كاتب الموضوع :
ام عمرو
المنتدى :
الارشيف
الديكور التونسي.. تراث وحداثة جنباً إلى جنب
تتغير أساليب الديكورات داخل البيت التونسي وتختلف من بيت إلى آخر، لكن الكثير من المعطيات يبقى ثابتا. فالزربية التونسية (السجاد)، والتطريزات التراثية، والأواني النحاسية، حافظت على مركزها كأداة مهمة من أدوات الديكور في مختلف الأوساط الاجتماعية ولا تختلف أية عائلة من العائلات حول أهمية هذه الأدوات ودورها في زينة الدار. من أهم هذه الأدوات، لا بد ان نذكر «القطيف»، وهو نوع من السجاد التونسي النادر ويسمى كذلك «سجاد الخيام».
ويشكل هذا النوع استثناء لأنه يختلف تماما عن بقية الأنواع، فهو يصنع من قِبل الرجال الذين يسمون «الرفامة»، وعلى عكس الزربية (السجاد)، القيروانية أو البنزرتية، فإن صناعة «القطيف» غير معروفة بكثرة في الأوساط التونسية، واقتصر استعماله في الماضي على البدو الأثرياء الذين بلغوا مرتبة السيادة والشرف.
ولا يصنع «القطيف» إلا بناء على طلب، واختصت في صناعته مجموعة من القبائل التونسية إلى زمن غير بعيد، أساس الديكور المميز للحياة البدوية كعنوان على الثراء والمكانة المتميزة، أصبح اليوم مطلبا للعديد من سكان المدن.
ديكور بحلاوة البرقوق ولذة التوت
ثمار الطبيعة.. من عناصر يعود إليها المصممون كل خريف وشتاء
لندن: «الشرق الأوسط»
التعامل مع الألوان في الديكور الداخلي من أصعب الأمور، فاختيار كنبة بلون جريء ليس كاختيار فستان، مثلا. ففي الوقت الذي يمكن فيه الاستغناء عن هذا الأخير بسهولة، بإخفائه داخل خزانتك بعيدا عن العين، إذا لم تتمكني من التخلص منه أو بإخفاء معالمه بتنسيقه مع قطع اخرى، فإن كنبة، نظرا لحجمها ودورها، تواجهك وتعيش معك كل دقيقة من اليوم وعلى مدى سنوات إذا لم تسمح لك إمكانياتك بتغييرها قبل الإصابة بحالة من الهيستريا إذا كانت بلون متوهج لا يريح العين ولا الأعصاب. وهذا يأخذنا إلى موضة هذا الموسم التي تعتمد على ألوان فواكه التوت والعنب والبرقوق والأرجوان بدرجاتها الدافئة والمثيرة، سواء تعلق الأمر بطلاء الجدران أو تغليفها بالورق، أو بقطع الأثاث المتنوعة، والاقمشة التي تتباين بين المخمل والحرير والتافتا والبروكار، القماش المقصب. ألوان كانت حتى عهد قريب ترتبط بغرف الفتيات الرومانسيات قبل ان تتسلل إلى عالم الرجولة. تقول شونا دينيسون، وهي مدير تصميم بشركة "أوسبورن أند ليتل" إن هناك ميلا واضحا إلى الألوان الطبيعية، أو بالأحرى ما تجود به الأرض من ثمار. وتشير إلى أنها موضة تطل علينا بين الفينة والأخرى في هذا الوقت من كل سنة، لكنها هذه المرة تميل اكثر إلى البرقوق والتوت وأبناء عمومتهما، مثل الفوشيا والبنفسجي. ويوافقها الرأي ديفيد أوليفر، وهو مدير تصميم يملك شركة "باينت أند بايبر لايبريري" بلندن، بقوله: "يجب ان نفكر هنا في سلة مليئة بالتوت والبرقوق والباذنجان. فهذه الألوان، رغم أنها مفعمة بالأنوثة والدفء إلا انها ليست طفولية أو مبالغا فيها، فضلا عن انها غنية ومتنوعة ورومانسية". ويضيف انه كلما دخل بها اللون الاحمر كلما زادت دفئا وغنى، وربما لهذا السبب بالذات، تسرق الضوء، بمعنى أنها تجعل المكان دافئا اكثر منه مضيئا، وبالتالي تحتاج إلى ان تكون بها لمعة إذا كانت الغرفة مظلمة اساسا، بالإضافة إلى ان البريق واللمعان عموما يعكسان جمالياتها اكثر، ومن هنا يفضل القماش المترف اللماع أو الذي تتخلله خيوط الذهب أو الفضة، مثل البروكار. وعلى العموم تبقى هذه الألوان رائعة في قطع الاثاث والاكسسوارات، وقد تحتاج إلى رؤية قوية وأسلوب مبدع عندما يتعلق الأمر بطلاء الجدران بها. وهنا ينصح ديفيد بتجنب النوع المطفي (المات) والاستعاضة عنه بالنوع التي تدخل به لمعة مثل لمعة قماش الساتان أو الحرير. أما بالنسبة لورق الجدران، فيفضل اختياره بتعرجات تنعكس عليها الإضاءة.
في نفس الإطار، فإن أقمشة بهذه الالوان تظهر في أجمل حالاتها إذا كانت بها لمعة، مثل الساتان أو المخمل أو التافتا الدمشقية. وهذه الألوان تبدو دافئة وعصرية في النهار، أما في المساء، فهي تتميز بالرومانسية والحميمية، حتى عندما لا تكون الإضاءة خافتة. بل العكس، عندما تنار كل الإضاءة فإن المكان يبدو رائعا، لذا ينصح بوضع عدة انواع من الإضاءة، ثريا كبيرة تتدلى منها حبات من الكريستال في الوسط، وأباجورات في الجوانب وفوق الطاولات. المشكلة الثانية في هذه الألوان، إلى جانب الضوء، أن دفئها المدغدغ للحواس والرائع، قد يزيد من الإحساس بضيق المكان إذا كانت مساحته صغيرة اساسا، للأسف. لهذا فهي تناسب الاماكن الكبيرة مثل الردهات الواسعة أو غرفة طعام أو معيشة يراد منها الدفء والإحساس بالحميمية العائلية، وإن كان لا يخفى ان هذه الدرجات تعكس مظهرا فخما على غرفة الضيوف خصوصا إذا كانت تدخل بها صبغة من الأحمر القاني ومفروشة بقطع اثاث مصنوعة من الخشب الداكن.
تقول شونا دينيسون إن الموضة حاليا تعتمد على الطبقات، باستعمال عدة قطع بألوان متقاربة، وأحيانا متناقضة، لكن تعطي نتائج متناغمة جدا. وتقترح إضافة وسادات بالفوشيا أو البني أو الأحمر الياقوتي مع كنبة بلون باذنجاني، مثلا. وإذا شعرت بالجرأة اكثر، يمكن مزج الأرجواني مع الأخضر الزيتوني، المهم ان تكون الخامات مترفة حتى لا ترخص المظهر. أما إذا كانت النية هي التخفيف من قوة هذه الألوان فيمكن تنسيقها مع ألوان هادئة، مثل "البيج"، لتكون النتيجة مظهرا عصريا بمسحة كلاسيكية. لكن إذا كان هناك أي تخوف من هذه الألوان فيما يخص الجدران وقطع الاثاث، فإنه من الخطأ البخل فيها على الاكسسوارات أيا كانت، لا سيما الستائر. بل بالعكس فهي أكثر من يتقبل الجرأة والتلاعب على التناقض، وإذا اقتضى الأمر يمكن الإسهاب في اكسسواراتها فحسب، إذ يمكن اختيارها بنوعية فخمة وألوان جريئة تكسر أحادية لون الستائر، خصوصا إذا كانت قديمة وكان غرضك منها إضفاء مظهر جديد عليها ايضا.
|