كاتب الموضوع :
jen
المنتدى :
الارشيف
الفصل الرابع
استغرقت نورا فى الاستذكار وهالها كم ما عليها من مجهود لكنها هى السبب
هى التى تجاهلت الاستذكار واهملته واعتمدت على حماس ايام الامتحانات الذى ينتابها
ويدفعها الى التهام الكتب 0000
لكن الحماس فاتر هذه الايام بل غير موجود تماما وهذا بسبب ما تراكم عليها من
احداث اخيرة جعلتها زاهدة فى كل شىء
كل ما يصير حولها يسبب لها الضيق ويصيبها بالحيرة والدهشة
لماذا يفعل بها كريم هذا ؟ لماذ يتحكم بها بقسوة كالدمية ؟ لماذا يحركها على
هواه كما يريد دون اى اعتبار لمشاعرها او مراعاة ان هذه حياتها الشخصية
ابتسمت فى تهكم عندما وصلت افكارها لهذه النقطة
شخصية !! واين هى منها ؟؟ انها بعيدة كل البعد عنها
وكأنها ليست انسانة ولها كيانها الخاص
لا 00بل يجب ان تكون امامهم كالكتاب المفتوح والويل كل الويل لها
ان واربت صفحة منه او مزقتها عن عمد
لكنها تعلم ما آل بالامور لهذا الحد وجعل تحكم كريم بها امر مفروغ منه
بل واقع لا يثير العجب
انه والديها وتربيتهما الخاطئة لهما00فمنذ نعومة اظفارهما وهى تستمع
الى اباها يقول ان كريم رجل البيت واوامره تسير عليها برضاها
او من غيره فهو الرجل الحكيم والصح على طول الخط
اما الخطأ فلا يمسه ابدا وكانه ليس ببشر وهى عليها ان
تنصاع اليه وتكون خادمة له وطلباته اوامر يجب ان تلبيها
ظهر الاستياء على وجهها وهى تتذكر دفاع والدتها المطلق عن منطق والدها العجيب
اذ لطالما وقفت فى صف كريم ضدها وطالما القت على مسامعها النصائح
التى مجملها ان كريم هو الرجل لذا فهو المتحكم بدافع الاخوة والخوف على اخته
فهى فتاة ضعيفة تسيطر عليها مشاعرها ولا تستطيع تحكيم عقلها
لذا يجب ان تترك نفسها لاخيها لانه يعلم ما هو اصلح لها
فقط لان جنسه ذكر
نفس الحديث والمنطق الغريب لكن يتوارى خلف ادعاء ان كله فى صالحها
كيف ؟؟؟؟؟ كيف ؟؟؟؟؟؟
كيف يكون احصاء انفاسها ومنعها من ادنى حقوقها كفتاة بل كانسانة
فى صالحها؟؟ كيف يكون حرمانها من حق الحرية خيرا لها ؟؟
كيف ؟؟؟؟؟؟
عندما وصلت بافكارها الى هذا الحد لم تحتمل وتساقطت دموعها المقهورة لتعيد حفر
مجراها المعتاد على وجهها الحزين
مسحت دموعها وحاولت التماسك والسيطرة على نفسها لتتمكن من التركيز
خصوصا انه لم يتبقى الكثير من الوقت فالامتحان غدا وهى لا تفقه شيئا
فى هذه المادة
لكنها انسلت بتركيزها بعيدا عن الاوراق المكدسة امامها لتنظر بسعادة الى
الباب المغلق 00فهذا هو الوقت الوحيد من العام الذى تستطيع
فيه اغلاق الباب عليها فى محاولة منهم لحثها على التركيز والاستذكار
لكن هذا لا يمنع من هجومهم فى اى لحظة وفتح الباب فجأة
ليطمئن قلبهم ان فتاتهم مازالت طاهرة لم ترتكب جرم
وفى غمرة استياءها فتح الباب فجأة ليطالعها وجه كريم المتحفز
ظهر التوتر والخوف على وجهها وهى تتطلع اليه برهبة بانتظار
مشاحنة جديدة اذ نظر اليها بضيق وقال موبخا اياها:
-لماذا كنتى تنظرين ناحية الباب؟ لماذا لا تنظرين فى كتبك؟
هل كنتى ساهمة يا هانم ؟ فيما كنتى تفكرين؟اذن لا داعى لغلق الباب
هالها اتهاماته الموجهة اليها وكأنه لا يترك فرصة ليظهرها بمظهر
الخاطئة فاسرعت تنفيها عنها بقولها:
-لا ابدا يا كريم00لقد كنت مستغرقة فى الاستذكار لكن حركتك لفتت انتباهى فنظرت
جهة الباب لارى من يفتحه00فقط لاغير00انا لم افعل شيئا
دوما يضعها فى موضع المتهم الذى يجب ان يدافع عن نفسه
كم تكره هذا !!!
