كاتب الموضوع :
ميمي87
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
في نقطة أخرى من العالم كان عمر يجلس حزينا بعد نهاية تلك المكالمة الهاتفية... أمسك بجواله ورماه بعيدا وهو يصرخ:: لماذا لاتحسين بي؟؟ الحجر رق لي ولحالي...لماذا؟؟
-عمر ماذا هناك؟؟ جائه صوت يوسف قلقا متسائلا...
عمر:: لم لاتشعر هي بحالي ألا تكفيني الغربة والوحدة بعيدا عن اهلي وأقرب الناس بعيدا عن أصحابي... لماذا أعيش يايوسف أخبرني؟؟ لماذا ولمن أعيش؟؟
أمسك يوسف بكتفيه وهزه بقوة:: ماهذا الكلام ياعمر تعوذ بالله من الشيطان لايمكن أن تكون أنت عمر القوي الشرس الذي أعرفه... لماذا لاتنظر إلي؟؟ أنا مغترب مثلك... ليس لدي أحد سواك ياعمر... أتعلم... حتى خطيبتي تركتني وتزوجت آخر لأني أصبحت الآن بلا فائدة.... أنظر للعالم من حولك ياعمر... كل له مصائبه ومشاكله... أنت محظوظ بالنسبة لكثيرين... أذا كانت من تحبها لاتبادلك مشاعرك كما تقول... أذن ماموقفي أنا من تركتني خطيبتي... هي من كنت أرسم مستقبلي معها... انا لمن أعيش ياعمر ليس أنت!!
ثم عم صمت بين الاثنين كل يفكر بحاله هنا...
-لنذهب ونصلي العصر في المسجد القريب...قال يوسف محاولا تلطيف الجو المشحون بينهم...
ابتسم عمر وهو يقول:: وبعدها نذهب إلى عالم السحر...
يوسف:: ههههه عالم السحر للأطفال وليس لك يامن تخطيت الثلاثين... ثم لاتنسى لدينا عمل في المساء...
****
عمل عمر بصورة شاقة خلال الاشهر الكثيرة التي فاتت وبمساعدة يوسف والنقود التي معهم استطاعوا شراء مطعم يقومون بتوسيعه كل فترة... وأصبح لهم زبائنهم من كل مكان... وتحسن حالهم كما أنهم أشتروا شقة أكبر حجما بدل شقة الايجار الصغيرة... هذا ملخص صغير عن حياة عمر هناك... شقة...مطعم... عمل... صديق وحيد هو يوسف...وحدة وغربة... أشتياق... وحب شبه مستحيل...
****
مرت أيام تتلوها أيام وحال أبطال قصتنا لم يتغير... كبر حمزة الصغير وبلغ شهره السابع وبدأ يحبو وينطق كلمة واحدة ماما رغم الساعات التي تقضيها أميرة لتعلمه أسمها...
عمر على حاله في الغربة يقضي يومه بالعمل مع يوسف وأحيانا التنزه معا في حديقة سعدالله في حلب...
كما طلب من والد أميرة أن يبيع منزله في العراق بمعرفته بعد التوكيل الذي ارسله له وأن يبعث بالنقود إليه بإسرع وقت لأنه بحاجة إليها في توسيع عمله وسيساعده هذا في شراء منزل صغير في حلب بدل الشقة الكئيبة...كما إنه لن يعود للوطن مطلقا... هذه الفكرة التي تعذبه دائما... ألن يستطيع شم هواء بلاده مرة أخرى... ألن يستطيع تقبيل أرضه وتراب وطنه مرة أخرى... شبه نفسه بالسمكة التي أخرجوها من الماء وطلبوا منها أن تعيش وبقيت تتخبط محاولة الحفاظ على حياتها حتى ماتت!! هل سيكون هذا حاله هل سيعيش وحيدا ويموت وحيدا...
دمعت عينيه لمجرد هذه الفكرة...
****
تذهب أميرة وتعود كل يوم من كليتها روتين مستمر...دراسة...كتب...محاضرات...شلة صديقات...أما باسل برغم حبه وأعجابه بأميرة إلا إنه لم يفتح موضوع خطبتهم خلال تلك الفترة... حتى جاءت أيام الامتحانات النهائية...
باسل:: لو سمحتي آنسة أميرة ممكن دقيقة من وقتك؟؟
أميرة:: تفضل أخ باسل؟؟
نقل باسل بصره بين أميرة وزينب بإحراج كأنه يقول لوحدكي لو سمحتي...
أحست زينب بإحراجه فقالت أنتظرك عند باب القاعة ياأميرة... أمسكت اميرة بيد زينب وهو تقول:: إلى أين لاتتركيني وأنت يااخ باسل أي كلمة ممكن تتفضل تقولها لأني لن أستطيع الوقوف معك لوحدنا ...أم لاتهمك سمعتي؟؟
باسل:: لا معاذ الله لم أقصد... ولكن السنة شارفت على النهاية... و... وأتمنى ...أقصد... لو تعيدين التفكير في عرضي للزواج بك"
كان يتكلم والقلق والتردد واضح في نبره صوته لاتعلم لم فكرت في هذه اللحظة في مقارنة بينه وبين عمر!! عمر كان صاحب شخصية قوية ومهابة ...وصوته الجهوري لايشوبه التردد ابدا... إنه يختلف تماما عن باسل... لايمكن او مستحيل بعد أن أحبت عمر تستطيع أن تحب باسل ...إنه إنسان مهذب وكثيرات يتمنونه زوجا ولكن ليس هي ...كما إنه صغير جدا كيف تتزوج شخصا بنفس سنها ولم يتجاوز ال20بعد!! لايمكن أن تحس بالامان معه... بعكس عمر الذي كانت تحس إنها طفلة بجانبه... عمر الوحيد الذي تستطيع أن تواجه العالم به... شخص عصامي مثله... عاش يتيما أحس بشعورها مضاعفا... أكمل دراسته ودراسة أخته ورعى أخته وحماها من الجميع حتى تزوجت... وهاهو يعيد تكوين نفسه من جديد ويعيش مغتربا وحيدا ولكنه يبقى قويا ...لن تستطيع أبدا أن تجد له مثيل... إنه عملة نادرة بالفعل...
أحست إنها جعلت باسل ينتظر كثيرا... كما إن المحاضرة بدأت ولن يستطيعوا دخولها الآن ...
-إن شاء الله... أجابته أميرة ثم إبتعدت... كانت هذه الجملة المقتضبة جدا هي مابعثت الامل في نفسه مرة أخرى...
.
.
.
يتبع
|