كاتب الموضوع :
ميمي87
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
بقي عمر عندنا لعدة ايام فارا من قوات الاحتلال التي قضت الايام اللاحقة في البحث عن باقي الجنود العراقيين وكل من شارك في الحرب...ازدادت الاوضاع سوءا بدأت عمليات النهب والسلب في البلاد كل من هب ودب دخل اي بناية حكومية ليأخذ ماشاء وماطاب له... ومااجمل تلك الايام بالنسبة للصوص...سرقة عيني عينك وعالتلفزيون وياويل من يحاول الدفاع عن ممتلكات الدولة ...بدأت الشريحة الفاسدة بالظهور في وقت كانت الشريحة المثقفة تختفي اما عن طريق عمليات قتل الاطباء والاساتذة الجامعيين او طريق هروبهم لخارج البلاد فرارا من موت محقق... لن اطيل عليكم فلو تكلمت لتكلمت ساعات عن مرارة تلك الايام وقسوتها... بعد ان هدأت الاوضاع قليلا وبعد ان تمت السيطرة نسبيا بعض الشئ على البقية الباقية من الامان... عدنا الى مقاعد الدراسة لننهي تلك السنة باي شكل من الاشكال ... عمر كان يقيم عندنا دون مأوى ودون عمل ودون حياة ...
****
تلك الايام سمعته يتكلم مع والدها ويخبره انه دبر امر خروجه من البلاد!!! عند تلك الجملة توقف العالم وتوقف كل شئعند اميرة ... عمر سيسافر وسيتركها!! سيتركها للابد؟؟ لو كان يحبها مافعل ذلك... اليوم تأكدت انها لاتخطر على باله... عادت ادراجها الى غرفتها وهي بالكاد تحمل نفسها... جالت ببصرها في ارجاء الغرفة بشرود ... لاشئ يستحق الاهتمام من بعد... لماذا تخسر كل من تحبهم ..هل هي لعنة عليهم؟؟..لماذا؟؟ خسرت امها وعادت للحياة بعد معاناة مريرة والان تخسر اول من خفق له الفؤاد... جلست تخربش على الورق كعادتها عندما تضيق بها الوسيعة وتكتب مايجول في خاطرها::
انا فى حاجة اليك!!!
اتلمس الطريق بيديك ارسم الحب بلون عينيك اطمع فى ولادة حلم جديد وارسم بحبى قلبا سعيدا وارتشف بقلبى صورتك صورتك التى اراها من بعيد واصور مناظر من روحى وابعثر فى اعماقى محياك فقد ابنى به سورا جديد
انا فى حاجة اليك!!
ابحت عن الدف اعزف باوتاره حزنى اعطينى من بحر صبرك صبرا!!!!
فالدمع فى قلبى والحزن فى دفتر اعماقى حتى انسى نفسى وابدا من جدبد حتى اشكو حالى وتنتهى كل قصة فيها الحزن الشديد
انا فى حاجة اليك!!!
فى حاجة الى قلبك الحنون الذى يرسمنى بلا خطوط و لا حدود الى حب الى كوكب كبير فيه
كل اضواء الحياة لا خطف الوان الطيف من اعماق بحرك حتى يلطف شذا عمرى حتى يسمح غبار حزن ايامى اناديك كالطيور عندما تصحو مغردة وقت الصباح ابعثرك كلمات تحت حروفها يبقى براج من الامل انترك كالرمال من على يدى واضمك كالصدفة فى الاعماق
****
في اليوم التالي كان عمر يودعهم واحدا واحدا عانق نسمة وصافح احمد ووقف قبل ان يخرج وهو يمسك بالباب ::مع السلامة اميرة... اراكي بخير...انتبهي لنفسك ودراستك... وابتسم بحنان ... أكانت تلك ابتسامته ام انها تهذي ؟؟؟...هل اصابها رحيل عمر بالجنون؟؟؟
....مع السلامة قالتها ودموعها تنذر بالسقوط وفكها يرتجف معلنا نوبة بكاء... خرج وهي تصرخ بداخلها مع السلامة يامن خفق له الفؤاد ...مع السلامة ياحبيبي... هل سنجتمع مرة اخرى ؟؟؟ام فرقتنا السنين؟؟؟ الله لايسامح من كان السبب... خرج عمر مع صاحبه الذي سيساعده على الهرب خرج وهو يلقي نظرة اخيرة على حبيبة عمره حبيبة عمر....
****
متى تعود؟.. ومتى نطوي صحف البعاد والغربة؟..
متى تجف الدموع؟ ومتى تنبت الابتسامات على أغصان الروح؟..
متى يبدأ ربيعي.. وترفع زهوري رأسها للشمس؟..
متى تتعلم عصفورتي تأليف أول تغريدة؟ ومتى تستطيع أجنحة حمامتي البيضاء أن تواجه
الريح وتتقدم برغمها؟..
هل ستعود حقاً ذات يوم وتلملم ما بقي مني؟ وهل ما بقي مني يكفيك بالفعل؟
****
وقبل الامتحانات النهائية كان طلبة الصف الاول لكلية الطب منتشرين على شكل مجموعات هنا وهناك في مختبر التشريح يراجعون ويتذكرون مادرسوه اول العام... بعد مرور الايام والاشهر استطاعت اميرة التأقلم مع وضعها الجديد في الكلية فهي الان لم تعد تخاف وجود الجثث لكن بنفس الوقت تؤمن ان لها قدسيتها وللضرورات احكام وهي تدرس عليها فقط لتنقذ اناسا اخرين من الموت... كانت تقف ضمن مجموعة من الزملاء والزميلات يتناقشون ضمن احد النقاط الغير مفهومة على الجثة واذا بأحد الزملاء يلقي بتعليق غير مهذب الشئ الذي أحرج البنات وجعل زملائه ينظرون اليه في غضب ولأنها كانت في وجه المدفع ومن كانت تتكلم فعليها ان توقفه عند حده ...غطت الجثة بهدوء وقالت وهي تخلع قفازيها وتنظر في عينيه بغضب وتحدي::يااخ... يادكتور... يامحترم...للموت حرمته وقدسيته... وعيب بل حرام عليك أن تتكلم بهذه الطريقة على جثة انسان واذا كنا ندرس ونشرح الجثة فللضرورة احكام ... وليس للمسخرة واعلم انك كما تدين تدان ... غدا ستصبح مكان هذه الجثة ويتمسخر عليك الناس... اريد ان اعرف اي اخلاق لديك واي احساس... ومرة ثانية اذا اردت ان تلقي بهذا المزح الثقيل فقله بعيدا عنا وراعي مشاعر زميلاتك الطالبات...
وقف زميلهم وهو ينظر للارض بأحراج :: انا اسف لم اقصد... قالها ثم اتجه خارجا وهو ليس لديه الجرأة ان ينظر بعين احد زملائه وزميلاته...
باسل((احد زملائهم)):: نحن اسفون اختي فكرم لم يقصد... هل نتابع الشرح؟؟؟
****
نهاية الجزء الثامن تم بعون الله ارجو ان ينال على اعجابكم....
التعديل الأخير تم بواسطة ميمي87 ; 27-10-08 الساعة 04:16 PM
|