لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29-09-08, 06:24 AM   المشاركة رقم: 16
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 45499
المشاركات: 173
الجنس أنثى
معدل التقييم: ..مــايــا.. عضو له عدد لاباس به من النقاط..مــايــا.. عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 116

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
..مــايــا.. غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ..مــايــا.. المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

طافت نظرتها المحدقة بوجهه تبحث عن مزيداً من الوحشية و القسوة ..
لكنها لم تجد سوى عيناه التي كانت تلتهبان .. و قد انفرجت شفتاه أمامها بشكل مثير ..منتديات ليلاس
















همست :
" (كوين) ..

















" جولييت ..

















بعثت لمساته فيها الحياة ..

و ذوبتها قبلاته الحنون ..

و التهبت ببريق .. كالذي يلمع في قلب ذلك الياقوت ..











أحست أنها تستطيع أن تقبض على النجوم التي تبرق في ليل كونكت كت ..
و النجوم المنتشرة في سماء شوارع لندن الهادئة .. بل و نجوم العالم كله ..










همس في رقة من بين أنفاسه الهادئة :
" جولييت .. زوجتي ..









كان قلبها يضطرب من السعادة ..


و أحست بضياء النجوم يبرق فوقها و خلالها ..


و عندما عادت ببطء إلى الأرض .. آمنة بين ذراعيه ..



فهمت معنى أقدم أنواع السحر ..






الحـب ..













نعم .. إنه الحب ..













عرفت ..

بل أيقنت .. أنها وقعت في شرك هذا الرجل الواقف أمامها ..

وقعت في غرامه من اللحظة التي وضع إصبعه عليها في ذلك الملهى بـ كونكت كت ..


أيقنت .. أن الجحيم هو أن يضعها العالم في طرفه الآخر .. بعيداً عنه ..

و أن ساعة واحدة بقربه .. هو النعيم بعينه ..


أدركت يقيناً .. أن ما يفعلانه الآن .. ليس سوى السبب الوحيد الذي خُلقا لأجله ..

أن يكونا دائماً معاً .. ولا أحد يفصلهما عن بعضهما ..

أدركت كالجحيم أنه ما من إنسان ... رجل ... يستحق قلبها ..



جسدها ..



روحها ..



و كل حياتها ..



سواه هو ..




(كوين) ..
















زوجها .. و حبيب قلبها ..







* * *








استيقظت (بيج) على صوت تساقط قطرات المطر على النافذة ..
كان عقلها يضطرب بصورة غائمة كأنها في حلم ..
تمددت في كسل .. و أحست أنه صباح رائع للأحلام .. وملائم جداً لأحلام يقظتها ..
أحلام بالسماوات الزاخرة بالنجوم ..
بذراعي (كوين) القويتين ..








(كوين) ..










خفق قلبها بشدة ..
لا .. لم تكن أحلاماً مطلقاً ..
لقد كانت الليلة الطويلة الرائعة .. حقيقية ..










كانت وحيدة في فراشه ..
عرفت ذلك حتى قبل أن تفتح عينيها ..
لو كان موجوداً لكانت الآن بين ذراعيه تنعم بالدفء و الحب ..
مثلما كانت طوال الليل ..

و كأن (كوين) كان يعوض كل الليالي التي أضاعها خلال الأسابيع الماضية ..




توردت وجنتاها عندما تذكرت الساعات الماضية .. و ابتسمت وهي تجري يدها خلال شعرها
المتناثر ..

ماذا حدث للمرأة التي كانت تتجمد من قبلة واحدة ؟..

دفعت (بيج) الأغطية و خطت بقدميها العاريتين على أرضية حجرة النوم ..

و بطرف عينيها لمحت صورتها في المرآة .. وتوقفت ..


هل هي فعلاً هذه المرأة ذات الشعر المشعث ؟

ضحكت برقة وهي تفحص صورتها ..







كان جسدها يتوهج ببريق جديد و هناك لون ودري في وجنيتها لم يكن موجوداً من قبل ..
لم يعد الخاتم الياقوتي يرقد بين نهديها .. لقد كُسرت السلسلة الرقيقة أثناء الليل .. وها هي موضوعة على المنضدة .. المجاورة للسرير .. أحست أن كل شيء قد تغير ولكن المهم هو ما أحست به في قلبها ..



لفت (بيج) ذراعيها حول نفسها و دارت على عقبيها و رقصت بقدميها العاريتان على الأرض المغطاة بسجاجيد الحرير العتيقة..







أخذت نفساً عميقاً و همست للحجرة الصامتة..
" أنا أحبه .. أنا أحبه .. في كل الأوقات أحبه من كل قلبي .. "


التقطت من خزانة ثيابها ملء ذراعيها من الملابس و انتقت ما ارتدته بسرعة ..

إن (كوين) .. ينتظرها بالطابق الأرضي ..

(كوين) زوجها ..

أحست بالدوار وهي تفكر فيما سيحدث ..




منذ وقت وليس بعيد .. كانت تقف في نفس الحجرة و تراودها نفس الفكرة .. و لكن كم يختلف ذلك هذا الصباح ..




في المرة الأولى كانت تكره (كوين) ..

لا هذا غير حقيقي ..

إنها لم تكرهه على الإطلاق ..

كانت دائماً تحبه .. دائماً ..



كان الغضب والارتباك يحولان بينهما ..

و لكن صار كل هذا وراء ظهريهما ..

إنها زوجة (كوين) ..

زوجته ..


هذا ما كان يناديها به طوال الليل ..

و اليوم .. اليوم ..



فكرت و هي تضع يدها على مقبض الباب ..

اليوم هو أول أيام شهر عسلهما ..






حيتها رائحة القهوة وهي تقفز هابطة الدرج .. كان باب المكتبة مفتوحاً .. لكنها كانت خالية ..
و كذلك حجرة المعيشة الرسمية الصغيرة , بالطبع لن تعود (نورا) قبل المساء ..
سرت دفعة من اللون الوردي ..
إن كل البيت لهما وحدهما ..

كان الجو يمطر و ستكون المدفأة الرائعة .. وهناك بطانية ملونة ناعمة .. ملقاة على ذراع أحد المقاعد في المكتبة ..
كان المطبخ خالياً أيضاً .. و كان أبريق القهوة يتوسط المائدة .. مليئاً بالسائل الداكن .. و بجواره فنجانان و لكن لم يبد أي أثر لـ (كوين) ..


قطبت (بيج) جبينها و عادت للصالة .. سددت بصرها إلى حجرة الجلوس الخاوية ..
هل هو بالطابق الثاني ..
تسارعت دقات قلبها .. نعم ..
إنه لابد أن يكون هناك ...
ربما يكون في حجرة الضيوف يجمع ملابسه من خزانة الثياب استعداداً للعودة إلى حجرته ..

حجرتيهما ..


و ما أن صعدت الدرجة الثانية من الدرج حتى سمعت ضوضاء في المكتبة ولكنها بحثت هناك وهزت كتفيها و اجتازت الردهة إلى الحجرة ..




لا عجب أن افتقدته في المرة الأولى ..
كان في أقصى اليسار, ويكاد الباب يحجبه .. دلفت (بيج) إلى الحجرة دون أن تصدر قدماها العاريتان أي صوت على سجادة الأرضية ..
كان ظهر (كوين) تجاهها بينما يقف أمام المنضدة ذات طراز حملات نابليون ورأته يرفع الفرش عن أحد أركان المنضدة فأنفتح دُرج خفي ..








قالت ضاحكة :
" ضبطتك متلبساً .. أدراجٌ سرية مليئة بالمال .. "











دار بجسده كله .. ونظر لها قائلاً :
" ألم تسمعي مطلقاً عن طرق الباب قبل أن تدخلي الحجرة ؟ "












غاص قلبها في قدميها , وقالت :
" أنا .. أنا لم أعرف أنك .. أنا لم أقصد أن أتطفل ... "







ثم أومأت قائلة :
" سأذهب .. سأذهب إلى حجرتي .. "









"(بيج) "








" ماذا ؟ "







كان لابد أن تهمس بالكلمة لتخفي اضطراب صوتها ..










تناول مظروفاً من الدرج و وضعه في جيب سترته و أغلق الدرج بقوة ..

عندما نظر لها مرة أخرى .. كانت على وجهه ابتسامه لطيفة ..











" أنا آسف .. لم أقصد محادثتكِ بحدة .. لقد روعتني .. هذا كل ما في الأمر "










أومأت قائلة :
" لا .. لا بأس يا (كوين) .. أنا .. أنا ..


و نقلت نظرها بين قدميها العاريتين و وجهها .. ثم قالت :
" أظنك لم تسمعني إنها إحدى عاداتي .."




و ابتسمت ثم أضافت :
" التجول بقدمين حافيتين .. "





خبا صوتها ..

لماذا لم يخطر ببالها أن الأمور قد تتوتر بينهما هذا الصباح .. لا بد أن ينقضي بعض الوقت قبل أن تتناغم علاقتهما الجديدة ..
و لكن لديها كل وقت العالم .. الأعوام أمامهما .. حافلة بالحب و الاكتشاف ..






قال :
" لقد أعددتُ بعض القهوة في المطبخ أنا متأكد أنها ليست بمستوى ما تصنعه (نورا) ولكن ..









قالت بسرعة :
" إن رائحتها رائعة "




و راقبته و هو يتجه لمكتبه و يفتح أحد الأدراج ..






وقالت :
" لما لا تصب لنفسك فنجاناً .. وتشربه ريثما أُعد الإفطار "






أغلق الدرج بعنف , وفتح أخر , وقال :
" الإفطار ؟؟! "




أومأت (بيج) قائلة :
" شيء خاص .. ما رأيك في بعض الفطائر المحلاة و شرائح لحم مقدد ؟ أو كعك الوافل .. أنا بارعة جدا في صنعه .. كان والدي دائما يحب ما أصنعه من كعك الوافل ....








((يا إلهي ما لذي جعلني أقول ذلك !!))










اعتدل (كوين) و حدق فيها , وقال بتأوه :
" والدكِ ؟ .. نعم .. كيف حاله الآن ؟ أنتِ لم تذكريه منذ فترة "







قالت بهدوء :
" إنه ... بخير .. لقد وصلني خطاب من الوطن بالأمس .. إنه يقول بأن الأمور مطمئنة في المكتب"






" دعينا نأمل أن يحافظ على الأمور في هذه الحالة "








جمدت دمائها لدى غموض صوته ..

و لأول مرة .. تنبهت إلى أنه يرتدي ملابس الخروج للعمل ..

كان اليوم هو يوم السبت .. وبدلاً من بنطلونه القطني المخملي الزغب , وسترته الصوفية ذات القبة الواقفة الضيقة .. كان يرتدي بذلة شاحبة كاملة ..
وكان معطفه الواقي من المطر ملقي على ظهر أحد المقاعد .. و في وسط الحجرة , كانت هناك حقيبة سفر ..منتديات ليلاس










" هل أنت .. ذاهب إلى مكان ما ؟ "








أغلق الحقيبة بحركة سريعة وقال :
" نعم .. لدي أعمال في أدنبرة , ألم أذكر لكِ ذلك من قبل ؟! "









" لا .. أنت لم تقل أي شيء عن ..






قال ببساطة :
" ظننتُ أنني فعلت "







و طوح بالمعطف على ذراعه الممسكة بحقيبة عمله .. و اتجه إلى الباب قائلاً :
" حسناً .. لا بأس , لن تكوني بمفردك لمدة طويلة .. ستعود (نورا) هذا المساء "






اضطرب قلب (بيج) و هي تهرول خلفه إلى الباب الأمامي .. وقالت :
" ولكن .. ولكن .. متى ستعود يا (كوين) ؟؟ "






توقف لدى الباب وقال بلهجة آمرة نافذ الصبر :
" بعد أيام قلائل "






و رددت هامسة :
" بعد أيام قلائل ! "








أومأ قائلاً :
" سأعود في نهاية الأسبوع "







و بدا كأنما يريد أن يضيف شيئاً .. ولكن بعد لحظة صمت , استدار و وضع يده على مقبض الباب و قال :
" سيمكننا أن نتداول الأمور عندئذ "






ابتلعت ريقها بصعوبة , وقالت :
" نتداول الأمور ؟ "







سمعت نفسها تردد كل شيء يقوله لها .. كما لو كان طائر المنية الآسيوي ..







و أضافت :
" أنا لا أفهم .. "








قال بصوت خال من أي تعبير :
" نحن .. أنا و أنتِ .. لا معنى لاستمرارنا على هذا الحال يا (بيج) .. أريد أن تستقر الأمور "









فتح الباب .. فهبت من الشارع عصفة ريح محملة ببرد المطر ..










" ظننتُ .. ظننتُ أننا فعلنا ذلك الليلة الماضية .. عندما أنت .. عندما نحن ...








استدار ليواجهها .. كانت عيناه في هدوء البحر قبل العاصفة ..
" لقد نمنا سوياً .. لا تحاولي أن تصنعي من الأمر أكثر من ذلك ! "









أحست بالدماء تهرب من وجهها ..




و علا نفير سيارة بالخارج ..





" لقد وصل التاكسي ..لا بد لي أن أذهب يا (بيج) "






كان صوته جافاً .. و أضاف :
" سنتحدث عندما أعود "









" (كوين) ..








لكنه كان يبتعد مسرعاً إلى سيارة الأجرة ..

راقبته وهو يفتح الباب ويدلف إلى السيارة ..

و ظلت تراقب السيارة الأوستن السوداء .. حتى تداخل لونها مع لون الشارع الممطر الرمادي و اختفت ..





و بالكاد تذكرت المسكينة أن تغلق الباب خلفها ..


(( فقط أخبريه أني قد خرجت !))






كانت المكتبة باردة . النيران تلتهب في المصطلى ، ولكن تسللت النسمات الباردة لليوم الملبد بالغيوم إلى الحجرة , تهاوت (بيج) على كرسي ذي ذراعين وظهر مرتفع , وحدقت في ألسنة اللهب المتراقصة وهي ترشف فنجاناً من القهوة المرة , وحاولت أن تفهم ما قاله (كوين) ..









(( أريد أن تستقر الأمور ))









لقد ظنت أن ما حدث بينهما ليلة أمس قدفعل ذلك ..





ولكن ما تقاسماه كان أكثر من إشباع مجرد رغبة ..

و(كوين) يعرف ذلك ..

يجب أن يعرف (كوين) ذلك..





كل شيء فعلاه معاً ليلة أمس , الساعات البالغة العذوبة من اللمسات .. والقبلات .. والاكتشاف ..

