كاتب الموضوع :
ميمي87
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
الجزء الخامس عشر والاخيررررر
مرت 3أيام كانت فيها أميرة تتجنب الأحتكاك بعمر قدر الأمكان... تخرج مع والدها فقط لتتجنب أي معاكسات... استطاعت التغلب على خوفها ولو قليلا ودخلت البحر مع والدها... كانت تتشبث به بشدة كلما أتت موجة صغيرة كأنها ستلتهمها... خلال تلك الفترة أكتسبت بشرتها لونا برونزيا جذابا بالنسبة لبياض بشرتها في السابق...
وبعد عدة أيام لن تنسى على البحر ...حان آوان عودتهم للشام وبعدها لحلب لأنهم أختصروا رحلتهم لأسبوعين فقط... كان والدها وعمر يضعون حقائبهم في السيارة ونسمة مشغولة بحمزة... وهي تقف أمام البحر ولاتعلم إن كانت ستراه ثانية... كم هو جميل وغريب وغامض... تذكرت مواقفها هنا... لن تنساها ابدا... غيرة عمر وكيف ضرب ذلك الشاب دفعتها للابتسام... أحبك رغم عيوبك... أحبك رغم كل شئ... ولكني في حيرة... ياترى هل كان جادا عندما أعترف بحبه... لم أعد أفهم شيئا مما يحدث!!! تذكرت عندما أحضر لها عمر أحدى الصدفات التي تباع في اسواق تلك المنطقة كان منقوشا عليها اسمها بطريقة جميلة جدا وكنوع من الاعتذار على اسلوبه الفظ معها ولأعادة علاقتهم الودية الى مجاريها... كانت ترى الاعتذار في عينيه وإن لم يصرح بها جهرة...
قطع سيل ذكرياتها وأفكارها صوت والدها يناديها لكي يغادروا...
****
في الشام او العاصمة دمشق كان الوضع مختلفا فهو أقل رطوبة من اللاذقية وأكثر حرارة من حلب... ناس كثيرين من جنسيات مختلفة جاءت للسياحة... مظاهر تطور أكثر من باقي المدن... زاروا الجامع النبوي... واسواق سياحية كثيرة...
****
-أريد شراء ملابس جديدة للكلية من هنا؟؟ قالت أميرة وهي تطعم حمزة...
نسمة:: أعتقد أن حلب مركز الصناعة... وفيها أشياء أجمل...
أميرة:: ولكني أريد من هنا... وعندما نعود سنأخذ غيرها من حلب...
عمر:: أعرف محلات ملابس جيدة...
أميرة:: وإكسسوارات أيضا..
عمر:: بالطبع... سيأخذكم أحمد إليها فلدي عمل اليوم علي إنجازه قبل عودتنا...
لم تظهر أميرة أي أهتمام وهذا ماآثار استياء عمر فهي لازالت مصرة على برودها تجاهه...
****
كانت تسير مع والدها ونسمة بين محلات الملابس... استمر تجوالهم لساعات... بعدها دخلوا أحد محلات ملابس الاطفال كان المحل جميلا... ولكنها شعرت بضيق لأنه لايوجد شئ يناسبها... ووالدها مشغول مع نسمة في أختيار ملابس لحمزة...
وقفت عند باب المحل عندما لفت انتباهها محل اكسسوارات يبدو جميلا جدا... خرجت وذهبت اليه دون ان تخبر والدها او نسمة لأنها ظنت بأنها ستذهب وتعود سريعا... دخلت محل الاكسسوارات وأخذت تتطلع الى بضاعته المعروضة وتقلب فيها... وفي غمرة نشوتها نسيت الوقت...
****
-أين أميرة؟؟؟ سألت نسمة وهي تتلفت حولها داخل المحل...
أحمد:: أميرة؟؟ أين ذهبت؟؟ انها لاتعرف المكان!!! سأذهب وأراها ان كانت بالخارج... ابقي هنا مع حمزة...
نسمة:: لا سنذهب سوية... لا اريد البقاء وحدي...
في ذلك الوقت كان احمد يبحث عن ابنته كالمجنون مرت ربع ساعة ولم يجدها اين تراها ذهبت؟؟؟ وهي لاتحمل هاتفا معها... والوقت اصبح متأخرا جدا ....
