كاتب الموضوع :
ميمي87
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
الجزء التاسع....
((((اميرة))))
مرت أيام الامتحانات ثقيلة بدون عمر كنت على الاقل اراه كل اسبوع ولكن الآن لم أره منذ شهرين لم اسمع صوته إلا مرتين بالصدفة عندما كان يتصل ليطمئن علينا... أبي وعدنا بزيارة عمر في سوريا... سمعت من نسمة أن عمر حاول جاهدا ليجد عملا... لكن ماذا يمكن لضابط سابق أن يعمل في بلد غير بلده؟؟ ضاقت بنا الدنيا ولم يستقبلنا أحد!! يالدول العرب النائم لم يقف بجانبنا أحد!! أي أخوة هم وأي نخوة لديهم؟؟ لن ننسى مساعدة بعض الدول للعدو وتحالفهم معهم لن ننسى الخيانة ابدا من حكام دول الجوار...لن ننسى...
****
((((عمر))))
عندما إجتزنا الحدود كانت بالنسبة لنا إجتياز النقطة الاولى...
بقيت عندنا نقاط أخرى علينا إجتيازها وفي مقدمتها إيجاد عمل ومصدر للرزق...
لم يكن شيئا سهلا خصوصا إني عراقي مغترب ... كنت أملك مبلغا لابأس به من المال... استقتلت للحفاظ عليه... عملت وأشتغلت كل شئ يخطر او لايخطر على بالكم... استطعت تأجير شقة عزابية صغيرة بالمشاركة مع أحد أخواني المغتربين... كنت أحافظ على مالدي من مال وأحاول أن أزيد عليه لأؤمن عيشة أفضل... شعرت أن حبي أصبح في عداد الاحلام.. أصبح خيالا لااستطيع الوصول إليه... ليست فقط المسافات الطويلة من تفصلنا ولا الحدود المصطنعة بين البلاد بل أشياء أخرى أعمق أثرا من ذلك... لم أعد ذلك العقيد أو ضابط الجنائية المرموق الذي يهابه ويحترمه الجميع... لم أعد مناسبا لدكتورة المستقبل ...لم أعد كما كنت ولن أعود... هذا حلمي وحياتي الذي ضاع وأصبح هباءا منثورا... كيف لها أن تقبل بي لو علمت إني زاولت أعمالا لم أكن أتصور يوما إني سأفعلها وفي سبيل الحياة...
أخبروني انهم سيأتون لزيارتي في الصيف ولكن كيف سيرونني وكيف سيتقبلون وضعي الجديد الذي أحاول يائسا الحصول على وضع أفضل... ومع كل ذلك بقى صوت في داخلي يصرخ متمسكا بحبه المستحيل... سأحاول خرق المستحيل من أجلك ياأميرة حتى لو بقي حلما وبقي المستحيل مستحيل...
****
مرت أيام بعد ذلك لاأريد سردها أهم أحداثها نجاح أميرة وتطور حمل نسمة التي أصبحت الآن في نهاية الشهر السابع...
كيف حالك ياأميرة؟ قالتها نسمة وهي تدخل غرفة أميرة... كانت قد أزدادت وزنا في الفترة الأخيرة وأتعبها الحمل كثيرا...
علقت أميرة ضاحكة:: هل انتي متأكدة انك تحملين واحدا فقط في بطنك؟
جلست نسمة بصعوبة على الاريكة الموجودة في الغرفة وهي تمسك ظهرها من الالم... كانت برغم تعبها تبدو مشرقة... الامر الذي يجعل أميرة تعلق دائما انها تحمل في أحشائها صبي...
ولماذا صبي؟سألتها نسمة... أنا طلبت من طبيبتي أن لاتخبرني أريدها مفاجئة...
أميرة:: لااعلم كيف تفكرون نحن في عصر التكنولوجيا وانتي لاتريدين أن تعرفي جنس المولود؟؟كما أن الحمل جعلك تزدادين جمالا أراهن انك تحملين صبي... أنا متحمسة جدا لرؤية أخي الصغير...
ثم أنشغلت بترتيب أحد الأدراج... أعقبت نسمة قائلة وهي تلتفت يمينا وشمالا:: ياللعجب!! منذ متى تنظفين غرفتكي يادكتورة؟؟
أميرة:: لم أعد طفلة يانسمة ويجب أن أتحمل مسؤولياتي... وأولها ترتيب غرفتي بنفسي دون الاعتماد على أحد... لأني في المستقبل سأتحمل بالرغم مني مسؤوليات أكبر من ذلك بكثير...
نسمة برضا:: يسرني سماع ذلك... لقد نضجت وتغيرت كثيرا...الله يوفقك...
أمسكت نسمة بمقبض الكرسي محاولة النهوض وصرخت بألم الشئ الذي أفزع أميرة:: مابك؟ بم تشعرين؟
عضت نسمة على شفتها السفلى وأغمضت عينيها بقوة قائلة بصوت يرتجف:: لاأعلم ياأميرة ظهري يؤلمني كثيرا...
خرجت أميرة من حجرتها مسرعة وهي تنادي والدها الذي بدوره وقف عند باب غرفته ولازال النوم يقطر من عينيه...:: ماذا هناك؟
أميرة وهي تسحب والدها:: نسمة لديها ولادة مبكرة ياابي... اسرع...
في الدقائق التالية كانت السيارة تشق طريقها للمشفى بأسرع مايمكن...
كانت نسمة فاقدة للوعي وتنزف بقوة وبعد أن اكملت الدكتورة فحصها أخبرت أميرة انها تعاني من أنفصال في المشيمة وسيحاولون إيقاف النزيف والحفاظ عليها في المستشفى حتى الولادة ولايستطيعون إجراء عملية قيصرية لأنها تضر بصحتها نظرا لحالتها هذه... كما أنهم لو رأوا تحسنا في حالتها سيحاولون تسريع ولادتها...
خرجت أميرة وهي تحس بتأنيب الضمير فهي تعلم أن أحد أسباب أنفصال المشيمة هو الجهد الكبير الذي تبذله الحامل في أشهرها الأخيرة وهي لم تكن تساعد نسمة في اعمال المنزل الشاقة...
خرجت من قسم النسائية والتوليد متجهة لوالدها لتطمئنه على حالة نسمة... في طريقها رأت أمرأة تبكي وآخر يحاول تهدئتها وعلمت أن والدة المرأة توفيت للتو... تذكرت والدتها وموقفها في المستشفى ... ترحمت على والدتها ودعت لها بالجنة مع الصالحين ...عندما وصلت عند والدها وجدته يجلس على أحد كراسي الانتظار ورأسه بين يديه... يبدو قلقا...
أميرة:: الحمد لله ياابي...تحسن وضعها ولكن يستلزم وجودها تحت المراقبة عدة ساعات...
كان التعب والقلق واضحا عليه وشعره غير مرتب وفي نظراته خوف كبير قال بصوت متهجد:: الحمدلله... الحمدلله...
أميرة:: سأبقى معها اليوم ولكن يجب أن تحضر بعض الاشياء الضرورية لنا...
****
يتبع فيما بعد
|