كاتب الموضوع :
lona-k
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
الفصل الســـــــــادس
دخل "ليونارد هوكر" إلى مكتب "سوير هايس" وهو غاضب وسأله:
- أين كنت خلال الأسبوعين الماضيين، لقد بحثنا عنك كثيرا ولم نكن نعلم كيف واين نتصل بك؟
رفع الشاب نظره بعد ان قطع اهتمامه بحذاء التزحلق الذي اشتراه توا لـ"بيب" ، وقال بهدوء:
- أهلا عم "لين" ،لقد كنت .....مشغولا.
رد رجل الأعمال بغضب شديد:
- مشغولا؟ مشغولا في ماذا؟على أي حال لن تستطيع أن نقول:إنك كنت مشغولا بأمور المكتب منذ فترة كيف يمكنك إدارة هذه الشركة إذا لم تكن موجودا بها لتعرف كل مايحدث فيها؟
ترك"سوير" حذاء التزحلق وانغمس في كرسي الإدارة الخاص لينظر جيدا إلى وجه عمه:
- مثلما أفعل دائما حتى الآن يا عم"لين":أعطيك أعلى أجر في الشركة بالإضافة إلى ربع الأرباح لكي تعتني بكل هذا بدلا مني. والآن إذا كنت تريد أن تستقيل أو تأخذ معاشك فإنك تعلم جيدا أن"هيربرت بوركالتر" يستطيع أن يقوم بالعمل بدلا منك بمجرد أن ترغب في ذلك.
تغير وجه "هوكر" فجأة ورد مسرعا:
- لا،لا لم أقصد ذلك. كنت فقط قلقا نوعا ما بشان هذا...آه،المشروع الذي قلت: إنك سوف تعتني به. وكنت أود أن تخبرني بما تم، هذا كل شيء.
- لقد قضيت وقتا طويلا جدا مع "بيب" ....آسف مع الدكتورة "لي بارون" . في الواقع ، لم ينقطع عن رؤيتها خلال الأسبوعين الماضيين. لقد قاما بركوب الدراجات ، والذهاب إلى حديقة الحيوان، كما شاهدا مباراة في "البيس بول"في ملعب "هيوستن" .كما قام"سوير" بتعليم الفتاة جميع أنواع الرقص المختلفة، وكيفية التزحلق على العجل. دون ذكر دروس ركوب الخيل مع الفرس "بلوسوم" في كل مرة كانا يزوران فيها مزرعة "ميرث" .حيث كان "سكوتر" ورفاقه يقدرون كثيرا تقدم الدكتورة"بيب" في كل درس. ثم قاما في بعض الأحيان- لكي يهربا قليلا من تلك الأمور- بجولات طويلة معا، تمتعا خلالها بجمال الطبيعة في الحقول التي كانت تحيط بالمزرعة، وكانا يتحدثان لساعات طويلة عن أشكال السحب ويضحكان لهذه الراحة التي تجمعهما بدون أن يشعرا بذلك ومن جانبها كانت "بيب" قد بدأت في إعطاء بدايات اللغة الإنجليزية للشاب. كان يتعلم سريعا، ولكن ذلك كان بسبب حلاوة نطقها للكلمات أكثر من أي سبب آخر. كان قد قرر أن يقبل"بيب" في كل مرة تمدح فيها تفوقه في التعلم. ولم يقم"سوير" بمثل هذا الجهد في التعليم حتى وهو طفل.
جلس "ليونارد" على أريكته المقابلة لمكتب ابن أخيه ثم قال له:
- كيف حال الدكتورة"لي بارون"؟ هل تظن أنك سوف تستطيع الوصول إلى أهدافك ؟
تمتم "سوير" بنوع من الحرج:
- نعم ،بطرقة ما.
- هل تريد أن تقول: إنها سوف تكون مستعدة للعمل معنا؟
رفع الشاب عينيه إلى السماء وقطب جبينه ثم قال:
- في الحقيقة لا. ليس الآن، ليس الآن تماما.
- ماذا يعني قولك: "ليس الآن تماما" يا "سوير"؟
رد "سوير" بدون تردد لأنه كان يعلم مدى ثورة عمه لو علم بالأمر:
-إنها الآن مشغولة بمشروع آخر.
لو كان "سوير هايس" يعرف كيف يتحكم في عمه، كان يكره أن يفعل ذلك بطريقة مباشرة جدا، لأنه كان يعلم انه صاحب فضل كبير عليه، فالواقع، عندما مات جد"سوير" ، ضحى "هوكر" بفرصة عمل كبيرة كضابط في البحرية لكي يستطيع الوقوف بجانب "سوير" وأمه في شركة "ميرث". وكان الشاب قد فكر كثيرا في أن يطلب من "هوكر" أن يسوي معاشه بطريقة جد محترمة ويخلد أخيرا إلى الراحة ، ولكنه لم يجرؤ أن يفعل ذلك مخافة أن يؤلمه.
