كاتب الموضوع :
HOPE LIGHT
المنتدى :
الارشيف
الجزء التاسع ...
- أنها هي , أليس كذلك ؟
أزدرد ريقه ... و بصوت أقرب إلى الهمس قال...
- نعم ...
- لا داعي لكي يتغير وجهك مئة لون كلما اتصلت بك أمامي... كلمها فهي زوجتك التي لا تستغني عنها ...
لم يعرف ماذا يقول ... فهو في وضعية لا يحسد عليها ... و أي كلمة تخرج من حلقه , لن تزيد إلا الأمور سوءا ... فضغط إصبعه على زر الاستقبال ,ومن ثم قال :
- ألو ....
- تامر أين ذهبت .... بحثت عنك في كل مكان بعد أن ذهبت عائلة عمي ...أين أنت الآن ؟
أرتبك ... لا يعرف ماذا يقول ... لا يعلم كيف ينهي هذا الاتصال الذي ندم على الرد عليه ...
- تامر ماذا بك .... لماذا لا تتكلم ...أين ذهبت ...
- أنا .... أنا مع ...مع أحد أصدقاء .... نعم أصدقاء ... فقط ...فقط .. كان في ورطة ... وقد طلب عوني ... نعم عوني ...فذهبت فور خرج عمي و عائلته ... خيرا ... خيرا ... هل هناك شيء ؟
- في الحقيقة نعم ... كنت أريد أن أخيرك بشيء ... لكن لا بأس عندما تعود سوف أخبرك ...
- خيرا ماذا هناك ... ؟
- عندما تعود سوف أخبرك ...
- لكن ...لكن ربما أتأخر ...
- لا بأس سوف أنتظرك ...
- نجوى أخبريني في الهاتف و أريح نفسك من عناء الانتظار...
- لقد انتظرت سنين طويلة ... لن يضرني أن انتظرت بضع ساعات أخرى ....
- حسنا كما تشائين ... يجب أن أغلق الخط الآن ... أراك قريبا ...
- أن شاء الله ... أنا في انتظارك ...
- حسنا ....
كم كانت تتقطع ألف مرة من داخل و هي ترى الشخص الذي سلمته قلبها يكلم امرأة غيرها... (( لماذا لازلت أتعذب عندما أسمعه يكلمها ... كان يجب أن أعتاد هذا الشيء بعد هذه السنين ...لكن ...لكني لازلت أتعذب ... وأتألم ... متى ... متى سوف أرتاح ...متى سوف تريحني يا تامر.... أرحني أرجوك ... أرحني....))
مناجاة نفسي أعياها الانتظار ...
.....................................
بخطى واسعة هجم على الباب ... وأمسك بمقبضه الذي كادت قبضة يده تهشمه .... وقبل أن يحركه جاءه صوت أمه و هي تسأله :
- إلى أين أنت ذاهب ؟
تأفف ومن ثم قال بنبرة صوت يشبها الغضب :
- أمي أنا لا مزاج لي للحديث الآن ...
- ومتى كان مزاجك رائق ويريد الحديث؟ ... عمر ماذا بك ؟ ما الذي جرى لك ؟
- لا شيء لم يحدث لي شيء.... هل يمكنني أن أذهب الآن ؟
- عمر ... حبيبي ... كلمني أفتح لي قلبك ..لربما ساعدتك ...
صرخ بها قائل:
- قلت لك أنا بخير ... لماذا تصريني على أن بي شيء ...؟
- تصرفاتك و كلامك هو الذي يقول ذلك ....
- أنا دائما هكذا , لم يجد عليه شيء...
- كلا ... هذا ليس أبني عمر الذي أعرفه ...
- يبدو إذا يا أمي بأنك لم تعرفين قبل ... فأنا عمر نفسه لم أتغير... و الآن إلى اللقاء ... ( وحرك المقبض بحركة سريعة , ومن ثم خرج بسرعة البرق هربا من أسألت أمه )
......................................
قامت من الكرسي ... و أخذت تقترب منها ... ومن ثم جلست بجوارها على السرير ....وشرعت بسؤال:
- أسوف يطول انتظاري لسماع جواب لسؤالي ...؟
رفعت رأسها المنكس ... وقالت و عينيها سارحتان في عالم آخر ...
- ماذا قلتي يا نجوى ؟
- سألتك ما الذي جرى بينكما أنت و عادل؟
أعادت عينيها ناحية الأرض التي تكاد تخرقها بعينيها .. وقالت...
- لا شيء ... لم يحدث شيء ... فقط .. فقط تحدثنا ...
- تحدثتما في ماذا ؟
رفعت رأسها من جديد .. ووجهت عينيها ناحية نجوى المترقبة لإجابة منها ... وقالت :
- نجوى لا أعرف ما الذي يجري لي .... أشعر ... أشعر بألم في صدري ( وحطت بيدها على صدرها ) ... بضيق .. لماذا ... منذ كلمته لم يفارقني هذا الشعور ....
- ما الذي جرى ... ما الذي تحدثتما عنه ؟
- سألني إذا كنت أنا موافقة على الزواج به ....
- وماذا قلت له ؟
ابتلعت ريقها ومن ثم قالت :
- موافقة ...
- وهو ماذا قال لك ؟
- قال أرجو ... أرجو بأنها الحقيقة ... كأنه يعلم ... يعلم ...
- أأنت خائفة من أن يكشف حقيقة زواجك به ...بأنك تزوجته لتتقرب من أخيه ...
قامت من على السرير بسرعة ...وزمجرت قائلة :
- نجوى ما هذا الكلام ... حسن لم يعد له مكان في قلبي ...فأنا أكرهه أكرهه من كل قلبي ....
- كلامك متناقض يا رنا .... تقولين أن حسن لا مكان له في قلبك ... وفي نفس الوقت قلتي بأنك تكرهينه من كل قلبك ... ما هذا التناقض...
- نجوى ماذا جرى لك ؟ ...لماذا تهاجميني هكذا بدل أن تساعدين؟
وقفت نجوى ... وصوبت عينيها التين رسمتا الحزن ... وقالت :
- أنت يا رنا تركضين وراء وهم ...و للأسف سوق تدمرين أشخاص أبرياء بسبب ذلك ..و في نفس الوقت سوف تورطين نفسك في موقف لن تستطيع الخلاص منه بعد أن تدرك بأن ما تركضي وراءه مجرد وهم ...
- وهم ...!! عن ماذا تتكلمين يا نجوى ...؟ أنا لم أعد أفهمك ؟
- أنت تعلمين جيدا عما أتكلم ... حسن ... وحبك له ...
قطبت حاجبيها وقالت :
- أوووووووووووه حتى لو أردت أن أنساه أنت سوف تذكريني به .... ( وهوت بجسدها ناحية السرير )
تنهدت نجوى ...و هزت رأسها بأسى ... وثم وضعت يدها على كتف رنا .... و قالت:
- رنا حبيبتي ... حسن أصبح لغيرك فقطع حب الأمل الذي يعشمك به ....
أشاحت بوجهها ناحية الجهة المعاكسة لنجوى ... وقالت :
- نجوى أنا تعبت وأريد النوم ... فخرجي لو سمحتي ....
- حسنا ... لقد حاولت ... لكن يبدو بأن هذا الوهم سيطر على تفكيرك ... أرجو من كل قلبي بأن لا تندمي على ما أنت مقبلة عليه ... أرجو ذلك ...
ومن ثم خرجت نجوى و هي تجر أذيال الهزيمة ... تاركة رنا واقفة في وسط دوامة من المشاعر المتضاربة ... و حرب شرسة بين عقلها و قلبها ....
........................................
كانت تختفي تحت جناح الظلام .... فالذي جرى ليس بسهل ... هو زارها , و أعترف بأنه يحبها ... وبأنه لن يستسلم ... أنه يريدها ... نعم يريدها .... فعادت لتهجم على عقلها تلك الأيام الورد التي عاشتها معه كحبيبين عاشقين ... دام حبهما لأربعة سنوات كانت كالحلم ... وصلت خلالها لقمة السعادة ... إلى السحاب ... لكنه رحل ... سافر للعمل في الخارج ... لكنه وعدها بأن يعود بعد أن يجمع مالا كافيا ... لكي يتمكن من طلب يدها .... ويبنيان عش الزوجية الذي طالما خططا له ورسما معالمهم ... انتظرته عام .... فلحق به عام آخر ... تلاه عام آخر.... أخذت الأيام تمر ...تسحب معها الشهور ... تليها العام تلو الآخر... لتذبل وردة شبابها ... و يكثر القال و القيل عنها فهي لم ترضى بأحد من الذين تقدم لها ... مرت 9 سنوات ... وخلال تلك التسع سنوات لم يكلمها سو ى بضع مرات ... في البدء كان يكلمها كل يوم تقريبا لكن مع مرور الوقت قلت مكلماته ... حتى انقطعت نهائيا ... لكن لم تكترث فهو وعدها ... وعدها بزواج ... عاد بعد طول انتظار ... لمسك في يده مفاجآت ... بل قنبلة مدوية .... لقد جاء بالمرأة التي كانت هي التي يجب أن تكون محلها ... خدعها ... خانها ... نقض بالوعد الذي ضحت من أجله بشبابها ... فاشتعلت نار الكراهية في قلبها... و انفجرت براكين الغضب في صدرها ... لن يخمدهما إلا الانتقام ... لكن يا حسرة من أين ... كيف تنتقم ...و تبرد صدرها ... بسببه خسرت شبابها ... بسببه رضيت بزواج من شخص متحرج القلب ...لأنه الوحيد الذي رضي بها .... بعد أن غدت وردة ذابلة ...كل هذا بسببه بسببه ... بسببه ....
دخل طبلت أذنيها صوت مشحون بالغضب :
- هند ........يا هند ............يا هند ...
انتفضت ... و تفشت رعشت في جسدها ... وأخذت الأفكار تضرب برأسها من اليمين و اليسار ....
(( أمعقول ... أمعقول بأنه رأى خليل ... أمعقول ...لا .... لا .... لا .... ))
من شدة الخوف تخدرت قدمها ...وما عادتا يقويان على الحركة ...
فتح الباب ... وأشعل النور ... وانفجر عليها قائلا... :
ما الذي جرى ؟ ... ما الذي سمعته ؟ .... تكلمي ... تكلمي .... ( ومن ثم أنقض عليها كالوحش المفترس )
.......................................................
- قلت لك بأنه ليس هناك داعي لبقائك هنا يا تامر ... فذهب فزوجتك تنتظرك ....
أخذ نفسا ومن ثم قال:
- هدى ... أرجوك لا تكلمين بهذه الطريقة ...
- وكيف تريديني أن أكلمك ها ... هل تريدني أن أستقبلك بالأحضان ... تكلم ...
- هدى ...كم مرة قلت لك بأني حاولت و الله حاولت . ...لكن الأمر ليس سهلا كما يبدو ... ومن ثم يا هدى أنت تزوجتني وأنت تعلمين بأن زواجنا سوف يكون في السر ....
خطت ابتسامة لكن لم تدم طويلا ... و أخذت تهز رأسها بحركة معناها نعم... :
نعم ... نعم ... فقد كنت عمياء حينها بحبك ... ولم أحسب حساب أبنائنا .... كنت أنانية .... الآن كريم للأسف يدفع الثمن الآن بسبب حبي لشخص ... لشخص ....
- لماذا ... لماذا صمتي ؟... تكلمي ... تكلمي ... قولي .... قولي الذي قلبك وأخرجيه ...
أخذت تحدق به .... فكتفت بلغة العيون .... فالكلام لم يعد يعبر كالعيون التي ترسم الندم و الملامة ....
- حسنا يا هدى ... حسنا ... كما تشائين سوف اذهب ....أذهب إذا كان هذا يريحك .... ( وخرج ووجهه مصبوغ بالون الأحمر )
يتبع ....
|