كاتب الموضوع :
HOPE LIGHT
المنتدى :
الارشيف
الجزء الحادي عشر...
أقبلت و هي تهرول ناحية المكان الذي أخبرتها الممرضة عنه, و قلبها يحيط به الخوف من كل جانب, و جدته هناك واقفا أمام الباب وهو مطأطأ رأسه, اقتربت منه, و صرخت به قائلة:
_ ما الذي جرى لهدى ؟
رفع رأسه, وأطلق تنهيدة طويلة, و تبعها قائلا:
- لا أعلم ... لا أعلم... لقد تعبت فجأة, و أحظروها هنا منذ ساعة , و لم يخرج أحد حتى الآن ليطمأنن عليها.
رمقته بنظرة كلها كره, وأعقبت بصوت لاذع:
- إذا جرى لأختي شيء فأنت المذنب.
أخذ ينظر إليها بذهول... وبصوت به نبرة تعجب قال:
- وما دخل أنا؟!!!
ردت عليه بنفس الحدة ... و النظرة لازالت تعتلي عينيها:
- ما دخلك ؟ أتسأل أيضا, أنك حقا تقتل القتيل و تمشي في جنازته.
هنا تمرد عن هدوئه, و صرخ بها قائلا:
- ألا تلاحظين بأنك تماديت ِ ؟
- لا أعرف ما الذي أعجبها بك, أناني, جبان, لا توجد بك صفة جيدة واحدة.
- كفى... الأفضل أن تتوقف و إلا ...
رسمت ابتسامة سخرية على شفتيها ...
وقالت:
- و إلا ماذا يا تامر؟ أسوف تضربني ... ليس لك الحق في لمس شعرتين من رأسي, فلا تنفش ريشك عليه... منذ دخلت حياتنا لم نرى يوما جميلا ... كل حياتنا كانت رعبا ... و بالأخص على هدى التي كانت تعيش في رعب من الناس ومن كلامهم ... ومن نظراتهم ... و من أن ينكشف أمر زواجكم ... كان حبك أعمى قلبها .... لم تعد تفكر إلا بسعادتك ... و لم تهتمم بسعادتها ... لقد ضحت بالكثير ... و ماذا كان جزائها أنك خذلتها .... خذلتها .... أتعلم هذه المهزلة انتهت ... أخيرا صحت هدى من مخدرك ... ووعت للواقع ... لم تعد تعني لها شيئا ... أصبحت لا شيء يا تامر ... لا شيء...
رفع حاجبيه إلى أعلى و هو ينظر إليها بعينيه المفتوحتان على مصراعيهما .... رن هاتفه النقال ... ليقطع عليه نوبة الذهول .... أنتشل هاتفه من جيب معطفه ... و ضغط على زر الاستقبال .. وقال بصوت أقرب منه إلى الهمس ... :
- ألو ....
- أهلا أمي ...
- أين أنا ؟ .... أنا ... أنا مع أحد أصدقاء ... ماذا هناك يا أمي ؟
ارتسمت على محياه قسمات الصدمة ... من هول ما سمع ... أخذ يسأل أمه من جديد ... لربما لم يسمع جيدا ...
بصوت مغلف بتعجب ..:
- ماذا قلت يا أمي ؟ !!!
....................
دخل غرفته ... ليجده هناك ... جالسا أمام الشباك ... يتطلع على السماء الزرقاء ... أقترب منه بهدوء ... و عندما بات بقربه ... توقف ... و هوا بيده على كتفه ... فسرت رعشة في جسده الساكن ... ألتفت لخلفه ... ومن ثم قال :
- أهذا أنت ؟ لقد أرعبتني ...
ابتسم له و من ثم قال :
- ماذا تفعل بغرفتي؟
بادله الابتسامة ...
- أهرب من أمك , التي كما يبدو تضنن لم أكل شيئا طوال هذا الشهر, لهذا تحظر لي كل دقيقة طبقا جديدا.
