لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > روايات احلام المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات احلام المكتوبة روايات احلام المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-10-08, 03:27 PM   المشاركة رقم: 26
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Sep 2008
العضوية: 94019
المشاركات: 71
الجنس أنثى
معدل التقييم: bobo doll عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 70

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
bobo doll غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : bobo doll المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

10/ خذي حبك وارحلي !





أزعجت محاولات التصرف بشكل طبيعي في حفلة ميلاد ابنة أخيها ، بريندا إلى أقصى الحدود 00وتهربت من منزل أخيها صباح الأحد الباكر ، وعادت بسرعة أكبر مما يجب إلى سيلينا هاوس 0
لكن ما إن وصلت إلى البوابات الطويلة الحديدية حتى أوقفت السيارة 00ثم تراجعت قليلاً ، لا تريد جذب اهتمام الكلبين 00إنها بحاجة إلى بعض الوقت لتفكر قبل مواجهة جان 0
أفلتت منها ضحكة جوفاء 00وقت للتفكير ؟ هذا كل ما كانت تفعله في الأسابيع العديدة الماضية ، ومع ذلك لا يزال تفكيرها مشوش 00ولأجل سلامة عقلها يجب أن تترك العمل لجان في أسرع وقت ممكن 00لكن لو أرادها أن تبقى حتى نهاية مدتها 00أربعة أو خمسة أسابيع أخرى 00فستفعل 0لقد وافقت على الاتفاق من البداية 00عدا عن هذا لن تستطيع رفض أي طلب له ، مهما سبب لها القبول من ألم 00
مدت يدها تدير المحرك ثم أطفأته على الفور 00ياإلهي!! ألن يتوقف دماغي عن الدوران في حلقات ؟ يا لضعفها وترددها 000!
دفنت وجهها بين يديها ، تحس بتعرق جبهتها 00كان داخل السيارة كالفرن وكانت تشعر بخفة في رأسها 00ماذا ستقول لو طلب منها البقاء ستة أشهر أخرى إلى أن ينهي كتابه ؟ ماهو العذر الذي ستعطيه للرفض ؟ هناك إمكانية كبيرة أن يسألها هذا 00فهي على كل الأحوال بارعة في عملها 00لكن كيف يمكنها البقاء ستة أشهر وهي تحبه وتريده00وتعرف إنه يريد امرأة أخرى ؟!!
كان دماغها يدور 00فأجبرت نفسها على الانطلاق بالسيارة وهي لا تزال عالقة في عذاب التردد 0
منتديات ليلاس
فتح لها غريفز البوابة 00ودخلت المنزل بالمفتاح الذي معها 00لم يكن هناك أثر لجان في غرفة الجلوس أو المكتبة 00في المطبخ رأت البخار يتصاعد من غلاية الماء ، وافترضت أن غريفز أخذ القهوة إلى غرفة جان 00لكن هذا غريب 0لماذا هو في غرفته في يوم جميل كهذا ؟
صعدت إلى جناحها 00وما إن انتهت من ارتداء ملابسها ، حتى قرع غريفز الباب 00ودخل يبدو عليه الاضطراب والحيرة 0
- ما الأمر غريفز ؟
- لست أدري حقاً آنسة ، مسيو مارك كان مكتئباً جداً اليوم 0لقد امضي الكثير من الوقت على الهاتف 0و00سهر كثيراً ليلة أمس 0
- لا شك أنه يفكر بكتابه 00إنه لا يسير على ما يرام 0
- على أي حال آنسة ، عرف بعودتك 0وطلب مني أن أسألك الذهاب إليه 00إنه في غرفة الجلوس الآن 0
- سأنزل حالاً 00شعري مبلول 00سأمشطه قليلاً 0
انكمشت معدتها 00إذن جان يريد التكلم معها مباشرة ! سيطلب منها أن تبقى ، أن تنتظر لحين انتهاء عمله ؟!
لم يكن جان في غرفة الجلوس 00كان يجلس خلف منضدته في المكتبة 00وتذكرت بريندا أول مقابلة لهما 00كان يرتدي الأسود كما كان يفعل في الأيام الأولى ، وتسألت عن مزاجه الآن 0
لم تكن المنضدة هي الحاجز الوحيد بينهما 0كان متباعداً جداً 00
- جان 00.
لم يحاول الالتفاف حول الموضوع :
-بريندا ، لدي أخبار جيدة لك ، أخبار تناسبك 00لقد اتصل بي روس بالأمس ويريدني السفر إلى أمريكا معه يوم الجمعة 00سنستقل الطائرة بعد الظهر إلى كاليفورنيا 00وسنبقى هناك بضعة أسابيع لنجري نقاشاً مع كاتب السيناريو ، ومخرج الفيلم 00وبالطبع ، أنا لا أطلب منك مغادرة المنزل فورا منتصف الأسبوع يناسبك أكثر 00لكن هذا وضع نهاية لنقاش كان سيجري بيننا 00أليس كذلك ؟
مهما طالت حياتها، لن تنسى بريندا صدمة كلاماته 00ترك المنزل وسط الأسبوع ؟ وسط الأسبوع !!؟ ارتفعت يدها إلى فمها ، وكل ما استطاعت أن تفكر به في تلك اللحظة هو انحراف النفس البشرية 00أفلت القرار من يدها 00وقال لها عقلها إن هذا أفضل 00لكن قلبها بدا إن له إرادة بنفسه 00إنها ليست مستعدة لهذا بعد! ويجب أن تواجه الحقيقة الآن 00كانت تعتمد على البقاء معه شهر على الأقل 00
- بريندا ؟
حاولت السيطرة على نفسها 00كان كل شيء من حولها يتحطم إلى شظايا صغيرة 00
- أنا 00ألا يمكن 00أن أجيء معك ؟ أعني 00أنا لا أفكر بالمغادرة فوراً و00ستحتاج إلى سكرتيرة 00
لوح بذراعه دلالة صرف نظر :
- لا 00روس سيأخذ سكرتيرته الشخصية 00آسفلهذا 00لكنني أعرف أنك لن تواجهي مشكلة في إيجاد عمل جديد 00
نظرت إليه عبر ستارة من دموع والغصة في حلقها تجعل من الكلام مستحيلاً 00كيف تمكن من إبلاغها هذا ، هكذا ؟ كيف يمكنه أن يتحدث كرجل أعمال ؟ كل ما يشعر به شيء من الإحراج لأن فترة الإنذار بترك العمل قصيرة 00ولهذا هو متباعد ! ألا يهتم بها ؟أليس لديه فكرة كم يجرح مشاعرها ببروده هذا ؟ وبعد خمسة أشهر من الصداقة !!
لم ترغب في قول شيء من هذا 00لكن حاجتها تغلبت على منطقها وعلى كرامتها :
- لا 00فهذا وداع كما أخشى ، لكنني أود أن أقول 00
- لكن يمكنني انتظارك ! أستطيع البقاء مع غريفز 00
- لا تكوني سخيفة 00أينما أذهب ، يذهب معي غريفز 00
- وماذا عن الكتاب ؟ لم نكد نتجاوز منتصفه ؟
وكادت تضحك على خداعها لنفسها :
كان صوته هادئاً كعادته :
