السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرحبا للجميع
هذا البحث عبارة عن عرض لأشهر اللوحات العالمية مع نبذة بسيطة عن كل لوحة ، ان شاء الله ينول اعجابكم
ولكن قبل عرض اللوحات احب اشكر اختي برنسيسة ليلاس على مساعدتها بانزال اللوح التي لم استطع عرضها .
اتفضلو اللوحات
The Starry Night
Oil on canvas, 1889
29 x 36 1/4 inches (73.7 x 92.1 cm)
Museum of Modern Art, New York City
لوحة فينسنت فان كوخ" ليلة مرصعة بالنجوم" أكثر أعمال كوخ شهرة وقد ألهمت كثيرا من القصص الأدبية والنصوص الشعرية والأعمال الموسيقية وأغنية دون ماكلين الشهيرة فانسيت او استيرى نايت كانت من وحى تلك اللوحة الشهيرة.
رسم فينسنت اللوحة عندما كان في" سانت رمى" في الوقت الذي كان سلوكه فيه عصبي جدا بسبب شدة المرض العقلي الذي عانى منه.وقد ظهر ذلك الاضطراب في ألوان اللوحة وطريقة الرسم.
بالمقارنة مع أغلب أعمال فان كوخ الفنية ، ليلة مضيئة بالنجوم رسمت من الذاكرة وليست كلوحاته الأخرى التي رسمت من وحى الطبيعة. وبالرغم أن ليلة فان كوخ المضيئة بالنجوم ليس فقط عمله الأكثر شهرة، لكنها اللوحة التي نالت كثيرا من التفسيرات والقراءات على مرّ السنين، العديد من المدارس النقدية الفنية حاولت تخمين المعنى المتضمن في تلك اللوحة وأهميته
*****************
لوحة حقل الذرة والغربان
لوحة ترمز الى السوداوية والكآبة التي مر بها الفنان
الغربان ترمز الى الموت الذي ينقض على الحقل بدون ارادته
الحقل والزرع يموج بالحياة في مناطق معينة ( لون أخضر ) وفي مناطق اخرى اليبوسة والموت اللون الاصفر
لوحة متشائمة ومع ذلك هنالك بصيص امل من خلال رسمه الدرب او الطريق ( في منتصف اللوحة )المفتوح الى ما نهاية .
******************
لوحة يكسر فيها فان كوخ التقاليد ويضرب بها بالاحذية
******************
الموناليزا
-- يبقى سر الابتسامة الغامضة والمحيرة للموناليزا التي رسمها الفنان الإيطالي ليوناردو دافينشي رمزا للأنوثة، ومع ذلك هناك عدد من الأسئلة المحيرة: هل الموناليزا من اختراع دافينشي؟ أم هل هي سيدة من شوارع فلورنسا أصبحت ملهمته في القرن الخامس عشرة؟
وقد اختلف المؤرخون لقرون عديدة حول هوية الموناليزا، وبرزت عدة نظريات، منها من يقول إنها والدته، أو رسم شخصي له أو حتى أنها قد تكون ***** من المدينة.
أو أن الموناليزا شخص عاصر فعلا الفنان، وأنها زوجة تاجر حرير ثري.
فقد عثر الباحث الإيطالي جوزيبي بالانتي، الذي أمضى 25 عاما يبحث في أرشيف المدينة، على وثائق تسجيل لعقارات وزواج تمت في تسعينات القرن الخامس عشرة، تثبت أن الموناليزا كانت شخص حقيقي، وأن عائلة ليوناردو دافينشي كانت على صلة وطيدة بزوجها فرانسيسكو ديل جيوكوندو، تاجر حرير ثري.
ليوناردو دافنتشى رسمها ما بين عامي 1503 و1506 صهرت عبقريته وشخصيته الفذة مع السحر الذي حمله عصر النهضة بضوء حثيث يقشع ظلامية العصور الوسطى بألوانها الشفافة في مزيج رائع يمثل روح الفن بذاته". وتضيف إن الصورة مرسومة بالزيت على لوحة خشبية ترتفع 77 سنتيمترا وعرضها 33 سنتيمترا وتصور سيدة يحيط بهويتها الغموض وبين ثنايا بسمة خفية أراد الفنان أن يبوح برسالة
وصور ليوناردو ببراعته المرهفة وجه "الجوكوندا" مواجها بينما يلتفت جذعها قليلا في وضع استندت بذراعها على مسند المقعد بينما ارتخت يدها اليمنى برقة على يدها الأخرى وقد جردها، على عكس ما كان متبعا في هذا العصر، من كل أشكال الحلي والمجوهرات التي كانت النساء يكثرن من ارتدائها فيما أحاط شعرها المنسدل بوشاح شفاف يتدلى فوق جبهتها بالكاد.
ويتسم وجه "موناليزا" بغموض وسحر كثر الجدل حياله على مر السنين في مختلف المحافل، ويعتقد أنه يتأتى من ضوء داخلي حيث لا يلحظ شد في أي من عضلات الوجه المسترخية في دعة نادرة ويسقط هذا الضوء على وجهها وصدرها وذراعيها ويديها من أعلى على يمينها ليبقى الجزء الأسفل من اللوحة في الظل.
الموناليزا كأشهر تحفة فنية في العالم، لا تعود إلى ابتسامتها الغامضة ولا إلى التأويلات الغريبة التي نسبها إليها بعض مؤرخي الفني والمتحذلقين ممن يؤمنون بنظرية المؤامرة.
والأمر ببساطة هو أن الموناليزا كانت مشهورة لأن ليناردو دافنشي أعلن على الملأ أنها كانت أفضل إنجازاته. كما يحمل اللوحة معه أينما سافر ومهما كانت وجهته وإذا سئل عن السبب أجاب أنه صعب عليه أن يبتعد عن أسمى عمل عبّر فيه عن الجمال الأنثوي.
وبالرغم من ذلك فقد شك كثيرون من مؤرخي الفن بأن حب دافنشي للموناليزا كان مرده براعته الفنية الفائقة في رسمها. لأن الحقيقة هي أن اللوحة لم تكن أكثر من صورة عادية جدا رسمت بأسلوب سفوماتو الضبابي.
وقد ادعى كثير من الباحثين أن تبجيل دافنشي لعمله هذا كان لسبب أكثر عمقا ألا وهو الرسالة الخفية التي تكمن في طبقات الألوان. فقد كانت الموناليزا في الواقع واحدة من أكثر الدعابات الخفية في العالم. وقد تم الكشف عن تركيبة المعاني المزدوجة والتلميحات الهازلة الموثقة والواضحة في اللوحة، في معظم كتب تاريخ الفن. وبالرغم من ذلك كانت الغالبية العظمى من الناس لازالت تنظر إلى ابتسامة الموناليزا على أنها سر عظيم وغامض.
مقطع من رواية شفرة دافنشي
"يمكنكم أن الخلفية المرسومة وراء وجهها غير مستوية"
لقد رسم دافنشي خط الأفق من جهة اليسار أخفض بشكل كبير من اليمين !.
هل أخطأ في رسمها إذن ؟
كلا. لم يفعل دافنشي ذلك في معظم الأحيان. في الواقع أن هذه خدعة بسيطة قام بها دافنشي.
عندما رسم دافنشي الريف من جهة اليسار بشكل أخفض، جعل الموناليزا تبدو أكبر بكثير من جهة اليسار عما هي في جهة اليمين. وهي تلميح خفي قام به دافنشي.
فعلى مر العصور حددت مفاهيم الذكر والأنثى جهتين .
فاليسار هو الأنثى واليمين هو الذكر.
وبما أن دافنشي كان شديد الإعجاب المبادئ الأنثوية، لذا جعل الموناليزا تبدو أعظم من الجانب الأيسر.
هل كان لوطياً منحرفاً ؟
لم يستخدم المؤرخون تلك الكلمة بهذه الطريقة تماما.
لكن هذه صحيح، فقد كان دافنشي شاذاً جنسياً !
هل هو السبب الذي جعله مهتما بالشؤون الأنثوية والأمور من هذا القبيل؟
كان دافنشي يؤمن بالتوازن بين الذكر والأنثى.
ويعتقد بأن الروح البشرية لا يمكنها أن ترتقي إلا بوجود العناصر المذكرة والمؤنثة !
أصحيح أن الموناليزا هي صورة ليوناردو دافنشي نفسه؟
يقال أن تلك هي حقيقة تلك اللوحة.
احتمال وارد ,
فدافنشي كان شخصا يحب المزاح والمقالب،
كما أنه قد تم تحليل بواسطة الكمبيوتر للموناليزا وصورة دافنشي نفسه أكد وجود نقاط تشابه مذهل بين وجهيهما. لكن مهما كان يريد دافنشي قوله في اللوحة ،
فإن موناليزته هي لا ذكر ولا أنثى إنها التحام بين الاثنين !
وهي رسالة أراد دافنشي من خلالها الإشارة إلى الجنسين معا في آن واحد
لكن دافنشي قد ترك بالفعل دليلاً واضحا يؤكد أنه يفترض باللوحة أن تكون خنثى.
هل سبق لأحدكم أن سمع بإله مصري يدعى أمون؟
إنه إله الخصوبة الذكرية!
هناك صورة رجل برأس خروف وكتابة تقول أنه الإله المصري للخصوبة الذكرية.
إن أمون بالفعل ممثل على هيئة رجل برأس خروف وترتبط قرونه المقوسة الغريبة بالكلمة الدارجة التي نستخدمها بالانجليزية للدلالة على شخص مثار جنسياً عندما نقول هورني "Horny" التي أتت من هورن "Horn" أي قرن !
وهل تعلم من هو نظير أمون؟
الإلهة المصرية للخصوبة الأنثوية؟
إنها إيزيس .
"لدينا إذن الإله الذكر أمون" والإلهة المؤنثة إيزيس والتي كانت تكتب بحروف تصويرية ليزا L`isa "
AMON L`ISA
أمون ليزا
هل يذكركم هذا بشيء ما ؟
موناليزا...
ليس وجه الموناليزا هو الذي يبدو خنثى فحسب بل واسمها ايضا الذي هو عبارة عن كلمة مدموجة تدل على الاتحاد المقدس بين الذكر والأنثى.
وهذا هو سر دافنشي وسبب ابتسامة الموناليزا الغامضة .
*****************
فيه بعض اللوح مش موجودة صور عنها لكن هكتب نبذة عنها .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
غــورنيـكــا
للفنان الإسباني بابلـو بيكـاسـو
غورنيكا هو اسم لقرية صغيرة في إقليم الباسك الإسباني تعرّضت في العام 1937 لهجوم بالطائرات والقنابل على أيدي القوات التابعة لنظام فرانكو بمعاونة من جنود المانيا النازية.
وقد راح ضحيّة المذبحة أكثر من ألف وستمائة شخص.
الحادثة فجّرت في حينها ردود فعل شديدة في العالم مستنكرة ومندّدة بما حدث، من خلال المظاهرات والمسيرات الاحتجاجية. ووصلت أخبار المذبحة إلى باريس حيث كان يقيم الفنان الإسباني بابلو بيكاسو.
كان بيكاسو يفكّر في إنجاز عمل فني يجسّد فظائع الحرب الأهلية الإسبانية وما جرّته من موت ودمار، لكن حالة الاضطراب والتشوّش النفسي التي كان يعيشها نتيجة ذلك كانت تمنعه من تحقيق تلك الرغبة.
وقد وفّرت له الحادثة فرصة مواتية لتحقيق ما كان قد فكّر فيه مرارا، مع انه كان يكره السياسة وينفر من فكرة توظيف الفن لأغراض سياسية.
في تلك السنة أقيم معرض باريس الفني وهو مناسبة أراد من خلالها منظمو المعرض الاحتفال بالفن الحديث الذي يستخدم التكنولوجيا الحديثة ويقدم رؤية متفائلة لعالم مختلف عن عالم الثلاثينات الذي تخللته الحروب والاضطرابات السياسية والكساد الاقتصادي العظيم.
وعندما أنجز بيكاسو غورنيكا، دفع بها لتمثل إسبانيا في معرض باريس لتلك السنة.
اللوحة تصوّر فراغا تناثرت فوقه جثث القتلى وأشلاؤهم الممزّقة.
وهناك حصان في الوسط
وثور إلى أعلى اليسار،
بالإضافة إلى مصباح متدلٍّ من الطرف العلوي للوحة.
وعلى الأرضية تمدّدت أطراف مقطّعة لبشر وحيوانات.
بينما تمسك اليد الملقاة على الأرض بوردة وبسيف مكسور.
والى أعلى يمين اللوحة ثمّة يد أخرى تمسك بمصباح. ويبدو أن وظيفة المصباح المعلق في أعلى اللوحة هي تسليط الضوء على الأعضاء المشوّهة لتكثيف الإحساس بفظاعة الحرب وقسوتها.
أما الثور إلى يسار اللوحة فليس واضحا بالتحديد إلامَ يرمز، لكن ربما أراد بيكاسو استخدامه مجازيا للتعبير عن همجية المهاجمين ولا إنسانيتهم.
وهناك ملمح مهم في هذه اللوحة وهو خلوّها تماما من أي اثر لمرتكبي الجريمة، فليس هناك طائرات أو قنابل أو جنود. وبدلا من ذلك فضّل بيكاسو التركيز على صور الضحايا.
ردود الفعل الأولية على اللوحة اتّسمت بالنقد والهجوم الشديدين.
فالنقاد الألمان قالوا إنها مجرّد هلوسات كابوسية لرجل مجنون، وان بوسع أي طفل في الرابعة أن يرسم أفضل منها.
أما الروس فقد تعاملوا مع اللوحة بفتور.
ويبدو أن المنتقدين كانوا يعتقدون بأن الفن الواقعي أكثر قدرة على تمثيل الصراعات والحروب ومآسيها.
حتى العام 1981، كانت غورنيكا ضمن مقتنيات متحف الفن الحديث بنيويورك، ومع ذلك فقد طافت بالكثير من المتاحف في أوربا وأمريكا.
وقد ُطلب من بيكاسو أكثر من مرّة أن يشرح مضمون اللوحة، لكنه كان يردّ دائما بأن تلك مهمّة المتلقي، وان اللوحة قابلة للعديد من التفسيرات المختلفة وحتى المتناقضة.
لكن رغم ذلك، أصبحت اللوحة تمثل صرخة بوجه الحرب وشهادة حيّة على حجم البؤس والخراب الذي تخلفه الحروب بشكل عام.
كان بيكاسو يطمح في أن تنتقل غورنيكا إلى إسبانيا في النهاية، لكنه كان يفضّل الانتظار إلى أن ينتهي حكم فرانكو العسكري.
وبعد سنتين من وفاة بيكاسو في العام 1973، توفي فرانكو نفسه. وفي 1981، قام النظام الجديد بنقل اللوحة إلى إسبانيا كأفضل احتفال بالذكرى المئوية لمولد بيكاسو.
وكانت تلك الخطوة رمزا لتحوّل إسبانيا الكبير من الديكتاتورية إلى عهد جديد من الحرية والديمقراطية.
غورنيكا هي اليوم من ضمن مقتنيات متحف الفن الحديث في مدريد.
*****************
أغلى لوحة في العالم
لوحة زهرة عباد الشمس
*****************
لوحة غرفة نوم الفنان
لهذه اللوحة موقف طريف معي
حيث اني قد حصلت على تقويم لاحد السنين يحوي على صور لوحات فنية عالمية ( المشكلة انه لم يذكر فيها اسماء الرسامين )
اعجبتني هذه اللوحة ( ضمن مجموعة اخرى )
لذلك ركبت لها اطار جميل وعلقتها في الغرفة النوم ، فما كان من وزارة الداخلية الا ان اعترضت على اللوحة مكما أضطرني الى رفعها ( حكم القوي على الضعيف ) ووضعها في غرفة المكتبة .
ثم بعد فترة قرأت عنها وعن رسامها وعن نقدها
تعتبر لوحة تحفة من حيث الخطوط والزوايا رسمت بشكل هندسي فريد بحيث انه يرسم فيها خطوط متساوية الطول والزوايا بين اجواء الغرفة واثاثها .
*****************
«الفتاة ذات اللؤلؤة» ليوهانس فيرمير الرسام الهولندي
منذ فترة يسيرة باتت «الفتاة ذات اللؤلؤة» ثاني أشهر «بورتريه» لامرأة في تاريخ الفنون النهضوية الأوروبية، بعد «موناليزا» ليوناردو دافنشي. فهذه اللوحة التي لم يكن كثر يعرفونها، خارج إطار هواة الفن التشكيلي وهواة أعمال فيرمير، بشكل خاص،
«الفتاة اللؤلؤة» لا تقل عنها جمالاً.. وها هي اليوم لا تقل عنها شهرة. بل إن كثراً من المتخصصين، يبدون مستعدين اليوم لكي يؤكدوا إن «الفتاة ذات اللؤلؤة» تكاد تختصر وحدها أسلوب فن فيرمير كله، بما في ذلك روعته التلوينية وغموضه. ناهيك بأن الفتاة المرسومة نفسها، يمكنها أن تختصر لنا المثال الأعلى الأنثوي كما كان مطروحاً في زمن فيرمير،
فإذا كان ليوناردو دافنشي يقول في دراسته الشهيرة والتأسيسية حول الرسم، انه «كلما كانت خلفية الصورة غامقة أكثر، كلما بدا التفاوت والوضوح في الألوان المتعلقة بالشيء المرسوم أفضل وأهم»، فإن فيرمير يطبق هذه النظرية بشكل تام، في هذه اللوحة، فالمشهد الذي لدينا هنا هو مجرد خلفية غامقة تماماً، مما يتيح المجال للفتاة المرسومة أن تبرز بكل خطوط رأسها وجسمها وثيابها، وبكل تعابيرها.
والحال إن الأساس هنا إنما هو التعبير. فهذه الفتاة التي يرجح إنها كانت موديلاً أو خادمة في بيت فيرمير، أو ربما حتى عشيقة له
وفي هذا الإطار قد يكون مفيداً، منذ البداية أن نشير إلى بعض الباحثين الذين درسوا هذه اللوحة بعمق متذكرين قضية تتعلق بالرسم شديدة الأهمية كانت مطروحة في ذلك العصر الكلاسيكي، هي قضية تمثيل الفردية في اللوحة. وذلك انطلاقاً من سؤال فحواه:
هل إن الشخص المرسوم هو مجرد موديل، ألبس ثياباً لا علاقة له بها وطلب إليه أن يقف وقفة غريبة عن شخصيته لكي يُرسم فيمثل بالتالي خيال الرسام ورغباته،
أم إن الرسام رسم داخلي الشخصية الطبيعية نفسها بكلمات أخرى هل يمكن أن تتلمس في اللوحة، رغبات في إضفاء فردانية معينة على اللوحة،
أم أن الموديل إنما ينزلق هنا في السيمياء الجسدية لشخصية خارجة عنه.
هذه اللوحة لم يكن اسمها في الأصل «الفتاة ذات اللؤلؤة»، بل كان ثمة تأرجح دائم بين اسمين لها: «الشابة ذات غطاء الرأس وقرط الإذن»..
أما «الفتاة ذات اللؤلؤة» فانه الاسم المستحدث لها.
وإذا كان أول ما يلفت النظر في اللوحة بشكل عام هو قرط الإذن المصنوع من لؤلؤة تبدو مضيئة،
فان تفرساً معمقاً في اللوحة، سيكشف عن الأهمية القصوى للفم فيها. فالفم الجميل هنا نراه نصف مفتوح، وهي حركة كانت – في المدرسة الهولندية للرسم في ذلك الحين – تعكس سمة الشخصية وكأنها تريد أن تتوجه بالحديث إلى مشاهد اللوحة، عبر اجتياز الحدود التي لهذه اللوحة.. أي عبر خرق الحد الفاصل بين واقع المتفرج وخيال المرسوم.
أما الرأس ففيه انحناءة خفيفة تعطي الانطباع بأن الفتاة غارقة في أفكارها في الوقت نفسه الذي تحدق في المتفرج بكل حيوية.
من ناحية الملابس، نلاحظ أن ثوب الفتاة الخارجي اصفر مائل قليلاً إلى البني، وهو من دون أية زركشة ما يركز على اللون الأبيض اللماع للقبة.. وهو لون يتزامن مع لون اللؤلؤة، ولون بياض عيني الفتاة.
أما غطاء الرأس الأزرق والذي ينطلق منه ما يشبه الخمار الأصفر، فانه يعطي مناخ تفاوت لوني إضافي، بخاصة أن الخمار ينسدل على الكتف محيلاً غمق لون الثوب البني، إلى لون يبرز الخمار وأصفره البراق. في العالم التلويني الإجمالي للوحة،
من الواضح هنا أن فيرمير، كعادته في معظم لوحاته، يشتغل على ألوان صافية تكاد تكون محايدة من دون أية مدلولات حقيقية، مما يبرز هنا، وسط هالة اللون وقد عاد لون لا أكثر، صفاء الوجه وتعبير النظرات.
غير أن ما يمكن التوقف عنده إذ بلغت النظر حقاً، إنما هو – بشكل عام – الزي الذي ترتديه الفتاة. فهو زي يبدو اقرب إلى الثياب الراقية، وبخاصة إلى أزياء ذلك العصر التركية.
ويعرف أن ذلك العهد كان عهد حروب أوروبية ضد الدولة العثمانية أي ضد الأتراك..
ومن الواضح أن فيرمير إنما يعكس هنا، خارج إطار ضراوة الحرب والصراع، انبهار أوروبا المسيحية وافتنانها بالحياة اليومية للعدو العثماني. ولعل خير ما يعبر عن هذا، أكثر من الزى المرتدي نفسه، اللؤلؤة المعلقة قرطاً في الإذن.. فهي لؤلؤة من نوع وحجم كان من الصعب العثور على ما يماثله في أزياء الفتيات الأوروبيات في ذلك الحين. لكنه كان كلي الوجود لدى الشرقيات.
ومن هنا اعتبر الدارسون هذا القرط سمة شرقية أساسية في اللوحة، بخاصة أن فيرمير وضعه في منتصف اللوحة، في تناسق مع لمعان العينين، ليركز عليه ويضفي على وجوده أهمية معبرة. انه هنا، على الأرجح، ليعطي نظرة الفتاة كل معناها. وهو يفعل هذا بالتأكيد.
رسم فيرمير دي دلفت (1632 – 1675) هذه اللوحة نحو العام 1665، في وقت كانت شهرته قد استقرت..
وكان قد اتجه اساساً إلى رسم البورتريهات لصبايا يتنافسن زياً وجمالاً،
كما إلى رسم مشاهد داخلية للبيوت. وهو النمط الذي كان قد ساد هولندا في ذلك الحين. في زمن كان فيه الاقتصاد التجاري والانفتاح على العالم قد بدآ يعطيان الحياة المنزلية الداخلية أو فردية الأشخاص أهميتهما الفائقة في الحياة الاجتماعية.
ولئن كان فيرمير قد ترك لوحات عديدة تصور داخل البيوت والحركة فيها، فان البورتريهات التي رسمها لحسناوات، موديلات أو قريبات أو حتى عشيقات، تظل من ابرز أعماله في تلك المرحلة من حياته.
*****************
القبــلــة
للفنان النمساوي غـوستـاف كليـمـت
تعتبر لوحة القبلة لغوستاف كليمت من أشهر الأعمال الفنية العالمية التي أنجزت في القرن العشرين.
بل إن كثيرا من نقاد الفن لا يتردّدون في تصنيفها ضمن أفضل خمس لوحات في تاريخ الفن التشكيلي العالمي كلّه.
وقد أصبحت هذه اللوحة رمزا للأمل ومرادفا للجمال الأنثوي والانجذاب العاطفي بين الجنسين.
في "القبلة"، كما في أعمال كليمت الأخرى، ثمّة استخدام لافت للألوان الداكنة والخلفيات الذهبية والخطوط الزخرفية والعناصر الايروتيكية.
ورغم أن هذه اللوحة كانت في البداية مثار جدل واسع، فإنّها أصبحت في العقود التالية واحدة من أكثر الأعمال الفنية التشكيلية تفضيلا وشهرة.
وكان لها تأثير واسع على الحياة الثقافية في عصر كليمت، وضمنت له بالتالي شعبية كبيرة في أوساط مجتمع فيينا آنذاك.
اشتغل غوستاف كليمت في بدايات حياته الفنية بالديكور والزخرفة وتعلّم مهارات الحفر والنقش التي اكتسبها من والده، الفنان هو الآخر.
وهناك ملمح ثابت في كافة أعماله، يتمثل في غلبة اللونين الفضّي والذهبي عليها، كما كان يركّز بوضوح على تضمين لوحاته عناصر وتفاصيل زخرفيه.
ويبدو أن ميله للزخرفة كان بسبب افتتانه بالموازييك البيزنطي الذي اكتشفه أثناء تجواله في ضواحي فيينا والريف الإيطالي.
وقد تمرّد كليمت على القواعد والأساليب التقليدية التي كانت رائجة في عصره، وكان مناصرا قويا لأساليب الفن الحديث.
في " القبلة"، استخدم كليمت الأشكال المسطّحة والأنماط الزخرفية بشكل عام، وتعمّد أن يرمز للأنثى بخطوط دائرية وللرجل بأشكال مربّعة ومستطيلة.
ورغم بساطة هذه اللوحة ظاهريا، فإن رمزيّتها العميقة والمهارة الفائقة التي ُنفّذت بها كانت دائما مثار حديث أوساط الفنّ التشكيلي ودارسيه.
لوحات غوستاف كليمت تغطي مواضيع متنوّعة، بدءا من ثراء الطبقة البرجوازية في فيينا ومرورا بالمضامين الأسطورية والإشارات الايروتيكية وانتهاءً بجمال الطبيعة.
وبالإضافة إلى الرسم، عمل كليمت في السياسة، وكان مدافعا عنيدا عن الفنانين الشباب الذين كان يشجّعهم على الثورة على الأساليب الفنية المحافظة في ذلك الوقت. كما أنشأ مجلة استقطب لها الآلاف من الفنانين الصاعدين من مختلف أرجاء العالم وعمل على نشر أعمالهم الثورية والتجديدية.
على المستوى الشخصي، كان كليمت منجذبا بقوّة نحو النساء،
بل انه كان يستخدم بغايا كموديلات للوحاته.
والكثير من رسوماته اعتبرت في عصره حسيّة أكثر من اللزوم وجريئة بما يكفي لتحدّي الأعراف والقواعد السائدة في مجتمع فيينا خلال السنوات الأولى من القرن العشرين.
في شهر يناير من عام 1918 أصيب كليمت بجلطة مفاجئة شلّت حركته وأضعفت قواه ليتوفّى بعدها بشهر عن عمر ناهز الخامسة والخمسين.
*****************
الأرجــوحـــة
للفنان الفرنسي جان اونوريه فراغونار
تعتبر مشاهد المجون والتخّلع والولع بالنساء تجسيدا لروح مدرسة الروكوكو في الفن
الأوربي.
كان جان اونوريه فراغونار تلميذا لشاردان ومن ثم لبوشير، قبل أن يرحل إلى إيطاليا
حيث تعلق هناك بفن الباروك .
وفي هذا الوقت تخصّص في رسم عدد كبير من اللوحات التي تعالج مواضيع وشخصيات
تاريخية.
وعند عودته إلى باريس، سرعان ما غيّر فراغونار أسلوبه الفني واتجه إلى رسم مواضيع
ايروتيكية ، والى هذه المواضيع بالتحديد تنتمي لوحته الأشهر الأرجوحة.
ما أن أنهى فراغونار رسم لوحته هذه حتى أصبحت حديث نقاد الفن في أوربا، ليس فقط
بسبب تكنيكها الفني وانما أيضا بسبب الفضيحة التي خلفها.
ففي اللوحة يظهر نبيل شاب وهو يحدّق في تنّورة السيدة المتأرجحة على الشجرة، بينما
يبدو في الخلفية الكاهن العاشق الذي اضطرّها بملاحقاته المتحرّشة إلى اللوذ بذلك
المكان المرتفع.
وبنفس هذه الروح أنجز فراغونار عددا من لوحاته الأخرى الشهيرة مثل قبلات مسروقة، و
خدعة الرجل الأعمى.
وبعد زواجه في 1769 ، بدأ فراغونار رسم لوحات تصوّر مشاهد عائلية وطفولية وحتى
دينية.
بالنسبة للكثير من النقاد، تعتبر لوحة الأرجوحة تجسيدا لروح النظام الملكي عشية
قيام الثورة الفرنسية
*****************
عشـاء فـي رحلـة بالقــارب
للفنان الفرنسي بيــير أوغســت رينــوار
تعتبر هذه اللوحة واحدة من أعظم أعمال بيير رينوار. وقد رسمها أثناء رحلة له مع بعض أصدقائه بالقارب على ضفاف السين.
في هذه اللوحة نرى أصدقاء رينوار من الرجال والنساء الذين ينتمون إلى خلفيات ومهن مختلفة وهم مجتمعون داخل مقهى شهير في ضاحية شاتو الباريسية.
وبين هؤلاء صحفيون وممثّلات وعارضات أزياء. كما تظهر في اللوحة "الين" ذات العشرين عاما والتي أصبحت في ما بعد صديقة لرينوار ثم زوجة له.
موضوع "عشاء في رحلة بالقارب" لا يختلف كثيرا عن مواضيع لوحات رينوار الأخرى. كان رينوار يرسم رجالا ونساء يعيشون حياة بسيطة ويمتّعون أنفسهم ويستمتعون بالحياة بطريقة مرحة وتلقائية. وأماكنه المفضّلة كانت الطبيعة ، و صالات الرّقص حيث كان يصوّر الشبّان والفتيات وهم يسترخون ويتحدّثون ويراقص بعضهم بعضا.
لكن مؤسّسة الفنّ الرسمية في فرنسا آنذاك لم تكن تستسيغ مثل تلك المشاهد، وكانت تلحّ على الفنّانين برسم مناظر تاريخية أو دينية أو أسطورية تظهر صورا لآلهة وملوك وملكات وأبطال من الأزمنة القديمة.
ومع ذلك تحدّى رينوار هذا العرف ورسم ما كان يعتبره صورا من الحياة الحديثة في ذلك الوقت بأسلوبه المبتكر والمضيء.
أكثر ما يلفت الانتباه في هذه اللوحة الرائعة هي تلقائية الموضوع وحيوية شخوصه وألوانه المترفة، إذ يغلب الزهري والوردي وظلالهما على عموم المشهد. وممّا يفتن العين بشكل خاص في هذه اللوحة الطريقة البارعة التي اتّبعها رينوار في رسم الطاولة ذات القماش الثلجي وكذلك الزجاجات البلّلورية اللامعة والكؤوس الفضّية المتوهّجة المصفوفة على المائدة.
كان رينوار في حياته إنسانا عصبيا وقلقا رغم عشقه الكبير للحياة ومن الواضح أنه لم يكن يرتاح كثيرا لشخصيات الطبقة الراقية. ومواضيع لوحاته بشكل عام كانت قريبة من حياة الطبقة الوسطى. ومن بين كافّة الرسّامين الانطباعيين كان رينوار ينحدر من خلفية اجتماعية متواضعة، فقد كان والده خيّاطا يعول سبعة أطفال كان "بيير أوغست" سادسهم.
لوحات رينوار المرحة ومشاهده المتفائلة المليئة بالضوء والموسيقى والوجوه النضرة التي رسمها في السنوات الاخيرة من حياته لا تعكس المعاناة التي تحمّلها الفنّان في ذلك الوقت جرّاء إصابته بالتهاب المفاصل، وهو المرض الذي أدّى في النهاية إلى إصابة يديه بالشلل ومن ثم توقّفه عن الرّسم بشكل تامّ بعد ذلك.
*****************
الحرّيـة تقــود الشعــب
للفنان الفرنسي يوجيـن ديـلاكـــروا
كان يوجين ديلاكروا أكثر رسّام ارتبط اسمه بالحركة الرومانسية في الفنّ والأدب.
وقد اقتفى الفنّان خطى الشاعر بايرون إلى اليونان، فصوّر بخياله مشاهد عنيفة ومؤثّرة من حرب الإستقلال اليونانية التي شارك فيها الشاعر الرومانسي الإنجليزي الأشهر.
هذه اللوحة ربّما تكون أشهر أعمال ديلاكروا وأكثرها احتفاءً، وقد أصبحت رمزا للثورة والحرّية. وفيها يصوّر الفنان انتفاضة الشعب الفرنسي عام 1830 ضدّ حكم عائلة دي بوربون على أمل استعادة النظام الجمهوري الذي نشأ مباشرةً بعد اندلاع الثورة الفرنسية الأولى في العام 1789 م.
الشخصية المحورية في اللوحة هي رمز الحرّية نفسه. وقد رسمه ديلاكروا على هيئة امرأة فارعة الطول وحافية القدمين وقد انزلق رداؤها عن صدرها في خضمّ المعمعة وانشغالها بحشد الناس من حولها استعدادا للمعركة النهائية التي ستقود إلى الحرّية والخلاص.
تبدو المرأة هنا وهي ترفع العلم بيد وتمسك بالاخرى بندقية وقد أشاحت بنظرها جهة اليمين كما لو أنها غير آبهة بأكداس الجثث أمامها ولا بما يجري حولها من جموح وغضب.
ومن بين سحب الدخان في الخلفية تظهر أبراج كنيسة نوتردام التي رسخ اسمها في الأذهان بعد رواية فيكتور هوغو لتصبح في ما بعد رمزا للرومانسية الفرنسية.
ولم ينس ديلاكروا أن يرسم نفسه في اللوحة إذ يبدو في يسار اللوحة مرتديا قبّعة طويلة وممسكا ببندقية.
كانت عادة الفنّانين والشعراء منذ القدم أن يرمزوا للحرّية والعدالة بنساء جميلات. وقد كرّس الفرنسيون هذا التقليد باختيارهم "ماريان" رمزا للحرّية الفرنسية.
واختيار ديلاكروا لامرأة عارية الصدر كرمز للحرّية قد يكون أراد من خلاله الإشارة إلى أن الثورة تنطوي على "إغراء وفتنة"، وإلى أن العنف الذي يصاحبها هو جزء لا يتجزّأ من الإيمان بالتغيير الجذري وحكم الجماهير.
الثوّار المنتفضون فشلوا في إعادة الجمهورية آنذاك، لكنهم استطاعوا إنهاء الحكم الملكي المطلق واستبداله بملكية نيابية.
ومضمون هذه اللوحة، العنيف إلى حدّ ما، قد لا يعبّر عن النتيجة التي آلت إليها الثورة في النهاية، إذ انتهت بظهور نخبة بورجوازية عاقلة استلمت الحكم وأعادته تدريجيا إلى الشعب.
"الحرّية تقود الشعب" قد تكون تجسيدا للحّرية التي تخالطها الفوضى، ومن المرجّح أن يكون ديلاكروا قصد أن يكون المشهد بعموم تفاصيله وشخصياته تعبيرا عن معنى الثورة في بعدها الرمزي والفلسفي، أي ذلك المزيج من الجموح والشهوة والجريمة والعنف.
*****************
شـارع باريـسـي ذات يـوم ممطــر
للفنّـان الفرنسـي غوستــاف كايـّيــبــوت
في هذه اللوحة الجميلة يحاول غوستاف كاييبوت تصوير مزاج الناس في أحد أيّام باريس الممطرة، تماما كما كان يفعل معاصروه من كبار الفنّانين الانطباعيين مثل مونيه ورينوار وديغا وغيرهم.
اللوحة تظهر ساحة واسعة للمشاة، وفي مقدّمة المشهد إلى اليمين يظهر رجل وامرأة يرتديان ملابس عصرية وهما يمشيان على الرصيف وقد أمسك كلّ منهما بمظلة تقيه المطر المنهمر.
في العام 1851 قرّرت حكومة نابليون الثالث تحويل شوارع باريس القديمة والرثّة إلى منظومة متكاملة من الشوارع والطرقات الواسعة والحديثة.
ونتيجةً لاعمال التجديد والترميم تلك، تحوّلت باريس إلى عاصمة عالمية ومركز تجاري حيويّ. واللوحة تصوّر جانبا من جادّة سينت لازار التي نالت القسط الأوفر من عمليات التطوير وإعادة البناء.
وقد أنجز مانيه ولوتريك ومونيه بعض اشهر لوحاتهم الفنية في هذا المكان.
كاييبوت كان ينتمي إلى عائلة ثريّة كانت تمتلك هي الأخرى عقارات في هذه المنطقة وتعمل في تجارة الأقمشة والأراضي.
كان الفنان في الأساس مهندسا معماريا، غير أنه كان يعشق الرسم، وقد وظّف الدروس التي تلقّاها في الهندسة وطوّعها ليطبّقها على لوحاته.
البناء العام للوحة يعتمد على منظور رياضي، كما أن طابعها لا يخلو من بعض سمات الفنّ الأكاديمي.
ويبدو واضحا أن الفنان تعمّد تشويه حجم المباني وكذلك الأبعاد والمسافات التي تفصل في ما بينها بغية خلق فضاء أكثر رحابة كي يعكس التحديث الذي طرأ على المكان.
ُعرضت هذه اللوحة لاوّل مرّة في معرض الرسّامين الانطباعيين عام 1877، ونالت اهتماما وتقديرا كبيرين رغم ما قاله بعض النقاد آنذاك عن غرابة نظامها الهندسي وبعض تفاصيل بنائها العام.
كان الرسّامون الانطباعيون، ومنهم كاييبوت، يركّزون في أعمالهم على محاولة الإمساك باللحظة الراهنة في حركة الناس والغيم والمطر وغيرها من عناصر الطبيعة التي كانوا يهتمّون برسمها مثل الأنهار والأشجار والحدائق.
ورث كاييبوت عن والده ثروة ضخمة، وقد أنفق جزءا كبيرا منها على دعم أصدقائه من الفنّانين الانطباعيين حيث كان يشتري لوحاتهم بأسعار سخيّة ويتكفّل بالإنفاق على المعارض التي تبرز نتاجاتهم وأعمالهم الفنية.
قبيل وفاته عام 1894، أوصى كاييبوت بأن تنتقل مجموعته من الرسوم الانطباعية إلى ملكية الدولة على أن ُتعرض أولا في متحفي اللوكسمبور المخصّص لاعمال الفنّانين الأحياء وفي اللوفر.
*****************
دي اكثر صورة عاجبتني
العـشـيـقـــان
للفنـّان البلجيـكـي رينــيه مـاغــريت
في لوحاته يحاول رينيه ماغـريـت أن يفتح للناظر نافذةً يطلّ من خلالها على الجانب المظلم من العقل.
كان الفنّان ينظر إلى العالم باعتباره معينا لا ينضب من الأسرار والرؤى الشفّافة. ولهذا السبب لم يكن يشعر بحاجة إلى أن يستمدّ من الكوابيس والسحر والهلوسات مواضيع لاعماله.
وكان يرى أيضا أن مجرّد النظر إلى اللوحة يكفي للاستمتاع بها، دونما حاجة للوقوع في فخّ التنظيرات الجامحة والتفسيرات المبتسرة.
كانت والدة ماغريت امرأة غير سعيدة في حياتها، وقد حاولت الانتحار مرارا.
وفي عام 1912، وكان عمر رينيه لا يتجاوز الثالثة عشرة، غادرت أمّه منزلهم ليلا وعندما بلغت أحد الجسور ألقت بنفسها في مياه النهر.
عندما انتشلت جثّتها بعد أيام، كان جسدها عاريا ووجهها مغطّى بطرف فستانها الذي كانت ترتديه ليلة خروجها من المنزل للمرّة الأخيرة.
وقد رأى ماغريت جثّة والدته عند استعادتها من الماء، ولم تبرح تلك الصورة المزعجة ذاكرته حتّى وفاته.
وبعد مرور سنوات على الحادثة، أي في العام 1928، رسم الفنّان مجموعة من اللوحات التي يظهر فيها أشخاص ُغطّيت وجوههم ورؤوسهم بقطع من القماش.
في هذه اللوحة نرى شخصين يقفان متلاصقين وجها لوجه، وفي نسخة أخرى من اللوحة يظهر الشخصان وهما يقبّلان بعضهما بعضا. والقاسم المشترك بين اللوحتين هو أن الشخوص فيهما بلا ملامح، فقد ُغطّيت رؤوسهم بقطع من القماش الذي يحجب ملامح وجوههم عن الناظر.
ورغم حميمية المشهد وتلقائيته، فقد أصبح رمزا للعزلة والانسحاق والموت.
غير أن غموض اللوحة وغموض المعاني الكامنة فيها دفع الكثيرين، ولغايات مختلفة وأحيانا متناقضة، إلى تحميلها بمضامين أخلاقية معاصرة.
فدعاة المثلية الجنسية، على سبيل المثال، يوظفون اللوحة للتعبير عمّا يصفونه بعداء المجتمع تجاههم وتجاهله "لحقوقهم".
والمنظّمات المعنية بمكافحة الايدز تستخدم نفس اللوحة للتحذير من أضرار الممارسات المثلية وأخطارها الكثيرة.
في حين لا يرى بعض نقّاد الفن في اللوحة أكثر من كونها تجسيدا بسيطا ومباشرا للمقولة الشائعة "الحبّ أعمى".
كان معروفا عن ماغريت براعته في تقنية مزج الصور، وكان يردّد دائما أن الكلمات بلا معنى، وأننا من نخلع عليها المعاني التي نريد وبطريقة متعسّفة في أغلب الأحيان.
*****************
ممـلـكـة الســلام
للفنـان الأمريكي ادوارد هيكــس
ادوارد هيكس رسّام وواعظ أمريكي، وشهرته كفنان تعتمد في الأساس على هذه اللوحة. وقد رسم منها حوالي المائة طبعة.
هيكس كان شخصا متديّنا بطبيعته، وكان يحبّ الحيوانات والأطفال.
لكن باستثناء هذا لا أحد يعرف الكثير عن حياته أو معتقداته.
البعض يراه مجرّد فنان كولونيالي والبعض الآخر ينظر إليه باعتباره رساما فولكلوريا ساذجا.
كان هيكس يؤمن بالمفاهيم القديمة حول رمزية الحيوان وعلاقته بالشخصية الإنسانية. ومملكة السلام هي آخر لوحة رسمها قبل وفاته. ويعدّها كثير من النقّاد إحدى روائع الفن العالمي.
فكرة اللوحة مستوحاة من إحدى آيات الإنجيل التي تتنبّأ بعودة المسيح وبأن يسود السلام الأرض ويعيش البشر والحيوان جنبا إلى جنب في سلام ووئام.
واللوحة تترجم بدقّة ما ورد في تلك النبوءة، فالذئب يتعايش مع الحمل والنمر يرقد إلى جوار الطفل والغزال مع الأسد والبقرة مع الدبّ الخ.
لكن هيكس اختار أن يضمّن اللوحة حدثا معاصرا، ففي الخلفية إلى اليسار يظهر ويليام بن - مؤسّس ولاية بنسلفينيا وزعيم جماعة الكويكرز المتديّنة التي كان هيكس ينتمي إليها – وهو يوقّع اتفاقية سلام مع الهنود الحمر سكّان أمريكا الأصليين.
وقد كان هيكس يعتقد أن تلك الحادثة هي جزء من تأسيس مملكة السلام على الأرض.
كان هيكس يؤمن بقوّة النور الذي يشعّ داخل الإنسان وكان يحسّ به ويراه في نفسه وفي الآخرين.
كان العالم بالنسبة إليه كتلة من النور، والمخلوقات من بشر وحيوان ممتلئة بهذا النور.
وإحدى لوحاته التي أنجزها في أخريات حياته تصوّر حقلا اخضر تعلوه سماء مغمورة بالضياء.
كانت رسومات هيكس تعالج موضوعات دينية وتاريخية وحيوانات فيما خصّص البعض الاخر لتصوير حياة المزارعين في ولايته بنسلفينيا.
*****************
يتبع