كاتب الموضوع :
HOPE LIGHT
المنتدى :
الارشيف
بدموع غسلت به وجهها .... و تشبعت بها وسادتها ... التي اختنقت من يديها التين تطوقان بها .... كانت جالستا على سريرها ... تجعل الدمع يترجم ما بداخلها من حرقة قد اشتعلت بداخلها .... من صدمة من شخص عزيز على قلبها المحب له ....
بصوت مخنوق بالعبرات... قالت:
- لماذا.... كيف تتهمن بهذا الأمر يا تامر؟ كيف طاوعك لسانك .... وقلبك ؟
............................................................ .........
ضل واقفا منتصبا .... لم ياهتز ... و لم يتزعزع.... ضل يتصدى لضربات نسمات الهواء .. الهاجمة عليه .... و عيناه الحائرتان... يبحران في معالم البحر الهائج ... وسؤال يطبل في رأسه ...
(( لماذا فعلة هذا بهم ؟ .... كيف أتهمهم بهذا الشيء؟!!....لماذا فعلة هذا يا ترى؟!!... ما ذنب نجوى ...؟!! لماذا أأعذبها ...؟!! لماذا ؟!!))
............................................................ ........
- الجواب واضح ...وأمام عيناك ...لكنك لا تريد أن تراه ...
- ما هذا الكلام يا خالد؟!!
- تامر أنت تحاول بفعلتك هذه بأن تسكت ضميرك ...
ألتفت إلى صاحبه... و قوس حاجبيه إلى أعلى ... وقال :
- ما هذا الهراء ؟ .... لا يوجد شيء من هذا القبلي ....
تبسم خالد... لكن تلك البسمة زالت مع نسمة الهواء التي مرة بهم ...وقال:
- أرأيت انظر إلى ردك فعلك.... هذا أكبر دليل على صحة قولي ... هذا هو الطريق السهل لكي تريح عقلك و تفكيرك ... و تسكت ضميرك... بأن تلومها بأي شيء ... رغم أنك أنت المخطأ... وأنت الخائن ....( وأشار بأصبعه ناحية تامر المذهول مما يسمع)
بوجه تاه بين مشاعر الغضب و الذهول و عدم التصديق قال:
- هذا غير صحيح ... أنا..... أنا ....
- أنت ماذا يا تامر ....انظر حتى لسانك لا يجد جوابا ..لأن كل كلمة قلتها صحيحة ...
- كفى يا خالد ...كفى...
- أنت سألتني وأنا أجبتك , لماذا الآن لا تريد أن تسمع جواب ؟ ها ....
- لأن كل ما تقوله غير صحيح .... ( وهجم على البحر بأنظاره )
- حسنا كما تشاء ... كل ما قلته أنا خاطئ.... وليس له أساس من الصحة..... تابع حياتك يا تامر ... تابع تدمير كل من حولك .... وأستمر أنت تمضي قدما كأنك لم تفعل شيئا ...
( ومن ثم أعطاه ظهره و مضى مبتعدا عن تامر الواقف في مكانه .....مواجها للبحر العاتي ))
............................................................ ........
أخذت تلوح بيدها أماما عينيها الشاردتان ...
- إلى أين وصلت يا رنا ؟
- ها... ماذا قلت يا عبير؟
جلست بجوارها ... وقالت :
-لا شيء لم أقل شيئا... ( وابتسمت) في الفترة الأخيرة كثيرا ما أراك شاردة (ثم غمزت لها وقالت) هل هو عريس الغفلة الذي يشغل بالك؟
- ماذا .... عادل ... ( أخذت نفسا ومن ثم قالت ) كلا ... ليس هو...
زالت البسمة من شفتيها ... ليتل مكانها التعجب ...
- إذا من يشغل بالك ؟
أخذت تبحلق في عبير لبضع ثواني ... ومن ثم قالت :
- لا أحد .. لا يشغل بال أحد ...
وقامت من مقعدها ...وتركت عبير لوحدها ...
............................................................ ...
أخذ يقترب من ذلك السرير الذي هجره ببطء..... وقع بصره عليها و هي ممدة على السرير ... و دمع الجاف مرسوم على خديها المحمرين.... وأنفها الذي لبس الثوب الأحمر .... و شعرها المتناثر بعشوائية على وجهها و على السرير.... أحس بوخز في قلبه... جلس بالقرب منها ... رفع يده .... أخذ يقترب منها...
وقبل أن تلمس وجهها... شلت يده ... وضلت معلقة بين السماء و الأرض .... شكل قبضة بيده .... وأغمض عينيه بقوة..... حاول أن يمتص ما في داخله من ألم ... لكن لا فائدة... فهرول مبتعدا عنها ناحية الباب ......
..........................................................
صعدت في سيرتها ... وتعب بادي على قسمات وجهها بعد يوم طول من العمل .... أشغلت السيارة... و قبل أن تتحرك .... فجئت بيد تقرع على زجاج الشباك الأيمن.... فتحت الشباك .... والتعجب بادي على وجهها .... شيئا فشيئا ظهر وجهه لها .... لتفتح عينيها على مصراعيهما ... و تتحرك شفتيه ... لتنسج أسمه ... بصوت صبغ بالصدمة :
- خليل !!!!
