كاتب الموضوع :
HOPE LIGHT
المنتدى :
الارشيف
الجزء الخامس يتبع.....
- عمر ...
جاءه الصوت من خلفه ... فلتفت ليجد تامر واقف ورائه ....
- جيد أنني وجدك ...
- ماذا هناك يا تامر ؟ ( قالها و قسمات وجهه ترسم التعجب)
- أريد أن أحدثك في موضوع ...
غطى عينيه بيده .... و تأفف ومن ثم قال:
- إذا كنت سوف تعطيني محاضرة مثل البارحة فأنا لست ....
قاطعه تامر بقوله...
- كلا لن أكلمك بذلك الموضوع....بل هناك حديث آخر لم ننهي البارحة..
زادت حيرة و تعجب عمر... فلجأ للكلمات لينهي هذا الأمر...
- عن أي موضوع تتحدث؟!
- في البدء دعنا ندخل البيت و من ثم سوف نتكلم ...
............................................
في دهاليز ذلك البيت الشبه الخاوي من أنسي ...
كانت جالستا لوحدها ي الظل...
لتخفيا دمعها...
و حزنها الذي يعتصر قلبها ...
و تندب حالها, الذي هي خطته بيدها ...
- أنا التي فعلة بنفسي هكذا.... أنا التي هدمة حياتي بيدي .... أنا التي هربت من سجن إلى سجن آخر.... أنا التي قبلتك زوجا لي فقط لك اهرب من ذلك اللقب الذي أثقل كاهل .... و جعلني أشعر بأني مختلفة عن بقية النساء.... جعلني أشعر بأني ارتكبت جرما ما .... في حين أنني لم ارتكب خطئا سوى ..... سوى بأنني .... بأنني انتظرتك.......... أيه المخادع........و ضيعة شباب في انتظارك..... أكرهك ........ أكرهك .........أكرهك .....( وفجرة غضبها في الأبجورة.... التي أصبحت مجرد فتاتا متناثرا على أرضية الغرفة )
دخل الغرفة ... ووجهه يعتليه الخوف...
فأضاء الضوء.... ليكشف عن ما يخفيه جناح الظلام.... ألا وهو دموعها المنسكبة على خديها كسيول...
فقال ...
- ما الذي جرى يا هند ؟
.........................................
- أوووووووووه الآن أدخلت لغرفتي و أغلقت علينا الباب لكي تسألني هذا السؤال..... أأنت خائف ؟
( ورمقه بنظرة شماتة... )
كان تامر يحاول أن يتماسك أعصابه .... فالكرة في ملعب عمر...
- أنا لست خائف فهذا من حقي بأن أتزوج بأربع ....
انكسرت نظرة الشماتتة في عينيه .... ليحل محلها نظرة الذهول مما دخل في الآذان ...
- أأنت متزوج بامرأة غير نجوى ؟!!!
لم يستوعب تامر ما سمعه من أخيه ...( لما هو مدهش هكذا .... أمعقول بأنه لا يا علم؟!!!) سؤال كان يدور في خلده ....
- ألم تكن تعلم بذلك ؟!!
- كلا لقد ظننت بأنك على علاقة بإحداهن...... لكن لم أتوقع بأنك تزوجت على نجوى ....
كأن صاعقة التطمت بتامر في تلك اللحظة...... فهو كشف سره بلسانه....
عمر ضلت علامات الدهشة بادية على محياه وهو يقول....
- لماذا ..... لماذا فعلت هذا الشيء.....؟
رفع أحد حاجبيه و أنزل الآخر .... وأخرج من فمه صوت مغلف بالتعجب...
- ألم تكن تعلم بذالك ؟!!!
هز رأسه بنفي و عيناه لا تزالان ترسمان الذهول وعدم التصديق...
- كلا لم أكن أعلم .... ضننت على علاقة بإحداهن .... ففي ذلك اليوم الذي أخذت فيه هاتفك النقال بالخطأ .... تلقيت اتصال و كان المتحدث امرأة .... و أخذ تتكلم دون أن تدع لي المجال لرد .... تامر.... لكن لماذا تفعل هذا بنجوى .... لماذا... ماذا فعلت لك ....ما ذنبها ؟؟؟؟!!!
تأفف تامر... و من ثم وضع يده على جبينه و أخذها تكمل طريقها ناحية شعره .... لتحط الرحال إلى أسفل عنقه ....
وألتفت إلى خلفه ... لكي يهرب من عيني أخيه .... اللتين تؤنبانه ....
- هي لم تفعل شيئا .... لكن .......... لكن كان من حقي بأن يكون لي ابن يحمل أسمي ..... لقد انتظرت عشر سنوات ...... لكن لم يحصل شيء.... لم اظلمها... لقد كنت عادل معها ...... لم أقدم على هذه الخطوة إلا عندما تأكدت بأنه لا يوجد أمل بأن تنجب .... أنا لم أظلمها .... لم أظلمها ....
- لم تظلمها .... بل ظلمتها يا تامر.... قتلتها بتصرفك هذا .... نجوى لا تشكو من شيء حتى تنجب .... هي فقط مسألة وقت .... كما قال الطبيب لكم ....
عاد ليواجه أخيه وجها لوجه .... و بوجه كساه الغضب قال....
- وقت ...... أسوف انتظرها عشر سنوات أخرى .... وربما 20 عاما .... أو ربما 100 .... هذا الأمر ليس فيه ضمانات ....
ثار عمر ... و أخذ يقول بأعلى طبقة في صوته ...
- ضمان ..... أهي سلعة ؟ .... هذا الأمر بيد الله ليس بيدها.... كم انك رجل جاحد لا تقدر ما الذي تملكه .... و تطمع بالأكثر.....
خرجت منه ضحكة استهزاء ... وقال بنبرة صوت ساخرة ....
- انظروا من يعظ .... أنت آخر شخص يتكلم في هذا الأمور...
- صحيح يا أخي الكبير أنني شخص كل الصفات السيئة اجتمعت فيه و عاطل .... لكن لست مثلك مخادع و غدار ....
راماه بقذائفه هذه .... ومضى ناحية الباب .....
تاركا تامر مذهولا .... فقد ضربه في وتر حساس .... وتر لم يفطن له من قبل.......
.....................................................
قبل أن يضع يده على مقبض الباب .... جاءه صوتها الحنون و هي تقول....
- عمر أهذا أنت ؟
ألتفت إلى مصدر الصوت .... ليجد نجوى في أسفل الدرج ...
- أهلا بك نجوى ...
- أهلا بك .... لم أرك منذ يومين ..... رغم أننا نعيش في بيت واحد إلا أننا لا نرى بعضنا ... كأننا نعيش في فندق.... ( و ابتسمت )
رد عليها بابتسامة.... وأردف قائلا ...
- كنت مشغولا قليل في هذه الفترة ....
زالت تلك الابتسامة عن شفتيها ....
وقالت ...
- عمر أيمكنني أن أحدثك بموضوع إذا أمكن ؟
بوجه رسم علامة التعجب قال...
- خيرا ماذا هناك ؟
- دعنا نذهب لغرفتي لكي نتكلم على راحتنا ....
وقب أن ينطق عمر برده ...
جاءهم صوته الغاضب ...
- في ماذا تريدين التحدث معه ؟
ألتفت إلى خلفها... لتجد تامر .... بوجه يرسم الغضب.... و عينان مصوبتان إلى ما هو ورائها ...
ردت عليه قائلة ....
- انه أمر بيني و بين عمر....
خطى بضع خطوات مقتربا ناحيتها ... و لما غدا أمامها مباشرة, وضع عيناه في عينيها , ومن ثم قال و هو على حاله ....
- و ما هذا الأمر الذي بينك و بين عمر؟
- ماذا بك يا تامر... لماذا تسألني هذه الأسئلة ؟
- هذا اعتقده من حقي, أللست زوجتي ؟
- بلا ...
- إذا يجب أن تقول لي ما الذي يجري بنك و بين أخي؟
- و ما الذي سوف يجري بين و بين عمر إلا سوى كل خير.... ( ورسمت ابتسامة على شفتيها )
- خير .... ومن يضمن لي بأنه خير .....
فتحت حينها أوسع ما تكون ... وزالت تلك الابتسامة التي زينتها ... فصدمة كانت أقوى ... و توجع ....
أما عمر فقد ثار وماج .... و أخذ يصرخ بأعلى صوته قائلا .... وقد قطب حاجبيه ...
- ما هذا الكلام يا تامر؟ ألا تخجل من نفسك ....
ألقى على عمر نظرة باردة .... و بهدوء أعصاب قال ....
- في هذه الأيام كل شيء جائز ... و لا أحد يأتم على الآخرين .... ( و وجهه عيناه ناحيتها ..... لتتشابك بعينها المذهولتان من هول ما تسمع )...
ركضت نجوى المجروحة من كلمات من أحبت التي كسكاكين التي تدمي القلب ناحية الدرج .... و الدمع متربص لها ....
أما تامر فقد أغمض عينيه ..... ليكبت ما في داخله ....
جاءته قبضة يدي عمر على خديه لتطيح به أرضا .... وتدمي أنفه ....
وبصوت مشبع بالغضب قال له ....
- أيه الخسيس في حيات لم أرى شخصا مثلك .... و أمسك بمقبض الباب الذي كاد يهشمه .... و خرج و بركان الغضب قد انفجر بداخله .......
.......................................................
كانت على وشك أن تضع أول خطوت لها في الشارع .... لكن يده ردعتها ....وسحبته ناحيته ... لتصطدم من جديد بجسده الضخم ... و تلفح وجهها الطفولي أنفاسه الثائرة ... وما هي إلا ثواني معدودة و إذا بصوت سيارة يمر بالقرب منهما ...
دخل صوته إلى طبلة أذنها و هو يقول ...
- كان يجب أن تنتبهي ... فهائلا النوع من السائق المتهورين لا يرون أحدا أمامهم ....
ابتعدت من جسده ... و هربت بيدها من قبضة يده القوية , وقالت :
- شكرا لك ...
- لا عليك هذا من واجبي ...
و رفع رأسه ناحية إشارات المرور... ينتظر دوره في المسير ....
و هي كذلك وقفت بالقرب منه .... تنتظر دورها ...
أخذ بين الفنية و الأخرى يتأملها... من رأسها إلى أخمص قدميها .... لاحظ تلك العصا التي بيدها... فطأطأ رأسه .... وقال في داخله ( أهي عمياء ؟!!)
قاطعه صوتها وهي تسأله ...
- أأنت بخير....؟
رفع رأسه بسرعة .... ووجهه ناحيتها ... و مسحت من الاستغراب تعتليه ... و قال:
- ماذا ؟!
تبسمت ضاحكة ...
ومن ثم قالت...
- أنفاسك المتسارعة تدل على أنك غاضب... و كذلك نبرة صوتك ... لهذا سألتك هل أنت بخير....
دهش بالذي سمعه ... لدرجة أنه شك باستنتاجه بأنها لا ترى ...
زادت من سعت ابتسامتها ... لتغطي على شعرها بالإحراج ... وقالت..
- أنا آسفة كان يجب ألا أقول هذا الشيء...... متى سوف أتخلص من فضولي هذا ... لتني أملك دواء لكي يعالجني من هذا الوباء ...... أتملك دواء لهذا المرض؟
وجد نفسه يبتسم بدون وعين منه ....
دخل إلى طبلة أذنيهما صوت غاضب , وهو يقول...
- آيته الغبي كيف تخرجون من دوني؟ ... لقد مت خوفا عليك...
ألتفت إلى خلفها وهو كذلك .... وقالت ...
- أنا آسفة حقا ... لكنك كنت مشغولتا ... و لم أرد أن أزعجك ... وكذالك آن الأوان بأن أعتمد على نفسي بذهاب إلى المنزل .... فقد مرت سنة كاملة ....
- لا تقسي على نفسك ... فطريق طويل إلى منزلكم ...
لم ترد بل مسحة الحزن التي صبغت وجهها ردت ...
لقد لمح ذلك الحزن الذي شوه وجهها .... فوجد حاله يعكس حالتها .... كأنه مرآة ...
- ها هي الإشارة الحمراء تضيء ... هيا بنا فلنتحرك قبل أن تتحرك السيارات من جديد يا جنان ...
و ابتعدتا عن ناظريه .... وهو ي داخله قد جد جديد ... ونبت ت بذرة جديدة .... لا تعرف ما هو مصيرها ...
يتبع....
|