كالاطفال يا محبوتي
تنهدت بيج بضجروهي توقف محرك الجاجور كانت تتوقع أن تعود متأخرة ولكن بدا ذلك شيئا سخيفا لقد انتقضت ساعات مند ان غادرت المطار . امتد عصر ذلك اليوم الى الليل بارد بلا قمر وهطل المطر مرة أخرى بعد ما كان قد توقف لفترة .منتديات ليلاس
كانت الشورارع هادئة وكان المنزل مظلما ظنت بيج أن نورا قد نامت واحست بوخزة من الندم حتى مدبرة المنزلالتي تتعامل معها بكياسة لا ترقى مطلقا الى ود حقيقي كانت ستصبح الليلة وصيفة تقوم بواجبات الضيافة .
دلفت الى المنزل واسنتدت ظهرها الى الباب المغلق كان جانبي راسها يخفقان من الالم ربما الصداع بسبب التوتر . لقد تراكم مند غادرت المنزل مع والدها مند ساعات . لقد تأمر كل شى ضدها : كانت حركة المرور
الى المطار هيرو رهيبة ثم كانت هناكحادثة على الطريق السريع أدت الى تحويل المسار المرور الى الطريق بديلة. وكانت غير مستريحة لقيادة على ما ترى انة جانب الخطا من الطريق . عندما وصلا المطار أخيرا , كانت طائرة والدها قد اقلعت .
قال:(( لا داعي لانتطارك يا بيج .ساكون على ما يرام )). أومات وبدأت ثم تنهدت , وافتعلت ابتسامة قائلة
(( لاعليك يا أبي , دعنا نأخد بعض بعض القهوة )) تحول والدها من القهوة الى البراندي بعد فترة . وقال
)) اريد شي يخفف من التوتر ))
وكان هذا ما فعلة البراندي تماما لقد ظغى علية الندم على الماضي بل يكاد يبكي , واخد بلا توقف كيف أنه يريد الفضل لها دائما , حتى قالت له بيج أخيرا أنه الرجل الذي يداوم على هذا القول , لايريد انه فعل بعض الاشياء
الغريبة ولغير ممكن الصفح عنها ومعا ذلك غعندما . أخيرا موعد ركوب طائرتة , ضمها ايه وأغرورقت عيناها
وعدها قائلا )) سأرد كل دولار أبلغي ذلك لزوجك ذلك عني .))
تنهدت بيج وهي تفك أزرار معطفها قبل أن تفعل ذلك كان ان تخبر كوين أنها ستأخد كل النقود . يالهي ترهب ذلك ! لكنه سيفهم ذلك , لو انه انصت بقلبة , وكانت متاكدة أنه على استعداد لذلك , عندما يعود الى المنزل سيضع جانبا كل سوء الفهم الذي باعد بينهما لقد جمعهما الحب ولكن يمكن للصدق والثقة فقط أن يجعلا زواجهما حقيقا .
بدا لدرج شاهقا شديد الانحدار كأنه جرف صخري , كان رأسها قد بدأ يدق بقوة . حسنا . هكذا فكرت وهي تصعد حثيثا الى الطابق العلوي سوف يذهب بعض الاسبرين ونوم ليلة هادئة وسترى عنها مكاملة تليفونية من كوين بنفس الدرجة وأكثر . لن تخبره بزيارة والداها أثناء المكالمة من الافضل أن يتم ذلك وجها لوجة _ ولكن سماع صوتة سيجلها تشعر بتسحن .
توفقت على منبط الدرج . ربما اتصل وهي بالخارج لا , كانت نورا ستترك لها رساله على المائدة بالردهة ,
ولاشي هناك الوقت متأخرولكن ليس لدرجة تمنعه من الاتصال . ستأخد حماما وترتدي ثوب نومها و تتعلق بالرجاء.
كانت حجرة النوم مظلمة , كانت الستائر تحجب الليل الممطر . لرأت أن ذلك من عمل نورا . وغاصت بالفراش . ياالهي انها منهكة القوى , لقد أهلكها زرياة والدها . الان هناك مجموعة جديدة من الشاكل أضيفت الى القديمة .
وضعت يدها على حلقها . تبحث كالعادة , عن التعزي بخاتم كوين.
الخاتم ! أين هو؟ هبت بيج واقفة على قدميها , خفقت ضربات قلبها على نحو غريب بينما أخدت تتحس بيدها في ارتباك بحثا عن الخاتم الياقوتي في المكان المعتاد بين نهديها .. ثم وكوين ...