كانت رؤيتهما حول إدارة الشركة تختلف من النقيض إلى النقيض فبنما كان "سوير" رجل أفكار يأخذ إدارة الشركة بطريقة هادئة متبعا في ذلك حدسه،كان "هوكر"رجل اعمل حقيقيا شديد المراس وعنيدا في دفاعه عن الشركة وكان يعمل بلا هوادة. لم يكن هذا فقط مايميز احدهما عن الآخر بل كان الرجل العجوز لايقبل أن تذهب حصة من الأرباح في مشاريع مثل مشروع المزرعة الذي كان يعتبره"هوكر" مجرد تبذير.
قال "ليونارد" قاطعا حبل أفكار "سوير":
- هل حاولت المزايدة؟
تساءل الشاب قائلا:
- بخصوص ماذا؟
انفجر "هوكر" غاضبا وانتفخت أوداجه وقال ثائرا:
- كيف "بخصوص ماذا"؟ بخصوص الأجر أيها الأحمق ! هل عرضت عليها مرتبا أكبر من الذي تحصل عليه حاليا؟
لم يجد الشاب ردا على هذا السؤال بل ترك عمه يواصل هجومه عليه:
-"سوير" ، لابد علينا أن نطرق الحديد وهو ساخن في مشروع الحقيقة الوهمية هذا لأن الكثيرين بدءوا يحومون حوله، وإذا فشلنا نحن فيه فسوف تكتسح شركات أخرى هذا السوق الذي نحظى نحن فيه إلى الآن بمكانة مميزة، لذا اقترح ان تحاول أن تجعل الدكتورة"لي بارون" توقع على عقد وإلا فسوف اعتني بذلك شخصيا.
وقف"هايس" فجأة وهو يوجه إصبعه ناحية عمه مهددا إياه:
-إنني أمنعك ، أتسمع،إنني أمنعك من الاقتراب من "بيب" بأي طريقة كانت حتى يثبت العكس مازلت أنا المدير العام، وأكبر المساهمين في "ميرث"، ولآخر مرة ياعم "لين" ، سوف أفعل ما أشاء في الوقت الذي أشاء ، هل هذا واضح؟
نهض "ليونارد هوكر" بدوره ، كان وجهه محمرا من الغضب والغيظ، ونظر طويلا إلى ابن أخيه ثم تمتم قائلا قبل أن يستدير ليخرج من الغرفة مسرعا:
- واضح تماما.
بعد أن قام الرجل العجوز بغلق الباب خلفه بشدة,انها "سوير" على كرسيه وأمسك برأسه بين يديه وهمس قائلا:
- ياإلهي!
كانت تلك المواجهات المتزايدة تعذب الشاب ، لأنه كان يعلم أنه سيأتي يوم يطلب فيه من عمه الأستقاله. ولهذا كان يمهد لذلك بأن قام بتعيين "هيربرت بور كالتر" منذ سنتين ، ليحل محله.كان هذا الأخير رجل إعمال حقيقيا، وبالرغم من كونه شابا إلا انه تعلم بسرعة ، وكانت ميزته الأساسية هي انتماؤه إلى جيل أكثر مرونة وأكثر تقبلا للمناقشة من "ليونارد" الذي كان صلبا وغير متفهم.
هز "سوير هايس" رأسه ثم طلب سكرتيرة مكتبه على الإنترفون:
-"جلوريا" ، هل حصلت على تذاكر الحفلة الموسيقية؟
- بالطبع ،سيدي المدير. لقد حاربت طويلا من أجل ذلك ولكنني حصلت في النهاية على أماكن جيدة.
ساد صمت قصير:
- سيدي المدير، هل استطيع أن أسألك عن شيء؟
- نعم يا "جلوريا".
- ماهذه الفرقة المسماة بـ"المجانين الغاضبين"؟
ابتسم "سوير " في صمت.
****
كانت الضوضاء لا تطاق ، وكان محبو "المجانين الغاضبين" في حالة هستيريه أكثر من الحالة التي كان عليها المطربون ذوو الشعر الطويل الذين يغنون من اجلهم.كانت حركة الجماهير تزداد عنفا مما جعل "سوير" يقلق وأشار إلى "بيب" بأن تتبعه. ابتعدا عن القاعة ليجدا نفسيهما على السلم المؤدي إلى قاعة الحفلات.
انحنى"سوير" ناحية الفتاة ثم قال لها:
- كيف وجدت هذا؟
قامت هي بتسليك إحدى اذنيها ثم قالت:
- معذرة؟
كرر عليها نفس السؤال.
- لست ادري، ربما وجدته مثيرا للإهتمام لكنه قوي بعض الشيء.
- هل تودين العودة؟
- فقط إذا عدت أنت وإلا....
رد الشاب وهو يتجه نحو باب الخروج:
- إذن هيا نخرج من هنا.
بعد لحظات من خروجهما من القاعة قال"بيب":
- أظن أنني تعرضت إلى صدمة ثقافيه،فيداي ترتعشان، وقلبي يخفق بشده، واجد أيضا صعوبة في التنفس، هل هذا طبيعي؟
تمتم قائلا:
- طبيعي جدا فالموسيقى يمكن ان يكون لها هذا المفعول.كانت"بيب" تتسائل إذا ماكانت رغبتها في ان يقبلها"سوير"هي الأخرى طبيعيه ولكن أخلاقها وحياءها لم يسمحا بطرح هذا السؤال.ارتعدت أوصالها.
- ماذا بك؟
- كل شيء على مايرام.
- قالت لنفسها مؤنبه:أيتها الكاذبة!
لقد كانت تشعر بالموسيقى والجو العام قد أدى إثارة شيء ما بداخلها، مما أدى بدوره إلى اضطرابها. وكان فكرها العلمي عاجزا عن تفسير هذا لنوع من الإثارة التي تشعر بها اتجاه"سوير"الآن. وللمرة الأولى في حياتها ، كانت "اليزا بيث لي بارون"، الدكتورة في الفلسفة، منجذبة جسديا وعاطفيا إلى رجل. كانت تخشى إن هي باحت له بما يجول بخاطرها أن يهزأ هو من مشاعرها أو أن يقوم برفضها، كانت الخواطر تتصارع بداخلها لدرجة أنها بدأت تشك في سلامة عقلها.ورأت أن تتصل بـ"كارول فينهويزن" لتتطلب منها المساعدة فهي على كل حال طبيبة نفسية
******
بعد أن قامت بترتيب الأواني المستعملة أثناء النزهة الخلوية التي قامت بها مع"سوير" بالقرب من منزله، تذكرت الفتاة لقاءها مع "كارول" التي قالت لها:
- "كل ماتشعرين به أمر طبيعي، لا داعي على الإطلاق للقلقِ، إنك فقط تعيشين فترة مراهقة متأخرة بعض الشيء"
- هل أنت متأكدة؟
- لايوجد أي شيء غير طبيعي في هذا . إلا السن التي تشعرين فيها بهذه الأحاسيس. الشيء الوحيد الذي يجب عليك مراعاته هو عدم ترك نفسك تنساقين وراء كل ماتحسين به أو سوف تحسين به. لابد أن تكوني يقظة وحاولي أن تجعلي تجربتك تتم بالتدريج ، وعليك أنت أن تحددي مايليق بك أكثر.
نظرت "بيب" إلى "سوير" المستلقي بجوارها وكأنه يغط في نوم عميق.
كانت تتأمل فيه ، وكان حتى هذه اللحظة يملأ حياتها حتى عندما يكون غائبا عنها. كانت تفكر فيه طوال الوقت، تحلم به في نومها، وعندما يكونان معا يوميا تقريبا ، من الثامنة صباحا حتى منتصف الليل- لم تكن تراى سواه- كان يحتويها...http://www.liilas.com/vb3
رأت"بيب" أن "سوير" يحرك يديه، وبدأت عيناه ترمشان بينما كان لايزال مستلقيا ، ثم بدا وكأنه يبحث عن شيء ما.سألته:
- عم تبحث؟
- عن نبات نفل ذي أربع ورقات.
- لماذا؟
صاح قائلا:
- لكي يجلب لي الحظ، ماذا تظنين غير ذلك؟
- هل تؤمن حقيقة بمثل هذه الأمور، الحظ، القدر؟
اعترض "سوير" قائلا:
- بالطبع نعم! فكيف تعتقدين أنني وصلت إلى ما أنا فيه الآن؟
- بالكثير من العمل والذكاء ، أظن.
- خطأ. بالحظ فقط. هل تعلمين لماذا؟ لأنني أقوم بجمع النفل ذي الورقات الأربع منذ كنت طفلا،إن عندي كتبا مليئا بها.وأذكر أنني عندما وجدت أولها اكتشفت كيف استخدم نقودي التي كنت اوفرها في البورصة وأجعلها تتكاثر . ضربة حظ حقيقية.
- بل هي المصادفة البحتة، لأن النفل ذا الورقات الأربع ماهي إلا طفرة عادية تصيب هذا النوع من النبات.
- حسنا...... أقترح عليك شيئا سيثبت لك صدقي. أي من سيجد عددا أكبر من النفل ذي الورقات الأربع سوف ينال مكافأة.
- وماهي.
- الخاسر سوف يقوم بدفع ثمن العشاء عند"فارجوز" وبعد مرور ساعة،قام المتنافسان بعرض غنائمهما فوق البطانية.
سألها "سوير":
- كم وجدت؟
- خمس وأنت؟
- خمس أيضا.
- قالت الفتاة بهدوء وهي تفكر:
- تعادلنا إذن ، انه أمر مزعج.
قال الشاب مقترحا:
- فلنستمر في البحث عن طريق لعبة الموت المفاجئ.
- الموت المفاجئ؟
- الأول الذي يجد النفل السادس يفوز بالمكافأة. أمر سهل أليس كذلك؟
بدون أن تضيف أي كلمة ألقت "بيب" بنفسها وسط حقل النفل من جديد وهي تبحث بشغف. ولكن"سوير" لم يتحرك، كان ينظر إليها فقط. كانت متحمسة بطريقة طفولية ولكنها كانت مندمجة بشدة.
قال "سوير "في نفسه : "إنني شغوف بها حقا".
في الواقع لم يكن شغوفا فحسب ، بل كان واقعا في حبها بجنون. كانت تشغل تفكيره منذ عدة أسابيع مضت، ولم يكن تأثيرها عليه تأثيرا جسديا فقط ، بل كانت تمارس عليه سلطة دائمة، بطريقتها في الحديث عن الأشياء ، بتواضعها الشديد بالرغم من غزارة ثقافتها وارتفاع مستواها الدراسي ، ولكن الشيء الذي كان يطغى في حبه لها هو: تلقائيتها.
كان إمامها يشعر بأن لديه روح مغامر مستعدا لتسلق الجبال، قطع الصحارى والأدغال المتوحشة ليعود بالكنوز المجهولة ويضعها تحت أقدام محبوبته.
صاحت الفتاة وهي تلقي بنفسها على "سوير":
- لقد وجدت واحدا! أظن أن الحساب سيكون عليك، لقد خسرت!
نهضت ومسحت ركبتيها ، ثم نظرت إلى الشمس التي مالت إلى الغروب، مدت يديها نحو "سوير" الذي أمسكها برفق.
- هل ستضع كل هذه الأنفال ذات الورقات الأربع في كتابك الكبير الجالب للحظ؟
رد "سوير" وهو يهز رأسه بهدوء:
- لست أدري. أعتقد أن لقائي بك كان أكبر حظ في حياتي كلها.
ساد صمت طويل ، كان خلاله"سوير" يداعب شعر"بيب" التي كانت تريد أن تقول له شيئا ولكنها فضلت احترام صمته
****
تناولا عشائهما في المنزل بسرعة، وكانا خلال ذلك يتحدثان عن أشياء غير ذات أهمية، كان كل واحد منهما يفكر في لحظة الفراق ، وفجأة رن جرس الهاتف عدة مرات دون أن يلتفت"سوير" للرد.
سألته "بيب":
-إلا ترد على التليفون؟
-لا،لابد أنها أمي مرة أخرى ، ولقد قمت توصيل جهاز الرد الآلي.
- إلا تريد أن تكلمها.
- لا. على أي حال لقد تحدثت إليها بالأمس ، ولكن الأمور ساءت بيننا وقمت بتجاهلها.
- لكن لماذا؟
-إن عمي "لين" يحاول هذه الأيام أن يتدخل في شؤوني، وأنت تعرفين طريقته في إدارة الشركة ووجهة نظره فيما يخص المزرعة، إنه يفعل نفس الشيء مع حياتي الخاصة. وبمجرد أن يظهر خلاف في وجهات النظر بيننا يقوم بالاتصال بأمي لنجدته.
- لكنني كنت أظن أنك المدير العام في "ميرث"؟
-إنني كذلك . لكن العم"لين" موجود منذ وفاة جدي وساعدني كثيرا خاصة في البداية. ولكن شدته كضابط سابق تحول دون تفاهمنا. فليس لدي فكرة أن أكون موظفا وأن أذهب يوميا إلى مكتب للعمل. وهذا مايعيبه علي.
-لابد أن تعترف أنك قضيت وقتا طويلا معي خلال المدة السابقة.
- هذا صحيح ولكنني أقوم بزيارات منتظمة لمقر الشركة لأتفقد السير الحسن للأمور، وكل شيء يبدو على مايرام ،وعلى كل حال فإن هذه الشركة مريحة، وأمي تحصل على كل النقود التي تريدها وأنا، أيضا ،فلماذا إذن كل هذه الضجة حول عدم ذهابي كل يوم إلى المكتب؟ إنني افضل أن أكون معك.إنني اعشق ذلك.
فكرت"بيب"مليا، بعد ما أصابتها الدهشة من حالة عدم النضج، العقلي التي أصابت"سوير هايس" . ومن بعض النواحي كان يشبهها أكثر مما كانت تتصوره في البداية. لكنها في نفس القوت لم تستطع أن تقلل من أهمية رأي "ليونارد" ، لأن العمل كان بالنسبة لها أساس كل شيء.
ولكن وبحذر شديد رأت ألا تصر على موضوع يبدو حساسا وسألته:
- ولماذا يعارض عمك بهذه الشدة فكرة المزرعة، فبالإضافه إلى السعادة التي تعود على الأطفال يمكن أن تكون دعاية جيدة بالنسبة للشركة.
- العم "لين" يرى أن إدارة المزرعة تكلف الشركة أموالا أكثر مما تعود عليها بالفعل ، ومع ذلك، لقد كان واضحا تماما ، بأنه لو كان هو المدير لكان أول شيء يفعله هو ببساطة إغلاقها.
- أتمزح؟
- كلا. لقد كرر ذلك عدة مرات. وهذه هي أهم نقاط خلافنا وهي السبب الذي جعلني أراقب أعمال الشركة بدقة لايتوقعها هو.
تمتمت"بيب":
فهمت، أعتقد أنه من الأفضل لي العودة إلى منزلي أليس كذلك؟
رد "سوير":
- كما تشائين.
تنهدت الفتاة وقالت:
- لست ادري ولكنني أظن أنني قد تسببت لك في ألم نفسي.
صاح"سوير" قائلا وهو يبتسم:
- أرجو أن يكون هذا الكلام غير صحيح! فليس لدي أي شعور بالإحباط ،بل على العكس تماما. والآن دعيني أصطحبك إلى منزلك.
- هيا بنا.
مر يومان لم يظهر خلالهما"سوير"، كانت "بيب" على حافة الجنون، كانت قلقة ومضطربة ولاتستطيع التركيز، وعندما آوت إلى سريرها تحاول النوم، لتتخلص اخيرا من التفكير فيه لم تتمكن من إغماض جفنيها بل صارت تتقلب باستمرار على سريرها .
وأثناء تلك المحاولات اليائسة بغية النوم سمعت فجأة صوت فرقعة على نافذتها، ثم تلاه صوت ثان جعلها تقفز من سريرها لتقترب من تلك النافذة. لم تكن "بيب" جبانة ولكن الذي رأته جعلها تتجمد خوفا من هول ما رأت، فقد كان هناك رجل يجلس على فرع كبير من فروع الشجرة المقابلة لنافذتها . فتحت لتتأكد من شخصيته التي كان يبدو أنها تعرفها. ثم صاحت قائلة:
- "سوير" ! ماذا تفعل معلقا على هذه الشجرة ليلا؟
- كنت أفتقدك.
- وماذا تريد؟
- أن تلبسي ثيابك لتأتي معي، ولتناقشيني فإنها مفاجأة.
- لكن الوقت متأخر جدا.
- وماذا في ذلك؟ الم تحاولي الهروب أبدا من بيتك قبل هذا؟
- كلا لم يكن لدي أي دافع لفعل ذلك.
- الآن لديك واحد. ماعليك إلا أن تتركي كلمة ل،"نان" لكي لاتقلق بشأنك ، فسوف نعود بدون شك بأسرع مما تتتوقعين.
ارتدت الفتاة ثيابها بسرعة ثم توجهت إلى النافذة التي كان "هايس" ينتظرها أمامها.
قال لها:
- هيا ، تعالي.
اعترضت الفتاة قائلة:
- لكنني لا أحسن تسلق الأشجار فكيف بالنزول من عليها.
- إذن ، لن تجدي وقتا افضل من هذا لتتعلمي ذلك.
- وأين تريد أن تأخذني؟
- إلى المدينة.
- ولكننا بعد منتصف الليل وكل شيء مغلق
ابتسم بغرابة ثم قال :
- اعرف ذلك. وهذا افضل..http://www.liilas.com/vb3
****
|