كاتب الموضوع :
HOPE LIGHT
المنتدى :
الارشيف
الجزء الثاني...
تسلل إلى أذنه صوت صاحبة المشبع بالغضب...
- تامر أجننت , يجب أن تحضر وحالا و إلا خسرت فرصت ترقيتك .
بصوت مكسور ... كان الحزن هو عنوانه...
- لا أستطيع يا خالد , لا أستطيع فهي متعبة جدا , لدرجة أنهم وضعوها في العناية المركزة , لا أستطيع أن أتركها و أحضر الاجتماع , حتى لو حضرت فعقل لن يكون معي.
بصوت بدأ يلين , قال...
- أختها معها , سوف تعلمك بكل جديد , ومن ثم هي في العناية المركزة , هذا يعني أنه لن يكون بإمكانك رأيتها, فما فائدة بقائك , تامر أنت طوال الخمس أشهر الأخيرة وأنت كنت تعمل على هذا المشروع , لا تضيع مجهودك سدا ...
- لا أستطيع, لا أستطيع, أفهم أرجوك موقفي....
أطلق زفرت ... تبعها قائلا ...
- حسنا.... حسنا .... سوف أحاول أن أطلب من المدير أن يؤجل الاجتماع لظروف عائلية منعتك من القدوم ... ما رأيك بذلك...
- شكرا لك يا صاحبي... دائما أتعبك معي...
- لا عليك يا تامر هذا واجبي ... أرجوك اعذرني على انفعالي في البداية... فأنه يعز عليه أن تخسر مجهود أشهر ...
- لا داعي للاعتذار ,فأنا أعلم أن نواياك جيدة...
- حسنا يا تامر سوف يبدأ الاجتماع بعد قليل ... يجب أن أغلق الخط الآن...
- حسنا ... إلى اللقاء...
- إلى اللقاء ... لا تنسى أن تطمئنني عليها...
- إن شاء الله ...
..........................................
- رنا أرجوك فكري جيدا قبل أن تقديم على فعل شيء سوف تندمي عليه في المستقبل..
بضيق صدر, قالت :
- أرجوك أنت يا نجوى كفى حديثا عن هذا الموضوع , لقد أحبرت أبي بأني موافقة , لقد انتهى الأمر, لا فائدة من محاولاتك لردعي...
- لكنه لم يحصل أي شيء رسمي بعد, أي عندك فرصة لتراجع....
سدت الطريق على كلمات نجوى لدخول إلى طبلت أذنيها, و قالت بصوت حاد ....
- قلت لك كفى يا نجوى, لا أريد أن أسمع المزيد....
هنا فقدت نجوى هدوءها ....
وسحبت كلى يدي رنا عن أذنيها ... جاعلة الطريق سالكا لكلماتها ...
- ألا تريدين أن تسمعي الحقيقة ... كلا سوف تسمعينها و حتى النهاية ... أتعلمين لماذا قبلتي بعادل لأنك لازال لديك أمل بأن يحبك حسن ....
صرخت بأعلى طبقة من صوتها قائلة ...
- لا ........ لا ......... أنا......أنا .....
بترت جملتها, قائلة بالحدة نفسيها ...
- أنت ماذا يا رنا ..... لا تجدين الكلمات ....لأنك تكذبين .... لقد وافقت على عادل لأنه أخ حسن ..... هذا يعني أنك سوف تكونين بالقرب منه ....
- كلا يا نجوى ...... كلا ....كل الذي تقولينه ليس له أساس من الصحة ..... أنا كنت سوف أقبل بأي أحد يتقدم لي ........فصادف بأنه عادل .....
بصوت أقل حدة ... قالت:
- لا تحاول أن تخدعيني .... فأنا أعرفك جيدا يا رنا ........ أرجوك لا تجرحي نفسك بيديك .... أنت لازلت مصدومة من زواج حسن لغيرك... لهذا تتصرفين هكذا ... بدون تفكير....... تريثي أعطي نفسك بعض الوقت ...
لم تجد الكلمات طريقا لها من فمها.... لكن دموعها وجدت لها طريقا من مقلتيها ......فنسكب الدمع من عيني رنا الحزينتان....
لتجد حضن نجوى .... يمدها بالحنان ....
......................................
بقسمات وجه ملئها الغضب .... و بصوت يعكس ما في داخلها ... قالت
- أخير قررت أن تكرمنا بزيارتك ....
أول ما وقعت عيناه عليها ... حتى تأفف ....
و اكتفى بصمت حتى لا يزيد النار حطبا....
و أكمل طريقه ...
فزاد تجاهله لها نار الغضب في داخلها .... فصرخت قائلة له...
- ما هذا يا عمر, ألا تراني أكلمك ..... توقف في الحال, أنا لم انتهي بعد...
أغمض عينيه .... رفع رأسه إلى أعلى ........ محاولا أن يكظم ما في داخله من ضيق...
ومن ثم أعاد بصره ناحيتها ...
- ماذا هناك يا أمي؟
بصوت مشبع بالغضب...
- ماذا هناك... ماذا هناك؟؟؟ ! أتسألني ماذا هناك ؟ أنا لم أرك منذ صباح الأمس...... أين كنت ؟
- كنت أبحث عن المال, فأنتم ترفضون أن تعطني المال... فذهبت للخارج لأجد أحدا يعطيني مالا...
- أذهبت تستجدي من الآخرين ....... ألا تخجل من نفسك...
- أنت دفعتني لفعل ذلك...
- أنت الذي دفعني بألا أعطيك مالا, لأنك تصرف المال في أمور تافهة.....
- هذه الأمور التي في نظرك تافهة .... هي قيمة في عيني.....
- عمر..... متى سوف تكبر....... وتريحني؟....... لقد أتعبتني ........ لم أعد أعلم ماذا أفعل بك...
- أعطيني ما أطلبه وسوف أريحك....
- أتعلم لا فائدة من كلامي معك, سوف أخبر أبك عن تصرفاتك ..... هو سوف يعرف كيف يؤدبك...
- لا تتعبي نفسك بالكلام معه ...... فهو ليس لديه وقت لنا ...... فهو مشغول بحبيبة قلبه ....
كم كانت كلماته كالخنجر الذي يغرس في قلبها المحب ....
فكتفت بنظر إليه باندهاش..... فالطعنة كانت مؤلمهم....
أما هو فأعطاها ظهره و أكمل طريقه ...... كأنه لم يفعل شيئا...
...................................................
بابتسامة زينت شفتيه.... قال وهو مطوقا يدها بكلى يديه...
- الحمد لله على سلامتك, لقد أخفتني حتى الموت...
- أنا آسفة ... لقد أتعبتك في الفترة الأخيرة...
- لا تقول هذا الكلام , إذا أنت لم تتعبين فمن سوف يتعبني.....
رسمت بسمت على شفتيها ...
- تامر ,أين كريم ؟
- في المنزل مع خالته ...... فلم يكن هناك داعي لبقائهما هنا.....
- هذا صحيح ...... المسكين لقد عاش في المستشفيات أكثر مما عاش في البيت....... و هذا كله بسبب...
رفع أحد حاجبيه إلى أعلى و قال معاتبا....
- ما هذا الكلام يا هدى ؟ ماذا بك اليوم تلومين نفسك هكذا؟!
بمسحة حزن صبغت بها قسمات وجهها ... وغلفت بها نبرة صوتها...
- لا فائدة من أن أخدع نفسي بأني سوف أتخلص من هذا المرض اللعين .....
- لا تقولي هذا الكلام ..... سوف تتخلصين منه .... كما فعلنا في المرة السابقة ...
- وهذا الذي يجعلني أقول هذا الكلام.... فهو سوف يعود .....لا فائدة .... كلما تخلصت منه ...... عاد لينهش بجسدي....
ضغط على يدها المحاطة بيده ....و قال :
- أأنت تعلمين بالغيب ؟ ....... الله وحده يعلم بالغيب...... فلا تقول هذا الكلام مرة أخرى ...... فأنت سوف تشفين ........ وتعودين مثل قبل وأحسن أيضا........
طأطأت رأسها , ونسكب دمعها ....
وقالت بأسى...
- كم أتمنى ذلك ....كم أتمنى أن يكون كلامك صحيحا...
حرر يدها........
ليحطها بكلى يديه .... ويضمها إلى صدره الدافئ....
تبعها قائلا:
- سوف تشفين بإذن الله ....... وسوف تعيشين أطول مني .....
...................................................
كانت مسمرة عينيها ناحية الوسادة القابعة بالقرب منها ...
كانت خالية كالعادة......
بقلب يعصره الحزن...... وبدمع يتربص لفرصة سانحة للخروج من عينيها .... قالت...
- ما الذي يؤخرك هذه الأيام يا تامر؟
ووضعت يدها على الوسادة المهجورة...
يتبع.........
|