ولكن لم يكن الخاتم هناك . النمضدة الاخرى اذن . لابد أنها نيست.
ولكن لم يكن الخاتم موجودا لقد أضاعتها انها ..
(( كفى عن ذلك )) همست بصوت عال : (( خاتم الياقوت لا تسطيع السير . لابد أنه بمكان ما ...انه )) .
غمر ضوء الحجرة .(( كوين ؟ )) حدقت بيج غير مصدقة . وكررت ضاكة
((كوين , لقد ازهقت روحي فزعا )) .
كان يستند الى الحائط . ولايزال مرتديا نفس الثياب التي كان يرتديها هذا الصباح . ارتسمت ابتسامة على شفيتة .
وقال :(( مفاجأة يا محبوبتي . لقد عدت مبكرا ))0
احست ان هناك شيئا غريبا في عينيه , كان لونهما شاحبا ويكاد يكون معتما 0
(( الست سعيدة يا بيج ))0
أخطت خطوة تجاهة , وقالت :(( بالطبع . فقط فوجئت بعودتك بهدة السرعة قلت انك ستمكث أسبوعا )) 0
((نعم))0
(( هل .... كل شي على ما يرام ؟ أنت تبدوغريبا .))
لم يكن كل شي على مايرم . لم يكون ؟ ))
لم يكن كل شي على ما يرام . هناك مسحة باطنة غامضة في عينية 0
تحدير ارسل قشعريرة خلالها. هل علم بامر والداها والنقود ؟ لا. انه مجرد ضميرها الشاعر بالاثم يتلاعب بها 0
ابتسمت قائلة:(( كان ينبغي أن تتصل تليفونيا . كنت ساقابك في المطار ))0
طافت به نطرتة وقال ,(( كيف تسطيعين ذلك يا بيج ؟ لقد كنت بالخارج طوال المساء ))
احتسبت انفاسها (( كيف ...)) وخفضت عينها تنطر لنفسها . ولمعطف المطر الذي نسيت أن تخلعه ثم عادت ببصرها ايه وقالت )): حسنا خرجت لبعض الوقت ))
ابتسم ببرود وقال :(( هل ستخرجين مرة اخرى ؟ ))
((أخرج ... اوه لا , لا , أنا فقط نسيت أن اخلع معطفي أنا ...))
(( بالطبع كنت ستخرجين مرة اخرى )) وانفرجت شفتاه في ابتسامة مرة أخرى ساخرة , وتابع (( بعد أن تجدي هذا )) 0
ونطرت الى يده الممدودة . الخاتم الياقوتي , ينبض بالضوء متالقا في كفة .
قالت بيج بارتياح (( خاتمي . الحمد لله . كنت اخشى ..))
كنت تخشين ضياعة سيكون ذلك خسارة اليس كذلك ؟ وعلى أية حال . فهو قيم جدا ))
أنه يذكرني بليلة لقاءنا , بمدى تغير حياتي . بمدى حبي لك .
كان هذا ما وددت قوله, ولكن أوقفتها النطرة المرتسمة على وجهة هناك شي خطا تسطيع أن ترى ذلك في عينيه .كان باردتين كما لم ترها من قبل 0
هل علم بزيارة والداها ؟
لا.لا.يمكنه ذلك . انه ...نوار ! لقد أخبرتة نورا . لم تعرفها بيج بوالداها ولكن ما على المدبرة المنزل أن تصف الرجل الذي رأتة _ طويل . أشقر . كبيرالسن . وسيعرفة كوين تسارعت انفاسها هل اغلقت الدرج السري في المنضدة لعصر نابليون ؟ ربما وجدتة نورا مفتوحا . ربما عرف كوين كل شي بالفعل
((كوين )) بدا صوتها لاهثا وذو نغمة عالية وتابعت :(( مند .. مند متى عدت ؟ ))
ابتسم مرة اخرى , وادركت أنها ستطل ابتسامتة الشبيهة بالتسمامة أسماك القرش لما بقي من حياتهما 0
مد يدة مرة اخرى وقال :(( ظنتت انك تريدين خاتمك يا بيج .. ها هو خدية))
ترددت . ثم اغلقت أصابعها على الخاتم الياقوتي . للمرة الاولى , أحست بأنه بارد كأن بريقه الملتهب قد انطفا .
قالت :(( شكرا لك )) أحست في فمها بطعم الرماد متخلف عن النيران وابتلعت ريقها بصعوبة .
تركزت عيناه على عينها , وقال :(( أنت تريدين اصلاح هذا السلسة لا يمكنك معرفة ما ستفدينة في المرة القادمة
ارتفع رأسها بحدة . كان يبتسم كأنما قصد ما قالة الدعابة , ولكن كل غرائرها كانت تخبرها بشي اخر . هناك شي مروع يحدث . شي مجهول0
تقدمت منه خطوة ، وقالت :(( كوين ماذا حدث ؟ لماذا عدت مبكرا هكذا ؟))
لوى فمة قائلا : (( ليس مبكرا بما يكفي يا بيج ))
بدات خفقاتها تتسارع , وسألته :(( ماذا ... ماذا تقصد ؟))
(( لاعليك يا محبوبتي . لا تتصعني الغباء لديك الكثير من الصفات يا طفلتي , ولكن ليس من بينمها الغباء . ربما لسوء لبحظ .))
اضطرب قلبها . وببط رفعت عيناها الى عينيه ونطرت في اعماقها الخضراء الزرقاوية.
((لقد عرفت , اليس كذلك ؟ ))
كان وجهه متجهما , وقال :(( نعم لقد عرفت . عرفت كل شي))
(( كيف ... كيف عرفت ؟))
منتديات ليلاس
((ان نورا تعمل معي مند أعوام يا بيج . هل ظننت أنها لن تخبرني ؟)) وقبض عللا كتفيها بيديه . وتابع )) لقد اتصلت تلفونيا عصر اليوم , عندما أدركت أنني .. عندما أدركت لم أترك رقما حيث يمكن الاتصال بي لاي طارىء ))
التوى صوته وخالطه الغموض . واستطرد :(( لقد أخبرتني عن .. عن ضيفك . وعدت للمنزل بمجرد أن وضعت سماعة التليفون .))
(( والنقود ؟ هل تركت الدرج مفتوحا ))
ساد صمت عميق , وقال كوين (( لا)) وضحك بسخرية قاسية , وتابع : (( لا , كان العثور على الدرج خاويا ظنا في محلة تماما .))
أومات بيج بضجر , وقالت :(( أنا افهم ))
زفر نفسا كالفيفح من بين اسنانة , وقال : (( أنت تفهمين ؟ )) وقبضت يداه على طيات صدر معطفها , وكاد يقتلع قدميها من على الارض , وقال :(( أنت تفهمين ؟هل هذا كل ما ستقولينة ؟ ))
هزت رأسها , وقالت :(( لا. أنا , أنا ..))
من أين تبدأ كان كوين أبيض الشفتين من الغضب , وكانت تعرف أنها مدنبة . لم يكن لديها الوقت المناسب لأن تخبره باي شي , فضلا عن محاولة أفهامه لماذا أخدت نقوده وأعطتها لوالدها , ولكن صار الوقت ترفا لم يعد بملكها .
(( خيرا )) كان صوته باردا , وتابع :(( لا تخبريني أن معين تفسيراتك قد نضب يا بيج لم يحدث لك ذلك من قبل بتة )).
(( كوين أرجوك . لم أود أ، تعرف الامر على هذا النحو . أنا ... أنا أعرف أنك غاضب ..))
ضحك قائلا :(( غاضب ؟ هل هذا ظنك بي ؟ ))
(( لنقل تتميز غيطا . ولكن .. ولكنك لاتعرف القصة الكاملة .))
اشتدت قبضتة عليها , وقال : (( لا تبددي جهدك . لقد تعبت من أكاذبيك .))
قالت بسرعة )) أنا لم أكذب عليك مطلقا أنا ...))
((أنت لم تفعلي أي شي أخر على الاطلاق .))
(( هذا غير حقيقي . فقط لو تنصت ...))
(( ما فائده الانصات ؟ لن أصدقك حتى لو قلت لي أن الماء شي رطب ))
(( كنت يائسة ولهذا أخدت النقود . أنا ..))
(( نعم . أراهن أنك كنت كذلك )) وتزايد مرارة صوتة الساخر , وتابع )) لقد عرفت أنك لن تحلصي على سنت واحد مني .))
هزت بيج رأسها , وقالت : (( لا . لقد كنت متأكدة أنني لو شرحت الامور , فستعطيني النقود . ولكن ...))
(( دعك من هذا يا بيج . انا لم أولد بالامس .)) اكههر صوتة عندما انحنى تجاهها , وتابع : (( ولماذا لا استمع لك وأنت تولفين قصصا جميلة عن زائرك ؟ الا تجدين طريقة لاداؤ أن زائرك النبيل الاشقر الشعر كان نيقولا , جاء في زيارة مبكرة ؟))
ارتفعت ذقنها , وقالت أنا لا ازمع الكذب يا كوين . أنت تعرف أنه كان هنا . ولكن فاجئني , لم يكن لدي أية فكرة .(( لم يكن لديك اي فكرة )) كان صوتة ساخرا بقسوة بينما جدبها تجاهه , وقال : (( كم مكث في منزلي ؟))
(( لم يمكث طويلا . أنا ..))(( كم مكث )) سال بلهجة آمرة .
(( أنا.. أنا لست متاكدة . عشرون دقيقة نصف ساعة .. )) لمعت الدموع في جانبي عينيها وقالت :(( لم أستطع تمالك نفسي يا كوين . أنا ..))
(( يا الهي أي امراه انت .)) زار وهو يدفعها بعيدا عنه ، وتابع :(( هل هذا هو عذر الوحيد الذي تقديمينه ؟ لم تستطيعي ! منع نفسك من .. خداعي في منزلي ؟))
همست (( أعرف ما يمكن أن يوصف به ما فعلت . ولكنه توسل لي . انا .. ))
انكمشت وتراجعت الى الحائط عندمااندفع تجاها , كانت يده مرفوعة ترتجف بغضب محكوم بالكاد . وقف متواجهين لفترة بدت كانها الدهر . حتى أنزل يده أخيرا واستدار بعيدا عنها
(( أخرجي )) لا.لا .. هكذا حادثت نفسها , وهمست :(( كوين .. أرجوك أنصت لي ))
استدلر اليها مرة أخرى وأمسك بمعصمها . وقال من بين أسنانه )) لا تثيريني . لقد فكرت أثناء جلوسي في الظلام على مدى ساعات القلائل الماضية في عشرات الطرق بلنتقام . أنتصي لي يابيج . انصرفي قبل أن تفقدي القدرة على ذلك .))
بدأت الدموع تجري على وجينتيها , وقالت : (( أتوسل اليك , فقط أعطني فرصة للتوضيح ))
أجفلت تحت ضغط أصابعه المتزايد , وقال :(( لقد كدت تفلتين بفعلتك . عشرة الاف دولا , الجاجوار .... لولا أنك كنت طماعة قليلا ..))
(( عن اي شي تتحدث أنا ....))
(( ال اي مدى ذهبت قبل أن تدركي أنك نسيت الخاتم الياقوتي ؟ الجحيم , عندما رأيتة على أنك ستعودين .)) غاصت أصابعة في جلد الرقيق بباطن معصمها , وتابع :(( على أي حال لم يكن هناك خطر .فمن المفترض انني كنت خارج المدينة ..))
(( كوين , بحق السماء ... لقد عدت لانني أعيش هنا . هذا بيتي .))
(( كانت غلطتي الحقيرة . لقد نفضت يدي هذاا الصباح ؟ أنا لم أقل( الطلاق ) مطلقا , ولكنك تعرفين ما قصدتة 0
تحول صوتة الى دمدمة , وتابع :(( وبتطبيق عقد زواجنا على ذلك , فقد أصابك الذعر . لامال .لابيت .لاسيارة . ))
(( لا .لا ))
اتقدت عيناه بنيران قائمة وهو يجدبها الية وقال :(( ولذلك قررت أن تاخدي أقصى مايمكنك . أظن انها وراثة في العائلة .))
هزت بيج رأسها بقوة من جانب الى لاخر , وقالت :(( عن أي شي تتحدث ؟ لم أكن مثل ذلك , أنا ...))
(( ولكن , لاباس . انه فقط سيزيد من قائمة الاشياء الرائعة التي ساحكيها لان اذا حاولت الاقتراب منه مرة أخرى. ))
أضاءت وجهة ابتسامة في برودة الليل , ووواضاف :(( بدء بوصف تصويري لما فعلنا . لافراش ليلة أمس .))
كانت كلماتة كسكين غاصت في أعماق قلبها . وهمست : (( أنت تكذب . ان ليلة أمس تعني شيئا ما . ))
(( بالتاكيد يا جوليت . هل تدكري عندما قلت أنني لم أكن أدع الن مطلقا يلهو بلعبة خطرة عندما كان صغيرا ؟))
وزم شفيتة , وتابع : (( حسنا اذا أردت التاكد أنة لن يلتقط اللعبة مرة أخرى .. أذا أردت التاكد أنها لن تسطيع أنة توذية بعد ذلك ..))
انهمرت الدموع من عينها , وقالت في توسل : لا , أرجوك ...
(( الرجال كالاطفال يا محبوبتي . اللعبة التي استخدمها غيرهم تكون ذات قيمة رخصية بالنسبة لهم .))
غاص قلبها , واضطرب صوتها قائلة : (( لماذا ... لماذا انتطرت كل هذة المدة لكي ..لكي ..))
وصل ضغط يده الى حد لايكاد يحتمل . وقال (( ان لك ذاكرة ضعيفة يا بيج . لقد قلت أني ساجعلك تتوسلين لي أن أخدك . جدبها الية . والتهبت عيناه وهي تنطر في عينها . وقال :(( وقد فعلت ))
((لا)) ولكن حتى وهي تهمس بالكلمة كانت تعرف أنة يقول الحقيقة . غير أن حمق قلبها اليائس أعماها عنها كان هذاحقيقا ليس فقط في الليلة التي قضتها بين ذراعية . هذا ما قادها اية افتتانها 0
احتبس غيبها في قلبها , وقالت : انا على استعداد لدفع حياتي ثمنا لعودتنا كما كنا ليله أمس ))
أظلمت عيناه , وهمس :(( نعم أراهن أنك كذلك .))
جذبها اليه قبل أن تستطع ايقافة , أنقض فمة على فمها في قبلة قاسية تحاكي ما فعلاه ليلة أمس . صرخت بيج ,
وتلوت في أحضانه الخشنة , ولكن بلا جدوى , عندما انهى مايريد , دفعها عنه . حدقا في بعضهما . ثم مسحت شفتها بيدها .
وقالت في همسة مهمتزة :(( أنت تثير اشمتزازي )).
توترت عضلة في فكة بينما أشاح بوجهة عنها .منتديات ليلاس
(( أخرجي من بيتي ))
ارتجف يداها وهي تلملم أطراف معطفها معا , وقالت : (( سوف تسترد نقودك يا كوين . كل سنت تافة , حتى لو استغرق ذلك كل حياتي .))
ضحك قائلا : (( انسي ذلك . الجحيم , ليس كل رجل يدفع عشرة دولار في سبيل فترة قصيرة من ... ))
هرولت من الحجرة قبل أن يستطع اكمال جملتة .. فعقع كعبي حدائها المرتفين عبر الدرج ثم الصالة . القت نطرة خاطفة مفاجئة على نورا . كانت متجمدة في سخط محق , ثم صفق الباب خلفها بقوة .
كانت شوارع لندن باردة ومظلمة . كان الظباب كثيفا كما لم تره من قبل .حيث الغضب غطاها على الرصيف وقصدت الى الاضواء الشاحبة التي تلوح في نهاية الشارع . حدد الغضب غايتها .. الفندق الوحيد ال1ي تعرفه , فندق كلاريدجز , لم يكن بعيدا كن بيت كوين في ضاحية ماي فير . اهتزت خطوتها قليلا عندما دلفت الى الردهة الانيقة , بدت متسخة الملابس بمعطفها المبلل , وشعرها الملتصق براسها لم يكن معها أي أمتعة , وبده شك عميق في عيني موظفة الاستقبال .
(( هل لديك حجز يا سيدتي ؟ ))
ابتلعت بيج ريقها , وقالت : (( لا ))
ابتسمت الموطفة بكياسة , وقالت : (( في هذة الحالة , أخشى أن ...))
وبدون تفكير رفعت بيج ذقنها . وقالت أنا زوجة كوين فولر .)) وبدت الكلمات كانها تعويذة سحرية .
تم ارشادها الى جناح مميز وظهرت سلة مليئة بالفواكة وأبريق شاي . وأختفى معطفها وحذاءها المبللين . على أن يعودا جافين ونطفين في الصباح التالي .
صحب المدير ذاتة خادمة الغرفة التي أحضرت لها ملابسها .
(( لقد عثر على هذا في جيب معطفك يا سيدة فولمر )) كان صوتة مغلقا باللوم .
عرفت بيج ما يتحدث عنه قبل أن يمد يده اليها بالخاتم الياقوت . أحدثت رويتها له الشرخ الاول جدار الغضب الذي أحاط بها . أصدر قلبها خفقة مرتجفة , واستلزم الامر منها جهدا لكي لا تمد يدها لتناول الخاتم .
قالت : (( شكرا لك . ليتك تضعة على هذه المنضدة ..
وأرجو احضار فاتورة الحساب من فضلك ساتصرف هذا الصباح .))
كتبت شيكا بمبلغ حعل لونها يشحب . ولكن كان بحسابها ما يكفي بالكاد لايجاز الليلة وايضا ثمن تذكرتها من هيثرو الى نيويورك . ولكن عندما وقفت في الطابور الى مكتب تذاكر الخطوط الجوية البريطانية . وجدت نفسها تتراجع في ارتباك .
وقبل أن تدرك ما تفعلة كانت تتبع الارشادات متجهة الى مترو الذي سيعود بها الى لندن .
لم يكن هناك معنى للبقاء في انجلتر . وأيضا لم يكن هناك معنى للعودة الى كلاريدجز , ذاك المكان الذي تستطيع بالكاد تحمل تكاليفة في ظروفها هذة . على الاقل .. كان هذا ما دار بخاطرها .. حتى وقفت مرة أخرى في الردهة الانيقة للفندق المهيب . وعندئد , وفياندفاع مروع , أتتهت الحقيقة .
انها لم تأت الى كلاريدجز ليلة أمس لقربة من المنزل ,لقد جاءت بسبب ما يثيرة ذلك من ذكريات . لقد جاء بها كوين الى هذا المكان مند أيام . كان غامضا , قليل الكلام , وابتسم فس سرور عندما صاحت فرحة بسبب زيارتهما.
قال وهو يراقب وجهها : (( شي راءع . من الصعب محاكاة طريقة اعداده .))
بعد أن أحضر لهما نادل يرتدي ثيابا مميزة بعض الحلوى والساندويشات الذيذة , ارتسمت على وجه بيج ابتسمامة عريضة وهمست : (( أشعر :أني أحد أفراد العائلة المالكة .))
قال كوين وقد تركزت عيناه الملتهبان على عينها : (( أنت فعلا تبدين هكذا . أميرة فائقة الرقة والجمال ))
كم كانت لحظة رائعة .. ولقد امنت بها , وأمنت بما راتة في وجهه وهو ينطر لها , وبما سمعتة في صوتة . وكانت هناك لحظات أخرى , شكلت ذكريات رفض قلبها ان يهجرها . لم تستطع أن تدفع نفسها للرحيل عنها
ولهذا لم تستطع ان تغادر لندن .
أرسلت ببرقية لوالديها . مخافة أن تتصل بها والدتها في المنزل في ماي فير وايضا خوفا مما قد يبوح به صوتها اذا تحدثت تليفونيا الى امريكا . لم تكن بعد مستعدة للحديث بشان ما حدث . وكانت أقل استعداد لان تحاول وتفسر لماذا لم تسافر لوظنها . كانت البرقية ترخر بالحماسة .
(( خرجت في رحلة الى الاذغال افريقيا لعدة اسابيع ساتصل عندما يمكنني كل حبي ...))
في نهاية اليوم . كان لديها سقفا تحتمي به . لم يكن كبيرا .
مجرد حجرة علوية ضئيلة تسع سريرا في شارع وضيع خلف قصر ايرل .
(( يوجد موقد ذو شعلة واحدة , ومرحاض . وستضطرين فقط لتقاسم الحمام مع النزلاء في الدور الارضي . ))
أخدتها بيج من دون تردد .كانت الحجرة مظلمة تفوح منها رائحة الرطوبة , ولكنها كانت رخيصة ونطيفة . نطرت لهاصاحبة المنزل بشك عندما قالت انها تملك امتعة . ولكن عندئد طافت نطرتها العدائية بنزيلتها الجديدة . وتريثت نطرتها على الظلال الداكنة تحت عيناها بيج وعلى الرجفة في شفتيها . طرقعت بلسانها .
(( ساحضر لك كوب منعشا من الشاي . يبدو أنك بحاجة له ))
مضت الايام اسابيعا . اقتربت الاعياد . وكان الجميع يتحدثون دائما عن الجمال العتيق لاعياد الكريسماس الديكننزية . وحتى في غمرة ياسها . القت بيج خاطفة على مظاهر الفرح والاثارة التي اجتاحت لندن . كانت هذه هي أسوا اللحظات . فقد بدا انها تعطي تاكيدا رهيبا ومميزا للالم الذي يغمرها احست . بامتنان عندما انتهى موسم الاعياد أخيرا , تلاشى الفرح الاثارة التي اجتاحت لندن . كانت أسو اللحظات , فقد بدا أنها تعطي تأكيدا رهيبا ومميزا لالم الذي يغمرها . أحست بامتنان عندما انتهى موسم الاعياد أخيرا , ولكن تلاشى امتتانها تحت وطاه الهجوم المفاجى لصقيع يناير . وفي ليله قاسية , ظهرت صاحبة النزل لدى الباب .منتديات ليلاس
(( أظن أنك قد تحتاجين بعضا من البطاطين الاضافية وهذا ابريق قديم . اذا أمكنك استخدامة ))0
كان الاخير مجرد هراء مهذبا . وكلتا المراتان تعرف ذلك .
كانت تستخدم كل شي في طريقها . كانت أجرة اقامتها رخيصة . ولكن هناك تكاليف أخرى . الطعام .الملبس ورغم أنها كانت تشتري أبسطها وأرخصها . الا ان ذخيرتها المالية الهزيلة كانت سريعة التضاؤل . كانت قد سبحت كل نقودها من حساب البنك يوم استاجرت الغرفة العلوية . وكانها بابقائها أموالها في يدها ستتمكن بطريقة ما من زيادتها . ولكن بالطبع , لم تستطع0
كانت قلقة . انها بحاجة لوظيفة .. وهذا واضح . ولكن لم تكن اي وطيفة .. على الاقل , لا توجد وظيفة تناسب تاهيلها . كان وضعها يزداد تحهما مثل الطقس , وازاد عمق بأسها . وطوال الوقت . كان هناك صوت ضئيل يمهس في أعماقها .
(( ماذا تفلين هنا ؟ )) كان هذا السؤال يلح عليها 0.
في البداية لم يكن لديها اجابة لقد أبقتها الذكريات هنا . ولكن بعد فترة بدأت الذكريات تغيم وتشحب . كانها صور فوتوغرافية حفطت طويلا مغلق .
لماذا لا تعودين الى الوطن ؟ همس لها ذلك الصوت ذات ليله أثناءنومها . فتحت بيج عينها ونهضت من رقدتها , وجلست ترتجف من البرد في حجرة مظلمة 0
جاءت الاجابة بسرعة , محمولة على عويل الرياح ولسعات المطر 0
انها لن تستطيع مغادرة لندن . كوين هنا .. وهذا يعني أنها أيضا عليها أن تبقى هنا . انها لا تزال تحبه , رغم ما فعله بها ,وستبقى دائما تحبة لقد قسى عليها . وحط من قدرها واذاها بدرجة لم تحلم بها , ولكن لا يمكن لاشي أن يغير مما تكن له .
طوحت بالبطاطين وأجتازت الحجرة بخطوت مضطربة , غير عابثة بالبرد القارس . التقضت حقيبة يدها من على المنضذة الخشبية البالية بالقرب من الباب وقلبت محتوياتها , باحثة بين المناديل الورقية وقطع العلمة والاوراق النقدية المجمدة حتى عثرت يدها على خاتمها الياقوتي .أغلقت عينها عندما تذكرت الليلة المروعة في منزل كوين التى بدا فيها الخاتم باردا وكان بريقة قد انطفى وانهمرت على وجنتيها تلك الدموع التي حبستها طويلا . عندما نامت أخيرا كانت يدها أخيرا , كانت يدها تقيض بقوة على الخاتم , وكانهما أصابعها المرتجفة ستجد الدفء في بريقة الملتهب الذي اتقد بينهما ذات مرة 0
في الصباح , وقفت بيج في أحد أقسام المجوهرات بمحلات هاروذز , شامخة الوجه , غير عابصة بالنطرات الت تحدق فيها ولاتستطيع المواءمة بين تلك الشابة بمعطفها الرخيص وحذاء القديم وبين تلك الزبونة التي تصر في قياسة على أنها تريد فعلا شراء تلك السلسة الذهبية الغالية قلصت عملية الشراء ذخيرتها الملية المستبقية بدرجة كبيرة . ولكن ثقل السلسة ومتانة المشبك بينما يتدلى الخاتم الياقوتي حول عنقها .. كل ذلك رسم ابتسامة على شفتيها.
حادثت نفسها بأ، السلسة لن تنكسر ولمست يدها الخاتم وهو يتدلى على صدرها . وأقسمت أنها لن تنزعه مرة أخرى.0
عادت الى النزل الذي تقيم بة وطرقت باب صاحبتة . كان وقت دفع الايجار .تطوحت السلسة الذهبية أمامها ,
واستقطب الخاتم الياقوتي الضوء بينما تنقي في كيس نقودها .
قالت صاحبة النزل: ((كم هي جملية تلك الحلية المقلدة ..
أستطيع أن أدفع لك مبلغا طيبا ثمنا لهذه يا عزيزتي .))
كانت اجابة بيج سريعة وملتهبة . قالت : (( لأ ))
ومست يدها الحجر الكريم . وأضافت (( لن أفترق عن هذا مطلقا .))
هل كان خيالها . أم أن الياقوت بدا فجأة نابضا بالحرارة مرة أخرى ؟
عندما انقضى يناير وتبعة فبراير وبدأ مارس , أضيف ليأسها شيئا جديدا , الكسل الذي بدا أنة يتزايد مع كل يوم يمر , حتى أصبح اخيرا قويا لدرجة أن صارت تجد صعوبة الخروج من الفراش في الصباح .رأت أن الوقت قد حان لتوقف نفسها عن التصرف بهذه الحماقة . على كل حال لم يمت الناس بسبب انكسار قلوبهم لم تتوقف الحياة لفقدان الحب.
ولكن لم تجد كل محادثاثها الليالي مع نفسها . تزايد احساسها بالانهاك حيث تزايد احساسها بالكابة. وكانت هناك أمور أخرى : كان منطر الطعام يصبيها بالغيثان ولم يكن في ذلك بأس حقيقي , عندما رأت مدى حاجتها لتوفير ذخيرتها المالية المنتاقضة باستمرار . ولكنها أبدت اهتماما مفلجا عندما لاحطت ارتعاشا ضيئلا في يديها . أي صاحب عمل سيوظف كاتبة على الالة الكاتية ترتعش يداها ؟ بدا قدماها يتورمان , خاصة بعد ما قضت ساعات تجوب شوارع لندن بحثا عن عمل . ولكن . كان على بيج ان تتحاهل كل ذلك .. الى أن كان عصر أحد الايام وهي في وكالة للتوظيف الؤقت ابتسمت لها الفتاة الانيقة في المكتب الامامي عندما دلفت من الباب .
قالت : (( مرحبا .. أنا سعيدة برؤيتك يا أنسة جارونر .))
نظرت لها بيج في دهشة . وقالت (( هل تذكريني ))
أومات القتاة . وقالت : (( لقد فكرت فيك هذا الصباح .لدي عملية جديدة .. سيدة أمريكية ستمكث هنا شهرا أو نحو ذلك.وتريد سكرتيرة . قالت انها تفضل فتاة سافرت الى أمريكا. ولقد فكرت فيك )) وضاقت عينا الموظفة . وقالت : (( ماهذا ؟ هل انت مريضة يا أنسة جاردنر ؟ ))
هزت بيج رأسها . رغم ان الحركة أرسلت خلالها موجة من الغثيان . وقالت : (( لا.لا. أنا بخير . فعلا أنا ....))
قالت الموظفة بلهجة رشيقة : (( حسنا أنت لا تبدين كذلك هل انت متاكدة أنها ليست الانفلونزا ؟ فالجميع يعانون منها . ))
تمكنت بيج من الابتسام . وقالت : (( أفضل ألا أكون مريضة لا يمكنني تحمل ذلك )
نظرت لها الموظفة وقالت : (( اذا كنت مريضة . فستضيع الوظيفة يا أنسة جارونر أظن أن الافضل أن تذهبي لمستوصف ليلقي الاطباء نظرة عليك .))
(( اوكد لك أنه غير ضروري )
(( لايمكنني أن ارسلك لاجراء مقابلة وانت مصابة بالانفلونزا .))
كان صوت الموظفة حازما . حدقت فيها بيج فيها ثم تنهدت .عندما توازن بين الوظيفة وبين تحمل نصف ساعة من الفحص الطبي . تكون الوظيفة هي الفائز الواضح .
قالت : (( حسنا . ساحضر شهادة صحية و أعود لك . ))
ما العمل اذا كان الانفلونزا ؟ هكذا فكرت وهي تخطو الى الشارع . سيصف الطيبب الاسبرين والسوائلوالراحة في الفراش .وفكرت بسخرية .. انها راحة الفراش التي لا تسطيع تحلمها . لن تنتطر الوظيفة كل ذلك 0
ولكن الانفلونزا تاخد أسبوع واحد فقط . وبنهايتة ستستعيد صحتها . وها هو الربيع على وشك القدوم . وبالياكيد ستكون هناك وظائف أخرى . أسرعت خطوتها . سيكون من المريح تجد أن ما بها مجرد شي بيسط يمكن علاجة . وشفاءه . ستكون الانفلونزا شيئا هينا بالمقارنة بالقلب المكسور .
فيما بعد . تعجبت بيج من غبائها الذي لا يصدق .