كل هذا شيئاً خاص .... أليس كذلك ؟




(( لا تحاولي أن تصنعي من الأمر أكثر من ذلك ))




ارتجفت يدها وهي تضع الفنجان على المنضدة . هل هذا ما فعلته ؟ ..

أن صنعت من الأمر أكثر من أنهما ناما معاً ..





نهضت من مقعدها وسارت إلى باب داخلي .. ما الذي تعرفه عن الحب ؟ ..

هكذا حادثت نفسها وهي تزيح الستائر وتمد بصرها إلى الحديقة التي غسلتها مياه الأمطار .. إن لديها خبرة محدودة جداً .. وربما تكون عديمة الخبرة , ولكنها ليست بلهاء .. هناك حب رائع وحب سيء , مثلما هناك محبون بارعون وآخرون سيئون ..




و(كوين) ..





(كوين) محب بارع , قوي , ورجل وسيم في ربيع عمره ..

إنه يعرف كيف يسعد امرأة .. ولقد كان سلوكه معها ينبض بالحب .. ولكن ...










(( لا تصنعي من الأمر أكثر من ذلك ))









لقد قضت الليل بين ذراعيه , ولكنه لم يقل مطلقاً : أنا أحبك , فقط كان يناديها بـ جولييت الجميلة , ذكرها بالسعادة التي أدخلها عليها , وكم كانت تريده , ولكن ماذا يعني ذلك عند مقارنته بالكلمة البسيطة التي لم ينطقها مطلقاً ؟





تركت (بيج) الستائر تعود لموضعها . وغاصت في كرسيها محدقة في النيران , هل كانت تخدع نفسها ؟



ألم يتوقف (كوين) عن كراهيتها رغم كل هذا المرح والصداقة الحميمة ؟



يا له من تعذيب خاص يشمل قلبها بالإضافة إلى جسدها ..





(( عندما تريدين رجلاً , سأكون هنا ))









إنها تذكر الليلة التي أعطى فيها هذا الوعد القاسي ..

ولكن كل منهما قال أشياء بقصد جرح مشاعر الآخر في تلك الليلة ..




في ليلة أمس , ظنها تريد ( جاك ويرد ) ..












انتفضت واقفة , وهمست :
" لا "







ترددت همستها في الحجرة الصامتة , هذا جنون . لو كان الأمر كذلك لكان أخذها عنوة . ولكن كان رقيقاً ومراعياً وحرص على أن يمتلك كل أحاسيسها ..





((سأبادلك الحب حتى تتوسلي لي أن أتوقف و أبتعد و عندها , أكون قد تحررتٌُ منكِ أخيرا))



شهقت طلباً لأنفاسها , كأن الهواء قد سحب من الحجرة فجأة ..


ماذا حدث ؟



إن (كوين) يهتم بها ..

ليس فقط لليلة أمس , ولكن في كثير من الأمور الأخرى ..

وهي على يقين من ذلك ..

لقد كانا سعيدين معاً خلال الأسابيع الماضية .. زارا أماكن عدة , وفعلا الكثير من الأشياء

معاً , وضحكا , وتحدثا ..





ولكن لم يتحدثا مطلقاً عما جمعهما معاً ..

عندما حاولت , قاطعها (كوين) بسرعة , ولم تحاول فرض الموضوع ..

لماذا تخاطر بإفساد الأمور ؟



هكذا قالت لنفسها بعد أن رأت أنهما غير مضطرين للحديث عن الماضي بعد أن خلفاه وراء ظهريهما





لكن هذا غير حقيقي ..


(( أنت في الواقع لم تتركي الماضي مطلقاً, أفضل ما يمكنك عمله هو الأمل في أن تستطيعي فهمه . عندئذ يمكنك بناء مستقبل)) .

زفرت (بيج) أنفاسها ببطء . هذا ما قصده (كوين) عندما قال أن الأمور يجب أن تستقر بينهما ..

خفق قلبها ..

بالطبع! لقد فهمت وكان على حق ..

إن رغبة كل منهما في الآخر , بل وحتى الوقوع في الحب , لا يمكن أن يغيرا من السبب البغيض لزواجهما ..

يجب أن يتحدثا عن (آلن) وعن أبيها ..

عندئذ سيصبحان أخيراً أحرارا ًفي بدء حياتهما معاً ..








إنها السيدة (كوين فولر )..

(بيج فولر)..




امتدت شفتاها في ابتسامة ..


شيء ٌ مضحك , إنها لم تدع تفكيرها يسلك هذا التفكير من قبل على الإطلاق , ولكنه صار طريقها وهذا ما كانت تريده ..


إنها زوجة (كوين) ..






أجفلت لدى سماعها رنين جرس الباب . تنهدت (بيج) وسارت خلال الصالة إلى الباب الأمامي ..

وحادثت نفسها ... لقد عادت (نورا) مبكراً , ربما خوفاً من المطر ..

إن أختها تعيش في أقصى الطرف الآخر من لندن , وهي تنتقل من باص لآخر في طريق عودتها , وفي يوم كهذا فإن الباصات تتأخر دائماً وتكون الصفوف طويلة ..


ابتسمت (بيج) وهي تفتح الباب , وقالت :
" هل نسيتي مفتاحك يا (نورا) . أنا سعيدة بعودتك .. كنت على وشك إعداد كوب من الشاي ...












صمتت كلماتها فجأة عندما وقع بصرها على الشخص الأشقر الطويل الواقف بالباب ..










وقالت غير مصدقة :
" أبي ! "


كان وجه (أندرو جارونز ) حزيناً , وقال :
" مرحباً يا (بيج) , هل يمكنني الدخول ؟ "












حدقت فيه ثم أومأت وأفسحت له الطريق قائلة :
" نعم , نعم , بالطبع , أنا فقط ....








حبست أنفاسها عندما أغلق الباب خلفه . وقالت :
" هل حدث شيء ؟ أمي ....













" أمك بخير "













أغلقت (بيج) عينيها بارتياح , وقالت :
" الحمد لله , ظننت ...
















نزع والدها معطفه وناوله لها . وراقبها وهي تعلقه على المشجب وراء الباب , وقال :
" يمكنك أن تقولي بأني جئت إلى هنا لأجل العمل ."
















" العمل ؟ "





منتديات ليلاس





أومأ والدها قائلاً :
" نعم , هل يمكننا الجلوس يا (بيج) ؟ "






وابتسم بطريقة إعتذارية , وتابع :
" وقد يمكنني أخذ كأس من البراندي إذا كان لديكم "












حدقت فيه متسائلة :
" ولكن أي نوع من العمل ؟ .. لم يقل (كوين) مطلقاً ..












" البراندي أولاًَ من فضلك . لقد إنتظرت دهراً من أجل سيارة أجرة في المطار ."












أومأت قائلة :
" بالطبع . تعال واجلس بجوار المدفأة وسأحضر لك الشراب "













تبعها إلى المكتبة , وراقبها وهي تتناول كأساً وتصب كمية وافرة من البراندي , وتناوله له .











" شكراً .. في صحتك .. أليس هذا ما يقولونه هنا ؟ "










عب الكأس في جرعة واحدة ثم سحب شهيقاً من بين أسنانه . وقال بضحكة غريبة :
" قد يكون من الطيب أن تأخذي كأساً لنفسك ."











حدقت فيه للحظة ثم أومأت قائلة :
" ربما "










سكبت قليلاً من البراندي في كأس , وقالت :
" ولآن يا أبي , لماذا لا تخبرني بما في الأمر ؟"












جال ببصره في الحجرة , وقال :
" إن منزلكما جميل يا عزيزتي "









ثم أشار إلى اللوحة المعلقة فوق المصطلى , وقال :

" هذه لجان أنطوان واطو ( فنان فرنسي ) أليس كذلك ؟ إنها غالية "




بدأت قشعريرة تسري في أوصال (بيج) , ونظرت إليه قائلة :
" (كوين) ليس هنا "











التفت إليها قائلاً :
" هذا شيء طيب أيضاً "











ازدادت القشعريرة بجسدها . وقالت :
" ولكنك قلت أنك جئت من أجل العمل يا أبي "











" نعم , ولكن لا شأن لزوجك بذلك , الأمر يخصنا , أنا وأنت فقط "












زمت حاجبيها وسألت :
" عن أي شيء تتحدث ؟ "













التقت عيناه بعينيها ثم صرفهما بعيداً , وتمتم :
" لو كان لدي خيار لما جئت أتحدث إليك .. لا بد أن تفهمي ذلك يا (بيج) .. ولكن أنا ..
أنا ... أنا ليس لدي أي ملجأ آخر و ..






" هل تعرف أمي أنك هنا ؟ "




ارتفعت رأس (أندرو) بحدة , و قال :
" بالطبع لا , أنا .. أنا فقط أخبرتها أني مضطر للسفر خارج المدينة في مهمة عمل "





" للسيد ((أندرو جارونز )) ؟ "




ضحك والدها قائلاً :
" بالضبط "




التقطت (بيج) نفساً عميقاً , وقالت :
" أرى أنه من الأفضل أن تخبرني سبب حضورك "





أومأ قائلاً :
" نعم , حسناً "





و نظر إلى زجاجة البراندي باشتياق , وقال :
" أنا لا أفترض ..








" أبي أرجوك , ماذا في الأمر ؟ "







" حسناً يا (بيج) .. سأقصد مربط الفرس .. أنا مضطر لاقتراض بعض النقود منكِ ! "





" نقود ؟ و تأتي لي ؟ "




كادت (بيج) تضحك , و تابعت :
" ليس لدي أي نقود يا أبي "







" لا تكوني سخيفة "








كان صوته حاداً , و أضاف :
" لقد تزوجت ثروة "










قالت بكلمات واضحة متأنية :
" لقد تزوجت رجلاً .. هناك فرق "










هز كتفيه , وقال :
" المهم , أن لديك الكثير من النقود يا (بيج) .. أنا أحتاج بعضها يا ابنتي "






نظرت إليه قائلة :
" لأي غرض ؟ "




" ما لفرق ؟ أنا ..








ارتفعت ذقنها و كررت :
" لأي غرض يا أبي ؟ "







زاغت عيناه من عينيها , وقال :
" لا .. أنا ... أنا احتجت أكثر من .. لقد اقترضتها من مكان آخر "







شحب وجه (بيج) , وقالت :
" تقصد أنك اختلست من مؤسسة ((أندرو جارونز )) مرة أخرى ؟
أبي .. هل .. جننت ؟
لقد أقسمت أنك ...






لوح أندرو جارونز بيده قائلاً :
" ليس لـ آل (أندرو جارونز ) أي دخل بالموضوع .. إنه قرض من شخص ما .. صديق قديم لصديقي .. ولو سارت الأمر كما ينبغي لأمكنني سداده بسهولة .. ولكن !





" ولكن ؟؟ "





ضحك بضيق قائلاً :
" ولكن الأمور لم تفعل "







" أية أمور ؟؟ "




قال بتبرم :
" لا يهم .. مالفرق ؟ الآن أنا أحتاج ..







رفعت (بيج) ذقنها , وقالت بلهجة ساخرة مليئة بالقسوة :
" أنت تحتاجني الآن لأخرجك من ورطة أخرى .. نفس ما حدث لنا من قبل .. الفارق الوحيد هذه المرة أنك قد قررت أن تطلعني على الأمر بنفسك قبل أي شيء ! "







لوى والدها فمه و قال لها :
" لا أعرف ماذا تقصدين يا (بيج) "







" لا عليك يا والدي .. الوقت قد تأخر لمثل هذه الألعاب .. كلانا يعرف لماذا كنت متحمساً لزواجي من (آلن) .. كان ذلك سيمثل ضمانا لك في المستقبل بحيث لا تحاكم أبداً إذا ضبطوك "



قال بلهجة دفاعية :
" لقد نجح تدبيري .. فلقد تزوجتِ زواجاً طيباً .. و امتلكت كل هذا المال "






نهضت (بيج) , وقالت بثبات :
" خطأ ..
زوجي هو من يمتلك كل هذا المال وليس أنا "








" تستطيعين الحصول على بعض منه , أليس كذلك ؟ "






" لن أخرجك من هذه الورطة يا أبي .. أخبر من اقترضت منه المال – أياً من يكون - أنك لن تستطيع ..






" (بيج) أنصتي لي يا ابنتي , أنا أعرفك .. و أعرف أن فكرتك عني ليست طيبة .. ولكنني في مشكلة حقيقية هذه المرة .. فكري في أمك إن لم يكن فيًّ "







" أخبره أنك سوف تسدد له ديونه بالتقسيط , هذا ..







" الهي العظيم " ...




ارتفع صوته في ألم صادق .. و أضاف :
" سيقطعون ساقيَّ ألا تفهمين ؟ سأجد نفسي في طريق مظلم . "








" أي شيء تتحدث عنه يا أبي ؟؟ لقد قلت أنك اقترضت من صديق ..






و حدقت في عيني والدها ..
ثم أضافت بتأوه بعدما اكتشفت الحقيقة :
" مرابي ...
اقترضت من مرابي , أليس كذلك ؟ مرابي لا يرحم !!











" كان هذا الطريق الوحيد الذي كان علي أن أسلكه لأحصل على ما أحتاجه من النقود "














" لكن .. لن يؤذوك حقاً , أليس كذلك ؟ إن مثل هذه الأمور تحدث في الأفلام الشريرة فقط "









" إنها تحدث في الحياة الحقيقة أيضاً يا ابنتي البريئة , أنا .. أنا .. اقترضت النقود لبعض الوقت , عدة أسابيع , و إذا لم أدفع حتى بعد غد ...




ارتجف صوته , و أضاف :
" فقط أرضيني ما أحتاجه لمدة أسبوع .. أسبوعان على الأكثر .. أتوسل إليكِ يا (بيج) "






غاصت (بيج) في المقعد المواجه له , وثبتت عيناها عليه , و همست :
" مرابي .. في البداية سرقت .. و الآن ..








قال بسرعة :
" أنا لم أسرق شيئاً لقد اقترضت .. هناك فرق "








قالت بحدة :
" لا فرق على الإطلاق "





لماذا غابت الحقيقة عنها كل هذا الوقت ؟ ..

لا يمكن لها أن تتجاهل الأمور لأنها غير سارة ..

إن في الانزواء في الأركان المعتمة تتكاثر الظلمات كأنها الموت ..










" (بيج) أرجوكِ ..






كان صوته خافتاً مليئاً باليأس ..






همست :
" لماذا فعلت ذلك ؟ أنا لا أفهمك صدقاً "










هب (أندرو) واقفاً :
" ما ظنكِ أنت ؟ لا مغامرة يعني لا ربح .. لقد ظللت دائما أحاول أن أقول هذا لك ولأمك ... ولكن لم تفهم أي منكما ذلك .. لقد ظننتما أن الأمر لا يخرج عن كونه لعبة سخيفة ! "





" لقد فهمنا .. كنت تريد أفضل الأشياء لنا .. ولكن كان لدينا كل ما نحتاجه يا أبي .. لقد أعطيت كل شيء "










هز كتفيه مستخفاً بكلامها , وقال :
" هل جربتي إحساس أن تديري أموال الأغنياء بينما ليس لديك أي أموال خاصة بك ؟ "








وتابع و القسوة تتجلى في عينيه بينما أضاف لها مقلداً :
" هل فقدنا بضعة ألاف اليوم يا (جارونز) ؟ حسناً لا بأس .. هناك المزيد الذي سيأتي من حيث ذهبت "








ذهبت نبرة التقليد من صوته , ومط فمه للأمام قائلاً :
" أنا في ذكاء أي منهم .. الجحيم .. الفارق الوحيد بيني وبين من أنفقت حياتي في خدمتهم هو مدى إقدامهم على المغامرة "








و انثنى تجاهها و تابع :
" ينبغي أن أكون قد حققت ثروة في هذا السن يا (بيج) .. لقد حصلت على صيغة للتنبؤ بأن السوق سوف ..








كان والدها لا يزال يتحدث , بينما (بيج) لا تصغي له ..

كيف كانت هي و أمها بهذا العمى ؟ ..

ربما كان من الأفضل الابتسام على برامجه لتحقيق الغنى بدلاً من مواجهة الحقيقة ..

نعم الحقيقة ..

الحقيقة التي تتمثل في أن هذه الفكرة الخطيرة متسلطة عليه و كأنها إدمان قاده أخيراً إلى هذا الوضع الحرج الميئوس منه ..









فقط لو كان (كوين) موجوداً .. سيعرف ما سيفعله ..

لكنه سافر .. و ليس لديها ولو رقم تليفون يمكنها من الاتصال به ..

ولن يعود قبل نهاية الأسبوع القادم ..

و في ذلك الوقت .ز فإن والدها ربما يكون ...







قالت :
" حسناً ... حسناً سوف أقرضك المال الذي تحتاج إليه "







ضحك والدها بصوت عال :
" بوركتِ يا ابنتي .. سوف أعيد كل بنس مع فائدته .. إن صيغتي ..









قالت (بيج) بحدة :
" لا أريد أن أسمع شيئاً عن صيغتك .. أنت بحاجة إلى المساعدة يا أبي .. أنت ...








بدت على وجهه نظرة نبهتها بأن توفر جهودها ..

ليس هذا وقت المحاضرات ..

فضلا عن ذلك .. فضلا عن ذلك , فإن والدها لم يدرك مشكلته مثلما تراها هي و والدتها ..

و بتنهيدة استسلام , نهضت من مقعدها ..







قالت :
" فقط دعني أحضر دفتر شيكاتي .. كم تحتاج ؟ "









زم شفتيه و أجرى يديه أسفل ياقة قميصه , وقال :
" عشرة ألاف دولار "




منتديات ليلاس





بدت كلماته و كأن صداها يتردد في الحجرة ...






حدقت فيه (بيج) صامته لما بدا لها كأنه الدهر بعينه ..








" عشرة ألاف دولار ؟؟! "









أومأ وقال بسرعة :
" سوف أعيدها .. أعدك ...










" لكنني ظننت أنك تحتاج مئات قليلة !! "









اغتصب ضحكة محدودة , وقال :
" و هل أتكبد عناء سفر كل هذه المسافة لأجل مئات قليلة من الدولارات يا (بيج) ؟
أنا أحتاج عشرة ألاف دولار . "







هزت (بيج) رأسها و قالت :
" ولكن أنا ليس لدي هذا المبلغ ! "














" ماذا تقصدين ؟ إن زوجك رجل ثري "








" إن حسابي بالبنك يقل عن الألف يا أبي .. بالدولار هذا يعني ...









قال بلهجة غاضبة :
" أنا أعرف ما يعنيه .. هذا مستحيل يا (بيج) .. لابد أن لديك أكثر من ذلك "








و لكنها نظرت إلى وجهه و قالت بتأوه :
" أنا أسفه ليس لدي ما يمكنني عمله من أجلك "






شحب وجه والدها , وقال :
" سيقتلونني .. لقد فعلوها من قبل .. الرجل الذي حدثني عن هؤلاء الناس حذرني بأنه يعرف شخصاً اقترض منهم ولم يستطع الدفع و أن .. أنه أختفي تماماً "







اشتدت ضربات قلبها .. و قالت :
" اذهب للشرطة "










" الشرطة ؟؟ سيزيد ذلك من سوء الأمور .. أنت لا تتحدثي للشرطة عن ناس كهؤلاء .. هذا إن أردتِ أن تبقي على حياتك "










غاص (أندرو جارونز) في المقعد مرة أخرى .. و أجرى يده خلال شعره الأشقر و قال :
" لابد أن تفكري في شيء ما .. بالتأكيد لابد أن لديكِ شيء له قيمة "










اندفعت يد (بيج) لا إرادياً إلى صدرها .. و بحركة دفاعية بحثت عن خاتم (كوين) الياقوتي قبل أن تتذكر أنه على المنضدة في حجرة النوم ..






و كأنه قرأ والدها ما يدور بتفكيرها فقال :
" مجوهرات .. لابد أن زوجك قدم لك مجوهرات كثيرة "









قالت سريعاً :
" لا .. لا شيء على الإطلاق "







غير معقول أن تعطيه خاتم (كوين) ..

غير ممكن على الإطلاق ..






ضاقت عيناه و قال :
" نحن نتكلم بشأن حياتي يا (بيج) ... أنتِ لن تبخلي علي بما ينقذها "








" أبي أنا ... "









قال بلهجة خشنة :
" فكري يا ابنتي .. هل توجد خزينة بالمنزل ؟ "







" لا "









و فجأة تذكرت دخولها للمكتبة هذا الصباح حيث كان (كوين) يقف أمام المنضدة التي يعود تاريخها إلى عصر حملات نابليون ..












" خيراً ؟ "










أومأت وقالت مستسلمة :
" يوجد درج سري ...





نظرت لوالدها قائلة :
" أنا حتى لا أعرف إن كان به شيئاً أو لا ..










" افتحيه "










ملأ الكرب عينيها , وهمست :
" هذا خطأ .ز لا يمكنني مجرد ..






" ما سيحدث لي سوف يعذب ضميرك للأبد "








ابتلعت ريقها و قالت بتؤدة :
" حسناً .. انتظر في الصالة "









و أغلقت باب المكتبة خلفها ثم سارت ببطء إلى المنضدة ..

و بعناية رفعت المفرش عن ركنها النحاسي .. فتحرك الدرج بسهولة , و اندفع جاهزاً مفتوحاً ..



كانت بداخله بعض المظاريف المرتبة بدقة ..

كان بالأول جواز سفر (كوين) .. و بالثاني أوراقاً وثائقية ..



ظفر قلبها متجاوزاً إحدى دقاته عندما وصلت للمظروف الثالث ..



كان المظروف يحوي نقوداً .. أوراق نقد أمريكية ..

أخرجتها و عدتها ..










ثمانية ..


تسعة ..


عشرة ..








وضعت (بيج) الأوراق النقدية على المنضدة و حدقت فيها ..


كيف يمكنها أن تأخذها ؟


إنه خطأ ..

حتى ليلة الأمس كانت زوجة (كوين) بالاسم فقط ..

و مع صعوبة بدايتهما .ز فإن كل ما قاما به بالأمس يمكم أن يذهب أدراج الرياح إذا ما أقدمت على ذلك !


و أحنت رأسها ..

آه .. ليته كان موجوداً ..





لكنه غير موجود ..

لقد عبر والدها المحيط ليخبرها أن حياته في خطر ..

قلبت الأوراق بإبهامها مرة أخرى ..

هل ستكون النقود ذات قيمة عند (كوين) ؟

إنها تشك في ذلك .. إن زوجها رجل ثري .. لقد أنفق من الأموال ما يساوي تحت يدها الآن في عصر ذلك اليوم حين أخذها للتسوق ..



و لكن المهم أنها ستكون قد أخذت النقود دون علمه .. سرقتها يعني ..


سرقتها و أعطتها لوالدها .. اندرو جارونز .. نفس الشخص الذي سرق أبوه في السابق ..

نفس الشخص الذي حماه (كوين) ذات مرة ..


و لكن ما هي فرص الخيار أمامها الآن ؟

لا يمكنها أن تدع والدها يُؤذى .. بالتأكيد سيتفهم (كوين) موقفها ..










أخذت نفساً عميقاً .. وفتحت باب المكتبة , و دفعت بالنقود إلى والدها قائلة :
" هاهي .. و الآن , انصرف و لا تأتي مطلقاً لتطلب معونتي مرة أخرى أرجوك "








أخرج والدها أنفاسه بارتياح وقال :
" شكراً لك يا طفلتي العزيزة .. شكراً لك .. أقسم أنني عندنا أخرج من هذه الورطة فلن أكررها مرة أخرى على الإطلاق "




و نظر إلى ساعته قال :
" إذا أسرعت , فإنه يمكنني أن ألحق بأول طائرة عائدة إلى الوطن .. هل يمكن أن تطلبي سيارة أجرة تليفونياً ؟ "










تقلصت معدتها لدى فكرة أن تتبادل معه حديثاً قصيراً أثناء انتظاره لسيارة الأجرة ..

بدا لها من الأسهل أن تصحبه بنفسها في سيارة (كوين) إلى المطار ..







التقطت معطفها من على المشجب , وقالت :
" سأخذك للمطار بنفسي .. فقد ترك (كوين) سيارته بالجراج "








تنحنح والدها , وقال :
" (بيج) ؟ "





توقفت بينما تقبض يدها على مقبض الباب ..

و أجرى أندرو لسانه على شفتيه و قال بصوت مبحوح :
" أعرف أنني لم أكن ذلك الأب العطوف كما كان ينبغي و لكن ... و لكنني أحبك يا ابنتي , فقط أردتك أن تعرفي ذلك "










أحاطها بذراعيه ..

أذهلتها الحركة البسيطة منه ..

هي حصل أن أحتضنها من قبل على الإطلاق ؟


إذا كان قد فعل ذلك من قبل , فإنها لا تستطيع أن تتذكر ذلك الآن ..




وقفت ساكنة بين ذراعيه ثم .. و بتردد .. وضعت ذراعيها حول عنقه في ضمه تكاد تشعر بالحنان فيها ..



و همست :
" أنا .. أنا أحبك يا أبي "








لفحتهما هبة ريح باردة عندما فُتح الباب الأمامي ..


تباعدت (بيج) و والدها .. لقد كانت مدبرة المنزل تقف في المدخل تحدق فيهما ..



قالت (بيج) في اندفاع :
" (نورا) ؟ .. أنا .. أنا لم أتوقع حضورك قبل المساء "





رفعت المدبرة حاجبيها و قالت :
" هذا ما أراه يا سيدتي .. في الواقع أرى أنني جئتُ مبكرة قليلاً "



و ارتفعت ذقنها و أضافت :
" أظن أن السيد (فولر) غير موجود "








" (كوين) ؟؟ "









و اندفع فيضان من الدماء إلى وجهها و قالت :
" لا .. لا , إنه غير موجود هنا , إنه .. "









و استدارت لتقدم والدها , و لكن طرأت لها فكرة أفضل ..


ستكون هناك أسئلة ليس لديها وقت للإجابة عليها , وقالت :
" كان في طريقنا للخروج الآن "








استنشقت (نورا) أنفاسها متسائلة :
" حقاً ؟ "








أومأت (بيج) , وقالت :
" نعم .. نحن .. نحن في عجلة من أمرنا , ولذلك كنت فقط سوف ..








أفسحت مدبرة المنزل الطريق و قالت :
" ماذا أقول للسيد (فولر) إذا أتصل ؟ "








" أخبريه أن ..







ترددت (بيج) , و أخيراً قالت :
" فقط أخبريه أني قد خرجت "










زمت (نورا) شفتيها و قالت :
" أفهم يا سيدتي "







" لستُ أدري متى أعود .. قد أتأخر "









استنشقت (نورا) أنفساها مرة أخرى و قالت :


" نعم ..
نعم .. أرى ذلك "

 
 

 

عرض البوم صور ..مــايــا..   رد مع اقتباس
قديم 29-09-08, 06:31 AM   المشاركة رقم: 17
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 45499
المشاركات: 173
الجنس أنثى
معدل التقييم: ..مــايــا.. عضو له عدد لاباس به من النقاط..مــايــا.. عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 116

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
..مــايــا.. غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ..مــايــا.. المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

كالاطفال يا محبوتي
تنهدت بيج بضجروهي توقف محرك الجاجور كانت تتوقع أن تعود متأخرة ولكن بدا ذلك شيئا سخيفا لقد انتقضت ساعات مند ان غادرت المطار . امتد عصر ذلك اليوم الى الليل بارد بلا قمر وهطل المطر مرة أخرى بعد ما كان قد توقف لفترة .منتديات ليلاس

كانت الشورارع هادئة وكان المنزل مظلما ظنت بيج أن نورا قد نامت واحست بوخزة من الندم حتى مدبرة المنزلالتي تتعامل معها بكياسة لا ترقى مطلقا الى ود حقيقي كانت ستصبح الليلة وصيفة تقوم بواجبات الضيافة .

دلفت الى المنزل واسنتدت ظهرها الى الباب المغلق كان جانبي راسها يخفقان من الالم ربما الصداع بسبب التوتر . لقد تراكم مند غادرت المنزل مع والدها مند ساعات . لقد تأمر كل شى ضدها : كانت حركة المرور
الى المطار هيرو رهيبة ثم كانت هناكحادثة على الطريق السريع أدت الى تحويل المسار المرور الى الطريق بديلة. وكانت غير مستريحة لقيادة على ما ترى انة جانب الخطا من الطريق . عندما وصلا المطار أخيرا , كانت طائرة والدها قد اقلعت .

قال:(( لا داعي لانتطارك يا بيج .ساكون على ما يرام )). أومات وبدأت ثم تنهدت , وافتعلت ابتسامة قائلة
(( لاعليك يا أبي , دعنا نأخد بعض بعض القهوة )) تحول والدها من القهوة الى البراندي بعد فترة . وقال
)) اريد شي يخفف من التوتر ))

وكان هذا ما فعلة البراندي تماما لقد ظغى علية الندم على الماضي بل يكاد يبكي , واخد بلا توقف كيف أنه يريد الفضل لها دائما , حتى قالت له بيج أخيرا أنه الرجل الذي يداوم على هذا القول , لايريد انه فعل بعض الاشياء
الغريبة ولغير ممكن الصفح عنها ومعا ذلك غعندما . أخيرا موعد ركوب طائرتة , ضمها ايه وأغرورقت عيناها
وعدها قائلا )) سأرد كل دولار أبلغي ذلك لزوجك ذلك عني .))

تنهدت بيج وهي تفك أزرار معطفها قبل أن تفعل ذلك كان ان تخبر كوين أنها ستأخد كل النقود . يالهي ترهب ذلك ! لكنه سيفهم ذلك , لو انه انصت بقلبة , وكانت متاكدة أنه على استعداد لذلك , عندما يعود الى المنزل سيضع جانبا كل سوء الفهم الذي باعد بينهما لقد جمعهما الحب ولكن يمكن للصدق والثقة فقط أن يجعلا زواجهما حقيقا .

بدا لدرج شاهقا شديد الانحدار كأنه جرف صخري , كان رأسها قد بدأ يدق بقوة . حسنا . هكذا فكرت وهي تصعد حثيثا الى الطابق العلوي سوف يذهب بعض الاسبرين ونوم ليلة هادئة وسترى عنها مكاملة تليفونية من كوين بنفس الدرجة وأكثر . لن تخبره بزيارة والداها أثناء المكالمة من الافضل أن يتم ذلك وجها لوجة _ ولكن سماع صوتة سيجلها تشعر بتسحن .

توفقت على منبط الدرج . ربما اتصل وهي بالخارج لا , كانت نورا ستترك لها رساله على المائدة بالردهة ,
ولاشي هناك الوقت متأخرولكن ليس لدرجة تمنعه من الاتصال . ستأخد حماما وترتدي ثوب نومها و تتعلق بالرجاء.

كانت حجرة النوم مظلمة , كانت الستائر تحجب الليل الممطر . لرأت أن ذلك من عمل نورا . وغاصت بالفراش . ياالهي انها منهكة القوى , لقد أهلكها زرياة والدها . الان هناك مجموعة جديدة من الشاكل أضيفت الى القديمة .
وضعت يدها على حلقها . تبحث كالعادة , عن التعزي بخاتم كوين.

الخاتم ! أين هو؟ هبت بيج واقفة على قدميها , خفقت ضربات قلبها على نحو غريب بينما أخدت تتحس بيدها في ارتباك بحثا عن الخاتم الياقوتي في المكان المعتاد بين نهديها .. ثم وكوين ...
ولكن لم يكن الخاتم هناك . النمضدة الاخرى اذن . لابد أنها نيست.

ولكن لم يكن الخاتم موجودا لقد أضاعتها انها ..

(( كفى عن ذلك )) همست بصوت عال : (( خاتم الياقوت لا تسطيع السير . لابد أنه بمكان ما ...انه )) .
غمر ضوء الحجرة .(( كوين ؟ )) حدقت بيج غير مصدقة . وكررت ضاكة
((كوين , لقد ازهقت روحي فزعا )) .
كان يستند الى الحائط . ولايزال مرتديا نفس الثياب التي كان يرتديها هذا الصباح . ارتسمت ابتسامة على شفيتة .
وقال :(( مفاجأة يا محبوبتي . لقد عدت مبكرا ))0
احست ان هناك شيئا غريبا في عينيه , كان لونهما شاحبا ويكاد يكون معتما 0
(( الست سعيدة يا بيج ))0
أخطت خطوة تجاهة , وقالت :(( بالطبع . فقط فوجئت بعودتك بهدة السرعة قلت انك ستمكث أسبوعا )) 0
((نعم))0
(( هل .... كل شي على ما يرام ؟ أنت تبدوغريبا .))
لم يكن كل شي على مايرم . لم يكون ؟ ))
لم يكن كل شي على ما يرام . هناك مسحة باطنة غامضة في عينية 0
تحدير ارسل قشعريرة خلالها. هل علم بامر والداها والنقود ؟ لا. انه مجرد ضميرها الشاعر بالاثم يتلاعب بها 0
ابتسمت قائلة:(( كان ينبغي أن تتصل تليفونيا . كنت ساقابك في المطار ))0
طافت به نطرتة وقال ,(( كيف تسطيعين ذلك يا بيج ؟ لقد كنت بالخارج طوال المساء ))
احتسبت انفاسها (( كيف ...)) وخفضت عينها تنطر لنفسها . ولمعطف المطر الذي نسيت أن تخلعه ثم عادت ببصرها ايه وقالت )): حسنا خرجت لبعض الوقت ))
ابتسم ببرود وقال :(( هل ستخرجين مرة اخرى ؟ ))
((أخرج ... اوه لا , لا , أنا فقط نسيت أن اخلع معطفي أنا ...))
(( بالطبع كنت ستخرجين مرة اخرى )) وانفرجت شفتاه في ابتسامة مرة أخرى ساخرة , وتابع (( بعد أن تجدي هذا )) 0
ونطرت الى يده الممدودة . الخاتم الياقوتي , ينبض بالضوء متالقا في كفة .
قالت بيج بارتياح (( خاتمي . الحمد لله . كنت اخشى ..))
كنت تخشين ضياعة سيكون ذلك خسارة اليس كذلك ؟ وعلى أية حال . فهو قيم جدا ))
أنه يذكرني بليلة لقاءنا , بمدى تغير حياتي . بمدى حبي لك .
كان هذا ما وددت قوله, ولكن أوقفتها النطرة المرتسمة على وجهة هناك شي خطا تسطيع أن ترى ذلك في عينيه .كان باردتين كما لم ترها من قبل 0
هل علم بزيارة والداها ؟
لا.لا.يمكنه ذلك . انه ...نوار ! لقد أخبرتة نورا . لم تعرفها بيج بوالداها ولكن ما على المدبرة المنزل أن تصف الرجل الذي رأتة _ طويل . أشقر . كبيرالسن . وسيعرفة كوين تسارعت انفاسها هل اغلقت الدرج السري في المنضدة لعصر نابليون ؟ ربما وجدتة نورا مفتوحا . ربما عرف كوين كل شي بالفعل
((كوين )) بدا صوتها لاهثا وذو نغمة عالية وتابعت :(( مند .. مند متى عدت ؟ ))
ابتسم مرة اخرى , وادركت أنها ستطل ابتسامتة الشبيهة بالتسمامة أسماك القرش لما بقي من حياتهما 0
مد يدة مرة اخرى وقال :(( ظنتت انك تريدين خاتمك يا بيج .. ها هو خدية))
ترددت . ثم اغلقت أصابعها على الخاتم الياقوتي . للمرة الاولى , أحست بأنه بارد كأن بريقه الملتهب قد انطفا .
قالت :(( شكرا لك )) أحست في فمها بطعم الرماد متخلف عن النيران وابتلعت ريقها بصعوبة .
تركزت عيناه على عينها , وقال :(( أنت تريدين اصلاح هذا السلسة لا يمكنك معرفة ما ستفدينة في المرة القادمة
ارتفع رأسها بحدة . كان يبتسم كأنما قصد ما قالة الدعابة , ولكن كل غرائرها كانت تخبرها بشي اخر . هناك شي مروع يحدث . شي مجهول0
تقدمت منه خطوة ، وقالت :(( كوين ماذا حدث ؟ لماذا عدت مبكرا هكذا ؟))
لوى فمة قائلا : (( ليس مبكرا بما يكفي يا بيج ))
بدات خفقاتها تتسارع , وسألته :(( ماذا ... ماذا تقصد ؟))
(( لاعليك يا محبوبتي . لا تتصعني الغباء لديك الكثير من الصفات يا طفلتي , ولكن ليس من بينمها الغباء . ربما لسوء لبحظ .))
اضطرب قلبها . وببط رفعت عيناها الى عينيه ونطرت في اعماقها الخضراء الزرقاوية.
((لقد عرفت , اليس كذلك ؟ ))
كان وجهه متجهما , وقال :(( نعم لقد عرفت . عرفت كل شي))
(( كيف ... كيف عرفت ؟))
منتديات ليلاس

((ان نورا تعمل معي مند أعوام يا بيج . هل ظننت أنها لن تخبرني ؟)) وقبض عللا كتفيها بيديه . وتابع )) لقد اتصلت تلفونيا عصر اليوم , عندما أدركت أنني .. عندما أدركت لم أترك رقما حيث يمكن الاتصال بي لاي طارىء ))
التوى صوته وخالطه الغموض . واستطرد :(( لقد أخبرتني عن .. عن ضيفك . وعدت للمنزل بمجرد أن وضعت سماعة التليفون .))
(( والنقود ؟ هل تركت الدرج مفتوحا ))
ساد صمت عميق , وقال كوين (( لا)) وضحك بسخرية قاسية , وتابع : (( لا , كان العثور على الدرج خاويا ظنا في محلة تماما .))
أومات بيج بضجر , وقالت :(( أنا افهم ))
زفر نفسا كالفيفح من بين اسنانة , وقال : (( أنت تفهمين ؟ )) وقبضت يداه على طيات صدر معطفها , وكاد يقتلع قدميها من على الارض , وقال :(( أنت تفهمين ؟هل هذا كل ما ستقولينة ؟ ))
هزت رأسها , وقالت :(( لا. أنا , أنا ..))
من أين تبدأ كان كوين أبيض الشفتين من الغضب , وكانت تعرف أنها مدنبة . لم يكن لديها الوقت المناسب لأن تخبره باي شي , فضلا عن محاولة أفهامه لماذا أخدت نقوده وأعطتها لوالدها , ولكن صار الوقت ترفا لم يعد بملكها .
(( خيرا )) كان صوته باردا , وتابع :(( لا تخبريني أن معين تفسيراتك قد نضب يا بيج لم يحدث لك ذلك من قبل بتة )).
(( كوين أرجوك . لم أود أ، تعرف الامر على هذا النحو . أنا ... أنا أعرف أنك غاضب ..))
ضحك قائلا :(( غاضب ؟ هل هذا ظنك بي ؟ ))
(( لنقل تتميز غيطا . ولكن .. ولكنك لاتعرف القصة الكاملة .))
اشتدت قبضتة عليها , وقال : (( لا تبددي جهدك . لقد تعبت من أكاذبيك .))
قالت بسرعة )) أنا لم أكذب عليك مطلقا أنا ...))
((أنت لم تفعلي أي شي أخر على الاطلاق .))
(( هذا غير حقيقي . فقط لو تنصت ...))
(( ما فائده الانصات ؟ لن أصدقك حتى لو قلت لي أن الماء شي رطب ))
(( كنت يائسة ولهذا أخدت النقود . أنا ..))
(( نعم . أراهن أنك كنت كذلك )) وتزايد مرارة صوتة الساخر , وتابع )) لقد عرفت أنك لن تحلصي على سنت واحد مني .))
هزت بيج رأسها , وقالت : (( لا . لقد كنت متأكدة أنني لو شرحت الامور , فستعطيني النقود . ولكن ...))
(( دعك من هذا يا بيج . انا لم أولد بالامس .)) اكههر صوتة عندما انحنى تجاهها , وتابع : (( ولماذا لا استمع لك وأنت تولفين قصصا جميلة عن زائرك ؟ الا تجدين طريقة لاداؤ أن زائرك النبيل الاشقر الشعر كان نيقولا , جاء في زيارة مبكرة ؟))
ارتفعت ذقنها , وقالت أنا لا ازمع الكذب يا كوين . أنت تعرف أنه كان هنا . ولكن فاجئني , لم يكن لدي أية فكرة .(( لم يكن لديك اي فكرة )) كان صوتة ساخرا بقسوة بينما جدبها تجاهه , وقال : (( كم مكث في منزلي ؟))
(( لم يمكث طويلا . أنا ..))(( كم مكث )) سال بلهجة آمرة .
(( أنا.. أنا لست متاكدة . عشرون دقيقة نصف ساعة .. )) لمعت الدموع في جانبي عينيها وقالت :(( لم أستطع تمالك نفسي يا كوين . أنا ..))
(( يا الهي أي امراه انت .)) زار وهو يدفعها بعيدا عنه ، وتابع :(( هل هذا هو عذر الوحيد الذي تقديمينه ؟ لم تستطيعي ! منع نفسك من .. خداعي في منزلي ؟))
همست (( أعرف ما يمكن أن يوصف به ما فعلت . ولكنه توسل لي . انا .. ))
انكمشت وتراجعت الى الحائط عندمااندفع تجاها , كانت يده مرفوعة ترتجف بغضب محكوم بالكاد . وقف متواجهين لفترة بدت كانها الدهر . حتى أنزل يده أخيرا واستدار بعيدا عنها
(( أخرجي )) لا.لا .. هكذا حادثت نفسها , وهمست :(( كوين .. أرجوك أنصت لي ))
استدلر اليها مرة أخرى وأمسك بمعصمها . وقال من بين أسنانه )) لا تثيريني . لقد فكرت أثناء جلوسي في الظلام على مدى ساعات القلائل الماضية في عشرات الطرق بلنتقام . أنتصي لي يابيج . انصرفي قبل أن تفقدي القدرة على ذلك .))
بدأت الدموع تجري على وجينتيها , وقالت : (( أتوسل اليك , فقط أعطني فرصة للتوضيح ))
أجفلت تحت ضغط أصابعه المتزايد , وقال :(( لقد كدت تفلتين بفعلتك . عشرة الاف دولا , الجاجوار .... لولا أنك كنت طماعة قليلا ..))
(( عن اي شي تتحدث أنا ....))
(( ال اي مدى ذهبت قبل أن تدركي أنك نسيت الخاتم الياقوتي ؟ الجحيم , عندما رأيتة على أنك ستعودين .)) غاصت أصابعة في جلد الرقيق بباطن معصمها , وتابع :(( على أي حال لم يكن هناك خطر .فمن المفترض انني كنت خارج المدينة ..))
(( كوين , بحق السماء ... لقد عدت لانني أعيش هنا . هذا بيتي .))
(( كانت غلطتي الحقيرة . لقد نفضت يدي هذاا الصباح ؟ أنا لم أقل( الطلاق ) مطلقا , ولكنك تعرفين ما قصدتة 0
تحول صوتة الى دمدمة , وتابع :(( وبتطبيق عقد زواجنا على ذلك , فقد أصابك الذعر . لامال .لابيت .لاسيارة . ))
(( لا .لا ))
اتقدت عيناه بنيران قائمة وهو يجدبها الية وقال :(( ولذلك قررت أن تاخدي أقصى مايمكنك . أظن انها وراثة في العائلة .))
هزت بيج رأسها بقوة من جانب الى لاخر , وقالت :(( عن أي شي تتحدث ؟ لم أكن مثل ذلك , أنا ...))
(( ولكن , لاباس . انه فقط سيزيد من قائمة الاشياء الرائعة التي ساحكيها لان اذا حاولت الاقتراب منه مرة أخرى. ))
أضاءت وجهة ابتسامة في برودة الليل , ووواضاف :(( بدء بوصف تصويري لما فعلنا . لافراش ليلة أمس .))
كانت كلماتة كسكين غاصت في أعماق قلبها . وهمست : (( أنت تكذب . ان ليلة أمس تعني شيئا ما . ))
(( بالتاكيد يا جوليت . هل تدكري عندما قلت أنني لم أكن أدع الن مطلقا يلهو بلعبة خطرة عندما كان صغيرا ؟))
وزم شفيتة , وتابع : (( حسنا اذا أردت التاكد أنة لن يلتقط اللعبة مرة أخرى .. أذا أردت التاكد أنها لن تسطيع أنة توذية بعد ذلك ..))
انهمرت الدموع من عينها , وقالت في توسل : لا , أرجوك ...

(( الرجال كالاطفال يا محبوبتي . اللعبة التي استخدمها غيرهم تكون ذات قيمة رخصية بالنسبة لهم .))
غاص قلبها , واضطرب صوتها قائلة : (( لماذا ... لماذا انتطرت كل هذة المدة لكي ..لكي ..))
وصل ضغط يده الى حد لايكاد يحتمل . وقال (( ان لك ذاكرة ضعيفة يا بيج . لقد قلت أني ساجعلك تتوسلين لي أن أخدك . جدبها الية . والتهبت عيناه وهي تنطر في عينها . وقال :(( وقد فعلت ))
((لا)) ولكن حتى وهي تهمس بالكلمة كانت تعرف أنة يقول الحقيقة . غير أن حمق قلبها اليائس أعماها عنها كان هذاحقيقا ليس فقط في الليلة التي قضتها بين ذراعية . هذا ما قادها اية افتتانها 0
احتبس غيبها في قلبها , وقالت : انا على استعداد لدفع حياتي ثمنا لعودتنا كما كنا ليله أمس ))
أظلمت عيناه , وهمس :(( نعم أراهن أنك كذلك .))
جذبها اليه قبل أن تستطع ايقافة , أنقض فمة على فمها في قبلة قاسية تحاكي ما فعلاه ليلة أمس . صرخت بيج ,
وتلوت في أحضانه الخشنة , ولكن بلا جدوى , عندما انهى مايريد , دفعها عنه . حدقا في بعضهما . ثم مسحت شفتها بيدها .
وقالت في همسة مهمتزة :(( أنت تثير اشمتزازي )).
توترت عضلة في فكة بينما أشاح بوجهة عنها .منتديات ليلاس
(( أخرجي من بيتي ))
ارتجف يداها وهي تلملم أطراف معطفها معا , وقالت : (( سوف تسترد نقودك يا كوين . كل سنت تافة , حتى لو استغرق ذلك كل حياتي .))
ضحك قائلا : (( انسي ذلك . الجحيم , ليس كل رجل يدفع عشرة دولار في سبيل فترة قصيرة من ... ))
هرولت من الحجرة قبل أن يستطع اكمال جملتة .. فعقع كعبي حدائها المرتفين عبر الدرج ثم الصالة . القت نطرة خاطفة مفاجئة على نورا . كانت متجمدة في سخط محق , ثم صفق الباب خلفها بقوة .
كانت شوارع لندن باردة ومظلمة . كان الظباب كثيفا كما لم تره من قبل .حيث الغضب غطاها على الرصيف وقصدت الى الاضواء الشاحبة التي تلوح في نهاية الشارع . حدد الغضب غايتها .. الفندق الوحيد ال1ي تعرفه , فندق كلاريدجز , لم يكن بعيدا كن بيت كوين في ضاحية ماي فير . اهتزت خطوتها قليلا عندما دلفت الى الردهة الانيقة , بدت متسخة الملابس بمعطفها المبلل , وشعرها الملتصق براسها لم يكن معها أي أمتعة , وبده شك عميق في عيني موظفة الاستقبال .
(( هل لديك حجز يا سيدتي ؟ ))
ابتلعت بيج ريقها , وقالت : (( لا ))

ابتسمت الموطفة بكياسة , وقالت : (( في هذة الحالة , أخشى أن ...))
وبدون تفكير رفعت بيج ذقنها . وقالت أنا زوجة كوين فولر .)) وبدت الكلمات كانها تعويذة سحرية .
تم ارشادها الى جناح مميز وظهرت سلة مليئة بالفواكة وأبريق شاي . وأختفى معطفها وحذاءها المبللين . على أن يعودا جافين ونطفين في الصباح التالي .
صحب المدير ذاتة خادمة الغرفة التي أحضرت لها ملابسها .
(( لقد عثر على هذا في جيب معطفك يا سيدة فولمر )) كان صوتة مغلقا باللوم .
عرفت بيج ما يتحدث عنه قبل أن يمد يده اليها بالخاتم الياقوت . أحدثت رويتها له الشرخ الاول جدار الغضب الذي أحاط بها . أصدر قلبها خفقة مرتجفة , واستلزم الامر منها جهدا لكي لا تمد يدها لتناول الخاتم .
قالت : (( شكرا لك . ليتك تضعة على هذه المنضدة ..
وأرجو احضار فاتورة الحساب من فضلك ساتصرف هذا الصباح .))
كتبت شيكا بمبلغ حعل لونها يشحب . ولكن كان بحسابها ما يكفي بالكاد لايجاز الليلة وايضا ثمن تذكرتها من هيثرو الى نيويورك . ولكن عندما وقفت في الطابور الى مكتب تذاكر الخطوط الجوية البريطانية . وجدت نفسها تتراجع في ارتباك .
وقبل أن تدرك ما تفعلة كانت تتبع الارشادات متجهة الى مترو الذي سيعود بها الى لندن .
لم يكن هناك معنى للبقاء في انجلتر . وأيضا لم يكن هناك معنى للعودة الى كلاريدجز , ذاك المكان الذي تستطيع بالكاد تحمل تكاليفة في ظروفها هذة . على الاقل .. كان هذا ما دار بخاطرها .. حتى وقفت مرة أخرى في الردهة الانيقة للفندق المهيب . وعندئد , وفياندفاع مروع , أتتهت الحقيقة .
انها لم تأت الى كلاريدجز ليلة أمس لقربة من المنزل ,لقد جاءت بسبب ما يثيرة ذلك من ذكريات . لقد جاء بها كوين الى هذا المكان مند أيام . كان غامضا , قليل الكلام , وابتسم فس سرور عندما صاحت فرحة بسبب زيارتهما.
قال وهو يراقب وجهها : (( شي راءع . من الصعب محاكاة طريقة اعداده .))
بعد أن أحضر لهما نادل يرتدي ثيابا مميزة بعض الحلوى والساندويشات الذيذة , ارتسمت على وجه بيج ابتسمامة عريضة وهمست : (( أشعر :أني أحد أفراد العائلة المالكة .))
قال كوين وقد تركزت عيناه الملتهبان على عينها : (( أنت فعلا تبدين هكذا . أميرة فائقة الرقة والجمال ))
كم كانت لحظة رائعة .. ولقد امنت بها , وأمنت بما راتة في وجهه وهو ينطر لها , وبما سمعتة في صوتة . وكانت هناك لحظات أخرى , شكلت ذكريات رفض قلبها ان يهجرها . لم تستطع أن تدفع نفسها للرحيل عنها
ولهذا لم تستطع ان تغادر لندن .
أرسلت ببرقية لوالديها . مخافة أن تتصل بها والدتها في المنزل في ماي فير وايضا خوفا مما قد يبوح به صوتها اذا تحدثت تليفونيا الى امريكا . لم تكن بعد مستعدة للحديث بشان ما حدث . وكانت أقل استعداد لان تحاول وتفسر لماذا لم تسافر لوظنها . كانت البرقية ترخر بالحماسة .
(( خرجت في رحلة الى الاذغال افريقيا لعدة اسابيع ساتصل عندما يمكنني كل حبي ...))
في نهاية اليوم . كان لديها سقفا تحتمي به . لم يكن كبيرا .
مجرد حجرة علوية ضئيلة تسع سريرا في شارع وضيع خلف قصر ايرل .
(( يوجد موقد ذو شعلة واحدة , ومرحاض . وستضطرين فقط لتقاسم الحمام مع النزلاء في الدور الارضي . ))
أخدتها بيج من دون تردد .كانت الحجرة مظلمة تفوح منها رائحة الرطوبة , ولكنها كانت رخيصة ونطيفة . نطرت لهاصاحبة المنزل بشك عندما قالت انها تملك امتعة . ولكن عندئد طافت نطرتها العدائية بنزيلتها الجديدة . وتريثت نطرتها على الظلال الداكنة تحت عيناها بيج وعلى الرجفة في شفتيها . طرقعت بلسانها .

(( ساحضر لك كوب منعشا من الشاي . يبدو أنك بحاجة له ))
مضت الايام اسابيعا . اقتربت الاعياد . وكان الجميع يتحدثون دائما عن الجمال العتيق لاعياد الكريسماس الديكننزية . وحتى في غمرة ياسها . القت بيج خاطفة على مظاهر الفرح والاثارة التي اجتاحت لندن . كانت هذه هي أسوا اللحظات . فقد بدا انها تعطي تاكيدا رهيبا ومميزا للالم الذي يغمرها احست . بامتنان عندما انتهى موسم الاعياد أخيرا , تلاشى الفرح الاثارة التي اجتاحت لندن . كانت أسو اللحظات , فقد بدا أنها تعطي تأكيدا رهيبا ومميزا لالم الذي يغمرها . أحست بامتنان عندما انتهى موسم الاعياد أخيرا , ولكن تلاشى امتتانها تحت وطاه الهجوم المفاجى لصقيع يناير . وفي ليله قاسية , ظهرت صاحبة النزل لدى الباب .منتديات ليلاس
(( أظن أنك قد تحتاجين بعضا من البطاطين الاضافية وهذا ابريق قديم . اذا أمكنك استخدامة ))0
كان الاخير مجرد هراء مهذبا . وكلتا المراتان تعرف ذلك .
كانت تستخدم كل شي في طريقها . كانت أجرة اقامتها رخيصة . ولكن هناك تكاليف أخرى . الطعام .الملبس ورغم أنها كانت تشتري أبسطها وأرخصها . الا ان ذخيرتها المالية الهزيلة كانت سريعة التضاؤل . كانت قد سبحت كل نقودها من حساب البنك يوم استاجرت الغرفة العلوية . وكانها بابقائها أموالها في يدها ستتمكن بطريقة ما من زيادتها . ولكن بالطبع , لم تستطع0

كانت قلقة . انها بحاجة لوظيفة .. وهذا واضح . ولكن لم تكن اي وطيفة .. على الاقل , لا توجد وظيفة تناسب تاهيلها . كان وضعها يزداد تحهما مثل الطقس , وازاد عمق بأسها . وطوال الوقت . كان هناك صوت ضئيل يمهس في أعماقها .
(( ماذا تفلين هنا ؟ )) كان هذا السؤال يلح عليها 0.
في البداية لم يكن لديها اجابة لقد أبقتها الذكريات هنا . ولكن بعد فترة بدأت الذكريات تغيم وتشحب . كانها صور فوتوغرافية حفطت طويلا مغلق .
لماذا لا تعودين الى الوطن ؟ همس لها ذلك الصوت ذات ليله أثناءنومها . فتحت بيج عينها ونهضت من رقدتها , وجلست ترتجف من البرد في حجرة مظلمة 0
جاءت الاجابة بسرعة , محمولة على عويل الرياح ولسعات المطر 0
انها لن تستطيع مغادرة لندن . كوين هنا .. وهذا يعني أنها أيضا عليها أن تبقى هنا . انها لا تزال تحبه , رغم ما فعله بها ,وستبقى دائما تحبة لقد قسى عليها . وحط من قدرها واذاها بدرجة لم تحلم بها , ولكن لا يمكن لاشي أن يغير مما تكن له .
طوحت بالبطاطين وأجتازت الحجرة بخطوت مضطربة , غير عابثة بالبرد القارس . التقضت حقيبة يدها من على المنضذة الخشبية البالية بالقرب من الباب وقلبت محتوياتها , باحثة بين المناديل الورقية وقطع العلمة والاوراق النقدية المجمدة حتى عثرت يدها على خاتمها الياقوتي .أغلقت عينها عندما تذكرت الليلة المروعة في منزل كوين التى بدا فيها الخاتم باردا وكان بريقة قد انطفى وانهمرت على وجنتيها تلك الدموع التي حبستها طويلا . عندما نامت أخيرا كانت يدها أخيرا , كانت يدها تقيض بقوة على الخاتم , وكانهما أصابعها المرتجفة ستجد الدفء في بريقة الملتهب الذي اتقد بينهما ذات مرة 0
في الصباح , وقفت بيج في أحد أقسام المجوهرات بمحلات هاروذز , شامخة الوجه , غير عابصة بالنطرات الت تحدق فيها ولاتستطيع المواءمة بين تلك الشابة بمعطفها الرخيص وحذاء القديم وبين تلك الزبونة التي تصر في قياسة على أنها تريد فعلا شراء تلك السلسة الذهبية الغالية قلصت عملية الشراء ذخيرتها الملية المستبقية بدرجة كبيرة . ولكن ثقل السلسة ومتانة المشبك بينما يتدلى الخاتم الياقوتي حول عنقها .. كل ذلك رسم ابتسامة على شفتيها.
حادثت نفسها بأ، السلسة لن تنكسر ولمست يدها الخاتم وهو يتدلى على صدرها . وأقسمت أنها لن تنزعه مرة أخرى.0
عادت الى النزل الذي تقيم بة وطرقت باب صاحبتة . كان وقت دفع الايجار .تطوحت السلسة الذهبية أمامها ,
واستقطب الخاتم الياقوتي الضوء بينما تنقي في كيس نقودها .
قالت صاحبة النزل: ((كم هي جملية تلك الحلية المقلدة ..
أستطيع أن أدفع لك مبلغا طيبا ثمنا لهذه يا عزيزتي .))
كانت اجابة بيج سريعة وملتهبة . قالت : (( لأ ))
ومست يدها الحجر الكريم . وأضافت (( لن أفترق عن هذا مطلقا .))
هل كان خيالها . أم أن الياقوت بدا فجأة نابضا بالحرارة مرة أخرى ؟
عندما انقضى يناير وتبعة فبراير وبدأ مارس , أضيف ليأسها شيئا جديدا , الكسل الذي بدا أنة يتزايد مع كل يوم يمر , حتى أصبح اخيرا قويا لدرجة أن صارت تجد صعوبة الخروج من الفراش في الصباح .رأت أن الوقت قد حان لتوقف نفسها عن التصرف بهذه الحماقة . على كل حال لم يمت الناس بسبب انكسار قلوبهم لم تتوقف الحياة لفقدان الحب.


ولكن لم تجد كل محادثاثها الليالي مع نفسها . تزايد احساسها بالانهاك حيث تزايد احساسها بالكابة. وكانت هناك أمور أخرى : كان منطر الطعام يصبيها بالغيثان ولم يكن في ذلك بأس حقيقي , عندما رأت مدى حاجتها لتوفير ذخيرتها المالية المنتاقضة باستمرار . ولكنها أبدت اهتماما مفلجا عندما لاحطت ارتعاشا ضيئلا في يديها . أي صاحب عمل سيوظف كاتبة على الالة الكاتية ترتعش يداها ؟ بدا قدماها يتورمان , خاصة بعد ما قضت ساعات تجوب شوارع لندن بحثا عن عمل . ولكن . كان على بيج ان تتحاهل كل ذلك .. الى أن كان عصر أحد الايام وهي في وكالة للتوظيف الؤقت ابتسمت لها الفتاة الانيقة في المكتب الامامي عندما دلفت من الباب .
قالت : (( مرحبا .. أنا سعيدة برؤيتك يا أنسة جارونر .))
نظرت لها بيج في دهشة . وقالت (( هل تذكريني ))
أومات القتاة . وقالت : (( لقد فكرت فيك هذا الصباح .لدي عملية جديدة .. سيدة أمريكية ستمكث هنا شهرا أو نحو ذلك.وتريد سكرتيرة . قالت انها تفضل فتاة سافرت الى أمريكا. ولقد فكرت فيك )) وضاقت عينا الموظفة . وقالت : (( ماهذا ؟ هل انت مريضة يا أنسة جاردنر ؟ ))
هزت بيج رأسها . رغم ان الحركة أرسلت خلالها موجة من الغثيان . وقالت : (( لا.لا. أنا بخير . فعلا أنا ....))
قالت الموظفة بلهجة رشيقة : (( حسنا أنت لا تبدين كذلك هل انت متاكدة أنها ليست الانفلونزا ؟ فالجميع يعانون منها . ))
تمكنت بيج من الابتسام . وقالت : (( أفضل ألا أكون مريضة لا يمكنني تحمل ذلك )

نظرت لها الموظفة وقالت : (( اذا كنت مريضة . فستضيع الوظيفة يا أنسة جارونر أظن أن الافضل أن تذهبي لمستوصف ليلقي الاطباء نظرة عليك .))
(( اوكد لك أنه غير ضروري )
(( لايمكنني أن ارسلك لاجراء مقابلة وانت مصابة بالانفلونزا .))
كان صوت الموظفة حازما . حدقت فيها بيج فيها ثم تنهدت .عندما توازن بين الوظيفة وبين تحمل نصف ساعة من الفحص الطبي . تكون الوظيفة هي الفائز الواضح .
قالت : (( حسنا . ساحضر شهادة صحية و أعود لك . ))
ما العمل اذا كان الانفلونزا ؟ هكذا فكرت وهي تخطو الى الشارع . سيصف الطيبب الاسبرين والسوائلوالراحة في الفراش .وفكرت بسخرية .. انها راحة الفراش التي لا تسطيع تحلمها . لن تنتطر الوظيفة كل ذلك 0
ولكن الانفلونزا تاخد أسبوع واحد فقط . وبنهايتة ستستعيد صحتها . وها هو الربيع على وشك القدوم . وبالياكيد ستكون هناك وظائف أخرى . أسرعت خطوتها . سيكون من المريح تجد أن ما بها مجرد شي بيسط يمكن علاجة . وشفاءه . ستكون الانفلونزا شيئا هينا بالمقارنة بالقلب المكسور .
فيما بعد . تعجبت بيج من غبائها الذي لا يصدق .

 
 

 

عرض البوم صور ..مــايــا..   رد مع اقتباس
قديم 29-09-08, 06:49 AM   المشاركة رقم: 18
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 45499
المشاركات: 173
الجنس أنثى
معدل التقييم: ..مــايــا.. عضو له عدد لاباس به من النقاط..مــايــا.. عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 116

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
..مــايــا.. غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ..مــايــا.. المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

الفصل الثاني عشر والاخير


) لم استطع أن أضع المحيط بيننا )






بدت ساحة جيمس مهجورة تقريبا وقد شملها البرد قرب انتهاء ذلك اليوم . كان هناك احد الملرة العارضين يحث خطاه وقد دفع كتفية لامام ضد الريح البارد وسمعت بيج نباحا بعيدا لاحد الكلاب . وفيما ذلك كانت وحدها .
كم مضى عليها من الوقت وهي تقف على الجسر الصغير فوق مياه البحيرة الداكنة ؟ ساعة . ساعتان .. ربما دهرا . بل انها لم تذكر مجيئها الى هنا . ولكنها دون وعي . وجدت نفسها تتعقب جزءا من الطريق الذي سارت فية مع كوين في أول أيامها في لندن . يومها مرا بمباني البرلمان . والفرسان ثم الى هذه الساحة . ولكنها لم تر في طريقها أيا مما كان قد مرا به .
كان عقلها معذبا. يطرح اسئلة ليس لها اجابات ويقدم اجابات بلا معنى
اجتاجت البحيرة عاصفة ريح . وارتجفت بيج عندما شلمتها برودتها . الجو هنا بارد زرطب . ولكن لايوجد مكان أخر تذهب الية لايمكنها تحمل اليه . لايمكنه تحمل حجرتها العلوية جوء الفقر البائس بها .ولامعنى للعودة الى المكتب التوطيف . ماذا تقول للموظفة المتعاطفة التي عثرت لها وظيفة ؟
(( لقد ذهبت لزيارة الطيب ويمنك ان تطمني أنا لست مصابة بالانفلونزا .))

يمكنها أن تصنع نكتة من ذلك يمنكها ان تقول : (( أنا لست مصابة باي شي على الاطلاق . فقط لدي حمل صغير0))
حمل صغير كأن الفصل الاخير من دعابة هزلية مزعجة . الا أن ليس بها شي مضحك . لقد فحصها الطيبب من راسها الى أغمص قدميها . ثم استدعاها الى مكتبة .
وقال دون مقدمات : (( لقد مضت عليك ثلاثة شهور تقريبا ))

حدقت بيج غير مصدقة . وقالت : (( ماذا ؟ ))
(( انت حامل . و انه لشي طيب أن جئت لزيارتنا . بدون الرعاية الملائمة. يمكن ان تفقدي جنينك )9

واستطرد يخبرها بما يجب أن تفعلة . وانصتت . رغم أن خاطرا عنيدا ظل يلح بان كل هذا بالتكيد ليس له علاقة بها . كيف أن تكون حامل ؟ لقد قضت ليلة واحدة مع كوين ...
(( ... تلك الليلة الطويلة حيث استغل ضدها ما تشعر به تجاهه .))

لا يمكن أن تحتفط بهذا الجينن . سيظل لابد يذكرها بما فعلة كوين بها .

تلك الليله التي امتلات فيها السماء بالورود والخيوط الذهبية . ليله لن تنساها . لقد اخدها كوين الى فراشة غاضبا .ولكن عندئد عاد السحر الذي كان قد جمع بينهما على شاطى كويكت كت . وتلاشى مع الضوء ولكن هكذا يكون
السحر يمكن فقط ان يحيا في المال الليلة والاحلام التي ينيرها ضوء القمر

ولكن ستكون ثمرة هذه الليلة حقيقة . سيظل طفلهما ذكرى للسحر الذي كان .
احست بيج أن قلبها يمتلى بزهو قوي . وسعمت نفسها توكد للطيبب أنها ستعفل كل ما عليها أن تفعلة . لحماية الطفل الذي ينمو في رحمها .
قال أنها بحاجة لطعام مغدي بل للكيثر منه فهي تبدو نحيفة جدا . وهل هي تسرف في اكل المواد النشوية ولاتاكل ما يكفي من البروتينات ظ وأنها لا يجب أن تجهد نفسها . وحاليا قد يكون من الافضل أن تستريح يومين في الفراش . ويجب ان تحطى بقيلولة كل يوم .
وامتدا القائمة . وظلت بيج تومى موافقة . لم يصدمها الواقع الا بعد ان خرجت من العيادة . وقفت على الرصيف ترتجف في معطفها الرقيق . وتساءلت متعجبة .. أي شي على الارض يمكنها أن تفعلة ؟ وبدأت تسير . ببط . وبحدر . واعية للحياة التي دبت بداخلها . حتى وجدت نفسها في الساحة تحدق في المياه الداكنة . وقد أخد شعورها بالنشاط والخفة يخبو سريعا .منتديات ليلاس
ارتجفت مرة أخرى ورفعت بصرها . سعمت صوت غريب لاقدام تقترب .كان احد رجال الشرطة . حتى قبل ان يدنو منها . رات انه كان يراقبها . تنهدت بيج ورفعت مرفقيها من على الحاجز الحسر . على اي حال فقد حان الوقت كي تنصرف . لا فائدة من الوقوف هنا 0

رات أن ما تحتاجة هو النقود . الفاكهة . الخضروات واللبن . السمك . البيض .. كلها كانت اغلى كثيرا من مكرونة الباستا التي تعيش عليها . وهي بحاجة لمعطف أخر . كانت قد أشترت معطفا رخيصا من احد
الباعة في سوق مكشوف في بداية الشتاء .ولكن لم يكن ثقيلا بدرجة تحفظها دافئة 0
قال الطيبب لا جهاد . هل يعد صعودها الاربع مجموعات من الدرج الى حجرتها العلوية اجهاد ؟ لم تفكر في ان تسالة . ولكن بدا منطيقا أنه يعد أجهاد .
غام الشارع فجأة . والتجات بيج الى عمود انارة قريب وقبضت عليها لعله يسندها . كانت تعرف كم يقي من النقود في حقيبة . أن ما معها يكفي بالكاد لدفع ايجار أسبوعين اخرين وشراء بعض اصناف البقالة الملائمة . لم يكن من سبيل لتحمل الاشياء التي تلزمها اذا اردات الاحتفاظ بجنييها.

(( أين كوين ))

بالطبع كانت العودة الية خارج نطاق المناقشة . انها لاتعرف غيرة في لندن . وفي الحقيقة لم يكن امامها خيار .
أن تعود لوظنها . ستكون هناك أسئلة . ولكن بيج تعرف قلب امها . ستقبلها جانيت جارونر وترحب بها . وستقيم في كنفها الشهور التالية .
(( آل فولر.)) كيف نسيتهم ؟ ماذا سيحدث عندما يعلمون بحملها ؟ سيخبرون كوين . وعندئد ستفشي القصة البغيضة باكملها . سيقول لهم أنه قد طردها وسيخبرهم بسرقتها وسرقة والدها . ربما يرفض الاعتراف بشرعية الظفل الذي ستكون الفضيحة لا تحتمل في المدينة مثل جرنيتش .
امتدات يدها ال صدرها وتسست الخاتم .
(( يمكنك ان تبيعي هذا مقابل مبلغ وافر من النقود يا غزيزتي .))

التقطت نفسا عميقا وحثت الخطى متجهة الى متروالانفاق .

