الفصل الخامس
-انسة نورا00انسة نورا00
انطلق الهتاف لتتسمر نورا بمكانها لا تبارحه وتلتفت خلفها لتجد فتاة
متوسطة الطول تعدو خلفها بشعرها الاسود الطويل وتتوقف امامها
بوجهها المنهك قائلة بعد ان اخذت انفاسها بصعوبة بالغة:
-انسة نورا00حمدا لله انى تمكنت من العثور عليكى
لقد كنت ابحث عنكى منذ يومين
تضاعفت حيرة نورا وهى تهتف باستغراب:
-عنى انا ؟؟ لماذا ؟؟
تلفتت الفتاة حولها ومالت على اذنها بلهجة ملهوفة:
-اريد الحديث معكى فى موضوع هام 00لن آخذ من وقتك الكثير
لكن هل يمكننا ان نجلس حتى استطيع ان اشرح لكى
اومأت نورا برأسها وهى تتجه للمقعد الخشبى الذى جلست عليه
واستدارت لتكون فى مواجهة الفتاة التى قالت بلهجة
يغلفها الحزن:
-انا سعيدة جدا انكى سمحتى لى بالحديث معكى
اندهشت نورا من اللهجة المخالفة لما نطقت به الفتاة ونظرت الى
ساعة يدها وهى تقول بتململ:
-لكن ارجوكى اسرعى0لاننى يجب ان اصل للبيت سريعا لان000
قاطعتها الفتاة سريعا بقولها:
-لان كريم قد يسبب لكى مشكلة
ظهرت الدهشة على وجه نورا التى صمتت لبرهة ثم قالت ببطء:
-كيف عرفتى؟؟
نظرت افتاة الى يديها مطولا ثم رفعت رأسها الى نورا قائلة بتوتر:
-اولا اعرفك بنفسى00انا خلود صديقة كريم و000
استطردت بعد فترة صمت طالعتها فيها عينان نورا المتساءلتان:
-وحبيبته
هتفت نورا بدهشة:
-حبيبته !!!
اومأت خلود برأسها بحزن وهى تقول بضيق:
-او كنت حبيبته00حتى فوجئت به اول امس ينهى علاقته بى
بدون اى سبب ويتهمنى فى سمعتى وقال لى ابشع كلمات
يمكن ان توجه لفتاة 00قال لى اننى كنت مجرد فتاة رفقة
وتسلية وانه لن يفكر مطلقا فى الارتباط بفتاة سهلة مثلى
واننى يجب ان اكون شاكرة له انه لم يقم بفضحى و000
اختنقت الكلمات بحلق خلود ولم تستطع اكمال ديثها التى وقفت امامه نورا مشدوهة وهى تعطيها منديلا ورقيا جففت به خلود دموعها
وتابعت حديثها بعد فترة :
-اقسم لكى اننى لم افعل معه اى شىء يسىء لسمعتى
لقد التزمت معه كل الحدود وكنت فتاة محترمة ولم اسمح له
بفعل شىء يخالف عاداتنا وديننا ، وكنت على صلة به فقط لوعده بالزواج منى واننى فتاة احلامه 00لم اكن اتصور انه كان يخدعنى
او يوجه لى مثل هذا الكلام
نظرت نورا الى عينيها بدقة وهى تتساءل:
-وما المطلوب منى ؟؟ لماذا تخبرينى بهذا ؟؟
امسكت خلود يدى نورا وهى تهتف بلهفة:
-اريدك ان تحدثيه على لسانى وان تقولى له اننى احتاج
فرصة لافهم ما الذى حدث وان اوضح موقفى له فانا لا
استطيع الحياة بدونه00لا استطيع الاستغناء عنه
انه حبى وحياتى 00اريدك يا انسة نورا ان تكونى وسيط خير
بين قلبينا
ارتفع حاجباها بدهشة وهى تقول بذهول:
-انا !! تريدينى ان اتحدث مع كريم فى هذا الموضوع ؟؟
اومأت برأسها فى لهفة شديدة:
-نعم يا انسة نورا
ضحكت نورا فانعقد حاجبى خلود وهى تتساءل بضيق:
-ما المضحك فيما قلته يا انسة نورا
حاولت نورا ان تتمالك نفسها وتتوقف عن الضحك الا انها
لم تستطع فقالت من وسط ضحكاتها:
-انا !! تريدينى انا ان اتحدث مع كريم فى موضوع كهذا ؟؟ انا !!
وكما بدأت ضحكاتها فجأة توقفت فجأة وهى تقول بجدية صاحبها
الاشفاق:
-انسة خلود00انا اسفة جدا جدا لاضطرارى ابلاغك هذا
لكن انا ابعد ما يكون عن الشخص الذى قد يساعدك او يصلح
بينك وبين كريم 00انا شقيقته نعم لكننى انا وهو ابعد
ما نكون عن اشقاء 00التفاهم منعدم بيننا والحوار دوما اوامر من جانبه وطاعة من جانبى ، العلاقة بيننا عبارةعن سجان وسجينته ولا اعتقد
ان للسجينة اى حق فى التدخل بحياة السجان الشخصية لذا ارجو ان
تقبلى اعتذارى ، انا نفسى اريد وسيط خير بينى وبين شقيقى ليوضح لى
حقوقى ويدعوه ان يرحمنى قليلا ويفك اسرى وقيودى
××××××××××××××××××××××××××××
دلفت منة الى المصعد الكهربائى وكادت تغلق بابه ورائها الا ان يدا
قوية حالت بينها وبين غلقه ، وكانت هذه اليد لسامح الذى نظرت اليه منة بدهشة وهو ينضم اليها بالمصعد مبتسما اليها قائلا:
-انسة منة00كيف حالك؟؟ يا ترى ما اخبار اختباراتك المتلاحقة ؟؟
لم تستطع منة التفوه بحرف وهى تشعر ان المكان يطبق على انفاسها
بوجوده معها فى هذا الحيز المغلق والضيق فى آن واحد وزاد من
عدم ارتياحها للوضع التوتر الشديد الذى شعرت به
فى مواجهة نظراته واهتمامه الواضح بها فى كلماته المتساءلة:
-انسة منة 00لماذا لا تجاوبين على سؤالى ؟ هل انتى بخير ؟
حاولت التحكم باعصابها وتجاهل هذا الاحساس الذى ينتابها
كلما كانت بقربه او حتى جال بخاطرها
وتمكنت اخيرا من السيطرة على نفسها المرتجفة وهى تقول
بتردد لم تفلح فى التخلص منه:
-انا00احم00الحمد لله بخير والامتحانات ايضا جيدة00ليست ممتازة
لكن احم احم الحمد لله ، اخرها كان اليوم
توقف المصعد واطلق جرسه المميز فازاح سامح بابه وهو يقف
الى جانبه ويشير بيده اليها بالخروج قائلا بتهذيب:
-تفضلى
ابتسمت برقة خلبت لبه:
اشكرك
وتوجهت بخطى رقيقة الى شقتها وحانت منها التفاتة للوراء لتجده
متسمرا بمكانه حائرا فتعمدت السير ببطء وهى تشعر بالرغبة فى ان
تظل معه مدة اطول وان تستمع الى صوته الدافىء
لكن بنفس الوقت تتمنى ان تفر هاربة من امام ناظريه لتنفرد بنفسها
وتسبح بعالم حالم وتطلق لمشاعرها العنان
اما هو فكان حائرا مترددا لكنه حسم امره واسرع بالركض خلفها وهو يقول بلهفة:
-انسة منة00انتظرى
تسمرت بمكانها مع هتافه وشعرت بالسعادة لان حوارهما سيمتد
