المنتدى :
القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
لقاء السراب
~¤ô¦¦لقآآء السرآآب¦¦ô¤~
مازالت تتكوم في ذلك الركن المعتم , تسمع من بعيد نحيبها المتقطع , وبكائها المكتوم وحجرشة صوتها المنبوح .
ترى في نظراتها الضائعة وجوهاً غير مألوفة وغمائم قد أهلكتها الأمطار السوداء , لا تدري ان كانت من الأموات أم انها بقايا فتاةً تحطمت على صخور الأيام .
أحاول بشدة أن انتشلها من بؤرة الأحزان القابعة فيها منذ واقعتها , أشتقت لصداقتنا اللامتناهية و لضحكتها الرائعة ولعفويتها الطفولية التي كانت تطغى على ملامحها وهي تركض نحوي لتخبرني بآخر أخبارها مع أخيها الساحر. منتدى ليلاس الثقافي
كثيرا ما كنت أغبطها على تلك الرابطة الروحية .. ذلك الحبل المتين الذي أمتد بين قلبيهما هي و"أحلى أخ في العالم " كما كانت تقول ..
لقد كانا كروح في جسدين أتعجب عندما أرى بساطة الحياة معهما , كانا يخلقان من كل شيء تواصل خفي وتفاهم أروع من أن يوصفه بشر , في كل شي وبين كل شيء لغة لا تقاومها النفوس الشفافة ... مع الماء , مع الهواء , الزهر والرياح .. حتى مع الحصى هناك نبض مفعم بالحياة.
أخيها الذي شاركها أبسط الأشياء .. قاسمها الحياة في الظلمات الثلاث , شاركها أصغر الأسرار , علمها معالم دنيا لم تكن تفقه وجوداً لها من قبل ... أجترح من أعماقها كل الآلام.
أتذكر أنه في مثل هذا الوقت من كل هبوب لموسم الحصاد , كانت السعادة تطفح من جنباتها حتى يخيل الي انها أستأثرت بكل ابتسامات الأرض لانه كان موعد قدوم أخيها من جبهته العسكرية التي تبعد عن أرض وقوفنا بعد الأرض عن السماء .
كانت تحمل الورود اليافعة وترنم لحن أنشودتها المفضلة لمسلسل الأطفال " أنا وأخي" وحين تسمع صوت القطار وهو يونبأ بقدومه تركض مسرعة لتخرج .
كنت أسألها ضاحكة من لهفتها الحمقاء : " الى أين أنت ذاهبة؟ " .
فتستدير والبسمة تملؤ وجهها لتنير أرجاء غرفتي وتقول بفرحة بريئة : " ذاهبة للقاء السعادة"
كان هو بالنسبة اليها كل شيء .. عائلتها الوحيدة .. فرحتها المتقدة .. سعادتها .. قاتل أحزانها وكل عالمها .
ولكن ليس بعد الآن .. فلقد أنطفأت شمعة وجوده .. ورحل مخلفاً وراءه حزينةً وحيدة في دنيا الظلام , طفلةً ضائعة في أعماق المحيط .. قطرة ندى حائرة دون صباح آتٍ.
لم نعد نسمع صوت ضحكته المرحة وهو يناديها , لم تعد أصداء قدماه وهو يركض هارباً من غضبها حين تأخره تتردد في أرجاء المكان , لم نعد نشتمٌ رائحة عطره التي كنت أشبهها برائحة صابون الغسيل , لم نعد نشعر بوجوده لا هنا ولا في اي عنوان .
نظرت اليها اتأمل ذبول الحياة في ملامحها , وانطفاء روح الصفاء حولها .
أقتربت منها لأواسي ما تبقى من قلبها المكسور , رفعت وجهها الصغير بيدي المترددة قلت برقة : " صديقتي الغالية , انسيه لتمحي أحزان قلبك ولتمسحي كل الآلام"
مزق صراخ القطار الصمت المميت لم تنظر الي ولكنها قامت راكضة الى الباب المفتوح.
سألتها بتوجس بسؤال طالما ما كان يتردد في موقف أنعكس لصورة غابت خلف الغيوم : " الى أين أنت ذاهبة ؟ "
ألتفتت ودموعها قد لمعت في ظلمة تلك الغرفة ونطقت بصوت مجهول هويته لكل الأصداء لصوت نقل روحاً مقتولة وحزن اعتصر زمناً ليس بالقصير في داخلها ..
قالت باكية :" ذاهبة للقاء السـ السـ سـ سراااااب" ثم غابت في قمع الدموع والآلام .. وفي وهم حوم طيفه الواقعي حولها .
التعديل الأخير تم بواسطة بياض الصبح ; 24-05-11 الساعة 09:22 PM
سبب آخر: تعديل العنوان " الزخرفة مخالفة
|