لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29-09-08, 02:35 PM   المشاركة رقم: 51
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2008
العضوية: 66854
المشاركات: 2,022
الجنس أنثى
معدل التقييم: safsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 585

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
safsaf313 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : safsaf313 المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

شكرا لكل الحلوات اللى مشجعينى على الروايه الحلوه دى واستنوا الفصل القادم مع الجميله جوجى هى هاتتفضل مشكوره بمساعدتى

 
 

 

عرض البوم صور safsaf313   رد مع اقتباس
قديم 29-09-08, 11:31 PM   المشاركة رقم: 52
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Feb 2008
العضوية: 63027
المشاركات: 289
الجنس أنثى
معدل التقييم: gagui عضو على طريق الابداعgagui عضو على طريق الابداعgagui عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 207

االدولة
البلدAlgeria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
gagui غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : safsaf313 المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

9-انا سمحت لنفسي اني اعرض المساعدة على الحلوة صفصف و هي لانها كبيرة نفس و كريمة و معطاءة سمحتلي بهبك و اليكم الفصل 9 من بعد ازنها
الغريب
أفاقت لين مذعورة على صرير باب غرفتها يفتح ورأت رادولف يطل برأسه فسارعت الى
القول :
- أدخل فأنا بخير ولم أعد بحاجة الى النوم كم الساعة الآن ؟
- الواحدة ظهرا كيف تشعرين ؟
دخل رادولف فعلمت لين من ملامح وجهه أن بوريل لم يأت بعد
- صرت أحسن بكثير فالصداع زال والحمد لله
- أتستطعين تناول الطعام ؟
استوت المرأة في سريرها وتلاقت نظراتها ونظرات زوجها ولم تمانع في أن يتأمل
الغجري مفاتنها بحرية
- أعتقد أن فكرة الأكل صائبة جدا ماذا لدينا اليوم ؟
- لدينا بعض السمك المشوي
- أعتقد أنك تعد لائحة بما نستعمله لتسدد ثمنه لصديقك , اليس كذلك ؟
أجاب الغجري مبتسما :
- لا , ما علي سوى سرقة هذه الاغراض فصديقي لا يعرف ماذا يملك لكثرة غناه0
- ألن تستطيع التخلي عن عادة السخرية والتهكم ؟
- ألن تستطيعي التخلي عن عادة طرح الأسئلة ما دمت تعلمين طريقة أجابتي عليها
؟
عقدت لين حاجبيها متذمرة :
- يالك من لغز محير! أكتشفت انك ذو شخصية مزدوجة0
- بالله عليك أخبريني عن هذا الاكتشاف العظيم!
- أنت تتحول مثلا من حمل وديع الى وحش مفترس !
رفع رادولف يده الى الجرح الذي ما تزاتلآثاره بادية في وجنته وقال :
- وحش مفترس ! لقد قدتني بتصرفاتك الخرقاء الى أفعال ما كنت أتصور اني
سأرتكبها يوما0
ارتبكت لين لأنها لاتستطيع كتم شعور بالذنب كلما رأت ذلك الجرح في وجه رادولف
, وان يكن ذلك الشعور لا يعني أن الغجري لم يستحق الضربة 000لا بل كان يستحق
أكثر ! انه رجل غريب الاطوار فلما تبعها بعد تعطل سيارتها لم يخطر ببالها انه
سيحاول الاعتداء عليها ولكنه فعل ! ولم يحبط محاولته سوى تدخل صديقته الغجرية
التي اختفت منذ ذلك اليوم ولم تر لين وجهها في أي من المخيمات التي زارتها
مرغمة في المدة الاخيرة0 لاشك ان رادولف تخلى عن صديقته بسهولة , رغم أنه
أظهر طاعة عمياء تجاه أوامرها القاضية بالابتعاد عن لين المسكينه 0
ذكرها رادولف بأن الغداء جاهز 0
- سأحضر الطعام الى هنا اذا كنت تفضلين ذلك 0
أومأت لين بالنفي وأسرعت بالنهوض لأنها لاتريد تفويت فرصة لقاء الرجل المنتظر
: بوريل000اذا سمح لها زوجها بذلك0
كان الزوجان الشابان جالسين الى المائدة لما سألت لين :
- أتريد مناقشة الخطة التي تحدثت عنها ؟
لم يجب الغجري على الفور بل نظر الى ساعة الحائط قلقا من تأخر بوريل في
الوصول 0
- سنبحثها لاحقا بعد أن تستقر أوضاعنا 0
أيقنت لين أن لاجدوى من متابعة الموضوع ما دام رادولف لا يرغب في أطلاعها على
شئ 0 ماذا عني باستقرار أوضاعهما ؟ تنهدت معلنة فشلها في حل جزء ولو صغير من
اللغز الكبير الذي يحيط بالغجري ذي الشخصية الغريبة0
عاد رادولف الى الكلام وفي صوته نبرة تؤذن بالقلق :
- لا اعتقد أنك تمانعين بقاءنا ليلة أخرى هنا 0
- أفضل ذلك على وجودي في مخيم غجري 0
هز رادولف برأسه موافقا كأنه يعتبر كلامها صحيحا ويشاطرها كرهها للمخيمات 0
- وهكذا سنتمكن مرة أخرى من تناول العشاء كأناس متمدنين 0
- أحيانا عندما تتكلم , لا أراك غجري يا رادولف0!
- ومع ذلك أنا غجري ابن غجري 0
تفحصت لين لونه الاسمر , شعره المتجعد , عينيه السوداوين اللتين تعلمت قراءة
ما فيهما من أحاسيس : الغضب والرغبة , الهوى الجامح الذي تلظت بناره لما
أجبرها على الزواج منه وأمضت معه " شهر عسل " مرا في تلك العربة المقيته 0
ومؤخرا تعلمت قراءة الطيبة , الندم , الأسف والحزن العميق في عينيه السوداوين
0 أما في هذه اللحظات بالذات فتقرأ فيهما تحديا كن رادولف ينتظر منها أن
تحاول انكار كونه غجري انه يعلم ما يدور في خلدها من أسئلة محيرة 0 لكن لين
تجاوزت التحدي وقالت :
- ما سبب مكوثنا هنا ليلة أخرى ؟
كانت تعلم أن السبب هو رغبة رادولف بلقاء بوريل , اذا لم يحضر اليوم 0
وبالفعل لم يخيب زوجها ظنها عندما أجاب :
- أنا انتظر شخصا هنا 0
تظاهرت لين بعدم معرفتها بذلك فتعجبت معلقة :
- تنتظر رجلا ام امرأة ؟
لم يستعجل رادولف بالأجابة بل صرف وقتا طويلا في تذوق لحم السمك الشهي:
- أنتظر رجلا 0
- من المستغرب أن تستضيف زوارار في هذا المكان !
قالت لين ذلك وعيناها تنظران الى الأرض مخافة أن تفضحاها ويكتشف رادولف أنها
تعلم أكثر مما يجب0
- لا يفاجئني ذلك ياعزيزتي فهناك الكثير من الأمور التي تعتبرينها مستغربة
ومستهجنة , و أعدك بأنها ستتوضح عندما أطلعك على خطتي 0
ماذا حدث لصوت رادولف الآمر ؟ لماذا هذا الأرتجاف الذي يخفي خوفا من ان ترفض
لين الخطة المذكورة؟
- ما تفعله مجرد تسكين للألم وتأجيل للمشكلة , فأنا ضقت ذرعا بهذه الاسرار !
- الخطأ خطأك 000لو لم تعتبرينني حثالة المجتمع لما حصل كل ذلك 0
لم تعرف لين كل هذه المرارة والحسرة في صوته قبل الآن , ولم تر شفتيه
مرتعشتين ويديه ترتجفان 0 ثقته الكبيرة بنفسه لم تفلح في أخفاء توتره
وانفعاله وكأن مستقبله معلق على ما سيحدث في الساعات القليلة المقبلة 0
من جهتها حافظت لين على هدوئها وتكلمت يدفعها الحب المسيطر على جميع تصرفاتها
وأقوالها :
- ألم يخطر لك أني غيرت رأيي فيك ؟ لقد قلت ذلك تحت تأثير الصدمة والهلع ! أي
انسان يقول أشياء ثم يندم , كما يفعل أشياء ثم يندم 0
كانت تشير بكلامها الى غلطتهما المشتركة , غلطتها في نعته بحثالة المجتمع ,
وغلطته في ضربها وارعابها 0 لا ريب في أن رادولف نادم على استعماله العنف
وأنه لن ينسى ما فعلت يداه بسهولة 0
أكملت المرأة حديثها والغجري يحدق فيها باستفهام :
- راجعت ضميري مرارا بشأنك 0 أقر بأن عندك ازدواجية في الشخصية وان فيك جانبا
سيئا ذكرته مرة ولكنك تملك جانبا حسنا لا انكر اعجابي به0
تبع ذلك سكوت تام , سكوت دهشة بحث خلاله رادولف عن عيني زوجته ليفهم أكثر 0
ولكنها هربت من نظراته وتكاد لا تصدق ما تفوهت به 0 كانت على وشك الاعتراف
بحبها لل بل هي فعلت بطريقة غير مباشرة 0 اذ لا مفر من كون رادولف فهم ذلك من
قولها هذا وتصرفاتها في المدة الاخيرة0
أحست لين بالانكسار لانها لم تستطع مقاومة الحب الذي نما في داخلها تجاه هذا
الرجل0 والذي بدأ كشعور بالنجذاب نحوه منذ ان رأته رغم أن لقاءها به حفل
بالذعر والخوف 0 ورغم أنها تأبى فكرة العيش زوجة لغجري 0 جماله البدائي
وطبيعته العفوية المتسلطة سيطرا على كيانها كالقدر المحتوم 0 ولم تنجح في
الافلات من قبضتهما ومن نزعتهما الامتلاكية0
عندما نظرت اليه أخيرا ووجدت ما وجدت في عينيه , علمت ان الامر قد فصل وانها
مستعدة للمتابعة حتى النهاية ولتسليمه الدفه لقيادتها الى حيث يشاء 0 قبلت
بالعيش مع الغجر مهما كان رادولف ومهما فعل وأدركت أن ارتباطها به ليس آنيا
كما تصورت 0 بل نهائيا0
أخذ الغجري يهز رأسه غير مصدق ما سمعت أذناه 0
- اذا صح ما تقولين يالين فهناك أمل كبير لنا !
ظهر للين جليا أن عبئا كبيرا نزل عن كاهله لما تكلم , وان آفاقا جديدة فتحت
امام عينيه0 أيحبها رادولف ؟ أيمكن ان يتخلى عن مجتمعه وأهله من أجل حبها ؟
أمن الممكن ان يعيشا حياة طبيعية في منزل صغير ويتخذ رادولف مهنة شريفة
يرتزقان منها ويربيان أولادهما تربية صالحة ؟ عسى الا تكون هذه الافكار سرابا
واضغاث أحلام 00
- لين , أتعنين ما قلت ؟ ألن تحاولي الفرر والرحيل عني ؟
لم يدم ترددها طويلا وسرعان ما منت عليه بأحلى ابتسامة وقالت بصوتها الحنون :
- أعني كل حرف خرج من فمي 0 لن أتركك ابدا 0
توقف الكلام عند هذا الحد 0 وأظهر الزوجان ارتياحا عارما بعد أن لاحت بشائر
الأمل بحياة سعيدة مديدة وان يكن الأمر بحاجة لبعض التفاصيل البسيطة000
كانت عقارب الساعة تشير الى الرابعة بعد الظهر لما رن جرس الهاتف 0 ترك
رادولف الرسائل التي كان يكتبها وأسرع ليجيب على المكالمة 0
رأت المرأة زوجها ينفعل , يتجهم , ويمتلئ غضبا أبيض 0 ثم يقول بصوت مخنوق :
- وهل ماتت ؟ لم تمت ولكنها بحالة خطرة ؟ يجب أن أعثر عليه قبل رجال الشرطة 0
يا الهي لماذا لم يأت الى هنا كما كان ينوي !
تملكها خوف شديد لا تعلم سببه وهي تراقب زوجها يستمع الى محدثه بقلق عميق 0
وعلمت ما سيقوله بعد ان يقفل الخط 0
- علي الخروج لبضع ساعات يا عزيزتي 0 ارجوك لا تطرحي علي أسئلة لأن الوقت لا
يعمل لصالحي 0
لا خوف عليك من البقاء هنا واذا شئت أرسل لك السيدة وايت لتعني بك في غيابي 0
-أأستطيع مرافقتك ؟
- لا يا لين فأنا لا اريد اقحامك في هذه المشكلة 0
اقتنعت المرأة وقالت انها ستكون بخير وبانتظار عودته على أحر من الجمر 0
- أرجو أن أتمكن من العودة خلال الليل 0 وفي أي حال سأكون هنا صباح الغد كحد
أدنى 0
طبع قبلة ناعمة على جبينها وأضاف :
- سيكون كل شئ على ما يرام بيننا قريبا يا ملاكي 0
بعد ثوان معدودة أقلع بالسيارة بسرعة فنهبت الارض نهبا مرسلة سحابة من الغبار
في الفضاء
جلست لين وحيدة تحدق في البحر الازرق الهادئ المتلألئ تحت قرص الشمس الاحمر
وليس لديها سوى أفكارها وتسأولاتها تؤنس وحدتها 0 من يكون بوريل هذا ؟ لا ريب
في أنه شخص مهم بالنسبة الى رادولف وانه ارتكب عملا خطيرا يعرضه لملاحقة
العدالة000
تنهدت بعد أن تعبت من التفكير وقالت بصوت عال :
- لماذا اتعب رأسي بهذه الأمور ما دمت لا أملك وسيلة ناجحة لمعرفة الحقيقة ؟
تدريجيا بدأ الغسق يلف الدنيا ملونا البحر بستار رمادي والجبال بوشاح قرمزي
ناعم 0 قررت لين ان تقوم بنزهة بعد العشاء الخفيف الذي تناولته 0 وبعد عودتها
تمددت على كنبة مريحة في غرفة الجلوس المضاءة بنور شاحب يضفي عليها جوا
شاعريا يحتاج الى وجود رادولف ليكتمل ! تمنت أن يكون لها يوما بيت كهذا تعيش
فيه مع من تحب , ولربما تحققت أمنيتها متى تدبر رادولف وظيفة محترمة 0
شغلت المرأة نفسها بقراءة بعض المجلات حتى لا تشعر ببطء الوقت وثقل الوحدة 0
كما استمعت الى موسيقى ناعمة تبث يواسطة مكبرات للصوت منتشرة في جميع غرف
المنزل 0
منتديات ليلاس
في حوالي العاشرة أوت الى فراشها بعد ان استبعدت عودة رادولف وما لبثت ان غفت
على صوت حفيف الاوراق تتصادم بفعل النسيم العليل 0
أفاقت لين من غفوتها مرتعدة على ضجة خفيفة فجلست في سريرها صامتة , تاركة
النور مطفأ0 ولما لم تتكرر الضجة غفت من جديد ولكن لدقائق قليلة فقط اذ سرعان
ما فتحت عينيها على صوت جرار يفتح 0 ربما عاد رادولف ولم يشأ ازعاجها فدخل
لينام في غرفة أخرى 0 همت لين بالنهوض لملاقاة زوجها ولكنها عدلت كي لا تزعجه
اذ لاشك في أنه مرهق جدا , ومحتاج للوحدة لاستجماع أفكاره والتقاط أنفاسه 0
بامكانها انتظار طلوع النهار حتى تطلع منه على الحقيقة التي وعد بكشفها حالما
ينتهي من مهمة العثور على بوريل 0
أ ضاءت لين المصباح الكهربائي الموضوع قرب سريرها ونظرت الى الساعة : الثالثة
فجرا 0لو كان معها كتاب تطالعه لأضاعت الوقت حتى تبدأ الشمس بالنهوض وتطرد
ظلام الليل الدامس 0أتذهب الى غرفة الجلوس وتحضر كتابا من تلك الكتب المرصوفة
على أمتداد الجدران ؟ تخلت المرأة عن هذه الفكرة مخافة اوعاج زوجها , فأطفأت
النور وعادت الى النوم0
أفاقت لين في الخامسة وقررت الانتظار ساعة حتى تنهض لأن رادولف أوى الى سريره
متأخرا 0 فلا ضرورة لايقاظه في هذا الوقت الباكر 0 بعد ساعة دخلت الى الحمام
وأمضت وقتا طويلا تحت الماء الساخن تنعش جسمها بعد حادث وقوعها في اليوم
الماضي 0بعد ذلك جلست أمام المرآة تتبرج استعدادا للقاء رادولف على أمل ان
تكون مهمته انتهت على خير وتبدأ صفحة جديدة في حياتهما 0 بعد أن تأملت وجهها
جيدا في المرآة ووجدته مرضيا أرتدت برنسا ابيض وخرجت الى الممشى تبحث عن
الغرفة التي يحتلها رادولف 0
في تلك اللحظة فتح باب احدى الغرف فاستدارت لين مبتسمة000ولكن الابتسامة لم
تطل لما رأت المرأة وجه الغجري 0ماذا حل به ؟ عادت الى وجه امارات الفظاظة
والوحشية التي طالعها بها في ذلك اليوم الذي لا ينسى حين حاول الأعتداء عليها
000
همست لين مذهولة :
- رادولف 00000ماذا000
صمتت عندما رأت القميص مفتوحا على صدره يغطيه شعر أسود كثيف 0 أكثف مما عهدته
فيه! رفعت عينيها الى وجهه ووضعت يدها على فمها لهول المفاجأة : من أين أتى
بهذه النظرات الرهيبة كشخص ظهرت امامه رؤيا أسطورية !
- رادولف أنت تخيفني 000
كان مظهره كمجنون خطر وظنت لين ان الجانب الشرير طغى مرة أخرى على الشخصية
المزدوجة وان رادولف الذي يقف أمامها ليس رادولف الذي تعرفه 0000ولكنها ما
لبثت ان ابتعدت اكثر من ذلك وأدركت أن هذا الرجل ليس زوجها !
توضحت الصورة امام عيني المرأة بسرعة البرق 0 فهذا الرجل هو بوريل الذي يبحث
عنه رادولف , وهو بالطبع الشقيق الذي حدثها عنه زوجها وان يكن قد أغفل ان
يذكر انهما توأمان !
تكلم الرجل أخيرا :
-مالذي أتى بك الى هنا ؟
تراجعت لين خائفة تفتش عن باب غرفتها لتقفل على نفسها هربا من هذا الغجري
الشرير 0 وكان هلعها شديدا فانعقد لسانها ولم تستطع التفوه ولو بكلمة واحدة0
كرر الرجل سؤاله وهو يقترب منها ببطء 0 ولسوء حظها وجدت نفسها تصطدم بالجدار
بدل ان تقودها قدماها المرتجفتان الى الغرفة 0فجحظت عيناها وفغرت فاها عاجزة
عن الحراك0
- رادولف000يبحث عنك 000
ارتسم على شفتي الرجل ما ظنته لين ابتسامة وقال بخبث :
- سمعت ان أخي تزوج فأنت ولا شك الزوجة المحظوظة 0
- أصبت 0
- ياللصدفة ! وأنا كدت أنال منك في الغابة لولا تدخل هذه الحقيرة ماندا
لانقاذك !
أطلق بوريل ضحكة شريرة وأضاف 0
- يا لسخرية القدر كدت اعتدي على زوجة أخي !
مرر أنامله الطويلة في شعره الأسود الكثيف فزاد شكله غرابة واقترابا من العته
0
عاد الى الكلام والرغبة تخنق صوته :
- لكن ماندا لن تستطيع انقاذك الآن ومنعي من التمتع بجمالك 0
سأصيب عصفورين بحجر واحد , ألهو قليلا وانتقم من أخي المحترم بعد كل ما فعله
معي 0
بدا بوريل مستعدا للأنقضاض على فريسته الضعيفة ولين عاجزة عن الحراك بعد ان
خانتها شجاعتها ولم تعد تقوى على الصراخ 0
مرت في مخيلتها صور كثيرة ففهمت تقريبا كل ما حدث 0 حدقت في وجه الغجري جيدا
وأيقنت ان الرجل الذي هاجمها عند تعطل سيارتها ليس نفسه الذي قابلتهفي الغابة
على الجواد !سيما وان بوريل يحمل أثر جرح عميق في مفرق شعره بان واضحا عندما
مرر يده فيه 0 آه لو انها انتبهت لهذا الجرح لكانت وفرت على نفسها وعلى زوجها
الكثير من الألام والأحزان ! وفهمت من الآن لماذا كان رادولف يشير الى
الحادثة الثانية لما كانت تكلمه عن الأولى ! فكيف يذكر الاولى وهو لم يكن
طرفا فيها !
أمر بوريل بلهجة مفزعة :
- اقتربي مني يا أمرأة ! تعالي لأرى ماذا تحت هذا البرنس الجميل 0 لابد ان
شقيقي المليونير يقدم لك ما ترغبين من الثياب , أما أنا فلا أملك سوى نفسي
أقدمها !
تبع ذلك ضحكة هستيرية ملأت أرجاء المنزل وأشعرت لين ان أذنيها ستنفجرا 0
- لنأمل يا حلوتي ان يطول غياب رادولف حتى اتمكن من الاسترسال بما انوي فعله

 
 

 

عرض البوم صور gagui   رد مع اقتباس
قديم 30-09-08, 09:30 AM   المشاركة رقم: 53
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2008
العضوية: 63116
المشاركات: 68
الجنس أنثى
معدل التقييم: hinata عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 15

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
hinata غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : safsaf313 المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

يسلمو يقلبي gagui و جزاك الله الف خير على التكمله و يعطيك العافية


عيدكم مبارك

 
 

 

عرض البوم صور hinata   رد مع اقتباس
قديم 30-09-08, 12:52 PM   المشاركة رقم: 54
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2008
العضوية: 66854
المشاركات: 2,022
الجنس أنثى
معدل التقييم: safsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 585

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
safsaf313 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : safsaf313 المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

شكرا خالص على التكمله يا جوجى معلش تعبتك يا قمر وكل سنه وانت طيبه وشكرا خالص ليكى على مرورك يا هيناتا وكل سنه وانتى طيبه يا قمر وآدى التكمله علشان خاطر عيونكم

 
 

 

عرض البوم صور safsaf313   رد مع اقتباس
قديم 30-09-08, 12:55 PM   المشاركة رقم: 55
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2008
العضوية: 66854
المشاركات: 2,022
الجنس أنثى
معدل التقييم: safsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 585

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
safsaf313 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : safsaf313 المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

مد يده السمراء نحو لين فصارت المرأة على حافة الأغماء 0 ولما انقض عليها
بدأت بمقاومته بكل ما أوتيت من قوة 0 كان لبوريل قوة ثور هائج , لكن يأس لين
دفعها الى الصمود وهي تنتظر حلول معجزة ومجئ زوجها لينتشلها من براثن شقيقه
المتوحش 0 ولكن زمن المعجزات ولى وشيئا فشيئا بدأت قواها تخور وعزمها على
المقاومة يضعف الى ان هدأت تماما وتمددت مستسلمة على الأرض 0 حملها بوريل الى
كنبة في غرفة الجلوس ولما هم باتمام فعلته الحقيرة , دبت فيها قوة مفاجئة
فرفسته على معدته وسقط على الأرض مغشيا عليه بعد أن ارتطم رأسه بحافة الموقد
كان هذا آخر مشهد رأته لين مشوشا وفقدت الوعي يعد ذلك 000

10- رادولف والحب الكبير


لما عادت لين الى وعيها وجدت ان بوريل ما يزال ممدا على الأرض والدما تنزف من
رأسه 0
- ماذا فعلت ؟ هل قتلته ؟
تغلبت المرأة على خوفها واقتربت تنصت الى قلبه تتحسس فيه الحياة 0 كم كان
ارتياحها كبيرا عندما رأت ان قلبه لم يتوقف عن الخفقان 0 وعلى الفور شرعت
تفتش عن رقم طبيب تتصل به هاتفيا ليأتي ويعتني ببوريل 0 ولكنها ترددت بعد ان
تساءلت عن رغبة زوجها بحضور طبيب ليعالج اخاه الفار من وجه العدالة 0
فوجئت لين بهدوء اعصابها وكأن الطبيعة اعادت اليها توازنها لما فقدت وعيها 0
رأت الموقف امامها واضحا وتمكنت من اختيار الحل الأنسب لهذا الموقف الحرج0
وهكذا , هرعت الى المطبخ واحضرت حبلا واوثقت به يدي الغجري لتأمن شره اذا
افاق 0 ثم تفحصت الجرح وتبين لها انه سطحي ولا يشكل أي خطر على حياته 0
فتح الرجل عينيه فجأة وحدق فيها باستغراب :
- من أنت ؟ اين انا ؟
شعرت لين نحوه بالشفقة ولم تستطع ان تكرهه رغم ما سببه لها حتى الآن من مصائب
وويلات 0
- انا زوجة اخيك يا بوريل 0
تخبط الرجل محاولا تحرير يديه ثم صاح :
- من اوثق يدي ؟
- الا تذكر انك هاجمتني فرفستك واوقعتك ارضا فاصطدم رأسك بحافة الموقد ؟ ولكن
لا تقلق فقد داويت الجرح البسيط وسيلتئم بسرعة 0
ظل الغجري صامتا لبرهة حتى استوعبت ما سمع 0
- فشلت مرة اخرى في النيل من زوجة اخي 0 لو نجحت لكان انتصارا باهرا000
توقف بعد ان داهمه الألم ثم سأل :
- أين رادولف ؟
- انه يبحث عنك كما ابلغتك سابقا 0
قال بصوت قلق :
-هل سيعود الى هنا ؟ لا يجب ان يجدني بأي ثمن , حلي وثاقي والا جعلتك تندمين
على فعلك حيث لا ينفع الندم !
حاول بوريل النهوض لكنه تعثر ووقع على وجهه , فنظرت لين اليه متأسفة على حاله
0 حزنت لرؤية رجل بهذه القوة والوسامة مطروحا على الأرض اسير حبل واسير
غرائزه الشريرة0
- ارجوك , حلي وثاقي !
كادت لين ان تذعن لتوسله ولكن عقلها سيطر على انفعالات قلبها الرقيق 0 فجلست
على الكنبة تحدق فيه وتنتظر مجئ زوجها ليتولى حل معضلة اخيه 0
ما اكثر الفوارق بين رادولف وبوريل , هذه الفوارق لم تلاحظها لين في السابق 0
الأول يهتم بأناقته ونظافته اما الثاني فقذر لا يعرف للنظافة معنى0 كان يكفي
لين ان تنبه لأظافر بوريل حتى تفرقه عن اخيه , ولكنها لاتلام لأنها كانت
تتصرف مدفوعة بالخوف والرعب 0
شخصت عينا بوريل بوجه لين فتذكرت كلمات اولاف عنه وعن الحياة التي اختارها
والتي لا يحبذها رادولف العامل على مساعدته للتخلص من عاداته القبيحة 0
- رادولف يريد ان يتحدث اليك في امور هامة0
- ماذا يريد مني اخي المحب الا يكفيه انه سلب اموالي ونال التركة بكاملها على
رغم كوني اكبر منه ؟ كان محظوظا لما اخذه جدانا وتعهدا بتربيته وتعليمه في
حين بقيت شريدا في الطرقات 0 تصوري انهما منحاه اسم العائلة الكريمة !
سألته لين اذا كان يريد دواء مسكنا فرفض وتابع تظلمه :
- لقد نزعاه من مخيم الغجر عندما كان في السادسة عشرة وترعرع كارستقراطي
توافرت امامه سبل العيش الواسعة ! ولماذا حصل ذلك؟ لأن جدي العزيزين شعرا
بتأنيب الضمير لما لقيته امنا من ذل وهوان على يديهما بعد ان نبذاها لأنها
فرت مع رجل غجري وقعت في غرامه0 ولم يكفهما طردها بل اعتبراها ميتة ورفعا
علما أسودا على قبة القصر للدلالة على ذلك 0 وبعد موتها ارادا التعويض عن
غلطتهما تجاهها فاستفاد من ذلك اخي العزيز0
تمتمت لين بعد ان سمعت القصة وعرفت حقيقة زوجها :
- رفعا علما أسودا000عن أي قصر تتكلم ؟
- قصر آل دوغي بالطبع ! لست بحاجة لأن اعلمك بأنك متزوجة من سيد احد اكبر
القصور ورأس احدى انبل العائلات في ايرلندا ! وهذا المركز من حقي لا من حق
رادولف !
- اهدأ يا بوريل 0
نصحته لين بالهدوء وهي ترتعد بدورها غير قادرة على استيعاب الحقيقة الصاعقة 0
اللوحة التي رأتها في قصر دوغي كانت لوالدة رادولف 0 رادولف هو السيد دوغي
صاحب القصر وسيد الأراضي ! وهو اعاد الاعتبار الى امه المنبوذة واعاد تعليق
اللوحة في القصر 0 ولكن لماذا اختاره جداه دون اخيه بوريل الذي بقى مشردا في
المخيمات ؟
تكلم بوريل بعد قليل بصوت منخفض وحزين :
- علي الذهاب قبل مجئ رادولف فأنا تحاشيته لمدة طويلة ولا ارغب في لقائه الآن
! قصدت ان اسبب له الكثير من المشاكل والعار , وتوجت افعالي المشرفة بمحاولة
قتل ماندا ولكن اللعينة لاتموت ! آه كم اردت في تلك اللحظة ان الصق برادولف
نعت شقيق القاتل الغجري الخطير بوريل !
توقف بوريل فجأة ونظر الى النافذة بينما هبت لين من مقعدها بعد ان سمعت صوت
السيارة , لتلاقي زوجها 0 نظرة واحدة الى وجهه كانت كافية لترى خيبة الأمل
وفشله في اتمام مهمته , ولكن الزوجة سارعت الى الأعلان :
- عزيزي رادولف , بوريل هنا !
- بوريل ؟ اين هو ؟
دخل رادولف البيت راكضا غير قادر على الأنتظار لحظة اخرى ليبت الأمور مع
شقيقه0
وعلى الفور سمع صوت بوريل يصيح من الداخل:
- لعن الله هذه المرأة فلولاها لكنت الآن اسرح على هواي في التلال الواسعة
!اهلا يا شقيقي المحترم ! ماذا في جعبتك الآن وقد امسكت بي ؟ قل ما عندك
ودعني ارحل لأني لا ارغب في البقاء معك ثانية واحدة!
- من حقك ان تبقى هنا وان تبقى في القصر ما شئت 0
توقف رادولف عن الكلام عندما دخل الى الغرفة ورأى اخاه ممدا على الأرض 0
- ماذا حا برأسك وبيديك ؟
وقفت لين تنتظر ماذا سيقول بوريل الذي اخذ يضحك كالمجنون وبريق الأثارة والشر
في عينيه 0
- لقد اخفت عروسك الناعمة يا شقيقي العزيز , ولو لم يخني الحظ لكنت تمتعت
معها بوقت جميل 0
رأت المرأة زوجها يمتلئ غضبا ويستعد لمعاقبة بوريل على ما فعله بأقسى طريقة 0
- ماذا حدث يالين ؟ هل اصابك بوريل بأي أذى ؟
لم يدع بوريل لين تجيب على السؤال فتولى المهمة عنها :
- لا تخف فالوقت لم يسمح لي بالذهاب معها حتى النهاية 0 اضعت الفرصة لما
رفستني وطرحتني ارضا !
وثب رادولف على أخيه والشرر يتطاير من عينيه فخشيت المرأة ان يقع ما لا تحمد
عقباه 0 وهرعت تمسك بيد زوجها متوسلة :
- ارجوك يا رادولف , لا تفعل شيئا 0 اخوك يحتاج الى الشفقة لا الى المعاقبة 0
رق رادولف لكلام زوجته وهدأ غضبه بعد ان نظر الى عينيها المليئتين بالرأفة
والرحمة 0
وبذلك تحاشى استعمال العنف مع اخيه المذنب فاكتفى بالقول :
- لنشكر الله يا لين على انك لم تصابي بأذى رغم انه ولابد سبب لك بعض الخوف 0
نظر رادولف الى أخيه واكمل بحدة :
- الفتاة مصابة بجروح بليغة !
- كنت آمل في موتها لما جئت هنا هربا من الشرطة , ولكن سوء الطالع جعلني
التقي بك في هذا المكان اللعين 0
- ابلغني اولاف انك آت 0 متى وصلت ؟
لما ذكر بوريل ساعة حضوره نظر رادولف الى زوجته مستفهما 0
- سمعت ضجة في الليل ولكني ظننت انك وصلت ولم تشأ ازعاجي يا عزيزي 0
هز رادولف رأسه بتفهم وقال :
- لاشك انك اعتقدت اني شغلت غرفة اخرى للسبب نفسه0
- تماما 0
لم تزد لين ولكن بوريل , بعد ان اقنع شقيقه بحل وثاقه , تكفل بسرد كل ما حصل
الليلة الماضية وحتى الساعة 0 في ذلك الوقت كانت لين تراقب زوجها ينفعل ويعض
على اسنانه ضابطا نفسه حتى لا يهجم على بوريل ويسحقه 0
بعد ان استمع الى سرد اخيه التفت الى زوجته وقال :
- كونت فكرة صغيرة عني الآن , اليس كذلك؟
ساهم الشعور بالذنب ودقة الموقف في دفع الدماء الى وجهها فاصطبغت وجنتاها
بحمرة زادتها سحرا 0
- اعذرني يا رادولف فتصرفاتي معك كانت مخجلة 0
- لا اعتقد يا حلوتي ان تصرفاتي كانت افضل 0
القت لين نظرة خاطفة على الجرح في وجه زوجها وقالت :
- سأنسحب الى المطبخ لأحضر طعام الغداء فلا بد ان لديكما الكثير لتقولانه 0
- ابقي يا عزيزتي فوجدك هنا يوفر علي الكثير من الشرح الكلام 0
- ولكنها مسألة خاصة لا علاقة لي بها 0
- انت زوجتي ولن اكتم عنك شيئا فمن حقك الاطلاع على الحقيقة 0
امتلأ قلب لين بالسعادة لثقة زوجها بها و في حين كان بوريل يستمع اليهما
مطأطأ الرأس مهيض الجناح , تخفي عيناه دموع الندم والأسف على حياته الضائعة 0
جلست لين على كنبة قرب النافذة تستمع الى " محضر الجلسة " بين التوأمين
الغجريين00
بدأ رادولف الكلام بصوته الراقي ونبرته المتعالية :
- حسنا يا بوريل مالئ الدنيا وشاغل الناس ! جبت البلاد طولا وعرضا بحثا عنك ,
ولكن لننس الماضي لأن ما فات مات 0 ولا اطلب منك الآن سوى قبول نصف التركة 0
- لا !لن آخذ شيئا فأنت سرقتني !
لم يستطع بوريل هذه المرة كبت دموعه فانهمرت من عينيه بغزارة ادمت قلب لين0
توجه رادولف الى لين شارحا كيف ورث وحده ثروة عائلة دوغي كلها : هربت والدته
, وهي صبية يافعة بعد , مع شاب غجري وسيم كان مخيما مع عشيرته في مكان قريب
من القصر 0 وهكذا نبذها اهلها ولم يلتفتوا اليها رغم رسائلها المتكررة والتي
ابلغتهم في احداها انها حامل 0 ولم تكن تعلم بالطبع ان في احشائها طفلين !
اسند رادولف ظهره الى حائط الموقد واكمل سرد الحكاية المحزنة :
- ماتت امي خلال الوضع بعد ان كان والدي قد هجرها لأنه ملها , ومع الأسف
الشديد عهد بتربيتنا الى عائلتين مختلفتين فافترقنا ونحن طفلان 0
تمتمت لين والدموع تطفر من عينيها لهذه القصة المحزنة :
-آه ما اقسى القدر !
علق بوريل على كلامها بحدة :
- ما اقساه تجاهي لا تجاهه ! فقد وضعت في عهدة رجل وامرأة شريرين لم يكلفا
نفسهما مشقة تربيتي 0 بينما قاد الحظ رادولف الى امرأة طيبة رعته احسن رعاية
واطلقت عليه اسم رادولف تيمنا بنبلاء البلاد 0 ولم تكتف بذلك بل أخذت تشيع
انه ولد قبلي مع ان العكس هو صحيح !
- لم يستطع احد اثبات من هو الأكبر0 وفي أي حال ,الفرق بين ولادة تؤام وولادة
آخر لاتتعدى الثواني0
- لا تحاول اخفاء الحقيقة يا سيد رادولف 0 والزوجان اللذان ربياني ,تريزا
وأوستن اكدا لي اني اكبر منك 0
- لا استطيع مناقشة قولك يا بوريل لأني لم أكن واعيا ومدركا عندها !
لم يقتنع بوريل بل أصر على قوله :
- انا اكبر منك !
تجاهل رادولف كلمات اخيه واكمل يسرد القصة قائلا ان اولاف كان يعلم منذ
البدابة هوية ام الطفلين الحقيقية , لكنه لم يطلع احد على ذلك سوى من تعهد
بتربيتهما 0 وذلك لاقتناعه بان الجدين لن يلتفتا اليهما بسبب العار الذي
سببته الوالدة للعائلة 0
هنا تدخا بوريل مقاطعا :
- سمعت ان اولاف عاد عن رأيه واتصل بجدينا ليعلمهما بأن رادولف هو حفيدهما
مهملا اياي 0 وسبب ذلك اعتقاده ان رادولف يحمل من طباع ونبل والدته الكثير
ليجعله لا يستحق حياة المخيمات القاسية 0

اكمل رادولف مصححا ادعاءات اخيه :
- لم يتصل اولاف بجدي لأنه لم يشأ ان يسبب أي الم للسيدة التي ربتني , وانا
مسرور لأنه فعل ذلك 0 اعجبت لين بشهامة زوجها الذي يهتم بمشاعر سيدة غجرية
رعته اكثر من التنعم بالجاه والثروة , كما تذكرت كلماته لاولاف والتي قال
فيها انه لكان فعل الشئ نفسه لو كان في مو قعه 0
اكمل الرجل :
- لو تركتها باكرا لصارت حياتها فارغة 0 وانا احببتها فعلا لأنها كانت امرأة
طيبة علمتني القراءة والكتابة , زودتني بالكتب لأبني ثقافة معقولة 0 انفقت
المال الوفير لتؤمن لي العيش الكريم0
توقف رادولف قليلا وزاد بكل جدية :
- لكن حياة الغجر وبيئتهم اثرتا في شخصيتي بالطبع فلم اكن ذلك الشاب المحترم
واوقعتني طباعي الشرسة التي ورثتها عن والدي في مشاكل عديدة0
مررت لين ملاحظة ملطفة :
- ولكنك ورثت الطيبة والنبل عن والدتك0
تدخل بوريل محدقا في الزوجين :
-كيف تعرفتما الى بعضكما وتزوجتما بهذه السرعة ؟ انت لم تقابلي رادولف قبل
لقائنا في المخيم لما تعطلت سيارتك , اليس كذلك ؟
نظر رادولف الى زوجته مستغربا :
- تعطلت سيارتك ؟ عم يتكلم بوريل ؟
اطلق بوريل ضحكة عالية وقال :
- الا تعلم اني كدت انالها في المرة الأولى !
لم تكن لين راغبة في سماع بوريل يتكلم عن الموضوع ويضع القصة في قالبه الخاص
فأمرته بالسكوت :
- اصمت ! دعني افهمك ما حدث يا رادولف 0
- تفضلي لأن القضية اصبحت معقدة فأنت لم تذكري لي شيئا عن معرفتك ببوريل0
اطلعته المرأة على كل ما حصل بتفاصيله من دون ان تهمل شيئا 0
ولما انتهت كانت علامة الاجرام بادية في عيني رادولف الناظر الى اخيه البكر0
- ايها الشرير ! علي ان اخنقك بيدي لا ان اعرض عليك المساعدة !
كان من الطبيعي ان يتراجع رادولف عن مساعدة اخيه بعد اطلاعه على ما حدث وعلى
تعرض شرف زوجته وسلامتها للخطر لولا تدخل ماندا0 لكن لين تدخلت وتمنت على
زوجها ان ينسى الموضوع ويساعد اخاه وعفا الله عما مضى !
وبالفعل رضخ رادولف لمشيئة زوجته واعرب عن استعداده لمعاونة بوريل ليحظى
بحياة شريفة
وعوض عن ان يظهر بوريل الامتنان لأخيه قال ساخرا :
- لكنك لن تسامحني بالطبع 0
- كيف اسامحك بعد ما حدث بيني وبين لين من اخطاء بسببك !
هز بوريل كتفيه علامة عدم الاكتراث قائلا :
- لايهمني ما حصل بينكما ولكن ما يحيرني هو عدم استطاعة زوجتك التفرقة بيني
وبينك الا هذا الصباح !
ضحك بوريل واكمل :
- آه لو انها لم تتعرف الي وسمحت لي 000
لم يدعه رادولف يكمل اذ قفز اليه وهم بضربه لولا تدخل لين في اللحظة الأخيرة
وفصلها بين الرجلين0
- لا يارادواف , لاتضربه لأنه يحتاج الى من يشفق عليه لا من يلومه ! قدر وضعه
التعس وقارنه بما حظيت 0 ارجوك تفهم حالته وساعده !
ترقرقت الدموع في عينيها ورمقت زوجها بنظرة رقيقة :
- بوريل يبقى شقيقك الوحيد على رغم تفريق القدر بينكما 0 عليك ان تشركه في
مصيرك , فاما ان تكونا ثريين واما ان تكونا فقيرين 0
ارتسمت علامات الدهشة والتعجب على وجه كل من الرجلين0
- اتستطيعين مسامحة اخي يا لين ؟
قال رادولف ذلك بينما تمتم شقيقه :
- انها امرأة 000مختلفة 0 لم أر في حياتي مثل هذه النعومة ومثل هذا التسامح 0
ياليتني قابلت واحدة مثلها , لا مثل ماندا المفترسة 000
طمأنته لين بصوتها الحنون :
- ستجد من يعتني بك ويحبك يا بوريل فلكل رجل امرأة تناسبه 0
عنت لين ما تقول لأن بوريل ليس شريرا بطبيعته , بل هو عاش في بيئة غير صالحة
وترعرع في محيط يؤمن بالقوة وبالخروج على القانون وسيلة للتفوق والفوز 0
تكلمت لين محاولة تخفيف وطأة التوتر السائد بين الغجريين :
- اكمل القصة يا رادولف 0 كنت تخبرنا عن المرأة التي ربتك وثقفتك 0
بعد موت مربية رادولف مورين , بعث اولاف برسالة الى جدي رادولف يطلعهما على
الوضع ويرجوهما تعهد رادولف وقبوله للعيش معهما في القصر 0 رحب العجوزان
الثريان بالفكرة لأنهما كانا وحيدين لا وريث لهما سوى قريب بعيد يعيش في
امريكا 0
قاطع بوريل شقيقه معترضا :
- انت تهمل جزءا من القصة وهو ان اولاف لم يكلف نفسه مشقة البحث عني 0
- ربما لا تعرف يا بوريل ان اولاف سمع ان العربة التي كنت تعيش فيها مع
الزوجين احترقت ومات من فيها 0
- كان عليه التأكد من ذلك لا تصديق الأخبار بسرعة , فأنا نجوت من الحريق ولم
اصب الا ببعض الحروق البسيطة 0
ازاح بوريل الشعرات السود واراهما اثر الجرح في مفرقه ثم تابع :
- لنفترض ان اولاف لم يعرف بوجودي حيا الا منذ سنتين , فلماذا انتظر اسابيع
عدة ليطلعك على الأمر ؟ ربما خشي من معرفتك ان لك اخا شريرا 000
- لا ادري ما الذي شغله عن اطلاعي على وجودك 0
- لم يرد افساد حياة رجل محترم باقحام اخ شرير ومتشرد فيها 0فأنت نشأت في
احسن البيوت وارقاها بينما اضطررت لشق طريقي وحيدا منذ ان كنت في العاشرة 0
والله وحده يعلم كم واجهت من الصعوبات لأستطيع الصمود0
ارتجفت شفتا بوريل فظنت لين انه سيعود الى البكاء سيما وانها هي لم تكن بحاجة
الى تشجيع لتنهمر دموعها 0 حاول رادولف تبرير موقفه وتصحيحه :
- دعوتك مرات ومرات لتأتي وتعيش معي في القصر حيث تبدأ بتحصيل العلم والثقافة
وتعاشر من يجب ان تعاشرهم من الناس 0 رفضت ذلك مع العلم انه من حقك التمتع
بنصف الأموال 0
اكمل رادولف بكل أسى :
- اعتبرت ان في الأمر تصدقا ولكنك مخطئ 0 لأنني لم اعرض عليك الا حقك , وكن
على ثقة اني ما زلت عند عرضي ومستعد لنصبح صديقين نتكاتف في مواجهة مشاق
الحياة وقساوتها 0
تساءلت لين عما يمكن ان يكون اكثر عدالة من هذا العرض , وحبها لزوجها يتضاعف
لما خبرته فيه من نبل وشهامة 0 نظرت اليه مبتسمة فرد الأبتسامة بأنعم منها
وقلبها يخفق طربا بالحب الكبير 0
فكر بوريل مليا بالأمر واعلن :
- رفضت دعواتك السابقة لأني كنت مقتنعا اني اكبر منك سنا , واني خدعت وحرمت
من المال والتربية 0اردت واريد ان اصبح رجلا محترما ولكن تغيري صعب وقد بلغت
الثلاثين 0 كنت محظوظا يا رادولف لأنك تركتحياة الغجر وانت بعد فتى يافع ,
اما ان تبدأ عملية تحول تنقلك من ضفة الى ضفة وانت في الثلاثين فرابع
المستحيلات 0 تفهم رادولف رأي أخيه معترفا انه , على رغم كونه في السادسة
عشرة , زجد صعوبةقصوى في التخلص من عاداته الغجرية والتأقلم في نمط الحياة
الارستقراطية المعقدة0
- لا مجال للمقارنة يا لين بين تعقيدات وشكليات حياة القصور وحرية وفلتان
حياة الغجر 0 ولا انكر اني عقدت العزم مرارا على الفرار والعودة الى المخيم
لأعيش بين قومي واصحابي 0
قدرت لين لما سمعت ذلك مدى شجاعة زوجها وقوة ارادته اللتين جعلتاه يصمد ويبقى
في القصر مع جدين عجوزين متعجرفين , ولا عجب في كونهم كذلك , شأن كل اصحاب
الثروات الطائلة والألقاب النبيلة 0 لاريب في ان رادولف بذل مجهودا جبارا
ليعتاد على متطلبات حياة القصور ويتخلى عن اللامبالاة التي طبع عليها في
حياته الغجرية 0
علق بوريل على كلام اخيه :
- لو هربت من القصر لربما كنت انا مكانك الآن0
- ربما 0
قطبت لين حاجبيها غير قادرة على تصور بوريل المتشرد في ثياب ارستقراطي عريق ,
فهو كان سيفشل حتما في اعتياد حياة القصور 0ولا شك ان بوريل مدرك لهذه
الحقيقة ويتصرف , وان ليسظاهريا , على اساسها 0 اعاد رادولف سؤاله :
- ما اريد ان استوضحه منك يا بوريل هو هل تقبل بعرضي طاردا من ذهنك فكرة
التصدق والحسنة ؟
- اتعرض علي السكن في القصر ؟
- اعتذر اذا قلت ان هذا مستحيل لأنك ارعبت زوجتي مرتين وهي ستنزعج من وجودك
فيه 0
- هذا يعني انك غير مؤمن بامكانية عودتي الى الطريق الصواب 0
أضاف بوريل قبل ان يتمكن اخوه من التعليق 0
- لن استطيع يا رادولف معرفة سبب انشغالك بي وبحثك الدائم عني 0 جبت مخيمات
البلاد كلها مرتديا ثيابا لا تليق بمقامك حتى لا تشعر الغجر بأي نقص , وشاغلا
عربات قذرة لا تصلح لأن تكون مكانا لرمي النفايات في قصرك000والله لو كنت
مكانك لتخليت عن البحث مرسلا اياك الى الجحيم !
اكتفى رادولف بابتسامة خفيفة وبوريل ينظر اليه مقارنا بين طريقة حياة رادولف
وتشرده الدائم 0 ثم وضع الثاني رأسه بين يديه وقال يائسا :
- اتعجب لماذا انبأك اولاف بوجودي مع ان سلوكي كان يسبب له القرف ! انا لص ,
محتال , قاطع طريق000حتى الغجر لا يرضون بوجودي بينهم 000لا حل لي الا
بالأختفاء عن انظار الناس !
لكم صار بوريل بعد اعترافه هذا مختلفا عن مظهر الرجل الشرير 0 هو يكره نفسه
لأنه انساق وراء غرائزه وميوله الهدامة 0 ولكنه تسلح بالشجاعة وانهار معترفا
بأخطائه , من دون ان يجد علا لها سوى التواري 0
نظرت لين الى زوجها فرأته يفكر بعمق عن مخرج لمشكلة بوريل , وارادت ان تتكلم
لكن زوجها سبقها :
- لا أحد يكرهك يا بوريل فأنت عدو نفسك الوحيد0 لماذا لا تطوي صفحة الماضي
وتبدأ حياة جديدة ؟ اخبرني اولاف مرة انك بحاجة الى رأسمال صغير لتهاجر الى
استراليا وتؤسس مصنعا للخشب مع شريك , فهل ما يزال المشروع قائما ؟
- لا اعلم 000فالرجل سافر الى استراليا وسمعت انه 00يجد صعوبة في تسيير العمل
بسبب ضائقة مالية 0
- المال ليس مشكلة فمتى قررت العمل امدك بما يلزم 0
- انا مصمم على ذلك ومستعد للسفر الى استراليا يا رادولف 0
تنفس رادولف الصعداء ونظر الى زوجته مبتسما لأن نهاية الأزمة قد اقتربت 0
- وهل تقبل بنصف اموال التركة ؟
- ولكن المال موصى به لك ؟
- اموال عائلة دوغي يا بوريل حق مشترك علينا تقاسمه بالتساوي 0
- لا اجرؤ على اخذ نصف الأموال في الوقت الحاضر ! لأنني لا أجد نفسي قادرا
على ادارتها0 اعطني ما يلزم لأنشاء المصنع واحفظ الباقي , فأن احتجت الى شئ
آتي اليك 0
- كما تريد يا بوريل 0 سأعمل على مدك باللازم في اقرب وقت000
قاطعه رنين الهاتف فهرع ورفع السماعة خائفا من ان يكون في الأمر سوء , لكنه
ما لبث ان انفرجت اساريره وابلغ زوجته وشقيقه :
- ماندا بحالة جيدة ولن تتقدم بشكوى الى النيابة 0
اكتفى بوريل بالقول :
- يسرني سماع ذلك0
- تعلم يا بوريل ان كونيل اوقع نفسه في مشاكل عديدة وهو خائف ويريد السفر
ليسوي اوضاعه ويبني مستقبله 0 ما رأيك باصطحابه الى استراليا فأنا وعدته
بالمساعدة ؟
نظر رادولف الى زوجته وقال ضاحكا :
- لا تظني ان كونيل كان ينوي مساعدتك على الفرار فقد اعترف لي بكل شئ 0 الست
مسرورة يا عزيزتي لأنه لم يساعدك ؟
- نحن لم نعد الى المخيم لأعلم حقيقة نواياه 0
- صحيح يا لين ولكنه كان موجود في احد المخيمات التي مررنا بها 0
استوضح بوريل شقيقه :
- ماذا عن كونيل والهرب ؟
لم يجب رادولف بل وعد :
- سنطلعك على ما حصل في المستقبل عندما تأتي لزيارتنا 0
وافق بوريل مدركا في قرارة نفسه انه متى غادر هذا المكان لن يعود ابدا0
- لنعد الى موضوع كونيل يا بوريل 0 انه شاب ذكي ويستحق ان يتمتع باكثر مما
تقدمه حياة الغجر 0 واعتقد بانه سيكون لك عونا كبيرا في اعمالك 0
- لا مانع عندي في اصطحابه0
- اتمنى لك وله التوفيق وآمل بأن تتوصل الى تحقيق طموحاتك بالعزم وقوة
الأرادة 0
وقف بوريل على قدمين مرتجفين واخذ يبحث عن الكلمات ليعتذر عما حصل , لكن
شقيقه لم يود احراجه فسارع الى القول :
يجب ان ترتاح الأن وتتناول حبوبا مزيلة للصداع 0
- فكرة حسنة 0 اريد ان اسألك شيئا أخيرا يا رادولف , هل تهتم بالترتيبات
القانونية لسفري ؟
- لا تشغل فكرك بهذه الأمور واتكل علي 0 اما الآن فادخل الى غرفة النوم وخذ
قسطا من الراحة 0
بعد عشر دقائق جلس الزوجان وحيدين على الشرفة يتأملان زرقة البحر الهادئ 0
- اخيرا يا حبيبتي الغالية لم يعد هناك ما يعكر صفو حياتنا , اليس كذلك ؟
- اعتقد ان مشكلة بوريل انتهت0
- اشكر الله على ذلك 0
اخذ يداعب شعرها بحنان واضاف :
- كنت شهمة جدا تجاهه يا حلوتي على رغم ما فعله معك 0 آه كم سبب الكلام على
اللقاء الاول لبسا وغموضا , ولهذا كنت استغرب موقفك مني 0
- لو تحدثت مرة عن تعطل سيارتي000
- في أي حال اصبحت هذه الأمور جزءا من الماضي بالنسبة الي 0
- وهو كذلك0
- كنا ضحية ظروف معاكسة ولكننا خرجنا سالمين 0
فكر رادولف قليلا قبل ان يزيد :
- اتؤمنين بالحب من اول نظرة ؟
- ربما 0
- منذ ان رأيتك في الغابة علمت انك الفتاة التي ابحث عنها 0 غرقت في غرامك
حتى اذني وتعذبت كثيرا لاحتقارك اياي ولتعجرفك 0
- الم تتساءل يوما لماذا ضربتك بالسوط ؟ اظننت اني فعلت ذلك بدون سبب ؟
- حدث كل شئ بسرعة لم تدع لي مجالا لأفكر , فأنا اعاني من مركب نقص كوني
غجريا , فأنا اخاف من ان تكون تصرفاتي نابعة من ماضي ومن انتمائي الاجتماعي
وانت زدت الطين بلة عندما صنفتني غجريا متشردا حقيرا0
- انت مخطئ يا حبيبي , فجل ما في الأمر اني كنت خائفة من اعتدائك علي دون ان
يخطر لي ان الشخصين مختلفان 0 لاتتصور كم كانت المفاجأة كبيرة عندما رأيتك في
الغابة فظننت انك لحقت بي من المخيم حيث تعطلت السيارة حتى تكمل ما بدأته
هناك0
- من عجائب الصدف ان تلتقي ببوريل ثم بي في الغابة , ولكن القدر لعب لعبته
لجمعنا 0
رمقته بنظرة حنان ووضعت يدها على الجرح ثم همست :
- اتعتقد ان اثره سيزول ؟
- بالطبع سيزول 0
- ان لم يحصل ذلك لن اغفر لنفسي ابدا0
ضحك رادولف وقبلها بحنان على جبينها :
سنذهب غدا الى بيتنا حيث نبدأ برسم طريق حياتنا الصحيح 0
- فكرة رائعة ياحبيبي 0
كانت فرحة لين كبيرة الى درجة لا توصف 0 فالأمور تسارعت بشكل مثير في
الأسابيع الأخيرة , ووجدت نفسها في عالم آخر لم تكن تحلم انها ستصبح جزءا منه
لما كانت تدفن اوقاتها وراء مكتبها وبين جدران شقتها الموحشة 0
- اصحيح انك امضيت سنتين في البحث عن شقيقك ؟
- نعم , ولكن ذلك لم يمنعني من الأهتمام بادارة اعمالي 0 تنقلت بين المخيمات
بسيارتي 0 الاعندما التقيتك فقد كنت ذاهبا الى المخيم على الحصان لأنه قريب
نسبيا من القصر 0
- ولماذا تظاهرت بكونك غجريا فظا ؟
- الن ننتهي من الاستجواب ؟ حسنا , لأنك جرحت شعوري واردت ان ارد لك الكيل
كيلين 0 كدت , في مرات عديدة , اعترف لك بالحقيقة ولكن عنادي منعني 0
دفنت لين رأسها في صدره وهمست :
- بذلك تعلمت ان احبك لذاتك دون النظر الى انتمائك , وانا سعيدة لأنك تعرف
اني احبك من قبل اطلاعي على هويتك الحقيقية 0
- اظن انك اكتشفت حقيقة مشاعري نحوك يوم كنا في السيارة 0
- هذا صحيح يا رادولف 0 وان حاولت مقاومة هذا الحب لأن الحياة الغجرية لايمكن
ان تناسبني 0
- ولكن مقاومتك كانت فاشلة !
- اعترف بذلك واني كنت مستعدة لمتابعة الرحلة معك حتى النهاية 0
- الا تريدين الاطلاع على الخطة التي تحدثنا عنها ؟
- بالطبع 0
- لم اكن استطيع تصور نفسي اعيش بدونك يا لين 0 ففكرت ان ابتاع لك بيتا خاصا
تعيشين فيه بحرية , مقابل سماحك لي برؤيتك مرتين يوميا 0 وبذلك تتخلين عن
فكرة الفرار 0
- اتريد معرفة رأيي الحقيقي في خطتك يا رادولف ؟
- نعم 0
- انها اغبى خطة رأيتها في حياتي
- ولماذا ؟
- لأنك تعلم انك لن تستطيع التقيد بها وانك ستجبرني بعد مدة على 000على 000
احمر وجهها خجلا فيما رادولف يطلق ضحكة عالية تعبر عن الأرتياح والسعادة 0
منتديات ليلاس
تـــــمت

 
 

 

عرض البوم صور safsaf313   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
anne hampson, آن هامبسون, beloved vagabond, دار الكتاب العربي, روايات, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, سجينة الغجر, عبير, عبير القديمة, قريبا ياملاكي
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t93591.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 31-12-17 03:58 PM


الساعة الآن 10:56 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية