كاتب الموضوع :
bobo doll
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
11/ الحب يعمى أيضاً
في الساعات الأولى من الصباح التالي استيقظت بريندا لتجد نفسها مبللة بالعرق بعد أن شاهدت حلماً مثير للاضطراب 00فقد استمرت ترى جان في مختلف أحواله ، يجلس إلى البيانو معها ، يضحك وهي تغني 00ثم رأته يجلس تحيط به هالة باردة من الوحدة في الحديقة 00ثم رأت أنها تجلس معه في المكتبة تتلقى الإملاء ، وفي اللحظة التالية أحست بلمسة يده على يدها حين كان ينظر إليها لأول مرة 0
منتديات ليلاس
تركها الحلم خائفة ومنزعجة 00
أمضت الصباح وهي تنظف وتعمل بشكل محموم ، وكأنها بهذا تطرد كل ذكرى لكل لحظة قضتها في سيلينا هاوس 00
وصل دان بعد الظهر 00لو تمكنت من تجنب أخيها لأسبوعين فقط ، لربما تمكنت من استعادة رباطة جأشها 00لكن الجرح لا زال طازجاً 00وكل ما تريد أن تخفيه عنه كان محفور بوضوح على وجهها 0
- ياإلهي ! تبدين مريعة !
هذه تحية جان لها حين فتحت له الباب ، فابتسمت له :
- إنه مجرد رشح 00يقال أن الرشح في الصيف أسوأ من حد السيف ، أليس كذلك ؟
- لكنك فقدت الكثير من وزنك بريندا 0 هل كنت حقاً مريضة ؟ لماذا لم تبلغيني ؟ ظننتك تتمارضين نهاية الأسبوع المنصرم 00كنت هادئة جداً 0
أجبرت نفسها على الابتسام :
- لا تفتعل ضجة 00إذا كنت قد فقدت من وزني فهذا أفضل لي 0 شاي أم قهوة ؟
- ماهذه اللفافة في غرفة الجلوس ؟ أوه 00قهوة من فضلك 0!
استدارت تعد القهوة :
- لا يفوتك شيء 00أليس كذلك ؟ إنها نوع من الإكرامية للعمل الذي قمت به 00من مارك 0
- أتعنين أنها أحدى لوحاته ؟ يالله ، إنها تساوي ثروة ! لا يمكنك قبولها بريندا 0
- أعرف هذا 00جيء بالصينية معك ، أتسمح ؟ وغير الموضوع ! أنت هنا لتقول لي أخبارك 00ألا تذكر ؟
- لكنني لا أفهم إكرامية ؟ لا يعطي المرء إكرامية تساوي آلاف الجنيهات ، مهما كنت كفؤة ! ما الداعي ؟
لم تعرف بماذا ترد عليه !!
- ربما للمركيز مال أكثر مما له عقل 00لكنني بالتأكيد سأعيدها 0
لم يقل دان شيء آخر مع أنه لم يكتف بردها 00بل نظر إليها بقسوة مطولاً 00كأنها أهانته في ذكائه 00لكنه لم يضغط عليها للمزيد 00
ابتسمت مع انفراج وجهه بابتسامة :
- إذن ماذا لديك لتقول لي ؟
لم تكن قد شاهدته مسترخياً منذ زمن بعيد 00
- ألا يمكنك أن تخمني ؟
- بدأت لتوي أفهم شيئاً 00أيمكن أن يكون لهذا دخل بك وبداغمار ؟
ابتسم دان ورمي سترته على ظهر كرسي ك
- سألتها أن تتزوجني 0
- أوه 00دان ! 00إنها مفاجأة ! أليس كذلك ؟
- لا 00! إنها معي منذ خمسة أشهر 00ويمكنك معرفة شخص ما خلال خمسة أشهر 00خاصة حين تعيشين معه تحت سقف واحد 0
خمسة أشهر , بالطبع خمسة أشهر
! كيف طار الوقت !! ثم نعم يجب أن يعرف المرء شخصاً بشكل جيد إذا عاش معه خمسة أشهر 00يجب 00
تابع دان :
- لقد حدث هذا فجأة أختي 00أعجبت بها منذ البداية وتعرفين هذا ن ولن تصدقي كم نحن متفقان 00كم نحن منسجمان ! والولدان يحبانها كثيراً 00هل أنت سعيدة لأجلي بريندا ؟ أرجوك قولي نعم !
