المنتدى :
الارشيف
اريد حلا .....
يوم لعقلك ..
ويوم لقلبك ..
صاحبة القصة :- الحائرة ..
الذي أحبه , أبحث عنه فلا أجده . أما الذي يحبني , فإنه يطاردني في كل وقت , لدرجة أنني أتصور أنه يضع نفسه في طريقي عامدا متعمدا .!
ولقد كانت في حياتي تجربة حب سابقة , ولكني خرجت منها نادمة , وفي نفس الوقت واعية بكل شئ . وفي مقدمة هذه الأشياء ألا تكون هناك علاقة إلا إذا كانت مبنية على أساس سليم .
وفعلا , ظهر هذا الأنسان في حياتي بعد أكثر من سنه . كان ذلك بطريق الصدفة حيث التقيت به عند بعض أقاربي . ولكن هذه الصدفه لم تكن كافيه لكي أتعرف علية بصورة كاملة بحيث أقف على ملامح شخصيته وأخلاقه .
وقد تهيأت هذه الظروف عندما بدأت الدراسة , حيث وجدته أمامي في الكلية التي أدرس بها , وهي نفس الكلية التي تخرج فيها . وبعد أن سألني عن أحوالي , طلب مني أن يراني . وافقته وكنت في منتهى السعادة . وكان قلبي يحدثني أنه يبادلني نفس الشعور . ولذلك اتفقنا في نهاية اللقاء على موعد آخر . وانتظرته , ولكنه لم يحضر ,وأيضا لم يعتذر !..
ومرت الأيام وجاءتني إحدى قريباتي تخبرني بأنه قد تحدث مع زوجها بشأني , وأنه يريد أن يتقدم لخطبتي , ولكنه يخشى أن أرفضه حيث أنه في الحادية والثلاثين من عمرة , بينما لا زلت أنا في التاسعة عشرة . وعبرت لها عن أن هذا الفارق لا يهمني كثيرا , وأنه يتذرع به حتى يجد وسيلة للإبتعاد عني . ولكنها عادت لتؤكد لي أنه ينتظر حتى أنتهى من دراستي هذا العام ويتقدم لي , علما بأن لديه الشقه والمهر والشبكة . وغمرتني سعادة لا مثيل لها . ولكن هذه السعادة أخذت تتلاشى يوما بعد يوم , حيث أنه لم يحاول أن يراني مرة واحدة على الإطلاق .
وإنقلبت الآية . فأصبح الآخرون هم الذين يسألونني عما إذا كان قد تقدم لي أم لا . وفي كل مرة أعيد عليهم نفس الإجابة , فتبدو الدهشه على وجوههم . وأبقى أنا أسيرة القلق والحيرة والاضطراب , ذلك أنني أحيانا أخرى أجدني قد قررت هجره مادام على هذه الدرحة من السلبية .
وعلى الجانب الآخر , فإنه منذ بدأت الدراسه , لاحظت أن شابا معي في نفس القسم والتخصص - وإن كان يسبقني بسنه دراسية وسنتين من العمر - يهتم بي اهتماما شديدا . ولم أكن أعيره أدنى اهتمام في البداية حيث كنت مشغولة بفتى أحلامي , ولم أكن أريد أن أعطي لنفسي أي وقت أو فرصة للتفكير في غيره .
ومع مرور الأيام , تأكدت ظنوني . فقد وجدت أكثر من محاولة للتقرب مني والتحدث معي . وخوفا من أن أجرح مشاعره , فإنه كان ينتهز فرصة وجود صديقة عزيزة لي , لكي يشاركنا الحديث . وقد حاولت في البداية أن أفهمه أنني على وشك الارتباط , وإن كنت لا أستطيع أن أسرد أي تفاصيل عن هذا الارتباط , نظرا للظروف القائمة .
المهم , أن هذا الشاب حساس للغاية . وهو شاعر رقيق , ومتفوق في دراسته . ويساعدني كثيرا في عملي حيث أننا كنا في كلية عملية . واعترف أنني قد بدأت أميل إليه , وإن كنت أقارن بين ظروفه وظروف الآخر لأنه يحتاج الى فترة حتى ينتهي من دراستة ويكون نفسه .
نسيت أن أقول إن زميلي يجد قبولا وترحيبا من أهلي . وأنهم على استعداد نفسي لقبولة فيما لو تقدم . ولكنني لا أريد أن يقدم على هذه الخطوة في الوقت الحاضر , خوفا من أن يظهر الآخر في الصورة مرة أخرى , فيجدني قد تعجلت الارتباط , وعندئذ أشعر بالندم .
وليس معنى ذلك أنني قد اخترت . فالحقيقة أنني لا أستطيع الاختيار , وأتصورأنني سوف أواجه حالة التردد هذه فيما لو تقدم لي الشاب الأول . ومن هنا رأيت أن أطرح مشكلة الحائرة حتى أجد من يشاركها الرأي , ويحقق لها الإختيار السليم الذي لا تشعر معه أو بعده بالندم . فكيف تتصرف ؟
|