كاتب الموضوع :
**أميرة الحب**
المنتدى :
الارشيف
الفصل الخامس
- ترغبين بلقاء صحفي؟ اذن أهديك واحدا. قال جوردان كينغ الذي جاء الى مكتب كاتي في مقر الجريدة.
كانت تشك بهذا اللقاء،وهذا الرجل أمامها يرهبهالكنها تفضل الموت على اضهار ذلك له.وهذه الرهبة لم تكن صادرة على اقتراحاته الجريئة لكن بالتجاوب الخانق الذي يقوم به جسدها.. وفي هذه اللحظة كانت على استعداد لكراهيته بسبب الثمن البالغ التي دفعته ازاء قبلته.كان قلبها يضرب بعنف.
- مكتب الممازحات السخيفة مغلق اليوم،قالت وهي تشعر بنفسها مجروحة ومهزومة - أليست مزحة؟-أجفلت وهي ترى ملامح وجهه الجادة - مالذي تخطط له ثانيا؟-
-ألايسرك ذلك؟ أجاب جوردان بهدوء وهو يجدب كرسي ليجلس عليه بالقرب من مكتبها..أريد أيضا أن أعتدر منك عما حصل تلك الليلة -
ووجه اليها ابتسامة بسيطة جعلته يبدو قديسا ماكان ينقصه حقا هو الهالة حول رأسه.انها تشم رائحة خديعة ملىء أنفها.
- يجب أن آخد صبيين لهبوط نهر "وانغانوي" في القارب وتجربة هذا النشاط للمخيم..قال ..رافقينا-
رغم النظرات القاتلة التي ترمقه بها جوردان لم يهتم،وحافض على برائته.وهذا ليصور بأنها مصابة بجنون العظمة.
- يجب أن أتحرر لنصف يوم..قالت بحذروهي تفتح جارور مكتبها لتدلف اليه مذكرتها.
في الحقيقة،تحتاجين لخمسة أيام،قال بثقة.
كاتي لم تكن تنوي فقدان هذا اللقاء الصحفي..شعرت بحماستها المهنية تتأرجح أمام قوة سليقته المصونة.
- استعمال زماني لا يسمح لي بالذهاب طويلا...اذا أردت أستطيع أن أتحرر لغداء عمل-
- لا تقلقي سبق وسويت الأمور مع محررك..
هذا ما يبيته،أوقفت كاتي قلمها وبدأت تفكر وهي تلعب به،ترفض التصديق أنها مقيدة يدين ورجلين الى هذا الشخص.
- واذا انتهيت بنفس الخلاصة أنك لا أخلاقي؟
- مستحيل..قال بهدوء على كل حال تابع بحزم ..لن تكتبي علي لكن عما أقوم به من عمل من أجل مخيم "الحظ".
- لكن ماذا تعتقد؟ تمردت كاتي..
- محررك يجدها فكرة جهنمية.
- حقا؟ قل لي ياجوردان ، قالت بصوت حلو وهي تميل نحوه ..كيف يعقل أنك في الاسبوع المنصرم أستعملت العديد من الحيل التي تتقنها للحصول عما تريد.واليوم لا تتردد في استعمالها ؟ كيف يتم ذلك_ سمرته بعينيه_ الاسبوع الماضي تتعاهد بنزاهتي،كما قلت.. ستؤهلني للارتياب في شكوكي نحوك بعدما أستعيد هدوئي..واليوم تمس بسلامة نزاهتي بالرغم من أنك معجب بها جدا؟
- لم أفعل سوى اعلام محررك ومديرك بأنني جاهز..شرح لها من دون أن يهرب بنظراته.
- هل تعلم..لاحظت كاتي وهي تتراجع في كرسيها..بأنك تستطيع زجر كل شكوكي ازاء نزاهتك بالخروج حالا من مكتبي؟
جوردان..الذي وقف..لكن فقط ليقترب من النافذة أعلن فجأة وهو يدير ضهره لها.
- آسف أن أقول بأن التورط في هذه القصة قد تجاوزنا..أنت وأنا.
- جيد جدا..اذا كنت ترفض الخروج أنا من سيفعل..- جرشت وهي تنهض بدورها لمغادرة الغرفة.
- كاتي،دعيني أشرح لك - قال جوردان ليحثها على البقاء.
انه يتكلم مثل والدها.تلبعت طريقها دون الاستماع لما يقوله.
وصلت الى قاعة التحرير،ألقت التحية باشارة من رأسها الى بعض الزملاء وذهبت لتبحث عن قدحها في احدى الخزانات،هاج هائجها لدرجة جعلت يديها ترتجفان ،وضعت كيس صغير من زهورات البابونج في قدحها قبل أن تملأه بالماء الغليان.
- لم نتمم بعد كلامنا -
كاتي أغرقت الكيس بملعقتها حتى قعر القدح ثم استدارت وقالت بصوت عالي جدا.
- أضن أن لديك مشكلة مع كلمة لا سيد كينغ ومن الواضح أنني المرأة الوحيدة التي لم تقع تحت سحرك البراق ويصعب عليك استعاب ذلك.
كما تمنت كل النظرات توجهت اليهما،الآن،سيتركها بسلام.
- لماذا قبلتني اذن؟- قال متحديا.
سارعت كاتي بالعودة الى مكتبها،جوردان يتبع خطواتها،أغلقت الباب بحدة.
-بما أنك ترتعبين من نزاهتي الى هذا الحد ياعزيزتي أريد أن أطرح سؤالا، أين أنت منها؟ بعد الذي حصل بينناخطوبتك مع بيتر لم تكن فقط غير نزيهة بل أيضا غير مشرفة.
- الشيىء الوحيد الغير مشرف هو أنني سمحت لك بتقبيلي،قالت من بين أسنانها،ياله من انتصار لجوردان كينغ.
- لم آتي للشجار معك..قال بعدما انتبه الى أنه كان يصرخ فتراجع ليجد هدوئه.وهو يدرك تماما أن ما قاله كان في سبيل الدفاع.كان يأمل بالابتعاد عن خوض موضوع الخطوبة،لكن الطريقة التي كانت تنظر بها اليه كأنه شيىء يثير للاحتقار قد أسخطه.
المخيم قد جاء في وقت عصيب حيث تسير اجراءات الموافقة،بالاضافة الى مقالاتك التي أثارت جلبة فيما يتعلق بالخدمات الاجتماعية،اذا عدت من رحلتنا الاستكشافية بمقالة اطراء،سيكون هذا تأثيرا كبيرا..
- لأنك فقدت سمعتك،وتريد استغلال سمعتي بالقابل.آسفة أن أقول بأنها ليست للبيع،لقد مارست الحب مع امرأة متزوجة،وقبلتني وأنت تعلم بأنني أواعد أحدا..
- لقد تجاوبت معي قال وهو يكتم غيضهمما يعني أن الناس يفعلون أشياء ينذمون عليها لاحقا، كنت أجهل بأن "بيني"متزوجة،أما فيما يتعلق بقبلتنا،فلم أكن لأجرب لو أن خطيبك لم يبرهن لي سابقا بأنه مجرد بائس في..
قطع جوردان باقي كلامه،فبهذا المزاج التي هي فيه،ستكون قادرة على صلب من يحمل لها أنباء سيئة.
في...؟أستفسرت كاتي ونظراتها مسلطة عليه.
- لاشيىء بالمرة -
- اذن،أنا آسفة لأعلمك بأن تآمرك من وراء ضهري مع المحرر والمدير لن يأخدك لبعيد،فعقد عملي يحتوي على حقي في "الفيتو"
- أنا نفسيا متعب،الخدمات الاجتماعية تقطع عيشنا،من سيتعدب بنظرك؟ أنا؟ لا..الأطفال..قال على بغتة،غضبه يعود للصعود.
هلع كاتي المباغث برهن عدم تفكيرها بالامر.
- هل هذا حق ما يمكن أن يحدث؟
- أجل.
- اذن الحل سهل،عليك أن تستقيل من مهامك.
- روابطي مع المخيم أكثر تعقيدا،لن يكفي هذا.
- هذا ابتزاز عاطفي، قالت كاتي وهي تدير ضهرها اليه وتنظر من خلال النافدة. بينما هو ينتضر بأنفاس متقطعة.
- حسنا اذن،قالت مرغمة من بين أسنانها سو آتي.
- شكرا يا الهي.
استدارت نحوه،ووضعت سبابتها على صدره المفتول.
-لكن في خلال الخمسة ايام ادا ما استنتجت بأنك نتن جدا لكي تهتم بالمخيم العطل لن أتردد في كتابته.
- لن أتشاجر معك أيتها المخلوقة الشهية والذيذة لا الآن ولا في الخمسة أيام" قال جوردان في نفسه.
- اتفقنا؟-
هز جوردان رأسه موافقا،وأخد نفسا عميقا وهو يفكر 'كم ستبلغ حضوضه في اغراء هذه المرأة؟'
- اتفقنا - أجابها.
بعدما رحل ،عادت كاتي الى مكانها أمام النافدة،في الخارج الرياح القوية تهز أوراق الشجر الضخمة،فيما الخيال الصارم يقطع الى الرصيف،وضعت يديها على الزجاج الجليدي وأراحت جبينها عليه بالمثل.
قبل عشرة أيام حياتها كانت منضمة ومرتبة،ماضيها كان مغشي بدقة ولم تحتفض سوى على خيلات واهنة.كان يكفي مقالا تافها وقبلة...كي تجد نفسها معلقة في مركب برفقة رجل كانت تتمنى لو لم تتعرف اليه مطلقا.
- هل أنت بخير؟-
بسماع نبرة القلق في صوت لوسي كاتي استدارت لتطمئنها.
- مرحبا بك..نعم..نعم..كل شيىء على مايرام - قالت وهي تتفادى النظر الى عيني صديقتها وهي تتجه الى كتبها لتأخد حقيبة يدها.لندهب قالت بلهجة مرحة وهي تندم على عدم الغاء موعدهما.
- ماذا يحدث؟ سألت لوسي وهي تحيط كتفيها بذراعها.
بقلب محطم قالت كاتي لنفسها أنه في هذه اللحظات تدرك معنى أن يكون لديك صديق.
يتبع...
|