- أوه 00حبيبي 00بالطبع أنا سعيدة ! وأتمنى لك كل السعادة 00وتعرف هذا 00إنها أخبار رائعة ! سأتصل بداغمار في ما بعد لأهنئها 00أنا مبتهجة دان 0
كانت سعيدة جداً 00تقدم دان واحتضنها :
- أوع 00بريندا 00أنت إنسانة لطيفة 0
على الفور ، أخذت الدموع تتجمع في عينيها 00ياله من كلام يقوله 00وهو آخر ما تريد سماعة :
_ سئمت سماع هذا 00منك و00من الآخرين00ثم لا داعي لذلك الكلام وهو سخيف 00وما هو رد الفعل الذي توقعته مني غير هذا ؟!
عاد إلى مقعده ، وتجنب النظر إليها :
- عرفت أن هذا سيسرك 00كان لديك فرصة مناسبة للانتقام مني لردة فعلي الحمقاء السخيفة يوم قلت لي أنك وقعت في حب المركيز 00لكنك لم تستغلي ذلك 00ولهذا أنت لطيفة 0
- أنا لم أقل لك أبداً أنني أحب المركيز 0
التقى بعينيها :
- لم تكوني بحاجة لتقولي 00كما لست بحاجة لتقولي الآن أن شيئاً رهيباً حدث 00مع أنني أرجو أن تقولي لي 00شاركيني سرك بريندا 00لا تقولي لي المزيد من الهراء عن أنك مصابة برشح صيفي 0
بدأت بريندا تبكي مع بدئها بالكلام 00لم تتوقع منه أن يفهم مع أن الحب داخل حياته , لم تقل له كل شيء 00واصغى إليها دان باهتمام 00لم يقاطعها إلى أن غلبها البكاء 00ثم أعلن رأيه بالقضية 00وكان رأياً صدمها حتى الأعماق :
- لا أستطيع اتهامك بالغباء بريندا 00لأنك لست غبية 0 الأمر ببساطة أنك قريبة جداً من المسألة بحيث لا تستطيعين النظر إليها بموضوعية رأيي أن جان مارك لا يشعر فقط بما تشعرين به 00لكنه يحبك كثيراً بحيث أنه قام بتضحية مثالية 00تركك ترحلين 0
مر جزء من الثانية صدقته فيها ، لأنها أرادت أن تصدقه 00ولأن دان يقول هذا ، ودان متعقل ومنطقي 00لكن تفكيرها السليم عاد إليها بسرعة :
- عم تتكلم ؟ كيف وصلت إلى هذا الاستنتاج ؟
ارتفع صوتها إلى وتيرة مرتفعة جداً 00لكن دان رد بهدوء ، وكأنما كل شيء واضح :
- من عشرات الأشياء التي قلتها لي 00المركيز وثق بك واحترمك 00وهذا بالتأكيد ما ترينه بنفسك 00نمت علاقتكما ببطء ، بالرغم من أنه كان يقاوم 00ألا ترين لماذا المقاومة ؟ ألا ترين الآن لماذا أبعدك عن حياته ؟
- دان 00هناك شيء لا تفهمه 00
- لأنه أعمي بريندا 00أنه أعمى !
وقفت بريندا 00غاضبة 00خائبة الأمل :
- هذا كلام سخيف تماماً ! أنت تترك لتحيزك أن يلون تفكيرك ! لا يهمني كونه أعمى ! وهو يعرف هذا 00لقد أتفقنا على هذا من اليوم الأول !
مال دان إلى الخلف بطريقة تشعل السخط :
- الآن أعتقد فعلاً أنك غبية 0
- أريدك أن تذهب الآن دان 00أنا متعبة جداً 00وبصراحة أنت آخر شخص يمكنه فهم الموقف هذا 0
وقف فجأة يدفعها إلى الوراء لتعود إلى الأريكة :
- أجلسي وأخرسي !
