كاتب الموضوع :
**أميرة الحب**
المنتدى :
الارشيف
الفصل السابع
كانت كاثي مركزة على سيولة حركة المجذاف الذي يشق الماء مثل سمكة تقفز بسرور في النهر،فأدركت فجأة أن هذا الايقاع البعيد المنال الذي كانت تبحث عنه هو بمتناولها,اذن..وبدون أن تهتم بسترة النجاة التي تزعجها,أدارت كتفيها على مدارها في حركة طويلة من الدوران،وأعادت هذا عدة مرات في آن واحد.
- ستصلين..هذا جيد شجعها جوردان بلطف الذي كان يجلس خلفها في الزورق
أطلقت الفتاة صرخة انتصار مماجعلها تخفق ضربة المجذاف الموالية,الذي انزلق على سطح الماء دون أن يخربش,فركزت ثانية على حركاتها وهذه المرة نجحت بايجاد الايقاع المناسب.
ألقت نظرة الى يسارها باتجاه القارب الآخر,فرأت أن مايك يمر من نفس الصعوبات’وهذا الامر لايقتصر فقط على الفتيات
- أنضري الى الطبيعة أقترح عليها جوردان بعد خمسة دقائق وهو يخرجها من حالة التركيز التي أغرقتها " تستطيعين رفع مجاذيفك فسأهتم بأن نبقى في التيار
رفعت كاثي رأسها لتتأمل باعجاب شجيرات النهر التي تهدي للناضر متعة كبيرة ومنضرا طبيعيا رائعا.كما كان هناك شاطىء صخري به شجيرات كبيرة تتفرع في السماء بطريقة تقطع الانفاس,تحت الجدوع المستقيمة لتاوا،شجر صنوبري أحمر،ريحان ونباتات طيبة من النيوزيلندا تنمو مستعمرات من السرخسيات فضية اللون التي تنتشر الى الشاطىء الصخري الشديد الانحدار.حيث يختلطا بالرغوة.ونبات السعادي الأكثر تنوعا,أمامهم النهر يرسم حلقة حيث الواجهة مصقولة مثل المرآة تعكس الطبيعة في مشكال طويل من الأخضر والبني.
يقود بدون مجهود مرئي الكايك الازرق.أندرو تجاوزهم,مشغول باجترار بعض الاسرار الصغيرة,كان يبدو عليه عدم الاهتمام بجمال الطبيعة.
- آآآه..صرخت كاثي وقد تلقت حماما باردا في عرض وجهها
ديلان ومايك تجاوزهما اللحظة.يقدفان بالماء من المجاذيف الى زورقهما.بدى الصغير محرجا,فألقى نظرة اعتذار للفتاة.
"هيا.سنلهو قليلا بتبليل جوردان"كان والده قد اقترح عليه قبل دقائق بدى ديلان متحفظا فهو يعرف أن جورد يحب الدعابات لكن الطريقة التي تكلم بها والده تنم بالاحرى عن خطة جهنمية.
- هيا يا بني فلندهب...أصر والده
اذا كان الصغير قد وجد من المتعة ان يغرق وراء قاربهما بضربة خفيفة للمجذاف-خاصة عندما مايك زاد من السرعة فجأة كي يتجاوزهما- كان شديد الاحراج بأن يرى ان كاثي مبللة،مذعورة،شعرها يسيل وسترتها ملطخة لكن.آآآوف..بعد أن جففت وجها انفجرت كاثي بالضحك.
- لننمسك بهما..صرخت لجوردان
وبدء الاثنان يجذفان بقوة لتعقبهما
- أسرع يا أبي.صرخ ديلان ضاحكا,أنت محق فهذا مضحك للغاية.
- انتبه لقد اقتربا.. أجذف بسرعة.استعجله والده
زادا من مجهوذهما،أصر ديلان على أسنانه,لكن ضربة مايك لم تكن موفقة بطرف العين رأ الصبي جؤجؤ الزورق الآخر يقترب منهما بخطورة.بدء يضحك بعصبية مما جعله يفقد الايقاع بسرعة.كثلة من المياه انفجرت في ظهره
- أوقعنا بكما, قالت كاثي بانتصار
- هذا مسل جدا ...قال ديلان وهو يستدير نحو والده بعد أن تخلص من مجذافه ليلتقط أنفاسه
- نعم...ـ أجاب مايك وهو يتبث بسوء نظره على جوردان،بالرغم من أنه بالكاد لامسه الماء.
- لا تهتم ..قال ديلان مواسيا ..من المستحيل منافسته..الا اذا تعمد أن يتركك تفوز.
نظر ديلان الى الزورق الذي ابتعد بسرعة كبيرة,وهو يحاول ايجاد كلمات تعين مشاعره اتجاه الرجل الذي يقوده.
- بأنه الأعظم...قال باختصار
- لقد خسرنا فقط لأننا نتكون من فتى وبالغ ضد بالغين اثنين،..أجاب والده غاضبا
- نعم بالتأكيد...أجاب الفتى ليخفف عنه.
ألم ينتبه مايك بأن جوردان من يقوم بكل المجهوذ؟
خائب الأمل..التقط ديلان المجذاف.بينما في البداية وجد أنه من الرائع أن يرى والده- والد بشأنه كان يطرح على نفسه العديد من الأسئلة منذ الطفولة- بدء يصاب بالقليل من الخيبة.
أه...مايك لم يكن شريرا..لا.انه يحاول أن ينظم له أشياء لطيفة.وأيظا كان لديه العديد من الالعاب المعلوماتية - في الحقية المعلوميات هي مهنته.ومنذ بعض الوقت،والدته التي لم تكن ترغب عودته في حياتها،يبدو انها غيرت رئيها،وليس قليلا،والبرهان: الاسبوع المنصرم,فاجئهما يتبادلان القبل,وكانا يستمتعان بذلك,لقد رآهما.
اذن،اذا ما قررت والدته الزواج من مايك فهو موافق,فهو يحبه جدا
ماعدا عندما ينزعج...مثل هذه اللحظة...بوجهه العابس..انه لشيء مضن.
- فلنلتحق بجوردان...اقترح كي يفرح والده.
جوردان. على الأقل,لم يكن يوما حزينا.
-آندي..صرخ جوردان مجهذا..ابق مع المجموعة.
إمتثل ابن أخته له وتوقف عن التجديف،لكن بملامح متجهمة ما يوضح تماما رئيه بأوامره.
- رائع..هذا بالفعل رائع- فكر جوردان
بدلا من أن يسمح لجوردان بأن يضهر لكاثي قدراته على التعامل مع المراهقين,لاينفك آندرو باثبات العكس,وسحره الذي يثقن استعماله جيدا لايبدو أنه يؤثر على الصحفية مثل قطرات الماء على طائر البط,ومايك أيظا لايسهل الأمور عليه،فهو يطلق تنهدات ساخرة كلما قام بمدح كاثي.
" هل الجميع ضدي؟" سأل نفسه.
الابتسامة العريضة التي وجهها اليه ديلان أجابت على سؤاله،مما أدفء قلبه.وشعر بمعنوياته ترتفع مثل البرق.
- اسمعوني قال الى المجوعة آمراعندما يلتقي الزوارق الثلاثة من الحافة الى الحافة,سننصب المعسكر في خليج صغير.في مكان أكثر انحدارا
- لكنه وقت الغداء فقط اعترض آندرو..في العادة نجدف لخمس أو ست ساعات قبل أن نستقر.
- نعم لكننا هذه المرة نصطحب مبتدئين...شرح جوردان..بالنسبة لليوم الأول ثلاث ساعات تبدو لي كافية.
-يهيء لي وكأنه بصدد اهانتنا يا كاثي؟ قال مايك بصوت جاف - هل سندعن دون أن نقول شيء؟
- لا تقلقو بشأني،قالت الفتاة موجهة كلامها لجوردان،أقوم بصورة مستمرة بالرياضة.
قاوم بشدة رغبته بالقول بأن جسدها الرائع الشديد التناسق لايترك أدنى شك.
أعلن جوردان بصوت رقاء
- يبدو بالفعل أنك بشكل جيد,كيف تتمكنين من ممارسة الرياضة بشكل منتظم مع جدول زمني مزدحم جدا؟ انها معجزة.
اللعنة,بدأ يتكلم مثل أمه.
- ليس صعبا،يكفي أن نتعود على هذه المنهاجية،اعترفت الفتاة،مرتبكة،وهي تدير فجـأة مجذافها في الماء بحركات مبهمة.
- آه لا..يوجد أكثر من هذا: تبدين جليا أكثر موهبة من هذا. أصر جوردان.
وهو يراها تتصلب - من الواضح أنها متقززة من بلاهته- قال بأنها لايجب أن تحقد عليه،لأنه يتقزز من نفسه أيضا.
- ياله من متملق..هزىء مايك.
سيحطم وجهه..
- أنت بشكل جيد,حسنا،ولكن هل تتدربين في التجذيف؟ أضاف وهويتضاهر بتجاهل تعليق مايك.-آندرو ديلا ن وأنا نتدرب.لكن أنتما الاثنان يجب أن تتبعا نصائحي و...
- لا،لن نتبعها أليس كذلك يا كاثي؟قال والد ديلان الذي وبدون أن يسمع رئي كاثي قرب زورقه من زورق جوردان. توقف عن لعب الوصي يا كينغ,لست مجبرا على أن تعتبر نفسك على الدوام مسؤولا على الجميع.
- جيد اذن،أجاب جوردان برشاقة.وهو يرى أن ديلان يعاني من النفور بينه وبين والده.اليوم اذن،فلنقل أنك من يترأس مايك.
"وهكذا،غدا،ستصبح كسيحا من الصداع,ومايك لن ينتقص مني للجدال معي أمام ديلان وكاثي" فكر جوردان.
ومع ذلك،اذا كانت ظروف القيادة مستوجبة.فلن يتردد في الرجوع على هذا الامتياز.
في هذه اللحظة،التيار كان هادئا،وكان يموت رغبة في أن يتعلم هذا المغرور درسا.-أحد تلك الدروس التي تثبث أنه يتوجب عليه دائما أن يمتثل لأوامر رئيس ذو خبرة،وبهذا الصدد...
- آندي.ابق مع المجموعة.
تحرك الزورق بطريقة غير متزنة لما نزلت كاثي،وضعت رجليها على الشاطى الطويل المحصى،وهي تهمل ذراع جوردان التي قدمها لها بابتسامة متذللة،مددت ذراعيها المؤلمتين فوق رأسها.
- أنا بخير،أعلنت بصوت حاد،وهي تتعقر على الحصى،وكأنها نسيت كيف تضع رجل أمام أخرى.أين...المراحيض؟
- ستجدين أوراق الشجر في أعلى ممرضيق على يسارك.شرح جوردان وهو يبتسم مثل باقي الفتيان..أنصحك بأخد هراوة لكي تنزعي شبكة العنكبوت،اذا كنت تخافين من هذه الحشرات.
أجبرت كاثي نفسها على أن تأخد أنفاسا متقطعة.
- وستحتاجين الى هذا بالمثل..أضاف جوردان وهو يفك غطاء مطرة مسيكة.ليعطي لكاثي لفافة من ورق المرحاض.
- هل تريدين أن أسبقك,كمستطلع؟ اقترح ديلان بلطف
هذا الفتى رائع..
- أظن أنني سأتصرف بمفردي، قالت قبل أن تنتبه بأنها خيبت أمله -آه..نعم قالت بسرعة: أقبل بسرور مساعدتك،ديلان لأنني ...في الحقيقة..أتضاهر بالشجاعة فقط.
- اتبعيني..قال الصبي مسرورا بأن يكون لها مفيدا
تبعت خطوات الصبي الذي يخبط بقدميه كي يخيف الثعابين،شعرت كاثي بأنها بعيدة جدا عن عالمها وكأنها متواجدة على كوكب القمر.خلال الصباح،كانت بصدد الاستسلام عدة مرات،كانت تشعر بألم في ذراعيها وتنمل في ساقيها،لكن هذا كان لها ممنوعا،لا تريد ان تلعب دور النساء الضعيفات و تفسد متعة الآخرين.ولا تريد قطعا أن يكتشف جوردان ضعفها وأن يستغل ذلك ليستعمله ضدها،الشيىء الذي كان أكيدا هو أن فترة الصباح عزز النفورالذي تشعره اتجاهه،يجب ثقة عمياء في ذكائه ليضن بأنه سيؤثر عليها لتضن بأنه انسان جيد،" ياله من متملق" تماما كما قال مايك قبل قليل.
بالاضافة الى أن ثقتها في قدرات جوردان بأن يعيدهم الى الحضارة أهتزت لسيما بعد الطريقة التي تأثر بها مع جداله ومايك.
قفزت من الرعب وهي ترى الصبي يخرج من الكبان المختفي خلف شبكة العنكبوت.
- هل تعرف..قالت كاتي من الأفضل أن أذهب الى الخلف.
- لكن هناك وضعت العناكب أعدك بأنني أبعدت كل الحشرات.
- هل تستطيع انتضاري؟ همست كاثي عبر الكبان.
- بالطبع. أجاب الصبي.
في طريق العودة سألته كيف تعرف على جوردان
- كان يخرج مع أمي.
- آه.
لا يجب القفز على الخلاصات فربما هذه الآخيرة كانت عازبة في تلك الفترة
- أباك لايعيش معكم؟ سألته
- آه لا. أجاب ديلان تعرفت اليه منذ سنة فقط جوردان ترك أمي قبل ذلك بكثير. شرح الصبي وهو يترك العصى التي التقطها قبل قليل وقفز على قدميه. " زوت..نسيت مرة أخرى أنه لا يجب علي أن أقول بأن جوردان ترك أمي،ولكن أنهما انفصلا...أتسأل مايوجد للغداء؟؟
- أستطيع الذهاب للاستطلاع؟؟
جوردان الذي انتهى من اعادة حزم حاجيات النزهة،رفع عينيه باتجاه ديلان،كان قد أصر أن تأخد كاتي وقتها للاستراحة ومايك قلد المرأة الشابة،هذان الاثنان كانا يتناولان ذلك النوع من النقاش الحميمي الذي يرغبه جوردان بيأس بمشاركته مع كاثي.
- بالطبع يا ولدي،خذ والدك.
- قال بأنه يستريح
- جيد اذن اذهب مع آندي
- هل يجب حقا ان أذهب؟ قال المراهق المستلقي على الحصى،عيناه مغمضتان.
- نعم
فيما ابن اخته يقف متدمرا ،جوردان أخده على حدى
- اذن،الآن أخبرني ماذا يحذث؟؟
المراهق هز كتفيه دون أن ينطق بكلمة
- ليس لدي الوقت أضيعه في النفسية الدرامية. تابع جوردان - اذن اما أن تقول مالديك اما أنت توقف تهريجك.
هذه الكلمات القاسية فلتت منه،لكن قبل أن يتمالك نفسه،الن اخته الذي كان منغلق على نفسه مثل المحارة رمقه بنضرة عنيدة قبل أن يبتعد بخطوات ثقيلة وهو لنادي على ديلان.
- تحرك من هنا أيها البليد لنذهب الى مكان آخر
- ليس لأنك غاضب مني ستدفع الثمن لديلان،أنت تعرف بأنه بموت رغبة بأن يصبح صديقك. قال جوردان الذي شعر بأن القليل من التسامح الذي بقي لديه ذاب كالثلج تحت الشمس.
صرخ آندي بعبارة مزدرية بينما الصبيان يختفيان في الطبيعة
- نستطيع القول بأن كينغ بارع مع المراهقين ،لاحظ مايك
كانت متفقة مع مايك لكن كاتي ترفض أدنى تعليق،بالرغم من أنه كان مشوق أن تكسر السكر على ضهر جوردان،هذا لم يبدو لها تصرف نزيه مهاجمة شخص يتكلف بكل شيئ مكانهم.
- كنت على حق عندما كتبت بأن الاهتمامات البيئية لجوردان هي وسيلة ذكية لاستغلال الانماط. أصروالد ديلان الذي بدى من الواضح انه يعرف عن ضهر قلب مقالات كاثي - أعتقد لأنه يمنح المساعدات للجمعيات كي يخفف من تأنيب ضميره الثري
ابتسمت له كاثي بتهذيب،ثم التقطت كتابها،هذا يعني بأنها كانت موافقة على كلام مايك: جوردان يستطيع ان يبرهن على انسانيته بحساب دقيق،وايظا معها يضهر اهتماما لا طبيعي،ألقت نظرة خاطفة لهذا القلب الجميل...لا،هذا غير عادل،لانستطيع مقارنة جوردان بالولد الجميل،كان أكثر طبيعية من هذا..مشع بالقوة والصحة...
حاولت التركيز مجددا على قرائتها
- أعشق هذه الجملة" نظرة عارضة جدا جدا جدا" تابع مايك وهو يشير اليه
- هل عني ما يدور الحوار هناك؟؟ قال جوردان فجأة.
احمرت كاثي،متمنية ألا يعتقد جوردان بأنها تشجع والد ديلان بتشويه سمعته،فجأة محرج جدا وقف هذا الأخير مقترحا.
- يجب أن أذهب للبحث عن الأولاد.
بينما كاثي تأخد كتابها للمرة الألف،جلس جوردان مقابلا لها،يستند على جذع أدفئته الشمس،واستغل ليدرسها عن قرب.
الشمس التي ضهرت من خلف غمامةسقطت على شعرها بلون ماهوغوني " أكاجو" مشعت من مغامرة الصباح،غارقة في قرائتها،الشابة تعقد حاجبيها بخفة،لكن تعبير وجهها كان لطيفا بسبب النمش الذي يضهر على أرنبة أنفها المستقيم الرائع. مع رموشها الطويلة التي تضلل وجنتيها الشاحبتين،وشفتيها الحسيتين،كانت جذابة جدا.
بدون مبالاة، حاول جوردان تذكر لون عينيها.
- من قلة التهذيب تثبيث الناس. لاحظت دون أن ترفع عينيها.
- مالذي تقرئينه؟؟ سال.
مجبرة كانت عندما أرته عنوان الكتاب،الذي دفعها لرفع رأسها،عينيهامبقعة من الذهب،كانتا من اخضر بلون النهر.
القى جوردان نضرة على الغلاف " الخنازير القاتلة:كيف نحتمي من هجماتها" انفجر جوردان في ضحك مدوي،حيث تردد صداه في الطبيعة.
- كاثي التقيت الكثير من الخنازير المتوحشة في الغابة،وكلهم هربوا ما وقع نضرهم علي.
- هذا لأنهم لاعتقادي ينتمون لمجموعة الحيوانات الذكية. قالت لصوت محايد
كان جوردان بحاجة لبضع ثوان ليدرك لأنها اتت تقريبا على اهانته.ومع ذلك منحها جوردان ابتسامة متواطئة مسلية،التي تضاهرت بتجاهلها،لم تتمكن من حبس نصف ابتسامة بينما تقلب في الكتاب المقلوب لتبحث عن صفحتها.
- يجب عليك اضهار تواضع أكثر قليلا،في الفصل السادس،صياد يقول بأنه آلف هذه القصص عن الهجوم، الى ان جاء اليوم الذي حذث له الأمر،بندقيته لم تعمل،ولم يجد شجرة للاحتماء بها،وقد هجم عليه ذكر خنزير يزد وزنه عن المئة وخمسين كيلو غراما،مع سلاحه الوحيد عقب بندقيته.
- أنت لا تقرئين هذا الكتاب لأنك خائفة من هذه الحيوانات،حلل جوردان مسرورا: بل لأنك متعطشة للدماء،انضري الى نفسك،أنت تلعقين سواطيرك.
- ماذا تقول،اسحب كلامك حالا.. صرخت بصدمة.
أنا متأكد بأنك تملكين على رفوفك الكثير من الكتب على هذه الشاكلة.-
- 4أو 5 كتب لا يعتبر مجموعة،قالت - واذا كنت أقرئها ليس لأنني أحب رؤية اراقة الدماء،بل لأنني أقدر الذين يجدون من الشجاعة للمواجهة.
بعد التحريات التي قام بها المتحري الذي استحذمه جوردان- كان بحاجة ليجمع أكبر قدر ممكن من المعلومات على هذه المرأة ليترك عندها انطباع جيد - كانت بالتأكيد بحاجة لنزع من نفسها هذا النوع من الموارد،في الوقت الذي كانت فيه .صغيرة.
والدتها ماتت بسرطان- كاثي كانت في السادسة عشر- كانت قد تركت المدرسة بعد سنة لتهتم بمنزل والدها وتربية شقيقها وشقيقتها لأصغر.كل الادلة ثابثة على والدها، شخص متنوع الألوان،يضع دوما السيدات نصب عينه،ويضهر حماسا لا يتزعزع أمام الاستثمارات المفاجئة،مقدرة بأن تجعله ثريا،لكن ما ترك عائلته في نفس الوقت فقيرة.
في الواحدة والعشرين كاثي رأته ينخرط في استخراج العقيق في استراليا،ترك خلفه صغيرين ممن سارعت كاثي بالاهتمام بهما،مفاجئة،اكتشف جوهرة التي منحت رخاء للعائلة خلال عدة سنوات وسمحت لكاثي لاستهلال مهنة.
لكنه لم يرجع مطلقا الى بيته.
ربما اولاده قامو لزيارته في الخارج،لالرغم من ان المتحري الخاص لم بجد ادنى أثر لأسفارهم،واكتشف المتحري أيضا بأن كاثي رفضت فرصتي عمل مهمتين،بلا ادنى شك لتبقى مع اخوها واختها،وهذان الآخيران قد طارا مؤخرا من العش- جوردان ينتمي الى عائلة متحدة -مايجعله يتخيل صعوبة الأمرعليها،حتى الآن كان هذا مجرد تصور،لأن المرأة الشابة لا تضهر شيئ من مشاعرها.عادة أخرى غريبة عن جوردان الذي كان عفوي وليس استعراضي.
- هناك فصل خاص للقصص المرعبة لصيد الخنزير. تالعت بصوت مشمئز- يستعملون الكلاب لمطاردة الذكور الكبيرة و محاصرتهم،ليتمكن الصياد من ذبحهم.
- أنا.. قال جوردان وهو يصب الشاي من ترمس في كأس من اليلاستيك..- لا أصطاد بهذه الطريقة...-
- هل تصطاد؟؟
- ببنذقية نعم..- أجابها.
أعطاها الكأس البلاستيكي متجاهلا نظرات الاستهجان في عينيها
- لا أهتم بديانتك،لآرائك السياسية وبملفك العدلي،قال بلهجة حازمة - لكن اذا كنت نباتية فأنا أوقفك هنا..-
كان من الروعة رؤيتها تعض على شفتها لتمنع نفسها من الإبتسام.
- أتناول اللحم شرط أن يكون حيوي،والطيور الناشئة في الهواء الطلق..-
- وجدت بإستمرار انه من الغرابة ان الناس من نوعك يفضلون دوما اكل الحيوانات الاكثر سعادة..- قال مسييا بذلك ضحكة مختنقة.
- لم أرى أبدا الأشياء من هذا المنضار..انتضر قليلا،أنت بم تجلب معك بندقية الى هنا؟ سألت وهي تستوي فجأة.
- لامقلت لنفسي بأنك لن تقاومي رغبتك في قتلي..-
كاثي انفجرت في ضحك سعيد،شعر جوردان وكأنه حصل على ميداليا ذهبية في الأولمبيات.
- أنت جميلة جدا عندما تضحكين.
" كيف أمكنني اخراج هذا الهراء.؟؟" قال في نفسه بسرعة.مرتبك ومنسحق الفؤاد.
- آه،لقد عادوا ،قالت كاثي فجأة بحرارة أقل. لنذهب؟؟
وقفت واقتربت من النهر
كانت بداية بعد الضهر والشمس تختبئ وراء الأغصان الكثيفة حيث ظلالها تتراقص على واجهة الماء
- هذا المكان وكأنه خرج مباشرة من قبل التاريخ قالت مرتجفة وهي تقذف ببقايت شايها في التيار كقربان وقائي
- هذه الغابة محمية منذ أزيد من مئة سنة،انها بعمق لا يصدق،في بضع أماكن.
- لابد ان الطرقات معطوبة
- لايوجد طرقات،الدخول الوحيد اليها يتم عبر النهر،وفي هذه الفترة من السنة سنكون محضوضين بلمح الجوال.
- لايوجد طرقات..؟؟ قالت كاثي بقلق،اذن اذا غرقت مراكبنا،يتوجب علينا رسم طريق عبر هذا؟؟ سألت وهي تشير الى الغابة الكثيفة.
- أبدا،يجب البقاء حيث نحن لأن يأتي الانقاذ،لدي منارة،وهذا لن يأخد سوى خمس أو ست ساعات.
- لدي ايظا هاتفي الخلوي ذكرته كاثي
- ليس لدينا تغطية في أغلب الوقت.
- لكن لدي عمل...اتصالات لأجريها،لما لم تعلمني بالأمر مسبقا؟؟
" لأنك لم تكوني لتأتي" كان بإمكانه القول،لكن الجواب كان واضحا لدرجة أنه فضل الالتزام بالصمت.
- انتظر قليلا..قالت غاضبة - على الخريطة التي أعطيتني اياها أنا متأكدة من أنني رأيت طريقا على طول النهر
- لا بد انك أخطأت التفسير. أجاب وهو ينحني ليعقد حذائه.
|