كاتب الموضوع :
ali alik
المنتدى :
كتب التاريخ والحضارة و القانون و السياسة
أطروحة صموئيل هنتغتون في صدام الحضارات، هي جهد استقرائي كبير وكثيف يحاول أن يستقرء التاريخ مستفيدا من محاولات فلاسفة التاريخ محاكاة العلم الطبيعي في دقته ومضبوطية أحكامه. ومن خلال دراسته لصيرورة التاريخ فقد نظر إلى تلك الصيرورة وذهب إلى أن التاريخ لم تعد تحركه الموارد الطبيعية المودعة في باطن الارض، ولا عادت تتحكم فيه العوامل الاقتصادية. وسوف يكون العامل الحضاري هو المحرك الأبرز للتاريخ في منعطفه الأتي والذي تلا انهيار الاتحاد السوفيتي وتصدع اسوار المنظومة الاشتراكية. وسوف تكون حركة التاريخ عبارة عن صراع بين الحضارات وعلى الخصوص منها تلك التي تتاخم الحضارة الغربية، والأمر يتعلق هنا بالحضارة العربية الإسلامية، التي تحاذي ما يسميه هنتنغتون بخط الصدع.
لقد مر الفكر التاريخي وفلسفة التاريخ بمحاولات مماثلة حاولت أن تفسر التاريخ وفقا لرؤى معينةٍ ووفقاً لقراءات معينة وعلى أضواءٍ معينة، وكان من بينهم آرثر دي غوبينيو وجورج سورويل وحتى مونتسكيو لم قرائته للتاريخ وحركته والتي كانت مبنية على تأثير العامل المناخي على الطبيعة البشرية وعلى استعدادها لأن تتقبل أنماطاً معينة من الحكم ولا تتقبل أنماطاً أخرى. وكذلك كان الحال مع نيتشه وهيجل وغيرهم على سبيل المثال لا الحصر.
إنها الأضواء. وحدها التي تهيمن على قلم الكاتب ومستودع أفكار فيلسوف التاريخ. والكثير على ما يبدو يأبى أن يكتب ويتفلسف في التاريخ تحت أضواء الشمس، ويفضل أن يكتب فكره على أضواء صنعها تاجر أو مغامر أو باحث عن الهوية
|