اختارت شارع بوند لاسمة وسمعتة. هل توجد فعلا محلات تبيع وتشتري المجرهرات الراقية ؟ تجنبت المتاجر الاولى . وقد تهيبت أناقتها البالغة ولكن اخيرا في شارع جانبي ضيق.نصبيت بيج قامتها ودفعت باب المتجر الصغير . وقفت ساكنة . تسمتع بادف استقبال شهدتة 0
نعم سيدتي ؟ هل يمكنني كساعدك ؟ ))
كان صاحب المحل رجلا متقدما في السن . أقبل من الحجرة الخلفية يجر قدمية . واستقبلها بابتسامة مهذبة . حتى بعد أن اقترب لدرجة تمكنه من رؤية أن ملابسها تقترب بالكاد مما تريدية معظم زبائنه بالتاكيد .
أومأت بيج . وقال بعصبية : (( أتمنى ذلك )) ارتجفت يدها وهي تفك ازرار معطفها وسترتها الثقيلة تحتة . ثم مدت يدها الى باطن عنقها . وقالت : (( أنا ... أنا اريد أن أبيع شيئا ...))
ابتسم الرجل بكياسة . وقال : (( أخشى أننا لا نتشتري مجوهرات يا عزبزتي . ))
ارتفعت رأس بيج . وقالت : (( ولكن لافتتك تقول ... ))
أوما قائلا : (( نحن نتشتري القطع المتوارثة . القطع الفنية . والتحف . وكل ماله قيمة خاصة .. ))
سمعت شهقة أنفاسة عندما فكت مشبك السلسة وسحبت الاخاتم الياقوتي من تحت صديرية ثديها.
قال بتؤدة :( (هذا له قيمة خاصة ))
ارتفع حاجب الرجل اللكتفبن ذوى اللون , وسأل: {{ قطعة متوارثة؟}}
ابتلعت بيج ريققها, وقالت : {{ ليس.. ليس بالضبط ..
ان ..}}
اقتلع صاحب المحل الخاتم من يدها, وقال: جميل جدا}}
ولكن كانت عيناء على وجهها وليس على الخاتم الياقوتى,
وأضاف: {{وثمين جدا}}
أومات قائلة: نعم أنا ... ربما كان كذلك .أنا..}}
وخفئت كلماتها . رقد الخاتم الياقوتي فى يد الرجل العجوز,
التبهت النيران الداكتة في القلبه بوحشية. فكرت في ليلة أن
أعطاه لها كوين.
كان قد قال : {{عندما تنطرين الى الحجر الكريم, فكرى
فى.. فكرى كيف سيكون بيننا}}
مدت يدها بسرعة وأخذت الخاتم من يد صاحب المحل ,
وقالت: {{ الخاتم ليس للبيع.}}
أرتفع حاجياه اعلى من ذى قبل ,وقال : {{ ولكنك
قلت...}}
قالت بيج بصوت متزن: {{أنا أريد أن أبيع السلسلة.. أنها
من نوعية راقية. كما يمكنك أن ترى.}} أخرجت الخاتم ومدت
له يدها بالسلسلة , وقالت: {{ هيا , الق نظرة}}
{{ من أين حصلت على هذا يا سيدتى؟}}
{{ من محلات هارودز. ولكنتى متأكدة أنهم لن يأخذونها
مرة أخرى. ليس لدى ايصال الشراء, أو الصندوق الذى جاءت به,و..}}
قال فى تبرم,{{ ليست السلسلة... الخاتم .. من أين
حصلت عليه؟}}
ابتعلت ريقها, وقالت : {{ كان .. كان هدية... انظر, ان
لم تكن مهتما بشراء السلسلة..}}
{{ دعينى أرى الخاتم الياقوتى.}}
وفى امتعاض, فتحت يدها وناولته الخاتم. أمسك به
وعرضه للضوء . ثم أخرج عدسة مكبرة من جيبه ووضعها على
عينه. وأخيرا, مط شفتيه والتقت نظرته ينظرتها.
وهمهم قائلا: {{ هدية؟}}
أومأت بيج قائلة: {{نعم}}
{{ ولا تريدى أن تبيعيه}}
هوت رأسها , قالت: {{لا. السلسلة فقط. أنا ..}}
قال: {{ حسنا}} وعرض مبلغا يصل بالكاء لنصف
ما دفعته.
قالت بسرعة: {{ هذا غير ملائم}}. والتقطت السلسلة من
يده قائلة: أنا أطلب اكثر من ذلك بكثير, أنا..}}
ثبتت عينا الرجل العجوز عليها , وقال : {{ نعم , أنا متاكد
من ذلك}} وأحست بالخحل عندما وجدته ينفحصها بيطء.
أصرت على رأيها قائلة:{{ هذا صحيح}} زكانت تدرك
تماما ما بيدو عليه مظهرها .وأضافت: {{ولذلك, اذا كان هذا
هو أفضل ثمن تعرضه..}}
{{خمسة ألاف}}
حدقت فيه فى انشداه ذاهل: {{ماذا؟}}
سأعطيك خمسة ألاف جنيهأ ثمنأ الخاتم.}}
{{ قلت لك أنه ليس للبيع .أنا... }}
هز كنفيه قائلا: {{ عشرة}}
ابتسم الرجل العجوز, وقال : {حسنا. عشرون}}
قبضت بيج على حافة { فاترينة} العرض, وهمست:
{{أنت مجنون}}
{{خمسة وعشرون اذن. فقط عليك الانتظار حتى
أجرى مكالمة تليفونية سريعة.}}
{{ أنت مجنون}}
{أن اتصل بالبنك. أنا لا أحتفظ بمثل هذا المبلغ
تحت يدى.}} وسدد بصره اليها تم تنهد قائلا:{{ثلاثون ألفا,
وهذا بلا ريب سعرى النهائى .}}
صرفت عينيها عن عينيه وحدقت فى الخاتم الياقوى الذى
يرقد كقطعة قحم ملتهبة فى يدها.
ثلاثون ألف جنيه. انه شئ لا يصدق. لم يسبق أن رأت
مثل هذا المبلغ جملة واحدة في حياتها. اذا جمعت مل ما كسبته
خلال سنين عملها, فلن يصل لهذا الرقم.
وبرقت برأسها التحويلات من الجنيه الاسترلينى الى
الدولار والعكس. الهى العزيز, الى أى مدى يمكن ان يكفى
مثل هذا المبلغ! يمكنها أن تستريح, وتأكل كما ينبعى , وتلد

طفلها, وتأخذ وقتها فى البحث عن الوظيفة الملائنة بعد أن يكبر
الطفل لدرجة تمكنها من تركه مع مربية...
{{لا.}} انفجرت الكلمة من داخلها , وأطبقت يدها على
الحجر الكريم.
رفع الرجل العجوز حاجبيه متصاتلا: {{لا؟}}
هزت بيج رأسها , وهمست : لا..أنا أستطيع مطلقا ان
أبيع الخاتم , انه... انه..}}
{{أنظرى, أنت تحتاجين النقود دعينى أجرى مكالمة ,
ثم..}}
{{أنت لا تفهم}} وارتفع صوتها: {{ هذا الخاتم.. هذا الخاتم
يعني لى أكثر من كل أموال العالم. انا ...أنا سأفكر فى
حل . سوف.. سوف..}}
دار المحل بها. رأت الرجل العجوز المندهشة, وسمعت
نفسها تصدر صوتا كأنه أنين, أو صراخ ثم سقطت,
وسقطت, تغوص فى دائرة من الضوء الباهر متجهة الى قاع
سحيق لمحروط. مظلم ضيق, وعندما سقطت داخله, سمعت
صوت الرجل العجوز يخبرها أنها سيكون بخير, ستكون على
ما يرام , ستكون..
ابتلعها الظلام. منتديات ليلاس
صور. أحلام. وجوه, تروح وتجئ. رجال فى سترات
بيضاء. صفارة انذار , ثم رحلة منأرجحة خلال شوارع مظلمة.
أصوات ومزيد من الأوجه, كلها متوترة بادية الاهتمام. ضوء
باهر, وخره ابرة محفن , نعومة ملاءات وبطاطين , ثم صوت,
صوت مئابر, يرجوها , ويحثها, ويحاول اخراجها من الظلام
الذى لا يزال يحيط بها. انه صوت تعرفه.
{{بيج}}
حاولت أن ترد . ولكنها كانت متعبة جدا. متعبة لدرجة..
{{ بيج, حبى..}}
تقلبت فى تململ.
{{ بيج.. افتحى عينيك. أنظرى لى يا بيج. انظرى لى.}}
أرادت ذلك . أرادت أن ترف جفونها وترى من يتحدث لها بهذا الهمس القوي . الجش . ترى من يمسك بيدها . ولكن كانت هناك راحة في الظلام . كان من الاسهل ان تبقى في احضانة ...
احتكت شفتان برقة بشفتيها .. (( أرجوك . يامحبوتي . انطري لي ))
محبوبتي .. هذا ما كان كرين يناديها به . ولكنه لم يقصده مطلقا . انه لم يقلها بهذا الاسلوب اطلاقا .
(( بيج . جميلتي جوليت .حبي . ))
طفر قلبها لقد عرفت الصوت . اللمسة . ملمس الشفتين على شفتيها .
(( كوين )) كانت همستها مترددة . ذاهبة الانفاس استجمعت كل ما لديها من قوة لتقول اسمة .
أمسك يدها . وأحست بدف أنفسة ازاء وجهها .
((بيج الحمد لله ))
((كوين ))تنهدت . ارتفعت أهدابها عن وجنتيها .
امتلا قلبها بسعادة . انه كوين كان رأسه محنيا اليها .ووجه يبعد عنها ببوصات قليلة . وعندما نطرت الى عينية أدركت انها يمكن ان تعيش لما بقى من حياتها على ما راتة فيها .
أحاط وجهها بيدية ومس شفتيها بشفتية . اذا كان هذا حلما فهي تتمنى الا تستيقظ ابد . همست باسمه مرة اخرى. واستمتعت بمذاقة على لسانها .
قال بقوة : (( لا تتحدثي .. حتى أتاكد أنك على ما يرام ))
نطرت وراءه . ورات لاول مرة الحدارن البضاء . والضواء المميزة لسقوف المباني العامة . والاثاث العملي بحجرة المستشفى .
(( ماذا حدث لي ؟ اين .... ؟ )) حاولت النهوض في جهد عندما تركها وتراجع بضع خطوت عن الفراش .
وقالت : (( لا تتركني .. كوين.. )) كان صوتها مثقلا بالالم .
(( نحن فقط نريد أن نلقي نطرة عليك ياسيدة فولمر . )) كان الصوت ناعما . ومليئا بنبرات الثقة المهينة . كان صوت امراة ..
ممرضة . ابتسمت وهي تجدب الستائر حول الفراش . أضافت : (( سيتغرق ذلك دقيقة واحدة . وسينتطر زوجك بالخارج . ))
زوجك . كانت الجملة مثل حبل الانقاد . تعلقت بيج لفترة على فراشها طبيبب ذو معطف ابيض .
همست : (( طفلي )) وترنح قلبها خوفا .
وأخيرا قال : (( طفلك بخير )) سمعت الباب يفتنح . ثم ازيحت الستائر . واضاف الطيبب : (( أنت شابة محظوظة . ))
(( وحمقاء جدا )) كان صوت كوين . صارما وباردا . وقال : (( شكرا يا دكتور )) ثم أصبحا بفردهما .
راقبته بيج وهو يتقدم باتجاهها . كانت عيناه غامضتين وقد زم شفيتية . وارتسمت على وجهه أمارات. بدات نبضاتها تتسلرع . يالها من حمقاء ! بالطبع لقد كانت تحلم .
كوين هنا .. وهذا واقع ملموس . ولكنها أدكت من نظرة واحدة ايه لم يهمس لها بكلمات ؤقيقة لحظات ولم يقبلها على انها اثيرة لدية .
عرفت ما حدث أصابها الاغماء واستدعى صاحب المحل الاسعاف وبحثت سلطات المستشفى في حقيبة يدها .فوجدوا اسم كوين على دفتر الشيكات الذي لم تعد تستخدمة .
واتصلوا به .وما بعد يحدث منه شئ . قبلاته ,كلماته
الرقيقة, كانت أشياء ود قلبها الى أبعد الحدود أن تتخيلها ان
ذلك يشبه يوم أن أخرت جراحة الزائدة الدودية وهي فتاة
صغيرة. يومها أفاقت من المخدر بيظء , متأكدة أن أمها في
العماء تحادثها من عالم الجن. ولكنها كانت أمها تحثها كى
تفتح عينيها.
أشاحت بيج بوجهها. انها لا تريد أن ترى العبوس فى
عينى كوين . من الأفضل أن تتذكر أحلامها الخاصة وهى
تستعيد الوعى.
توقت جوار القراش وحدق فيها , وقال يلهجة امره :
{{ أنظرى لى}}
استدارت له بيظء , وقالت : {{ أنا.. أنا اسفة لأنهم
أزعجوك..أظن اننى كان أن أتخلص من كل شئ
يحمل اسمك , ولكن..}}
وضع يديه حول خصرء , وقال: {{ هل كنت فى لندن كل
هذه الأسابيع }}
أومأت بيج : {{نعم}}
قال: {{هنا .. فى نفس المدينة اللعينة مثلى}}
أومأت مرة أخرى , وقالت: {{ أنا لم أطلب منهك أن يتصلوا
بك.}}
{{ أى منعك من العودة الى أمريكا ؟}}
ابتلعت ريقها؟ وقال: {{ وانا ..أنا .. مجود أنتى لم أفعل.}}
رفع أحد حاجبيه عابسا, وفال: {{ لقد سألتك سؤالا .}}
هل تقول لأ نثى لم استطع أن أتركك؟ ولكنها همست:
{{ لا أعرف}}
قال بصوت رصين : {{ انت لا تعرفين}}
اغلقت بيج عينيها, وقالت: {{ هل لذلك أهمية فعلا؟
أنا.. أنا قررت العودة الان. أنا...}}
سمعت قحيح أنفاسه . وقال: {{ لقد أصبت عين
الصواب.. ستعودين. الان. بمجرد أن ترتدى ثبابك.}}
كان غاضبا جدا! إنزلقت دمعة من تحت أهديها ومسحت
عينيها بيدها.
{{ أنا.. أنا لا أملك ثمن تذكرة الطائرة يا كوين . أنا
لا استطيع التكفل بها..}}
{{ هيا.}} فتحت عينيها عندما أحست بذراعيه ينرلقا , حول

كتفيها.
سألت: {{ ماذا تفعل؟ }} رغم أن .. الاجابة كانت
واضحة. كان يجلسها فى فراشها, ويزيح الأغطية , وأخذت
يدء تتحسس حزام ثوب المستشفى الفصفاض ويفكه منها.
وهمست: {{ كوين..}}
ووضعت يديها على صدر الثوب, ولكن جذبها بعيدا وتابع
محاولة نزع الثوب قائلا : {{ أين أوله من اخره .. هيا..
سأساعدك فى إرتداء ملابسك.}}
وبينما يزيح الثوب عن كتفيها همست : {{ لا.. كوين,
لا تفعل. أنا لا أحتاج أى مساعدة.. أنا ..}}
سقط الثوب حتى خصرها , وزمجر : {نعم , انت لا تحتاجى
أيتها الصغيرة. ولان, توقفى عن الجدل..}}
رفعت بصرها عندما خفضت كلماته وصمتت . طافت بها
عيناه, بحلقها, بنهديها, ثم عادت نظرته إلى وجهها.
مد يده أليها هامسأ : {{ بيج}}
قالت بحدة : لا تفعل}}
كرر: {بيج... انتصتي لى}}
هزت راسها ودفعت يده عنها قائله: {{لا}} ماذا يحاول ان
يفعل؟ هل يحاول أن يثبت سيطريه على جسدها؟ ولكن
كلاهما يعرف ذلك . إن ما سار بهما أساسا فى هذا الطريق
المظلم. قالت: {{ يمكن الممرضة أن تساعدنى. ولبس أنت .}}
إنعقدت الدماء فى وجهه ,. وزمجر : {{انا لازلت زوجك.
ولان ارفعى ذراعيك}}
{{كوين, أجوك..}}
التهبت عيناه وخما ينظران فى عينيها , وقال : {{ إفعلى كما
أقول يا بيج}}
أغلقلت عينيها عندما أرخى شيئا حريريا على رأسها. جذيه
على جسدها واحتكت بداه ببشرتها.
{رتكون , أتوسل إليك..}}
احتبست الكلمات فى حلقها . أخر مرة فالت ذلك له,
عاد التماسها إاليها ليلازمها بألم لن تستطيع أن تعحوه البتة.
تتوسل له من اجل أى شئ مرة أخرى , هكذا قالت لنفسها
وهى تجلس بينها جردها من الثوب والبسها ملابسها , ليست تللك
الملابس الرخيصة التى ترتديها , وإنما ملابس من الحرير
الرقيق والكشير التى إشتراها لها بعدزواجهما بيوم. أرتجفت
بداء عند مستاها . وارتجفت هى أيضا . كان من المستحيل ان
تشعر بحرارة أصابعة على جسدها. التقت عيناه بعينيها وتوردت
وجنتيها وأشاحت بوجهها بعبدا.
{{هل يؤذيك إلى هذا الحد ان تشعرى بيداى عليك
يا جولبيت؟}}
حدقت فيه قائله: {ر هل.. يؤذى؟}}
قبض كوين على كنفها, وقال: {{نعم عندما المسك..
هل تكرهيننى الى هذا الحد؟}}
ارتفع تنهدها الى حلقها . وقالت: {{ أكرهك؟}} وغضت
على شفتها السفلى , وأضافت : {{ أكرهك؟ أو , كوين..}}
وحادتت نفسها.. لا لا نزيد. لاتقولى أى شئ , لا تقولى
لى أى شئ, لا تزيدى من الألم والحزن اللذين ستفطرين
للحياة معهما لما بقى من حياتك..
ضغطت يداء يديها , وتعتم : {{ محبوبتى , جولييت..
جولييت...}}
{{لا تفعل}} كانت صرخة من أعماق تحمل كل الام
الشهور الماضية. وكررت :{{لاتفعل}} وتعلقت الهمسة بينها,
وأضافت : {{ أرجوك يا كوين , اذا .. كنت تذكر لى أى
شئ طيب , اذا كانت قد مرة بيننأ الحظة تهمك , أتركنى}}
{{بيج..}}
هزت رأسها بقوة , وقالت: {{ مجرد.. مجرد ان أخرج من
هنا وأتركنى بمفردى. لم يتصلوا بك .أنا ..}}
{{ لقد اتصل بلا ماكس}}
رفعت اليه عينيها المتلئتين با لدعوع, وتساءلت
{{ ماكس؟}}
أومأ كوين, قال : {{ تاجر المجوهرات }} ارتسمت على فمه
ابتسامة سريعة, وأزاح شعرها عن جانبى وجهها قلائبل:
{{ جميلتى جولييت.. من بين كل تجار المجوهرات فى لندن,
ذهبت الى رجل الذى كان من الؤكد أن يعرف الخاتم.}}
هزت بيج رأسها, وقالت : {{ أنا لا أنهم}}
ضحك بتؤده لدى النطرة الندهشة التي بقرت على وهها .وقال : (( ماكس هو الرجل الذي باعه لي . لقد اشتريته منه في احدى النزرات مند عامين . كنت أمر بمتجره وأريته معروضا في الواجهة الزجاجية . كان شيئا من اغرب ما يمكن . فانا لا احب ارتداء الحلى . لكنني أحسست أنني لابد ان اشتريى هذا الخاتم . لقد جذبني شى مافي قلب حجر الياقوت . اللهب الذي يتقدد بحرارة لم أحسها من قبل مطلقا .. حتى قايلتك ))
أحاط وجهها بيدية وسدد نظاتة الى عينهيها . كان صوتة بالغ الرقة . كأنه عناق . ماذا يحاول ان يفعل ظ ان بيج تعرف رايه فيها لقد كرره عليها بما فية الكفاية .