- في حال لم تفهمي ما قلته من قبل 00لقد اعتذرت لملاحظاتي حول إعاقة جان 00أعرن الآن أنك حين تقعين في حب شخص ما ، لا تتوقفين لتفحص عيوبه 00داغمار تكبرني بخمس سنوات 00وهي من بيئة مختلفة جداً عني 00غير متعلمة 00لكن هل تعتقدين لدقيقة واحدة أن هذا يجعلني أحس بشيء مختلف نحوها ؟ وأنني كنت سأغير رأيي لأن ماضيها لا يخلو من عيوب ؟ أنا أحب ما هي عليه 00كما تحبين أنت جان 00بنظر أو بغير نظر 00أنا أتعلم 00أترين ؟ أنا لست المتوحش الذي لإحساس له كما تعتقدين 00أعرف أن عمى جان لا أهمية له عندك , ولكن له أهمية عنده 0
نظرت إليه بريندا بذهول 00لا بد أن داغمار أثرت عليه أكثر مما ظنت ، ومات غضبها 00دان يحاول أن يفهم وهي ممتنة له 00لكن هناك شيء يفهمه خطأ :
- هناك شيء لا تفهمه 00أنا 00جان وأنا ، كنا صديقين ، وهذا كل شيء 00أترى 00إنه 00لا يزال يحب زوجته 0
نظر إليها دان وكأنها تهذي :
- هل هذا ما قاله لك ؟ وابتلعت الطعم ؟ ألا ترين أنه يحاول 00
لوحت بيديها بنفاذ صبر :
- لا 00لا، لم يقل لي 00لم يكن بحاجة لأن يقول ، إنها الحقيقة دان 00كان يجب أن أرى الحقيقة منذ زمن طويل ، منذ مدة قالت لي كاثلين هذا 00لكنني توصلت إلى قناعتي بنفسي وأنا 00
قطب :
- كاثلين ؟ هل هذا هو رأي كاثلين ؟
- حسناً 00اولاً 00أجل 00لكنه أمر واضح إذا فكرت فيه 00ألا ترى ؟ أود دان 00هناك أشياء كثيرة لا تعرفها 0
- أخبريني أياها إذن 00لدي كل الوقت ، ولسوف أحل هذه المشكلة بريندا 00هيا 00بالتأكيد يمكنك الثقة بأخيك ؟
حين لم ترد ، ضغط عليها أكثر :
- أرجوك ثقي بي أختي 00سأفهم ، وستعرفين هذا 00أخبريني كل شيء 00أخبريني التفاصيل 0
تكلمت بريندا أكثر من ساعتين 00وأخبرته بكل شيء وكل الاستنتاجات التي توصلت إليها عن جان وعن فنه وحزنه ، وكيف اقنعها أنها مخطئة 00كل شيء :
حين انتهت رفعت رأسها لتجد دان يبتسم لها بصبر :
- الأمر بوضوح الأنف في وجهك عزيزتي 00المشكلة أنك لا تستطيعين الرؤية بوضوح 00فكري بالأمر الآن ! فكري بالفرق بين الرجل الذي وصفته لتوك والرجل الذي أخبرتني عنه في البداية 00أنظري إلى الفرق ! ألا ترين كم أثرت على حياته ؟
- أجل 00لكن 00كاثلين 00
- كاثلين مخطئة 00كما أنت الآن مخطئة0
- لكن ليلة ذهابنا للأوبرا 00اعترف جان أنه كان يفكر بزوجته 0
ضحك ضحكة جوفاء :
- وماذا في هذا ؟ هذا أمر يحدث من وقت لآخر 0يمكن أن يكون أي شيء ولو صغيراً جداً ذكره بها ، ربما عطر امرأة أخرى ، أو شيء قلته أنت له ، أو ربما الموسيقى 000أشياء كهذه تحدث من وقت لآخر ، أتظنين أن يوماً يمر دون أن أتذكر سالي ؟ ثم ليس لديك دليل يظهر أن جان كان يتمتع بذكرياته 0لقد قلت أنه أصبح مكتئباً 0
- أجل 00لكن 00بالتأكيد 00
- اسمعي بريندا 00لقد أبعدك جان عنه لأنه أعمى 00أقول لك هذا ، فكري بالأمر بعقلانية 00إنه أكبر منك بسنوات 00ثم هناك اعتبار الأولاد 00كيف سيتمكن من التعامل معهم ؟ ألا ترين إنه خائف لأن هناك أشياء كثيرة لن يتمكن من مشاركتها معك ؟ لقد تركك ترحلين لصالحك أنت !
لم تجرؤ على السماح لنفسها بالتفكير أن هناك بعض الحقيقة في كل هذا أو بعض أمل :
- لا 00لا 00أنت مخطئ 00! لقد قلت لك كم هو كفؤ ، وسيتمكن من التعامل مع الأولاد 00حتى لو 00ولو كان يحبني 00فهو لا يؤمن أنني أحبه ! يجب أن نواجه الحقائق !
نظر إليها دان بمزيج من الشفقة ونفاذ الصبر 00وبكثير من الحب :
- مشكلتك الرئيسية أنك لا تصدقين كم من السهل الوقوع في حبك ، وكم أنت مميزة 0أنت لا تصدقين أن جان يمكن أن يحب ما تزعمين أنها فتاة قبيحة مثلك 00لكنه يحبك 00وبما أننا نتعامل مع الحقائق أخيراً بدل النظريات ، فكري بهذا : لطفك أمر واقعي 00وجان يعرف هذا كما أعرفه أنا 00ألا ترين أنه لا يستطيع أن يطلب منك البقاء معه أو العودة إليه في ما بعد 00في وقت يظن أنك قد توافقين بداعي اللطف ؟
أخذت أفكار بريندا تدور وتدور بارتباك :
- لكنه يعرف أن عماه لا يهمني !