بينما اميرة دون ان تدرك خطأ ماتفعل اخذت تخرج من محل لتدخل اخر من شدة اعجابها ببضاعتهم.... فجأة !! احست انها وحدها وانها ضاعت فهي نسيت من اين دخلت ومن اين خرجت.... واضاعت طريقها فهذا ليس الشارع الذي فيه محل ملابس الاطفال...
وكان الوقت متأخرا ومعظم المحلات اقفلت ابوابها .... اصبح الشارع خاليا الا من عدد قليل من الاشخاص وعدد من الشباب المتسكع واخرون ينظرون اليها باستغراب لانها وحدها.... سارت دون هدى وبخوف شديد... اي مصيبة اوقعت نفسها بها؟؟؟
جاءها صوت احدهم:: ماذا تفعل وحدك ياجميل؟؟ تابعت بخوف مسيرها وبسرعة دون ان تلتفت عاد صاحب الصوت ليتكلم مرة اخرى:: قلت لكي توقفي... امسك بمعصمها واجبرها على الاستدار لتنظر اليه ... كان احد الشباب المتسكع في الشارع ونظراته فيها خبث مخيف ... اي معجزة تنجيها من ايدي الذئب الذي امامها...
قالت بصوت مرتجف:: انا تائهة... وتمنت ان لم تنطق بكلمتها لان ابتسامته ازدادت وهو يقول:: حقا؟؟ تعالي معي لاوصلك... مارأيك؟؟
ارتجفت اميرة وهي تقول:: ماذا؟؟ لا ابدا... ماذا تريد مني؟؟ ضحك بصوت عالي وهو يقول:: تسيرين وحدك في الشارع وفي هذا الوقت ولاتعرفين ماذا اريد منكي... ثم لاتكوني عفيفة هكذا!!! ثم انفجر بضحكة اخرى :: تقول تائهة؟؟ تعالي اوصلك عند الماما ياحبيبتي... انجر نهر عينيها بالبكاء وهي تحاول الخلاص من هذا القذر ولكن لافكاك...
-مروان!!!!! ماذا تفعل هناك؟؟؟؟ اترك الفتاة... كم مرة اخبرتك ان تترك صياعتك هذه...
كان المتكلم رجل كبير بالسن وملتحي ... احست ان الفرج وصل اخيرا بعد الرعب الذي ذاقته منذ قليل... راوغ مروان وحاول الكذب:: عمي كانت تائهه واردت مساعدتها فقط... اتسعت حدقتا عينيها من كذبه.. اي قدرة على التمثيل هذه...
ابتعدت بسرعة لتختبئ وراء الرجل العجوز وهي تقول بصوت متقطع:: انه يكذب حاول الاعتداء علي...
الرجل:: هكذا اذن يامروان لن تترك افعالك المخجلة ابدا؟؟ تعالي ياابنتي ... مالذي جاء بك هنا وحدك وفي هذا الوقت؟؟
اميرة:: عمي انا تائهة!!! كنت اسير مع اهلي ولكني فقدتهم انا لست من هنا ولااعرف الطريق والان اضعتهم اكثر... ثم بدأت بالبكاء
الرجل:: لاتبكي ياابنتي هذا لن يحل الامر هل هناك وسيلة للاتصال بهم؟؟ اتعلمين اين تسكنين؟؟ ألديك رقم اي واحد منهم؟؟
اميرة وسط دموعها:: لا فانا لااعرف اسم المنطقة التي نقطنها ولااملك هاتفا ولااحفظ ارقاما... لقد ضعت!!! ولكن لحظة... اعتقد اني احتفظت بكارت عمر...
الرجل:: حسنا ياابنتي ابحثي جيدا...
بدأت اميرة بتقليب محتويات حقيبة يدها لتخرج كارتا لماعا عليه اسم المطعم الذي يملكه عمر...
اميرة بلهفة:: هذا هو ... والارقام التي عليه لااعلم هل هي له ام لمن...
الرجل:: سنحاول لابأس بهذا...
****
-الوو ... قالها عمر بأنزعاج وهو يرد على رقم غريب...
.....:: هل انت السيد عمر؟؟ كان المتكلم رجلا يبدو مسنا..
عمر:: نعم...من معي؟؟؟
الرجل:: انا ابو محمود... ياابني انت تعرف اميرة احمد.... وقبل ان يتم الرجل كلامه قفز عمر من مكانه وهو يقول:: اميرة مابها؟؟؟
الرجل:: بخير لاتقلق ... ولكنها تاهت في السوق واضاعت والديها ولم نملك الا رقمك...
