9-انا سمحت لنفسي اني اعرض المساعدة على الحلوة صفصف و هي لانها كبيرة نفس و كريمة و معطاءة سمحتلي بهبك و اليكم الفصل 9 من بعد ازنها
الغريب
أفاقت لين مذعورة على صرير باب غرفتها يفتح ورأت رادولف يطل برأسه فسارعت الى
القول :
- أدخل فأنا بخير ولم أعد بحاجة الى النوم كم الساعة الآن ؟
- الواحدة ظهرا كيف تشعرين ؟
دخل رادولف فعلمت لين من ملامح وجهه أن بوريل لم يأت بعد
- صرت أحسن بكثير فالصداع زال والحمد لله
- أتستطعين تناول الطعام ؟
استوت المرأة في سريرها وتلاقت نظراتها ونظرات زوجها ولم تمانع في أن يتأمل
الغجري مفاتنها بحرية
- أعتقد أن فكرة الأكل صائبة جدا ماذا لدينا اليوم ؟
- لدينا بعض السمك المشوي
- أعتقد أنك تعد لائحة بما نستعمله لتسدد ثمنه لصديقك , اليس كذلك ؟
أجاب الغجري مبتسما :
- لا , ما علي سوى سرقة هذه الاغراض فصديقي لا يعرف ماذا يملك لكثرة غناه0
- ألن تستطيع التخلي عن عادة السخرية والتهكم ؟
- ألن تستطيعي التخلي عن عادة طرح الأسئلة ما دمت تعلمين طريقة أجابتي عليها
؟
عقدت لين حاجبيها متذمرة :
- يالك من لغز محير! أكتشفت انك ذو شخصية مزدوجة0
- بالله عليك أخبريني عن هذا الاكتشاف العظيم!
- أنت تتحول مثلا من حمل وديع الى وحش مفترس !
رفع رادولف يده الى الجرح الذي ما تزاتلآثاره بادية في وجنته وقال :
- وحش مفترس ! لقد قدتني بتصرفاتك الخرقاء الى أفعال ما كنت أتصور اني
سأرتكبها يوما0
ارتبكت لين لأنها لاتستطيع كتم شعور بالذنب كلما رأت ذلك الجرح في وجه رادولف
, وان يكن ذلك الشعور لا يعني أن الغجري لم يستحق الضربة 000لا بل كان يستحق
أكثر ! انه رجل غريب الاطوار فلما تبعها بعد تعطل سيارتها لم يخطر ببالها انه
سيحاول الاعتداء عليها ولكنه فعل ! ولم يحبط محاولته سوى تدخل صديقته الغجرية
التي اختفت منذ ذلك اليوم ولم تر لين وجهها في أي من المخيمات التي زارتها
مرغمة في المدة الاخيرة0 لاشك ان رادولف تخلى عن صديقته بسهولة , رغم أنه
أظهر طاعة عمياء تجاه أوامرها القاضية بالابتعاد عن لين المسكينه 0
ذكرها رادولف بأن الغداء جاهز 0
- سأحضر الطعام الى هنا اذا كنت تفضلين ذلك 0
أومأت لين بالنفي وأسرعت بالنهوض لأنها لاتريد تفويت فرصة لقاء الرجل المنتظر
: بوريل000اذا سمح لها زوجها بذلك0
كان الزوجان الشابان جالسين الى المائدة لما سألت لين :
- أتريد مناقشة الخطة التي تحدثت عنها ؟
لم يجب الغجري على الفور بل نظر الى ساعة الحائط قلقا من تأخر بوريل في
الوصول 0
- سنبحثها لاحقا بعد أن تستقر أوضاعنا 0
أيقنت لين أن لاجدوى من متابعة الموضوع ما دام رادولف لا يرغب في أطلاعها على
شئ 0 ماذا عني باستقرار أوضاعهما ؟ تنهدت معلنة فشلها في حل جزء ولو صغير من
اللغز الكبير الذي يحيط بالغجري ذي الشخصية الغريبة0
عاد رادولف الى الكلام وفي صوته نبرة تؤذن بالقلق :
- لا اعتقد أنك تمانعين بقاءنا ليلة أخرى هنا 0
- أفضل ذلك على وجودي في مخيم غجري 0
هز رادولف برأسه موافقا كأنه يعتبر كلامها صحيحا ويشاطرها كرهها للمخيمات 0
- وهكذا سنتمكن مرة أخرى من تناول العشاء كأناس متمدنين 0
- أحيانا عندما تتكلم , لا أراك غجري يا رادولف0!
- ومع ذلك أنا غجري ابن غجري 0
تفحصت لين لونه الاسمر , شعره المتجعد , عينيه السوداوين اللتين تعلمت قراءة
ما فيهما من أحاسيس : الغضب والرغبة , الهوى الجامح الذي تلظت بناره لما
أجبرها على الزواج منه وأمضت معه " شهر عسل " مرا في تلك العربة المقيته 0
ومؤخرا تعلمت قراءة الطيبة , الندم , الأسف والحزن العميق في عينيه السوداوين
0 أما في هذه اللحظات بالذات فتقرأ فيهما تحديا كن رادولف ينتظر منها أن
تحاول انكار كونه غجري انه يعلم ما يدور في خلدها من أسئلة محيرة 0 لكن لين
تجاوزت التحدي وقالت :
- ما سبب مكوثنا هنا ليلة أخرى ؟
كانت تعلم أن السبب هو رغبة رادولف بلقاء بوريل , اذا لم يحضر اليوم 0
وبالفعل لم يخيب زوجها ظنها عندما أجاب :
- أنا انتظر شخصا هنا 0
تظاهرت لين بعدم معرفتها بذلك فتعجبت معلقة :
- تنتظر رجلا ام امرأة ؟
لم يستعجل رادولف بالأجابة بل صرف وقتا طويلا في تذوق لحم السمك الشهي:
- أنتظر رجلا 0
- من المستغرب أن تستضيف زوارار في هذا المكان !
قالت لين ذلك وعيناها تنظران الى الأرض مخافة أن تفضحاها ويكتشف رادولف أنها
تعلم أكثر مما يجب0
- لا يفاجئني ذلك ياعزيزتي فهناك الكثير من الأمور التي تعتبرينها مستغربة
ومستهجنة , و أعدك بأنها ستتوضح عندما أطلعك على خطتي 0
ماذا حدث لصوت رادولف الآمر ؟ لماذا هذا الأرتجاف الذي يخفي خوفا من ان ترفض
لين الخطة المذكورة؟
- ما تفعله مجرد تسكين للألم وتأجيل للمشكلة , فأنا ضقت ذرعا بهذه الاسرار !
- الخطأ خطأك 000لو لم تعتبرينني حثالة المجتمع لما حصل كل ذلك 0
لم تعرف لين كل هذه المرارة والحسرة في صوته قبل الآن , ولم تر شفتيه
مرتعشتين ويديه ترتجفان 0 ثقته الكبيرة بنفسه لم تفلح في أخفاء توتره
وانفعاله وكأن مستقبله معلق على ما سيحدث في الساعات القليلة المقبلة 0
من جهتها حافظت لين على هدوئها وتكلمت يدفعها الحب المسيطر على جميع تصرفاتها
وأقوالها :
- ألم يخطر لك أني غيرت رأيي فيك ؟ لقد قلت ذلك تحت تأثير الصدمة والهلع ! أي
انسان يقول أشياء ثم يندم , كما يفعل أشياء ثم يندم 0
كانت تشير بكلامها الى غلطتهما المشتركة , غلطتها في نعته بحثالة المجتمع ,
وغلطته في ضربها وارعابها 0 لا ريب في أن رادولف نادم على استعماله العنف
وأنه لن ينسى ما فعلت يداه بسهولة 0
أكملت المرأة حديثها والغجري يحدق فيها باستفهام :
- راجعت ضميري مرارا بشأنك 0 أقر بأن عندك ازدواجية في الشخصية وان فيك جانبا
سيئا ذكرته مرة ولكنك تملك جانبا حسنا لا انكر اعجابي به0
تبع ذلك سكوت تام , سكوت دهشة بحث خلاله رادولف عن عيني زوجته ليفهم أكثر 0
ولكنها هربت من نظراته وتكاد لا تصدق ما تفوهت به 0 كانت على وشك الاعتراف
بحبها لل بل هي فعلت بطريقة غير مباشرة 0 اذ لا مفر من كون رادولف فهم ذلك من
قولها هذا وتصرفاتها في المدة الاخيرة0
أحست لين بالانكسار لانها لم تستطع مقاومة الحب الذي نما في داخلها تجاه هذا
الرجل0 والذي بدأ كشعور بالنجذاب نحوه منذ ان رأته رغم أن لقاءها به حفل
بالذعر والخوف 0 ورغم أنها تأبى فكرة العيش زوجة لغجري 0 جماله البدائي
وطبيعته العفوية المتسلطة سيطرا على كيانها كالقدر المحتوم 0 ولم تنجح في
الافلات من قبضتهما ومن نزعتهما الامتلاكية0
عندما نظرت اليه أخيرا ووجدت ما وجدت في عينيه , علمت ان الامر قد فصل وانها
مستعدة للمتابعة حتى النهاية ولتسليمه الدفه لقيادتها الى حيث يشاء 0 قبلت
بالعيش مع الغجر مهما كان رادولف ومهما فعل وأدركت أن ارتباطها به ليس آنيا
كما تصورت 0 بل نهائيا0
أخذ الغجري يهز رأسه غير مصدق ما سمعت أذناه 0
- اذا صح ما تقولين يالين فهناك أمل كبير لنا !
ظهر للين جليا أن عبئا كبيرا نزل عن كاهله لما تكلم , وان آفاقا جديدة فتحت
امام عينيه0 أيحبها رادولف ؟ أيمكن ان يتخلى عن مجتمعه وأهله من أجل حبها ؟
أمن الممكن ان يعيشا حياة طبيعية في منزل صغير ويتخذ رادولف مهنة شريفة
يرتزقان منها ويربيان أولادهما تربية صالحة ؟ عسى الا تكون هذه الافكار سرابا
واضغاث أحلام 00
- لين , أتعنين ما قلت ؟ ألن تحاولي الفرر والرحيل عني ؟
لم يدم ترددها طويلا وسرعان ما منت عليه بأحلى ابتسامة وقالت بصوتها الحنون :
- أعني كل حرف خرج من فمي 0 لن أتركك ابدا 0
توقف الكلام عند هذا الحد 0 وأظهر الزوجان ارتياحا عارما بعد أن لاحت بشائر
الأمل بحياة سعيدة مديدة وان يكن الأمر بحاجة لبعض التفاصيل البسيطة000
كانت عقارب الساعة تشير الى الرابعة بعد الظهر لما رن جرس الهاتف 0 ترك
رادولف الرسائل التي كان يكتبها وأسرع ليجيب على المكالمة 0
رأت المرأة زوجها ينفعل , يتجهم , ويمتلئ غضبا أبيض 0 ثم يقول بصوت مخنوق :
- وهل ماتت ؟ لم تمت ولكنها بحالة خطرة ؟ يجب أن أعثر عليه قبل رجال الشرطة 0
يا الهي لماذا لم يأت الى هنا كما كان ينوي !
تملكها خوف شديد لا تعلم سببه وهي تراقب زوجها يستمع الى محدثه بقلق عميق 0
وعلمت ما سيقوله بعد ان يقفل الخط 0
- علي الخروج لبضع ساعات يا عزيزتي 0 ارجوك لا تطرحي علي أسئلة لأن الوقت لا
يعمل لصالحي 0
لا خوف عليك من البقاء هنا واذا شئت أرسل لك السيدة وايت لتعني بك في غيابي 0
-أأستطيع مرافقتك ؟
- لا يا لين فأنا لا اريد اقحامك في هذه المشكلة 0
اقتنعت المرأة وقالت انها ستكون بخير وبانتظار عودته على أحر من الجمر 0
- أرجو أن أتمكن من العودة خلال الليل 0 وفي أي حال سأكون هنا صباح الغد كحد
أدنى 0
طبع قبلة ناعمة على جبينها وأضاف :
- سيكون كل شئ على ما يرام بيننا قريبا يا ملاكي 0
بعد ثوان معدودة أقلع بالسيارة بسرعة فنهبت الارض نهبا مرسلة سحابة من الغبار
في الفضاء
جلست لين وحيدة تحدق في البحر الازرق الهادئ المتلألئ تحت قرص الشمس الاحمر
وليس لديها سوى أفكارها وتسأولاتها تؤنس وحدتها 0 من يكون بوريل هذا ؟ لا ريب
في أنه شخص مهم بالنسبة الى رادولف وانه ارتكب عملا خطيرا يعرضه لملاحقة
العدالة000
تنهدت بعد أن تعبت من التفكير وقالت بصوت عال :
- لماذا اتعب رأسي بهذه الأمور ما دمت لا أملك وسيلة ناجحة لمعرفة الحقيقة ؟
تدريجيا بدأ الغسق يلف الدنيا ملونا البحر بستار رمادي والجبال بوشاح قرمزي
ناعم 0 قررت لين ان تقوم بنزهة بعد العشاء الخفيف الذي تناولته 0 وبعد عودتها
تمددت على كنبة مريحة في غرفة الجلوس المضاءة بنور شاحب يضفي عليها جوا
شاعريا يحتاج الى وجود رادولف ليكتمل ! تمنت أن يكون لها يوما بيت كهذا تعيش
فيه مع من تحب , ولربما تحققت أمنيتها متى تدبر رادولف وظيفة محترمة 0
شغلت المرأة نفسها بقراءة بعض المجلات حتى لا تشعر ببطء الوقت وثقل الوحدة 0
كما استمعت الى موسيقى ناعمة تبث يواسطة مكبرات للصوت منتشرة في جميع غرف
المنزل 0
منتديات ليلاس
في حوالي العاشرة أوت الى فراشها بعد ان استبعدت عودة رادولف وما لبثت ان غفت
على صوت حفيف الاوراق تتصادم بفعل النسيم العليل 0
أفاقت لين من غفوتها مرتعدة على ضجة خفيفة فجلست في سريرها صامتة , تاركة
النور مطفأ0 ولما لم تتكرر الضجة غفت من جديد ولكن لدقائق قليلة فقط اذ سرعان
ما فتحت عينيها على صوت جرار يفتح 0 ربما عاد رادولف ولم يشأ ازعاجها فدخل
لينام في غرفة أخرى 0 همت لين بالنهوض لملاقاة زوجها ولكنها عدلت كي لا تزعجه
اذ لاشك في أنه مرهق جدا , ومحتاج للوحدة لاستجماع أفكاره والتقاط أنفاسه 0
بامكانها انتظار طلوع النهار حتى تطلع منه على الحقيقة التي وعد بكشفها حالما
ينتهي من مهمة العثور على بوريل 0
أ ضاءت لين المصباح الكهربائي الموضوع قرب سريرها ونظرت الى الساعة : الثالثة
فجرا 0لو كان معها كتاب تطالعه لأضاعت الوقت حتى تبدأ الشمس بالنهوض وتطرد
ظلام الليل الدامس 0أتذهب الى غرفة الجلوس وتحضر كتابا من تلك الكتب المرصوفة
على أمتداد الجدران ؟ تخلت المرأة عن هذه الفكرة مخافة اوعاج زوجها , فأطفأت
النور وعادت الى النوم0
أفاقت لين في الخامسة وقررت الانتظار ساعة حتى تنهض لأن رادولف أوى الى سريره
متأخرا 0 فلا ضرورة لايقاظه في هذا الوقت الباكر 0 بعد ساعة دخلت الى الحمام
وأمضت وقتا طويلا تحت الماء الساخن تنعش جسمها بعد حادث وقوعها في اليوم
الماضي 0بعد ذلك جلست أمام المرآة تتبرج استعدادا للقاء رادولف على أمل ان
تكون مهمته انتهت على خير وتبدأ صفحة جديدة في حياتهما 0 بعد أن تأملت وجهها
جيدا في المرآة ووجدته مرضيا أرتدت برنسا ابيض وخرجت الى الممشى تبحث عن
الغرفة التي يحتلها رادولف 0
في تلك اللحظة فتح باب احدى الغرف فاستدارت لين مبتسمة000ولكن الابتسامة لم
تطل لما رأت المرأة وجه الغجري 0ماذا حل به ؟ عادت الى وجه امارات الفظاظة
والوحشية التي طالعها بها في ذلك اليوم الذي لا ينسى حين حاول الأعتداء عليها
000
همست لين مذهولة :
- رادولف 00000ماذا000
صمتت عندما رأت القميص مفتوحا على صدره يغطيه شعر أسود كثيف 0 أكثف مما عهدته
فيه! رفعت عينيها الى وجهه ووضعت يدها على فمها لهول المفاجأة : من أين أتى
بهذه النظرات الرهيبة كشخص ظهرت امامه رؤيا أسطورية !
- رادولف أنت تخيفني 000
كان مظهره كمجنون خطر وظنت لين ان الجانب الشرير طغى مرة أخرى على الشخصية
المزدوجة وان رادولف الذي يقف أمامها ليس رادولف الذي تعرفه 0000ولكنها ما
لبثت ان ابتعدت اكثر من ذلك وأدركت أن هذا الرجل ليس زوجها !
توضحت الصورة امام عيني المرأة بسرعة البرق 0 فهذا الرجل هو بوريل الذي يبحث
عنه رادولف , وهو بالطبع الشقيق الذي حدثها عنه زوجها وان يكن قد أغفل ان
يذكر انهما توأمان !
تكلم الرجل أخيرا :
-مالذي أتى بك الى هنا ؟
تراجعت لين خائفة تفتش عن باب غرفتها لتقفل على نفسها هربا من هذا الغجري
الشرير 0 وكان هلعها شديدا فانعقد لسانها ولم تستطع التفوه ولو بكلمة واحدة0
كرر الرجل سؤاله وهو يقترب منها ببطء 0 ولسوء حظها وجدت نفسها تصطدم بالجدار
بدل ان تقودها قدماها المرتجفتان الى الغرفة 0فجحظت عيناها وفغرت فاها عاجزة
عن الحراك0
- رادولف000يبحث عنك 000
ارتسم على شفتي الرجل ما ظنته لين ابتسامة وقال بخبث :
- سمعت ان أخي تزوج فأنت ولا شك الزوجة المحظوظة 0
- أصبت 0
- ياللصدفة ! وأنا كدت أنال منك في الغابة لولا تدخل هذه الحقيرة ماندا
لانقاذك !
أطلق بوريل ضحكة شريرة وأضاف 0
- يا لسخرية القدر كدت اعتدي على زوجة أخي !
مرر أنامله الطويلة في شعره الأسود الكثيف فزاد شكله غرابة واقترابا من العته
0
عاد الى الكلام والرغبة تخنق صوته :
- لكن ماندا لن تستطيع انقاذك الآن ومنعي من التمتع بجمالك 0
سأصيب عصفورين بحجر واحد , ألهو قليلا وانتقم من أخي المحترم بعد كل ما فعله
معي 0
بدا بوريل مستعدا للأنقضاض على فريسته الضعيفة ولين عاجزة عن الحراك بعد ان
خانتها شجاعتها ولم تعد تقوى على الصراخ 0
مرت في مخيلتها صور كثيرة ففهمت تقريبا كل ما حدث 0 حدقت في وجه الغجري جيدا
وأيقنت ان الرجل الذي هاجمها عند تعطل سيارتها ليس نفسه الذي قابلتهفي الغابة
على الجواد !سيما وان بوريل يحمل أثر جرح عميق في مفرق شعره بان واضحا عندما
مرر يده فيه 0 آه لو انها انتبهت لهذا الجرح لكانت وفرت على نفسها وعلى زوجها
الكثير من الألام والأحزان ! وفهمت من الآن لماذا كان رادولف يشير الى
الحادثة الثانية لما كانت تكلمه عن الأولى ! فكيف يذكر الاولى وهو لم يكن
طرفا فيها !
أمر بوريل بلهجة مفزعة :
- اقتربي مني يا أمرأة ! تعالي لأرى ماذا تحت هذا البرنس الجميل 0 لابد ان
شقيقي المليونير يقدم لك ما ترغبين من الثياب , أما أنا فلا أملك سوى نفسي
أقدمها !
تبع ذلك ضحكة هستيرية ملأت أرجاء المنزل وأشعرت لين ان أذنيها ستنفجرا 0
- لنأمل يا حلوتي ان يطول غياب رادولف حتى اتمكن من الاسترسال بما انوي فعله