كاتب الموضوع :
bobo doll
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
3/ يقرأ ابتسامتها
كانت يدا برينا مازالت ترتجفان قليلاً وهي تصب الماء الغلي في إبريق الشاي 0 يجب أن تتصل بدان فوراً وتخبره أنها لا تستطيع العودة إلى ( سواري ) ويجن أن تنهي الغسيل وتنظف الشقة ، وتعطي الزهور التي اشترتها بالأمس للسيدة العجوز التي تعيش في آخر الرواق 00
في الغد ستنتقل إلى ( سيلينا هاوس ) 0
لكن بدلاً من أن تتابع عملها ، جلست قرب المدفأة ، لا تستطيع أن تتصل بدان الآن 00ولا تستطيع فعل شيء قبل أن ترتب أفكارها التي تكونت بعد لقاءها بالماركيز جان مارك دوبافندال 00سكوت ستيفن الكاتب 000ومارك الرسام 0
من هو حقاً ؟ لا زالت مرتبكة لأحداث اليوم 0أنه رجل له أوجه كثيرة 00بكل بساطة لا تستطيع مقارنة الرجل الذي قابلته اليوم بالفنان الذي أبدع تلك اللوحات الرومانسية الجميلة !!
في تقييمها له خلال المقابلة ظنته دون إحساس 0كم هي مخطئة !
اتجهت عيناها إلى ما قد يكون أكثر ممتلكاتها مدعاة للفخر 00نسخة طبق الأصل عن آخر لوحة له ، كان منظر لبستان في منتصف الصيف وشابان صغيران يسيران عبر الأشجار 0 الفتاة ترتدي فستاناً بلون أزرق وقبعة عريضة 00أما الشاب يرتدي ثيابا بيضاء والابتسامة على وجهه ، النظرة في عينيه إعلان صامت عن حبه الذي يشعر به نحو رفيقته 0
هل تمثل هذه الصورة مارك نفسه أيام صباه ؟ مارك والفتاة التي تزوجها ؟ أوه 00أجل00المركيز متزوج 00تذكرت هذا من المقال الذي قرأته عنه ، والصورة التي أظهرته مع زوجته ، وجعلها هذا تفكر كم هما جميلان معاً00فزوجته كانت مذهلة الجمال 0
كان هذا منذ خمس سنوات ، خلال السنة التي ماتت فيها سالي زوجة أخيها 00في شتاء تلك السنة ، أقنعت بريندا أخيها دان بأن يرافقها إلى عرض بريطاني لفنانين فرنسيين غير مشهورين في بريطاني 00وكانت في الواقع محاولة لإخراج دان من سجن نفسه 0
جال مارك في المعرض لا يظهر اهتماماً بشيء 00من ناحية أخرى أحبت بريندا كل شيء تقريباً رأته 00كانت لوحات مارك ناعمة ورومانسية 00ويومها اشترت النسخة التي تحتفظ بها الآن 00فشراء الأصلية أبعد من قدراتها 00فحتى النسخة سلبت كل مدخراتها 00
رافق المعرض دعاية صحفية كان أبرزها رواية عن الحادث الذي تعرض له مارك في اليوم السابق للمعرض 0كان مسافر من فرنسا إلى انكلترا في طائرة خاصة تحطمت وهي تحط 0
هكذا كان مارك وقت المعرض ملقى دون وعي في أحد مستشفيات انكلترا 00ولم يكن أحد يعرف بأن الفنان فقد بصره 00لكن أعلن هذا في مطلع السنة 00وذكرت المجلة اسم المركيز الكامل وأنه معروف في الوسط الفني باسم مارك 00
هذه الأيام لوحاته تساوي الكثير من المال 00ولا يسمع أحد ذكر لاسمه 00بالنسبة لعالم الفن مات مارك 00لكن الماركيز جان مارك دوبافندال حي يرزق وكذلك سكوت ستيفن 0
هزت بريندا رأسها عجباً لتذكرها كل شيء 00 الماركيز جان مارك دوبافندال رجل غير عادي ومتفوق 00والعمل له لن يكون مجرد وظيفة بل تجربة فريدة ثمينة ، وأحست بسعادة لا تفسير لها لهذا 0
أجاب أخوها على الهاتف من أول رنة :
- بريندا! الحمد لله ! لقد بدأت أقلق عليك00أين أنت ؟
- في منزلي 0
- أوه 00لا ألومك 0 ليس من السهل الوصول إلى هنا في هذا الطقس ، كيف كانت المقابلة ؟ هل أعجبه منظرك ؟
بدا لها السؤال دون لباقة أبداً 00لكنه سؤال طبيعي خاصة أمام الكلمات بريندا اللاذعة له ساعة فراقهما 0
- يبدو إنني أعجبته 0
ضحك دان : لا تبدين واثقة0
ابتسمت بقلق :
- حسناً 00لقد حصلت على الوظيفة 00
وتابعت تشرح له انه ستنتقل على سيلينا هاوس في اليوم التالي ولم تقل له شيء عن رب عملها على الرغم من أن سألها إذا كان كاتب معروف0
-قالت :- أجل 00إنه معروف جداً 00لكنه شديد الحرص على إخفاء هويته 0لذا لا استطيع أن أقول لك اسمه المستعار عبر الهاتف0
في الواقع لن تستطيع أن تعطي اسمه لأحد إلا إذا أعطاها إذنه0
في الحادية عشرة ، خرجت من المغطس بعد أن بقيت فيه لفترة طويلة 00غنت ثلاث أغنيات مفضلة لديها 00ثم غسلت شعرها 00فالغناء عادة طفولية لم تكبر أبداً لتتجاوزها 00انتهت من الغسيل والكي ، والشقة أصبحت نظيفة الآن 00
آخر مهمة لبريندا كانت مثبطة للهمة 0 فهي منذ استطاعت أن تكتب ، كانت تحتفظ بمذكرات 00ربما كان هذا لا معنى له 00لكنه عادة متأصلة 0وهي مراهقة كانت لديها فكرة كتابة قصة حياتها يوماً 0 لكنها تدرك الآن أن هذا أمر سخيف 00وكم ستكون أمر قراءة مثل هذه المذكرات أمر ممل ! مع ذلك استمرت في تسجيل سطر أو سطرين كل ليلة من مذكراتها 00
لكن الليلة تختلف ، الليلة ستحتاج إلى أوراق زائدة بالرغم أنها تكتب المذكرات بالاختزال! توقفت تضرب القلم بخفة على أسنانها 00كيف ستتمكن من وصف الرجل الذي تفكر فيه طوال المساء ؟ أين يجب أن تبدأ ؟الجلة الأولى هي الأصعب في العادة ، وبعد ذلك تتدفق الأفكار بسهولة 00وكان الوقت منتصف الليل حين دخلت فراشها 0
**********************************
كان غريفز يرتدي نفس الملابس المخيفة التي كان يرتديها في اليوم السابق وهو يقول لبريند :
- إذا كان هناك شيء تريدينه آنسة ، فالتقطي سماعة الهاتف واضغطي على زر الجرس 00أنه يعمل كهاتف داخلي إلى المطبخ ، كما يحتوي على خط خارجي 0
هزت رأسها تفهماً ، لكن مع شيء من الارتباك 0
غرفة نومها كانت جناحا يحتوي على غرفة ملابس وغرفة جلوس ثلاث مقاعد ، وجهاز تلفزيون ، وراديو وغرفة نوم كبير مع حمام ، وبالرغم من أن المركيز أعطاها حرية التنقل ، إلا أن هذا بالتأكيد يعني التزامه بالبقاء في جناحها خلال وقت الفراغ ، في الواقع هنا يوجد كل ما تحتاج إليه 0
تأكدن هذه الفكرة عندما قال لها غريفز بأنها سيأتيها بالعشاء إلى غرفة جلوسها في الساعة الثامنة 00وأكد لها أن المركيز يبدأ العمل في الصباح الساعة السابعة تماماً0 مكملاً كلامه بسؤالها متى تريد الفطور ، وماذا تريد أن تأكله ؟.!
- آه 00مجرد شاي وتوست 00، أرجوك 00هل 00من المناسب أكثر أن أتناول الفطور في المطبخ ؟
لم يهز حتى كتفيه 00بل قال بصراحة أن الأمر عنه سيان ، وسيكون مسروراً بأن يأتيها بالطعام هنا 0
- حسن جداً 00الساعة السادسة إذن 00شكراً غريفز0
توقعت أن يتركها 00لكنه التقط حقيبتها ووضعها إلى جانبها على السرير :
- ربما تنزلين إلى المطبخ بعد إفراغ حقيبتك لأريك أين يوجد كل شيء 0
ابتسمت دون أن تفهم سبب دعوته لكنها كانت راغبة في أن تماشيه 0
- أترين آنسة توماسن 00من المهم جداً أن يبقى كل سيء في مكانه الصحيح في المنزل ، الماركيز يعرف كل تفاصيل البيت وما يحيط به من أرض 00ويجب أن تفهمي أنه لو تحرك أي شيء من مكانه ، فسيتسبب هذا له بانزعاج كبير وقد يكون خطراً عليه 00سيأتي وقت قد تحتاجين فيه إلى شيء من المطبخ 00فلو كان هناك سكاكين ملقاة هنا وهناك أو زجاجة 000
- آه 00أجل 00أجل 00فهمت 00سأضع هذا نصب عيني أؤكد لك , فلا تقلق0
- من السهل جداً أن ينسى المرء آنسة توماس 00لذلك أرجوك أن تتذكري دوماً 00كما أطلب منك التأكد دائماً من إقفال الأبواب خلفك وأن لا تدعيها مواربة أبداً0
كان لديها إحساس أن غريفز لن يكون مسروراً أبداً لو نست شيئاً مما يقول 00وبحركة من رأسه تدل على الاحترام تحرك نحو الباب 00لكنها سألته :
- غريفز 00هل كنت 00مع المركيز منذ مدة طويلة ؟
- هكذا وهكذا 00لكنني أعرفه طوال حياته 0
هكذا وهكذا؟ ماذا يفترض بهذا التعبير أن يعني ؟
- أتعرف أنني أعرف من هو حقاً؟
استدار وهو يفكر بكلماته قبل أن يرد عليها :
- لقد قال لي 00آنسة توماسن أنك تعرفين من كان0
حدقت بالباب بعد أن أقفله 00(تعرفين من كان0) ؟ من غير الصيغة للماضي 00غريفز أم الماركيز ؟ على أي حال واضح أن الماركيز يرغي في أن يبقى ماضيه ميتاً ومدفون 00
في الساعة العاشرة قررت بريندا أن تقوم بشيء جيد 00أن تنام باكراً 00فالعاشرة من الآن وصاعداً ستصبح ساعة نومها المعتادة في الستة شهور القادمة 00
بعد أن ضبطت المنبه 00استندت للوسائد 00والمفكرة في يدها تحاول جمع أفكارها ، ثم كتبت : ( اليوم انتقلت إلى سيلينا هاوس 00وسميت هذه اللحظة باسم ( غريفز الغامض ) ! وليس لدي فكرة ما إذا كان يوافق أو لا يوافق على وجودي 00وليس الأمر مهماً 00فأنا هنا لأودي عملاً 00)
توقفت مترددة عند آخر جملة كتبتها 00أجل إنها هنا لتؤدي عملاً 00فما هو الذي يشعرها بتململ في أعماقها ؟ هل ترتاب بأن المركيز صعب التعامل ؟
لا 00لاشيء من هذا ، ففي الواقع ذلك الإحساس الغامض كان متلازماً مع شيء لا تستطيع فهمه !!وبهزة من رأسها أنهت مذكرات يومها بجملة أخرى 00ولكي تحدد ماهي مشاعرها الآن : منزوية ، متفتحة الفكر ، أم محايدة كتبت ( الأبيض هو لوني اليوم !
لكن صدمة مواجهتها للماركيز في الصباح الباكر أعادت لها ذلك الإحساس على الفور الذي اعتقدت أنها تخلصت منه 0كان يجلس في كرسي دوار ، يبتعد قليلاً عن منضدته نصف مستدير نحو النافذة ، بحيث أن بريندا صدمت بجانب وجهه القوي المنحوت بدقة 0
هذا الصباح وهو ينظر نحو الشرق ، حيث الشمس تشرق ببطء ، بدت عيناه رماديتين كئيبتين 00والجناحان الفضيان على فوديه يتناقضان بشكل دراماتيكي مع شعره الأسود 0
أحست بريندا بتقلص معدتها 00وعاد ذلك الإحساس 00هذا إذا تركها أصلاً00وبخت نفسها لأنها تأثرت بوسامته المذهلة0
وهي تقفل الباب خلفها ، رأت أصابع يده اليمنى تمر بخفة فوق ساعته00وقال :
- أنت دقيقة جداً00كما توقعت تماماً 00هل جناحك مرض؟
- أكثر من مرض 00شكراً لك 0
لاحظت أن الكرسي الذي استخدمته خلال المقابلة قد أزيل من مكانه 00وأصبح إلى جانب المنضدة الكبيرة في مواجهته تماماً0
أشار جان مارك نحو الكرسي :
- اجلسي00سنبدأ العمل 00سنرتاح لتناول القهوة عند التاسعة0
جلست بريندا متوترة ، مذهولة للطريقة التي التقت عيناه بعينيها بشكل صحيح ، لم تعتد بعد على فكرة أنه لايستطيع أن يراها 0
سألها :
- أيمكنك أن تقرأي اختزال شخص آخر ؟ آخر سكرتيرة لي تركتني فجأة بسبب أزمة عائلية وآخر صفحات من مخطوطة المؤلف لم تطبع بعد 00من عاداتي الاستماع إلى آخر صفحتين أو ثلاثة قبل متابعة الإملاء0
- دعني القي نظرة ، فهذا يعتمد على استخدام المقاطع 00معظم المختزلين يطورون طريقة خاصة بهم 0
- أتعنين أنهم ينحرفون عن القواعد ؟
ابتسمت :
- أعني أنهم ينحرفون عن القواعد0
التقط دفتر ملاحظات عن الطاولة وسأل :
- لماذا تسليك الفكرة ؟
رفرفت بريندا 00مندهشة للطريقة التي قرأ فيها الابتسامة في صوتها 0
- أنا 00ليس الأمر هكذا 00إنها الطريقة التي عارضت فيها رأيي وقلت لي بالضبط ما أعني0
- ليس لدي وقت للدوران حول الموضوع0
أخذت بريندا الدفتر منه وقد أجفلت لملامسة أصابعه لأصابعها 00وأحمر وجهها بشكل غبي وأخذت تفتش لتجد آخر بضع صفحات من الاختزال 0
بدأت تقرأ بصوت مرتفع ، وما هي إلا لحظات حتى أصبح من الواضح أن أسلوب الماركيز في الكتابة مقتصد بقدر كلامه 00كان الأسلوب جداً واضح ، يتحرك ضمن مسيرة ثابتة أثارت اهتمام بريندا على الفور وأسرتها 0
كانت الشخصية الرئيسية لرجل اسمه وايلي ، رجل قاسي القلب ، يفعل أي شيء مقابل المال 00في هذه المرحلة من القصة كان في لندن يتلقى تعليمات عن مهمة طُلب منه تنفيذها في بلد استوائي في القارة الإفريقية 00
لم تكن المادة تشبه ما اعتادت بريندا أن تقرأه لكنها عرفت إنها ستتمتع بها 00ويالها من طريقة لكسب العيش ، وهي تراقب بفضول انكشاف غموض القصة !
منتديات ليلاس
- هل أنت جاهزة 00آنسة توماسن ؟
التقطت قلمها : تفضل0
ارتد إلى كرسيه وهو يميل عليها ، ويبدأ الإملاء00
( 00لم ينتظر وايلي ليسمع ما تبقى 00بل وقف على حين غرة على قدميه واتجه للباب 00يصيح بشورتمان -:- إنس الأمر 00المهمة مستحيلة 00نظر إليه شورتمان ببرود 00إنه يريد وايلي ولا أحد غيره 00
- ما قولك لو ضاعفت أجرك ؟ عند سماعه هذا استدار وايلي عن الباب ن وشفتاه مكورتان بتكشيرة :- سأقول إنها ممكنة 00)
بالنسبة لبريندا ، كان صباحاً غريباً 00طريقة جديدة للعمل ، كان إملاء المركيز يأتي باندفاع قصير وطويل 00وفي الصمت بين الجمل وهو يجمع أفكاره، لم تكن تحرك عضلة خوفاً من أن تلهيه أو تزعجه 00وما إن حلت الساعة التاسعة حتى كانت متلهفة لفنجان قهوة 0
وقف المركيز ، وتحرك قليلاً يمدد ساقيه بطريقة الفهد :
- لقد قرعت الجرس لغريفز 00سيأتينا بالقهوة بعد بضع دقائق 00كيف الحال ؟
- الإملاء على ما يرام 0
كم هي كفاءة هذا الرجل ، كم هو منظم !
نظرة لساعتها :
- مسيو لو مركيز 00أود الاتصال بالوكالة إذا أمكن 0لا شك أن المكتب مفتوح الآن ، ومن الأفضل أن يعرفوا أين أنا 0
- بكل سرور 00هناك هاتف في مكتبك المجاور لمكتبي تماماً0
أشار إلى باب مشترك في زاوية الغرفة لم تلاحظه من قبل :
- وبإمكانك كذلك توبيخهم نيابة عني ؟
- أرجو المعذرة ؟
- لقد جئت إلى هنا يوم السبت دون أي فكرة عن هذه الوظيفة 00كبداية ، لم يقل لك أحد أن هذه الوظيفة تتطلب الإقامة هنا 00لقد سمعت الانزعاج في صوتك آنسة توماسن ، وسمعت الطريقة التي حاولت بها تغطية نقص المعلومات التي وفرتها لك الوكالة 00وأنت الآن على وشك توبيخهم 00وهذا من حقك 0
غادرت بريندا الغرفة دون أن تقول شيء وجلست قرب الهاتف في مكتبها دون التقاط السماعة 00نباً! كم كانت شفافة خلال المقابلة ! كانت تعلم أن الحواس الأربعة المتبقية لمن يفقد البصر تزيد حدة وتصبح أكثر فعالية لكن المركيز يستطيع قراءة أي إحساس ، كل تأثر في الكلام ، كل تنهيدة أو ابتسامة!
لم تكن بيتي في الوكالة 00وبدا أنها لن تعود إلا قبل الغد ، تنهدت وأعادت السماعة لمكانها 00كان غضبها قد تلاشى ، فعلى أي حال لقد حصلت على العمل وهي تقوم الآن بعمل جيد 0
لم يكن في مكتبها مدفأة نار ، لكن كان فيه سخاناً لتدفئة مركزية ، والأرض مكسوة ببساط صوفي سميك بلون صدئي يعطي الغرفة الحياة 00ولاحظت أن فيها آلة طباعة وبجانبها كومة من أوراق مطبوعة ، الصفحات الأولى من الفصل الأول لرواية المركيز 00أو رواية سكوت ستيفن0
عند عودتها إلى المكتبة 00تابع الوقت تقدمه بشكل مرض ، إلى أن ارتكبت بريندا أول غلطة 00حين توقف المركيز عن الإملاء سألته :
- أين يمكن أن تجد مخطوطتي آخر كتابين لك ، فأنا أرغب في قراءتهما0
أجابها بصوت لطيف :
- إنهما في الدرج الأعلى من خزانة الملفات 00لكن أطلبي من غريفز نسخاً مطبوعة ستكون أسهل عليك 0
ساعتها تخلت عن حذرها وسألته :
- هل مضى عليك زمن طويل وأنت تكتب 00سيد لو مركيز ؟
مرت ظلال على وجهه وغاب الهدوء المعتاد من صوته :
- كنت أكتب قبل أن تبلغي عهد المراهقة بكثير 0
شدت بريندا على قبضتيها وانغرست أظافرها في راحتيها 00ماذا من المفترض أن يكون هذا ؟ امتحان لقابليتها على تحمل الصدمات ؟ حسناً جداً 00لن ترد 0 لن تعطيه الرضا بسماع ردة فعلها ! إنها لم تقصد الإشارة إلى ماضيه ، بل كانت تتسأل فقط كم مضى عليه من وقت وهو يكتب باسم سكوت ستيفن 0 وتأكدت من شيء واحد 00لن تسأله بعد الآن أي سؤال يمكن تفسيره ولو من بعيد على أنه أمر شخصي0
|