كاتب الموضوع :
jen
المنتدى :
الارشيف
الفصل الثالث ******************
فى حفل عريض امتلأ بالمدعوين ، التف الاقارب والاصدقاء حول سارة التى
تألقت فى ثوب حريرى انساب بخفة ونعومة على جسدها النحيل ، واظهر لونه
القرمزى بشرتها الفاتحة التى احاط بها شعرها الذهبى الحريرى المنسدل برقة
على وجنتيها واللتان اتسعتا مع ابتسامة الخجل والسعادة التى لاحت على وجهها
لاحاطة المدعوين بها حول كعكة -عيد ميلادها- ذات الادوار الثلاثة التى
غرقت فى الكريمة وزينتها حبات الفراولة الحمراء اللذيذة التى التقطت سارة احداها
ووضعتها فى فمها الوردى ومضغطتها بتلذذ قائلة باستمتاع:
-هذا اجمل يوم فى حياتى
انطلقت ترانيم وموسيقى الاغنية الشهيرة لأعياد الميلاد من افواه الجميع
خصوصا والديها اللذان احاطوا بها اذ وضع اباها يده على كتفها الضعيف
مبتسما لها فى حين عانقتها والدتها بحرارة وهى تقول بحنان:
-كل سنة وانتى طيبة يا ملاكى0000
استيقظت بغتة على رنين المنبه المرتفع فانتفضت من على فراشها
واجفلت للحظة من المفاجأة ، ثم تثائبت بضيق وهى تمد يدها
لتقطع انفاس ذلك المنبه المزعج الذى قطع حلمها الجميل
والذى قد تدفع عمرها من اجل ان تراه حقيقة امام عينيها السوداوان
اعتدلت فى جلستها على الفراش الوثير ، ووضعت قدميها الطويلتان
فى خفها ذا اللون السماوى الذى يناسب منامتها التى امتلأت بالرسوم
الكارتونية ، اتجهت ناحية الباب وجذبت مقبضه ليفتح على مصراعيه
هبطت على الدرج الداخلى للفيلا فوجدت اباها يرشف رشفات سريعة متلاحقة
من كوب الشاى فاسرعت نحوه بلهفة هاتفة:
-ابى ابى00جيد اننى استطعت اللحاق بك
جذب حقيبته الجلدية السوداء واسرع تجاه باب الفيلا وهو يقول بلهجة متعجلة:
-صباح الخير يا سارة يا حبيبتى00القاكى لاحقا
تشبثت فى سترته الرمادية بلهفة لانها تعلم ان هذا اللاحق لا يأتى وقالت برجاء:
-ابى00انتظر قليلا00ارجوك
نظر فى ساعة يده قائلا بضيق:
-سارة ارجوكى انتى ، لدى عمل عاجل انتى تؤخرينى عنه
تجهم وجهها وكساه الحزن وهى تفلت قبضتها عن سترته وتغمغم بالم:
-حسنا يا ابى 00يستحسن ان تلحق بعملك
لاح الرضا على وجه وهو يستعد للمغادرة فى حين قالت سارة بالم:
-اردت فقط ان اذكرك ان اليوم عيد ميلادى وهو امر طبعا لم تكن
لتتذكره وحدك
قال كاذبا:
-كيف يا حبيبتى ؟؟ انه يومك المميز00ستتمين 19 سنة00اليس كذلك ؟
حدقت فى وجهه بدهشة وهى تقول باستنكار:
-انا فى الليسانس يا ابى00لقد اتممت اليوم 21 عاما
ضحك محاولا اخفاء خجله لكنه لم يستطع التعامل مع الموقف اذ
قال جملة وضعته فى مأزق اكبر :
-ذكرينى يا سارة يا حبيبتى فى اى كلية انتى ؟
شعرت بالضيق يحيطها من كل جانب محاولا افتراسها فتساءلت
بحدة:
-كليتان فقط يحملان خريجيها شهادة الليسانس00الاداب والحقوق
فى اى كلية ترى انا فيها يا ابى ؟؟
ابتسم وهو يربت على كتفها قائلا بود متعجل:
