لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > قسم الارشيف والمواضيع القديمة > الارشيف
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الارشيف يحتوي على مواضيع قديمة او مواضيع مكررة او محتوى روابط غير عاملة لقدمها


محمود علي يتذكر الرحلة من المشخصاتي إلي أكاديمية الفنون (اعلان)

محمود علي يتذكر الرحلة من المشخصاتي إلي أكاديمية الفنون الثلاثة الأوائل في امتحانات القبول بأكاديمية الفنون.. مأكلهم وملبسهم علي نفقة الحكومة عبد الرحمن رشدي هو الجندي المجهول في

 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-09-08, 04:49 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو راقي


البيانات
التسجيل: Sep 2006
العضوية: 11622
المشاركات: 1,113
الجنس ذكر
معدل التقييم: معرفتي عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 13

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
معرفتي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : الارشيف
Newsuae محمود علي يتذكر الرحلة من المشخصاتي إلي أكاديمية الفنون (اعلان)

 


محمود علي يتذكر الرحلة من المشخصاتي إلي أكاديمية الفنون
الثلاثة الأوائل في امتحانات القبول بأكاديمية الفنون.. مأكلهم وملبسهم علي نفقة الحكومة
عبد الرحمن رشدي هو الجندي المجهول في احتفالات الأكاديمية بقرار حكومي.. يصرح لأمهات الطالبات فقط بحضور الدراسة !
ميزانية إنشاء معهدي السينما والمسرح ستة آلاف جنية فقط لا غير !