- تعرفين كما أعرف أن الكتاب كله أخطاء 00يجب أن أعيد التفكير به لأبدأ من جديد 00ولا أستطيع أن أقول متى سأعاود كتابته 00احتاج إلى راحة لبضعة أسابيع 00لا احتاج للعمل بنفس السرعة التي كنت أعمل بها 00وتعرفين بالضبط ما أعني بهذا 00أليس كذلك ؟
أوه 00بلى تعرف تماماً ما يعني بكلامه 00هذه الأيام ليس غاضباً جداً ، لذا لا يحتاج إلى التنفيس عبر الكتابة 00ليس غاضباً لكنه لا زال غارقاً في ذكريات إليان !!
أخذ رأس بريندا يدور 00أحست أنها قريبة من الإغماء 00كانت يداها ترتجفان فأمسكتهما بشدة معاً وكأنها تصلي ك
- أنا 00لا أفهم لماذا أنت ذاهب إلى أمريكا 00لقد قلت إن باستطاعة هؤلاء الناس أن يأتوا إلى هنا 0
ابتسم فخوراً بنفسه :
- أعرف 00والشكر في كل هذا لك 0أخرج من المنزل في أسبوع ، وأغادر البلاد في التالي !
أرادت بريندا أن تضحك لهذه السخرية 00إذن لقد أعادت جان إلى العالم الخارجي 00وسيغادر البلاد ويتركها 00
لو أنها تستطيع الذهاب الآن محتفظة بوقارها 0لو أنها فقط تستطيع إيقاف هذه الدموع وتصافحه وتتمنى له الخير 00بكل تأكيد هذا أفضل 00والأفضل أن لا تراه مجدداً 00أبداً! من الأفضل أن تحرم من بضعة أسابيع أخرى معه 00أسابيع ستكون مرة حلوة كتلك التي مرت
لكن المنطق لا دور له هنا ، وانهارت 00تنتحب بهدوء وعجز محطمة :
- بريندا 00أرجوك 00
كان في صوته شيء من الدهشة 00ومد يده ببرود إلى جيبه ليعطيها منديله :
- بريندا 00لماذا تكدرت بالله ؟ أنا ممتن لك وتعرفين هذا ، كنت لطيفة جداً معي في الأشهر الأخيرة 00ولن أنسى 00
قاطعته بغضب :
- لطيفة !! لطيفة ! جان 00أنا أحبك أتسمعني ؟ أحبك 00ولقد أحببتك منذ زمن طويل !
هيمن الصمت في الهواء بينهما 00لقد قالتها 00ولا يمكن أن تسحبها 00والأهم ، أنها لم تهتم بشيء أبداً 0لا تهتم كم أنها غبية كبيرة 00الآن ظهرت 0
لثوان طويلة بقى جان مارك دون حرك 0ثم تقدم إليها ، وعيناه مغمضتان بحيث لم تستطع قراءة أفكاره 0
- بريندا 00عزيزتي بريندا 00هل يتسع لطفك إلى درجة أن تقولي لي هذا ؟ يا طفلتي العزيزة !
دفعت يده عنها ، تكره منه محاولة إظهار العطف عليها :
- لا تتهمني جان بهذا 00لقد قلت لي كم أنا لطيفة عشرات المرات 00وأنت الآن تتهمني بذلك 00أنا أحبك 00أحبك أكثر من أي شيء في العالم 00وهذا أمر لا علاقة للطف فيه 0
تلاشى صوتها 00لا جدوى من كل هذا 00إنه لا يريد أن يصدقها ، أو أنه يرفض أن يصدقها ، وهذه طريقته بالبقاء من عزلاً لإبقائها على مسافة منه ، لأنه لا يستطيع بأية طريقة التجاوب 00لاشيء عنده يعطيه ، لاشيء يمكنه يعطيه لها 0
- بريندا 00إصغي إلي 00أشعر بالغرور لكلامك هذا 00لكن إحساسك ليس حقيقياً 00مع الوقت ، سترين أنه امتداد للطفك ، لطبيعتك اللطيفة ألا ترين هذا ؟ لديك قدرة عطاء كبيرة 00وهذا من الأمور الأولى التي عرفتها عنك 0 لقد أخبرتني عن طريقة عنايتك بوالديك قبل أن يموتا 00ثم حين التقط دان وولديه الرشح ، أول ما أردت عمله هو الإسراع إليهم 00حتى أنك أردت التخلي عن شقتك , وعملك كي تعتني به وبولديه 00فعلت كل هذا دون التفكير بنفسك 00وما كنت تفكيرين بحياتك الخاصة ، تدعين أنك واقعية ، لكنك رومانسية لأقصى الحدود 0وقد قلت لك هذا مئة مرة 00جئت إلى هنا ورأيت فيّ رجل عزل نفسه عن الحياة ، وقمت بجهد عنيد كي تتواصلي معي ، كي تظهري لي أن الحياة لا زال لديها أشياء تقدمها لي 00حسناً 00لقد نجحت وسأبقى إلى الأبد ممتناً لك لأجل هذا 0
تضاعف الألم في قلبها 00إنه يتكلم عن الامتنان وهذا آخر شيء تريده منه 00لم تقل سيء لا داعي لأن تقول شيء 00وأكمل :
- صمتك يخبرني الكثير 00أفهم مشاعرك 00تعتقدين أنني مخطئ ، تعتقدين أنك تحبينني 00صدقيني ، سترين الأشياء مختلفة جداً بعد مضي بضعة أسابيع 00عزيزتي ، أنا عشت أكثر منك وسرعان ما ستعرفين أنني محق ، ستعدين النظر في فترة إقامتك هنا ، وستكون ذكرى مبهجة كما أرجو 00لكنها لن تكون أكثر من ذلك 00مع الوقت ، ستلتقين بشخص ما وستحبينه حقاً ، وأرجو الله أن يكون شخصاً يستطيع تقديم حياة طبيعية لك و يستحقك 00
- جان 00أريد الذهاب الآن 00أشعر فعلاً أن الأفضل لي أن أترك الآن 00في الحال 0
نظرت لعينيه كانتا كئيبتين كما كانتا مرات عديدة فيما مضى 00إذن فهو يشعر بشيء نحوها ! ليس كثيراً ، لكن بما يكفي لكي لا يتمكن من إخفاء عطفه عليها 00ولم يكن هذا محتملاً لكليهما 0
قال :
- أجل 00ربما أنت على حق 00سيكون هذا الأفضل 0
تجرك مبتعداً فاتجهت مسرعة نحو الباب :
- دعيني أعرف متى كنت مستعدة 0
- لا ! لا تأت لوداعي ! إذا أردت أن تسهل علي ّ هذا قليلاً فابق حيث أنت 00أرجوك 0
هز رأسه ببطء وابتسامة متشنجة تشد أطراف فمه :
- وداعاً بريندا 0
- وداعاً جان
بقيت معظم ثيابها دون توضيب ورمتها في السيارة دون اعتناء 00كانت تتحرك كرجل آلي 00وكان غريفز يراقبها متكدراً :
- هذا كل شيء آنسة ، لم يبق شيء في غرفتك 00أنا 00لست أدري ماذا يجري لكنني آسف جداً لرؤيتك هكذا 0
أجبرت نفسها على الابتسام 00
- ستذهبان لأمريكا يوم الجمعة 00هذا ما يجري 0بعد خمسة أيام ، ستكون مع سيدك في كاليفورنيا المشمسة 00أوه 00غريفز 00لا تنظر إلى هكذا ! سيشرح لك كل شيء 0
- لكنك ستعودين 00ألن تفعلي ؟ حين نعود ؟
-
لا 00جان لن ينهي كتابه 00على الأقل ليس الآن 00إنه 00وداعاً غريفز 00اعتن بنفسك !
صعدت وراء المقود وأنزلن زجاج نافذتها :
- غريفز 00لديك عنواني 00إذا كان هناك 00إذا ظننت يوماً أنني قد 00أعني 00إذا كان المركيز 00
ولم تعرف ماذا تريد أن تقول 00لكن غريفز فهم :
- سأفعل آنسة 00أعرف مشاعرك 0
وراقبها وهي تبتعد 00مرتبكاً لانقلاب الأحداث المفاجئ 00ثم دخل متصلباً ليكلم سيده 00متلهفاً لكي يعرف ماذا يجري حقاً0
************************************************** ********** *****

عند منتصف الليل ، كانت بريندا لا تزال تلبس البنطلون والتي شيرت وتجلس في مطبخ شقتها ، تمسك بين يديها فنجان قهوة ومنذ زمن طويل 00لم تذكر أنها صنعته 00لا تذكر أنها قادت سيارتها من ( باكنغهامشاير ) إلى ( بادنغتون ) 00لكنها تتذكر كل كلمة مرت بينها وبين جان ، بعد ظهر هذا اليوم 00حتى آخر كلمة 0
لم يكن إحساسها يضاهي أي إحساس خبرته في حياتها 00الرجل الذي سمح لها أن تدخل عالمه بالقليل القليل من المشاعر ، تركها مع قلب يتألم بحبه 00وبالاضافة إلى هذا عرفان بالجميل 00كيق يمكنه أن يرجع حبها له إلى اللطف ؟ كيف يمكنه أن يخلط بين الاثنين ؟ 00ربما كانت هذه طريقته لتجنب المزيد من الإحراج 0كانت الساعة الثالثة صباحاً حين ذهبت للفراش أخيراً ، ولم تكتب شيء في مفكرتها 00وماذا يمكنها أن تكتب ؟!
استيقظت بريندا في الساعة الخامسة 00فبعد ستة أشهر من الاستيقاظ مبكراً ، تكيفت على هذا وسيطول أمد عودتها إلى طبيعتها 00ما هي إلا ثوان حتى امتلأ تفكيرها المشوش بالتساؤل :
ما الذي ارتكبته من غلط جعله لا يطلب منها البقاء ؟ سيغيب في كاليفورنيا أسبوعين فقط كما قال !! فلماذا لم يسألها متابعة الإقامة أو العودة بعد أن يعود ؟ لا يتعلق الأمر بخوفه من أن تحرجه 00فهي في تلك المرحلة لم تكن قد باحت له بمشاعرها بعد 0
كل ما فعلته أنها قالت لجان أنها تريد أن تناقش معه مسألة العمل 00لو أنها لم تقل هذا لم تقل شيئاً عن رحيلها 00لربما كان أبقاها معه 00ولربما كانت معه الآن 00
خرجت من السرير تشعر بالتعب 00مع حلول ساعة الغداء استحمت وارتدت روبها لتعود وتجلس مجدداً تحدق في الفراغ 00
ما كان يؤلمها هو الإحساس بالنبذ00لن تتغلب على الطريقة التي صرفها بها جان ببرود تام 00كل تعاليمها الأخلاقية وعقلها السليم لم يحضراها لمثل هذا أبداً 0
من كانت تخدع طوال تلك الأشهر ؟ يمكن للمرء أن يخدع نفسه فترة قصيرة إذا استطاع 00بالطبع كانت تأمل بمستقبل مع جان 00بالرغم من كل شيء استمرت بالأمل 00إنها من البشر 00وكيف لبشري أن يحب بمثل هذا العمق دون أمل أن يعود له ولو القليل من حبه ؟ القليل 00القليل فقط 0
قدم يوم الأربعاء وهي تجلس على الأريكة 00كانت تعيش على التوست والشاي فقط 00لا تزال ثيابها ملقية على الأرض 00لم يتصل بها أحد ولم تتصل هي بالعالم الخارجي 00حتى الوكالة 00فالعمل سيكون مستحيلاً لها الآن 00كل ما تريده أن تتكور في مكانها وتموت 00صحيح أن حياتها كانت فارغة قبل أن تلتقي بجان لكنها الآن قاحلة عقيمة ! بالنسبة لها لن يكون هناك سواه أو أحد مثله 00أنه كل شيء أرادته واحترمته في رجل 00
كانت لا تزال غير قادرة على النوم 00بعد منتصف الليل بقليل ، قامت بشيء لم تفعله من قبل ، خرجت من شقتها تسير في الشوارع لمدة ساعتين 00كانت تحاول أن تهدئ تفكيرها ، أن توقفه عن الدوران في حلقات فارغة 00أن توقف نفسها عن القول : لو أنني فقط 00 لو أنني فقط 00
صباح الجمعة أخرجها رنين الهاتف الحاد من غفوتها 00وسارعت لتجيب قد يكون جان !!ولكن 00قبل أن تصل للهاتف أنبت نفسها 00لن يكون هذا جان 00فحتى لو أراد 00لن يطلب عودتها الآن وقد بدت حمقاء أمامه وأحرجته بإعلانها حبها 00وكأنها مراهقة مهووسة 0
وكن دان :
- بريندا ، ما الذي يجري ؟ اتصلت بمنزل المركيز ليلة أمس وقال رجل لي ذو صوت أجش أنك لم تعودي تعملين هناك 00ماذا حصل 00هل أنهى كتابه ؟
- أجل 00أنتهى ، وانتهت الوظيفة 0
فيما بعد ستخبر دان الحقيقة 00لكنه لن يعرف أبداً ما حصل فعلاً 00لم تقل كلمة لدان 00بل بقيت هادئة وتركته يثرثر وهي تصغي 00لمحت نفسها في المرآة 00أنها تبدو كالشبح ، تحت عينيها دوائر سوداء 00شعرها غير مغسول غير مسرح 00وتبدو سقيمة 00
قال دان :
- أريد رؤيتك نهاية الأسبوع 0
- ماذا ؟ أوه 00لا 00لن آتي هذا الأسبوع 00أنا لست على ما يرام 00لا استطيع تتحمل الولدين 0
- لا أريد أن أراك أختي 00سأجيء لأراك 00هناك 00هناك شيء أريد أن أقوله لك 0
نظرت بريندا مستغربة لسماعة التلفون :
- حسناً جداً 00أعني بالطبع تستطيع المجيء 0
يا إلهي 00يجب أن تتماسك 00كيف تستطيع أن تخفي عن دان أن عالمها أنهار إلى قطع متناثرة ؟
- غداً بعد الظهر ؟
- أجل 00أجل دان 00في أي وقت تشاء 0
بعد أن وضعت السماعة أجبرت نفسها على أن ترتب نفسها وبيتها قليلاً 00لا تريد أن يجدها أخوها كالميتة والشقة في فوضى 00منذ اتهمها بأنها تقع في حب جان تجنبت أن تذكر المركيز أمامه إلا بصورة عفوية0
قبل الظهر خرجت لتشتري القهوة والخبز 00وفيما بعد ذهبت للتنزه في حديقة عامة صغيرة00وأخذت تتذكر أرض سيلينا هاوس 00
وهي تستدير عائدة لشقتها ، رأت سيارة تاكسي متوقفة أمام مدخل المبنى 0ولم يخطر ببالها أن شخص ما يزورها ، لذا لم تستعجل 00حتى وصلت للباب الرئيسي ، رأت لفافة ضخمة تستند إلى الجدار ، وسائق التاكسي يضع أصبعه على جرس بابها 00ومضت ثوان قبل أن تجد صوتها :
- هل 00هل هذا لي ؟
بدا الارتياح على وجه السائق :
- أنت الآنسة توماسون ؟ أجل 00وهذه أيضاً 00
وضع في يدها لفافة صغيرة وحمل اللفافة الكبيرة للداخل 0
- أجل 00أنا أسكن الطابق الأول 00
كانت تعرف ما بداخل اللفافة كما 0كانت ملفوفة بشكل جيد لكن الشكل لا يمكن إخفاؤه ،أسندها السائق على جدار غرفة الجلوس 00وأعطته بريندا إكراميته وشكرته 00ثم وقفت تنظر للوحة بلا تصديق 00
لماذا ؟ لماذا فعل جان هذا ؟ بماذا فكر وهو يرسل لها لوحة أصلية قيمتها آلاف الجنيهات ؟ هل هذا دليل آخر على العرفان بالجميل ؟ الجميل الذي لا تريده ؟
ركعت على ركبتيها وانتزعت اللصوق الصغير فوق الورق الأسمر 00تحت الورق كان هناك كرتون مضلع للحماية ، وضعت ثقباً فيه لترضي فضولها برؤية أي لوحة هي 00لا تنوي فتحها أو استبقاءها 00لن تستطيع هذا 0
كانت اللوحة التي تحتل مكانها فوق المدفأة في المكتبة 00تلك التي أثارت ذكرياتها لأول مرة يوم تعرفت على المركيز 0
نظرت لساعتها 00يجب أن يكون هناك تفسير لهذا 00لقد قدم لها جان العذر المناسب لتتصل به 0
لكن الوقت متأخر جداً 00لم يكن هناك أحد بالمنزل 00لا شك أن ساكنيه متجهان الآن لأمريكا 00لقد وقت التسليم في هذا الوقت عن قصد لعلمه أنه لن يكون موجوداً مع وصول سائق التاكسي للندن 0 إنه لا يريد أن يتحدث إليها 00وهذه اللوحة مجرد هدية ولا يجب أن تقهم أي شيء منها 0
على أي حال ، هناك شيء أهم من هذا 00فقد تذكرت اللفافة الصغيرة الأخرى ، وفتحتها دونما اهتمام 0
كانت اللفافة شريط مسجل 00فتحركت كالبرق لتجلب مسجلتها بيدين مرتجفتين 00
كان صوت جان الهادئ يتحدث إليها بوضوح وكأنه يجلس قربها :
( مرحباً بريندا 00أرسل لك هذه اللوحة لأنني أعرف كم تحبينها 00إنها لك 00وأرجو أن تعتبرينها ضيفة في منزلك كما كنت أفعل ، وضبت اللوحات الثلاث الأخرى وأرسلتها إلى المعرض الذي عرض أولى لوحاتي في انكلترا فأنا مستعد للتخلي عنها 00وأعرف أن هذا سيسعدك )
ساد صمت قصير 00حين تكلم ثانية ، كانت الكلمات أكثر بطئاً :
( ستدركين الآن أنني أهتممت بملاحظاتك حين ناقشنا أول مرة أمر مارك 00كان لدي إحساس أنل لم تصدقيني حين قلت أنني تركت الماضي وشأنه 00وهذا هو الدليل 00هناك أشياء كثيرة أخرى في الحياة أحصل منها على سعادتي ن وأشكرك لك 00وداعاً بريندا 00واذكريني من وقت لآخر )
لأول مرة منذ تركته ، بكت بريندا 00سيطرت شهقات متشنجة عليها وتركت جسدها خاليا من الطاقة 0إذن جان فعلاً رجل أكثر سعادة هذه الأيام 00على الأقل ذاب جليد قلبه بما يكفي ليزعج نفسه بإرسال هدية لها 0
جلست على الأرض ، تكرر سماع الشريط مرات ومرات 0لقد جاء دورها الآن لتتكيف 00عليها كذلك أن تواجه المستقبل 00مستقبل دون جان 0لم يعد يحتاج إليها ويجب أن تترك الماضي وعواطفه ن يجب أن لا تفكر بنفسها أو بألم قلبها 00يجب أن تكون ممتنة لأنها تمكنت من القيام بشيء ما 00مهما كان صغيرا 00لجان مارك 00
وربما بعد قليل من الوقت ، سيتمكن من نسيان إليان !!