بدا على وجهه انه لم يصدقها او لم يرد تصديقها لكنه تجاهل المسألة
برمتها قائلا بلهجة آمرة:
-حضرى لى كوبا من الشاى واحضريه لى فى غرفتى
فغرت فاها بدهشة وهى تشير للكتب امامها قائلة بحيرة:
-لدى امتحان غدا
قال بتحدى :
-وانا لدى عمل غدا يجب ان اركز به ولن استطيع التركيز بدون
كوب الشاى المسائى المعتاد
ثم ظهر الغضب بصوته وهو يضيف بحدة:
-ومنذ متى وانا مضطر لاعطاء مبررات لطلب00تحركى حالا
نفذى ما امرتك به
قامت بسرعة من خلف مكتبها بخوف وهى تردد بقهر:
-حاضر00حسنا حسنا
×××××××××××××××××××××××××××××××××
انطلقت ضحكات كريم فى غرفته الواسعة ردا على مزحة قالتها صديقته
الجديدة ذات الحس الفكاهى وتمدد على فراشه بحرية واستمتاع وهو يقول لمحدثته
فى الهاتف المحمول الذى حمله بين اصابعه باسترخاء:
-يا لكى من رائعة يا خلود !! كم اعشق خفة دمك وحسك الفكاهى هذا
الذى يصبرنى على متاعب شقيقتى الغبية00تلك الفتاة المغفلة التى لا تهتم
الا لامرها وتتعبنى كثيرا معها فى تعليمها الصح من الخطأ
استمع اليها قليلا ثم عاد يضحك لبرهة اعقبها بلهجة جادة:
-نعم يا خوخة00هذه هو دور الاخ00وانا اؤديه بدون مقابل
كل ما ارغب به ان تكون فتاة صالحة
اغمضت نورا عيناها بالم وعضت على شفتيها بقهر وهى تستمع لحديث اخيها من
وراء الباب المغلق وابتسمت بسخرية لحديثه
الهذه الدرجة يستغل وضعه كأخ ليفرض عليها اوامره ويعود ليتبجج بما فعله ويظهر نفسه
بدور البطل الذى روض النمرة واسدى صنيعا للجميع !!!
