 ماذا تعتقدينني انني دون جوان مثل لويس غييارمو ؟
- ضع نفسك مكاني تتركني في بونو من دون أن تقول آلي إلى أين أنت ذاهب ومن دون أن أعرف إذا كنت سأراك , خاصة بعد أن طرحت عليك الطلاق لك تتمكن من الزواج من جديد0
- كان عليك أن تثق بي 0 كان عليك أن تعرفي إني سأعود إليك0
- لكن كيف ؟ لم تقدم لي اية برهان لأصدق أنك عائد0
أجابها متعجبا :
- اي برهان ؟ لكن هل نسيت تلك الليلة العاصفة التي أمضيناها في الفندق؟ ألا يكفي هذا الدليل ؟
- لكنك سألتني ماذا أفعل إذ أطلقتني للتزوج من روزا 0!
- نعم سألتك ماذا سوف تفعلين إذا00 اردت فقط أن أعرف حقيقة شعورك0 لم تجاوبيني أنت ايضا عندما سألتك ما إذا كنت تريدين الطلاق مني لكي تتزوجي بول 0 كنت تتهربين من الجواب 0 لماذا قلت لي أنك توافقين على الطلاق ؟
همست قائلة:
- لأني لأني احبك وكنت أعتقد أن ذلك ما كنت تريده وأنا أحب أن تكون سعيدا لتفعل ما تريد0
- يا لها من فكرة حمقاء ! حسن حظي اني لم اصدقك على الفور !
في كل حال عرفت في تلك الليلة العاصفة كل شيء 0 وفهمت إنك ما زلت تحبينني 0
قالت ديانا بأحمرار :
- هذا أمر غير عادل 0
- لا عدالة في الحب اني احبك واريدك أن تصبحي أما لأولادي أنت بالذات ولا أحد سواك 00لكن ما بك 00
راحت ديانا تبكي بصمت وفي الوقت نفسه كانت تبتسم في سعادة ثم قالت بصوت مرتجف :
- لم تقل لي ذلك حتى الآن 0
- لم أقل لك ماذا ؟
- انك تحبني 0
اقترب منها وداعب وجنتيها ليجفف دموعها :
- لا شك أنني لم أقل ذلك00 إنها كلمة كثيرا ما تستعمل في غير مكانها0 الكثيرون لفظوها من دون أن يقصدوا أي شيء يذكر! أما أنا فقد قدمت لك البراهين العديدة وأنت لم تلاحظي اي منها0؟
- كلا لكني مستعدة لسماعك0
- أولا لقد تزوجتك ثم كنت اعود إلى المنزل غالبا ما امكن 0 وهذا كان يأخذ مني جهدا كبيرا في المجال المهني 0 وبالنسبة إلى رجل مثلي الذي ما احب يوما امرأة سواك كان يعني أنني كنت أحبك0
- هل تعرف إني بدأت أفهمك عندما جاءت اونيس لتقول لي أنك رجل وقح000
قال في نبرة استهزاء :
- قالت كل هذا لأني خرجت معها مرة أو مرتين 0 لكن أنت صدقت كلامها0
- لكن يا جايسون لم أكن أعرف شيئا عنك 0 علاقاتنا كانت جسدية بحته 0 أرجوك حاول أن تفهمني 00 لقد توصلت الى الاعتقاد أنك تزوجتني لأنه الطريقة الوحيدة التي يمكنك أن تحصل مني على كل ما كنت تريده 0
- لا شك أنني استعجلت الأمور بالزواج 0 كنت خائفا أن تفضلي بول علي 0 كنت متأكدا من إنه عندما أضع في إصبعك محبس الزواج وعندما أحلف أمام الشهود إنني سأظل احبك مدى الحياة0 بذلك ستبقين لي حتى الموت 0
قالت له والدموع تنهمر من عينيها :
- لو لم تذهب إلى هيوستن في ذلك اليوم لكان تسنى لنا أن نتحدث عن كل هذه الأمور0
- ربما لكن ربما كنت مازلت تحت تأثير انيس على كل حال كنت مضطرا إلى الذهاب إلى هيوستن 0 بسبب عملي كنت آمل أن تهدأ الأمور وأن يجعلنا الوقت أكثر وعيا للأمور 0 وحينئذ فهمت أن السبب الذي جعلنا غير متفقين أننا لم نمضي معا الوقت الكافي لنفهم بعضنا البعض الآخر0 ومن ثم بدأت أبحث عن منزل أشتريه 0 وكنت أنوي بعدما أجد ذلك المنزل أن أكتب لك وأطلب منك اللحاق بي 0 أنت تعرفين لماذا لم أكتب لك0
- لكن عندما سألتك عن الأمر عندما كنا في بونو لم تقل لي أنك كنت تبحث عن منزل لي 0
- كنت أحاول أن أنسى ذلك 0 كما كنت أحاول أن أنساك انت 0 لو لم يحدث لي هذا الحادث الأليم 0 ولو لم أشعر بضعف 0 ربما لم تؤلمني رسالتك تلك بهذا الشكل القوي0 لقد وصلت في أكره ألأوقات0 ولهذا السبب لم أحدث ماريا او روزا عنك 0 لم أكن أرغب في أن احدث أحدا عنك 0
قالت ديانا بتواضع :
- انها غلطتي 0 كان علي ان اعرف ان رسالتي ستعذبك 0 لكن كنت دائما قلقة عليك لو كنت اعرف مكان وجودك 0 لما انتظرت ان تكتب لي 0كنت جئت من دون ان اطلب موافقتك 0 لأني كنت بحاجة ماسة لأن اكون معك 0 آه يا جايسون 0 كنت اشتاق اليك كثيرا 0
