كاتب الموضوع :
ام عمرو
المنتدى :
الارشيف
«ديكوريكس» معرض الديكورات المفتوح على الشرق والغرب
أفكار واقتراحات جذابة لتجديد تأثيث بيتك
لندن: جوسلين إيليا
صدقت إيدنا وولمان تشايس، رئيسة تحرير مجلة «فوغ» السابقة عندما قالت في إحدى المناسبات إن الموضة هي حالة «عامة» إنما الاسلوب فهو «فردي»، وهذا القول المأثور ينطبق اليوم على معرض «ديكوريكس» العالمي الذي فتح أبوابه أمس في لندن، ويعتبر من أهم المعارض التي تكرس نفسها لتقديم الاجدد والاجمل في عالم التصميم والديكور المنزلي، فعندما تصل الى القاعات الشاسعة في «رويال هوسبيتال تشيلسي» في منطقة تشيلسي اللندنية سوف تحصل على جرعة كافية من الذوق عند المدخل، إذ سيكون بانتظارك تصميمات رائعة لا يتحكم بها الدكتاتور القاسي الذي يعرف باسم «الموضة» إنما هو مزيج من خواطر وابتكارات وروعة وثورة من الافكار والالوان، وهذا ما يؤكد ما قالته تشايس، فالاسلوب المعتمد من قبل المصممين العالميين في المعرض يثبت أن الاسلوب هو ملك الديكور وسيده، ليكون دور الموضة كشعاع الشمس الذي يلقي بنوره على الابتكارات والافكار، يستمد منه المصممون الخطوط العريضة من دون الكتابة بحروفها.احتفل «ديكوريسكس» العالمي العام الماضي بعيده الثلاثين، وأثبت على مدى السنوات الماضية أنه نقطة جذب مهمة لمصممي الديكور العالميين والمهتمين بالشراء وأصحاب الذوق الرفيع الذين يطمحون للعيش في بيوت ملؤها التصميم الانيق والعصري.
تجتمع كل عناصر تصميم الديكور على سقف واحد من الستائر الى الارائك الى الانارة الى تصميم الحدائق، فكل زائر سيجد ضالته في هذا المعرض، كل زاوية منه تحكي قصة مختلفة عن الاخرى، فهناك الديكور المنزلي الذي يعتمد على الالوان الصارخة في تصميمه وتصميم آخر يليق بالقصور، وآخر يتناغم مع وتيرة الحياة السريعة في كبرى المدن العالمية.
ويشارك في المعرض هذا العام أكثر من 300 شركة تعنى بديكور المنازل، وعدد كبير من أشهر المصممين على رأسهم المصمم العالمي جون ستيفانيدس الذي تولى مهمة تزيين مدخل المعرض من جهة ساحة «سلون سكوير»، وأطلق على التصميم أو الجلسة اسم «لندن» ليعكس روح تلك المدينة النابضة ومتعددة الاعراق، مزج فيها الراحة مع الالوان والعصرية والاناقة، الاسلوب متناقض وجذاب بنفس الوقت وهذا ما يعكس فلسفة التفرد في التصميم والابتكار، فلن يخيل لك بأن أريكة ضخمة الحجم تزين زواياها المرايا ستتناسق مع أرضية أشبه بعرس من الالوان ولوحات عملاقة سوداء على الحائط تتغير رسوماتها مع تموجات الضوء، فتارة ترى مبنى «الغيركن» رمز وسط لندن المالي، وتارة أخرى ترى جسر لندن الأشهر «لندن بريدج»، الذي يميز هذه الزوبعة الفنية هو التناقض في الألوان في قالب من الأسلوب العصري.
وفي حديث مع «الشرق الاوسط » تقول المصممة لبنى شوداري إن المعرض حدث عالمي ينتظره المصممون بغاية الشوق، لانه يعكس عملا دام على مدى عام كامل للتوصل الى كل ما هو جديد في عالم تصميم ديكور المنازل، فكونها متخصصة بتصميم البلاط الملون على الجدران، فهي تقول بأن زيارة المعرض مهمة للمصممين والأشخاص العاديين واصحاب محلات بيع الاثاث في العالم، لانه من الممكن الاستفادة من العديد من الافكار وتوظيفها في اسلوب شخصي ومختلف، كما ان المعرض يقدم فرصة التواصل مع كل دور التصميم الخاص بالديكور المنزلي والخارجي في كل بقاع العالم.
ومن الملاحظ في المعرض أن التصميمات لا تعتمد على موضة واحدة أو خط واحد، فمصمم الديكور عندما يقوم بعمله عليه ان يتخلى عن الذوق الشخصي، ليكون تصميمه متلائما مع أسلوب حياة العائلة، إذا كنا نتكلم عن ديكور المنزل، ونفس الشيء ينطبق على المكتب أو الشركة...
من بين الشركات العارضة شركة «دي إن ديزاين»، فالجناح الخاص بها يشدك بتصميماته المميزة، شراشيب انيقة تستخدم لشد الستائر مطعمة بقشرة اللؤلؤ، وتصميمات اخرى من الحديد والحرير للجدران فيها رائحة بلاد الشام، تبين بعدها ان الشركة سورية لبنانية، فتقول المصممة في الشركة ضحوك شمسي باشا، إن هدف الشركة التميز، فيتم العمل على تصميم قلادات خاصة بتزيين الجدران وصناديق مكسوة بالقماش وعليها قشر اللؤلؤ، فيتم تصنيع معظم القطع في لبنان وسورية ويتم تصديرها الى باقي بقاع العالم.
ولمحبي الذوق المغربي في الديكور، سيبهرون بما تقدمه شركة حبيبي للبلاط والديكور الداخلي، الذي يضفي لمسة إضافية للمعرض.
وتعرض شركة «فيليارز برازيرز» تصميمات على خلفية التصميم التي قامت الشركة باعتماده في ديكور فندق جميرة بيتش في دبي، فتم عرض قطع من الحديد بأشكال جذابة، كما قامت شركة «بازار فيلفيت» بعرض أجمل أنواع السجاد العصري، المصنع في ارمينيا ونيبال، أما بالنسبة للاقمشة، فطغت الالوان الدافئة، وجاء معظمها مطبعا برسومات كبيرة، وكان من الواضح استعمال الكريستال وحبوب السواروفسكي في الكثير من التصميمات الخاصة بكل زوايا المنزل بما فيها أغطية التخت.
يتميز المعرض بعرض كل ما يخطر ببالك من ابتكارات، بما فيها الابتكارات التكنولوجية، فعنصر التكنولوجيا واضح في العديد من القطع لا سيما فيما يخص الصالونات وغرف النوم، فقد يتباهى البعض بعرض شاشاتهم المسطحة في الاماكن المكشوفة، إنما لشركة «فيوجن لايف ستيال» وكما يشير إسمها كان لها رأي آخر، فهي تعنى بإيجاد كل الحلول لتخبئة الشاشات المسطحة حتى لا تتعارض مع الديكور العام في المنزل أو في أي مكان، فيقول أحد المصممين العاملين لديها، إن وجود التلفزيون في الصالونات أمر غير مستحب بالنسبة لعدد كبير من الزبائن، كما ان الوقت الذي نستعمل فيه التلفزيون في غرف النوم محدود لذا كان لا بد من العمل على تصميم من شأنه أن يحجب رؤية التلفزيون أو الشاشة المسطحة واستحضارها متى شئت، لذا تم تصميم قطع أثاث مزودة بجوانب مخفية تسقط فيها الشاشة المسطحة لتبدو وكأنها مقفلة وعندما تريد مشاهدة التلفزيون يمكنك عندها فتح تلك الهوة الصغيرة لتصعد الشاشة أوتوماتيكيا الى اعلى.
وإذا كنت من هواة الكريستال فلا بد من زيارة زاوية شركة «كاندولا هاوس» المتخصصة بتصميم أقمشة الستائر وورق الجدران، مع إضافة حبوب السواروفسكي الى الورق والاقمشة، وتتميز التصميمات لعام 2008 بألوان داكنة ودافئة تثبت أن الاسود ما زال سيد الالوان ولو في ديكور المنزل، ويتم وضع نفس الرسم على القماش والورق لاضفاء رونق خاص في التصميم، وتقول المصممة انابيلا بوتورتي إن هذا النوع من التصميم مهم إنما يجدر كسر نمطيته بقطعة أثاث بلون واحد مختلف تماما، ومن الافضل بأن يكون الكريستال هو الخط العريض في التصميم ليتماشى مع الفكرة العامة للتصميم الجديد.
ولهؤلاء المهتمين بالتعرف الى خبايا وأسرار ديكور المنزل والتصميم يمكنهم المشاركة في ندوات BIDA ( British Interior Design ) التي تستمر على مدى الايام الاربعة المقبلة، ويشارك بها أسماء لامعة في عالم تصميم الديكور أمثال توماس فاتشيوني وسايمون كافيل.
معرض ديكوريكس.. تركيز على السجاد والتكنولوجيا
ألوان ونقوشات تصرخ من عدة أركان.. والخامات والأقمشة تثير الاهتمام احيانا تبدو القطع بسيطة، لكن عند ملمسها او التمعن فيها يفاجأ الزائر بأنها من خامات غير عادية (تصوير: حاتم عويضة)
لندن: «الشرق الأوسط»
ماذا يخبئه لنا العام المقبل من ديكورات وتصميمات جديدة؟ هذا بالضبط هو السؤال الذي أقيم معرض ديكوريكس العالمي للإجابة عنه أخيراً في «رويال هوسبيتال تشيلسي» بمنطقة تشيلسي، وسط لندن.ويعتبر هذا المعرض من أهم المعارض التي تهتم بتقديم آخر الخطوط والصيحات في مجال الديكور الداخلي، ويحظى بسمعة طيبة في العالم أجمع. فهو كما يقول دومينيك ماكبارلاند من «برابين أند فيتز» الذي لا يتخلف عن المشاركة فيه منذ ست سنوات، مهم للزبائن لأنه يعطيهم فكرة عن آخر التصميمات وأجودها، كما هو مهم للمصممين واصحاب الشركات، لأنه فرصتهم للتواصل مع بعضهم بعضا، من جهة، ولطرح افكارهم بشكل مباشر على عدد كبير من المشترين والمتخصصين، من جهة ثانية، لا سيما إذا أخذنا بعين الاعتبار انه يشهد مشاركة حوالي 300 شركة من جهات وتخصصات مختلفة. ويبدو ان هناك شبه إجماع هنا على ان الوضع الاقتصادي في بريطانيا خصوصا والبلدان المجاورة عموما، لا يشجع على شراء بيوت جديدة، وبالتالي فإن الحل المثالي هو تحسين المتوفر والاكتفاء بتغيير ديكوراته، بل وحتى تصميمه، للحصول إما على مساحات إضافية، أو إلى إدخال بعض التغيير عليه لإسعاد النفس. كل المؤشرات في المعرض تفيد بأن التنوع مطلوب وإن كان هناك تأثر قوي بالفنون والمعمار والموضة، فضلا عن آخر التقنيات في مجالات تطوير الأقمشة والخامات، مما يؤكد ان تصميم الديكور الداخلي يمر بفترة مثيرة تشجع المصممين على تجربة أشياء جديدة، خصوصا ان العديد من الفنون والتأثيرات تتلاقى لتخلق خليطا رائعا. فالتصميم ككل يتلاقى مع الفن، والموضة دخلت البيوت، والتقنيات المتطورة لا تتضارب مع التقنيات العادية، وهذا يعني ان القواعد التقليدية اصبحت بالية وخبرا من الماضي. ويتنبأ الخبراء أيضا ان العام المقبل، سيشهد عودة الاسود، لكن الغلبة ستكون لألوان الستينات والسبعينات من القرن الماضي، إلى جانب تصميمات هندسية فيما يتعلق بقطع الاثاث والاكسسوارات على حد سواء. والحقيقة ان الزائر هنا لا يحتاج لخبراء لمعرفة هذا الحقيقة، فالالوان المتوهجة والنقوشات الهندسية والمتضاربة تصرخ من عدة أركان، وقطع الأثاث المعدنية ايضا تثير الاهتمام. أول ما يطالعك عند دخول المعرض، مدخله المصمم من قبل المخضرم جون ستيفانيدس، الذي اطلق عليه اسم «لندن» للدلالة على ما تحتضنه هذه المدينة من تنوع ثقافات وتعدد أعراق. وهذا التنوع والتعدد هو ما ترجمه من خلال مزيج عجيب من الهدوء والسكينة والألوان المتناغمة حتى في اقصى تناقضاتها.
أما شركة «برابين أند فيتز» التي يعمل بها دومينيك، فقد عرضت هذا العام طاولة «كونسول» أخذت عليها جائزة «بيدا» منذ بضع سنوات، إلى جانب مجموعة من الثريات التي تغلب عليها ألوان الفضة والأسود والزجاج والمعدن. وتجدر الإشارة إلى ان اللون الاسود تكرر كثيرا في عدة صور واشكال هذه المرة، احيانا في قطع الاثاث وأحيانا أخرى في الاكسسوارات، كذلك الأمر بالنسبة للنقوشات الانجليزية الجميلة، التي تستحضر بيوت الريف الإنجليزي. فهذا الاسلوب الذي غاب في فترة من الفترات على اساس انه إرث قديم وبال، تجدد واصبح اكثر رومانسية وجاذبية، وقد يعود الفضل في هذا إلى السلسلة التلفزيونية «كبرياء وتحيز» (برايد اند بريجديس) المأخوذ عن رواية جاين اوستين الشهيرة، التي ألهمت المصممين وأعادت الاهتمام بالبيوت القديمة وديكوراتها الحميمة. يقول كريستوفر شارب، أحد المشاركين المهمين في المعرض والمدير العام لشركة «دي راغ كومباني» انه تحمس جدا في هذه السنة، نظرا للتنوع ودرجة الابتكار في المعرض. وكان كريستوفر قد عرض مجموعة جديدة ومبتكرة من السجاد لأول مرة، إلى جانب مجموعات اخرى لمصممين معروفين من امثال كيلي ويرستلر، باربر أوسغيربي وإيفا زايسيل. ويقول انه لاحظ تحولا كبيرا في نظرة الناس إلى السجاد. فهم يطلبون الآن المزج بين القديم والجديد، سواء تعلق الامر بالخامات أو التصميم. صحيح ان سجادة عصرية تضيف الكثير من اللون على أية غرفة إلى جانب عمليتها، التي تتمثل في سهولة استعمالها وتنظيفها، بل وحتى إمكانية ان يتدخل الزبون في تصميم نقوشاتها وأشكالها، لكن تبقى للقديم قيمته وجمالياته ايضا. وتعتقد لوسي أبوارد من مجلة «مودرن كاربت أند تيكستايل» أن هناك عناصر كثيرة تضافرت لإنعاش سوق السجاد، منها ان الذوق العام أصبح يميل إلى الزينة اكثر من ذي قبل. وتضيف أنه على العكس من الاقمشة، التي يمكن استعمالها في ورق الجدران أو في الستائر او تنجيد الكنبات، فإن سجادة بجودة عالية مثل الماس..تبقى للأبد. فهي استثمار وترف في الوقت ذاته، مع العلم أنها إذا كانت بتوقيع مصمم معروف ومتمكن، فهي لن تكون رخيصة، لكن اختيارها لا يجب ان يكون على اساس السعر، لأنها يمكن ان تكشف عن ذوق صاحبها. ويبدو ان موضة القطع الضخمة التي شهدتها الولايات المتحدة منذ فترة قد وصلت إلى لندن وقريبا ستصل إلى باقي العالم، على اساس أن الناس أصبحوا يريدون قطعا قليلة في بيوتهم لكن شريطة ان تكون كبيرة ولافتة لخلق تأثير درامي. بمعنى آخر ان تكون عبارة عن قطع هندسية تضفي على المكان تميزا وفنية. وتؤكد كارين هاويس، من شركة «تايلور هاويس للتصميم الداخلي» هذا الرأي بقولها ان القطع الضخمة من شأنها ان تخلق تأثيرا بصريا قويا.
وكانت شركتها قد طرحت أباجورات يصل طولها إلى مترين ونصف المتر، ومرايا من ثلاثة امتار. وحتى المصممة كيلي هوبين، مصممة الديكور الداخلي المعروفة بتوجهها الهندسي المحدد قالت بأنها بدأت تستعمل قطعا ضخمة وبألوان متوهجة كنقاط مركزية «فهي تضيف الكثير من التميز» حسب قولها. لكن اهم ما سيثير الانتباه في معرض ديكوريكس لهذا العام، هو الأقمشة وغيرها من الخامات وكذلك طرق استعمالاتها.
ألفارو دي فيرانتي مؤسس شركة «دي فيرانتي»، رغم انه اسسها منذ عامين فقط، اصبح معروفا بأقمشته وخاماته المتميزة التي يجلبها من اقاصي العالم. فهو لا يتوقف عن البحث عن جديدها، خصوصا تلك التي تتمتع بقصة أو لها جذور تاريخية. كما يمكن القول ان عالم التصميم يدين له بإحياء تقنيات قديمة جدا في ترويضها وتطويعها، حتى تلبي رغبات زبائنه. وتشتمل المواد التي يستعملها على أحجار غريبة ملتقطة من الانهار، قطع كريستال، أحجار وصخور قديمة، لؤلؤ، أخشاب الدارسين، الأونيكس وهلم جرا، وكلها مواد يوظفها بشكل رائع في فسيفساء متميزة تغطي اسطح برك السباحة أو الطاولات وغيرهما. بدورها عرضت شركة «سوفار/سو نير» الإيطالية مجموعة من الخامات ذات التقنيات العالية في مجموعة من السجاجيد، بعضها بخامات رحيمة بالبيئة، وبعضها من القطن أو المخمل أو الحرير. من المشاركين هذه السنة ايضا شركة «أرشر أند سميث» المتخصصة في الأقمشة والتي فازت بجائزة «بيدا» في العام الماضي نظرا لمنتجاتها الرائعة والمبتكرة والحرفية العالية التي توليها لكل قطعة وكل جزئية فيها، سواء تعلق الامر بجلد الماعز، أو الجلد المطرز، أو المعدن المنقوش بأوراق من البلاتين او الذهب، عدا عن العاج أو قشور السلاحف.
|