عادت تستمع لكلمات الغزل التى يلقيها على مسامع تلك الفتاة التى
يحادثها وتعجبت اشد العجب من افعاله
لماذا اذن يفرض عليها كل هذه التحكمات بدون معنى او مبرر ويحيا هو
حياته بحرية !! لماذا يحرمها من شىء يمارسه هو بكل تبجج ووقاحة
لماذا ؟؟؟؟؟
قطعت فجأة تساؤلاتها الحائرة وهى تتلفت حولها برهبة وقد تذكرت انها
فى موقع قد تكشف معه محاولتها التصنت على اخيها وتكون ليلة ليلاء
بالنسبة لها وايضا الشاى الذى تحمله بين يديها قد يفقد سخونته
فيكتشف اخيها فعلتها وتكون مشكلة جديدة هى فى غنى عنها لذا فقد طرقت
الباب ودلفت الى الحجرة بعد ان سمح لها بقوله:
-ادخل
×××××××××××××××××××××××××××××××××××××
ارتجفت منة تحت الامطار الغزيرة التى هطلت واظلمت معها السماء
رغم ان الساعة الثامنة صباحا
ضمت معطفها على وجهها لتشعر بقليل من الدفء وقد شعرت باليأس
من قلة المواصلات المتوقعة مع طقس كهذا00اذ سيطر البرد والماء
الغزير- الذى لفظته السماء وكأنها تعلن معه انه فائض عن حاجتها-
على حركة المواصلات واصابها بالركود
نفخت فى كفيها لتشعرهما بالدفء بعد ان تجمدتا 00وظهر التوتر
على قسمات وجهها الرقيقة ، ونظرت الى ساعة يدها اكثر من مرة
وهى تشعر بالقلق خوفا من تأخرها على موعد الامتحان اذ على
غير العادة وجدت عقارب الساعة تركض ركضا وكأنها فى سباق
الماراثون لتمضى الدقائق فى سرعة شديدة
اعياها الانتظار فجزت على اسنانها بضيق تعبيرا عن غضبها- المكبوت
والذى كتمته بداخلها - مما اصابها من بلل وارتجاف جسدها الذى
يشعر بالصقيع 00لعنت ساعتها الامتحان ومن وضعوا جدول الامتحانات
ولم تدرى الا وقد انقطع الماء-فجأة- الذى كان يهطل على رأسها واسهم
فى اصابتها بنسيان مفاجىء لما اجتهدت فيه طوال الليل لتحفظه
لترصه فى كراسه الاجابة وينتهى الامر
اعتقدت ان السماء اننتهت من لفظ ماءها الغير مرغوب فيه لكنها فوجئت ان المطر مازال
يهطل فى جميع الانحاء الا النقطة التى تقف بها
وانتبهت وهى تتلفت حولها بسامح جارهم الجديد والصحفى بجريدة الحياة
واقفا بجوارها رافعا مظلته لتغطيهما معا
شعرت بالتوتر للمسافة القصيرة جدا التى فصلت بينهما والتى تبدو
وكأنها غير موجودة وكأنهما ملتصقان ببعضهما البعض
وبينما نازعتها مشاعر التوتر ارتسمت على شفتاه ابتسامة وهو يحنى رأسه اليها قائلا:
-مرحبا يا انسة منة00كيف حالك ؟؟
خرج كلامها متعلثما واضحا عليه التوتر الا انه ارجعه للطقس المحيط
بهما ولم يدرى ان وجوده هو سبب ما تمر به:
-انا بخير00الحمد لله
سألها فى حيرة:
-ما الذى يجعلك تقفين هكذا ؟ لقد لمحتك منذ فترة طويلة وانا فى شرفة شقتنا
انتى تقفين هنا طويلا00ما السبب يا ترى ؟؟
لم تدرى هل كان السبب وراء ارتجافها تذكيره اياها بموعد الامتحان وعدم وصول
الحافلة حتى الان ام بسبب وجوده نفسه !!
الا انها حاولت بقدر الامكان ان تتجاهل تفكيرها وتجيب :
-لدى امتحان فى الكلية بعد اقل من الساعة ويجب ان اصل اليها سريعا لكن00
قاطع كلماتها القلقة باشارته الى سيارة صغيرة كحلية اللون قريبة منهم
وقال بابتسامة عريضة:
-اذن هل يمكننى ان انال شرف اسدائك معروفا ورأفة بحالك وانقاذ مستقبلك
وتوصيلك للجامعة
لجمت كلماته لسانها وارتفع حاجباها بدهشة الا انها قالت بقوة وتصميم:
-اسفة00لا يمكننى قبول دعوتك الكريمة
لم يبدو على وجهه ان تأثر باجابتها اذ قال بلهجة لا يشوبها
اى انفعال:
-استمعى الى يا انسة منة00انا عرض لا تستطيعين رفضه0اولا انظرى حولك
فى هذا الصباح الباكر والطقس البارد والارض الزلقة فرصتك نادرة جدا ان تصلى لكليتك
فى ميعاد الامتحان 00اما بسيارتى فستصلين اليها معززة مكرمة وتضمنين مقعدك
فى لجنة الامتحان00فكرى جيدا
نظرت اليه بحيرة وهى موقنة ان كل كلمة قالها فى محلها00فهناك احتمال كبير
ان تفقد فرصة الانضمام للجنة الامتحان وان تصل متأخرة عن ميعاده
وهذا لا يجب ان يحدث00ليس فى هذه المرحلة
انها فى الليسانس00لا يمكن ان تظل سنة اخرى معلقة بهذه الكلية المختلة من
اجل مادة00ثم بالتأكيد سينالها التقريع الشديد حين تسقط
فى مادة ويكون النقيض الامتياز الذى يزين شهادة السنيورة ندى
حسمت امرها وهى تتلفت حولها يمينا ويسارا لتتأكد من ان لا احد يلمحها
وهزت كتفيها قائلة:
-حسنا
تهللت اساريره وهو يتقدمها لسيارته الصغيرة ويفتح بابها لها قائلا:
-صدقينى انا افعل هذا لانكى اخت وجارة عزيزة لى
هزت رأسها وقالت بامتنان:
-اشكرك
ودلفت الى السيارة لتأخذ مكانها بجواره وتنطلق بهما السيارة
التى تابعتها عينان غاضبتان تمتلأن بالتهديد والوعيد
××××××××××××××××××××××××××××××××××××××
نقلت سمر انظارها الحذرة يمينا ويسارا بحثا عن اى نجدة تنقذها من هذا الموقف
لكن دون جدوى00اطلق زفرة حارة وعادت تنظر لورقة الاسئلة التى بين يديها والتى
لا تفقه فيها حرفا واحدا
عضت على شفتيها باسنانها الضغيرة البيضاء بحنق شديد اذ لم تكن
تعلم ان اللجنة ستكون شديدة هكذا ولن تسمح بالغش الذى يكون رفيقها دوما
فى هذه المواقف
عادت تنظر حولها فتعلق عيناها بامل التى تجاورها فى الصف الذى يقع على يمينها
ابتسمت فى سخرية للتناقض العجيب بين ورقة اجابتها وورقة اجابة امل فبينما
تمتلأ كراسة اجابة امل فى سرعة فان كراسة اجابتها كما هى على نفس حالتها
منذ نصف ساعة مضت كالكوب الفارغ بيد الظمآن00مجرد صفحات بيضاء خالية
من نقطة حبر ازرق
زفرت فى ضيق وعقلها يعمل بسرعة واستقر فى النهاية على تنفيذ الخطة (ب)
التى لم تضطر طوال السنوات الثلاث الماضية اللجوء اليها لكنها مضطرة
ان تفعل هذا الان
اخذت نفسا عميقا واستعدت ان تظهر موهبتها الدفينة فى التمثيل
الذى تجيده امام المرآة وامسكت فجأة مقدمة رأسها هاتفة بالم:
-رأسى00رأسى00صداع رهيب00يكاد رأسى ان ينفجر
رفعت صوتها مكررة نفس كلماتها المتألمة
اسرع اليها المراقبين بتوتر وقلق ارتسم على وجوههم
وعندما ايقنت التفاتهم لها وتواجدهم حولها اغمضت عيناها وتركت