........................................................
دخل يتسحب كاللصوص ... لكن عينيها أمسكتا به.... فأشعلت ضوء الأبجورة .... لتتضح لها معالم وجهه الذي أعياه التعب...فسألته هدى مستفسرة ....
- تامر ... ماذا بك ؟ .... و لماذا أتيت في هذا الوقت المتأخر؟!!!
رفع رأسه المنكس .... وبجفنان بالكاد أستطاع أن يرفعهما ... قال:
- جئت لأنام..... ( وبخطى متثاقلة أقترب من سريرها, ورما بجسده المتداعي على السرير بالقرب منها , في حين أنها ضلت تتبعه بأنظارها المستغربة )
ضلت تنظر أليه وهو قد نام على فوره كطفل صغير.... كان الإجهاد واضح على وجهه .... تحركت شفتيها لترسم ابتسامة ...وبظهر يدها أخذت تسير على خده الناعم ...... ومن ثم أمسكت بطرف الغطاء ...و غطته به..... ووضعت رأسها على الوسادة نفسها التي يشاركها هو بها .... رفعت يدها ووضعتها على صدره .... فهي لا تريده أن يذهب عنها .... في اليوم التالي كالعادة ....
..........................................................
دوى صوت قرع الباب في غرفتها ....
وبصوت أعياه البكاء قالت :
- من الطارق؟
بصوت عالي جاءها الرد :
- أنا عمر ... هل يمكنني الدخول؟
- لا .... لا أريد أن أرى أحدا ... فأرجوك دعني ... أرجوك.... ( و أخذت تمسك عبراتها المتربصة لها )
فقال عمر بصوت ملئه الغضب:
- نجوى ..... أنه لا يستحق بأن تبك له .... أنه شخص أناني .... متكبر... خ.... ( أمسك لسانه قبل أن يزل بقبلة قد تدمرها نهائيا ) نجوى أنت لم تخطأ , هو المخطأ هو الذي يجب أن يتألم لأنه أتهمك بشيء لم تفعليه ..... فأرجوك توقف ... لا تعذبي نفسك أكثر من ذلك ....
وجدت دمعة طريقها إلى النور من عينيها ...
فقالت بصوت مكسور:
- لقد جرحني جرحا عميقا ... ليس من السهل أن يندمل ....
شد قبضة يده على مقبض الباب .... وأغمض عينيه ..... فجاءه صوت رنا تسأله و قد أعتلى وجهها علامة التعجب:
- ماذا بك يا عمر؟
فتح عينيه وألتفت ناحيتها , و قال:
- أعتني بنجوى, إلى أن أحضر ذلك الحقير....
وندفع بخطى واسعة .... ولم يدع لرنا المجال لترد عليه .....
............................................................ .
أخذت تلعب بسكين ....و عينيها مصوبة ناحية العصير الذي لم يلمس ..... في حين أنه لم يعتقها من عينيه التين تتأملانها....
طال الصمت .... و النفوس لم تعد قادرة على كتمان ما في داخلها أكثر من ذلك ....
فسقطت السكين من يدها .... ووجهت عينيها التين تقدحان شررا .... وقالت بصوت مشبع بغضب متراكم :
- ماذا جاء بك ؟............ ماذا تريد بي يا خليل؟!!
أبتلع ريقه بصعوبة .... و بعد أن أخرج النفس الذي أدخله من صدره قال:
- هند جئت لأجلك...
قوست حاجبيها إلى أعلى .... ومن ثم قالت بنفس الحدة :
- جئت لأجلي ..... لماذا ؟ ..... أمللت .... وتريد بأن تكرر اللعبة عليه مرة أخرى , ها ....
- أرجوك هند ... أنا لم ألعب عليك , أنا أحببتك بصدق.....
بترت كلامه بصراخها قائلة :
- كفى خليل ........ كفى ..... أنا لم أعد تلك الطفلة الساذجة التي تضحك عليه بهذه الكلمة .... أنا أصبحت امرأة ناضجة الآن .... ومتزوجة كذلك أنظر.... ( ودفعت أصبعها المطوق بالخاتم ناحية عينيه )
ففتح عينيه أوسع ما يكننا.... و قال بنبرة صوت تعكس الذهول وعدم التصديق الذي في داخله :
- كيف ...... مستحيل ... كيف حصل هذا؟
- ماذا تقصد بكلمة مستحيل؟.... أتظن بأني سوف أنتظرك .... كلا لقد تزوجت بشخص أفضل منك ... يحبني وأحبه.... ونحن نعيش بسعادة ... لهذا أبتعد عني ولا ترني وجهك بعد الآن ....
ورحلت عنه تاركة إيه في إعصار الصدمة يعاني...
............................................................ ....
- أرجوك نجوى أفتحي ..... أمي قلقة عليك ....وأنا كذلك ... أرجوك أفتحي .... حسنا فكري بطفل ... ألا تعلمين أن هذا يؤذيه.... فكفى .... توقف عن البكاء .... و أخرجي ما في قلبك لي... هذا أفضل .... نجوى .... نجوى ......( وأخذت تقرع الباب .... الذي بعد فترة من القرع فتح )
خرجت من وراء الباب وألقت بنفسها بين أحضان رنا .... التي استقبلتها........
قالت رنا المتألمة لما ترى:
- أشششششش.... أهدأ يا عزيزتي و قول لي ما الذي جرى ؟
بصوت مبحوح من كثرة البكاء قالت نجوى :
- الذي جرى لا يمكن وصفه.... كيف يفعل بي ذلك .... كيف يتهمني بهذا الشيء كيف؟؟ كيف؟؟
............................................................ ......
فتحت عينيها لتجد أنه قد رحل ... ليس معها على السرير .... فأخذت تتلفت في أجاء الغرفة ... لكن عبثا فقد رحل كعادته .... فطأطأت رأسها .... و خيبة الأمل بادية على وجهها .... جاءه صوته وهو يقول لها :
- صباح الخير...
ألتفتت ناحية مصدر الصوت .... لتجده واقف أمام الباب وفي يده قدح يتطاير منه الدخان .....
فابتسمت فرحتا ... وقالت:
- صباح النور ... خلتك قد ذهبت ...
هز رأسه بنفي و أخذ يقترب منها ... ومن ثم جلس على طرف السرير ....وغلف يدها الممددة بيده ...
و قال:
- لن أذهب بعد اليوم ... سوف تملين مني ... ( ورسم ابتسامة صفراء على شفتيه )
كانت تعلم في داخله أن هناك شيء قد حدث له ... رفعت يدها الأخرى ... ووضعته على يده المحيطة بيدها ...
وقالت:
- ماذا هناك يا تامر.... ما الذي جرى لك ؟
سحب يده من تحت يدها ... وهرب بأنظاره بعيدا عنها .... وقال:
- لقد أخطأت في حقها ....
رفعت كلى حاجبيها وقالت :
- من هي التي أخطأت في حقها ؟!!!
- ن......جوى .... ( وازدرد ريقه )
كورت يديها الممددتان على الفراش .... لتمتص الغضب الذي في داخلها ....
حل الصمت ضيفا عليهم لبعض الوقت...
ومن ثم قالت:
- ما الذي فعلته لها ؟
- أتهمتها بأنها تخونني مع ............مع عمر.... لا أعرف كيف فعلة ذلك ........لا أعرف لماذا فعلة ذلك .......لا أعرف ....لا أعرف..... ( وهوى بقبضة يده على الفراش )
- لماذا أنت متضايق ؟
ألتفت أليها بسرعة البرق .... وقال :
- لأنها لم تخنني ......
- و لماذا أنت أتهمتها بشيء أنت تعلم بأنها لم تفعله؟
عاد ليحدق في الأرض و قال بصوت بالكاد يسمع :
- يقول خالد ...بأنه ...بأنه ربما ...ضميري...يؤنبنني ... وهذه وسيلة لإسكاته ...
- وأنت ماذا تقول؟
أخذ يهز رأسه بالنفي ... ويقول في الوقت نفسه...:
- أنا لا أعرف شيئا , الذي أعرفه بأني إنسان أناني ... ومخادع ..... وخسيس ... ( و طوق رأسه بكلى يديه )
أمسكت يده و سحبتها ... ليكشف لها وجهه .... وقالت :
- لقد آن الأوان .... ليس من أجلي ... بل من أجلك .... لك ترتاح ....
ألتفتت ناحيتها .... وشبك عينيه بعينيها .....
............................................................ ................
بسرعة الضوء دخلت غرفتها .... وأغلقت على نفسها الباب .... اتكأت برأسها على الباب.... وفيما بين أنفاسها المتسارعة .... أخذت تقول...
- لماذا عدت ؟........ لماذا عدت إلى حياتي ... لماذا يا خليل ... لمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاذا , ألا يكفك الذي فعلته بي.... ألا يكف أنك دمرت حياتي ....و جعلتني أتزوج شخصا لا يفهمني و لا يحبني .... أيه الحقير.... أيه المخــــــــــــــــــــــادع ؟
( صرخة دوى صداها في جميع أرجاء المنزل الخاوي من أنسي, وأخذت تضرب بقبضة يدها على الباب )
............................................................ ................
بصوت ساخر وصله صوته عبر سماعة الهاتف المتنقل:
- أخيرا رديت عليه بعد أن تأكدت أن المتصل ليس أنا ....
بذهول قال:
- عمر ... رقم من هذا ؟
- ليس مهما من رقم هذا , المهم يجب أن نتكلم ... و حالا ...
- ليس لدي وقت ...
- بطبع ليس لديك وقت لنجوى ... فقد لديك وقت لزوجتك الثانية ....
- ليس هكذا و لك....
بتر جملته و قد تحول من نبرة صوت ساخرة الى صوت مشبع بالغضب:
- اسمع يا تامر إذا لم تخبرها فأنا سوف أخبرها...
- لالاااااااااااااا لا تخبرها ....أنا سوف أخبرها .... لقد قررت أن أخبرها هذا أفضل لي ....و لها ...
يتبع...
|