احاطها بذراعيه واسندت رأسها على كتفه العريضة وراحت تبكي 0 وكانت دموعها تتساقط على قميص جايسون0
قال لها بصوت مشجع :
- والآن انتهينا من كل هذه الأمور التافهة 0 نحن معا من جديد عندما رأيتك في كيتو يوم وصولك 0 عرفت ان كل شئ بدأ من جديد0
- ماذا ؟
- لقد وقعت في غرامك مرة ثانية 0
قالت له مازحة من خلال دموعها :
- كنت قاسيا معي 0 في ذلك اليوم 0
- لم يكن ذلك سوى ردة فعل للدفاع عن النفس 0 كنت اخاف ان تؤذينني من جديد 0 والآن قولي لي ياديانا 0 ايتها الأنسانة الرائعة0 لماذا كنت قاسية معي ؟
- لأني كنت اغار 0 فقط لا غير انه شعور من الصعب التخلص منه وخاصة اني كنت سجينته 0
قال جايسون معترفا :
- وانا كذلك 0 لقد عرفت معنى الغيرة وخاصة عندما علمت انك ذهبت الى مزرعة لويس غييارمو لتمضية بعض الوقت ومن حظه انه لم يرني والا كانت الأشياء اخذت مجرى آخر0
- كيف امكنك التصور ان رجلا في عمر والدي يمكنه ان يعجبني او يغريني؟ لاشك انك احمق !
أجابها وهو يضحك :
- وأنت امرأة حمقاء اذ تصورت إن لي عشيقة في باريس فقط لأني ذهبت من دون أن أقول لك شيئا عن هذه الرحلة0
- كيف يمكن إن يجذبني رجل مثل لويس غييارمو وانا زوجتك 0
- وأنت؟ كيف تصورت أني أرغب بالزواج من روزا او كارلوتا 0 وأنا زوجك أنت فعلا امرأة غيورة 0
- ايزعجك ان تراني غيوره إلى هذا الحد؟
- كلا ليس الآن0 لأني بدأت أعرفك 0 إن ذلك يجعلك أكثر إنسانية 0 لقد اعتقدت أنك إنسانه مثالية 0 ولكن الآن وقد عرفت إنك انت أيضا تخطئين صرت أحبك أكثر0
انحنى فجأة وعانقها وشعرت ديانا بسعادة لامثيل لها وزال التوتر من داخلها0
سألها :
- هل تقبلين العيش معي هنا في كيتو ؟ هل تريدين انجاب أطفال ؟
قالت ديان مازحة :
- لقد تعذبت من اجل ان تجد لنا منزلا , ومن الصعب علي الرفض 0 في كل حال 0 اني افضل ان اكون معك 0 في أي مكان من العالم 0 بدلا من البقاء في لندن 0 من دونك , حتى لو اضطررت الى ان تصفعني وتضربني 0
- هل اوجعتك ضربتي يا حبيبتي ؟ دعيني ارى !
همست ديانا بأذنيه :
- لقد آلمتني 0 لكن في امكانك ان تعالجني 0 اذا اردت ذلك 0
- كيف ؟
- بأن تبرهن لي يا جايسون انك تحبني الآن 0
- هل تعدينني بأن تثقي بي اذا اضطررت أحيانا إلى أن تغيب عنك0 أو ان ارحل بسرعة0 أو إذا تأخرت أكثر مما كنت أتوقع0؟
- نعم إني أعدك بذلك لقد فهمت الآن كل شئ 0
- وانا كذلك فهمت اشياء كثيرة0 يجب علي إن أبذل جهدي حتى اتذكرك واترك رسالة كلما اضطررت إلى الرحيل فجأة0 وما عليك سوى أن تشتري كمية لا بأس بها من الأقلام والدفاتر الصغيرة وتضعي واحدة منها في كل غرفة و00
لكن هذه المرة كانت ديانا هي التي جذبته نحوها وعانقته مطولا ثم قالت له :
- ماريا امرآة حكيمة وعاقلة0
- لماذا؟
- لأنها قالت لي ذات يوم إن أجمل شيء في الخصام هو عندما نتصالح0 ولقد عشت هذه التجربة الآن 0 ومن دون شك أني اتفق معها على هذا0 وأنت؟
قال جايسون ضاحكا :
- بالطبع لكن من الأفضل ألا ننتظر 15 شهرا كي نتصالح0 هل توافقين على ذلك؟
- اجل 0 اني احبك يا جايسون اليوم وغدا والى الأبد 0
- هل تدركين ما تقولينه هل تلتزمين كليا وبصورة نهائية0؟
- نعم يا جايسون 0 أنت تصدقني أليس كذلك0 أرجوك قل لي أنك تصدقني0
- إني اصدقك لأني أنا أيضا سأحبك دائما0 إلى الأبد0 لقد عشنا في جحيم مدة 15 شهرا لكننا خرجنا من هذا الجحيم منتصرين0
واضافت ديانا تقول :
- نعم الآن انتهى كل شيء 0 هيا بنا نعلم أبي بالأمر ونقول له إني لن أسافر معه غدا 0
أجابها ضاحكا:
- لا داعي لذلك فقد أخبرته بعد ظهر اليوم قبل ان آتي إلى هنا 0
- هل كنت متأكدا من النتائج؟
- لم أكن متأكدا الا من شي واحد 0 إنه في وسعك ان تؤذيني قدر الإمكان ومهما كان الأمر قررت ألا أدعك تتخلين عن كونك زوجة لي 0 وهذه الفرصة لنا لن اسمح لك بها بعد الآن0 هل تفهمين جيدا حاولي الا تنسين ذلك!
عانقها جايسون من جديد وفهمت أن السعادة تغمرها من جديد ولن تفارقها مدى الحياة0


