المنتدى :
القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
وسيبقى حبك في دمي
سيبقى حبك في دمي
امسكت باطار صورته التي تحتفظ بها منذ سنوات... مررت اصابعها الرقيقة عليه كانها تلمس ملاحمح وجهه.... تذكرت ابتسامته... كانت تحمر خجلا عندما يقول لها احبك ياسمر.....
عادت بذاكرتها الى الماضي كانت تحب غسان ابن عمها كان حب طفولتها...... وجاء اليوم الذي اعترف لها بحبه وانه يود خطبتها بعد ان عاد من الخارج حاملا الشهادة العليا في الهندسة....
جاء اليوم الذي انتظرته سنوات.....
عادت واحتضنت صورته وهي تبكي بكاءا مرا ... وتتذكر ايام كانت اجمل ايام حياتها.... كيف يمكنها ان تعيش من بعده..... تذكرت فرحتها وفرحة اهلها بهذا اليوم... عندما تمت خطبتها على غسان حلمها الجميل... لقد كان امل العائلتين ان يجمعوهما معا وكان حبهما سيتوج بالزواج.......
منتدى ليلاس الثقافيفي يوم خطوبتهم اخبرها غسان عن مشاعره وحبه الكبير الذي احتضنه سنوات واخبرها عن سنوات الغربة التي تحملها من اجلها ليعود بما يشرف العائلة وجعله اهلا لخطبتها.......
غسان :: احبك ياسمر والله احبك....
احمرت سمر خجلا لانها اول كلمة حب تسمعها في حياتها ومن الرجل الذي احبت..... جلس غسان لدقائق يتأمل ملامحها الجميلة والبريئة.... ابتداءا من عيونها السوداء الواسعة وشعرها الحريري الناعم الاسود كالليل وبشرتها البيضاء.....ابتسمت سمر وهي تراه يتأملها وكانت ابتسامتها من اجمل مارأى في حياته......
برغم دموعها ابتسمت لتلك الذكرى.......
قبل زواجهم باسبوع كانت الاستعدادات على قدم وساق لاجل اتمام فرحة العائلتين بتزويج غسان وسمر ....
وفي احد مختبرات كلية الطب وفي اخر يوم دراسي لها كانت سمر تحمل كتبها واوراقها ومريولها الابيض لتخرج فاذا بهاتفها النقال يرن بأسم حبيبي....
ابتسمت سمر وردت برقة:: اهلا حبيبي
غسان:: حياتي انتظريني ثانيتين وانا عندك.. التفتت سمر للباب وترى غسان يدخل المختبر وبأجمل ابتسامة حياها...
سمر:: غسان لما انت هنا؟؟
غسان:: لآخذك للبيت ياحياتي!!
سمر:: ولكن السائق ينتظرني؟؟؟
غسان:: اعتذري منه فانا اغار عليك من السائق ومن جميع الناس... ضحكت سمر وفي هذه اللحظة نظر غسان الى نوافذ المختبر فيرى جنود الامريكان على البناية المقابلة وهم يوجهون اسلحتهم ليطلقوا النار عشوائيا على الطلاب في المختبر
...
احتضن غسان سمر بسرعة مبعدا اياها عن النافذة وهو يصرخ سمر....
جاعلا من نفسه درعا بشريا لمحبوبته ورصاصات العدو تنهش جسمه وسقط غسان على الارض ومعه سمر..... سمر لم تستوعب الصدمة بعد.... ترى حبيبها وحلمها ممددا امامها والدم يغطيه لاتعرف ماتفعل والرصاصات لاتزال تنطلق عليهم بلا توقف لماذا يطلقون النار على طلبة الجامعة؟؟ لاجواب.......
لا يوجد احد سوى عدد قليل من الطلبة قسم منهم جرحى ينتظرون توقف النيران لينقلوا الى الطوارئ......
تحتضن غسان وهي تصرخ بداخلها من الظلم قتلوا حبا في مهده.... غسان يتنفس ببطئ وتخرج كلماته بصعوبة..
غسان:: سمر.... اسمعي...ني انا..احبك وكما وعدتك ساحبك لاخر يوم في عمري ولكن لم اعش مايكفي لتحقيق حلمنا ساااامحيني.....سمر...اوعديني تزوجي من بعدي لاتظلمي ن..... وضعت يدها على فمه لتمنعه من الكلام وهي تشهق بالبكاء........
سمر:: غسان...ارجوك ...يكفي انا احبك ولن احب غيرك عش من اجلي غسان من اجل من يحبونك و.....
قاطعها غسان ::ارجوك سمر لاتعذبيني انا لن اعيش حانت ساعتي لن اصل للمشفى اعلم ذلك .....ولكني احبك.....
شهق غسان ولفظ انفاسه الاخيرة وخرجت روحه الى خالقها....في تلك اللحظات توقف اطلاق النار ودخل الناس ينقلون الجرحى ويخرجون الطلاب....صرخت سمر::غساااان ...انا احبك لاتتركني...غسااااااااااان...
وقف رجل مسن بجانبها وهو يقول بهدوء ياابنتي لاتعذبيه ادعي له بالرحمة...فهو الآن يقابل ربه....ان شاءالله من الشهداء...تذكرت سمر كيف ان غسان ضحى بحياته لأجلها لن تنساه حتى بعد موته برهن على حبه لآخر يوم في حياته وهي سوف تعيش على ذكراه........
امسكت بصورته مرة اخرى وقبلتها وهي تدعو الله ان يجمعهما في جنته ويعوضهم خيرا بدلا من ارض يملأها الظالمين والقتلة..........
ودمتم بخير
محبتكم ميمي العراقية
التعديل الأخير تم بواسطة ميمي87 ; 06-10-08 الساعة 02:26 PM
|