زاد من سعة ابتسامته ...و هو يسحب كرسيا ... ليجلس عليه ...و يواجه أخاه ...
- و اختبأت بغرفتي .
- هو المكان الوحيد الذي لن تجدني أمي فيه.
- وتترك زوجتك تتورط بأمك و أبيك , صح؟
- لا تخف عليها, هي سوف تتدبر أمرها, أسألني أنا. ( و زاد من حجم ابتسامته التي لم تدم على شفتيه )
- كيف حالك حسن؟
- بخير, وأنت يا عريس كيف حالك.
أخذ يضحك .. ومن ثم قال:
- عريس, إن الوقت مبكر لهذا اللقب.
- لماذا؟! ألذي فهمته بأن الزواج سوف يتم بعد ثلاثة أشهر.
- نعم, لكن هذا كلام أمي و أبي ... لم نتكلم بعد مع عمي .
- بتأكيد عمي لن يمانع.
- لكن رنا ...
- ما بها رنا؟
- ربما هي تمانع .
- ولما تمانع؟
- لا أعلم. ( قال جملته هذه و هو يهرب بنظره إلى ما وراء الشباك )
- عادل, أهناك شيء برنا, أقصد أهي رافضة لهذا الزواج؟
أعاد أنظاره إلى ناحية حسن.... وبعد ثواني من التحديق بحسن قال ...
- كلا, هي موافقة ... لكن ...
زادت حير حسن ...من كلام أخيه و تعابير وجه التي باتت كالطلاسم التي تحتاج إلى فك شفرتها ...
- لكن ماذا يا عادل؟
أخذ يهز رأسه بلا .. و هو يكرر قائلا :
- لا شيء ... لا شيء .. لا يوجد شيء...
قام ... ومن ثم أضاف قائلا:
- يجب أن أعود لصالة... و سوف أجعلك تتابع تأملك ...
وشرع بالمشي إلا أن صوت حسن قاطعه ...
- عادل ... أهناك شيء؟ أخبرين فأنا أخيك الذي كنت تشاركه كل شيء .
أزدرد عادل ريقه ... ومن ثم قال:
- صدقني لا يوجد شيء, إذا كان هناك شيء لأخبرتك ... يجب الآن أن أذهب.
....................
دخل المستشفى وهو لا يزال لا يصدق ما سمعه من أمه ...(( أمعقول أجهضت ... لكن متى كانت هي حامل لك تجهض ..؟!!...)) لمح أمه وأخته فهرع ناحيتهما ...
- أمي ...
- أتيت أخيرا بني ؟
- أين هي ؟
- أنها في الغرفة 130 ... أذهب إليها ريثما أنا و أختك نذهب لنحضر بعض الأغراض من المنزل... هيا بنا يا رنا .
- أسبقيني أمي أنا سوف ألحق بك... أريد أن أكلم تامر في موضوع..
- حسنا لك لا تطيل .
هزت رأسها بنعم ...
نظر ناحيتها .... و هو يترقب لكي تنطق بما لديها ... ألتفتت ناحيته ... و عيناها تحملان نظرة عتاب ...
- تامر, كيف فعلت بها هكذا ؟ كيف ؟
بعينين تعكسان التعجب الذي في داخله مما يسمع و يرى قال:
- عما تتحدثين يا رنا ؟
- أنت تعلم جيدا عما أتحدث, لم أتخيلك نذل لهذه الدرجة. ( وأخذت تهز رأسها بأسى )
وأخذت تمشي مبتعدة عنه ... و هو يتبعها بعينيه المتعجبتان و الحائرتان مما سمع ...
..........................
خرج من بيت فريد وهو غير مصدق لما سوف يقدم عليه... بخطى متثاقل أخذ يمضي .... لم تعد قدماه تقويان على حمله أكثر من ذلك ... فهوا بجسده على الجدار ... و أخذ رويدا رويدا ينهار ناحية الأرض ...
جثا على ركبتيه ... وغمس برأسه بكلى يديه ... و أخذ يقول بصوت ينذر بالبكاء ...
- كيف وافقت على هذا الشيء, كيف ... كيف ... ( و أخذ يضرب برأسه براحة كفيه بطريقة هسترية )
.........................
فتح الباب ببطء بعد طول انتظار ورائه ... على جواب يأذن له بدخول ... بعد عد أن قرع الباب أكثر من مرة ... و لم يرده الجواب ... وجدها مستلقية على السرير ... و معطيته ظهرها ..... أغلق الباب ورائه وبخطى صغيرة أقترب منها .... تناهى إلى مسمعه صوت بكائها .... توقف لبرهة ... وأخذ يحدق بها ... ثم أكمل طريقه ... جلس على طرف السرير .... و حط بيده على رأسها ... فانتفضت بسرعة ... و ألتفت إلى خلفها بسرعة ... لتقع عينيها على آخر شخص تريد رأيته الآن .... أخذت تحدق به بعينيها الغارقتان بدمعها... أخذ ينظر إليهما بنظرات حزن و أسى ... فردت عليه بنظرات تشتعل نارا من الكراهية التي تتقد بداخلها ....
فتح الحديث بسؤاله:
- لماذا لم تخبريني بأنك كنت حامل؟
أمسكت بيده التي لاتزال على رأسها ... ورمتها بعيدا عنها ... وبصوت شحن بالغضب قالت:
- كيف أخبرك وأنا بالكاد أراك ... أو حتى أكلمك .... فأنت لم يعد لديك وقت لي ... فكل وقتك تقضيه مع زوجتك و أبنك ....
أجتاحه الذهول و الصدمة لما دخل إلى أذنيه .... فألجم لسانه ... و شل تفكيره .... فكتفا بصمت ... و الإصغاء لكلامها اللاذع ...
فأكملت بنفس الحدة ... و نظراتها التي تقدح شررا :
- أكرهك يا تامر ... أكرهك ... أكرهك من كل قلبي .... خدعتني .... تلاعبت بمشاعري ... ضحكت عليه ..... و قتلت أبني أيضا ... لم أعد أطق رأيتك و لا سماع صوتك ... فخرج .... أغرب عن وجهي .... أخرج ..... ( وصوبت أصبعها ناحية الباب و هي تصرخ قائلة ) ... أخرج ... لم أعد أطيقك أيه المخادع ... أخرج ...
حاول أن ينطق بشيء يشفع له ... لكن خذلته الكلمات ... فلم يجد أمامه سوى أن يرضخ لأوامرها ... و يخرج و هو مصدوم مما سمع و رأى ....
ما أن أغلق الباب .. حتى انخرطت نجوى في بكاء أليم ...
........................
دخلت البيت و هي خاوية القوى ... فقد استنفذت كل قواها أمامه .. فليس من السهل أن تكبت ما في قلبها ... أمام من سكن قلبها ... لهذا توجهت ناحية غرفتها لتنا قسطا من الراحة ... لكن مخططها لم يكتب له النجاح ... فقد استوقفها صوت الذي يبعث القشعريرة في أوصالها كلما نطق ...
- هند ...
ببطء ألتفت إلى خلفها ... لتجده واقفا أمام باب مكتبه ... و عيناه تتقد نارا ... ازدرت ريقها بصعوبة .. فهي تعرف ما معنا هذه النظرة ... بتأكيد نهايتها الضرب ... أخذ يقترب منها ... و مع كل خطوت ينبض قلبها أقوى من سابقتها ... وقف أمامها مباشرة ... قضا على الصمت الذي ساد المكان بصراخه عليها :
- أين كنت ؟
كانت أوصالها تحتك ببعضها البعض ... من شدت خوفها من القادم ...
فقالت بصوت مرتعش :
- ك... ك ... كنت في ...مع ... مع ريم ... صديقتي في المد.... المدرسة ...
لم ينطق حرفا واحدا... ضل يبحلق بها بعينيه التين لا ينذران بالخير... أما هي فقد زاد صمته من خوفها ... فحاولت أن تستدرك الموضوع ... و تقلل من الخسائر ... فقالت:
- إذا أردت أن تتأكد فسوف أكلمها, لكي تخبرك بأني كنت معها . ( وازدردت ريقها بصعوبة )
أخيرا نطق ... فقال بصوت أقل حدة :
- لا داعي .... لكن في المرة القادمة يجب بأن تستأذني مني قبل أن تطأ قدمك عتبت هذا الباب... مفهوم .
هزت رأسها على الفور ... بنعم ...
أخذ نفسا عميقا ... عقبه بزفرة قوية ... ومسح تلك النظرة التي أماتتها رعبا ... و باتت أكثر ودا ... وحنانا ...
وقال بصوت مغاير تماما عن قبل ... بصوت أكثر هدوءا :
- عزيزتي .. أرجوك لا تغضبي مني ... فأنا أحبك ... لهذا أفعل كل هذا .... لا أستطيع أن أتحمل فكرة فقدك ... فهميني أرجوك و لا تغضبي مني...
قالت بينها و بين نفسها (( حركاتك المعتادة يا غسان, تصرخ بي و تبعث في الخوف ... ومن ثم تتحول كالحمل الوديع تطلب عفوي ... يا الله لقد تعبت ... تعبت من هذه الاسطوانة ))
كانت تريد أن تتخلص منه ...و أن تخلد إلى فراشها و ترتاح فقط كان يومها مليء بالأحداث التي هدتها ... فهزت رأسها ... و من ثم قالت:
- حسنا .... أنا لست غاضبة .... أسمح لي فأنا تعبت و أريد أن أرتاح ...
رسم ابتسامة واسعة ... وقال بصوت مفعم بالفرح :
- شكرا لك حبيبتي .... شكرا لك ... اذهبي و ارتاحي وأنا سوف أحظر الغداء من المطعم فلا تكترثي.
رسمت ابتسامة باهتة على شفتيها ... ومن ثم مضت ناحية غرفتها ... أمسكت بالمقبض .. وقبل أن تحركه ... تعالى صوت جرس الباب... ألتفت إلى ناحية الباب ... لتجد غسان ذهب ناحيته ... فتح غسان الباب ... فحطت على عينه اليمن قذيفة ... جعلت توازنه يختل ... و يسقط أرضا .... ذهلت هند لما رأت غسان يسقط إلى الأرض ... لم تستطع رأيت من كان وراء الباب .. فالباب كان يقف حاجزا .... هرعت ناحية غسان ... لكن قبل أن تصل أليه ... دخل خليل و وجهه أحمر مثل الدم ... و عيناه تقدحان شررا ... أنحنا ناحية غسان وأمسك به من قبة قميصه ... ورفعه ... وأخذ يصرخ به قائلا:
- كيف تجرأ و تضربها ؟ ... ها ... أيه الحقير ... أيه المجرم ... ( و رماه بواحدة أخرى على وجهه, فسال الدم على طرف فمه, هنا لم يعد غسان قادرا على كبت غضبه أكثر من ذلك, فدفع خليل بعيدا عنه, وأخذ يصرخ به قائلا)
- كيف تجرأ ... كيف تجرأ و تضربني ؟
وندفع ناحيته و ي نيته أن يضربه بقبضة يده على وجهه ... لكن خليل بحركة سريعة تحاشا ضربت غسان ... و أخذ يضحك عليه و هو يقول:
- أيه العجوز أنت بالكاد تستطيع أن تتحرك ... أتضن بأنك سوف تستطيع ضربي ... لا لن تستطيع ... أنت فقط تستطيع أن تبسط سلطتك على هذه الضعيفة ... ( و أشار بأصبعه ناحية هند الواقفة بلا حراك من الصدمة مما رأت ... و الذهول على تعابير وجهها مرسوم )
بأعلى طبقت من صوته صرخ غسان الذي كان يركض ناحية خليل ... و هو رافع قبضت يده .... :
- أيه الحقير ... سوف أأدبك ....
أمسك خليل بمعصم غسان المرفوع ... و رفع هو قبضة يده ... و قبل أن يهوي بها على وجه غسان .. دوت صرختها و هي تقول:
- توقف .....
ألتفت ناحيتها ... فوجدها تنظر أليه و عيونها تذرف الدمع ... فأكملت بصوت يشوبه البكاء:
- أرجوك توقف...
- يجب أن أأدبه .... فقط ضربك ....
- قلت لك بأني وقعة ... هو لم يضربني ...
بأعلى طبقة من صوته قال:
- لا تدافعي عنه ..
أستغل غسان فرصت انشغال خليل عنه ... فسحب يده ... و ضربه بالأخرى على خده ... الذي أشتعل نارا ...
و أخذ يقول له .. و هو مقطب حاجبيه :
- كيف تجرأ و تكلم زوجتي ... كيف تجرأ و تدخل بحياتنا ... كيف ؟
كان في نية غسان بأن يعطيه المزيد ... لكن يدين خليل قيدتا يديه ... و منعتاهما ....
- قلت لك لن تستطيع عليه ... و سوف أدفعك الثمن غاليا على ضربك لهند ....
هنا وصل غسان حده من الغضب الذي أخذ ينهش به .... لكن قلبه الضعيف لم يستحمل كل هذا ... فنهار ... شعر بضيق في التنفس ... و بدأت قدماه بالارتعاش ... لم تعودا قادرتان على حمله ... فأخذ يهوي رويدا رويدا ناحية الأرض ... و يداه ينزلقان من يدي خليل ... الواقف بلا حراك من الصدمة ... و عيناه مفتوحتان على مصرعيهما ...
هند صرخت بأعلى صوتها :
- يا اللهي .... غسان ...
وركضت ناحيته ... في حين أن خليل حرر يدي غسان من قبضتهما ... فسقط على الأرض .. و بات ممددا عليها بلا حراك .... جثت هند بالقرب منه .. و و ضعت رأسه على حجرها ... وأخذت تصفعه في كلى خديه بطريقة هسترية ... و هي تصرخ به قائلة ...:
- غسان أستيقظ ... أستيقظ ... يا الله ...
أخيرا أستيقظ من مخدر الصدمة .. و سأل وهو ينظر أليهما بعينيه المفتوحتان أوسع ما يكونان :
- أهو بخير؟
رفعت رأسها ناحيته ... ورمقته بنظرة كلها كراهية ... وصرخت بوجهه قائلة:
- أخرج ... أغرب عن وجهي ..ألم يكفك ما فعلته بالماضي ... الآن تأتي وتعذبني أكثر... لماذا ؟ ... لماذا ؟ ... ماذا علت بك لتفعل كل هذا بي... ماذا فعلة بك ؟.. ماذا ... ؟ ( خذلتها دموعها التي صارعت في سبيل عدم خروجهما للعلن )
وبصوت مزج بالبكاء قالت :
- أرجوك أرحل ... أرحل و دعني و حالي ... أرجوك ... أرجوك ... أرجوك .. ( لم تعد تطيق النظر في وجهه ... فأعادت عينيها ناحية غسان السكن بلا حراك )
أخذ يحدق بها ... و هي تنظر إلى غسان بنظرة كلها خوف ممزوج بحزن ... نظرة لم يعتقد بأنه سوف يراها ترمق به على هذا الشخص... خرجت تنهيدة منه ... ومن ثم خرج وقلبه يعصره الحزن ...
يتبع...
التعديل الأخير تم بواسطة HOPE LIGHT ; 26-01-09 الساعة 11:18 PM
|