-باذن الله ستصبحين محامية شاطرة
تلألأت دموع الحزن فى عينيها المستنكرتين وهى تقول بعصبية:
-انا فى كلية الاداب يا ابى
جذب والدها عدة اوراق نقدية من جيب سترته دسها فى يدها
وطبع على جبينها قبلة باردة لم تشعر بحرارتها المفترضة وقال وهو
يبتعد عنها:
-كل سنة وانتى طيبة يا سارة لكن يجب ان انصرف الان، معكى هذا المبلغ
ابتاعى الهدية التى ترغبين بها ولو لم يكفى اسحبى من البطاقة الائتمانية خاصتك وانا
طبعا سأتكفل بالمبلغ 00الى اللقاء يا حبيبتى
تابعته بابصارها المستنكرة وقلبها الجريح المهزوم فى معركة اعتقدت
فيها النصر ، اخفضت عينيها تتطلع الى الورقات النقدية العديدة من فئة المئتان
جنيه وغمغت بالم:
-لقد اردت شيئا اغلى من هذا ، اردت حنانك وحبك واهتمامك ، اردت ان اشعر بابوتك
ولو ليوم واحد
انتزعها من خواطرها المؤلمة وقع خطوات والدتها التى تقترب منها فى سرعة
فالتفتت خلفها ليطالعها وجه والدتها الجامد
كادت الا تتفوه بحرف وتتناسى الامر كما تناست غيره من قبل لكن الحلم الجميل
الذى راودها وهى نائمة لم يتركها وساورتها رغبة جامحة فى تحقيقه فقالت بلهفة:
-امى00اليوم عيد ميلادى 00لقد اتممت 21 سنة 00ما رأيك ان نقيم حفلة بهذه
المناسبة 00فليس كل يوم سأبلغ سن الرشد
نظرت لها احلام باستهزاء قائلة بتهكم:
-الا تشعرين بالغباء لقولك هذا ؟ تريدين اقامة حفلة عيد ميلاد فى سنك هذا !!
دعكى من هذه الافكار الطفولية السخيفة وانتبهى لسنك فكما تقولين اتممتى
سن الرشد وهذا سبب ادعى ان يجعلك تنتبهى لعملك ودراستك وتطردى افكارك
البلهاء هذه
ثم اضافت بضيق وهى تزيحها عن طريقها:
-متى ستكبرين وتعقلين؟ ابتعدى عن طريقى 00لدى اعمال عديدة
ثم تراجعت عن تقدمها فجأة وهى تقول بصوت حازم:
-واسرعى بتغيير ملابسك وتعالى الى مجموعة الشركات00لدينا
اعمال كثيرة يجب علينا تنفيذها00هيا تحركى
اسرعت سارا تلتهم درجات الدرج التهاما محاولة كتم دموعها بصعوبة
الا انها لم تستطع منع تشنجها الذى سيطر عليها لانهيار احلامها
واطباق الفراغ والالم على انفاسها المرتجفة
××××××××××××××××××××××××××××
صعدت منة درجات الدرج القليلة المؤدية الى مدخل البناية التى تقطن بها
وقد بدا الارهاق على وجهها واضحا للعيان، اذ قضت يوما متعبا طويلا فى الكلية تنقلت
فيه بين مكاتب التصوير ومكتبة الكلية وجلسات التصفح مع صديقاتها حتى يتوصلن
الى ملخصات يذاكرن منها بعد مقاطعة اجمعن عليها طوال السنة ومذاكرة شديدة اتفقن
عليها ايام الامتحانات التى ستعقب العيد مباشرة
اتجهت فى سرعة الى مصعد البناية لتفاجىء باللافتة المزعجة التى علقت على بابه
والتى تشير بوضوح محبط الى ان المصعد معطل
خفق قلبها فى رعب بل الاحرى انه سقط فى رجليها وهى تتصور نفسها
تصعد عشرة ادوار لتصل الى شقتها
زفرت فى ضيق شديد وهى تتمتم:
-يا له من مأزق !!
لكن لاح التصميم على وجهها وقد اتخذت قرار بالذهاب لحارس الامن
السخيف ليرى حلا لها فى هذا المأزق وخلال استدارتها لتنفيذ ما عزمت عليه
اصطدمت بشاب طويل عريض المنكبين
فوقعت الاوراق والكشاكيل التى
كانت تحملها بين يديها التى اغرقها العرق
تأوهت فى الم لعنف الاصطدام وحانت منها التفاتة سريعة لم تدم لثوان
قليلة لوجه الشاب الذى اصطدمت به لترى عيناه محملتان بالاسف والندم الذى تقطرا
مع كلماته الى تدفعتها لاعادة النظر نحوه :
-لا اعرف كيف اعبر لكى عن اسفى ؟؟
غمغمت منة وهى تنحنى لجمع الاوراق التى وقعت من بين يديها:
-لا عليك
لكنه حال بينها وبين انحنائها وانحنى هو لجمع الاوراق ووضعها
اخيرا بين يديها العارقتان- التى حاولت ان تجففها فى ملابسها اثناء استغراقه
فى جمع الاوراق- وهو يكرر اسفه:
-انا حقا اسف
اجابته برقة:
-خير000لم يحدث شىء
اومأ برأسه فى راحة عندما اطمئن لتقبلها اعتذاره واتجه للمصعد
الا انه فوجىء باللافتة المدمرة للاعصاب فصاح بحنق:
-لااااا
التفتت الى انزعاجه وتساءلت:
-فى اى دور تقطن ؟؟
اجابها ووجهه غارقا فى الضيق:
-الدور العاشر
لاح الاهتمام على وجهها وهى تتساءل:
-حقا !! لم ارك من قبل00انا ايضا اقطن بالدور العاشر
هز كتفيه قائلا:
-لقد نقلنا مؤخرا
ثم اضاف بحنق:
-لكن يبدو ان انتقالنا لم يكن بمحله
ابتسمت وهى تقول:
-لا تقلق 00عطل المصعد نادر
ثم اضافت وهى تتلفت حولها:
لكننى للاسف لا ارى حارس الامن لاوبخه او ليرى لنا حلا
-اذن ما الحل ؟؟
اشارت الى الدرج وهى تقول بضيق ممتزج بالمزاح:
-يبدو اننا سنقوم ببعض التمارين ونصعد عشرة ادوار
هز كتفيه فى حيرة وهو يبتسم من سخرية القدر قائلا:
- سبحان الله !! قد يكون هذا هو التمرين الذى يحتاجه جسدى
اذ لم اذهب اليوم لصالة التمارين لانشغالى بالعمل
هزت رأسها وقد فهمت لماذا يبدو جسده رياضى لهذا الحد فى حين اضاف
هو مبتسما فى وجهها:
-بالمناسبة00انا سامح يوسف00صحفى بجريدة الحياة
قطبت حاجبيها محاولة تذكر اسم الجريدة الا انه ضحك وهو
يجاورها فى صعود الدرج قائلا:
-لا تجهدى نفسك00انها جريدة صغيرة جديدة00لا اظن انها وقعت
فى يدك من قبل
ابتسمت وقالت بمجاملة:
-ثق اننى سأحرص على قراءتها منذ هذه اللحظة
نظر اليها بامتنان وقال متسائلا:
-الم يحن الوقت لتعرفين عن نفسك ؟؟
تورد وجهها فى حرج هو ام خجل 00لا تدرى بالتحديد
لكن ما تعرفه ان هذا الشاب جعلها تخرج قليلا من حالة الضيق
الذى سيطر عليها والذى ستعانيه بمنزلها بوجود الملكة ندى
وقالت فى النهاية وهى تبتسم:
-اه00لقد نسيت00انا منة طالبة فى ليسانس اداب قسم علم نفس
احنى رأسه باحترام وهو يقول بابتسامة عريضة اسعدتها:
-اتمنى ان يكون تعارفنا هذا بداية جديدة فى هذا الحى الجديد
اومأت برأسها وهى تتمتم بكلمات غير مفهومة
××××××××××××××××××××××××××××××
شعرت امل بالام رهيبة فى ظهرها ورقبتها واصابعها من طول جلستها
امام ماكينة الحياكة وانحناءها المستمر عليها خصوصا بعد هذا اليوم
المجهد فى الكلية والذى عانت فيه محاولة ان تشرح المواد التى يدرسونها لصديقاتها
اللائى يؤجلن الاستذكار كالعادة لقبيل الامتحانات بفترة قصيرة جدااا، حاولت فى البداية
تجاهل هذه الالام التى سيطرت عليها
الا انها لم تستطع التحمل فقامت على عجل من مكانها امام الماكينة
واتجهت الى والدتها تسألها بصوت ملؤه الالم والارهاق الشديد:
-امى00ابعثى بمصطفى للصيدلية يحضر لى اى مسكن00الالام رهيبة
لا استطيع تحملها
اسندتها امها الى غرفتها حتى ارقدتها على الفراش وهى تقول باشفاق:
-حسنا يا ابنتى00استريحى انتى يا امل وانا سأبعث بياسر للصيدلية
لاحضار المسكن لان مصطفى ليس هنا ، انه يلعب مباراة كرة قدم
مع اصدقاؤه فى الساحة خلف منزلنا
ثم مصمصت بشفتيها وهى تقول بحسرة:
-انه عاطل ليس وراءه عمل00يفرغ عن همه قليلا فى اللعب
جزت امل على اسنانها من شدة الالم وهى تقول بتوسل:
-امى00ارجوكى 00اجعليه يسرع 00الالام لا تطاق
هتفت والدتها بجذع وهى تخرج من الغرفة:
-حسنا يا امل حسنا00انتى ترهقين نفسك كثيرا يا ابنتى
استريحى انتى وسأذهب على الفور بابلاغ ياسر
التقطت امل الوسادة وغرزت فيها اسنانها00 محاولة ساذجة لتخفيف
الالم او حتى لا تفقد زمام الامور وتصرخ عاليا
بعد وقت قصير دلفت الام الى الغرفة حاملة كوبا كبيرا من الماء وقرص
اصفر صغير تناولته امل بلهفة وجرعت خلفه نصف كوب الماء ثم ناولته
لوالدتها وهى تعاود التمدد على الفراش
لكن راحتها لم تدم اذ سمعت طرقات على باب المنزل اتجهت على اثرها والدتها لتفتح
الباب ، سمعت بعدها امل ضحكات نسائية واصوات ترحيب فعم التساؤل
وجهها لكن بدده عودة امها قائلة:
-هذه الحاجة ابتسام يا امل ومعها قماش بكمية كبيرة00من الواضح انها تريد
منكى ان تحيكيه لها لانها طلبت رؤيتك لكننى سأرفض طلبها لانكى
متعبة بشدة يا حبيبتى وتحتاجين الى الراحة ويكفى الطلبيات
التى نعمل عليها الان والتى تحتاج لمجهود جبار لتنهيها قبل ان يداهمنا
العيد بعد غد
تحاملت امل على نفسها مدركة ان هذا العمل امر مرغوب فيه لانه
يساهم الى حد كبير جدا ان لم يكن بشكل اساسى فى معيشتهم بجانب
معاش ابيها الهزيل الذى يتقاضوه بعد وفاته لذا فقد غادرت
فراشها وهى تقول بصوت متألم:
-لا يا امى00انا سأكون بخير وسأخرج لها الان لاعرف ماذا ترغب
تحديدا
حاولت الام اعادتها للفراش بقولها:
-لا يا امل انتى متعبة يا ابنتى
ادركت امل من لهجة والدتها المتخاذلة انها ترى مثلها ان هذه فرصة لا تعوض
لذا فقد قالت وهى فى طريقها للصالة:
-لا تقلقى يا امى00ساكون بخير لكن هذا رزق لا يجب ان
نغلق الباب بوجهه
رسمت ابتسامة متهالكة على وجهها وهى تصافح الحاجة ابتسام قائلة:
-خطوة عزيزة يا حاجة ابتسام00انا تحت امرك
ثم القت نظرة على اكياس القماش العديدة مضيفة بدهشة:
-ما شاء الله !! كل هذا تريدين حياكته !! لكن هذا سيستغرق وقتا طويلا جدا
فلن تحصلى عليه قبل العيد لو فكرتى فى هذا
ضحكت ابتسام وهى تقول بخبث:
-لا يا ست العرائس00هذا القماش ليس لى00انه هدية لكى
رفعت اما حاجبها باندهاش وهى تقول باستغراب:
-هدية لى انا !! مممن ؟؟
-من سيد الناس00من عريسك يا حبيبتى
تبادلتا امل ووالدتها النظر الى بعضهن بدهشة ووالدتها تتساءل:
-اى عريس يا حاجة؟ ما الذى تتحدثين عنه ؟؟
×××××××××××××××××××××××××××××××××