سألها دان وهو يقف على قدميه :
- أيعرف حقاً ؟ أيعرف ؟ أنا ذاهب الآن 00سأتركك تفكرين بهذا 00لا تبدئي بالبكاء مرة أخرى !
ضحك ساخراً لأنه أراد أن يوضح وجهة نظره :
- تتكلمين عن الآلفة الجميلة بينك وبينه 00هاه ! يبدو لي أنكما أمضيتما وقتاً أطول مما يجب تلعبان البيانو وتتمشيان تحت ضوء القمر 00ولم تصلا إلى التواصل الحقيقي 00عودي إلى سيلينا هاوس بريندا 00وتواصلي معه 00وحاولي استخدام كلمات جيدة وقديمة 00فلن يحدث بينكما تخاطر روحي !!
عند الباب وضع يده على كتفها :
- يعجبني ما بدا من جان مارك 00وكلما أسرعت في العودة إلى تعقلك ، كلما أسرعت في الترحيب به كصهر 00
- ماذا 00ماذا تعني ؟
رفع نظرته إلى فوق ،وعلق سترته على كتفه :
- سأقول هذا فقط : حين قلت لداغمار أنني أحبها ن ابتسمت بحزن 00وطلبت مني أن لا أخلط الحب بالامتنان نحوها لكل ما تفعله لي ولولدي 00فهل عرضت عليها ال
الوظيفة لخمس سنوات لأبرهن لها عن حبي ؟ لا 00لقد برهنت لها بالطريقة الوحيدة التي أستطيعها 00ولقد سمعت بها اليوم 0
نظر إليها مبتسم وخرج 0
ومع مرور الأيام ، كانت بريندا تتقلب ما بين تصديق أخيها وبين الظن أنه متفائل أبله ، فكل شيء في حياته أصبح وردياً وهو يظن أن عالمها يمكن أن يكون مثله 00لقد ارتفع دان في نظرها 00فقد أصغى إليها وفهم 00مع ذلك لم تصل لنتيجة !!
صحيح أنه ليس لديها دليل عن إليان 00ما عدا أن جان لم يذكرها قبل ليلة الأوبرا 0!
أما عماه 00فتعاملها العفوي معه هو الذي أمن لها العمل في الدرجة الأولى !
أخيراً يس هناك شيء يظهر أن جان مارك أحبها 00و لاشيء 00لكنها تصرفت حسب نصيحة أخيها دان وذهبت لتكلم جان 00
فهي ليست من النوم الانهزامي 00لكن كيف تعود لمنزل جان ؟
مضى على سفر جان أكثر من أسبوع فبل أن تفك بريندا اللفافة عن اللوحة 00أوه 00إنها لا تزال تنوي إعادتها لمارك 00لكنها فتحتها على أمل أن تعطيها ولو قليل من المواساة 00
كانت قطعة ورق وحيدة ما بين الكرتون واللوحة 0وكان بالإمكان أن تمزقها دون تفكير لولا أنها وقعت على الأرض 00نظرت إليها بغباء ، ودون إدراك 00كان عليها جملتان بخط غريفز البارز : ( آنسة 00نحن لن نذهب إلى أمريكا 00بل إلى سويسرا )
سويسرا ؟ إلى أخصائي العيون ؟ جان ذهب لمقابلة البروفسور ؟ ( إنه يفعل ذلك لأجلك آنسة 00ولأجلك فقط 00غريفز )
فغرت بريندا فمها تحدق بآخر جملة 00وجسدها كله يرتجف 00يا إلهي 00دان محق ! إنه محق !! كم كانت غبية 00كم هي غبية بشكل لا يصدق !! لقد كانت مشغولة جداً حتى أنها لم تر ما هو واضح بشك صريح !
لكنه كان واضح لدان 00جان يحبها ! ( إنه يفعل ذلك لأجلك آنسة ) 00
أنه يحبها بقدر ما تحبه هي 00وعرف ذلك غريفز !! وكانت هي آخر من يدرك هذا !!