عمر:: اين انتم؟؟ سأكون عندكم خلال لحظات...
****
سارت اميرة نحو عمر مسرعة لتتعلق به عندما رأته مقبلا نحوهم... بينما شكر عمر الرجل العجوز على موقفه النبيل معهم ثم اتجهو نحو سيارة عمر واميرة لاتزال متعلقة بذراعه تبحث عن الامان... رأى عمر دموعها وقال لها :: لااحب ان ارى هذه الدموع الحمدلله انتي بخير ولم يحصل شئ...
اميرة:: انا.... لقد كنت خائفة جدا.... ثم انفجرت بالبكاء وهي ترتمي في حظنه..
تفاجأ عمر من تصرفها وتجمدت اطرافه لايستطيع ابعادها ولايستطيع البقاء على هذا الحال والا فانه سيجن...
همس بصوت لايكاد يسمع:: اميرة هل انت بخير؟؟؟
ابتعدت وهي تقول:: انا اسفة عمر على ....على كل شئ...
عمر:: لاداعي للاسف اميرتي...
ابتسمت وهي تحاول ان تبتعد بنظراتها قائلة::عمر.....هل.... هل مازلت تحبني ؟؟؟
عمر:: احبك ؟؟ وهل تكفي هذه الكلمة فقط ...أتعتقدين ان لهذا الحب نهاية؟؟؟
اميرة:: انا ايضا احبك ياعمر... وقبل ان يقاطعها اكملت:: لااعلم متى احببتك ولكن اعلم الى متى سأبقى احبك...أتعلم الى متى؟؟؟ الى الابد...
كانت تتكلم وعمر يحس بأنه يحلم ...هل تحقق المستحيل اخيرا واستطاع كسب قلبها وودها؟؟؟ كان يتمنى ان يأخذها ويحلق فوق السحاب... بعيدا عن هذا العالم... من السعادة التي كانت تطل من عيونهم كان يحس بأن الليل استحال نهارا والناس جميعا يضحكون ويبتسمون من حولهم...
****
أفديك بروحي وحياتي..أسلمك قلبي ينبض في صدرك فهو ملكك ولأجلك فقط يضج بأعماقي..أنت حبيبي بل أكثر أنت وطني ألذي كبرت بحضنه مذ تنفست نسيم حياتي..أنت عالمي ومتاهات عينيك هي كل خارطة ألكون ..أنت ألروح ورحيلك يعني أستشهادي..
****
بعد 6سنوات::
عمر واميرة على شواطئ اللاذقية من جديد....
عمر:: أتعلمين كم احب البحر؟؟؟
اميرة:: وانا كذلك...
عمر:: لا انا احبه لان مواقف جميلة جمعتنا هنا...
اميرة:: هل تقصد عندما ضربت ذلك الشاب ام عندما صرخت في وجهي؟؟؟
عمر:: أهذا ماتذكرينه فقط؟؟؟
اميرة:: لا ولكني اذكر انك اعترفت بحبك لي هنا ...
عمر:: وماذا بعد؟؟
اميرة:: ماذا بعد!! وهل يوجد شئ اخر...
عمر:: مممممم هل تحبينني... ؟؟؟
اميرة:: وهل هذا سؤال ياعمر... ياعمري.. ياقلبي....
عمر:: هههههه لا بالطبع ولكني اريد ان اسمعها منك دائما...
اميرة:: وانت؟؟؟
عمر:: انا لااحبك يااميرتي انا اعشقك... ياام يوسف... ثم تابع قائلا وهو يضع يده على بطن اميرة المنتفخ:: متى سيخرج؟؟
اميرة:: بعد شهر ياابا يوسف...
عمر:: اتعلمين اميرتي... انا حتى الان لااصدق اني تزوجتك لقد حاربت الدنيا باسرها لاجلك ... لااصدق ان حلمي تحقق بعد هذه السنين... ولااصدق ان والدك وافق اخيرا....
اميرة وهي تضع راسها على صدر عمر:: الحب الحقيقي يصمد في وجه العراقيل.... ولايغيره الزمن.. اتمنى ان نبقى هكذا ولاتغيرنا الايام....
عمر:: ان شاء الله يااميرة قلبي....
تمممممممممممممممممممممممت
|