قالت : (( كفى .. لاحق لك ..))
(( قال ماكس انك رفضت أن تبيعي له الخاتم . لماذا ؟ ))
(( كوين أرجوك .. لماذا تفعل ذلك ؟ لماذا ... ))مس وجنتها بشفتيه . وقال : (( لماذا لم تبيعية له يا بيج ))
أظلمت عينا ها بالكبرياء . وقالت : (( لم يقدم ثمنا كافيا .. كنت اعرف أن الخاتم يستحق أكثر من ذلك .))
ثبت عيناه على عينها . وقال : قال ماكس انك أخبرته بأن الخاتم يعنى لك ماهو أكثر من كل أموال العالم . ))
ارتجفت الدموع عى أهدابها . وهمست : (( كفى أرجوك .. أرجوك .. ))
وقع فمه على فمها وقبلها مره أخرى . وقال : (( أخبريني بالحقيقة يا بيج . لماذا لم تبيعه ؟ ))
(( لانه كان كل ما تبقى لي منك . )) انتطرت ان تسمع ضحكته . وعندما لم يحدث . التقطت نفسا طويلا مرتجفا . وقالت : (( حسنا لقد حققت استهزاك بي . الان . اتركني ))
وضع يده على بطنها . وقال بتؤده : (( لم يكن هو كل مالديك .. لديك طفلنا ينمو تحت قلبك . ))
تسارعت نبضاتها . لقد عرف . لقد عرف . انتطت أن يقول شيئا أخر . أن يغلف كلماتة بالقسة . لكنه كان صامتا . وأخيرا . أومات .
وهمست : (( نعم ))
عبس وجه كوين . وقال : (( ولكنك كنت لن تخبريني به . ))
رفعت ذقنها . وقالت : (( لا ))
زم حاجيبة . وقال : (( أنا اقدر ذلك . لقد كنت ستذهبين لتعيشي حيث لا يعلم الا الله ... ))
(( لدى حجرة رائعة تماما خلف قصر ايرل . ))
قال : (( نعم . أنا اتخيل ذلك . ربما تتفق مع مظهرك . ))
أظلمت عينا بيج . وقالت : (( لا يوجد خطا في مظهري . ))
(( بل يوجد . أنت شاحبة جدا نحيفة جدا .. ))
احكم ذارعية حولها . وتابع : (( جميلة جدا . )) وثنى رأسه وقبلها .
حاولت أن تناى بنغسها عنه . ولكن كان ذراعاه قويين حولها . كان فمه صلبا وملحا و امرا . ثم أصبحت قبلتة ناعمة . ممتلئة حتى أصبح يقبلها أخيرا مثلما قبلها ليله لقائهما . وفي تللك الليله التي ثضياها معا . بدت هذه القبله كأنما تضم كل ما كانت تصلى كي يقوله لها . وخرجت أناتها ناعمة يشدد أحضانه حولها .. فقط لو كان يحبها .. فقط لو كان يرغب في حبها .
ولكنه لم يفعل لقد كرها . لقد ظن أنها أوقعت بأخية في مصيدة الزواج من أجل أموال ال فولملا ولكي تحمى أباها . انه يراها لصة زماكرة و***** .. ))
استجمعت كل قوتها حتى تخلصت منه . وهمست : (( العنة عليك العنة عليك يا كوين فولمر . ))
منتديات ليلاس
(( هذا ما كنت فيه مند أن تركتني .))
أشاحت بوحهها كي لا يرى الالم في عينها . وقالت : (( هل تكرهني لهذا الحد ؟ لقد أحللت بي من الخزي ما يكفي . أنت .. ))
(( أنا أحبك .)) انتفض قلبها تحت أضلاعها عندما همس بالكلمة البيسطة التي انتطرت كل هذا الوقت كي تسمعها . وكرر . (( أنا أحبك .. هل تسمعيني يا بيج ؟ )) قبضت يداه على كتفيها وسدد نطرته الى . عينها وقال : (( كنت أحبك دائما . حتى عندما حاولت انكار ذلك أمام نفسي . ))
لمعت الدموع على أهدبها . وهمست : (( لا تلعب . بي يا كوين أ،أ .. أنا لا أستيع تحمل ذلك . أنا .. أنا أحبك جدا . ))
(( أوه . جوليت )) أحاطها بدارعيه زضغطها ال قلبه .
وقال : (( لقد وقعت في حبك من اول الخظة رأيتك فيه, في
قاعة رقص مليئة با لعفاريت. لم يهمتى أتنى لم أعرف اسمك أو
اى شئ عنك. لقد قال قبلى لى كل ما يلزمتى أن أعرفه.}}
التقط انفاسه وخفف أخضانه عنها. ببط. اضاف. {{ ثم عرفت
من تكونين}}
قالت فى كابة: {{ أنا كنت خطيبةالن.كوين لقد ,
حاولت أن افسر ما حدث. عرف الان أننى لم أحبه . لقد
تركته يقنعنى بخطبتنا. لقد قال.. لقد قال أننا أحبه سنكون
سعداء, وقد أردت ان أصدقه .ولم أعرف شيئا مطلقا عن
والدى والنقود.. انه مريض}} قالتها فى اندفاع, ثم أضافت:
{{ تسيطر عليه فكرة ربح..}}
ضغظ شفتيه على جبهتها, زقال: {{ صه يا محبوبتى, انا
أعرف كل شئ. لقد تحدثت مع والدك.}} وشدد
ذراعية خولها .وأضاف: {{لقد اعترف بكل شئ الى والدتك
يا بيج. ولقد أقنعته بالانضمام لجمعية للعلاج النفسى. بالتأكيد
يمكنهم مساعدته.}}
هزت بيج رأسها, وقالت :{{ أنا لا افهم. متى تحدثت
معهم؟}}
تنهد قائلا : {{ فى اليوم التالى لرحيلك عنى. لقد ذهبت الى
أمريكا بحثا عنك }}.
{{ أوفعلت هذا؟}}
أوما كوين قائلا: {{ بلى يا حبيبتى . لقد اكتشفت أننى قد
ارتكبت خطا رهيبا فيوم ان ذهبت الى أدنبره, اتصلت بالمنزل
كى أتحدث معك. ردت على نورا . وأخبرتنى..}}
{{ أخبرتك بأن والدى قد جاء ليرانى.}}
هز كوين رأسه, وقال : لقد انها وجدتك بين
ذراعى رجل طويل أشقر الشعر. انا.. أنه ظئنت ان جاك
ويرد.}}
بدا كل شئ ينضح فقالت: {{ تقصد انك ظئنت ان هذا
الرجل البغيض وأنا ..؟ أوه, يا الهى!}}
كانت ضحكته مريرة , وقال : {{ بالضبظ .لقد استنجت
مما حدث نتيجة خاطئة. أظن أن ضميرى كان ممتنا لهذه
الفرصة.}}
تراحعت بيج مستندة على ذراعية المحيطة بها وسددت نظراتها
الى عينيه , وقالت بتؤده : {{ أنا لا أفهم}}
لاحت مسحة من الالم فى ابتسامة كوين , وقال: {{ لقد
ملأتى الاحساس بالذئب لقد كنت على حق عندما قلت اننى
أريدك لنفسى. كأن أخذك من أخى لكى أحمية شيئا ,ولكن
كان اعترافى لنفسى بأننى وقعت فى حبك شيئا اخر. لم
أستطع أن أوجه الحقيقة يا بيج}} قبل طرق انقها , وتابع:
{{ هذا ما كان سبب لعدم رغبتى فى الحديث بشأن أسلوبى فى
اجبارك على الزواج منى.}}
{{ اوه , كوين , كان ان نثق فى أحاسينا. أنا ..
انا لم تدب فى الحياة قبل ان قابلتك..}}
استد ذراعاه حولها , وهمس: {{ لم أعرف ليلة مثل تلك التى
تقاسمناها يا جولييت. عندما استيقظت وأنت بين ذراعى,
عرفت اننى ان ذهبت بعيدا وأحاول فهم حقيقة
حبى لها , أم أنك المراة التى اتهمتها فى صميم كيانها؟ هل
يمكننى أن أحيا فى ظل معرفتى قد أخذتك من أخى,
مهما كانت الظروف؟}} وضحك بتؤده, وأضاف: {{لم ينتصف
اليوم وادركت انه لا أهمية لأى من هذه الأسئلة. أنا أحبك
الان بصرف النظر عما حدث فى الماضى. المهم هو مستقبلنا.
واتصلت با لمنزل لأقول لك ذلك.}}
أغلقت بيج عينيها , وقالت :{{ وأخبرتك نورا اننى كنت مع
رجل . ولكن.. كيف عرفت الحقيقة؟}}
هز كتفيه, وقال: {{ ذهبت أبحت عن ويرد . كنت أريد
أن أقتله.. ولكن اتضح انهما _ هو وزوجته_ قد تركا المدينة
فى الصباح الباكر . أدركت. أنه لا يمكن أن يكون ذاك الرجل
الذى جاء الى المنزل .}} وتنهد ثم تابع : {{ بدات أبحث عنك,
وذهبت فى أثرك الى كلا ريرجز ثم الى مطار.. حيث انقطعت
أثارك. ولكنى ظننت انك بالتاكيد قد عدت الى أمريكا..
ففعلت ذلك بدورى.}}
قالت بتؤده.{{ بحثا عنى}}
{{نعم. وعندما اخبرنى والدك بكل شئ, وعند ئد عاد
الان للوطن لقضاء نهانة الاسبوع.}}
وضحك متابعا: {{ هل تصدقين انه متهمك فى التودد الى سنتوريتا ( انسة الاسبانية ) سوادء العنين ؟ ))
ابتسمت بيج قائلة : (( أنا سيعدة لاجلة ))
أوما كوين قائلا : (( نعم . ولكن كنت أنت كل ما أفكر فيه )) وطبع قبلة على حلقها . ةتابع : (( كنت أوغل في الجنون يا محبوبتي . أحبك أريدك . واقلق عما يكون حدث لك . ))وضعت بيج ذارعيها حول عنقه . وقالت : (( لم أغادر لندن البتة .. لقد أحببتك بدرجة تمنعني ان اجعل المحيط بيننا ))
تمتم : (( جوليت . حلوتي . جميلتي جوليت . )) رفعت اليه وجهها . وذهبت قبلة كوين بأنفسها . ثم ابتعد عنها برقة قائلا : (( هل أنت متاكدة ان هذا طيب بالنسبة للطفل ؟ ))
ابتسمت بيج . وقالت : (( لا أظن مطلقا ان الحب يمكن ان يؤدي الطفلا .))
سمعا طرقة متحفطة قبل أن يفتح الباب . وقالت الممرضة في سعادة : (( يقول الطيبب أن السيدة فولمر يمكن أن تخرج في وقت الان . انه يسال ان كنت تتحاجين اي شي .. ))
ابتسم كوين لبيج وهو يحيط بدارعية ويوقفها على قدميها . وسالها : (( هل نحن بحاجة لاي شي يا حبي ؟ ))
طبعت قبلة على حلقة . وهمست ك (( نحتاج أن نعود للبيت )) شدد أحضانة حولها . وقال : (( أنت في البيت . ))
وكانت تعرف أنه على حق .




... تمـــــــــــــــــــــــت ...

 
 

 

عرض البوم صور ..مــايــا..   رد مع اقتباس
قديم 29-09-08, 10:24 AM   المشاركة رقم: 19
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2008
العضوية: 66854
المشاركات: 2,022
الجنس أنثى
معدل التقييم: safsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 585

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
safsaf313 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ..مــايــا.. المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

جمييييله جدا يسلم زوقك يا قمر روايه جد روعه زيك

 
 

 

عرض البوم صور safsaf313   رد مع اقتباس
قديم 30-09-08, 06:53 AM   المشاركة رقم: 20
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Dec 2007
العضوية: 58821
المشاركات: 7
الجنس أنثى
معدل التقييم: صمت العيون عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 11

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
صمت العيون غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ..مــايــا.. المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

مــايـا
كلمة روعة قليلة في حق الرواية هذه
لا عدمناك حبيبتي

:)


صمت العيون

 
 

 

عرض البوم صور صمت العيون   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مكتبة مدبولي الصغير, cherish the flame, احتضنني اللهب, روايات, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, ساندرا مارتون, sandra marton, عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 05:36 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية