المنتدى :
القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
لحظات من جحيم
لحظات من جحيم_
كان الهدوء يعم ارجاء المنزل لاتسمع سوى وقع خطواتها بالمطبخ وهي تحاول اعداد طعام الغداء فهذا اول ايام العطلة الصيفية لذا يجب استغلالها بتعلم مايفيدها لكنها تعلم بإنها لن تحضر شيئا أتتصل بوالديها ليحضروا معهم طعاما جاهزا ام تتصل بجدتها لتعلمها شيئا؟
تعجبت كيف يمكن لأخوها حسام ان يظل نائما لحد الآن بهذا الحر وبدون كهرباء؟منتدى ليلاس الثقافي
إنتشلها صوت حسام من دوامة افكارها وهو يناديها من الطابق الاعلى
حسام:: هند... هنودة وينج حبيبتي؟
هند:: اني بالمطبخ ... شتريد؟
حسام:: طالع ويا محمد نص ساعة وارجع.
هند:: شنووو؟ وتعوفني وحدي؟لا طبعا... ممكن بأي لحظة يصير تفتيش او...
حسام:: الله يخليج هنودة حبيبتي انتي... نص ساعة وارجع ...
هند:: اوكي اطلع بس ارجع بسرعة
حسام:: إن شاءالله وهاي بوسة بس لاتكولين لماما...
هند::اوف منك.. يلا بس ارجع بسرعة اخاف لوحدي!
خرج حسام من البيت مسرعا وعادت هند الى عملها تحاول ان تعد شيئا.
بعد عشر دقائق سمعت طرقا عنيفا على الباب واشخاصا يحاولون كسر باب...
ارتعدت هند من الخوف وتجمدت بمكانها وبيدها الموبايل حاولت ان تتصل بأخيها لكن جائها الجواب المعتاد"عذرا رقم الهاتف المطلوب مغلق حاليا" رمت الهاتف واسرعت بتغطية شعرها والخروج من البيت وفي اللحظة ذاتها دخل جنود الاحتلال بالعشرات ومعهم المترجم العراقي المتأمرك(لتأثره بأفكار الغرب)
لم تكن بحاجة لمترجم كان بوسعها التفاهم معهم فهي تدرس آداب انكليزي
لم يكن بوسعها الاستمرار بالتفكير فقد كان احدهم_والذي يبدو انه قائدهم_يخاطبها::can you speak english?(أتتكلمين الانكليزية؟)
هزت هند رأسها بالايجاب.
...::where is the key?(أين المفتاح؟)
اشارت هند بيدها الى باب المطبخ وقالت::in the kitchen....On the table....(في المطبخ.... على الطاولة)
الامريكي:: oh....So ...Come on baby!
(اذا...تعالي ياعزيزتي)
سألها آخر بخبث::are you alone?
(هل انتي لوحدك؟)
سرت قشعريرة في جسمها ولكنها ضبطت نفسها وقالت بثبات:: what do you want?
(ماذا تريدون؟)
صرخ عليها وهو يدفعها بأتجاه المطبخ::the key...
(المفتاح...)
دخلت بسرعة وهي تقاوم دموعها وتحاول ان تبدو رابطة الجأش واخذت مفاتيح جميع الغرف لتعطيهم للأمريكي الذي معها... التفتت لتجده واقفا خلفها تماما صرخت وسقطت المفاتيح على الارض ثم قالت له وهو يناول المفاتيح لزميله:: you scare me'
(انت تخيفني...)
لم يعبأ بها بل اقترب اكثر وهو يقول هامسا:: sweet girl.....Are you married?
(فتاة جميلة....هل انتي متزوجة؟)
جاءها سؤاله كالصاعقة لم تعرف اي الجوابين سينقذها من مخالب الذئب الذي امامها, سالت دموعها وهي تكاد تتوسل إليه::let me go please....
(دعني اذهب...ارجوك)
ادركت هند من نظراته الخبيثة ان لامفر وظل تدعو بداخلها ان ينجيها من هذا المصير وفي لحظة اعتقدت انها تتخيل سمعت صوت الهاتف يرن مماجعل الامريكي يبتعد ويؤشر لها بأن لاتخبر احدا انهم هنا مهما كان الشخص المتصل وإلا فإنها سوف تلاقي مصيرا اسود
امسكت الهاتف بيد ترتجف وحاولت ان تتصنع الهدوء
....:: هنودة حبيبتي هاي وينج ليش ماتردين؟
هند:: اني بخير ماما ماكو شي..
الام:: زين حبيبتي تحتاجين شي..
هند:: اي ماما جيبوا الاكل وياكم لأن ماسويت شي..
الام:: إن شاءالله حياتي...مع السلامة...
اغلقت الهاتف بهدوء غريب وهي تنظر الى الغرباء الذين يقفون امامها ويتهامسون كأنها تنتظر حكما بالاعدام...
قال لها الامريكي وهو يؤشر على الكرسي التي بجانبه:: come on baby sit down!
(تعالي ياعزيزتي....اجلسي)
اجابته بحدة:: no thanks
وبدأ احدهم بطرح عدة اسئلة احست أن لامعنى لها فقد كان يسألها عن كليتها وطبيعة دوامهم ثم انتقل الى الاسئلة الشخصية والعائلية ثم الجيران وهكذا بعد ساعة انتهى التحقيق وخرجوا الواحد بعد الآخر ولم تحس بالامآن إلا بعد ان اغلقت الباب المكسور خلفهم....لتصب نهرا جارفا من الدموع خلفه خوفها منهم والمأساة التي يعيشها ابناء الوطن....تشكي حالها وحال اخوانها العراقيين فإلى أين المفر؟ هل لهم ان يبقوا في ظل إهانة المحتل؟ ام الافضل لهم إهانة الاغتراب عن الوطن؟
ودمتم بخير
محبتكم عراقية
|