اسندت نورا رأسها على زجاج السيارة التى انطلقت بعائلتها من البلد
الريفية -التى قاموا فيها بذبح العجل وقضاء اليوم بين اقربائهم-
عودة الى المنزل واستغرقت فى التفكير عن كيفية قضاء صديقاتها للعيد الان
وقد رجحت ان سمر كالعادة مع اصدقائها باحدى الاماكن العامة
ومنة وسارة فيخططان للخروج معا ربما لارتياد احدى الكافيهات او دخول السينما
وامل فستبقى بالتأكيد فى منزلها وكأن العيد ليس عيد فهم لا يضحوا
لقلة الحيلة وربما تكون الان مستغرقة فى الحياكة
زفرت وهى تتمتم باشفاق:
-كان الله فى عونك يا امل
ومع نهاية جملتها وصلت السيارة للحى الذى يقطنون به وتوقفت
امام المنزل فترجلت نورا ووالدتها وصعدن درج المنزل تاركين اباها
وكريم ليقوما بجولة على الجيران لتهنئتهم بالعيد
وما ان دلفت نورا ووالدتها الشقة حتى توجهتا على الفور الى المطبخ وهناك
استغرقتا الاثنتان فى تقطيع لحم العجل الذى اضحوا به وتقسيمهفى اكياس
بلاستيكية تمهيدا لتنظيمه وتوزيعه على المساكين والاقارب والاصدقاء
لكن قاطع استغراقهم رنين الهاتف فاتجهت نورا اليه وتناولت سماعته
فى سرعة قائلة:
-الو
اشرق وجهها وتهللت اساريرها عندما انثاب عير الاثير صوت
منة المحبب فقالت فى سعادة:
-وانتى بخير يا منة 00كيف حالك يا حبيبتى ؟
حقا 00سارة!! ابلغيها تحياتى
ثم مطت شفتيها وهى تقول بحسرة بصوت خافت:
-نعم كنت اتمنى ان يكون لى هاتف محمول خاص بى لاتلقى رسائلكم
لكن انتى تعلمين هذا من المحظورات00يكفى انهم يسمحون
لى بمحادثتكم على الهاتف الارضى
انصتت قليلا الى منة ثم قالت بخيبة امل :
-اقتراح كل عام يا منة00الا تيأسين ابدا ؟؟ انتى تعلمين
انه غير مسموح ان اخرج مع صديقاتى او ادخل السينما
كما اننى مشغولة جدا مع والدتى000انا اسفة يا منة
ابلغى سارة باعتذارى00صدقينى كنت اود ان اكون معكن لكن ليس بيدى00انتى تعلمين
وختمت المحادثة بقولها:
-عيد سعيد يا حبيبتى
ثم اغلقت الخط بحسرة وفى طريقها الى المطبخ فتح باب الشقة وظهر من
خلفه والدها واخيها كريم الذى لمحت الشرار فى عينه
ارادت استكمال طريقها الا انه استوقفها بصيحة هادرة:
-انتظرى هنا يا نورا هانم
تسمرت فى مكانها والدهشة تملأ محياها والتساؤل يملأ عينيها المتطلعتان
الى كريم الذى اقترب منها قائل بغضب شديدا:
-ما هذا الذى فعلتيه فى البلد اليوم ؟؟
اجابت باستغراب اشد:
-البلد !! ماذا تقصد ؟ ما الذى فعلته ؟
انطلق رذاذ فمه يغرق وجهها واحمر وجهها وهو يهتف بغضب مستمر:
-لا تستفزينى ببراءتك المصطنعة هذه000انتى تعلمين جيدا ما فعلتيه
ازدادت حيرتها واجابت بصدق:
-صدقنى لا اعرف ما الذى تتحدث عنه يا كريم
امسك ذراعيها بقوة فتأوهت بالم لكنه لم يتركها وقال بحدة:
-ضحكك ودلعك فى الحديث مع ابن عمك احمد00ماذا تسمين هذا ؟
الم احذرك من هذا الف مرة قبل؟الا تتعلمين ابدا ؟؟
دمعت عيناها من الم ذراعها الذى اشتدت قبضته حوله والم نفسها المنكسرة
والمظلومة بتهمة لم تقترفها فهتفت مدافعة عن نفسها:
-والله العظيم كنت اتحدث معه بطريقة عادية جدا ولم افعل ايا مما قلته
التمعت عيناه بغضب وهو يهتف:
-بطرقة عادية !! ان كان هذا هو العادى فما المحذور؟؟
ام هل تعتقدينى ابلها !!
ثم رفع صوته وهو يقول مهددا:
-اسمعى جيدا00كلام مرة اخرى مع اى رجل غيرى او غير اباكى ممننوع
اتفهمين
لم تستطع تمالك نفسها وكتم مشاعرها فاخرجت جزءا منها على هيئة
هتاف حانق :
-لماذا؟ لماذا؟ انا لم افعل شيئا خاطئا واحمد اخى
شدد كريم على كلماته وهو بقول بتحذير شديد اللهجة:
لا ياحبيبتى 00احمد ابن عمك وليس اخاكى00انتى لكى اخ واحد فقط
الا وهو انا 00ومن الان فصاعدا ان لم تحاسبى على تصرفاتك
فلن تجدين من يردعك سواى
خرجت الام من المطبخ على صوت تشاجرههم العالى واتجهت نحو
نورا التى تصورت انها ستجد معها الدفاع والحماية الا انها خذلتها وفاجأتها
بقولها:
-اسمعى كلام اخيكى يا نورا00كريم على حق00انتى لم تعودى صغيرة ويجب
ان تحاسبى على تصرفاتك ومظهرك ومظهرنا امام الناس
صاحت نورا بغل:
-حتى انتى يا امى تقفين فى صفه !! احمد اخى 00انا لم افعل شيئا خاطئا
-انا لست بصفك او صفه انا مع الحق والصح
كادت تدفع سيلا من الكلمات المدافعة الا ان صيحة هادرة اندفعت
من والدها لتخرسها وتقتل كلماتها قبل ان تولد اذ اتجه نحوها
قائلا بغضب:
-بنت يا نورا00منذ متى تناقشين نصائحنا 00اسمعى كلام اخيكى
هذا هو الصواب 00ولا تجعلينى ان اتدخل حتى لا ينالك ما لا ترغبينه
كانت نورا فى طريقها لغرفتها لتفرغ فيها انفعالاتها ودموعها المقهورة
الا ان والدها استوقفها قائلا بضيق:
-الى اين تذهبين؟؟ ساعدى والدتك فى المطبخ
اتجهت مقهورة الى المطبخ وهى تلمح نظرات الاستهزاء والتشفى فى
عينى كريم الزرقاوان وحينها لم تتمالك نفسها
وسالت دموعها على خدها
××××××××××××××××××××××××××××××××
هزت سمر قدميها بتوتر وهى تتطلع الى ذلك الشاب الوسيم الذى
تهافتت عليه الفتيات وتجادلن من فيهن تربح شرف
الرقص معه على مسرح(صالة) الديسكو
نظرت اليهن باستهزاء وهى تلتفت الى حازم الجالس بجوارها
وقالت بحيرة:
-ما هذا الذى يفعلنه هؤلاء الفتيات؟؟ لماذا يتهافتن عليه بهذا الشكل؟
من يكون هذا ليفعلن هذا؟
ضحك حازم للغيرة الواضحة فى صوتها وقال:
-هذا باسم الدفراوى00شاب شيك ووسيم وروش والاهم انه من
اغنى اغنياء مصر00انه ابن الملياردير فتحى الدفراوى
الم تسمعى عنه
كانت فى نفسها تعلم قدر ملياردير بحجم فتحى الدفراوى الا انها استاءت
ان ابنه يستغل هذا ويأخذ منها الاضواء خصوصا ليلة العيد
لذا فهزت كتفيها وهى تضحك باستهزاء قائلة:
-ولو ! لماذا يفعلن هذا وكأنه ملك متوج ؟
ادار يده بجانب اذنه تعبيرا عن الجنون وهو ينظر اليها بحيرة قائلا بتعجب:
-هل انتى مجنونة!! الم تسمعى ما قلته ؟؟ اقول لكى انه ابن ملياردير وشاب
يحيا الحياة بطولها وعرضها ويلعب بالمال لعب واحبابه ينالهم نصيبا كبيرا من هذا المال
كيف اذن لا تريدين ان تفعل الفتيات اكثر من هذا ؟؟
لوحت بكفها بلا مبالاة وهى تقول بضيق:
-لا اهتم بهذا ولا يفرق معى فى شىء00غنى على نفسه
تساءل بحيرة ودهشة بلا حدود:
-وهل قال لكى احد انه يعيش الدور عليكى؟ انه فى حاله وانتى فى حالك
ما شأنك انتى به ؟؟ لماذا تضعينه ببالك ؟
تمكنت العصبية من سمر وهى تهتف فى حدة:
-اصمت يا حازم اصمت00انت لا تفهم شيئا
وضع كفيه فى خصره وهو يضحك قائلا:
-اذا افهمينى انتى حتى استطيع ان اجاريكى فى الحديث
اشارت سمر الى باسم وهى تقول بضيق:
- هذا الشاب لا يعرف حدوده00يتصرف وكأنه مالك هذا المكان
ويسيطر على (صالة الرقص)المسرح تماما
ثم قامت من مجلسها فجأة وهى تجذب يد حازم:
-انا اريد الرقص الان
تعجب من انفعالها الا انه يعرف كم هى مجنونة لذا ففضل ان يريحها
وقام معها واتجها معا لمسرح الديسكو (صالة الديسكو) لكنه
لاحظ انها لا تريد الرقص بقدر لفت نظر باسم اليها بحركاتها
ورقصها وضحكاتها المرتفعة
تجاهل هذا لانه يعرف كم ان سمر تحب ان تكون المسيطرة على
المكان الذى تتواجد فيه وان تلتفت كل الانظار اليها وضايقها ان يؤخذ
منها هذا الشىء الذى تتفوق فيه لذا فقد فهم عدائها لباسم
الذى لفت نظره بالفعل سمر فنظر اليها مبتسما منتظرا
ان تتقدم نحوه بلهفة كغيرها من الفتيات الا انه
فوجيء بنظرة الاستهتار والاستهزاء التى وجهتها له
فظهر الغضب على وجهه وجز على اسنانه بضيق
وفجأه لاحظ الجميع المباراة الحامية بين سمر وباسم فى الرقص
وكلا منهم يريد ان يثبت للثانى تفوقه ووضعه بين الاخرين
شعر حازم بالتعب فقال بصوت مجهد جاذبا يد سمر ليعودا لمكانهما:
- هيا يا سمر 00 لقد تعبت دعينا نعود لمكاننا
جذبت يدها من يده بحدة وقالت بصوت مرتفع ارادت ان يصل
الى باسم:
- اذهب انت ايها الضعيف00 انا لم اتعب مطلقا وسأستمر
ابتسم باسم بسخرية وهو يرى غيرتها الواضحة فى عينيها
فأخرج من جيب سترته الجلدية نقودا كثيرا لوح بها امام عينيها
ثم القاها على ارض المسرح لتعدو نحوها فتيات كثيرة ويرقصن حوله
شعر بالاستمتاع من الضيق الذى ارتسم على وجهه سمر
وتابع تحركها نحو شاب الدي جى اذا امرته وضع اسطوانة معينة
تساءل معها باسم فى اعماقه عما تحتوى وفوجىء بالموسيقى
الشرقية تعم المكان وبسمر تحتل المسرح وترقص على انغامها
بمنتهى البراعة مبتسمة فى وجهه بتشفى ومغمغمة :
- يا انا يا انت
×××××××××××××××××××××
(يتبع)
التعديل الأخير تم بواسطة jen ; 28-09-08 الساعة 09:03 AM
|