ضمت الرسالة إلى صدرها وقلبها يغني فرحاً 00
وتمكنت من رؤية كل شيء لأول مرة بوضوح 00هناك دلائل كثيرة توضح أن جان كان يعيقه عماه 00ليس لأنه لم يعد يستطيع الرسم 00بل لأنه ظن نفسه غير قادر على الحب أو تقبل الحب 00هناك أشياء كثيرة سمعتها لكن فشلت في فهمها !!
تستطيع سماع صوت جان الآن ، حين كان يرد على أسئلتها يوم تحدثا عن مارك 00قال : ( لم يعد قلبي يتألم أو يتشوق للقدرة على الرسم ) يومها لم تفكر بالطريقة التي صاغ بها الرد 00فقد قال : ( لقد ذهب كل هذا الآن واتقبله تماماً 00كل ما أتمناه أن يتقبله الآخرون أيضاً )
اجتاحتها موجة خجل وهي تفكر بالجملة الأخيرة له ، وهي تنظر للموقف كله من وجهة نظر جان ، كان يعرف أنها مصممة على تغييره 00أمضت خمسة أشهر تفعل ذلك ، ولا عجب أنه ظن أنها لم تتقبله كما هو !
اتصلت برقم سيلنا هاوس لكن 00لم يكن هناك رد طبعاً 00فلم يمض على سفره أكثر من أسبوع 00والله وحده يعلم كم سيبقى في سويسرا 0
كان النوم مستحيلاً تلك الليلة 00كلما كانت تقترب من النوم ، كانت ترى ذكرى آخر لحظات معه تعود لتطاردها: ( مع الوقت ستقابلين شخصاً تحبينه حقاً ، ويستطيع تقديم حياة طبيعية لك )
حياة طبيعية 00لن يكون هناك أي سؤال عن اللطف لو قبلت فتاة عرض الزواج من رجل يمكنه تقديم حياة طبيعية 00هذه الرحلة إلى سويسرا هي آخر خندق دفاع لجان ن آخر محاولة يائسة لتحقيق ذلك ، قد لا تنجح العملية 00وهو يعرف هذا 00غريفز قال أن المستشفى في لندن أعلنت له أن لا أمل 00وقال إن هذا أمر يعرفه في أعماقه ، وأنه سيبقى أعمى ما تبقى من حياته 00
فهمت بريندا هذا وهي تحترم هذا النوع من الحاسة السادسة 00لا 00قد لا يتمكن البروفسور من استعادة بصر جان 00وجان لن يأتي إليها أبداً وهو أعمى 00فلا عجب أنه أنهى علاقته بها كما فعل دون وعد 00فالزيارة للبروفسور شيء عليه أن يجربه 00مع أنه يعرف أنه لن ينجح 00لا بد أنه الآن يشعر بيأس مريع 00
مرت سبعة عشرة يوماً قبل أن تحصل بريندا على رد من سيلينا هاوس 00لا شك أن البروفسور أجرى لجان الجراحة فلا شيء يبقيه هناك طويلاً 0
حين رد غريفز على الهاتف في الصباح الباكر 00أعادت بريندا السماعة بلطف دون أن تتكلم 00يجب أن لا يعرف جان مسبقاً بزيارتها 00وإلا فلن يدعها تدخل 00
استحمت وارتدت ثيابها بعناية فائقة , هل ستتمكن من التواصل مع جان ؟ كم دفعته تجربته في سويسرا إلى أعماق نفسه مجدداً ؟ وقبل كل شيء 00يجب أن تكون حذرة وأن لا تتركه يعرف أنها عرفت أين كان وإلا سيظنها عادت إليه بدافع الشفقة 0
كان الكلبان هناك 00والأشجار تبدو جميلة 00
كا
كان غريفز يتوقعها 00فهو ليس بغبي ! رد عليها على الهاتف الداخلي بصوت أقرب للهمس ، وفهمت أن جان موجود في المنزل 0
وجدت الباب مفتوح وغريفز ينتظر داخل الردهة 00نظر غريفز لوجهها وهز رأسه :
- لو أن الأمور كانت مختلفة آنسة 00لجاء هو إليك 0
همست :
- أعرف 00شكراً لك غريفز 00شكراً لكل شيء 0
نظر غريفز بسرعة نحو باب غرفة الجلوس 0 وقال :
- يجب أن أعلن عن وصولك 0
لكنه بقي حيث هو ، وتركها تشق طريقها بنفسها 00عند الباب توقفت ، واستدارت لتنظر بعجز إليه 00فابتسم وهز رأسه بنفس الطريقة التي فعلها دان قبل ثلاثة أسابيع 0
أخذت نفسأ عميقاً 00ثم بلطف دفعت باب غرفة الجلوس و000دخلت 000 00
|