 
 

 

عرض البوم صور bobo doll   رد مع اقتباس
قديم 23-10-08, 03:28 PM   المشاركة رقم: 27
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Sep 2008
العضوية: 94019
المشاركات: 71
الجنس أنثى
معدل التقييم: bobo doll عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 70

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
bobo doll غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : bobo doll المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

11/ الحب يعمى أيضاً




في الساعات الأولى من الصباح التالي استيقظت بريندا لتجد نفسها مبللة بالعرق بعد أن شاهدت حلماً مثير للاضطراب 00فقد استمرت ترى جان في مختلف أحواله ، يجلس إلى البيانو معها ، يضحك وهي تغني 00ثم رأته يجلس تحيط به هالة باردة من الوحدة في الحديقة 00ثم رأت أنها تجلس معه في المكتبة تتلقى الإملاء ، وفي اللحظة التالية أحست بلمسة يده على يدها حين كان ينظر إليها لأول مرة 0
منتديات ليلاس
تركها الحلم خائفة ومنزعجة 00
أمضت الصباح وهي تنظف وتعمل بشكل محموم ، وكأنها بهذا تطرد كل ذكرى لكل لحظة قضتها في سيلينا هاوس 00
وصل دان بعد الظهر 00لو تمكنت من تجنب أخيها لأسبوعين فقط ، لربما تمكنت من استعادة رباطة جأشها 00لكن الجرح لا زال طازجاً 00وكل ما تريد أن تخفيه عنه كان محفور بوضوح على وجهها 0
- ياإلهي ! تبدين مريعة !
هذه تحية جان لها حين فتحت له الباب ، فابتسمت له :
- إنه مجرد رشح 00يقال أن الرشح في الصيف أسوأ من حد السيف ، أليس كذلك ؟
- لكنك فقدت الكثير من وزنك بريندا 0 هل كنت حقاً مريضة ؟ لماذا لم تبلغيني ؟ ظننتك تتمارضين نهاية الأسبوع المنصرم 00كنت هادئة جداً 0
أجبرت نفسها على الابتسام :
- لا تفتعل ضجة 00إذا كنت قد فقدت من وزني فهذا أفضل لي 0 شاي أم قهوة ؟
- ماهذه اللفافة في غرفة الجلوس ؟ أوه 00قهوة من فضلك 0!
استدارت تعد القهوة :
- لا يفوتك شيء 00أليس كذلك ؟ إنها نوع من الإكرامية للعمل الذي قمت به 00من مارك 0
- أتعنين أنها أحدى لوحاته ؟ يالله ، إنها تساوي ثروة ! لا يمكنك قبولها بريندا 0
- أعرف هذا 00جيء بالصينية معك ، أتسمح ؟ وغير الموضوع ! أنت هنا لتقول لي أخبارك 00ألا تذكر ؟
- لكنني لا أفهم إكرامية ؟ لا يعطي المرء إكرامية تساوي آلاف الجنيهات ، مهما كنت كفؤة ! ما الداعي ؟
لم تعرف بماذا ترد عليه !!
- ربما للمركيز مال أكثر مما له عقل 00لكنني بالتأكيد سأعيدها 0
لم يقل دان شيء آخر مع أنه لم يكتف بردها 00بل نظر إليها بقسوة مطولاً 00كأنها أهانته في ذكائه 00لكنه لم يضغط عليها للمزيد 00
ابتسمت مع انفراج وجهه بابتسامة :
- إذن ماذا لديك لتقول لي ؟
لم تكن قد شاهدته مسترخياً منذ زمن بعيد 00
- ألا يمكنك أن تخمني ؟
- بدأت لتوي أفهم شيئاً 00أيمكن أن يكون لهذا دخل بك وبداغمار ؟
ابتسم دان ورمي سترته على ظهر كرسي ك
- سألتها أن تتزوجني 0
- أوه 00دان ! 00إنها مفاجأة ! أليس كذلك ؟
- لا 00! إنها معي منذ خمسة أشهر 00ويمكنك معرفة شخص ما خلال خمسة أشهر 00خاصة حين تعيشين معه تحت سقف واحد 0
خمسة أشهر , بالطبع خمسة أشهر
! كيف طار الوقت !! ثم نعم يجب أن يعرف المرء شخصاً بشكل جيد إذا عاش معه خمسة أشهر 00يجب 00
تابع دان :
- لقد حدث هذا فجأة أختي 00أعجبت بها منذ البداية وتعرفين هذا ن ولن تصدقي كم نحن متفقان 00كم نحن منسجمان ! والولدان يحبانها كثيراً 00هل أنت سعيدة لأجلي بريندا ؟ أرجوك قولي نعم !
- أوه 00حبيبي 00بالطبع أنا سعيدة ! وأتمنى لك كل السعادة 00وتعرف هذا 00إنها أخبار رائعة ! سأتصل بداغمار في ما بعد لأهنئها 00أنا مبتهجة دان 0
كانت سعيدة جداً 00تقدم دان واحتضنها :
- أوع 00بريندا 00أنت إنسانة لطيفة 0
على الفور ، أخذت الدموع تتجمع في عينيها 00ياله من كلام يقوله 00وهو آخر ما تريد سماعة :
_ سئمت سماع هذا 00منك و00من الآخرين00ثم لا داعي لذلك الكلام وهو سخيف 00وما هو رد الفعل الذي توقعته مني غير هذا ؟!
عاد إلى مقعده ، وتجنب النظر إليها :
- عرفت أن هذا سيسرك 00كان لديك فرصة مناسبة للانتقام مني لردة فعلي الحمقاء السخيفة يوم قلت لي أنك وقعت في حب المركيز 00لكنك لم تستغلي ذلك 00ولهذا أنت لطيفة 0
- أنا لم أقل لك أبداً أنني أحب المركيز 0
التقى بعينيها :
- لم تكوني بحاجة لتقولي 00كما لست بحاجة لتقولي الآن أن شيئاً رهيباً حدث 00مع أنني أرجو أن تقولي لي 00شاركيني سرك بريندا 00لا تقولي لي المزيد من الهراء عن أنك مصابة برشح صيفي 0
بدأت بريندا تبكي مع بدئها بالكلام 00لم تتوقع منه أن يفهم مع أن الحب داخل حياته , لم تقل له كل شيء 00واصغى إليها دان باهتمام 00لم يقاطعها إلى أن غلبها البكاء 00ثم أعلن رأيه بالقضية 00وكان رأياً صدمها حتى الأعماق :
- لا أستطيع اتهامك بالغباء بريندا 00لأنك لست غبية 0 الأمر ببساطة أنك قريبة جداً من المسألة بحيث لا تستطيعين النظر إليها بموضوعية رأيي أن جان مارك لا يشعر فقط بما تشعرين به 00لكنه يحبك كثيراً بحيث أنه قام بتضحية مثالية 00تركك ترحلين 0
مر جزء من الثانية صدقته فيها ، لأنها أرادت أن تصدقه 00ولأن دان يقول هذا ، ودان متعقل ومنطقي 00لكن تفكيرها السليم عاد إليها بسرعة :
- عم تتكلم ؟ كيف وصلت إلى هذا الاستنتاج ؟
ارتفع صوتها إلى وتيرة مرتفعة جداً 00لكن دان رد بهدوء ، وكأنما كل شيء واضح :
- من عشرات الأشياء التي قلتها لي 00المركيز وثق بك واحترمك 00وهذا بالتأكيد ما ترينه بنفسك 00نمت علاقتكما ببطء ، بالرغم من أنه كان يقاوم 00ألا ترين لماذا المقاومة ؟ ألا ترين الآن لماذا أبعدك عن حياته ؟
- دان 00هناك شيء لا تفهمه 00
- لأنه أعمي بريندا 00أنه أعمى !
وقفت بريندا 00غاضبة 00خائبة الأمل :
- هذا كلام سخيف تماماً ! أنت تترك لتحيزك أن يلون تفكيرك ! لا يهمني كونه أعمى ! وهو يعرف هذا 00لقد أتفقنا على هذا من اليوم الأول !
مال دان إلى الخلف بطريقة تشعل السخط :
- الآن أعتقد فعلاً أنك غبية 0
- أريدك أن تذهب الآن دان 00أنا متعبة جداً 00وبصراحة أنت آخر شخص يمكنه فهم الموقف هذا 0
وقف فجأة يدفعها إلى الوراء لتعود إلى الأريكة :
- أجلسي وأخرسي !
- في حال لم تفهمي ما قلته من قبل 00لقد اعتذرت لملاحظاتي حول إعاقة جان 00أعرن الآن أنك حين تقعين في حب شخص ما ، لا تتوقفين لتفحص عيوبه 00داغمار تكبرني بخمس سنوات 00وهي من بيئة مختلفة جداً عني 00غير متعلمة 00لكن هل تعتقدين لدقيقة واحدة أن هذا يجعلني أحس بشيء مختلف نحوها ؟ وأنني كنت سأغير رأيي لأن ماضيها لا يخلو من عيوب ؟ أنا أحب ما هي عليه 00كما تحبين أنت جان 00بنظر أو بغير نظر 00أنا أتعلم 00أترين ؟ أنا لست المتوحش الذي لإحساس له كما تعتقدين 00أعرف أن عمى جان لا أهمية له عندك , ولكن له أهمية عنده 0
نظرت إليه بريندا بذهول 00لا بد أن داغمار أثرت عليه أكثر مما ظنت ، ومات غضبها 00دان يحاول أن يفهم وهي ممتنة له 00لكن هناك شيء يفهمه خطأ :
- هناك شيء لا تفهمه 00أنا 00جان وأنا ، كنا صديقين ، وهذا كل شيء 00أترى 00إنه 00لا يزال يحب زوجته 0
نظر إليها دان وكأنها تهذي :
- هل هذا ما قاله لك ؟ وابتلعت الطعم ؟ ألا ترين أنه يحاول 00
لوحت بيديها بنفاذ صبر :
- لا 00لا، لم يقل لي 00لم يكن بحاجة لأن يقول ، إنها الحقيقة دان 00كان يجب أن أرى الحقيقة منذ زمن طويل ، منذ مدة قالت لي كاثلين هذا 00لكنني توصلت إلى قناعتي بنفسي وأنا 00
قطب :
- كاثلين ؟ هل هذا هو رأي كاثلين ؟
- حسناً 00اولاً 00أجل 00لكنه أمر واضح إذا فكرت فيه 00ألا ترى ؟ أود دان 00هناك أشياء كثيرة لا تعرفها 0
- أخبريني أياها إذن 00لدي كل الوقت ، ولسوف أحل هذه المشكلة بريندا 00هيا 00بالتأكيد يمكنك الثقة بأخيك ؟
حين لم ترد ، ضغط عليها أكثر :
- أرجوك ثقي بي أختي 00سأفهم ، وستعرفين هذا 00أخبريني كل شيء 00أخبريني التفاصيل 0
تكلمت بريندا أكثر من ساعتين 00وأخبرته بكل شيء وكل الاستنتاجات التي توصلت إليها عن جان وعن فنه وحزنه ، وكيف اقنعها أنها مخطئة 00كل شيء :
حين انتهت رفعت رأسها لتجد دان يبتسم لها بصبر :
- الأمر بوضوح الأنف في وجهك عزيزتي 00المشكلة أنك لا تستطيعين الرؤية بوضوح 00فكري بالأمر الآن ! فكري بالفرق بين الرجل الذي وصفته لتوك والرجل الذي أخبرتني عنه في البداية 00أنظري إلى الفرق ! ألا ترين كم أثرت على حياته ؟
- أجل 00لكن 00كاثلين 00
- كاثلين مخطئة 00كما أنت الآن مخطئة0
- لكن ليلة ذهابنا للأوبرا 00اعترف جان أنه كان يفكر بزوجته 0
ضحك ضحكة جوفاء :
- وماذا في هذا ؟ هذا أمر يحدث من وقت لآخر 0يمكن أن يكون أي شيء ولو صغيراً جداً ذكره بها ، ربما عطر امرأة أخرى ، أو شيء قلته أنت له ، أو ربما الموسيقى 000أشياء كهذه تحدث من وقت لآخر ، أتظنين أن يوماً يمر دون أن أتذكر سالي ؟ ثم ليس لديك دليل يظهر أن جان كان يتمتع بذكرياته 0لقد قلت أنه أصبح مكتئباً 0
- أجل 00لكن 00بالتأكيد 00
- اسمعي بريندا 00لقد أبعدك جان عنه لأنه أعمى 00أقول لك هذا ، فكري بالأمر بعقلانية 00إنه أكبر منك بسنوات 00ثم هناك اعتبار الأولاد 00كيف سيتمكن من التعامل معهم ؟ ألا ترين إنه خائف لأن هناك أشياء كثيرة لن يتمكن من مشاركتها معك ؟ لقد تركك ترحلين لصالحك أنت !
لم تجرؤ على السماح لنفسها بالتفكير أن هناك بعض الحقيقة في كل هذا أو بعض أمل :
- لا 00لا 00أنت مخطئ 00! لقد قلت لك كم هو كفؤ ، وسيتمكن من التعامل مع الأولاد 00حتى لو 00ولو كان يحبني 00فهو لا يؤمن أنني أحبه ! يجب أن نواجه الحقائق !
نظر إليها دان بمزيج من الشفقة ونفاذ الصبر 00وبكثير من الحب :
- مشكلتك الرئيسية أنك لا تصدقين كم من السهل الوقوع في حبك ، وكم أنت مميزة 0أنت لا تصدقين أن جان يمكن أن يحب ما تزعمين أنها فتاة قبيحة مثلك 00لكنه يحبك 00وبما أننا نتعامل مع الحقائق أخيراً بدل النظريات ، فكري بهذا : لطفك أمر واقعي 00وجان يعرف هذا كما أعرفه أنا 00ألا ترين أنه لا يستطيع أن يطلب منك البقاء معه أو العودة إليه في ما بعد 00في وقت يظن أنك قد توافقين بداعي اللطف ؟
أخذت أفكار بريندا تدور وتدور بارتباك :
- لكنه يعرف أن عماه لا يهمني !
سألها دان وهو يقف على قدميه :
- أيعرف حقاً ؟ أيعرف ؟ أنا ذاهب الآن 00سأتركك تفكرين بهذا 00لا تبدئي بالبكاء مرة أخرى !
ضحك ساخراً لأنه أراد أن يوضح وجهة نظره :
- تتكلمين عن الآلفة الجميلة بينك وبينه 00هاه ! يبدو لي أنكما أمضيتما وقتاً أطول مما يجب تلعبان البيانو وتتمشيان تحت ضوء القمر 00ولم تصلا إلى التواصل الحقيقي 00عودي إلى سيلينا هاوس بريندا 00وتواصلي معه 00وحاولي استخدام كلمات جيدة وقديمة 00فلن يحدث بينكما تخاطر روحي !!
عند الباب وضع يده على كتفها :
- يعجبني ما بدا من جان مارك 00وكلما أسرعت في العودة إلى تعقلك ، كلما أسرعت في الترحيب به كصهر 00
- ماذا 00ماذا تعني ؟
رفع نظرته إلى فوق ،وعلق سترته على كتفه :
- سأقول هذا فقط : حين قلت لداغمار أنني أحبها ن ابتسمت بحزن 00وطلبت مني أن لا أخلط الحب بالامتنان نحوها لكل ما تفعله لي ولولدي 00فهل عرضت عليها ال
الوظيفة لخمس سنوات لأبرهن لها عن حبي ؟ لا 00لقد برهنت لها بالطريقة الوحيدة التي أستطيعها 00ولقد سمعت بها اليوم 0
نظر إليها مبتسم وخرج 0
ومع مرور الأيام ، كانت بريندا تتقلب ما بين تصديق أخيها وبين الظن أنه متفائل أبله ، فكل شيء في حياته أصبح وردياً وهو يظن أن عالمها يمكن أن يكون مثله 00لقد ارتفع دان في نظرها 00فقد أصغى إليها وفهم 00مع ذلك لم تصل لنتيجة !!
صحيح أنه ليس لديها دليل عن إليان 00ما عدا أن جان لم يذكرها قبل ليلة الأوبرا 0!
أما عماه 00فتعاملها العفوي معه هو الذي أمن لها العمل في الدرجة الأولى !
أخيراً يس هناك شيء يظهر أن جان مارك أحبها 00و لاشيء 00لكنها تصرفت حسب نصيحة أخيها دان وذهبت لتكلم جان 00
فهي ليست من النوم الانهزامي 00لكن كيف تعود لمنزل جان ؟
مضى على سفر جان أكثر من أسبوع فبل أن تفك بريندا اللفافة عن اللوحة 00أوه 00إنها لا تزال تنوي إعادتها لمارك 00لكنها فتحتها على أمل أن تعطيها ولو قليل من المواساة 00
كانت قطعة ورق وحيدة ما بين الكرتون واللوحة 0وكان بالإمكان أن تمزقها دون تفكير لولا أنها وقعت على الأرض 00نظرت إليها بغباء ، ودون إدراك 00كان عليها جملتان بخط غريفز البارز : ( آنسة 00نحن لن نذهب إلى أمريكا 00بل إلى سويسرا )
سويسرا ؟ إلى أخصائي العيون ؟ جان ذهب لمقابلة البروفسور ؟ ( إنه يفعل ذلك لأجلك آنسة 00ولأجلك فقط 00غريفز )
فغرت بريندا فمها تحدق بآخر جملة 00وجسدها كله يرتجف 00يا إلهي 00دان محق ! إنه محق !! كم كانت غبية 00كم هي غبية بشكل لا يصدق !! لقد كانت مشغولة جداً حتى أنها لم تر ما هو واضح بشك صريح !
لكنه كان واضح لدان 00جان يحبها ! ( إنه يفعل ذلك لأجلك آنسة ) 00
أنه يحبها بقدر ما تحبه هي 00وعرف ذلك غريفز !! وكانت هي آخر من يدرك هذا !!
ضمت الرسالة إلى صدرها وقلبها يغني فرحاً 00
وتمكنت من رؤية كل شيء لأول مرة بوضوح 00هناك دلائل كثيرة توضح أن جان كان يعيقه عماه 00ليس لأنه لم يعد يستطيع الرسم 00بل لأنه ظن نفسه غير قادر على الحب أو تقبل الحب 00هناك أشياء كثيرة سمعتها لكن فشلت في فهمها !!
تستطيع سماع صوت جان الآن ، حين كان يرد على أسئلتها يوم تحدثا عن مارك 00قال : ( لم يعد قلبي يتألم أو يتشوق للقدرة على الرسم ) يومها لم تفكر بالطريقة التي صاغ بها الرد 00فقد قال : ( لقد ذهب كل هذا الآن واتقبله تماماً 00كل ما أتمناه أن يتقبله الآخرون أيضاً )
اجتاحتها موجة خجل وهي تفكر بالجملة الأخيرة له ، وهي تنظر للموقف كله من وجهة نظر جان ، كان يعرف أنها مصممة على تغييره 00أمضت خمسة أشهر تفعل ذلك ، ولا عجب أنه ظن أنها لم تتقبله كما هو !
اتصلت برقم سيلنا هاوس لكن 00لم يكن هناك رد طبعاً 00فلم يمض على سفره أكثر من أسبوع 00والله وحده يعلم كم سيبقى في سويسرا 0
كان النوم مستحيلاً تلك الليلة 00كلما كانت تقترب من النوم ، كانت ترى ذكرى آخر لحظات معه تعود لتطاردها: ( مع الوقت ستقابلين شخصاً تحبينه حقاً ، ويستطيع تقديم حياة طبيعية لك )
حياة طبيعية 00لن يكون هناك أي سؤال عن اللطف لو قبلت فتاة عرض الزواج من رجل يمكنه تقديم حياة طبيعية 00هذه الرحلة إلى سويسرا هي آخر خندق دفاع لجان ن آخر محاولة يائسة لتحقيق ذلك ، قد لا تنجح العملية 00وهو يعرف هذا 00غريفز قال أن المستشفى في لندن أعلنت له أن لا أمل 00وقال إن هذا أمر يعرفه في أعماقه ، وأنه سيبقى أعمى ما تبقى من حياته 00
فهمت بريندا هذا وهي تحترم هذا النوع من الحاسة السادسة 00لا 00قد لا يتمكن البروفسور من استعادة بصر جان 00وجان لن يأتي إليها أبداً وهو أعمى 00فلا عجب أنه أنهى علاقته بها كما فعل دون وعد 00فالزيارة للبروفسور شيء عليه أن يجربه 00مع أنه يعرف أنه لن ينجح 00لا بد أنه الآن يشعر بيأس مريع 00
مرت سبعة عشرة يوماً قبل أن تحصل بريندا على رد من سيلينا هاوس 00لا شك أن البروفسور أجرى لجان الجراحة فلا شيء يبقيه هناك طويلاً 0
حين رد غريفز على الهاتف في الصباح الباكر 00أعادت بريندا السماعة بلطف دون أن تتكلم 00يجب أن لا يعرف جان مسبقاً بزيارتها 00وإلا فلن يدعها تدخل 00
استحمت وارتدت ثيابها بعناية فائقة , هل ستتمكن من التواصل مع جان ؟ كم دفعته تجربته في سويسرا إلى أعماق نفسه مجدداً ؟ وقبل كل شيء 00يجب أن تكون حذرة وأن لا تتركه يعرف أنها عرفت أين كان وإلا سيظنها عادت إليه بدافع الشفقة 0
كان الكلبان هناك 00والأشجار تبدو جميلة 00
كا
كان غريفز يتوقعها 00فهو ليس بغبي ! رد عليها على الهاتف الداخلي بصوت أقرب للهمس ، وفهمت أن جان موجود في المنزل 0
وجدت الباب مفتوح وغريفز ينتظر داخل الردهة 00نظر غريفز لوجهها وهز رأسه :
- لو أن الأمور كانت مختلفة آنسة 00لجاء هو إليك 0
همست :
- أعرف 00شكراً لك غريفز 00شكراً لكل شيء 0
نظر غريفز بسرعة نحو باب غرفة الجلوس 0 وقال :
- يجب أن أعلن عن وصولك 0
لكنه بقي حيث هو ، وتركها تشق طريقها بنفسها 00عند الباب توقفت ، واستدارت لتنظر بعجز إليه 00فابتسم وهز رأسه بنفس الطريقة التي فعلها دان قبل ثلاثة أسابيع 0
أخذت نفسأ عميقاً 00ثم بلطف دفعت باب غرفة الجلوس و000دخلت 000
00

 
 

 

عرض البوم صور bobo doll   رد مع اقتباس
قديم 23-10-08, 03:29 PM   المشاركة رقم: 28
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Sep 2008
العضوية: 94019
المشاركات: 71
الجنس أنثى
معدل التقييم: bobo doll عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 70

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
bobo doll غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : bobo doll المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

12/ ساعدني كي أغلبك !!





كانت الغرفة باردة 00بالرغم من النار المشتعلة في المدفأة 00
كان جان يجلس في مقعده المعتاد ، مغمض العينين ، رأسه يستريح على أحد جناحي المقعد 00أصابعه النحيلة مكورة في قبضة 00كان يرتدي الملابس التي كان يرتديها يوم الوداع ، وانقبض قلب بريندا لمنظره 00بدا شعره أكثر بياضاً على جانبيه ، فمه رفيع الشفتين ، مشدود بقسوة 00قسوة أضافت عليها الكثير دون إرادة منها 00للحظة لم تستطع الحراك أو التكلم 00بدا أكثر نحولاً معتل الصحة 00ومنعزلاً تماماً 00
تنفس جان بعمق 00أصبح هذا العطر يلاحقه باستمرار ! كم مرة تصور وجودها ، سمع صوت ضحكتها يوم أثر يوم 00كانت هناك في قلبه 00وتفكيره 00
منتديات ليلاس
- ماذا هناك غريفز ؟ لماذا أنت واقف هنا ؟
قالت بنعومة :
- أنا أقف هنا لأنني لا أعرف ما إذا كنت ترحب بي أم لا 0
للحظة فقد السيطرة على نفسه 00ورأت بريندا الألم والسعادة والارتباك على وجهه ، ورأت تصلب جسده وهو يجلس مستقيماً في مقعده 0
- بريندا ؟ ماذا 00لماذا أنت هنا ؟
ثم بصوت لا يشبه أبداً صوته الهادئ سأل :
- ما الذي تريدينه بحق الله ؟
تحركت نحوه ببطء ، لم تخدعها قسوته 0إذن هكذا سيكون الأمر 00كل الدفاعات انطلقت ضدها 00هل هو غبي ليعتقد أنه قد يخيفها لتهرب ؟
- كان يجب أن أراك 00نحن صديقان على أي حال 00أرجوك اسمعني جيداً جان 00فلدي مشكلة 0
أمسكت أنفاسها ترى المعركة الدائرة داخله :
- جان 00أرجوك !
- حسناً جداً 00أجلسي 00سأساعدك دائماً لو استطعت 00ما الذي يزعجك ؟
الكلمات لا بأس بها لكن الطريقة حازمة 00جلست على مقعد منخفض ، وتحركت قريباً منه متوترة :
- المكان بارد هنا 00لكن الخريف وصل ، فماذا تتوقع ؟ الحديقة تبدو جميلة 00كل الأشجار بدأت في 00
أغمض عينيه :
- ادخلي صلب الموضوع بريندا 00ماذا تريدين ؟
هناك الكثير تريد قوله 00راجعت في عقلها مليون مرة كل شيء خلال السبعة عشر يوماً المريعة 00لكنها انتظرت طويلاً , وهو انتظر طويلاً أيضاً 00الآن كل ما تريده هو أن تتوسل إله أن 00يتزوجها!!
قال بصوت شرير :
- قلت 00ماذا تريدين ؟
خرجت أنفاسها بشهقة ، وهي تدرك أنه كان يحارب للسيطرة على نفسه ، قالت بهدوء :
- أريدك أنت ، لكنك تعرف هذا 0رأيك كان خاطئ 00حين قلت لك إنني أحبك 00قلت إن علي الانتظار بضعة أسابيع ، حتى أرى كم تختلف مشاعري 00لقد انتظرت ولا أشعر بأي اختلاف 00كوني بعيدة عنك جعلني أحبك أكثر إذا كان هذا ممكناً 00أريدك أنت جان ، ولا أستطيع العيش من دونك 00أحببتك من البداية 00وأحبك الآن 00وسأحبك إلى الأبد0
رأت أصابعه تشتد على ذراع المقعد ، وفمه يتلوى وكأنه يتألم :
- إلى الأبد 00؟ أوه بريندا 00لا يجب على الناس أن يتجرؤوا على مثل هذا الكلام 00فنحن لن نتمكن 00
- أنا هنا لأطلب منك أن تتزوجني جان 0
بدا مصدوماً حتى الأعماق 00وفتح فمه ثم أغلقه دون خروج كلمات منه 00تقدمت منه أكثر ، تضع يدها في يده ، لا تحاول كبت دموعها المنبثقة من عينيها :
- جان 00أرجوك 00أعرف أنك تحبني 00أعرف 00أرجوك 00تزوجني 00لا أستطيع الاستمرار من دونك 0
- أوه بريندا ، أوه حبيبتي 00أحبك 00أحبك أكثر مما أحببت شيئاً أو أحد 00أحبك كثيراً حتى أنني 00
ضحك ضحكة جوفاء :
- أحبك كثيراً حتى أنني لا أستطيع الزواج بك 0
صاحت منتحبة :
- لكن لماذا ؟ لماذا تريد طمس السعادة التي يستطيع تقديمها لنا المستقبل ،؟ أنا مجنونة بك وأظنك تعرف هذا 00لقد انتظرتك طويلاً ، وأنت كل ما أريده في رجل 00وأنت 00حبيبي 00وأعتقد أننا لو التقينا في مكان مختلف وزمان مختلف لما تحاببنا 00لكننا هنا الآن ، نحتاج بعضنا بعضاً 00كل ما مررت به جعلك الرجل الذي أنت عليه اليوم 00الرجل الذي أحب 00فيك القليل من سكوت ستيفن ن والكثير من مارك 00حساسية مارك 00لكن أساساً أنت أنت نفسك ، جان ، وهذا هو من أحبه 0لو التقيت بك وأنت مارك ما كنت أحببتك 00لو التقيتك بعد عشر سنوات وأنت سكوت ستيفن الملئ بالمرارة والغضب لما أحببتك 00لكن نحن هنا الآن والمستقبل أمامنا لنكبر ونتغير معاً بالطريقة المناسبة
رد بهدوء :
- لا 00هنا بالضبط أنت مخطئة 00أنت تحبين مارك 00
صاحت :
- لا !هذا ظلم !
وتمسك غضب مفاجئ بقلبها 00وخوف من نوع جديد وليد إدراك مفاجئ :
- بمن تقارنني ؟ بزوجتك السابقة ؟ هل هذا هو الأمر جان ؟ هل هذا هو ؟ أنا 00أعرف عن ذلك الرجل الآخر 0 ما الذي حدث ؟ أنت لم تتكلم أبداً عن الأمر 00أرجوك أخبرني ! أرجوك قل لي الآن !
أبعدها بلطف عنه 00وانتظرت بريندا تعرف أن ما سيقوله له أهمية قصوى :
- ليس هناك الكثير ! أنا 00هي 00إليان كانت تعمل ( موديل ) رسم لي 00واحدة من عدة نساء 0كانت جميلة بشكل لا يصدق ، وكنت شاباً مقتنعاً أن الجمال هو جمال الشكل فقط 00وجدتها فاتنة تتفجر حيوية 00كانت من عائلة فقيرة 00كانت ذكية لكن جمالها كان ميزتها الوحيدة ، وتعرف هذا 0 أسرفت في ملاطفتي في البداية وجننت بها بعد ذلك ، حين تزوجنا تغيرت بين ليلة وضحاها 00ساعتها فقط رأيتها على حقيقتها 00كانت تحب المال ، اللقب الذي أحرزته بعد زواجنا ، وأنا لم أحب يوما أن أكون وسط الأضواء 00طالما أحببت العيش بهدوء ، طالما فضلت البقاء خلف الستار 00اهتم فقط بعملي 00لكن إليان لم يعجبها هذا 00كانت دائماً تتحدث للصحافة ، إلى الناس في عالم الفن00ترتب الحفلات والمعارض 00معارض لم أكن احتاجها حقاً 00ولا أردتها 0أنا 00ما كنت لـ00
وتلاشى صوته 00واستند إلى الجدار ن وكأنما تلك الذكريات أرهقته عاطفياً :
- أكنت تحبها يوم طلقتها ؟
- نعم و لا 0لقد فهمتها على الدوام وتجاوزت ما هي عليه 00وما كان لهذا أن يدوم ، كانت المسألة مسألة وقت قبل أن ينتهي بي الأمر إلى كراهيتها 0بريندا ، أجد صعوبة في الكلام عن إليان لك 00أنها لاتصلح لتمسح حذائك حبيبتي 00وأنا أخجل من التفكير 00ما أحسست به نحوها لم يكن حقيقياً 00لم يكن حباً 0لم أكن أعرف ما هو الحب في تلك الأيام 00
- لكن ماذا حدث ؟ ما سبب الطلاق إذا كنت لا زلت تشعر بشيء نحوها ظ هل كان ذلك بسبب الرجل الآخر ؟
- لا 00لم تكن قد قابلته بعد 00كلفت إليان محامي لترتيب أوراق الطلاق بعد أسبوعين من حادثة تحطم الطائرة 00لم تنتظر حتى إلى أن أغادر المستشفى لتبلغني قرارها 00أوضحت تماماً أنها لن تتمكن من العيش مع رجل أعمى 0
غضت بريندا على شفتيها محاولة خنق شهقة الرعب 0التفكير بأن جان استعاد وعيه ليكتشف أنه أعمى وأنه لن يتمكن من الرسم مجدداً 00ثم 00ثم تظهر له زوجته أنه أصبح لا قيمة له 00ياله من توقيت !! ويا لها من قسوة شريرة !
أكمل جان :
- تركتني على الفور 00وما هي إلا أشهر حتى اتفقت مع ذلك الممثل الإيطالي 00ولم أعتقد للحظة أنها تحبه 00لكنه قادر على أن يوفر لها نوع الحياة التي تريدها 00حفلات مستمرة ، دعاية ، ذكر اسمها الدائم في مقالات المجتمع 00
راقبته بريندا وصوته يتلاشى 00إذن كانت كاثلين على حق 00زوجته السابقة هي العقبة 00و لا تزال 00وهو يخذلها 00وتدفع ثمن الضرر الذي سببته امرأة أخرى !
- لكن جان 00أنا لست إليان ! ألا ترى أنني مختلفة ؟
- مختلفة ؟
تقدم إليها بسرعة :
- أوه 00أجل حبيبتي 00أنت مختلفة !
- إذن لماذا نبذتني ؟
- أوه بريدا ، لم يكن نبذاً بريندا 00لا تقولي هذا 00أعرف معنى الشعور بالنبذ 00
- لقد كان نبذاً 00حين 00حين أبعدتني ، جعلتني أشعر أن لا قيمة لي ، لا أنفع لشيء أو لأحد 00لماذا جعلتني أدفع ثمن ما فعلته هي ؟ إليان لم تحبك يوماً كرجل 00لكنني أحبك ! أحبك كما أنت ! لماذا 00لماذا ترفضني ؟
- لأنني أعمى 00وهذا شيء لا نستطيع تغييره 00أنا أعمى وسأبقى أعمى ما تبقى من حياتي 0
- أعرف هذا 00لكن ما الفرق ؟
- كيف تقولين هذا ؟
- لأنه أمر صحيح ! لا فرق عندي 00ولم يكن عندي فرق ولن يكون مستقبلاً00جان ن هناك شيء أريد أن أوضحه لك 00أنا 00كما كنت معك خلال تلك الأشهر 00لم أكن أحاول تغييرك لأني لم أكن راضية بك 00لقد أحببتك قبل أن تبدأ بالتغيير 00لقد فعلت ذلك لأجلك جان 00لا 00هذا غير صحيح 00بل فعلته لأجلي أنا كذلك 0عرفت أنك رجل قادر على التمتع بالسعادة 00عرفت هذا لأنك مررت بألم كبير 00والسعادة والألم يأتيان من مصدر واحد 00لك قدرة هائلة على الحب ، على الفهم ، والحياة وفعلت كل هذا لأنني أحبك 00والحب يأتي بالدرجة الأولى 00اجبني جان ! افهمني ! عش معي وأنا زوجتك 00تقبلني وسأجعلك سعيداً 00أعرف أنني قادرة على هذا 0
تنهد مستديراً عنها ، وكأنه قادر على رؤية التعاسة التي يعرف أنها مرسومة في عينيها :
- بريندا00يبدو أنك لم تفهمي 00أوه 00لقد تعاملت مع عماي جيدا لبضعة أشهر 0لكن الأمر سيكون مختلف على المدى البعيد 00أنت شابة وترغبين في حياة طبيعية ن وزوج يستطيع مشاركتك كل شيء 00
- لكنك تستطيع هذا 00تستطيع ! لقد أثبتنا هذا!
- حبيبتي 00هناك شيء أريدك أن تعرفيه 00أنا لم أذهب إلى أمريكا 00
- لكن 00ألم تسافر ؟ أتعني 00
- كتن مجرد فرصة بأن يساعدني الطب 00كان أملاً ضعيفاً لكنني قبلي به 00كان علي أن أجرب 00كنت يائساً حين تكلمت عن الرحيل ، حين فكرت انني على وشك أن أخسرك للأبد 00ولو نجحت التجربة ، صدقيني ، كنت سأهرع إلي بابك أتوسل إليك أن تتزوجيني 00لكنها لم تنجح 00لقد 00قابلت ذلك الرجل في سويسرا 00إنه أخصائي عيون ، صديق قديم للعائلة 00لقد اتصل بي وطلب أن يفحصني 0لم يعطني وعداً لكنني فكرت أن هناك تقنية جديدة 00تقدم جديد في السنوات المنصرمة 00وربما 00
- ذهبت لمقابلة البروفسور ؟
لم يكن الاستغراب في صوتها زائفاً تماماً ، لقد أدهشها جان بقوله هذا لها 00واتخذت القرار في لمح البصر 00هنا الآن ، فرصتها الأخيرة لاختراق دفاعاته 00إنها تقاتل لأجل حياتها :
رفع رأسه بحدة :
- البروفسور ؟ أكنت تعلمين بأمره ؟
- طبعاً 00عرفت منذ زمن بعيد 00سألت عريفز ما الذي حدث للوحة ( البستان في فرساي ) الأصلية 00وأنت تعرف أنني أفضلها فأخبرني أين هي وكيف أرسلتها بعد الاتصال مع صديق العائلة 00لكن ماذا في هذا ؟
كانت عيناه تنظران إليها دونما تصديق :
- أتعنين أنك عرفت أن هناك فرصة و00لم تذكري هذا أبداً ؟ لم تذكري هذا مرة واحدة ؟ كان هناك فرصة ، ولم تذكريها 00! لماذا ؟ لماذا ؟!
تهلل قلبها فرحاً 00فقد عرفت أن النصر أصبح لها ، كل ما عليها أن تعطه الرد المناسب :
- قلت لي مرة أنك تعرف بأنك ستبقى أعمى ما تبقى من حياتك ، وتقبلت هذا 00وتفهمته ، واحترمت هذه القناعة الداخلية 0 هل فهمت حبيبي ؟ عماك لم يكن له أي فارق أبداً عندي 00الآن هل تتزوجني ؟
- بريندا !!
لم تستطع قول المزيد ، لم يكن يريد قول أكثر من هذا 00وقال دون كلمات كم يحبها 00وأخيراً عاد يقول :
- أوه حبيبتي 00لو تعرفين كم أردتك ! كيف قاومت لأحتفظ 00
ابتسمت :
- أعرف لأنني مررت بذات الإحساس 0
أمسكت يده تضعها على قلبها :
- وسيكون هذا عالماً جديداً تفتحه لي 00شيء آخر ستعرفني عليه وسيكون جميل جداً 0
راح يضحك بنعومة 00لقد وجد الإنسانة التي انتظرها طويلاً وليس فقط لخمس سنوات ، بل العمر كله 0
- هذا كله غلط 00وتعرفين هذا 00أنا الذي يجب أن أجثو على ركبتي أتوسل إليك أن تتزوجيني 0
ضحكت :
- حسناً 00يجب أن أقول إن كل فتاة تتمنى أن يجيء طلب الزواج من الرجل الذي تحبه 00بدلاً من العكس 00فما هو رأيك ؟
- بريندا 00حبيبتي 00هل تتزوجيني ؟
ضحكت بطيش :
- همم هناك مشكلة صغيرة 0
0 أوه 00حقاً ؟ ما هي ؟
- غريفز 00كيف سنقول له إننا سنتزوج ؟ لن أتحمل النظرة على وجهه !
رمى جان رأسه إلى الوراء يضحك بابتهاج صرف :
-
سأقول له أنا 00سأقول له أنا !!

 
 

 

عرض البوم صور bobo doll   رد مع اقتباس
قديم 23-10-08, 03:31 PM   المشاركة رقم: 29
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Sep 2008
العضوية: 94019
المشاركات: 71
الجنس أنثى
معدل التقييم: bobo doll عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 70

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
bobo doll غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : bobo doll المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

تمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــت

الحمد لله ومعليش عالتاخير بس المهم انو نزلتها في الاخر

وادوني رايكم ^.^

 
 

 

عرض البوم صور bobo doll   رد مع اقتباس
قديم 29-10-08, 01:47 PM   المشاركة رقم: 30
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2007
العضوية: 40924
المشاركات: 46
الجنس أنثى
معدل التقييم: صمت مزعج عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 16

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
صمت مزعج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : bobo doll المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bobo doll مشاهدة المشاركة
  
شكرا يا صمت مزعج ( حلو الاسم )

وخلاص انشالله لك مني اكملها كلها وانزلها مره وحده عشان تكون متواصله


بس استنى شويا



من ذوقك يا عسل ..

وشكرا لك عالتكملة

الرواية بالمرة روووعة ..

تسلمي

 
 

 

عرض البوم صور صمت مزعج   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أحلام, الشمس العمياء, دار الفراشة, روايات, روايات احلام, روايات احلام المكتوبة, كلوديا جيمسون
facebook




جديد مواضيع قسم روايات احلام المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 04:04 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية