قصة جديدة تحكي واقع شعبي العراق هي قصة لكم لكن واقع لنا.....
ناولتها المنديل لتجفف دموعها ...
ثم سألتها:: مابك يامي اقلقتني عليك؟
كنت بخير هذا الصباح...
مي:: لاشئ يانور لاشئ....
نور:: كيف لاشئ لايمكنك ان تخفي عني شيئا فأنا اعرفك من اتصل بك قبل قليل؟...
مي::إنها أمي... علي أن أذهب الآن فأخي ينتظر عند الباب...
نور:: ولكن...
مي سأتصل بك لاحقا..
منتدى ليلاس الثقافيمي:: ليس ألآن يانور ارجوك...
وذهبت مي مسرعة وتركتني وسط حيرتي وأفكاري...
عدت للمنزل وبالي مشغول بصديقتي مي... لم أستطع الأتصال بها فهاتفها مغلق.. كذلك لم أستطع أن انام ليلتي...
****
في اليوم الثاني...
كنت اسير في ممرات الكلية حاملة محاضراتي وانا قلقة على مي ياترى مابها أخشى أن لايكون قد لحق بأحد افراد أسرتها أي أذى...
....:: أهلا نور كيف حالك؟
استدرت لأرى مي واقفة خلفي وهي شاحبة الوجه لتتأكد شكوكي أن هناك مشكلة..
نور:: مي... لقد قلقت عليكي كثيرا مابك... وماالمشكلة؟
مي:: ماذا اقول لك لقد أتصل أحدهم بنا أمس ...كلم أمي وقد كانت وحدها بالمنزل ...عندها أتصلت بنا جميعا لنعود...
نور:: لماذا وماذا كان يريد؟
مي:: لقد ترك رسالة تهديد وبدون سبب ولاشروط أيضا فقط أخبرها أنهم سوف يقتلوننا...
نور:: ماذاااا؟ وكيف... أقصد ماذا يريدون؟
مي:: بالبداية لم يحددوا شيئا فقط تركونا في رعب لعدة ساعات وبعدها أتصلوا مرة أخرى ليخبرونا بأنهم قد يعفون عنا أذا أعطيناهم 50ألف دولار...
صدمت من كلام صديقتي فأنا اعرف حالهم أكثر من الغير فعددهم كثير ولولا صيدلية والدها كيف سيعيشون؟ من أين لهم ال50 ألف دولار!
نور:: وماذا ستفعلون؟
مي(وهي تبكي):: ماذا نفعل؟ لاأحد يعلم إلا الله... انت تعرفين حالنا لا أحد يعمل سوى والدي وليس لدينا سوى منزلنا وهذه الصيدلية التي نعيش منها.. كيف لنا بهذا المبلغ؟ الله يلعن ابو الفلوس التي تجعل الناس تقتل بعضها بعضا...
أخذت أبكي مع بكاء صديقتي وانا أدعو لها في سري أن يفك ضيقتهم...
نور:: لاتبكي إن شاءالله تنحل ربنا ماينسى أحد...
****
مرت ألايام وأنا ألاحظ نحول صديقتي وتدهور حالهم فأخوتها ووالدها حائرين من أين يجمعون هذا المبلغ وقد حددوا اسبوعا لهم...
وقبل نهاية الاسبوع لم تأتي مي الى الكلية لهذا أسرعت الى بيتهم ...
كانت مي تجلس بجانب أمها وتحاول تهدئتها وتبسيط الموقف فهي تعاني من أرتفاع الضغط والكل يراعي حالتها....
نور:: ماذا هناك يا مي؟
مي(من بين دموعها):: لقد أختطفوا والدي يانور من يدري ربما يقتلوه؟
أحتضنتها وانا أحاول تهدئتها ياإلهي ماأصعب موقفهم...
بعد أن استعادت هدوئها أخذت تخبرني بماذا حدث..:: لقد أتصلوا بأخي اليوم ليخبروه أنهم أخذوا ابي من الصيدلية وسنجده غدا مقتولا في إحدى حاويات القمامة...
ثم عادت مي إلى نوبة بكاء أخرى... بعدها اكملت:: لقد حددوا لنا اليوم كمهلة أخيرة لكن اليوم كالأمس لم نستطع الحصول على المبلغ...
عندما أخبرهم أخي اننا لانملك شيئا اجابوه بكل بساطة يمكنكم أن تبيعوا الصيدلية أو البيت ... كيف يمكنهم أن يكونوا بهذه القسوة هل نبيع البيت ونعيش بالشارع أم نبيع مصدر رزقنا ونموت من الجوع؟
لقد توسلنا إليهم أن ينتظرونا حتى نستطيع جمع المبلغ ولكن من أين؟
والدي مريض بالقلب ولن يستطيع تحمل هذه المواقف... أننا نحتاج إليه يانور فأخوتي الصغار لازالوا أطفالا...
****
في اليوم التالي أستطاع شقيق مي تدبير المبلغ من بعض الأقارب وذوي الخير بعد أن خفضه المجرمون حتى10الاف دولار(قليل مو؟)
وعاد والدها ألى المنزل لكن فرحتهم كانت ناقصة فقد أصيب والدها بجلطة دماغية كان نتيجتها الشلل وكان ذلك نتيجة الضغوط التي تعرض لها عند المجرمين...
تخرج شقيقها من كلية الصيدلة وأخذ مكان والده في صيدليته لينفق على اسرته وعلاج والده المريض ولازالت الديون على حالها تنتظر يوما تحدث فيها معجزة ليقوموا بتسديدها... أهل الخير لم يطالبوا بها لأنهم يعلمون سوء الحال هذا يؤكد ((إنو الدنيا لسة بخير)) بالرغم من جميع الظروف... الله يفرجها عن كل مكروب ويفك أسر كل مظلوم وينصر المسلمين ...
إدعوا لأخوانكم فكم من عائلة مرت بهذا الحال لكن البيوت اسرار...
ودمتم بخير
محبتكم ميمي العراقية .....