تمــــــــــــــــــــــــــــت

 
 

 

عرض البوم صور lona-k   رد مع اقتباس
قديم 05-10-08, 03:01 AM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو قمة


البيانات
التسجيل: Sep 2007
العضوية: 44675
المشاركات: 6,796
الجنس أنثى
معدل التقييم: majedana عضو ماسيmajedana عضو ماسيmajedana عضو ماسيmajedana عضو ماسيmajedana عضو ماسيmajedana عضو ماسيmajedana عضو ماسيmajedana عضو ماسيmajedana عضو ماسيmajedana عضو ماسيmajedana عضو ماسي
نقاط التقييم: 4832

االدولة
البلدPalestine
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
majedana غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : lona-k المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

مرحبا لونا

شو هالنشاط ( بنق ) هههههههههه

تسلمي عالرواية

اكتر شي بيعجبني لما تحطي الرواية كاملة

يعطيكي العافية

 
 

 

عرض البوم صور majedana   رد مع اقتباس
قديم 08-10-08, 03:49 PM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Sep 2008
العضوية: 94019
المشاركات: 71
الجنس أنثى
معدل التقييم: bobo doll عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 70

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
bobo doll غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : lona-k المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

هاي لونا

الروايه دي مرررررررره جنان

تسلمي عليها

 
 

 

عرض البوم صور bobo doll   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لا تقولي لا, القديمة, flora kidd, jungle of desire, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات رومانسية مترجمة, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, عبير, فلورا كيد
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t95077.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 06-09-17 03:13 AM
ط±ظˆط§ظٹط© ط¹ط¨ظٹط± ط§ظ„ظ‚ط¯ظٹظ…ط© ظ„ط§ طھط³ط§ظ„ظٹ ظ„ظ…ط§ط°ط§ - Rocket Tab This thread Refback 28-08-16 08:53 PM
Untitled document This thread Refback 22-12-10 03:34 PM


الساعة الآن 08:52 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية