كانت اليزابيث تقدر مزاياه وهي تلف العلبة.له ذقن جميل يدان جميلتان.لكنه لا يصفف شعره جيدا،كان كما بذلته طويلين الى حد ما. ونهاية بنطاله يكون جيبا.قالت اليزابيث في نفسها عندما غادر الرجل المحل تبا لك بدأت أنصت الى شدو.ليحمني الله من متابعة نصائحها.
كانت اليزابيث تحب الاستمتاع الى الهدوء في هذه الليلة الا أنه كانت هناك فوضى كبيرة تسود المنزل عندما وصلت اليه.
كانت ماجي ابنتها ذات الثامنية أعوام ومارك ابنها ذو الأعوام الستة في الفناء مع مربيتهما مدام ألدر كان الثلاثة عصبيين.لما كانت متأكدة أن المنزل ملتهب نزلت بسرعة من سيارتها.
-ماذا هناك ؟ماذا حذث؟هل جرح أحد؟
قالت ماجي وهي تبكي بلا داع "بابي" على الشجرة.
- ناديناه ولكنه لايريد النزول.
- انه معلق بأعلى والليل سيحل عن قريب.
- أنزليه يا أمي.
ارتفع صوت المربية أكثر من صيحات الطفلين
- لم أستطع يا مدام بركلي والا كنت فعلت.
لما هدأت عندما علمت أن هذه الجلبة من أجل قط صغير طمأنت المرأة الطفلين.
- اهدآ.فعلتما ضجة من أجل لاشيىء.
- لكنه ليس الا قطا صغيرا..
- لكنه خائف..اسمعيه وهو يبكي.
بدأت شفتا مارك ترتعدان.
- سننزل "بابي" وقبل حلول الليل.مدام ألدر اذا كنت تودين...
- كنت أحب المساعدة يا مدام بركلي لكني أخشى أن أتأخر أن أتأخر عن عملي التالي لهذا المساء،لابد أولا أن أتوقف في بيتي.
قالت اليزابيث بعد أن ألقت نظرة على القط الذي يموء شاكيا
- أوه انصرفي يا مدام ألدر سأنزله من هناك.
- كنت أحب مساعدتك لكن...
-أفهم لا تقلقي الى اللقاء غدا.
شاهدت اليزابيث للأسف المربية تبتعد،لم تكن مساعدتها ستجدي على أي حال.
اذا كان الترمل له متاعبه النفسية والاجتماعية فان عدم وجود رجل في البيت يعتبر-أحيانا-عبئا حقيقيا،في مثل هذه اللحظات تأسفت لأن جون تركها وحيدة مع مسؤليات هذه الاسرة..صرت على أسنانها كما كانت تفعل دائما وتناولت المشكلة بشكل عملي.لن يطير هذا القط الجهنمي من على الشجرة بناء على طلبها كعصفور الكناري.
سألتها ماجي - كيف ستصعدين يا أمي؟
أجابها مارم بحزن -أعتقد أنه يمكنها.
أجابته اليزابيث بابتسامة واثقة -بالتأكيد سأصعد كنت أنا وشدو نتسلق الأشجار في كل وقت.
- خالتي شدو قالت أنك تخافين دائما.
- غير صحيح..وخالتك لا تعرف شيئا.اذهب وأحضر السلم من الجراج.
كان طفلاها يعتبرانها جبانة.
- يجدر بي أن أغير ملابسي..
توسلت ماجي اليها وهي تجذبها من كمها - أوه لا يا أمي هدأ"بابي" عندما رآك.اذا عدت الى المنزل فسيبكي مرة أخرى ولايمكنني تحمل ذلك.
أظلمت سحابة من الدموع عيني البنت الصغيرة التي لم تستطع اليزابيث مقاومتها.علاوة على أن مارك عاد لاهثا وهو يحمل السلم.
- انه ليس بعاليا يا أمي.
- لابد أن يفي بالغرض.
وضعت السلم تحت الشجرة وصعدت حتى آخر الشجرة ولم يرفعها هذا السلم الا مترا من على الارض.وقفت على أطراف قدميها وأمسكت الفرع المنخفض الذي ظلت متعلقة به لحظة قبل أن تستطيع وضع قدمها على مفرق الأغصان.
صفق مارك وهو يقفز فرحا من مكانه -عظيم يا أمي.انك مثل رامبو.
قالت وهي منزعجة -شكرا.
أسوأ ما في الأمر هو تفكيرها في أن شدو كانت ستصعد الشجرة دون أي ألم وستنزل الى الارض والقط بين ذراعيها بينما واقع الحال الآن أن القط كان معلقا بأعلى الشجرة وهي لاتزال في طريقها
قالت ماجي ملاحظة -أرى تنورتك الداخلية.
- متأسفة لكن لا يمكنني أن أفعل شيىء.
لما كانت لاهثة حاولت أن تتسلق الفرع تمكنت من الوصول في النهاية ثم توقفت لتستريح.بدأ القط يتذمر.
-أسرعي يا أمي.
قالت متضايقة -أسرع
لما كانت معنية بالاتنظر الى الاسفل وواصلت صعودها شعرت بالدوار.ثم وصلت -أخيرا- الى القط.حدثته بهدوء ثم مررت يدها على بطنه ورفعته من أعلى الشجرة.ان النزول بمساعدة ذراع واحدة صعب جدا.قالت بعد أن وصلت الى منتصف الطريق -سأتركه هنا.لابد أن تمسكيه يا ماجي مستعدة؟
-هل أنت متأكدة؟
-متأكدة لكن هل أنت مستعدة؟
- مستعدة.
دون أن تضع في حسبانها الرفض الواضح في عيون طفليها تركت القط يرسو على الارض تحت قدمي الفتاة الصغيرة.مالت لتمسكه لكن القط المرعوب قفز عبر السور ومر بين قدمي تاد راندولف.أطلق الطفلان صرخات صياح وهرولا في أعقابه دون أن ينصتا الى أمهما.استسلمت اليزابيث وهي تسند خدها الى جذع الشجرة- الى العيش مع هذه الحكاية من البداية الى النهاية.وصل صوتالطفلين الى مسامعها وهما يفسران الموقف للرجل الذي يعيش بمفرده في المنزل خلفهما.
منتديات ليلاس
- ولآن أمي هي المعلقة بأعلى الشجرة.
أغمضت المرأة الخائفة عينيها.لقد كانت تأمل أن يمل قصتهما ويربث على رأسيهما ثم يعود الى منزله وهو يحمل حقيبة حاجياته من البقالة تحت ذراعه.لكن عندما فتحت عينيها رأت من خلال فروع الشجرة أنه وضع حقيبته على غطاء سيارته الجيب وأمسك "بابي" بين يديه.
- أهي أمك التي أنقدته؟
- نعم لكنها لاتزال فوق الشجرة...
ثم صاح مارك عبر الفناء - أمي ..أمي..أعتقد أنه لا يمكنها النزول.
كانت اليزابيث دائما فخورة بحدس ماجي.لكنها هذه المرة ستخنقها.
-حس..حسنا.- قالت.
مدت رجلها الى الفرع الأسفل.كانت شدو قد نصحتها بأن تبدو بلاحيلة أمام جارها العزب.لكن هذا الأمر مثير حقا...ناول جارها ماجي القط،نظر الى أعللى الشجرة كما لو كان يحاول تحديد مكان المرأة الشابة عبر فروعها.عبر الثلاثة الأرض الخظراء ثم توجهو نحوها.
قال مارك -انها أمي.أعتقد أنها تعرف جيدا الصعود الى الأشجار.
-أجابته ماجي مدافعة -لقد شبهتها برامبو.
سأل راندولف تاد -مدام بركلي؟
- نهارك سعيد ياسيد تاد كيف حالك؟
حبس الرجل-بصعوبة-ابتسامته.-بخير وأنت؟
قالت وهي تبعد -بلا اكترات-خصلة شعر عن عينيها -بخير أيضا.
- هل تحتاجين الى مساعدة؟
- لقد وصلت،شكرا.أنا متأسفة لأن طفلي أزعجاك.
- لا عليك.هل أنت متيقنة أنك بخير؟
ألقت نظرة سريعة على الأرض التي تتمايل بزاوية غير محددة -نعم...متأكدة تماما.
ظل صامتا لحظة ثم قال.-أمسكي هذا الفرع،لا،الفرع الآخر،بيدك اليمنى..تماما هكذا،والآن حركي قدمك اليسرى..هناك.
أرشدها بصوته الرجولي،الذي أثار الرعد بعيدا وساعدها على النزول،كانت اليزابيث قد وصلت تقريبا عندما سمع صوت تمزق فستانها.وصلت الى الفرع الأسفل وتأهبت الى وضع قدمها على السلم ثم توقفت فورا..سألها راندولف -ماهذا؟
- انه ...آه...أعتقد أن شيئا ما اشتبك بغصن صغير.
- ماذا؟
أخبره مارك - انها احدى الخدع، أمي ترتدي أشياء من الدانتيلا تحت ملابسها.
- مارك
احمر خداها،ربما يرجع جارها احمرار وجهها الى مجهودتهاتها-غير المجدية حتى الآن - التي تقوم بها من أجل تخليص تنورتها الداخلية من فرع الشجرة.
- انتظري سأقوم أنا بذلك.
صعد الى أعلى السلم -يجدر بك أن تمسكي بكلتا يديك أخشلى أن تسقطي.
أطاعته لما رأت أن الأرض تبدو بعيدة عنها.رفع لها جارها المجهول العزب ذو الوجنتين المتوردتين والكتفين العريضين تنورتها ودس يديه في عدة أمثار من الدانتيلا باحثا عن الجزء المتمزق.وقد أخد وقتا طويلا في العثور عليه. فقال أخيرا
- هاهو.انه ليس كبيرا.ربما يمكن اصلاحه.
قالت اليزابيث وهي تشد برقة على طرف تنورتها- نعم شكرا-
كان الرجل واقفا في السلم ويكاد يكون وجهه في مستوى وجهها.شعرت بأنها قريبة جدا منه.فرأت عينيه الزرقاوين وأدركت أن شعره رمادي.وشمت رائحة سترته التي جعلتها تستحضر جلد السروج.ثم أحست فجأة بجفاف فمها.
قال وعيناه مركزتان على عينيها. - انني في خدمتك انك ترتعدين.دعيني أساعدك.
نزل الرجل على الأرض ودفع السلم ورفع ذراعيه نحوها.أطبقت أصابعه على خصرها. -ضعي يديك على كتفي.ثم ميلي.سأقوم أنا بالباقي.
أطاعته المرأة تماما.هدأ لمس قميصه التهاب راحتي يديها المقروحتين.ثم أمسكها من خصرها ورفعها من على فرع الشجرة،عندما نزلت أمامه فقد توازنه بعض الشيىء واحتضنها...كان صدره جامدا مثل الحائط،لكنها في المقابل أحست بضعفها وهشاشتها.ثم شعرت بالدوار.طبعا..لا بد أنه بسبب الارتفاع،لكن لما لم تشعر بشيىء من حولها؟لأنه لم يلمسها صراحة،كان لا يزال ممسكا بها أنزلها - ببطء- حتى لمست قدماها الأرض وتخبط صدرها بجذعه. اجتاحتها موجة من الدفء
-هل أنت بخير؟
قالت في نفسها وهي تذعن لما قاله "بخير بخلاف تأثيرك علي".
أطلقتها ياه ثم تراجعت اليزابيث.عندما خاطرت برفع رأسها لتنظر اليه رأت في عينيه انعكاسا لامرأة احمر خداها من الاثارة.
هذه المرأة كانت اليزابيث نفسها...