المنتدى :
القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
أربع قبلات من ذهب
القدر..
هل هو مكتوب سلفا أم أننا نتلاعب بمصائرنا بأيدينا..
أم أن خيبة الأمل فاقت كل الحدود وتجاوزت التوقعات..من الضروري مراجعة أوراق الماضي مهما ذبلت فلاحاضر بلاماضي.ولامستقبل بلامواجهة أو تحدي..والمقاومة هي السبيل للاستمرار أما الملل فلاوجود له بين طيات الحياة مهما كانت روتينية..لم نخلق لنهزم ولست أول جميلة أو قبيحة تتصارع للنجاح أو للابتعاد عن الاخفاق..الحياة واحدة نعيشها ونكد لعيشها بمساوئها وحسناتها..منتدى ليلاس الثقافي
الطفولة التي ضمت رؤية واخوتها ليست مختلفة كثيرا عن غيرها،أما مراهقتها فلم تجلب السعادة التي توقعتها,كانت برعم لم يتفتح بعد ولم تشرق شمس الحياة على ورقات زهرته الخجولة,وفجرت مكبوتاتها الطبيعية في هوايتها المفضلة،وانشعلت في رسم اللوحات التي أضهرت مدى تفوقها على بنات جنسها،وتوقع العديد مستقبلا زاهرا للفتاة,تقع في غرام الصباغة بكل ألوانها الزاهية،وتقع بشكل أكبر وأفضع في غرام شاب لا يشبه غيره بشيىء,كل ما تتعلق به ناذر ..فالاشكال المبهمة التي تعبر عنها بشكل غير مفهوم للكل على اللوحة وتنال الاعجاب,والشاب الذي تركت قلبها يتعلق به مستحيل أن يلتفت اليها.لكنه التفت..التفت ذات مرة وترك نفسه ينذهل أمام البرعم الذي تفتحت زهرته وأصبحت يافعة,أروع السنوات
..مراهقة رؤية ..حتى النضوج..كان رفيق دربها..ربما وجدت فيه الانسان الذي لم تجده في عائلتها..وكان أول من رافق مسيرتها الفنية حتى أصبح اسمها معروف بين أسماء مشاهير الرسامين الشباب..كانت جريئة في التعبير عن نفسها..وتجاوزت حدود التوقعات مما أثار انتباه الصحافة.وفي الثالثة والعشرين تمكنت من ربح ثروة صغيرة وراء لوحاتها ..لكن حبيب الروح لقى من الاهمال ما جعله يشعر بالعجز أمام نجاحها.وقرر أن يثبت نفسه أمامها كرجل قوي وقادر على طلب يدها من أهلها.استحلفته رؤية بالحب الذي يجمعهما بعدما أعلن عن رغبته بالهجران الى بلد بعيد,انهار العالم من حولها,اذا حققت أحلامها الطفولية وأصبحت من النجاح عما هي عليه فهذا بفضله لاغيره.بفضل تواجده الدائم بفضل استراتيجيته وذكائه...بل بفضل تسامحه واستغلالها لنقضة ضعفه التي كانت هي..أصبحت تعني الكثير له ولم تتسائل يوما ان كان يحتاج للشيىء نفسه من التضحية..سوف يرحل ويحطم كل أمالها..ورحل..اتصل ذات يوم ليعلن عن وصوله للأرض البعيدة..وتركها تتخبط في المرارة والجفاء..رؤية تثير اهتمام أي رجل..وتجني من الارباح ما لايجنيه غيرها من الفتيات بسنها..تمر سنة من الفراق حيث لعبت بها وساويس شقيقاتها..وجعلنها تعتقد بأن حب المراهقة..قلما يستمر..أين أنت حبيبي..وماذا عساي أفعل أمام اصرار الكل باستقراري؟وترويضي ذهنيا على فكرة فراقك؟.عد فقط ..لا أريد ثروة أو مال..بامكاننا العيش على نفقتي الى أن تجد عملا في المدينة نفسها..بالطبع لم يعد..الرجل الحقيقي لايقبل العيش على نفقة امرأة مهما أحبها ويحبها..ورؤية رمت بنفسها بين أحضان المجهول متناسية تحذيرات قلبها وناقوس الخطر الذي يطن معلنا عن معاناة طويلة متوقعة.تزوجت..شاب يطفح جمالا وقوة..شاب لايمث لسالفها بصلة.متحضر ميسور يعشق الأرض تحتها..أحبته..وانسجمت مع طبيعته الحلوة وعشقت نظراته الزرقاء الهادئة..لكن نار الماضي تعود وذكرى حبها الضائع تضرم السنة من النار تلهب قلبها وتفجر معاناتها..انها تشتاق اليه..تدرك بأن معاناته أكثر منها..فهو ما فعله لاجلها..وهي طعنته بقسوة من الخلف,ربما كان عليها الانتطار أكثر..ربما كان يجب عليها الثريت..أو هل كان القدر؟؟ كل ذلك الحب الجنوني الكبير اختفى..لم يختفي كليا..الذنب العضيم الذي تشعره حيال زوجها كلما عادت بها الذاكرة الى الوراء..والذنب ازاء طفلتها الجميلة أية..يجب أن أتغير..قررت بقلب يملأه الشك..يجب أن أنساه..
نسيته تقريبا..
لثلات سنوات قبل أن تلتقيه صدفة في أحد شوارع المدينة وطفلتها بين يديها..
مازال كما هو ساحر لحد الفتنة لكنه لم يعد اليها..كانت تتأبط ذراعه اسبانية شابة تملأها الحياة..لم تدرك هل تتابع سيرها أم ترمي بنفسها بين ذراعيه وتملىء جاكيتته الصوفيه بدموعها..تخبره كم هي أسفة..وكم تتمنى لو يعود الزمن الى الوراء.
-طفلة رائعة,لاتملك عينيك فعيونها زرقاء- كان السباق بالكلام.الابتسامة الشاحبة في زاوية شفتيه عبرت عن مدى ارتباكه.واستطاعت قرائة تعابير عينيه الجميلتين الحزينة بالرغم من محاولته تأكيد العكس.
مازالت تحبه بنفس القوة ونفس الشغف..مازالت كلماته تغرقها في نفس البحر اللامنتهي حتى وان لم تحمل أي غزل أو حب..
لقد انتهى..بدى صارما وهو يطبع أربع قبلات على وجه الصغيرة..قبلات لامستها بأناملها مرات ومرات ..قبلات ذهبية تذكرها بلقاءها الاخير منذ أشهر به..لم يعد هناك من أمل..لقد فقدته باستعجالها وتهورها..وانتهى الى غير رجعة.
لن يعود الزمن الى الوراء..
ولن تعود السنوات الضائعة للحياة من جديد.
انتهىىىىىىىىىىىىىى
التعديل الأخير تم بواسطة **أميرة الحب** ; 08-09-08 الساعة 05:48 PM
|