في العدد السابق تعرفنا بالوثائق علي أكثر من مشروع لإنشاء مدرسة مصرية للتمثيل وتكوين فرقة مسرحية للنهوض بفن المسرح الوليد . ثم تابعنا أكثر من رأي في هذا الموضوع علي صفحات الصحف . وفي هذا الحلقة نتعرض لأهم وأول مشروع متكامل لإنشاء معهد للتمثيل والسينماتوغراف ! . قدم للملك فؤاد الأول في أغسطس سنة 193 علي يد رائد من رواد المسرح المصري هو وعبد الرحمن رشدي، لكن ... قبل التعرض لتفاصيل المشروع نتعرف علي شخصية صاحبها الذي كانت حكايته مع التمثيل ... حكاية ! ذلك أنه بالرغم من الدور الذي لعبه عبد الرحمن رشدي كممثل وصاحب فرقة مسرحية والتي اعترف بها معاصروه إلا أننا لا نعرف عن بدايات علاقته بالمسرح إلا القليل. كل المعلومات عنه تبدأ منذ تخرجه من مدرسة الحقوق وعمله بالحكومة ثم التحاقه بفرقة جورج أبيض 191، أما ما قبلها، فلا شيء . وأما دوره في الدعوة لإنشاء معهد للتمثيل والسينماتوغراف في فترة مبكرة فلا شيء! وحتي تاريخ وفاته تتضارب بشأنه الأقوال وإن كنا نميل إلي أنه من مواليد 189 وتوفي في ديسمبر 1939 . والمؤسف أننا من النادر أن نجد له صورة شخصية محددة المعالم وان كنا نعلم من مجلة الجامعة، أنه كان طويل الجسم عريض المنكبين، معتدل القامة، لونه أبيض مشرب بحمرة، 6 أكتوبر 1933 . وقد حاول كتابة مذكراته إلا أنه لم يستكملها بعد الحلقة الأولي في مجلة الباشكاتب 1 أغسطس 1934 ومنها نعرف ظروف النشأة والتكوين .... يقول فيها إن أول عهده بالتمثيل كان في الفيوم مسقط رأسه وهو في السابعة عشرة من عمرة .. ولنقرأ بعد صورة من صور الدعاية للفرق المسرحية القديمة في الأرياف. يقول كان والي مهندسا لمركز اللمشاه . وفي ليلة رؤية هلال رمضان والاحتفال به مساء اليوم الأخير من شعبان سنة 138هـ خرجت مع أختي الصغيرة لمشاهدة الموكب الذي يضم أرباب المهن المختلفة . وشاهدت في آخره موكباً يقوده آخرون وعلي رأسهم فرقة موسيقية يتقدمها شخصان يحملان لوحة عليها إعلان جوق الشيخ أبي خليل القباني لرواية الملكة بلقيس وأسعار البريمو 5 قروش و3 سكندر و للترسو وللاشتراك في 30 ليلة 80 بريد و 50 سكندو ومن يشرف يري ما يسره وعلي الله الاتكال ومن خلفها عربة حنطور ركبت في صدرها ممثلة دور الملكة بلقيس بثيابها الزاهية المزركشة وقد أحاط بها ثلاث ممثلات أخريات كوصيفات، وقد امتطي صهوة جوادين علي الجانبين ممثلان يرتديان الثياب المزركشة والأسلحة اللامعة في أيديهما، ولعلهما ممثلا دوري سليمان ووزيره، ويأخذ بزمام كل جواد منهما عسكريان بحوذتيهما والأسنة مشرعة في أيدي الجنود الأربعة، وقد تركت هذه المظاهرة التمثيلية في نفسي أثراً لا يمحي ..... وطلبت من والدي مشاهدتها حيث كانت تقام صالة التمثيل داخل خيام تضرب لهذا الغرض ومقاعد النظارة من نوع تلك الكراسي التي تفتح وتغلق، ولا يصرف الكرسي إلا بعد أن يصرح الموكل باستلام التذاكر في المدخل . أما رواد الدرجة الثالثة وهم الأكثرية فكان مجلسهم علي دكك خشبية في آخر المحل . ولما كان والدي من الحكام فقد أفسح الطريق أمامه ... كانت الإنارة علي مقدمتي المسرح موكولة لبضع لمبات غاز من عيار 3 ويوضح لها دروة من الصفيح تحجب الضوء عن النظارة ويعكس علي الممثلين . واستمرت الفرقة مدة شهرين في جهة المبيضة القديمة ولم أتقطع عنها طوال مدة أقامتها في الفيوم واحفظ من أسماء رواياتها : الملكة متريدات ومن أبطالها نعيمة ذات القلب الرحيم وأفرناس الرجل الخناس والسينار الرجل المغوار وكذلك رواية محاسن الصدف، ومن ضمن أبطالها حسن البصري وما جري له مع ملوك الجن هذه صورة بقلمه مجهولة تكشف عن البذور الأولي لهذه الهواية. لقد تراوحت حياته فيما بعد بين التمثيل والوظيفة الحكومية بعد تخرجه من مدرسة الحقوق للعمل بقسم قضايا الأوقاف ثم محاميا، ثم في إدارة المطبوعات وأنهي حياته الوظيفية مفتشا لشئون التمثيل بوزارة المعارف . لكن، لم يبق في الذاكرة من كل هذه الأعمال إلا احترافه التمثيل، فلأول مرة يقرر محام أن يخلع روب المحاماه ليترافع علي خشبة المسرح ! خطوة ارتجت لها المحافل والمنتديات في زمانها ! كانت مجرد ممارسة أبناء الأسر هواية التمثيل عارا ... فما البال باحترافها ! لقد سبق ورافقه في الهواية من أبناء جيله أسماء لها وزن عائلي . لكنها مجرد هواية عرفنا بعضهم من خلاله نشاء جمعية التمثيل 191 من أبناء البيوتات والمثقفين مثل إسماعيل وهبي وفؤاد ورشيد ومحمد تيمور وإبراهيم رمزي وسليمان نجيب وغيرهم . لكن لم يجرؤ أحد منهم علي هذه الخطوة. بل القفزة إلي المجهول. مجهول حرفة من لا حرفة له. حتي شهادة الممثل كان غير معترف بها أمام المحكمة . فهو مجرد مشخصاتي و مهرج ! هكذا كان قدراً كما يصفه معاصره محمد تيمور أول حسناته هجرة المحاماة واحترافه التمثيل وهو حصن تتقدمه النكبات وتحجبه الشدائد وتحفه سهول الضرر والأذي لكنه خرق هذه الحجب وما زال يتخبط علي باب هذا الحصن إلي يومنا راجيا أن يصل إلي بابه الحديدي ناسيا الهوة السحيفة التي حفرها له القدر بجانب هذا الباب حياتنا التمثيلية ص 174 . ويقول سليمان نجيب في رثائه: لقد أفزع بثورته أمة وأقام زوبعة كانت حديث الناس . ولا بدع في ذلك ولا غرابة فخريج الحقوق سنة 1910 كان له قيمته وبشهادة الليسانس التي يحملها وقتئذ نفتح بسهولة طريقه إلي النيابة والقضاء وهذا منتهي حلم أب وأم تجربة حياةهكذا خلع الرجل ثوب المحاماة ليحترف التمثيل كفرد ضمن فرقة جورج أبيض ليظهر للمرة الأولي في دور الكونت تيمور في رواية لويس الحادي عشر ثم في أوديب وعطيل وغيرها. ولماذا نبعد كثيراً وهو يلخص مأساته في حديث صحفي يحمل عنوان لماذا اعتزلت ... ينقله بنصه يقول عبد الرحمن رشدي : ـ بدأت حياتي التمثيلية في سنة 191 عند عودة الأستاذ جورج أبيض من أوربا . وكنت أظن أن فجر الفن قد آن له أن يحتل مركزه اللائق به . وعندئذ تقدمت وأنا محام لدي محكمة الاستئناف العليا علي المجازفة بشجاعة واندفاع إلي خشبة المسرح تاركا وراء ظهري ما كان يجول بخاطر الجمهور في ذلك العهد من المثبطات لمحترفي فن التمثيل، وقد سمعت من أقرب الناس إلي ألفاظا في التحقير تجعل الدمع يطفر من مآقي . ولطالما سمعت همسا يدور ورائي وازدراء لعملي ومقاطعة لشخصي، وقليل من الإعجاب بشجاعتي غير أن الأغلبية المطلقة لم تكن محبذة لعملي . ورغم كل هذا أسرعت نحو خشبة المسرح مدفوعا بحسن الظن وبحماسة الشباب وبشعلة الفن، أقدمت علي الفن وقد بترت كل صلة بيني وبين الوسط الذي كنت أعيش فيه حتي أني قاطعت رابطة القرابة، وكان يدور بخلدي أن الفن قد اندفع نحو الصعود وبدأ يرقي نحو القمة، واستمر جهادي سنة كاملة ذقت فيها الأمرين، واضطررنا رغم حبي وعبادتي للفن أن اهجر الخشبة بقلب جريح ثم عدت بعد ذلك في أواخر سنة 1917 في وسط من الطبقة الأرستقراطية ساعيا في تجديد النهضة المسرحية ولم تمر بي أيام معدودة حتي وجدت نفسي في رهط من قدماء المسرح بعد أن هجرت تلك الفئة الاستقراطية. وليس في وسعي البوح أكثر من هذا! بعدها بقليل هجر جورج أبيض منتحلا عذر المرض وتركني في خلط كجلد الأجرب، واضطررت عندئذ أن أبدأ جهودي الشخصية، ولن أنسي معاونة أصدقائي من الممثلين وفي مقدمتهم الأستاذ عمر وصفي وخاصة الغواة امثال داود أفندي عصمت ومحمد أفندي فاضل وأحمد أفندي علام وعبد الله أفندي شداد وعبد الخالق أفندي صابر المهندس وسليمان أفندي نجيب وأحمد أفندي حسن وأحمد أفندي شلبي وزكي أفندي سليمان الذين توالت جهودهم حتي سنة 191 . وكنت كلما اندفعت في جهادي ازددت يقينا بأنني أبذل مجهودا فائقاً لا ثمرة فيه. وأيقنت أنني كنت مخطئاً في إسرافي بحسن الظن بمهنة التمثيل ولما بلغ بي اليأس رأيت أن عليَّ واجبا حيال وطني وعائلتي وهو أن أباشر عملاً ينفع الجميع ويعود عليهم بما أرجو من فائدة وعدت إلي المحاماة علي الرغم مني. العودة إلي النيابةماذا تريد أن أصرح لك أكثر من هذا ؟ أن كل ما أستطيع التصريح به لك هو أن التمثيل في مصر منظور له نظرة وضيعة من كل الطبقات حتي الراقية منها . وإني لأتردد كثيراً في أن أقدم كل البراهين علي ذلك وإنما اكتفي لك برد بعض الحوادث دون الأسماء. حينما اعتزلت التمثيل رغبت الاشتغال في النيابة فذهبت إلي سكرتير النيابات وكان صديقا لي . وهو الآن مستشار وأظهرت له رغبتي فهل تدري بماذا أجابني ؟ أجاب وعلائم الاستهزاء علي وجهه : ـ إن كرامة القضاء تأبي أن يحتل كراسيه ممن سبق لهم التمثيل ! بل إني عانيت من التمثيل بعد اعتزالي ما لا يستطيع حصره وكأنما كان اشتغالي بهذا الفن الجليل عارا الصق بي أو سابقة اجرام لا أستطيع محوها فكنت إذا وقفت أمام قاض أدافع عن موكلي واندفعت في واجبي حيال التهم أجابني القاضي بقوله إحنا حا نمثل ولا اية يا أستاذ أو إحنا هنا علي المرسح ؟ كنت أتلقي هذه الصدمات والدمع يطفر من عيني ... لا حزنا علي نفسي وإنما علي ما يلقاه الفن ورجاله في بلادنا . وهل تريد برهانا أكثر من أنني حوربت في الترشيح لعضوية البرلمان وكان محور الطعن كله ينحصر في أنني كنت ممثلاً فلا يجوز أن أكون نائباً ! فإذا كانت هذه نظرية الطبقات الراقية للتمثيل فكيف تراها عند من يقلون عن هذه الطبقات ؟ يحدث هذا من مصر بينما في أوربا في عام 1917 حينما كانت الحرب علي أشدها بين المانيا وفرنسا وحينما بلغت بهما العداوة مبلغا لم يحاكه التاريخ بين الأمم . في وسط هذا الغضب والظلام الحالك يموت الفنان الفرنسي العظيم مونوسيللي فيرسل إمبراطور ألمانيا تلغرافا يعزي فيه رئيس جمهورية فرنسا عن فقده! هكذا ينظر للممثل أباطرة العالم ورؤساء جمهورياته . فهل بعد هذا ألام إذا اعتزلت التمثيل ؟ لقد حاولت بكل قوة أن أواصل عملي فيه فلم أجد من المشجعات ما يعاونني علي الاستمرار . حاولت الاشتراك مع آخرين في تكوين فرقة وقبلت من أجل ذلك تضحيات كثيرة فلم يستطيعوا المثابرة، وفي كل مرة ينتحلون الأعذار لحل الفرقة والانقطاع عن العمل . وعزمت بعد ذلك أن اشتغل بنفسي فكونت فرقاً باسمي وكانت أكبر عقبة تعترضنا عدم وجود مسرح خاص بنا، ولم أجد من بين أصحاب رءوس الأموال من يقبل أن يبني مسرحاً . وما زلت أذكر كيف قضيت ستة أشهر كاملة لم أمثل فيها حفلة واحدة في مصر لأني لم أجد مسرحاً خالياً إذا كان برنتانيا القديمة مؤجراً لفرقة أجنبية . وكان عدم وجود تياترو يضطرنا للقيام برحلات داخل القطر . ولكي تنجح هذه الحفلات يجب أن يتولي توزيع تذاكرها رجال الإدارة والقضاء وأصحاب الكلمة المسموعة، فكنت أجد من الكثيرين منهم معاونة لنا . لم تكن رعاية منهم للفن بل خدمة لشخصي، فهل تسمح كرامتي أن أعيش حياتي علي أكتاف الغير وأنا لا أقل عنهم كفاءة أو علما ؟ الصباح فبراير 1930 ص 1-15 . أكثر من هذا تحول الرجل إلي موضوع لإحدي المجلات الساخرة وهيالسيف، نقتطف منه ما يحوز نشره علي حد تعبير مجلة الكواكب 0 يونيه 195 . ـ بعد أن اشتغل عبد الرحمن رشدي بالتمثيل أصبح ما يعرفش يترافع في المحكمة إلا بالصاجات . ـ كان عبد الرحمن رشدي موكلا في إحدي القضايا ولما قال له القاضي : واقف ساكت ليه ما تترافع قال : أترافع ازاي من غير ملقن ! ـ و... بعد أن انتهي من مرافعته في احدي القضايا دار في المحكمة يلم النقطة ! هذه نبذة سريعة عن حياة عبد الرحمن رشدي صاحب أول مشروع متكامل لإنشاء معهد للتمثيل المسرحي والسينما تكشف عنه تفصيلاً لأول مرة إعطاء للرجل حقه في مناسبة كهذه.. الاحتفالات بأكاديمية الفنون . مشروع القانونونظرة سريعة علي مشروع قانون لمعهد التمثيل والسينماتوغراف تبين لنا كيف يمثل هذا المشروع المتكامل أول جهد حقيقي لإنشاء مدرسة للتمثيل المسرحي والسينما ... وقبل غيره. تبدأ الدراسة بتمهيد يبين أهمية المسرح ... فهو جامعة خلقية تلم شتات الأمة بين سائر الطبقات في دار واحدة كما تلم شتات الأمم المساجد والكنائس ودور العبادة، يؤلف المسرح العواطف المتباينة ويجعل هذا المجموع يشعر بتأثير واحد، ولو لم يكن للتمثيل من حسنة إلا هذه لكفي! وأن الممثل ليس أجيرا يصبغ الوجه بالألوان ويستر الجسم بالثياب المتباينة لمتعة العاطلين واللاهين . فقد يكون خلف هذا الطلاء الظاهري الذي يستر الممثل به وجهه نفس كبيرة تقود النفوس الضالة إلي الخير والهدي ... أدرك الغربيون هذه الحقائق فتعمدت حكومتهم فتح الاعتمادات للمعاهد التمثيلية وصرف الإعانات للمسارح العامة. ثم يتعرض بنظرة إجمالية عن التمثيل في مصر ويبدي رأيه في الجهود التي بذلت منذ عصر إسماعيل وسبب قصورها فقد الأساس الذي يبني عليه صرح التمثيل عادة ألا وهو التعليم التمثيلي ولهذا فكر كاتب هذه السطور طويلا إبان اشتغاله بالتمثيل بل قبل ذلك في استنباط مشروع قانون لمعهد مصري . وقد استعان في عمله بقانون معهد الموسيقي والالقاء التمثيلي الفرنسي ومنه أخذ الكثير من المبادئ العامة، غير أن المشروع المقدم الآن يختلف كل الاختلاف في جوهرة وفي تفاصيله عن قانون المعهد الفرنسي. وقد راعينا في مشروعنا حاجة المسرح المصري إلي دراسة خاصة ونظام غير موجودين في القانون الفرنسي . كما أننا قد استعضنا عن القسم الموسيقي الموجود بمجهودهم بأقسام ثلاثة أحدها لتعليم التمثيل الصامت والباقين لإخراج مديرين أو مساعدين لهم لإدارة الفرق والمسارح أو المصانع السينماتوغرافية وهنا يتحدث حديث العارف بأهمية السينما فهي مسرح ومدرسة وجريدة المستقبل .... وقد رأينا أنه من الواجب في مشروع المعهد المصري أن نهيئ له المكان اللائق به وأن نسوي بين النوعين في الأهمية حتي لا تفقد البلاد حق المباراة أيضا في الفن الصامت ضمن الشعوب الراقية . كما ويبرز دورها كوسيلة تعليمية في محاربة إدمان الخمر والكوكايين وخلافها من المهلكات كما أنهم اتخذوه ـ يقصد الغرب ـ لعودة الشعب إلي المزارع والمعامل والمصانع ووازعا لتقوية النظام الصناعي والتجاري .... وأن السينما هي السلاح الوحيد الذي يمكن أن يدافع به ذلك البلد في الخارج عن أخلاق سكانه وشجاعتهم وفضائلهم وينشر تجارتهم وصنائعهم ثم يجيب الشعوب الأخري في كل ما يتعلق بهذا البلد. يضيف إلي أهمية السينما لصناعة مصرية .... أن الشعب المصري يدفع الآن الآلاف من الجنيهات المصرية للمحال السينماتوغرافية الموجودة في القطر والتي يستغلها الأجانب بغير أن يكون لنا أي مقابل لفائدة مصر .ومن خلال تسعة أبواب نتناول في الباب الأول، المعهد ... إداراته ومكتبه الباب الثاني: مواد الدراسة والثالث: المدرسون والرابع: لجنة التعليم والخامس: مواعيد الدراسة والسادس: الطلبة ـ قبولهم وحقوقهم ووجباتهم . والسابع: المجانية والثامن: امتحان الستة أشهر والمسافات والتاسع: في المكتبة . من الأهمية هنا أن تتناول مواد الدراسة بالمعهد كما جاء بالمشروع . مواد الدراسة بقيت لنا كلمة صغيرة عن مواد الدراسة في المعهد والغرض من توزيعها علي فرق الأقسام الأربعة . يحتاج الممثل في ميدان العمل إلي معلومات عامة تؤهل استعداد الفطري للبروز والتفوق وتعينه علي إخراج شخصية ممتازة لأدواره المختلفة فإذا ما نقصت هذه المعلومات تعسر علي الاستعداد الفطري مهما كان خارقاً أن يمكن الممثل من إعطاء الشخصية المطلوبة وشعر الجمهور المستمع بالنقص وأحس بالضيق من هذا النقص . الاستعداد الفطري هو المعدن والتعليم التمثيلي هو الصقل والشحذ وبغيرهما لا يمكن الانتفاع بالمعدن وتلاقيا للنقص التعليمي وهو العيب المتفشي علي مسارحنا المصرية ذلك العيب الذي قبر ويقبر الكثير من المواهب الفطرية لممثلينا الأفذاذ قد وضعنا برنامجا حافلاً بالمعلومات العامة وتوخينا سد كل نقص يقف دون نجاح الاستعداد الفطري أو يعرقل سير نموه. يدرس بالقسمين الأول والثاني : أولاً: فن الإلقاء ويقابله في القسم الثاني فن التعبير بالملامــح والإشــارة وهذان الفنين هما الركنان الأولان للدراسة المسرحية والسينماتوغرافية وبغير هذين الفنين الأساسيين يصبح التمثيل جسما بلا روح، ومما يؤسف له أن فن الإلقاء علي المسرح المصري غير مرتكز علي قواعد بل متروك لاجتهاد الممثل وذوقه فهو كفن قائم بذاته غير موجود بالمرة وقد حاول بعض الأفراد تارة تطبيق قواعد سطحية من علم القرآت فلم ينجح وهي طريقة استعملت للالقاء في مصر سواء في المسرح أو في المساجد أو في الخطابة وهي أيضاً طريقة جافة جامدة لا تأتلف مع المعاني بل هي صناعية مخجلة، رحم الله عصرا كان الممثل أو الخطيب أو الواعظ فيه يقف ثابتاً في موضعه ويوقع الكلمات بعظمة مصطنعة ميكانيكية تجعل المتكلم بمثابة آلة خشبية تحركها يد خفية . كما حاول البعض الآخر طورا أن يطبق فن الالقاء الفرنسي أو الإيطالي غير عالم أن هناك بونا شاسعا بين الذوق الفرنسي أو الإيطالي والذوق المصري وأن الخلاف عظيم، بين الأذن الغربية والأذن الشرقية. كل هذه محاولات اجتهادية لا تسفر عن نتيجة ما والأوفق وضع طريقة لفن الإلقاء المصري ترتكز من جهة علي علم الصحة بالنسبة للتنفس وصيانة الحنجرة وترتكز من جهة أخري علي علم القرآت وعلي قيم الحروف والكلمات والجمل والإشارات في عرف الذوق والأذن المصريين وهذا الوضع يجب أن يبتكر خصيصا لمصر . ثانياً: التاريخ المسرحي ويلحق به تاريخ الملابس والأسلحة في القرون الخالية وذلك للقسم الأول وهو علم ضروري للممثل منه يستمد القوة الأدبية تشبها بالسلف الصالح في جهاده ومنه يعلم درجة تطور الفن الجميل في كل عصر والعوامل المحركة لترقيه والمنابع التي يستقي منها، ولا يقابل هذا الفرع من الدراسة نوعا آخر للقسم الثاني لأن تاريخ السينماتوغراف حديث بدأ من سنة 1895 ميلادية فقط حيث توصل الأخان أوجست ولويس لوميبر إلي الاختراع النهائي للسينماتوغراف .. ويجوز أن تلقي علي القسم الثاني بعض المحاضرات التي تلخص تاريخ السينماتوغراف وفي هذا كل الكفاية . ثالثاً: فن الأوضاع الجسمية والتربية البدنية والألعاب الرياضية المختلفة. , رابعاً: فن تصوير الوجه وتغييره : خامساً: حمل السلاح سادسا: دراسة أولية لعلم النفس فيما يتعلق بالطباع أولاً: فن تنسيق الحوادث علي المسرح ثانياً: مسك الدفاتر ثالثاً: إدارة المسارح والمصانع السينماتوغرافيةرابعاً: معلومات إجمالية عن تشييد مسارح خامساً: النقد المسرحي وفرنسك سرسي . وجول ليمتر، وكلاريسي . وبرينتير . وأميل فاجيه , . , . , , . . وهذا الفن يعين مدير المسرح أو المصنع السينماتوغرافي علي أمرين أساسيين الأول انتقاء الروايات عند قبولها وإبداء الملاحظات الفنية علي مواضع الضعف والنقص ثم كيفية إصلاحها لأن المدير مساعد قوي للمؤلف علي إخراج عمله الفني . الثاني سهولة الرد علي المنتقدين والمهاجمين بغير حق وتفنيد مزاعمهم والدفاع عن القطع التمثيلية أو السينماتوغرافية التي تقدم الجمهور المتفرج . سادساً: يدرس لطلبة القسم الرابع وحده صناعة الفوتغرافية والفيلم وطريقة الاتصال والتحميض كما تعطي لهم دراسة ميكانيكية لآلتي الأخذ والأداء . وبهذه الدراسة يتم كل المعلومات الضرورية لمديري المصانع السينماتوغرافية ولمساعديهم. وقد لاحظنا أن هذا النوع من الدراسة إنما هو صناعي بحت ولا علاقة له بالفن في حد ذاته ولهذا السبب قد رأينا إباحة دخول القسم الرابع لكل حامل دبلوم الكهرباء والآلية من مدرسة الفنون والصنائع أو لحامل أية شهادة أخري مساوية لهذا الدبلوم . هذا هو برنامج الدراسة في أقسام المعهد الأربعة كما دون في مشروع قانونه والعمدة في النجاح هي علي نفس الطرائق المتبعة للتدريس وخصيصاً في عمل التطبيقات التدريسية التي يشترك فيها الطلبة . المذكرة الإيضاحية للمشروعوكما عرفنا فإن مشروع القانون قدم للملك فؤاد الأول في أغسطس سنة 193 إلا أنه أضاف إليها مذكرة إيضاحية للمشروع قدم للملك في أغسطس 193 . تحدث فيه عن عدة موضوعات هي : أولاً: عن علاقة المسرح بالفنون الجميلة، ثانياً: عن قسط المسرح من برامج التعليم الأهلي، ثالثاً: عن طريقة تنفيذ مشروع المعهد، رابعاً: عن ميزانية المعهد، خامساً: عن فن الإلقاء ووجوب تدريسه بالمدارس الثانوية أو العليا . عن العلاقة بين المسرح والفنون الجميلة يعتمد عبد الرحمن رشدي علي تعريف الناقد الفرنسي أميلي فاجيه في تقسيمه للفنون الجميلة إلي ثلاثة أقسام هي فنون الرسم بأنواعه من تصوير ونحت تماثيل والثاني فنون الأدب كالشعر والخطابة والثالثة الموسيقي والرقص لبيان كيف تتداخل الفنون الثلاثة ليخلص إلي أن رقي المسرح عامل علي رقي الفنون الجميلة كلها وأن درجة رقي المسرح في البلد هي المقياس لرفق الفنون في هذا البلد . وعن دور المسرح من برامج التعليم يشير إلي أنه في زوايا من الإهمال وتجد الممثل ليس أهلا لأن يسوي بينه وبين السجين المجرم في حين اهتمت الحكومة بالفنون والصنائع ويدرس فنون الأدب في الأزهر الشريف ودار العلوم وتعليم الموسيقي له معهد . في حين أن التمثيل ليس له معهد واحد وعن طريقة تنفيذ المشروع يري عبد الرحمن رشدي في المذكرة الإيضاحية أن يقتصر المشروع في التنفيذ بالفرقة الأولي من القسم الأول والقسم الثاني علي أن هذا القسم الخاص بالسينماتوغراف يمكن تأخير إنشائه وقتا ما والاكتفاء بإنشاء الفرقة الأولي من القسم الأول وبينما يتم التدرج في الإصلاح، وعن مواد الدراسة يشير إلي أن عادة الالقاء لم يسبق لها وجود بالبلاد ويجب أن تبتكر خصيصا، ويمكن لوزارة المعارف وقد خصصت عشرة آلاف جنيه للفنون الجميلة أن تمنح جائزة لمن يضع أحسن كتاب باللغة العربية لفن الإلقاء المصري، كما تمنح جائزة أخري لمن يضع باللغة العربية أيضاً لأحسن كتاب في التاريخ المسرحي . وأما عن الأوضاع الجسدية والتربية البدنية يجب أن يدرسها مؤقتاً أجنبي له دراية بأساليب التربية الحديثة حتي يتوفر وجود أحد المصريين لهذه الدراسة. حتي ميزانية المعهد وأوجه الصرف .. بدءاً من إنشاء المكتبة والمتحف وأجور الموظفين ... الخ يضع له ميزانية تقديرية، هل تعلمون كم كانت الميزانية المقترحة ؟ ستة آلاف جنية فقط لا غير ! تري كم تكلف المشروع عند تنفيذه في زماننا؟ ليس فقط لإنشاء المعهد العالي للفنون المسرحية ومعهد السينما .. بل لإنشاء المجمع التمثيلي كما كان يسمي .... أو أكاديمية الفنون كما نعرفها الآن !


المصدر: جريدة القاهرة المصرية

 
 

 

عرض البوم صور معرفتي  

قديم 14-10-08, 01:35 AM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2008
العضوية: 99588
المشاركات: 155
الجنس ذكر
معدل التقييم: marktwain عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدGhana
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
marktwain غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : معرفتي المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
مقالة مهمة
نرجو المزيد

 
 

 

عرض البوم صور marktwain  
 

مواقع النشر (المفضلة)
facebook




جديد مواضيع قسم الارشيف
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 01:05 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية