كاتب الموضوع :
HOPE LIGHT
المنتدى :
الارشيف
عــــــــــــــذرا على التأخير ...
وشكرا لك من سأل ...
ان شاء الله يكون الجزء عند حسن الضن ...
:::::::::::::::::::::::::
الجزء الخامس و العشرون....
فتح عينيه على مصراعيهما وهو يقول:
- ماذا ...؟!! لماذا كذبت عليه ... هل ضغط عليك أحد ...؟
ردت على ا لفور نافية ...:
لا ... ولكن .. ( وعادت لتنظر إلى الأرض ..) ولكن ... أنا ... أنا ... ( أخذت نفسا عميقا ... ومن ثم رفعت رأسها ... وجلست بثقة ... وصوبت عينيها ناحيته وهي تقول ) أنا لا أحبك ... لهذا هذا الزواج لن ينجح ... لا أنت و لا أنا نتبادل مشاعر الحب .... أليس كذلك ...
أخذ يبحلق بها لثواني ... ومن ثم تشكلت ابتسامة أطمأنان على شفتيه وهو يقول:
- نعم .. هذا صحيح ...
هي الأخرى رسمت ابتسامة ...
أما هو أكمل قائلا والابتسامة لم ترحل عن شفتيه...:
- ليتك تعلمين كم كلامك هذا قد أراحني ... فأنا كنت أشعر بالذنب .. لأني أقحمتك في هذا الموضوع ...
- لا عليك ... الحمد لله بأن الأمور اتضحت قبل أن نقدم على أمر قد نندم عليه لاحقاً ...
هز رأسه مؤيدا وأردف قائلا :
- هذا صحيح ...
تسلل الصمت في أرجاء الغرفة ... وسكن السكون شفتيهما .... لكن عينيهما ... تحررت ... وأخذت تنظر بكل حرية ناحية الشخص المقابل لهما .... فقيود الذنب قد انكسرت ... ولم يعد هناك شيء يثقل الصدور ...
كسر الصمت بقوله :
- يجب أن أذهب الآن ... بما أن الأمور الآن قد اتضحت ...
وقام من على الكرسي ...
لتقول هي :
- لحظة ...
رد هو عليها من فوره ..:
- نعم ... ماذا هناك ..؟!
- ماذا عن أهلنا ... ؟
وقامت هي الأخرى من على المقعد ...
ضرب براحة يده على جبينه وهو يقول:
- هذا صحيح .. لقد نسيتهم تماما ...
- أسمع يا عادل ... أنا يمكنني ...
رفع يده وأشار لها بتوقف عن الحديث ..ومن ثم قال:
- كلا ... أنت فعلت بما فيه الكفاية ... الآن دوري... أنا سوف أتدبر الأمر ...
- لكن ...
بتر جملتها قائلا :
- لا يوجد لكن ... أنا سوف أتصرف ... لا تقلقي ...
وخط ابتسامة على شفاهه ...
وهي الأخرى رسمت ابتسامة ...ومن ثم قالت:
- حسنا ... لكن على شرط بأن إذا احتجت لي بأن تخبرني ...
- حسنا ... إذا مع السلامة ....
- مع السلامة ..
وتوجه ناحية الباب ... لكن قبل أن يمسك بالمقبض ... استدار وقال:
- شكرا يا رنا ...
- على ماذا ..؟!!!
- على كل شيء ...
طأطأت رأسها لثواني ومن ثم رفعته لتكون البسمة على شفتيها ... وقالت:
- لا شكر على واجب ...
ثم خرج ليتركها لوحدها في الغرفة ... تنظر من بعيد على حبها الذي أصبح بنسبة لها ممنوع ... بل محظور ...
......................................
أخذ يقول له ببرود :
- ألهذا طلبت مني المجيء...؟
أثاره وجهه أكثر بروده ... فصرخ به قائلا:
- نعم ... لهذا ... أتضن الذي فعلته بسيطاً...؟
رد عليه بنفس النبرة ... لكن بعينين تحملان إصرارا وعزيمة ... ممزوجا بتحدي :
- نعم ... أنه بسيط ... تزوجت ممن أحب ... وممن أنجبت لي الابن الذي طالما انتظرته ...
- يا ل وقاحتك ... لو كانت عندي القدرة لضربتك ... تسخر منا ... وتخدعنا طول هذه المدة ....
قالها وشرر يقدح من عينيه ...
- أبي ... حتى لا تتعب نفسك و تتعبني معك ... سوف أقول لك من الآخر ... أنا لن أطلقها ... هي زوجتي وأم ابني
...
زادت حدة صوته وهو يصرخ به ...مقطبا حاجبيه :
- تامر ... لا تتحداني ... فأنت تعلم جدا بأنك لا تستطيع عليه ...
- أنا لا أتحداك يا أبي ... بل أقول لك أن هذا اختيار ... وأعتقد أنه من حقي بأن أختار كيف سوف أعيش حياتي ...كما فعلت أنت ....
ووجهه بصره ناحية هند الجالسة بدون حراك ....
ومن ثم أردف قائلا:
- مع السلامة أبي ...
وأولاه ظهره وتحرك مبتعداً ... في حين أن أبو تامر ... أخذ يصرخ ويتوعد .. لكنه لم يعره بالا وأكمل طريقه ...
.....................................
كان على وشك أن يتخطى عتبت الباب عندما أستوقفه ندائها له باسمه :
- عادل .. لحظة ...
التفت إلى ورائه .. وكذالك حسن الذي كان واقف ورائه ... لتنزل عينيها بسرعة البرق عندما تلاقت عينيها بعيني حسن ... تجاوز عادل حسن وهو يقول لها:
- ماذا هناك يا رنا ؟
قالت بكلمات مبعثرة :
- لقد .. لقد نسيت .. بأن ... بأن أخبرك بشيء ...
قوس حاجبيه إلى أعلى وهو يقول:
- تخبرين بشيء ... ما هو هذا الشيء ...
نظرت إلى عمر الواقف بجوارها نظرة خاطفة ومن ثم اقتربت ناحية عادل.. لتتوقف عنه بسنتي مترات قليلة ومن ثم قالت بصوت هامس :
- نجوى لم تعلم بعد بأنك تحبها ...
اتسعت عينيه وهو يتلقى هذا الخبر .... ليرد عليها بصوت جهوري :
- أأنت متأكدة من ذلك ؟
لتعود لتنظر إلى أخيها الذي اجتاحته علامات التعجب على معالم وجهه ... ومن ثم تعاود لتوجهه نظرها ناحية عادل.. وتهز رأسها بالإيجاب ...
لتتحرك شفتيه.. وتخط ابتسامة واسعة .... ويقول بنبرة صوت مشبعة بالفرح :
- آآآآآآآآآه يا رنا ... لا تعلمين كم أسعدني سماع هذا الخبر ... شكرا لك .. شكرا ...
رفعت رأسها لتجد تلك الابتسامة تشع من عادل ... ولتجد نفسها هي الأخرى بدون مقدمات تبتسم ....
...........................
- إنه هنا أليس كذلك ؟
رمقته بنظرة خاطفة ... ومن ثم نظرت ناحيتها وقالت:
- والآن أصبحت تحسين به ؟
- كلا ... لكن رائحته...
بترت جملتها قائلة ..:
- وأصبحت تميزين رائحته أيضاً ... ما الذي فعله بك ؟
- أرجوك .. ليس من جديد ...
- حسنا ... أنا فعلت الذي أقدر عليه ... حاولت أن أنبهك ... إذا حصل لك شيء بسببه فأنت المسئولة ...
- حسنا ... حسنا ... هل يمكنك الآن أن تتركينا لوحدنا للحظة ...
أخذت نفسا عميقا ومن ثم أخرجته مصحوبا بقولها :
حسنا ... لكن لا تطلي فأنا منهكة وأريد أن أذهب وأرتاح ...
خطت على شفتيها ابتسامة وقالت والفرحة على محياها :
- حسنا ...
حررت يدها ... ومن ثم توجهت ناحيته ... وهمست له قائلة:
- إذا أذيتها فسوف تندم ...
- ومن ثم ابتعدت ... لتجعل الساحة لهما ...
أقترب منها ... ومن ثم توقف أمامها .. وقال بعد أن زين شفتيه بابتسامة :
- السلام عليكم ...
ردت عليه وهي مطأطأت رأسها قائلة:
- وعليكم السلام ...
- كيف حالك ؟
- بخير ..وأنت؟
- بخير الحمد لله ... لماذا أنت منكسة رأسك هكذا ... ؟ لماذا تحرميني من النظر إليك ..؟
تبسمت ضاحكة وهي لا تزال مطأطأت الرأس ...ومن ثم قالت:
- ماذا تريد ...؟
- ما هذا السؤال..؟ ... أنت تعلمين بأني قادم لرؤيتك ....
- زادت سعة ابتسامتها ... التي لم تلبث إلا وقد رحلت ... ليليها كلماتها التي خرجت من حنجرتها .. بصوت فيه وجع:
- أحقا ...أم أنك ..؟
ومن ثم توقفت ... لتجد الحيرة و التعجب مكانهما على تعابير وجهه ... ليليها قوله :
- أم أنني ماذا يا جنان؟!!!
ساد الصمت لبرهة .. لتليها قائلة بصوت به نبرة تردد :
- الجميع ... الجميع يقول بأنك .. بأنك تتلاعب بي ....
بتر كلامها بصراخه :
- مـــــــــــــــــــــــاذا ..؟!!!!!!!!!!
زادت من تنكس رأسها ...
ليكمل هو قائلا:
- وأنت .. ماذا تقولين؟ ... بأني أتلاعب بك ..
- جنان ... أنطقي .. قولي شيئاً..
هنا رفعت رأسها ... أغمضت عينيها .. ومن ثم قالت:
- هناك شيء ي داخلي يقول لا... ( ومن ثم فتحت عينيها وأكملت قائلة ) ... وأرجو بأن يكون صحيحا ً ...
أخذ يلتهمها بعينيها .. وهو يقول :
- ما يقوله صحيح .. فلا تخافي .... أنا أريدك ... ولن أتخلى عنك .... أنا أريد أن أتزوج منك ..
سرت ابتسامة وساعة على شفتيها وتسللت الفرحة في عينيها وهي تسمع كلمت الزواج ...
- لقد كلمة أمي ... بهذا الموضوع ... لكن ... لكننا حاليا نمر بظروف صعبة ... لهذا لا نستطيع بأن نأتي لطلب يدك ( وبحماس أخذ يكمل ) ... لكن ... لكن أعدك .. عندما تنصلح الأمور .. سوف نذهب فورا لطلب يدك ... فأنا في شوق لكي أتمكن من ضمك .. إلى صدري .... ( قالها وهو يرفع كلتا يديها ناحيتها وأكمل والابتسامة قد اعتلت شفتيه ) وأصرخ لناس أجمع قائلا ... هذه زوجتي ... هذه التي سرقت قلبي مني ...
.....................................
هجم بعينيه التين ترسمان الغضب ناحيتها ... وصب جام غضبه فيها ... بصوت يهز الغرفة بمن فيها قال:
- أرئيت وسمعتي يا هند ... ها ... ها هم الأبناء الذين تريدينهم ... لا يأتي منهم إلا التعب و المشاكل .... نتعب ونربيهم ونرعاهم .... ومن ثم ماذا يجازوننا به .... ها ... بدل أن يريحوننا ويعتنون بنا في كبرنا ...يقومون بتطاول علينا ... وعدم الاكتراث بنا ..ولا بكلامنا ... ها هم الأبناء الذين تريدينهم ها ... .. ها هم ....
كانت تريد أن تنفجر عليه حينها ... وتخرج له كل الذي تراكم في صدرها ..... لكنها في آخر لحظة تراجعت ... فهي تعلم بأن كلامها لم يعد مسموعا ... سوف يكسرها كالعادة ... لم يعد لها وسيلة لتواصل معه .. سوى الصمت و ودفنه في صدرها ... فلا من معين ....
أبعدت نظرها بعيدا عنه ... فهي لم تعد تطيق النظر إليه أكثر من ذلك ... ومن ثم قالت :
- لقد نفذ الماء ... سوف أذهب لأملأه ...
كانت بحاجة لتخرج من تلك الغرفة ... لكي تصرخ .... وتخرج الحرقة التي في صدرها...
.....................................
فتح عينيه وصدى ذالك السؤال لا يزال يتردد في خلده :
(( آآآآآآآآآآآآآههههههههه ماذا أفعل الآن ....؟ أنها لم تعد تريدني .... قلتها ....أأعتذر من مريم وأكمل حياتي معها ... لا لا لا .. لا أستطيع ... فأنا أحبها.. أحبها ... لقد حاولت العيش مع مريم ونسيانها .. لكن لم أستطع .. لم أقدر ....
( وضع يده على رأسه .. ليهوي بها رويدا رويدا .. ليغطي بها وجهه ) يا الله .. ما الحل ... ماذا أفعل ...؟ ماذا ..؟
................................
دخلت المنزل .. الذي اكتسى بالظلمة ... خطت خطوتان ... ومن ثم توقفت لتخرج من فمها تنهيدة طويلة ....ومن ثم تهوي بالحقيبة أرضا... وتغمس وجهها بكلى يديها.... لتستمر على هذا الحال لبضع دقائق ... ومن ثم حررت وجهها .... وأكملت طريقها ... لتصبح بالقرب من أحد الكراسي ... وتهوي بجسدها عليه .... وتلقي نظرت خاطفة على المكان الذي لم تهجره الظلمة .... ومن ثم قالت بصوت بالكاد يسمع .. ذو بحت :
- لقد عدة إليك ... ولن أرحل عنك .. فقد ... فقد ( لياهتز فكها السفلي ..منذر بفوج الدمع . وتكمل قائلة ) فقد انتهى كل شيء ... كل شيء ...
ومن ثم استسلمت لدموعها ...
التي كانت سخية ...
تعالى صوت رنين هاتفها النقال ... وضعت يدها في جيبها وأخرجته ... تعينت الرقم .. ومن ثم أخذت نفسا ً عميقاً ... لعلها تكبت دمعها ... ومن ثم ضغطت على زر الاستقبال ... وقالت بنبرة صوت ... حاولت أن تجعها طبيعية .. ببقايا قواها ...:
- ألو ....
- أهلا بك أمي ... كيف حالك وحال أبي وأمجد ...؟
- الحمد لله ...
- وأبي هل يشكو من شيء ؟
شقت الفرح طريقه على قسمات وجهها.. وهي تقول :
- أحقاً ... قال بأنه بخير ويمكنه العودة... ؟ ....
- حسنا متى سوف تعودون ؟
- غداً ... هذا خبر رائع ... الحمد لله الحمد لله ...
لكن سرعان ما تبدلت الفرحة إلى حزن سكن تعابير وجهها ... وهي تقول ... بعد صمت دام لبضع ثواني :
- أنه بخير ....
اتسعت حدقة عينيها وهي تقول:
- ها تريدين أن تسلمي عليه ...؟
ابتلعت ريقها ومن ثم قالت:
- أنه غير موجود الآن ... خرج لمقابلة صديق له ...
- حسنا أمي ... سوف أخبره... وأنت أيضا سلمي على أبي كثيرا وأيضا أمجد...
لتغلق الخط من جهة وتغمض عينيها من جهة أخرى ... وتقول بأسى :
- آآآآآآآآآآآآآآآآآآآه يا أمي لو تعلمين الذي جرى بيني وبين تامر ... آآآآآآآآآآآه...
..............................
- ها لم تقل لي ماذا همست به لك رنا ... لتجعل الابتسامة لا تفارقك ..؟
ببطء اتكأ برأسه على الكرسي .... و أغمض عينيه ... والابتسامة ترفض بأن تهجره ... ومن ثم تنهد وهو يقول:
- أنها لا تعلم يا حسن .. لم تسمع شيئاً ... لم تسمع شيئاً ...
تملكه الاستغراب من كلام أخيه .. فسأل مستفسرا ...:
من التي لا تعلم شيئا .. وما هذا الشيء الذي لا تعلمه ... ؟!!!
فتح عينيه ...ولتفت ناحية أخيه وقال:
- نجوى .. لا تزال لم تعلم بحبي لها ....آآآآآآآآآآآه كم أنا سعيد بذلك .. لا تزال الفرصة سانحة لكي تسمع بأنني أحبها مني ... مني ....
...................................
وضعت قدمها على أول درج ... ومن ثم الثاني ... لكنها عندما أرادت أن تضع قدمها على السلم الثالث ... أستوقفها عمر بقوله :
- ما الذي دار بينكما يا رنا ...؟
أعادت قدمها إلى الدرج الثاني ... والتفتت ناحية عمر وقالت:
- لقد انتهى الموضوع ...
خطى خطوتين ناحيتها وفي وجهه علامات التعجب :
- ماذا تقصدين بقد انتهى الموضوع؟!!!
- أقصد بأن كل واحد سوف يذهب في طرقه ...
- خطى خطوت أخرى وقال ولازال التعجب يكسي وجهه :
- بهذه البساطة ... سوف تجعلينه يتركك بهذه البساطة ... لماذا ... لماذا .... يفعلون هكذا ... لماذا يتلاعبون بك ... في البدء حسن والآن عادل ... ( وسرعان ما تحول التعجب إلى غضب جارف ) أهي لعبة حتى يفعلوا هكذا...
- ماذا تريد مني بأن أفعل؟
- لا أعلم لكن ليس هكذا .. تجعلينه يذهب بهدوء... أرأيت نفس الشيء فعلتيه عند حسن ... وها هو أخيه يكرر نفس الفعلة ... لأنك كانت ردت فعلك هكذا .. تسامحينهم كأنهم لم يفعلوا شيئاً ...
- إذا أتردني بأن أذهب إليهم وأترجاهم بأن يتزوجوني ... أترضها لي ... ها ... ( ليتحول هدوئها .. إلى عاصفة هوجاء )
ليتراجع غضبه أمام عصفها ..ويقول:
- لم أقصد ذلك .. لكن ...
لتختصر رنا الدرجين بخطوة واحدة ... وتقف أمام أخيها مباشرة ... وتجعل عينيه يقعان في شباك عينيها مجبرتان ... وتقول بصوت هز البيت بمن فيه :
- عمر ... كفى ... كفى ... لا أريد أن أسمع هذا الموضوع مرة أخرى ... ولا حسن ... لقد أصبح عادل وحسن من الماضي .. فكفى ... لقد تعبت ... تعبت ... كل مرة تفتحون نفس الموضوع ...ألا تعلمون كم هذا يؤلمني ويتعبني ... لقد انتهى ما بيني وبين عادل وكذلك حسن .. ونحن الآن مجرد أبناء عمومه ... مفهوم ... مفهوم ...
لم تجرءا لكمات على الخروج من فمه ... فهز رأسه بالإيجاب ....
لتلتفت إلى ورائها وتكمل طريقها ناحية غرفتها .. لكن هذه المرة ركضا ... فهي تخسا بأن تفقد رباطة جأشها ...
...................................
نظر إليه نظرة خاطفة .. ومن ثم قال وهو يعيد نظره إلى الطريق ..:
- ماذا الآن ؟
صوب هو الآخر بصره ناحيته ... وقد قوس أحد حاجبيه إلى الأعلى :
- ماذا تقصد ؟!!
أخذ نفسا ولم يلبث وإلا أخرجه من صدره ومن ثم قال:
- ماذا سوف تفعل الآن ... أسوف تخبر والديه بأنك تركت رنا ؟
زالت تلك الابتسامة التي رافقته منذ ترك بيت عمه ومن ثم قال :
- آآآآآآآآآآآآه ... ( ومن ثم أعاد بصره ناحية الطريق وأكمل قائلا ) ... نعم ... من الأفضل أن يسمعا الخبر مني ...
عاد لينظر إليه وهو يقول :
- لكنه ليس بالأمر السهل ... أقصد سوف تكون ردت فعلهم ...
بتر جملته وهو يهز رأسه للأعلى و الأسفل وهو يقول :
- أعلم ذلك يا حسن ... أعلم ذلك ... في كلى الحالتين سوف يعلمنا ... ومن ثم هي في صفي .. أقصد بأن رنا تعلم بأن هذه الزيجة فاشلة ... هذا سوف يساعدني ...
- قال وهو يعيد عينيه على الطريق:
- لا أعلم ... لكن هذا الأمر لن يكون من السهل بأن يمر مرور الكرام ...
- ماذا بك يا حسن بدل أن تآزرن ... تسد الأبواب في وجهي ....
- لا يا عادل لم أقصد فعل هذا .. لكن تعلم أنت جيدا ً ما الذي جرى عندما حصل معي نفس الموقف ... كم غضب أبي عليه .. ولمدة أسبوع لم يكلمني ... أتذكر ...
- أذكر ... أذكر ... على العموم لا تجعلنا نستبق الأحداث ... بأذن الله سوف يمر هذا الموقف على خير بإذن الله ...
...............................
كانا جالسين و الصمت يرافقهما ...
أجبرت الصمت على الرحيل بقولها :
- ما الذي يريده أباك من عادل .. و الذي جعله يقول له إياه على انفراد ...؟
أرتبك ... لم يعلم ماذا يقول ... وكان هذا جليا على محياه وهو يقول بكلمات مهزوزة:
- لا ... لا ... أعلم حقا ....
رمقته بنظرة تفحص .. ومن ثم نظرت ناحية الباب المغلق الذي يقبع ورائه ... وقالت:
- على العموم سوف أعرف عاجلا أم آجلا .... ( ومن ثم أعادت توجيه عينيها ناحيته وقالت) ... صحيح ... ما أخبار حماتك ... أتحسنت أم بعد ..؟
هنا زاد ارتباكه ... وباتت الكلمات مبعثرة على طرف لسانه ... لتخرج للمسامع العلن مشتت ... غير مترابطة :
- أم قمر ... هي .. نعم ... لا ... هي أحسن .. أفضل...
أخذت تنظر إليه بتعجب ... ولكنها رغم ذلك قالت:
- لا بد من أن أزورها وأطمأن عليها ... فهذا واجب ...
قام حسن فجأت من على الكرسي وفي نفس الوقت صرخ قائلا :
- لاااااااااا .. لا داعي لذلك أمي ...
زادت تصرفه من استغرابها ... وقبل أن تفتح فمها لتستفسر عما يحيرها .. دو صوت عالي أرجاء المكان .....
................................
واقفة أمام الباب .. محتارة أتدخل أم لا ... في داخلها لا تريد بأن تدخل ... فهناك سوف تكون مجرد قطعة أثاث ... وفي نفس الوقت لا تستطيع بأن ترحل .. تهرب .. فقد كبلها بأغلال ... تكبحها عن الهرب للحرية ...شدت قبضة يدها على الإناء .. واستدارت .. وأولت الباب ظهرها ... وأرخت جسدها المشدود ... وانهارت به على الباب ... لتتكئ عليه ... ورفعت رأسها ناحية الأفق ... وقالت بصوت راجي :
- يا الله ألهمني الصبر ... أرجوك يا الله ...
ليقطع لحظت رجائها صوت أمها :
- هند ... ماذا تفعلين هنا ..؟
حركت رأسها ناحيتها ... ونظرت إليها بنصف عين ...
لتكمل أمها قائلة .. وبوادر من الهلع قد بدأت تتفشى على قسمات وجهها :
- أجرى لأبى تامر شيء .....؟
حركت رأسها ... وجعلت بصرها بخط مستقيم .. ومن ثم أبعدت جسدها عن الباب ...
أعادت نظرها ناحية أمها المترقبة لجواب ... لكنها بدل من أن تعطيها الجواب .. مدت يدها المحملة بإناء الماء ....
لتمسك به أمها والتعجب لها عنوان .....
وتدير ظهرها ... وتبتعد بخطى واسعة عن أمها ... التي تنظر إليها بتعجب واستغراب ..... وهي تخطو بعيدا عنها في ذلك الممر المكتظ بالمرضى و الأطباء و الممرضات ...
.............................
أخذت تنقل عينيها من أبو عادل الذي صبغ وجهه باللون الأحمر ... و الغضب يرسم خطوطه على قسمات وجهه ... إلى عادل المرتبك .... و الذي فتح عينيه على مصراعيهما وهو يحدق بأبيه ...
لتسأل بصوت به نبرة استغراب :
- ما الذي جرى ..؟ .. لماذا أصواتك مرتفعة ...؟!
كان أول من أجابها هو أبو عادل .. الذي ألتفت ناحيتها و الغضب لا يزال لم يفارقه :
- أبنك المصون يريد بأن يلغي زواجه من رنا ...
أتسعت حدقت عينيها وهي تتلقى الخبر .. و تصوب عينيها ناحية عادل وهي تسأله:
- أصحيح الذي قاله أباك يا عادل ...؟
أبتلع ريقه بصعوبة .. قبل أن يقول :
- نعم ..أمي ... فأنا ورنا لا نصلح لبعض ...
ليعود أبو عادل يصرخ قائلا :
- ما هذا الهراء ... ومتى .. اكتشفتما بأنكما لا تصلحان لبعضكما .. ها ...
أخذ نفسا وهو يوجه عينيه ناحية أخيه الواقف على عتبت الباب ... ومن ثم أخرجه ... وبنفس الوقت وجه بصره ناحية الأرض .. ومن ثم قال:
- اليوم .. فقد كلمتها ... وتضح كل شيء ... فقط قلت لها . بأني ... بأني لا أكن لها أي مشاعر ... ومن ثم هي قالت لي نفس الشيء .. بأنها لا تبادليني بأية مشاعر ...
ما إن أنهى جملته ... حتى دوى صوت يد أحدهم وهي تلتطم بشيء ...
ليرفع رأسه قليلا .. لتقع عينيه على أبيه الثائر ,, و يده التي سكنت سطح المكتب ...
ليدوي صراخ أبيه من جديد وهو يقول :
- غبي .. غبي ... وماذا تتوقع منها بأن تقول لك ... بأن تقول لك بأني أحبك وبأن تترجاك بألا تتركها .. بعد أن قلت لها بلسانك بأنك لا تحبها ...
- أبي .. أنت لم تفهم ...
ليبتر جملت عادل بقوله ... وهو يرفع سبابتها قائلا :
- اسمع هذا الزواج سوف يتم .. و هذا الكلام لا أريد بأن أسمعه مرة أخر ... كيف سوف انظر إلى أخي .. أو أم تامر .. أو حتى رنا ... إذا فسخت هذه الزيجة ... ألا يكفي الذي فعله أخيك بها .... اسمع لن أكرر كلامي .. سوف تتزوج برنا ..و بأسرع وقت ممكن .... مفهوم ....
ليخرج من الغرفة .. تاركا عادل في الصدمة يغرق .... لينظر ناحية أبيه مستنجدا ...وهو يقول :
- أمي أرجوك كلميه .. أقنعيه بأن هذه الزواج لن تجلب إلا المصائب ...
- حتى إذا لم يتم هذا الزواج فسوف يجلب المصائب ... ألم تفكر بذلك ... ماذا سوف تكون ردت فعل عمك وأم تامر .... و الناس ماذا سوف يقولون عن رنا المسكينة ... مرتان يتقدم لها أبناء عمومتها وكلاهما يتركونها ... ماذا سوف يقولون عنها .. لن تتضرر أنت .. بل هي التي سوف تنظر ... هي التي سوف تخسر ....
لتخرج هي الأخرى .. ليصبح فقط هو حسن في الغرفة ...
أخذ ينظر إلى أخيه المذهول بأسى ...ومن ثم قال:
- عادل ...
ليقاطعه عادل بصراخه :
- أنت أصمت ولا تتقل شيئا .. هذا كله بسببك .. بسببك ... ( قالها وعينيه تكادان تحرقان حسن من نار الغضب المتأججة فيهما )
ليلجم الذهول لسانه ... ويكتفي بالوقوف ... في حين عادل خرج هو الآخر .. و الغضب المخلوط بالحزن قد تملكانه ...
يتبع ......
|