لما كان يقف مرتجفا أمامي خشيت أن يحدث سوء لفضيلتي وليس لحياتي.الموت هو أفضل حل.لن أصبح أسيرة محبة القرصان فهذا لن يحدث.
داهم رجال أفظاظ ذوو رائحة حيوانية غرفتي ليصطحبوني.على الرغم من وجود عصابة على عيني الا أنني أدركت أننا موجودون الآن في عرض البحر.كانت السفينة تتمايل وسمعت صوت الشراع بأعلى.
أسقطت ريح عنيفة قبعة رأسي وألصقت بجسدي العاري قميص نومي الأبيض.ارتجفت.ليس من البرد لكن من معرفتي البديهية أن قائد عصابة قطاع الطرق هذه يتفرس في وهو ليس بعيدا عني كما لوكانت قطة تتفرس في فأر.لكي أبدو شجاعة رفعت ذقني قليلا.يمكنه أن يسيىء الي.أن يقتلني لكنني مع ذلك لن أستسلم.اختلطت ضحكته الوحشية مع هبوب الريح.سمعت صوت قدميه اللتين تتقدمان نحوي.دق قلبي من الخوف لكنني احتفظت بموقفي المتعاضم الذي رسخه أساتدتي بداخلي منذ الطفولة.
نزع عني عصابة عيني بوحشية.أرجعت شعري الى الوراء وأنا ساخطة ثم نظرت اليه.لكن تحولت عدوانيتي الى دهشة.تعرفت على قائد القراصنة انني كنت أعرفه.لم ينطق باسمه الا نادرا وبصوت منخفض.انه مختطفي اذن.
ضحك لما رأى دهشتي.أخبرني بصوت مفعم بلهجة التهديد بانه انتقم هكذا من الحطأ الذي ارتكبه والدي في حقه.استل القرصان- وهو يضحك هازئا- سيفه من غمده الملفوف حول خصره.اعتقدت في هذه اللحظة أنه سيقتلني وتراجعت.
لما أدركت أنني مازلت على قيد الحياة فتحت عيني لأتأكد من أنه قد قطع بسلاحه الوثاق الذي كان يربط قدمي حتى الآن.كشف له قميص نومي الخفيف عن جسدي الشبه العاري.
تفرست عيناه الثاقبتان في وتوقفتا باصرار على صدري ثم كتفي العاريتين.ارتعدت من الخوف.ان ما حاولت - على الأقل - ارغام نفسي على تصديقه هو رفضي للاعتراف بأن الرعدة التي أشعر بها ترجع في الحقيقة الى سبب مختلف.
هذا الجار الذي كنت أعرفه شابا ممشوقا أراه الآن في كامل نضجه.كان بنيانه الجسماني مدهشا.يكشف قميصه الأبيض-ذو الكميين الطويلين والمفتوح حتى خصره- عن صدره العريض المغطى بالشعر الكثيف.وهناك حزام جلدي عريض يحدد محيط خصره.جذب حذاؤه الكبير انتباهي.كما أثار انتباهي فخداه الملتصقتان وكأن فخديه والبنطلون شيىء واحد.
لما رأى اتجاه نظراتي قهقه بتعاظم.قبل أن أتمكن من ادراك أي اهانة من اهاناته كان قد رفعني أمام صدره العريض.
سألته عن المكان الذي سيقتادني اليه.لم تفلح جهوذي الا في اثارة الضحك رجاله الذين هتفوا له وأجزلوا له نصائحهم بشأن الطريقة التي سيخضعني بها.
بضربة قوية من قدمه فتح باب كبينته وأغلقه علينا بنفس الطريقة.دون أي احتفال ألقى بي على السرير.كانت الغرفة مؤثثة على طراز فاخر لم أكن أتصوره.
لما كنت مستندة الى وسائد من الحرير رأيته- وأنا مرعوبة ودهشة في الوقت نفسه- يخلع قميصه ويلقي به على الأرض.
كانت عضلاته قوية.
ابتسم عندما رأى رجفة خوفي وتقدم نحوي.في أثناء تقدمه التقط من على المائدة سكينا حادا وقطع وثاق يدي.لم يقاوم الوثاق السكين تفرس مقطبا حاجبيه في اآثار التي تركها الحبل على يدي وداعبها بابهامه ثم تفرس فيها.
كنت مخطئة لأنني اعتقدت بأنه أصبح رحيما بحركة نشيطة أوقفني أمامه.ترنحت أمامه وأنا أبحث عن العون وأطلق زفرة رضا جعلت جسمي كله ينتفض.أمسك شعري بكلتا يديه ليرجع رأسي الى الوراء.مال علي وابتسامة انتصار تعلو شفتيه وغطى شفتي بشفتيه.
أدهشني الدفء الذي سرى في أوصالي وأرجعته الى كوني متعلقة به.لكنني أدركت تماما أن شفتيه هما المسؤولتان عما حدث.داعب ظهري العاري بيده.بعد قبلة أخرى قطعت أنفاسي ونثرت الاضطراب داخلي رفع رأسه ليتجول بنظراته على جسدي الواقف أمامه.
كان التغير الذي طرأ عليه فجأة كاملا.وجدت في وجهه المظلم رجلا شابا غير منشغل وغير مبال.ان المقرنة الظالمة التي أقامها أبوه بينه وبين أولاده جعلت منه هذا الشرير.
فقدت عيناه وميضهما البارد والشرس لكي ينظر الي برقة.قال لي بصوت حزين'أنني جميلة ولطيفة وان برائتي تدهشه' ان التنهيدة الملتهبة التي زفرها وهو يضع يده على حلقي جعلتني أشعر بالعطف نحوه.
أطلق معصمي مررت ذراعي حول عنقه لكي أخضع لمداعبات فمه.
جذبني اليه بقوة مما دلني على رغبته.تركت يدي تنزل على طول صدره حتى....
* * *
- السيدة بركلي؟
رفعت اليزابيث عينيها من تحت مجفف الشعر.
قالت المانيكير
- هل أخفتك؟
كانت فكرة الذهاب الى محل الكوافير من وحي شدو
- انه أول موعد رسمي لك منذ أمد طويل.
- نسيت نقطة مهمة.المحل سيكون مفتوحا بعد ظهر السبت.الوقت سيصبح متأخرا بعد اغلاقه.
اقترحت شدو الجالسة معها.
سأحل محلك..
لم تتحمس اليزابيث للفكرة.ان بنطلونات أختها الجلدية السوداء ومعاطفها المخططة بألوان زاهية لاتتلائم مع الوجود في وسط السلع الرقيقة والرومانسية التي تباع في المحل.لكن لن يكون جميلا من ناحية اليزابيث أن ترفض مثل هذا العرض السخي ولهذا تشعر بالهدوء وتجلس سعيدة بهذه الراحة حينما تكون المانيكير تعتني بأضافرها.
كلما تدكرت فكرة السهرة القادمة شعرت بالتوتر.انها لم تر آدم كافنوخ منذ أن دعاها.لماذا لم يمر عليها الالقاء التحية.؟صحيح أن هذا العشاء لايمثل له قدرا من الأهمية مثلما يمثل لها.
منتديات ليلاس
هناك عدة أسباب تجعل هذه السهرة خاصة.انها أول سهرة رسمية منذ وفاة زوجها المفاجئة.ان رفيقها هو الصورة العصرية للأمير الساحر.انها وسيلة أيضا لنسيان الرجل الذي يقطن في منزل مجاور لمنزلها.لقد أصبح راندولف تاد عامل قلق في حياتها بشكل سريع على غير المتوقع.
لم تود اليزابيث أن تتدكر ماحدث عندما رأته مريضا في حجرته.في كل مرة تتذكر فيها نصف جسده العاري تجتاحها الرغبة كانت كلماته الأخيرة يرن صداها في رأسها.
حاولت اليزابيث -طوال بقية الأسبوع - أن تتحاشى النظر الى منزله لكنها مع ذلك أرسلت مارك وماجي لمعرفة أخباره.
استعاد المريض صحته.لماذا اذن لايمكنها نسيان الحادثة؟
كل ما أمكنها أن تفعله في كل مساء بحجرتها هو أن تخرج دفترها وقلمها.لكي ترضي أختها النهمة وتسلي نفسها بدأت اليزابيث في الكتابة.أصبح كل رجال قصصها يشبهون راندولف.
كان من الأحرى أن يشبهو آدم الذي كان سحره غير طبيعي.
غيرت اليزابيث قسمات وجوه شخصياتها ولون شعرهم حتى تتجنب هذا التشابه - لكن في قصتها الأخيرة بدا القرصان مثل البطل المجدد شبابه مثل جارها.