جسدها يهوى من على المكتب الخشبى لتستمع الى شهقات المراقبين
الذين اعتقدوا فى فقدانها الوعى
لم تستجب سربعا لمحاولات ايفاقها المستميتة التى قام بها المراقبين
لكن بعد فترة فتحت عيناها ببطء وهى تقول بصوت خافت متألم:
-اريد الذهاب لدورة المياة
لم ينفى احد طلبها او يستنكره بالرغم من مخالفته لقواعد الامتحانات
اذ اصطحبتها احدى المراقبات لدورة المياة التى توجهت فيها للكابينة الثانية واغلقت
الباب خلفها لتمتد يدها فى سرعة وتجذب نسخة مصغرة من الكتاب موضع الامتحان
من خلف مقعد الحمام
حاولت بسرعة ان تلتقط عدة كلمات ترصهم فى ورقة الاجابة فيضمنون
لها النجاح ثم جذبت من نفس المخبأ زجاجة قطرة وضعت عدة
حبات منها فى عينيها فالتهبت وتوغل الاحمرار فيهما
خرجت من الكابينة والدموع تغرق وجهها وهى تنتحب قائلة:
-عمى توفى امس
شعرت المراقبة بالانزعاج ورق قلبها لحالها فربتت على ظهرها وهى تسير
الى جوارها قائلة بلهجة حانية:
-البقاء لله00لا تقلقى يا حبيبتى00انا سأهتم بكى
وهناك حيث استقرت فى مكانها 00استغرقت سمر فى نقل الاجابات من امل
تحت انظار المراقبين بل وابتسامتهم واشفاقهم على اكبر مخادعة
××××××××××××××××××××××××××××××××××
تأففت سمر من طول الانتظارخارج الكلية بالحرم الجامعى ونظرت الى ساعتها
مرارا وهى توجه كلماتها الحانقة لامل الساهمة:
-كل هذا باللجنة !! ما هذا الفشل ؟؟
وضيق عينيها فجأة فى توعد عندما لمحت سارة تهبط على سلالم الكلية
متجهة صوبهم وما ان اقتربت منهم حتى قالت سمر بلهفة ممتزجة بالعتاب:
-كل هذا الوقت بالداخل ! ماذا فعلتى
اجابتها سارة بضيق:
-بالطبع لن احصل على امتياز ولن ابلى حتى حسنا كما
ستفعلين انتى
ثم اضافت بتهكم:
-طبعا000الغشاش دوما يكون الاول على صفه
اضافت منة التى انضمت اليهم:
-لكنه يكون الاخير فى العمل يا سارة
اشارت سارة الى سمر قائلة بغير تصديق:
-وهل تحتاج هذه الى عمل !! انها محظوظة على طول الخط 00لقد كدت
التهم اصابعى بالداخل من كثرة التفكير اما عقلى فلا احدثكم عنه فانا نفسى لا ادرى
ما هو العطب الذى اصابه ولو علم احدكم عنه فليخبرنى
ثم تابعت وهى تضحك بسخرية:
-لقد ابتكرت ابتكارا فى الورقة 00الدكتور سيكتشف عالمة جديدة فى علم
النفس عندما يقرأ ورقة اجابتى
شاركتها كلا من منة وسمر ضحكاتها بينما لم تخرج امل عن صمتها
وشرودها الذى صاحبه نظرة حزن عميقة فى عينيها لم ينتبه اليها
ايا من سارة ومنة وسمر التى تساءلت:
-اين نورا ؟؟؟؟
اجابتها منة وهى تتنهد بحسرة:
-انها بدورة المياة تفرغ انفعالاتها ودموعها الحزينة الخائفة ان تذل رجلها
ولا تستطيع النجاح فى هذه المادة فعلى اسانها المرتجف قالت انها خرفت فيها
وضعت سارة يديها على فمها وقالت بلوعة:
-يا الهى !! لن يرحمها اخوها او والدها لو فعلت
قلبت سمر عينيها وهى تهتف بضيق:
-يوما ما ربنا سينتقم منهم اشد انتقام على ما يفعلوه بها
قالت سارة بحكمة:
-ان تحدثنا بصراحة وبعد عن المجاملات ففى هذه النقطة لديهم حق00فهم خائفين على
مصلحتها يا سمر وهذا لا علاقة له بتحكمهم فيها
حدقت فى وجهها للحظة بدهشة ثم قالت وهى تهز رأسها بعنف:
-لا يا حبيبتى00هذا مجرد تحكم دون اى معنى
هل نحن فى المدرسة ؟؟ اننا فى الجامعة والامتحانات ليس لها نموذج اجابة
يلتزم به00هذا يعتمد على مزاج الدكتور 00الورقة التى تعجبه يعطيها درجة
النجاح والتى لا تعجبه يكون صاحبها من حظه الاسود ان يحملها على عاتقه
ويرحب بلقبه الجديد ( ساااااااااااقط)
كادت سمر تتابع حديثها لولا ان حانت منها التفاتة لامل الجامدة
والتى جلست دون حراك ممتقعة الوجه على المقعد الخشبى
فقطعت كلماتها وجلست بجوارها واضعة يدها على كتفها محاولة
تقريبها اليها وتساءلت بقلق:
-امل00ماذا بكى ؟؟ لم تلفظى بحرف واحد 00ماذا هناك ؟؟
التفتتا سارة ومنة الى امل ونظرا الى بعضهن البعض بخجل مشوب
بلوم انفسهن اذ شعرا بتأنيب الضمير لتجاهلهن امل على الرغم من حالتها
هذه فوقفا امامها وامل تهمس بالم:
-اعذرينى انا لست بالمزاج المعتاد
نظرن الى بعضهن البعض بدهشة وتساءلت سارة:
-ماذا بكى يا امل ؟ هل هناك ما يزعجك؟
اومأت برأسها فهتفت منة بجذع:
-ما الامر يا امل؟؟؟
تسربت دمعتان حارتان من عينى امل الحزينتان فسارعت بمسحهما وقالت بخجل
اعتراها لفقدها الزمام وتولى مشاعرها السيطرة على تحكمها بنفسها:
-لقد تقدم لى رجلا يطلبنى للزواج
ظهرت الدهشة على وجوههن وضحكت سمر قائلة بتعجب:
-تقصدين عريسا !! وهل يستدعى الامر البكاء والحزن ؟؟ ان كان شابا
لا يعجبك فلما لا ترفضيه وينتهى الامر
وافقتها منة وهى تقول بثقة:
-نعم يا امل 00لماذا تضخمين الموضوع بلا فائدة 00انتى فتاة جميلة
ومن عائلة طيبة وسيتقدم لكى الكثيرين فلا تحملى هما ازاء
رفض بعضهم
اشارت لهن بيدها ليتوقفا عن استنتاجاتهم ويستمعوا اليها اذ قالت بحنق:
-هل نسجتكم القصة وحلولها دون ان تستمعوا اليها اصلا ؟؟
لفتت جملتها انتباههن فاصغين اليها واضافت هى عندما ايقنت
استمتعههن اليها:
-لقد تقدم لى رجلا فى اوائل الثلاثينات00رجل عربى
لفت انتباهه المصريات فى المسلسلات والافلام التى تعرض على الفضائيات
واعجب بخفة ظلهن وملامحهن الدقيقة ونالت منه الشهوة فاراد زوجة
مصرية له رغم ان له زوجة من بلده وطفلا منها و000
قطعت سارةحديثها بلهجة قاطعة صارمة:
-لا تكملين حديثك00لماذا اصلا تجهدين نفسك فى التفكير فى زواج
كهذا !! الرفض القاطع خيار لا بديل عنه
ارتجفت شفتا امل وهى تقول بتردد:
-لقد دلته والدة سائقه الذى يعمل لديه عنى وارته صورة لى
كانت تحتفظ بها ابنتها المتزوجة ومقيمة بنفس البلد العربى
واعجبه هو ما لاقى فعرض الثمن وعلينا نحن ان نقبل
نظرت اليها سمر بذهول وهى تصيح:
-هل انتى مجنونة!! ما هذه الحماقات التى تتفوهين بها ؟؟
قالت امل بعينان دامعتان وصوت مجروح:
-انه سيقدم عقد عمل فى بلده العربى لاخى مصطفى كما سيقدم
مساعدة مالية لامى وشقيقتاى اسماء واسراء واخى الصغير ياسر
والجميع موافقون عليه لانه فرصة لا تعوض
وضعت منة يديها بسرعة على فم سمر التى احتقن وجهها وانفعلت بشدة
وكادت تصب جم غضبها وحنقها على امل التى تطلعت بصمت الى
منة التى قالت بصرامة بعد ان حثت سمر على التراجع والهدوء بنظرة رجاء من
عينيها:
-وماذا عنكى انتى يا امل ؟؟ هل توافقين على هذا ؟؟
××××××××××××××××××××××××××××××××××××
انشغلت سارة باللعب فى خصلات شعرها الاشقر الطويل وهى تتطلع
الى وسامة ذلك الموظف
الذى بعثته والدتها اليها ليساعدها
فى فهم سير العمل والذى ظل يشرح لها امور العمل التى لم تفقه فيها شيئا
لانشغالها بالاحلام الوردية التى سبحت فيها وغاصت فى اعماقها متخيلة
منزلا زجاجيا تحيطه الاشجار من كل جانب وتتوسط الحديقة التى يطل عليها
بركة مياة عميقة تتلألأ بها مياهها الزرقاء التى سبحت فيها
فتاة جميلة لم تتم عامها الرابع بعد معتمدة على (الكتافات) البلاستيكية
المنفوخة المحيطة بذراعيها البيضاء والتى تساعد فى حملها على الماء
الذى قفز فيه طفلا اشقر وارتفع بعد ثوانى ليعلن عن فوزه برهانه مع والده الوسيم بانه
اصبح كبيرا ويستطيع السباحة بمفرده
تطلعت الطفلة الجميلة بسعادة الى والدتها التى اقتربت منهم بخفة واحتضنت اباها
-زوجها- وهى تهتف بسعادة:
-لطالما تمنيت هذا
مسح زوجها على شعرها الاشقر وهو يهمس قائلا:
-انسة سارة 00هكذا اكون انتهيت00هل هناك نقطة محددة لم تفهميها من شرحى
اعتقد اننى اوضحت كل شىء لكننى مستعد لمزيد من الايضاح
انتزعها بكلماته هذه من حلمها الجميل وعالمها الخيالى فتنحنحت
وطردته-عالمها الخيالى- بقسوة من مخيلتها وحاولت استرجاع كلماته التى
قالها لتجد نفسها تبتسم قائلة بخجل:
-فى الحقيقة انا لم افهم اى شىء
واسرعت تقول عندما لمحت الدهشة والاستنكار بعينيه:
-والخطأ ليس خطؤك00انا التى شردت بعيدا عن شرحك ولم اركز فى كلاامك
سيطر عليه الضيق الذى وضح فى كلماته المتساءلة:
-لماذا شردتى يا انسة سارة؟ انتى تعلمين والدتك 00وقتها من ذهب00ولو علمت انكى
حتى الان لا تفهمين عملك ستكون العواقب وخيمة وليس عليكى يا انستى بل
علىّ انا 00لان امامها سيكون هذا خطأى
شعرت سارة بالحرج الشديد فقالت باسف:
-اعتذر بشدة يا استاذ امير 00لم اقصد ايا من هذا
يمكننا ان نبدأ من جديد واعدك اننى سأركز هذه المرة واستوعب الدرس سريعا
انفلتت ضحكة منه حاول كتمها سريعا بيده فاندهشت سارة وهى تتساءل:
-ما الذى يضحكك؟؟؟
اشار الى مرفقيها اللذان اسندتهما على سطح المكتب وقال وهو يبتسم:
-هذا الوضع الذى اتخذتيه والتصميم والتركيز الذى لاح بعينيكى
يشعرنى بانكى طالبة فى المرحلة الثانوية وانا مدرسك الخصوصى
ما ان قال جملته هذه حتى تخلى عن ابتسامته وعاد لجديته قائلا:
-على اى حال00سنبدأ من جديد لكن ارجوكى ابعدى ما تفكرين فيه
عن ذهنك حاليا وركزى معى حتى نستطيع الوصول لنتائج مضمونة وسريعة
اجابت بلهفة وسرعة:
-انا معك بكل جوارحى
شعر بالحيرة من اجابتها وعما تقصده الا انه تجاهل هذا وتذكر
صرامة والدتها فقال بصوت حازم:
-حسنا استمعى الىّ جيدا
استمعت اليه هذه المرة باذن صاغية وعينان منتبهتان
************************************************
يــــــــــتـــــــــــــــــبـــــــــــــــــــــــع
|