وان لثوانى لكن خوفها كان اشد ان ينفتح باب شقتها فى اى لحظة
ويراها احد افراد عائلتها فيوجهون لها اللوم والعتاب والاهانة
ويعددون لها مزايا ندى ومساؤها وكيف ان ندى
لم تكن لتفعل امرا مماثلا و000
استغراقها فى تلك الاحاسيس البغيضة اخرج اجابتها عليه
فى لهجة حانقة زادت من تردده:
-نعم يا استاذ سامح
-هل 00هل انتى00اخر اختباراتك غدا00اليس كذلك
اومأت برأسها فاضاف مضيق عيناه العسليتان خائقا
من رفضها:
-هل00هل يمكننى ان اعرج عليكى غدا فى الجامعة بعد
امتحاناتك لنجلس قليلا لان هناك حديث مطول يجب ان
نجريه ؟؟
××××××××××××××××××××
توقفت سمر بالسيارة واتخذت بها جانب الطريق ، وقالت وهى تبحث عن
اسطوانة لمطربها المفضل التى ما ان وجدتها حتى وضعتها بمشغل
الاسطوانات وتمايلت على الانغام التى انسابت منها:
-اذا00الى اين تريدون الذهاب الان ؟؟
تثائبت لميس وصدر صوتها خافتا من المقعد الخلفى للسيارة:
-انا اريد الذهاب للمنزل 00عيناى تغفو والنوم يسيطر علىّ كما
ان الوقت تأخر بالفعل 00الساعة الان 3 فجرا
الن تنزعج جدتك من تأخيرك يا سمر ؟؟
ضحكت سمر قائلة بخبث:
-لا تقلقى00لقد اخذت احتياطاتى هذه المرة ووضعت لها منوم
بكوب الحليب وتسللت بعد نومها اليكم
ثم التفتت لحازم الجالس بجوارها لتتساءل بتحدى:
-ماذا عنك يا استاذ حازم؟ هل سنكمل سهرتنا ام ستذهب
لمنزلكم كالكتكوتة الصغيرة هذه ؟؟
ضحك حازم بشدة وهتف بينما زوت لميس ما بين حاجبيها فى ضيق مصطنع:
-انا معكى يا باشا
ثم اشار فجأة الى يسارها وهو يهتف بدهشة:
-باسم الدفراوى فى سيارته السوداء هناك
وانعقد حاجبيه بحيرة وهو يضيف:
-لكن لماذا اوقفها ولماذا يتجه نحونا ؟؟
كانت سمر فى غمرة دهشتها وضيقها وهى تتطلع لباسم بطوله
الفارع وجسده الممشوق وهو يتجه نحوها بكل ثقة ويميل على السيارة
ساندا ذراعيه على سطحها ومواجها لسمر من خلال نافذتها:
-هاى يا جماعة
ثم لاحت على شفتيه ابتسامة ساخرة وهو يوجه حديثه لسمر:
-هاى سمر هانم00لقد لمحت سيارتك فقلت يجب ان اكون مهذبا
واتوقف لالقاء التحية على راقصتنا البارعة
استفزتها كلماته واستفزها اكثر اسلوبه الساخر الذى نطقها به
فقالت بتحدى لم يخلو من الاستهزاء:
-فيك الخير00لكن اطمئن انا بخير حال ولا احتاج لسؤالك
الكريم عنى
ابتسم وهو يربت على سيارتها الحمراء ويقول فجأة بلهجة مغرية:
-متينة سيارتك هذه00ما رأيك ان نقيم سباق سيارات وبهذا تعطينى
فرصة عادلة كى احقق التعادل واسحق هزيمتك السابقة علىّ
ارتفع حاجباها بدهشة وهى تقول بسخرية:
-يبدو انك متأثر جدا بليلتنا السابقة لكننى لا ارى داعى
لهذا فلا اريد ان اعكر صفو ليلتى بالبقاء معك لاكثر من هذا
واستعدت لتشغيل محرك سيارتها والانطلاق بها لا انه امسك يدها
وهو يقول مطصنعا الرجاء:
-انا اطمع بكرم اخلاقك وصبرك واتمنى ان تنازلى وتضطرى
مجبرة ان تتحملى وجودى وان نقيم هذا السباق
ثم قال باستهزاء وهو يترك يدها:
-ام انكى لستى سائقة ماهرة وتخشين خسارة التحدى
التمعت عيناها وهى تنظر اليه بغل قائلة فى اعماقها
0ماذا يعتقد نفسه هذا المغرور00حسنا سأثبت له من هى سمر)
وبالفعل هتفت بالانجليزية:
-I'm in
لاحت على شفتيه ابتسامة وهو يقول بغموض:
-حسنا00اتبعينى بسيارتك لمكان السباق مع باقى الاصدقاء
تطلعت امل مشدوهة الى اسرتها التى انتشر افرادها ينتشلون الهدايا
الفخمة من صندوق الهدايا الذى بعثه لها عريسها العربى السيد عدنان عهدى ، وتضاعفت دهشتها امام حديثهم عنه وكأنها ابدت موافقتها واصبح صهرهم فنظرت اليهم بعينان دامعتان وهى ترى سرورهم بتلك
الهدايا التى انستهم انها ليست بضاعة بل انسانة لها الحق فى الحياة
لا ان يبيعوها لاول مشترى
لم تستطع التحكم بنفسها اكثر من هذا وهى تراهم يخططون لزفافها
وسفرها لبلده وكأنها حمل ثقيل يتنسمون الفرصة لازاحته عن
كاهلهم او كأنها دجاجتهم الذهبية التى لديهم ادنى استعداد
فى بيعها لاول جزار طالما انه يحمل الثمن لذا فقد انتفضت من مجلسها
وهى تصرخ بغضب:
-كفى00كفى00ماذا بكم ؟؟ تتمسحون فى الهدايا وكأنكم لم ترون مثلها بحياتكم ؟؟ هل انتم ضعيفون الى هذا الحد امام القرش ؟؟ ومستعدين ان
تبيعونى من اجله بل وتخططون لمصيرى وانا بينكم لا حول لى
ولا قوة
غضبها العارم الذى قلما يتمكن منها وتظهره امامهم سمرهم بمكانهم
مذهولين والوحيدة التى خرجت من دهشتها لتسألها بحيرة كانت والدتها:
-ماذا هناك يا امل ؟؟ عما تتحدثين يا ابنتى ؟ السيد عدنان فرصة لا مثيل لها ورجل ممتاز لا يعيبه شىء
حدقت فى وجهها بدهشة وهى تقول باستغراب:
-اانا حتى لم نره وهكذا اصبح فجأة رجل لا يرفض وفرصة لا تعوض!!
كل هذا من اجل ماله !! اتريدون بيعى له؟ ماذا بكم يا اهلى ؟؟
انا ابنتكم من لحمكم ودمكم00انا التى اذوق المر واتكبد العناء
واتحمل الالم من اجلكم
اقتربت منها والدتها وربتت على كتفها وهى تقول بحنان:
-لذلك سعدنا جميعا عندما جاءت تلك الفرصة حتى باب بيتنا
الفرصة التى تريحك من همك وتعبك وتجعلك ملكة ببيت زوجك
لهذا نحن متحمسون للامر وموافقون عليه
صاحت امل بحنق:
-وماذا عنى انا ؟؟
صاح بها مصطفى:
-ماذا عنكى يا امل ؟؟ لماذا تضخمين الامر ؟؟ فتاة مثلك لم
تكن لتحلم برجل مثل عدنان 00يجب ان تحمدى ربنا وتشكرى فضله
انه بعث الينا بعدنان الذى سينتشلنا من الفقر ويسترك ببيته
وافقته امها وهى تضيف:
-نعم يا امل 00لماذا اراكى يا ابنتى ممتنعة عن خير لنا جميعا
ولكى قبل ان يكون لنا 00الرجل سيتزوجك ويوفر عملا لاخاك
الذى نهشت البطالة لحمه ويسترنا من الفقر ويسد حاجتنا
ابعد هذا نتكبر على النعمة ونرفصها ونمتنع عنها ؟؟
قالت اسماء ذات الثلاثة عشر ربيعا:
-لماذا انتى انانية هكذا يا ابلة امل ؟؟
اصابتها الكلمة كالسهم بقلبها واخلفت جرحا غائرا وهى
تقول بكلماتها الغير مصدقة:
-انانية !! انا انانية يا اسماء ؟؟
اومأت اسراء برأسها وهى تقول:
-نعم يا ابلة امل00ابيه عدنان سيوفر لنا كل ما نحتاجه
لكنكى تريدين حرماننا من طاقة القدر التى فتحت لنا
انه سيتكفل بمصاريف الدروس الخصوصية للثانوية العامة وانا اريد
الالتحاق بكلية الهندسة ولو رفضتيه فسيضيع حلمى
قال مصطفى:
-وماذا عنى يا امل ؟ لقد ذقت مر البطالة ولم افلح فى العثور على عمل خصوصا بمؤهلى المتوسط وهو سيحجز لى مكانا فى عمل مرموق
هل تريدين ان اظل عاطلا بسبب دلعك ؟؟
سعلت اسماء وهى تقول برجاء:
-وانا يا ابلة امل 00انه سيجرى لى عملية القلب المفتوح
وبذلك استطيع ان احيا وسطكم ام تريدينى ان اموت يا ابلة امل ؟
نظرت امل الى اسماء بالم انتزعتها منه والدتها الى الم اشد بقولها:
-انه سيريحنا جميعا من متاعبنا يا امل ولن نضطر الى الخلود الى النوم
بدون عشاء او ان نقوم من على المائدة شاعرين بجوع اكبر مما شعرنا به
عند جلوسنا اليها و000
تقاذفت كلماتهم من كل صوب لتستقر كلها كسهام نارية
حرقت قلبها ودفعتها للصراخ وهى تندفع لدورة المياة –المكان الوحيد
الذى تخلو لنفسها فيه- هاتفة:
-كفى00سأتزوجه سأتزوجه
واغلقت الباب خلفها وهى تهتف بصوت خافت ودموعها تغرق وجهها:
-سأتزوجه من اجلكم
اقتربت سارة من والدتها القابعة خلف مكتبها وسط عشرات الاوراق
وتنحنحت لتلفت انتباه والدتها –اليها- التى رفعت رأسها قائلة:
-ماذا هناك ؟؟
وجدتها مازالت منهمكة بعملها فجذبت مقعدا جلست عليه وهى تقول بتوتر:
-امى00اريد الحديث معكى بامر هام وارجو ان تنتبهى الىّ
انتفضت احلام من على مقعدها وهى تهتف بغضب:
-امى !! اسمى احلام هانم00اتفهمين ؟؟
استاءت سارة من الطريقة الرسمية التى تريد احلام لابنتها ان تخاطبها
به وهو ما لا يبشر بخير ابدا فى ذلك الموضوع الذى تريد سارة فتحه معها
والذى عادت من اجله تقول:
-حسنا يا احلام هانم00هل يمكنك التفرغ لى لمدة دقيقتين فحسب
لسماع ما لدى
تركت احلام القلم من يدها وهى تنظر لوجه سارة وتقول بنفاذ صبر:
- اسرعى لاعود لعملى وتعودين انتى الاخرى لعملك
فركت سارة كفيها بتوتر وهى تدعو الله فى اعماقهها
ان يسهل مهمتها ويجعل الايجاب جوابها الذى تنتظره
-امى00اقصد احلام هانم
لى صديقة بالجامعة اسمها امل لديها اخ بحاجة ماسة لعمل
وان لم يجد ستضطر ان تقبل رجلا عربيا متزوجا بغيرها
كزوج لها وهى تأبى بهذا00لهذا كنت اطمع بموافقتك على ان يعمل لدينا
ضحكت احلام وهى تردد بسخرية:
-لدينا !!
تعلثمت سارة وهى تقول:
-اقصد لديكى يا ام00يا احلام هانم
شبكت اصابعها امام وجهها وهى تتساءل بلامبالاة:
-ما هو مؤهله
قالت سارة بخجل وتعمدت عدم النظر لعينيها:
-مؤهل متوسط لكن يمكنه ال00
-لا
صدمها رفضها القاطع فقالت بتوتر:
-لم لا ؟؟
زفرت احلام بضيق وهى تقول:
-اسمعى ليس لدى وقت لاضيعه فى مناقشات بلا طائل
قلت لا0لقد استمعت الي صفقتك ولم تعجبنى فلم اقبلها
هتفت سارة بتعجب:
-صفقتى !! انه رجاء وطلب بسيط من ابنتك الوحيدة
واصلت احلام حديثها وكأنها لم تستمع لاعتراض سارة:
-انا لا احب الواسطة ولا اقبل فى عملى سوى شخصا اعلم تمام العلم
انه سيأتى من ورائه مالا اكثر مما يأخذه00هذا قطاع خاص
يا حبيبتى وليست املاك والدته ، واتمنى منكى عدم التدخل بمواضيع كهذه ثانية
ثم اضافت باستهزاء:
-مؤهل متوسط !! انصرفى لعملك يا حبيبتى
قامت سارة من مقعدها وسارت نحو الباب وهى تجر
خلفها اذيال الهزيمة المعتادة فى اى نقاش مع والدتها
×××××××××××××××××××××××××××××
كانت منة جالسة على مقعدها الذهبى امام تسريحتها
تمشط شعرها البنى وهى شاردة الفكر تسبح بعالم اخر وتبدو قسمات وجهها كمن تفكر بعالم ساحر سعيد اجتذبتها منه ندى وهى تتطلع اليها بسخرية وتقول بحسرة:
-ماذا يقول الانسان منا على ما آل اليه حال الامة الاسلامية وبناتها
علمت منة ان هذه الجملة الاعتراضية ليست موضوع اخوى تشاركها
به ندى ولكنه سخرية لاذعة هى المقصودة منها نظرا لانها غير
محجبة بينما تقف ندى الى جوارها تعدل من وضع حجابها
تنهدت منة بضيق وحاولت الا تستسلم لرغبة ندى التى تجرها
كل يوم والاخر لشجار ومشكلة تكون فيها هى المخطئة دوما وابدا
لكن ندى لم تستسلم لصمت منة وحاولت ان تخرجها عن هدوئها
وبالها الرائق باى طريقة اذ تجد متعة كبيرة فى اخراجها عن شعورها
ومشاهدتها تتعرض للتقريع من قبل الجميع
لا تدرى لم تسيطر عليها هذه الرغبة لكن لا مفر من ذلك طالما
ارادت الشعور بالابتهاج لذا فقد استندت بمرفقيها على زجاج
التسريحة وهى تتساءل بغموض:
-يا ترى ما اخبار فارس احلامك؟
نظرت اليها منة باستغراب وهى تتساءل ببطء:
-ماذا تقصدين؟ اى فارس ؟؟
قربت وجهها من وجه منة وهى تواصل حديثها الغامض
بلهجتها الخانقة:
-ذلك الشاب الذى ركبتى معه سيارته
الى اين يا ترى اوصلك ؟؟ وما مدى العلاقة بينك وبينه ؟
امتقع وجه منة بشدة وهى تحملق بوجه ندى التى ابتسمت بسخرية
وعقدت ذراعيها امام صدرها
هتفت سارة من خلال ثورتها التى قلما تسيطر عليها:
-انتى بالتأكيد جننتى 00ما هذا الذى فعلتيه يا سمر ؟ اى سباق واى تحدى
الذى تتحدثين عنه ؟؟
التمع الغضب بعينى سمر السوداوان وهتفت بحنق:
-سارة00الزمى حدودك00انا لست منة او نورا لتتحدثى معى بهذه
الطريقة 00انا سمر00الا تفهمين00سمر ولن اسمح لاى كان ان
يتحدث معى هكذا
ظهرت الصدمة بوضوح على وجه سارة بينما اضافت سمر بعد ان
افرغت غضبها وهدأت نسبيا:
-اهذا ذنبى اننى قصصت عليكى ما حدث بحثا عن المتعة والتسلية او ان
تهنئينى بفوزى عليه بالسباق
شعرت سارة بالضيق من كلمات سمر الحانقة الا انها تحاملت
على نفسهها وقالت بهدوء:
-انا اسفة يا سمر ان كنت قد رفعت صوتى عليكى او حدثتك بانفعال وضيق
لكن هذا من خوفى عليكى يا حبيبتى وانا اجدك كل يوم ترمين
تقاليدنا وراء ظهرك وتأتين بافعال جنونية لا يقبلها عقل
ولا يصح ان تقوم بها فتاة محترمة
اتسعت عينا سمر وهى تهتف بارتياع:
-هل وصل الامر ان تهينينى بهذا الشكل ؟؟
امسكت سارة يد سمر التى وضح الانفعال على وجهها واستعدت للرحيل وهتفت بضيق:
-انا المخطئة التى عرجت عليكى فى الشركة لارى احوالك بعد
غيابك عن الكلية 00انا المخطئة
وجذبت يدها من يد سارة التى حاولت منعها من المغادرة
بالوقوف فى طريقها قائلة بلهفة:
-اسمعى يا سمر00انا حقا اسفة لم اقصد
اهدئى فقط من فضلك00كل ما اردت قوله اننا هنا بمصر
وليس فى اميركا حتى تفعلين ما تشاءين وتقيمين سباق سيارات
مع شباب لا تعرفيهم 00نحن فى مصر يا سمر ولنا
تقاليد تحكمنا
هزت سمر كتفيها فى ضيق وقلبت عيناها وهى تشعر بالضيق
من كلمات سارة التى اضافت:
-سمر يا حبيبتى00يوما ما سيكون لكى زوج واطفال
هل تريدين ان يعرفوا عن ماضيكى هذا واصلا كيف سيكون لكى زوج بهذا الماضى ؟ يجب ان تحرصى على سمعتك يا سمر وليس معنى
ان والدك ووالدتك متغيبان عن المنزل ان تفعلى ما يحلو لكى
قالت سمر بتحدى:
-حتى وان كانا هنا سأفعل ما يحلو لى 00هذه حياتى الشخصية وانا
التى اقرر كيف اديرها 00انا حرة افعل ما اشاء ولم افعل شيئا
خاطئا لتلوميننى00انا شابة ومن حقى ان اتمتع بشبابى وحياتى واعيش سنىولا افكر مطلقا لا فى زوج ولا اطفال00يكفى احلامك هذه لنفسك
يا حبيبتى
قالت كلماتها هذه وجذبت حقيبتها وانطلقت مغادرة المكان مخلفة
ورائها دهشة بلا حدود اذ تهاوت سارة على مقعد مكتبها وهى تقول
بضيق:
-مجنونة00لا تعرف مصلحتها وكل يوم تتوغل اكثر
فى طريق الخطأ و00000
هربت افكارها كلها عن سمر وتوقفت الكلمات فى حلقها
وظهر بخيالها ذلك المنزل الوردى ذو الحديقة الخضراء والزهور الحمراء
اليانعة بمجرد ظهور امير امامها الذى لاحظ نظراتها الحالمة
نحوه فتنحنح قائلا:
-انسة سارة00هل انتهيتى من عمل القرية السياحية فى الغردقة ؟؟
لان والدتك تسأل عن هذا العمل بصورة ملحة
انتزعت نفسها بصعوبة من خيالاتها وقالت بارتبالك:
-ماذا قلت ؟؟؟
×××××××××××××××××××××××××××××
كانت نورا فى طريقها الى حجرتها بعدما انتهت من تنظيف المطبخ
لكن استوقفتها ضحكات والدها النادرة فاتجهت نحوه وعلى وجهها دهشة كبيرة وقالت من ان اصبحت امامه:
-زاد الله فرحك يا ابى00لكن لماذا تضحك ؟؟
نظر كريم اليها بزهو واستعلاء ووالدها يجيب:
-قدمى المباركة لاخيكى يا نورا ، لقد قرأنا فاتحته على ابنة
الحاج فوزى شريكى فى تجارتى
حملقت نورا بوجهه وهى تقول بذهول:
-ذهبتوا وقرأتوا الفاتحة دون علمى ؟؟
اتسعت عيونهم بدهشة وقال الاب بغضب:
-ماذا تقولين يا بنت؟ هل كان يجب ان نأخذ الاذن منكى ؟؟
اسرعت نورا تقول بارتباك وخفوت:
-لا لا يا ابى لم اقصد هذا المعنى00ما قصدته انكم خططتم للامر وذهبتوا
اليوم دون ان اشعر باى شىء
كاد الاب يتكلم لولا ان اوقفه كريم باشارة من يديه وهو يقول باستعلاء:
-اسمعى يا نورا00هذه الاسئلة يستحسن الا تدور ببالك00متى
فكرنا وكيف اخترنا وذهبنا00لا شأن لكى بهذا 00انتى لست المعنية بالامر
اننا نتحدث عن زفافى انا وهو شىء لا يخصك
كل ما يعنيكى ان تستقبلى عروسى بالترحاب والود وان تكونى تحت امرها
فى كل ما تريد ولا تعترضى علبى شىء يخصها ابدا
اتفهمين ؟؟؟
اومأت برأسها رغم عدم اقتناعها بمنطقه لكنها هكذا تعلمت
ليس لها الحق فى ابداء الرأى او الاعتراض
هى مجرد عبء كبير يتناقلوا حمله بضيق بين بعضهم البعض
هل فى يوم ينتهى فيه هذا الكابوس وتشعر بكيانها ووجودها
مع رجل يقدرها ويحبها
هل؟؟؟؟؟
انتزعها من افكارها سؤال كريم بضيقه المعتاد:
-هل هناك شىء اخر ام تريدين معرفة التفاصيل ايضا؟
ازدردت ريقها بصعوبة وهى تقول بتوتر:
-من فضلك يا كريم00اريد الحديث معك وحدنا
حملق فى وجهها بدهشة وهو يشير لصدره قائلا:
-انا !!
اومأت برأسها فهز كتفيه بتعجب وهو يسير خلفها الى حجرتها
ويغلق الباب ورائهم قائلا بفضول:
- فيما تريدينى يا نورا ؟ هل وقعتى فى مشكلة اخرى من مشاكلك ؟
حاولت البحث عن تلك المشاكل التى وقعت فيها من قبل
الا انها كالعادة علمت ان هذه مجرد افتراءات من كريم الذى
يحلو له تلوين الحقيقة والمبالغة واظهارها دائما على طريق
الخطأ اما هو فالصواب رفيق دربه للابد
فكم يعشق ان يؤدى دور النصوح والذى يعمل على استقامة
طريقها والحفاظ عليها وكل هذه مجرد تعليلات سخيفة
تريح ضميره ان كان يملك واحدا ليتحكم فيها
ويسيطر على انفاسها ليشعر بقوته كرجل
الا انها كالعادة تجاهلت كل هذا وهى تقول بتوتر:
-اريد الحديث معك بموضوع خلووووووووود
××××××××××××××××××××××××××××××