كاتب الموضوع :
bobo doll
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
الف الف مبروووووك على رجعت الدوام والقرف ... وعشان دي المناسبه الحلوه مره نزلت فصل كمان
4/ تذوب كالماء
تركت الأيام الأولى في ( سيلينا هاوس ) بريندا في حالة ارتباك 00
كانت مقتنعة أن المركيز رجل وحيد 00أختار أن يعيش بعيداً عن أي مكان ليحمي شخصيته الحقيقية 00كان يرتدي الأسود ولا يبتسم أبداً ، يكتب كتباً مليئة بالعنف 00مع ذلك يعيش في منزل مليء بالألوان ، والجمال والرومانس 0
منتديات ليلاس
على جدار الدرج ، وفي ردهة الطابق الأول حيث جناحها ، رأت لوحتين أخريتين من لوحات مارك 00وتذكرت بوضوح محتويات غرفة الجلوس 00هنا وهناك ، أشياء ثمينة وجميلة 00هناك أشياء كثيرة تسعد العين 0
كل هذا 00في منزل سكوت ستيفن ؟ كل هذا 00في منزل رجل لا يبصر ؟ لمن كل هذه المباهج البصرية ؟
خلال أربعة أيام ، حسب عملها ، لم يأت زائر واحد ، ولا حتى مخابرة هاتفية 0
أين هي زوجته ؟ هل سافرت إلى مكان أكثر دفئاً لتمضية الشتاء ؟ ربما تكون مجنونة لتفكر بأن تتركه يتم كتابه لوحده ؟ لكن المركيز قال أنه يعيش وحده 00ربما تركته نهائياً ؟
وجدت بريندا من الصعب التوافق معه 00فهل هو فعلاً صعب المراس ؟
كان الثلج لا زال يغطي الأرض ، ويحاول منع الربيع من الظهور 00لكن 00الربيع قادم لا محالة 00
أضاءت المصابيح وعادت للجلوس تتمتع بغرفة جلوسها ، مع أنها تشعر برغبة في الخلاص منها 00ربما السبب أنها تشعر بالوحدة 00ربما لأن هذا المنزل موحش كأمسياتها في لندن 00لكنها كانت تعرف هذا 00عللا الأقل ، المناظر حولها أفضل بكثير مما تراه من شقتها في بادنتغتون0
لقد عرفت لماذا أعطاها المركيز الوظيفة بعد رفضه لأربع سكرتيرات من الوكالة ، بالرغم من إشارتها الخرقاء لماضيه 00لأنها أظهرت أنها لم تضطرب لعماه ولا أحرجها أبداً ، فهو لا يتحمل أحداً لايستطيع التعاطي مع إعاقته كما يتعاطى معها هو 00بينهما على الأقل في هذه المسألة ، كان هناك تفاهم غير ملفوظ 00لكن لماذا تشعر بالحاجة للتواصل معه ؟00
كانت محاولاتها للحديث ، تصد بجملة قصيرة، لا تترك لديه أي شك أن لا يرغب في المزيد من التفاهم 0
دق غريفز عللا بابها بعد الثامنة بقليل ، وتقبلت منه العشاء مبتسمة 00وقالت له :
- طعامك دائماً رائع غريفز 00أين تعلمت الطبخ جيداً هكذا ؟
تابع تحضير المائدة على الطاولة الصغيرة أمامها ، وهو يقول :
- تعلمت ؟ لا أذكر حقاً00أظن هذا أمر طبيعي 00هل ستتناولين القهوة في ما بعد آنسة ؟
- لا 00شكراً00هل يتم إيصال كل شيء إلى المنزل ؟ أعني الخضار والسمانة و00
- أجل 00كل الخدمات العادية آنسة 00سأذهب إلى القرية غداً 0 هل هناك شيء تريدينه ؟
تنهدت : لا00لا00أنا فقط 00
كان غريفز مثله مثل المركيز ، لديه طريقة متفوقة في تحويل الحديث إلى موضوع آخر 00مع ذلك اغتنمت الفرصة لتسأله سؤال مباشر :
- لماذا يعيش المركيز في انكلترا ؟ أنا 00أذكر أنني قرأت في مكان ما أنه نصف إنكليزي ، في الواقع 00لكنني أذكر كذلك أن المقال قال أن منزله في باريس ؟
لم يتغير تعبير وجه غريفز وقال وهو يتحرك نحو الباب :
- كنت أعتقد أن الجواب واضح آنسة 0 لاشك أنه يحب المقام هنا 00عمت مساء 00آنسة0
التقطت بريندا الشوكة مقطبة 00ألم يكن غريفز الغامض ظريفاً الآن ؟ كيف يمكن للمركيز أن يحب الحياة هنا وهو يعيش كناسك ولا يمكنه أن يتمتع حتى بمناظر الريف الانكليزي ؟!
كانت الأمسية لا زالت أمامها ، وتسألت ماذا ستفعل بها 00لأول مرة لم تشعر برغبة في القراءة 00ربما ستجلس طويلاً في المغطس ، ثم تشاهد التلفزيون قليلاً 00لكن أولاً ستتصل بدان ، إنه يتوقعها في نهاية هذا الأسبوع ، لكنه لا يعرف بعد أنها ستعمل أيام السبت ولن تصل إلى ( سواري ) حتى بعد الظهر0
حياها دان بحرارة 00أكثر من المعتاد :
- بريندا ، أحمد الله على اتصالك 00كنت سأحاول الاتصال هذا المساء ، لكنني لم أجد رقم هاتف السيد غريفز ، هل هو رقم خارج الدليل أم ماذا ؟
ضحكت بريندا :
- بإمكانك قول هذا 00لكم ما الخطب ؟ كان بإمكانك الاتصال بمكتب بورك لتحصل على الرقم 0
- كنت سأفعل هذا غداً ، على أي حال لا شيء خاطئ سوى أنني كنت سأستبقيك بعيدة هذا الأسبوع ، فكلنا مصابون برشح مزعج 0
غاص قلب بريندا :
- أوه 00أنت تعلم أنني لا ألتقط الرشح بسرعة 00وسأجيء على أي حال 00أظنك ستكون مسروراً ليد تساعدك إذا لم يكن الولدان على ما يرام0
- لا تكوني عنيدة 00لا داعي للمخاطرة وأنت تبدئين عملاً جديداً0
وعطس كأنما يبرهن كلامه :
- لكنك بحاجة إلى مساعدة ، دان 00يمكنني على الأقل أن أطهو 00
قال أخوها بصوت حازم :
- لا00لاتفعلي 00والدة سالي قادمة غداً 00وستبقى معنا بضعة أيام 00وسنكون بخير 0
- وهل هي قادمة من ( ثاونتون ) ؟
كما كانت سالي الأم شخصية لطيفة جداً ، لكنها لم تكن ممن يتحملون طقس الربيع ، ومن الظلم المجيء بها من ( سومر ست ) لتعتني بثلاثة مرضى 0
وتوقع دان سؤالها :
- أعرف 00أعرف 00أنا لم أرسل في طلبها إذا كان هذا ما تفكرين فيه 00حدث أنها اتصلت وكلمها دايفد أولاً وقال لها بمرح إنه لم يذهب إلى المدرسة 00بعد ذلك لم أستطيع أن أبعدها 0
- هه 00هل أعلنت عن طلب مدبرة منزل ؟ أنا واثقة أنكم لا تتناولون طعاماً جيداً 00وعلى الأرجح أنكم التقطتم الرشح لأنكم بحاجة إلى الفيتامينات المناسبة0
ضحك دان :
- هذا ممكن 00لقد نشرت الإعلان في الصحف المحلية يوم الثلاثاء ، والأمس ،
بإمكاني طلب التزكية من ابنته0
ارتفع حاجبي بريندا قليلاً:
- وهل قلت لها أن هذا المنزل يحتوي على أربعة غرف نوم فقط لكن هناك ولدان للرعاية ؟
- طبعاً ؟
تركت بريندا منزل أخيها بعد الظهر واتجهت لتأخذ ملابس من شقتها ، 00ثم ذهبت لمنزل كاثلين 00كانت لا تزال متحمسة للحصول على رأي آخر حول المركيز 00ورأي كاثلين سوف تقدره 00تعرف أنها تستطيع التحدث إليها بثقة ، ومن المهم الاستماع لرأي امرأة 0
فتحت كاثلين الباب وابتسامة عريضة على وجهها :
- هاي ! ادخلي بريندا 00ادخلي ! مضى زمن طويل لم أرك فيه ! أنا مسرورة لأنك هنا 00فسيعطيني وجودك عذراً للتوقف عن التنظيف !
- لقد اتصلت بك عدة مرات في الأسبوع الفائت 0
ملأت كاثلين إبريق الماء ، وأخرجت فنجاني قهوة 0
- آه 00حسناً 00لدي أخبار لك ! كنت في ( ليدز ) وسأعود لهناك نهاية الأسبوع المقبل 00سأنتقل أنا وجون إلى ليدز بعد زواجنا ! لقد عرضت عليه وظيفة في المكتب الرئيسي 00وظيفة مكتبية ! أليس هذا عظيماً ؟ هذا يعني أنه لن يسافر كثيراً الآن 00وسيعود للمنزل كل ليلة 0
ابتسمت بريندا :
- إنها أخبار جيدة ! ماعدا أنني سأكون آسفة لفقدانك 00سأشتاق إليك 00إذن ستسافران عدة مرات إلى هناك إلى أن تجدا منزلاً ، أليس كذلك ؟
- أجل 00أوه 00هل تحبين تناول سندويش ؟
- لا 00شكراً 00وستنتقلان مباشرة بعد الزواج في نهاية شهر تموز ؟
مضت النصف ساعة التالية بحديث كاثلين عن خططها ، حفلة العرس , خاتم الزواج 00وغيرها 00أخيراً غيرت كاثلين الموضوع ن مدركة إنها تكلمت كثيراً عن نفسها 00
مالت إلى الأمام تربت على يد صديقتها :
- آسفة بريندا 00أنت لم تتفوهي بكلمة ، لقد اشتقت لرؤيتك وهذه هي المشكلة أعرف أنني كنت مقتصدة جداً بعد الخروج معك ، لكننا نحاول توفير كل بنس 00
- لا بأس في هذا 00أفهم0
- قصي علي أخبارك إذن 00سمعت أنك تعملين لسكوت ستيفن ! أمر مثير 00هه ؟ وسمعت كذلك أنه غريب الأطوار 0
لم تندهش بريندا لقيل وقال الوكالة الذي وصل كاثلين ، لكنها انزعجت للوصف المهين لسكوت ستيفن 00فضاقت عيناها مفكرة :
- إلى من كنت تتكلمين ؟ هل قالت لك بيني هذا ؟
- لا 00لكنني 00كنت أعمل مع أليكس ماديستون هذا الأسبوع وكان قد أجرى مقابلة مع سكوت ستيفن 0
تنهدت بريندا ، أليكس ماديستون انضم إلى وكالة بورك منذ ستة أشهر ، وهو على الأرجح أسرع مختزل 0صحيح أنه جذاب لكن لا عمق لشخصيته 00خرجت معه بريندا مرة واحدة وأحست بالضجر ، قالت لكاثلين :
- مع كل مظهره الجذاب فهو أسوأ رجل قابلته ، ولا يمكنه أن يفهم رجل مثل سكوت ستيفن 00لا استطيع أن أتصور لماذا أرسلته بيني للمقابلة !
- لا أعرف السبب 00لكنني سمعت أن عدة أشخاص أرسلوا إلى هناك 00وسأل اليكس على من حطت المهمة رحالها 00فقلت أنك بدأت العمل فعلاً قبل أسبوعين 00أوه 00لقد أخبرني أليكس كذلك أن السيد ستيفن أعمى00هل هذا صحيح ؟
- هذا صحيح جداً 00لكنه ليس غريب الأطوار ، أؤكد لك 00أنه غامض قليلاً 00هل سمعت شيء آخر عنه ؟
- لا 00لا شيء 0
إذن ما من أحد من الذين قابله عرف أن سكوت ستيفن هو مارك الرسام 0
- اسمعي كاثلين ، لا أريد لهذا أن تنتشر ، لكن سكوت ستيفن 00كان 00يعرف باسم آخر 0
- إذن سكوت ستيفن هو اسم مستعار 00خمنت هذا 0
- لا 00أعني بلى 00إنه 00ولست أدري أن كان هذا يعني لك شيء ، أنه جان مارك 00مارك اسم الشهرة0
ارتفع حاجبا كاثلين دهشة :
- الرسام ! ذلك الذي فقد بصره ! أجل 00بالطبع أعرفه 00وأنت لديك لوحة له 00أليس كذلك ؟
- إنها نسخة طبق الأصل 00أجل 00في الواقع اسمه الكامل لو ماركيز جان مارك دوبافندال00
أصغت كاثلين بهدوء بينما مضت بريندا تقص عليها كل شيء عن المركيز وأسلوب حياته 00أخيراً قالت بريندا :
- على أي حال 00لا أستطيع تقييمه 00هل لديك أفكار ما ؟
صمتت كاثلين برهة 00ثم :
- لا بد من وجود امرأة متورطة في كل هذا , فهل هو متزوج ؟
ابتسمت بريندا :
- ابحثي عن المرأة 00كان لدي فكرة مماثلة 00لكنه في الواقع مطلق 00ويبدو أن زوجته هربت مع ممثل 00نشرت القصة في الصحف 0
- هكذا إذن 00يبدو هذا غريباً 00أليس كذلك ؟ أعني أنه جميل المظهر 00وكل شيء لصالحه 00أستطيع أن أرى سبب انجذابك إليه 0غريب كيف أنه عزل نفسه عن الحياة تماماً 00لا يبدو أن عماه يشكل مشكلة كبيرة له 00ومما قلته لي 00فهو يتصرف جيداً 00أتسأل 00
- ماذا ؟
- 00لو كان لا زال يحب زوجته ؟ يشتاق إليها ؟
- إليان ؟ لا00لاأظن 00لا 00أعتقد أن هذا ممكن 0
قالت كاثلين بحزم :
- بل ممكن جداً 00يبدو لي هذا منطقياً 00ويبين سبب ماهو عليه الآن 00هل ترغبين في المزيد من القهوة ؟
- لا 00شكراً 00من الأفضل أن أذهب 00لا أريد أن أعود في الظلام 00فهناك خطر أن أضيع 00اسمعي ، سأعطيك رقم هاتفي 00لكن أرجوك لا تتصلي قبل الحادية عشرة 0
سجلت كاثلين رقم الهاتف ووعدت بريندا أن تتصل 00
بعد التفكير طوال طريق العودة ، صرفت بريندا النظرة عن فكرة كاثلين 00جان لا يزال يحب زوجته السابقة ؟ لا 00لا يبدو صحيحاً 00لكنها لم تتوقف لتسأل نفسها لم كل هذا التصميم ؟ ولم كل هذا الاهتمام ؟!
في الوقت الراهن هناك عمل ينتظرها ، ومغامرات وايلي ستلهها عن أفكارها 00أوقفت سيارتها في المرآب وذهبت فوراً للعمل 0
حين وصلت للردهة بعد أن أنهت طباعتها ، رأت المركيز يدخل عبر باب في نهاية الرواق 00 توقف واستدار بعد أن سمع وقع قدميها بالرغم من وجود السجادة السميكة :
قال :- مساء الخير بريندا 0
ثم رحل !!
لم يسألها كيف حالها ، ولا ما إذا كانت قد لاحقت ما تأخر عليها من عمل 00لا شيء 00دخلت غرفتها ورمت نفسها متعبة على السرير 00تتذكر تمتعه بالطريقة السخيفة التي وصفت بها دان !! لقد فهمها جان فوراً 00لكن هذا كان حديثهما الوحيد حتى اليوم 00
لن يسمح بأن يدفعها هذا لأن تكون منسحبة متحفظة مثله ، ! هكذا 00كانت تخبره متى سنحت لها الفرصة عن الأشياء اللطيفة التي كانت تحدث خلال سيرها في الأراضي المحيطة بالمنزل ، مثل الزهور الزعفرانية التي كانت تشق الأرض والنرجس البري بمحاولاته الشجاعة للبقاء بعد ثلج الشهر المنصرم 00أو كانت تخبره إذا خرجت للتفرج على واجهات المحلات ، أو أنها حضرت ندوة قراءة شعر 00أو عن الكتب التي استعارتها من مكتبته 00وبالطبع لم تكن تحصل على رد 00لكنها مع ذلك كانت تستمر في الثرثرة في وقت استراحة القهوة مصممة على أن لا تصدها تصرفاته ، مصممة أن تستمر في أن تكون نفسها 0
بعد حوالي الشهر من انتقالها للسكن في سيلينا هاوس 0حدث لقاء قصير خارج ساعات العمل جعلها تدرك أنها تصل للمركيز طوال الوقت ولو بطريقة محدودة 0كانت الساعة تكاد تصل للتاسعة مساءً حين خرجت إلى الحديقة 00كانت السماء سوداء مرصعة بالنجوم 00والقمر بدراً فضياً 00التقطت رائحة سيكار جان قبل أن تستقر عيناها عليه 00كانت ساقاه الطويلتان ممدودتين أمامه ، يداه داخل جيبيه ، يجلس دون حراك ضائعاً في أفكاره 00
كانت قد رأته هكذا أكثر من مرة ، في المكتبة عند الصباح ، يفكر 00يحدق نحو الظلمة التي تخصه وحده 00كانت تعلم في تلك اللحظات أنه لا يفكر في كتابه ، لأن عينيه تكون كليلتين ، رماديتين ، وتمر ثوان طويلة قبل أن يحس بوجودها 0
هكذا كان الآن 00جلست لإلى جانبه بصمت ، تحس بحزنه قبل أن يتكلم :
- السماء جميلة جداً اليوم 0
للحظات لم يرد 00لم يتحرك 00ثم أدار رأسه إليها :
- صحيح بريندا ؟
أكمل بصوت هادئ جداً :
- ارسميها لي إذن بالكلمات 00
بالكلمات 00؟! أحست بالرعب ، لأنها لا تريد أن تخذله ، غير واثقة مما يتوقعه منها :
- هيا بريندا 00لا تفكري في الأمر 00لاتحاولي أن تختاري الكلمات 00تكلمي فقط ، لديك أجمل طريقة في وصف الأشياء ، أتعرفين هذا ؟ أنها موهبة ! يجب أن تحاولي أن تكتبي عن نفسك ، وأعني ما أقول 00أرجوك ارسمي لي المنظر الآن 0
وفعلت 000تدفق الكلام منها بسهولة دون وعي 0رسمت السكون ، الصمت ، الأشجار وظلالها ، القمر ، النجوم ، حددت معالم البيوت والأنوار المشعة منها التي تستطيع أن تراها براقة غير متحركة 0
في تلك الدقائق القليلة 00أحست أنها سعيدة بشكل لا يصدق 00ما أروع أن تتمكن من إعطاء البهجة بمثل هذه السهولة والبساطة 00وما أروع أن سألها أن تفعل !
كان بإمكانها الاستمرار في الرسم إلى الأبد 00أرادت أن تسير معه في الأراضي كلها حول المنزل ، حول العالم ، وتصف له كل شيء تراه 0
لكن اللحظة السعيدة انتهت بسرعة 00فجأة وقف وتحرك مبتعداً عنها :
- أرجو أن تعذريني الآن 0
- جان 00؟
- يجب أن أفكر بعمل الغد 00تصبحين على خير 0
كان هذا كصفعة على وجهها ، وتدفقت الدموع من عينيها 00راقبته يسير مبتعداً وحزنه ملتف حوله كالعباءة 00كان حديثاً ممتعاً ، ولا شك أن مارك الفنان كان يتفجع على لحظات كهذه 0
صدمها إدراكها هذا فدفنت وجهها بين يديها التي أصبحتا باردتين 0جان مارك لا زال يلبس أثوان الحزن 00
أفلتت منها صيحة صغيرة بعد أن بدا لها كل شيء ، 00ووجدت نفسها فجأة مع أعماق جان مارك 00
فكرت بكل التناقضات في حياته ، في المنزل المليء بالفن والألوان 00وتصورته يتحرك في المكتبة ويداه تمران بمحبة فوق التماثيل 00إنه حزين على فنه 00ذلك الذي لن يتمكن بعد اليوم أن يبدعه طالما هو حي 00ولا أن يشهد هذا المنزل والجمال الذي فيه واللوحات المعلقة به 00لقد وضع جان الماضي خلفه وقاطع الجميع وكل شيء ما 00عدا فنه 00ماعدا الجمال 00هذه الأشياء لا يتحمل العيش بدونها 0
إنه يعرف كل أنش في منزله ! يعرفه حقاً 00إنه قادر على رؤية الجمال المحيط بوضوح يماثل وضوح رؤية بريندا بل أفضل بكثير00
في عتمة نهاية الليل كانت بريندا لا تزار تفكر والدموع تتدفق من عينيها 00دموع ليست من أجل جان 00بل لأجل نفسها 0استطاعت سماع كلمات دان 00ودوى اتهامه في رأسها 00أنت تقعين في حب هذا الرجل ، أليس كذلك ؟! وصاحت لنفسها عالياً معترفة : - أجل 00أحبه 00أحبه ! و لا آبه بشيء البته !
إنها تعرف أن هذا لن يأتيها سوى بتحطيم قلبها لأن جان مارك لن يشعر بشيء نحوها 0
كانت تعرف أن هذا سيحدث 00منذ البداية عرفت 00ذلك الإحساس الغامض المختلط بالتململ0
ابتسمت بحزن ، تفتح صفحات مذكراتها 00يالها من تعبيرات ملطفة ، وتبريرات ، تلك التي استخدمتها خلال أسابيع في جهد لإخفاء مشاعرها الحقيقية نحوه ، وياله من أمر سخيف تفعله ، تحاول أن تخدع نفسها هكذا !00لماذا لم تعترف أنها بدأت تحبه منذ البداية 00وأن هذا أخافها حتى الموت ؟
كونها تحب جان هذا أمر حتمي لا يمكنها تجنبه ، مثله مثل الأم الذي جاء مع الحب 00الاثنان لا يمكن فصلهما لأنها تعرف أن حبها لا طائل منه ، محكوم عليه بالاحتراق من أجل رجل لن يحس أبداً بحرارته 00
كانت العزلة ، والبرودة ، والتعاسة في داخل جان بعيدة عن الملمس 00لم يكن دفئه الظاهر وحساسيته والمرح حقيقة 00كانت مجرد طبقات سمح لها بأن تلمح بعضها لأنها حاولت جاهدة لتحصل على هذه الميزة ، لكن هذه الطبقات لم تخدعها 00فمن خلفها رجل تخلى عن الحياة بكل بساطة 00رجل لايهتم بشيء 00أوه 00رجل تجمد قلبه منذ خمس سنوات0
كيف يمكن أن تأمل لفتاة مثلها في إذابة ذلك القلب حتى لو تمكنت من أن تجد طريقاً يقودها إليه ؟ لن تستطيع 00
صحيح أنها في الفترات التي يتحدث فيها إليها تحس بأن هناك تفاهم وألفة بينهما 00إلا أنه يتراجع بعده فوراً وكأنه يحس أنه خذل نفسه 00أنه لا يريد الناس لا يريدهم أن يشهدوا طريقة حياته ، انعزاله عن العالم 00جان مارك بكل بساطة ، ليس في حاجة للناس 0
لقد فقد بصره ، قدرته على الرسم ، وهاهو الآن غارق في حزنه 00كانت غبية إذ اعتقدت أنه تكيف ! لا شيء لا أحد يمكنه تقديم العزاء لمثل هذا النوع من الفجيعة 00و لا عجب من وجود أوقات تستطيع فيها أن تشعر بحزنه وكأنه ملموس 0
نظرت إلى مذكراتها 00لم تستطع الاعتراف بكل هذه الأفكار على الورق 00إضافة إلى هذا 00ما تشعر به نحو جان هش جداً ومعرض للخطر 00وثمين أكثر من أن تصفه بالكلمات 00إذاً ستترك في الصفحة جملة واحدة فقط لن تخاطر فيها بأي تشويه للمشاعر ، للألم أو اليأس ، إذا بقيت ملتزمة برموز اختزالها 0 وكتبت بسرعة لوني اليوم هو الأزرق 0
|