بعد أن انتهت المانيكير أعتنى الكوافير بها.لفرط دهشتها طلب منها امالة رأسها الى الأمام.عندما اعتدلت وجدت شعرها هائجا حول وجهها لكن بشكل ظريف.كان مختلفا حقا عن ذي قبل.ومن ثم فقد دهش طفلاها عندما دخلت عليهم.
- أوه أمي انك تشبهين مغنية الروك.
قالت متعجبة - يالهي.
أخبرتها السيدة ألدر قبل رحيلها بأن هناك من اتصل بها من المغسلة ليخبرها بوجود مشكلة بخصوص فستانها
سألتها - أي مشكلة؟
- لم يوضح لي بالضبط ماهيتها لكن لابد أنها مشكلة هينة.أتمنى لك سهرة سعيدة.
حتى وان كانت غير هينة فالأمر سواء أرسلت عاملة جديدة بالمغسلة فستانها الأنيق الى سيدة أخرى تدعى أيضا السيدة بركلي. في الطرف الآخر من المدينة- حاولت طوال فترة الظهر- أن تلحق هذه المرأة بلاجدوى.
- أخشى ألا يمكنك استعادة فستانك قبال يوم الأثنين.
لما وضعت السماعة كانت اليزابيث كئيبة جدا حتى أنها قررت أن تتصل بآدم كافنوخ لتخبره بأنها -للأسف- لايمكنها الخروج معه هذا المساء لأسباب خارجة عن ارادتها.كانت في طريقها للاتصال به عندما رن جرس التلفون
انها شدو
- تحياتي انه أنا لقد بعت لك ب2230 فرنكا بعد ظهر اليوم...
- شدو...
روت لأختها ماحدث بعد ان ألقت بنفسها على أقرب مقعد بجانبها.
- صدقيني لم يحدث لك أكثر من ذلك.هذا الفستان يجعلك تشبهين الجدة.سأحضر لك فستانا يناسبك
- فستان من دولابك؟
- لاداعي لأن تتمسكي بهذه النبرة المخيفة
ندمت اليزابيث على أنها قد جرحتها بكلامها.
- ملابسك تناسبك بشكل رائع لكن أذواقنا ليست واحدة
- سأحضر لك أسوء فستان لدي
- شكرا جزيلا.
- أخيرا جعلتك تضحكين اسمعي لاتقلقي ستسير الأمور على مايرام استرخي حتى أصل اليك.
بعد أن منحت مارك وماجي الأذن بتجهيز الحلوى صعدت اليزابيث لتأخد حماما لتهدىء نفسها.تمددت في البانيو وكتبت قصة القرصان التي كانت تتخيلها بعد الظهر- ستروق هذه القصة شدو بالتأكيد حتى لو لم ترسلها الى النشر.انها تدين بهذا الى أختها.
وصلت رائحة الحلوى المحتررقة اليها في اللحظة التي فتحت فيها باب الحمام نزلت وهي تحمل دفترها في يدها وهرولت لتخرج الحلوى المحترقة من الموقد.لما كانا نتأثرين بالفيلم الذي يشاهدانه في التلفزيون نسي الطفلان الحلوى تماما.دخلا الى المطبخ ليطردا الدخان حتى وصلت شدو.
قالت متعجبة حيث رأت اليزابيث
- انك رائعة ياليزابيث تشبهين مغنية الروك
دهشت شدو عندما رأت الطفلان يقهقهان من الضحك.
- هل قلت شيئا غريبا؟
قالت اليزابيث وهي ترفع عينيها نحو السماء
- لا في الحقيقة.
أمسكت أختها من يدها وجذبتها الى حجرتها لكي ترى الملابس التي أحضرتها لها.
ان اختلاف لون بشرتهما كاد يبدو غير ملحوض لكن في حين أن الألوان الزاهية تناسب شدو فانها تعطي اليزابيث سحنة شاحبة.اختارت اليزابيث- من بين الفساتين- انسامبل من الحرير المكون من ثنورة متموجة وجاكث بكتفين مزود بياقة كبيرة.كان هذا الطراز الفخم والرائع يناسب دعوة عشاء بالفعل.ان لونه الوردي لم يسىء الى سحنة المرأة.نظرت الى نفسها في كل الزوايا في المرآة المتحركة.
- انه يناسب مع الحذاء الرمادي الذي أريد ارتدائه.على أي حال لم يكن لدي الاختيار.سيحضر آدم الى هنا في خلال ربع ساعة
بالمناسبة أين مربية الطفلين؟لابد أن تكون هنا في السابعة.
- سأدهب لأرى ربما أدخلها الطفلان.
بعد أن ألقت نظرة أخيرة على صوتها في المرآة أطفأت اليزابيث نور حجرتها ونزلت.كان الطفلان يتناقشان مع خالتهما في المطبخكانت متوجهة الى المطبخ حتى رن جرس الباب.
رسمت ابتسامة مرحبة على شفتيها وتنهدت بعمق لكن دون أن تهدأ عصبيتها وذهبت لتفتح الباب.
طرحت على الطارق أول كلمات خطرت ببالها
- ماذا تفعل هنا؟
كان راندولف واقفا على عتبة الباب ممسكا بباقة ورد.لن يصدق أحد أبدا انه كان مريضا.لقد استعاد صحته بشكل ملحوظ انه يجسد الصحة والرجولة في أبهى صورة لهما.على الرغم من وقاحة سؤالها الا انه ظل مبتسما.- أتيت لأشكرك على اعتنائك بي عندما كنت مريضا.انك جارة رائعة
- هذا أمر طبيعي...
ساد صمت غريب.في المرة الأخيرة التي كانا فيها معا أظهرت اليزابيث ابتسامة عصبية أما هو فقد كان نصف عار وتذكر الاثنان ما قاله بشأن نهاية حلمه.
- هل يمكنني الدخول
- بالتأكيد
قبل ان تغلق الباب ألقت نضرة على الشارع لكن لم تأت أ عربة.
استطردت
- سيسعد الطفلان لرؤيتك
- لم آت لرؤية الطفلين ياليزابيث
كان معنى كلامه واضحا اذا لم تكن تريد فهمه فان طريقته في النظر اليها توضح الأمور.
- هذه الزهور جميلة.هل هي من أجلي؟
قال وهو يعطيها باقة الزهور
- لا أعرف اذا ما كنت تحبين الزهور |أم لا
- انني أعشقها.
- لونها جميل وأنثوي حتى انها جعلتني أفكر فيك.
شمت رائحة الزهور وهي متضايقة
- شكرا راندولف
لما رفعت رأسها رأت الدهشة بادية على وجهه.
- انك أنيقة جدا هل ستخرجين؟
- في الحقيقة نعم أنا...
- راندولف
- راندولف
دخل مارك وماجي الى الصالون ومن خلفهما شدو التي دهشت لرؤية أختها تتحاور مع راندولف.
قالت شدو بتمتمة رقيقة - سعيدة جدا بمعرفتك
ثم أضافت وهي ترمق أختها بنضرة دهشة
- أحضرت زهورا هذه لفتة طيبة منك.
- أنا..آه..راندولف كان مريضا منذ بضعة أيام.لقد أتى ليشكرني على...على...
- على ذهابك للاعتناء به
- نعم لكننا لم ندخل حتى لايصاب أحدنا بالانفلونزا.
- نعم انها هي الوحيدة التي دخلت بمفردها و..
- كان نائما..
- وأكلته بنفسها..
- وقد شفي الآن.
ترك شرح الطفلين- المستفيض تقريبا- لدى شدو فراغات التي تخيلها ذهنها.
كانت اليزابيث تود الاختباء في أي جحر.
لكن بما أن هذا لن يحدث فقد ذهبت الى المطبخ
- سأضع الزهور في الماء
- ليزي هناك مشكلة
مشكلة أخرى؟
- لكنها خطيرة هذه المرة المربية لم تأت
- ماذا؟
- أتى أخوها الصغير على دراجة وأخبرنا أنها مصابة بالانفلونزا.
همس راندولف السعيد بتفسير الطفلين والضيق باد على أمهما
- لا بد أنها تأثرت بالهواء.
قالت في نفسها "اذا كان فقط يعود الى منزله"
لما اختار اللية عن أي ليلة أخرى ليقوم بزيارتها وهو يحمل باقة من الزهور؟لماذا أتى وشدو موجودة هنا وآدم على وشك الوصول بين لحظة وأخرى.عضت على شفتها لما أحست بالضيق.
سأتصل بالسيدة ألدر
قاطعتها شدو - اتصلت بها.انها ملازمة الفراش هذه الليلة.
لاحظ راندولف
- أليس هناك أي شيىء يحترق؟
- الحلوى
نطقت شدو وماجي ومارك في نفس واحدة وهم يجرون الى المطبخ وفي أعقابهم اليزابيث وراندولف.خرج دخان كثيف من الفرن حيث وضع الطفلان صينية حلوى أخرى بعد انتهاء الأولى.
- لما تجهزين حلوى أخرى؟
قالت شدو مفسرة
- الطفلان لايعرفان ما يفعلانه في أثناء استعدادك لسهرتك الكبرى.
سأل راندولف وهو يخرج من الفرن بقايا حلوى محترقة
- سهرة الكبرى.؟
من خلال سحابة الدخان عثرت عيناه المستفهمتان على اليزابيث رفعت ذقنها وكأنها تدافع عن نفسا.انها لاتدين له بأي تفسير.على أي حال كانت السهرة مشكوكا فيها.
قالت وهي مقطبة الجبين
- الوقت متأخر ولن يسمح بالعثور على مربية أخرى.لايمكنني الخروج.
لكن...
استدارت الى أختها وقد أفعمهما الأمل
- متأسفة يا ليزي لا يمكنني.
- أرجوك ياشدو أسديت لي اليوم خدمة لكنك تعرفين أهمية هذه السهرة.
- لكن لا يمكنني حقا.أحد مرضاي دعاني الى حفلة عيد ميلاده ووعدته بالحضور.سيصيبه الاحباط اذا ما تغيبت.
أجابتها وهي تعرف الى أي مدى تهتم شدو بمرضاها - لابد ان تفعلي بالفعل
قال راندولف تاد - سأبقى أنا مع الطفلين.
كان لوقع هذه الكلمات أثر مختلف على الموجودين.ألقت شدو عليه نظرة استحسان وانفتحت شفتا اليزابيث من الدهشة وجرى الطفلان نحوه
- عظيم راندولف
- هل يمكننا أن نعطي بابي حماما؟أمي لا تريد ذلك أبدا لأننا نغرقة بالماء.
- هل ستلعب معنا؟
- هل يمكننا النوم متأخرا؟
رد راندولف على كل تساؤلاتهما دون أن يحول نظراته عن اليزابيث.لما كان يجب على شدو أن تلعب دورا دبلوماسيا لأول مرة في حياتها أمسكت الأشياء في يدها.كان واضحا أنه يلزم أن تبقى أختها وراندولف لحظة معا.
- هيا أيها الطفلان.ساعداني في البحث عن الملابس التي تركتها بالطابق الأعلى.
سألته ماجي بتوسل
- هل ستبقى معنا ياراندولف؟
- نعم أعدك
ترك الصغيران الحجرة وهما يطلقان صيحات الفرح متبعين خالتهما بينما استمر البطلان في النظر الى بعضهما البعض في صمت.سألته أخيرا
- هل أنت متأكد أن هذا لن يسبب لك أي ضيق ياراندولف؟
أخبرتها عيناه بعدم احساسه بالضيق.لا ليست فكرة مكوثه التي لاتروق له ولكنها فكرة السهرة الكبرى لكنه ظل متحكما في صوته لكي يجيبها
- أعتقد أنك مدينة لي بجميل
- انني معترفة بجميلك.بحركة مفاجئة من رأسه أشار الى السلم
- هيا انتهي من تزين نفسك حتى تكوني مستعدة عندما يأتي
- انني مستعدة
ما ان انتهت من كلامها حتى رن جرس الباب
- انه هو
استدارت على عقبيها وتوجهت نحو الباب وهي تأمل أن يكون راندولف مجاملا حتى يظل مختفيا في المطبخ
كانت ابتسامة آدم العريضة بريئة جدا عندما فتحت له الباب
- مساء الخير يا آدم أدخل.
- متأسف للتأخير.كدت أضل طريقي عن المنزل و..
لما رأى راندولف مستندا الى درابزين الصالون توقف آدم عن الكلام.عقد تاد ذراعيه على صدره وبدا مثل المنقب عن الذهب والمدافع عن منجمه.كان منذ ربع ساعة يطأ المنزل بقدميه أول مرة والآن يبدو كأنه في منزله.
لما كانت متضايقة حكت رأسها بينما واجه الرجلان بعضهما البعض بالنظرات
- آدم أقدم لك جاري راندولف تاد
ابتعد هذا الأخير -بلااكتراث- عن الحائط بينما كان آدم يتقدم نحوه تصافحا كأنه فرض عليهما.
- راندولف سيعتني بالطفلين