هلا يا أعزائي و أشكر كل من أطلت علينا ..
(( gagui & فراولة2008 & safsaf313 & "<انجود>" )) أهنئ حماسكم الناري
والله يعينكم علي .. لين ما أخلصها كامله ..
وردة الياسمين ... شكرا على النصيحة الجميلة و أنا سعيدة بتشريفك لنا ..
ملووكه ... ههههههههههه .. لهذه الدرجة مو صابرة معانا ... ويمكن ما نطول كم يومين وتكون كلها موجوده
فلنبدأ من هنا ... الفصلين الأولين .. في هذه الساعة .. وفي المساء ! يمكن الفجر وقبل الأذان تلقون فصلين ثانين ....................................
1- مطلوب زوجة
أمضى مايك رحلته في سيارة الأجرة من " ماسكوت " إلى شقته في " غليب " متجها صاتا . لم يكن مسرورا أبدا بما آلت إليه رحلته إلى الولايات المتحدة , أو بالعمل الذي تسرع نسبيا في الموافقة عليه .
لكن الأوان فات على تغيير رأيه الآن .
عندما وصل إلى بيته , خلع بذلة العمل التي اشتراها لحضور هذا الاجتماع مع هلسينجر , ثم توجه إلى الحمام . وبعد أن استحم وحلق ولبس سروال جينز وقميصا مقفلا , ثم جلس يجهز لنفسه فطورا لائقا , فالفطور الذي قدم لهم في الطائرة لم يكن كافيا .
تناول مايك الفطور المؤلف من البيض واللحم في الشرفة المغمورة بأشعة الشمس التي تشر على مشهد رائع لمرفأ سيدني .
كانت هذه الشرفة أحد الأسباب التي جعلت مايك يشتري هذه الشقة بالذات , إذا اكتشف أن الماء يريح أعصابه . لم يكن يحب شيئا أكثر من أن يجلس على هذه الشرفة بعد عمل شاق ليرشف كأس من العصير بينما مشهد الماء يريح أعصابه ويهدئها .
منتديات ليلاس
ولكن لا شيء يمكنه أن يهدئ أعصابه ويريح أفكاره في هذه اللحظة .
أكل بسرعة لكي يملأ معدته قبل أن يذهب إلى المدينة لملاقاة أفضل أصدقائه , وه صاحب مصرف وفيما كان مايك يفرغ بقايا طعامه في القمامة , راح يتساءل عن ردة فعل ريتشارد.
وتملكه الشك في أن يؤيده في هذا القرار غير مألوف . قد اعتاد أن يبدو ريتشارد متحفظا , لكنه ليس كذلك على الإطلاق . وكما اعتاد أن يقول , لا يمكن للرجل أن يكون مديرا لمصرف قبل أن يبلغ الأربعين من عمره إذا ما توخى الرقة والحلم . كان لريتشارد ناحية قاسية , لا سيما في مجال الاستثمارات المالية . ورغم ما قد يبدو عليه مشروع مايك من جنون , إلا أنه سيجعل من رجلين ثريين للغاية إذا نجح .
وبعد بخمس دقائق , ارتدى مايك سترته المفضلة المصنوعة من الجلد الأسود ثم خرج متجها إلى ريتشارد.
ماذا تعني بقولك إنك لم تر هلسينجر ؟ ظننت أنك اتخذت الإجراءات اللازمة لذلك قبل أن تغادر سيدني؟
بد ريتشارد مستغربا أكثر منه غاضبا. فأجاب مايك : " لسوء الحظ , اضطر تشاك لمغادرة المدينة يوم وصولي لأسباب عائلية طارئة , فترك لي اعتذارا ".
لسوء حظك , يا مايك .
لكنني اجتمعت بالمدير التنفيذي عنده , فطمأنني إلى أن شركة كومبرووير ما زالت مهتمة ببرنامجي الجديد المتعلق بمضادات الفيروسات والسرقة .
فقال ريتشارد بجفاء :" نعم , أنا متأكد من اهتمامه ! فهو برنامج لامع ".
وافقه مايك على كلامه بحرارة . فهو فعلا برنامج مميز, لا سيما في قدرته على اكتشاف مصدر الفيروس أو القرصنة .
كان مايك يعمل منذ البداية أنه يعمل على مشروع ريادي ومميز , وأن شركته الصغيرة نسبيا غير قادرة على إنتاج هذا العمل الضخم . إن بحاجة إلى شركة عالمية كي توزع هذا المنتج على المستوى العالمي .
وبعد البحث , وجد شركة " كومبرووير " وهي شركة أمريكية حديثة تنتج سلعا ذات رواج كير وتعرف بتقديم مبالغ سخية لمن يبتكر مشروعا جديدا .
وبعد المفاوضات عبر الهاتف والإنترنيت لم تتكلل بالنجاح تماما , استقل مايك الطائرة إلى تلك الشركة في أميركا ليقابل صاحبها وجه لوجه. كان من المفترض أن يوقع الاتفاق مع هلسينجر خلال اليومين اللذين سيمضيهما هناك , ولم يتوقع أبدا ما وافق عليه.
لم أوقع أي عقد . لكن ما حصلت عليه ,هو عرض شراكة .
فهتف ريتشارد بحماسة :" شراكة ! مع تشاك هلسينجر ؟ لا شك بأنك تمزح . هذا الرجل أسطورة . كل ما يلمسه يستحيل ذهبا , وشراكته معك تستحق ملايين الدوارات ".
بل المليارات , في الواقع . إذا استطعت أن أظفر بهذا العقد فالخمس عشر في المائة التي هي حصتك في شركتي الصغيرة ستجعلك أغنى مما أنت عليه الآن. كما سيسر ريس للغاية بالخمسة عشر في المائة التي تعود له هو أيضا .
وخطر لمايك أنه , وبحصته البالغة سبعين في المائة ,سيتمكن من تنفيذ المشاريع التي لطالما تمنى تنفيذها , وهي إنشاء ناد للفتيان في كل مدينة من مدن أستراليا , والكثير من المخيمات الصيفية , وإعطاء منح دراسية .
هز ريتشارد رأسه بحيرة : " لا أستطيع أن أصدق هذا . هذا أمر لا يصدق ".
ثمة شرط واحد ولكن بإمكاني أن أنفذه .
بدأ القلق على ريتشارد على الفور : " ما هو ؟ ".
تشاك هلسينجر يضع شرطا واحدا على الرجال الذين يشاركهم .
وما هو ؟
أن يكونوا متزوجين ومستقرين مع أسرهم .
أنت تمزح .
أبدا .
وتأوه ريتشارد ثم استند إلى الخلف في كرسيه مقطب الجبين : " لكن كيف ستنفذ هذا الشرط ؟ ".
ابتدأت بذلك فعلا . اتصلت بتشاك وأخبرته أنني خطبت مؤخرا فتاة رائعة ونحن سنتزوج قبل عيد الميلاد .
رفع ريتشارد حاجبيه ساخرا : " يا لها من كذبة , يا مايك ! لكنك لن تخدع تشاك الذي لا بد أنه يضع شركاءه المحتملين تحت المراقبة , وما أسرع ما سيكتشف أنك كذبت عليه " .
فكرت في ذلك . لكن هذا الكلام لن يبقى مجرد كذبة طويلة .
أتعني أنك ستتزوج ؟
وبدت على ريتشارد الصدمة فمايك أعزب متمسك بعزوبيته , وقد قال لريتشارد مرات عدة إنه لن يتزوج أبدا .
لكنه لم يتوقع يوما أن يفرض عليه شرط مماثل للفوز بعقد عمل . أحيانا , يضطر الرجل للقيام بما لا يتماشى مع رغباته .
هذا ما سيفعله لكن بشروطه الخاصة , طبعا .
قال : " إذا أردت هذه الشراكة , فعلي تنفيذ الشرط , وبأسرع وقت ممكن . سيصل هلسينجر إلى سيدني في الرابع من كانون أول ليستلم يخته الجديد , وهو هدية ميلاد لأسرته . لقد دعاني مع عروسي لقضاء يومين معهم في رحلة تعارف بحرية حول سيدني . أظن أنه إذا رآني مستقرا ومستوفيا للشروط المطلوبة , فسيقبل بي شريكا " .
فهتف ريتشارد : " يا إلهي العظيم ! " .
إسمع , أنا لا أنوي البقاء متزوجا . سيكون هذا مجرد تدبير عملي , حتى توقيع اتفاقية الشراكة .
سيكون هذا تصرفا قاسيا , حتى بالنسبة إليك . أليس كذلك يا مايك ؟
فهز مايك كتفيه : " الغاية تبرر الوسيلة . على أي حال , ما الذي يجعل الصقر المنافق يصر على مثل هذا الشرط المضحك ؟ فليس للزواج علاقة بحسن سير العمل " .
ربما , لكن شرطه هذا لا يجعله منافقا .
أتعترض على وصفي له بالمنافق ؟ لقد قمت ببعض التحريات قبل أن أقرر الإتصال بشركة " كومبرووير " وبحثت عن خلفيات صاحبها العملية والخاصة . أتعلم أن تشاك يعيش مع زوجته الثالثة ؟ إنه في السبعين من عمره , ومتزوج من امرأة تصغره بأكثر من خمسة وعشرين عاما . إنهما متزوجان منذ ستة عشر عاما وقد أنجب منها أولادا ... صبيين ... ولكن هل يجعله هذا رجلا متزنا ورب أسرة مستقرا ؟
فهمت ما تعنيه .
لا يمكن لزوجته أن تكون أفضل بكثير . أتظنها تزوجته لسحره ؟ كلا , بل تزوجته لثرائه كالكثير من النساء . أنت تعلم يا ريتشارد أن المال شديد الإثارة والإغراء بالنسبة لبعض النساء . منذ أصبحت مليونيرا , لم تنقصني قط صحبة النساء . والآن , لن أجد صعوبة في العثور على زوجة مؤقتة , يكفي أن ألوح بمبلغ جيد لأي فتاة مناسبة .
يبدو أن ثمة فتاة مناسبة .
يبدو أن ثمة فتاة في ذهنك . ربما إحدى صديقاتك القديمات , فلديك الكثيرات منهن .
كلا , فليس بينهن من تصلح لذلك . آخر ما أريده هو التعقيدات . أريد زوجة تعلم جيدا ما أريده منها منذ البداية .
سيكون الزواج صوريا ينتهي بشكل متحفظ بعد وقت معين . ثق بأن هذا الزواج لن يكون زواجا كاملا .
كان متعبا إلى حد الغثيان من النساء اللاتي يدعين أنهما وقعن في غرامه . في البداية , كن يقبلن بشرطه أن تقتصر علاقتهما على الصحبة , لكنهن يتغيرن بعد فترة . ومايك لا يستطيع أن يحتمل امرأة تقول له إنها تحبه ... فهو لا يصدقهن . فالنساء يرددن كلمة الحب دوما ويحتلن بها على الرجل ليوقعنه في الشرك .
لم يكن يعلمن أن قولهن لمايك إنهن يحببنه هو ( قبلة الوداع ) .
وهذا هو السبب في كثرة صديقاته . حالما تبدأ إحداهن في إظهار تعلقها به , ينتهي أمرها . آخر صديقة له كانت فتاة تكرس حياتها لعملها . وهي محامية اختارها ظنا منه أنها تختلف عن غيرها , ولكن لا ... فسرعان ما أصبحت متملكة كالأخريات .
وكان مايك قد ابتعد عن النساء لفترة , لأنه لم يعد يحتمل تلك المشاهد المسرحية . فأخذ مؤخرا يمضي أوقات فراغه في أعمال الخير , وفي ممارسة الرياضة .
وأين ستجد مثل هذه الفتاة , يا مايك ؟ الفتيات لا يطفن في الأنحاء وهن يحملن لافتات كتب عليها سأتزوجك من أجل المال .
ما أضعف ذاكرتك , يا ريتشارد ! سأحصل على هذه الزوجة من وكالة تعارف عبر الإنترنيت . ألم تخبرني أنت نفسك أنك اتصلت بوكالة " مطلوب زوجات " قبل أن تجد هولي ؟ وأن هذه الوكالة تضم الكثير من الفتيات الجميلات الباحثات عن المال ؟
قطب ريتشارد وأجاب : " أنت محق , فقد قلت ذلك , لكنني أدركت لاحقا أنني أسأت الحكم عليهن . كنت حينذاك في مزاج سيء وقد خرجت مع بعض منهم .. ولعلهن لم يكن إلى هذا الحد من السوء . أعني أن ريس عرف ألانا من الوكالة ولا يمكن لعاقل أن يعتبرها من الساعيات خلف المال " .
فقال مايك وهو يفكر في زوجة ريس الجميلة المحبة لزوجها : " لكل قاعة استثناء وألانا هي الاستثناء . وكالة " مطلوب زوجات " تحوي ما أريده . ما أريده منك يا ريتشارد هو رقم هاتفها , فهل هو لديك ؟ وإلا سأطلبه من ريس " .
فقال ريتشارد : " إنه هنا في مكان ما " .
وفتح درج مكتبه العلوي وأخذ يبحث بين بطاقات العمل المكومة في الزاوية . بدأ واضحا أن مايك مصمم على ذلك . ولكن من يلومه ؟ إن الشراكة مع تشاك هلسينجر هي فرصة العمر . مع ذلك ...
لن تصدقه زوجته هولي عندما يخبرها بهذا كله الليلة . فمايك هو أكثر الرجال الذين عرفهم عداء للزواج ... عداء للزواج و للحب و للمرأة .
لا ... إنه لا يكن العداوة للمرأة . فثمة دمية جميلة تتأبط ذراعه دوما , والنساء يحمن حوله كالنحل حول طبق من العسل . لم يكن ريتشارد يرى سبب ذلك فمايك ليس وسيما بالشكل التقليدي , لكن هولي تقول أن السبب هو طول قامته وسمرته ومظهره الخطر .
وأقر ريتشارد بأن مظهر مايك قد يشكل العامل الأساسي في جاذبيته . فهو قوي العضلات , ونادرا ما يرتدي بذلة , مفضلا ارتداء بنطلون جينز وسترة جلدية سوداء , كما يفعل الآن .
على أي حال لم تنقص مايك صحبة النساء قط . ولحسن الحظ أن هولي لم تكن تحب هذا النوع من الرجال , بل تفضل الرجل المتحفظ المهذب .
ها هي ذي .
وناوله البطاقة وهو يتابع : " المرأة التي تدير الوكالة تدعى ناتالي فيرلين . أسمها ورقم هاتفها على ظهر البطاقة . ستطلب منك الحضور لمقابلتها قبل أن تقدمك إلى المرأة المناسبة , فهي لا تقبل أبدا شخصا عبر الإنترنيت . وأقترح عليك ألا تخبرها مقدما عن مشروعك , فهي تعتبر عملها في تسهيل الزيجات جادا للغاية . أنبهك إلى أن النساء في وكالة " مطلوب زوجات " اللاتي خرجت معهن كن جميلات جدا , وسيكون صعبا على رجل مثلك أن يمنع يده عنهن .
أقشعر جلد مايك : " ماذا تعني بقولك رجل مثلي ؟ " .
أنت تحب النساء يا مايك , فلا تدعي العكس . لقد اتخذت صديقات في السنوات القليلة التي عرفتك فيها , أكثر من عدد الشعر في رأسك . أظن من الحكمة ألا تتم هذا الزواج عمليا . لكن هل ستتمكن من مقاومة الإغراء ؟ ففي الفترة التي ستلعب فيها دور المتزوج , ستبقى أنت وعروسك متلازمين معظم الوقت وستضطران للنوم في " مقصورة " واحدة على يخت هلسينجر , فإذا كانت جميلة جدا , قد تجد صعوبة في إبعاد يدك عنها .
أنت تقلل من شأني . بإمكاني أن أتمسك بعزوبيتي ... ما من مشكلة ! من أجل المال الذي سأكسبه , سأعيش راهبا مدى الحياة .
لم يبد الاقتناع التام على ريتشارد : " حسنا , لا تنس ما قلته لك عن ناتالي فيرلين . انتبه لما ستقوله لها " .
أظنك تسيء الحكم على صاحبة وكالة " مطلوب زوجات " .
فالآنسة فيرلين تعمل في هذا المجال لكسب المال فقط وهي تشبه بذلك تسعا وتسعين بالمائة من زبوناتها . اعرض عليها المبلغ المناسب وستجد لك الفتاة المناسبة على الفور .
بدت على شفتي ريتشارد ابتسامة ساخرة وهو ينظر إلى مايك يغادر مكتبه , وتمنى لو يكون ذبابة على الجدار حين يقابل مايك الآنسة فيرلين المنيعة .
قد يكون مايك محقا في قوله إنها مادية كبعض النساء في وكالة " مطلوب زوجات " فهو لم يعرفها بما يكفي للحكم عليها .
*************
2 – حل المعجزة
قالت ناتالي : " هذا فظيع . ما الذي جعلك , أنت وأبي , تصلان إلى هذا الحد من المشاكل المالية ؟ " .
كانت ناتالي تعرف الجواب سلفا . فلطالما انجذب أبوها إلى مشاريع يفترض بها أن توصه إلى الثراء بسرعة . لم يكن مقامرا بحسب المفهوم التقليدي للمقامرة . بل كان مغفلا في مجال الاستثمارات و الأعمال .
في صغرها , لم تكن ناتالي تدرك مدى فشل أبيها في ميدان الأعمال إذا لم يكن ينقصها شيء . وبما أنها وحيدة أبويها , فقد كانت مدللة بعض الشيء .
ولم تكتشف إلا بعد أن كبرت أن والديها كانا يعيشان غالبا على الدين .
وراحت تساعد أمها في الحفاظ على ميزانية المنزل ...
فتدس في يديها بعض المال كلما تقابلتا أما الآن فيبدو أن الأمور وصلت حقا إلى أسوأ حد , ولم يعد أبوها قادرا على أن يستمر في آخر مغامراته ... وهي الحق الحصري لبيع آلة لجز العشب كان قد استدان نقودا لشرائها , نقود تضاف إلى المبلغ الضخم الذي عليه سداده .
وكان المصرف يهدد الآن بوضع يده على البيت إذا لم يدفعوا ما استحق من سندات لفك الرهن . ويمكن لناتالي أن تسدد قيمة سندين , ولكن ليس المبلغ بأكمله الذي يبلغ آلاف الدولارات .
وهذا يعني أن والديها سرعان ما سيجدان نفسيهما من دون مكان يعيشان فيه .
وارتجفت ناتالي لفكرة أن يعيشا معها . إنها في الرابعة والثلاثين من عمرها وقد مضى وقت طويل منذ كانت تعيش مع والديها .
كما أنها تدير عملها من بيتها , إذا تستعمل إحدى غرفتي النوم كمكتب لها , وغرفة جلوسها في الطابق السفلي كغرفة استقبال للزبائن . وبوجود شخصين راشدين في البيت ستصبح الأحوال صعبة للغاية , لا سيما إذا كان هذان الشخصان تعيسان .
قالت لها أمها : " لا تقلقي يا عزيزتي .سأحصل على عمل ".
كانت أمها حالمة كبيرة كأبيها وهي لم تعمل فعليا منذ أكثر من عشرين عاما إذ لطالما انشغلت بمعاونة زوجها في مشاريعه الجنونية . كما أنها أكبر سنا من زوجها , والد ناتالي.
ما من أحد يوظف امرأة في التاسعة والخمسين من عمرها ومن دون مؤهلات فعلية . أجابت ناتالي بحدة لم تكن تنويها : " لا تكوني سخيفة يا أمي ! ليس من السهل أن تجدي عملا في سنك هذا " .
سأعمل في التنظيف . لقد طبع أبوك بعض النشرات الإعلانية على الكمبيوتر القديم الذي أعطيته له , وسأضعها أنا في صناديق بريد في الجوار .
أوشكت ناتالي على البكاء . ليس من العدل أن تصبح أمها عاملة تنظيفات في مثل هذا العمر.
أمي , يمكنني أن أحصل على قرض ثان لهذا البيت . فقد ارتفع ثمنه منذ أن اشتريته .
فقالت أمها بحزم : " لا لن تفعلي هذا . سنكون على ما يرام . لا أريدك أن تقلقي علينا " .
تأوهت ناتالي بصمت . لماذا أخبرتها أمها إذن ؟
جرس الباب أعاد ناتالي إلى واقعها , فقالت لأمها : " سأتصل بك لاحقا يا أمي . لدي زبون على الباب " .
وكان هذا أول زبون منذ أسبوعين . لقد تراجع العمل قليلا هذا الشهر ولم تستقبل أي زبونة أيضا . ربما حان الوقت لنشر سلسلة من الإعلانات , فالأعمال التي تنتعش بمجرد الكلام نادرة .
اذهبي يا عزيزتي , ولكن اتصلي بي فيما بعد .
سأفعل , أعدك .
وسارت ناتالي نحو الباب وهي تقفل سترتها .
نظرة سريعة إلى المرآة الردهة أكدت لها أنها تبدو كسيدة أعمال . كان شعرها البني المائل إلى الاحمرار مشدودا إلى الخلف بشكل جديلة , وزينة وجهها خفيفة للغاية وحليها محتشمة , فقد اكتفت بساعة يد ذهبية وقرطين ذهبيين بسيطين .
منتديات ليلاس
وفيما يدها على مقبض الباب , تساءلت ناتالي عن مظهر مايك ستون .
لقد أرسله ريتشارد كراوفورد وهو مصرفي , كان من ضمن زبائنها في بداية هذه السنة . وتملكها الشك في أن يعمل السيد ستون في مصرف , إذ لم يبد لها صوته من نوعية خاصة في الهاتف ... بل أقل صقلا من صوت ريتشارد كراوفورد .
تمنت ألا يكون أقل ثراء , فمعظم زبائنها الذكور من أصحاب المهن الأغنياء .
وما إن فتحت ناتالي الباب حتى اتسعت عيناها وهي ترى الرجل الواقف على العتبة .
في السنوات الثلاث التي مضت على تأسيسها الوكالة , لم ترى زبونا قط مثله .
لو كان خلف مقود سيارة الشحن , لما بدا في غير مكانه , لا سيما إذا كانت الآلة عسكرية . كان يرتدي بذلة عسكرية بدلا من سروال الجينز والسترة الجلدية السوداء اللذين يرتديهما عادة .
كان نايك عسكريا بالفطرة . ولكن ليس عسكريا عاديا , كما رأت ناتالي ونظراتها المقيمة تنتقل بين جسمه الملفت وعينيه السوداويين الثاقبتين وشعره البني القصير . كان قائدا , أحد أولئك العسكريين المدربين الذين يقومون بمهام سرية ويقتلون الناس بصمت ومن دون أن يرف لهم جفن .
لم تكن وسامته كلاسيكية , فملامحه يعوزها التناسق . بدا واضحا أن أنفه كسر في مرحلة ما من حياته كما كان فمه قاسيا للغاية .
لكن , رغم ذلك , وجدته ناتالي جذبا للغاية . كبحت آهة إحباط من دون أن تسمح لأي دليل على الاهتمام بالبروز على وجهها .
لطالما جذب ناتالي هذا النوع من الرجال , الرجال غير التقليديين , الرجال الذين يلفهم جو من الخطر , الرجال الذين يثيرون فضولها ومشاعرها في الوقت نفسه.
لو قابلته منذ عشر سنوات , لأظهرت افتتانها به . أما اليوم فكانت أحاسيسها الأنثوية تملأ حياتها ضيقا .
سألها بصوت يماثل مظهره خشونة : " الآنسة فيرلين ؟ " .
نعم .
وتملكها الضيق من تسارع خفقات قلبها , ومن الطريقة التي كان يتفحصها بها وقد بدت الدهشة على ملامحه . ما الذي أخبر به ريتشارد عنها ؟ وعاد يقول وهو يمد يده مصافحا : "مايك ستون " .
ترددت قبل أن تضع يدها في يده , حاولت أن تتمالك نفسها كيلا يبدو عليها أي تأثر للمسته .
لكن عندما أطبقت يده العريضة الخشنة على يدها الصغيرة الناعمة , سرت الدماء حارة في عروقها , مخلفة قشعريرة في جلدها .
حمدت الله على أن سترتها طويلة الكمين .
يسرني لقاءك , يا سيد ستون .
كانت ببرودها الظاهر تغطي حرارتها الداخلية . لو تعرفت إلى مايك ستون في أي مكان آخر , لا ابتعدت عنه بل ركضت هاربة . لكن ليس بإمكانها أن تفعل هذا حاليا فهو زبون ترجو خيرا من ورائه ... مالا هي في أمس الحاجة إليه . قال : " مايك . ادعيني باسمي مايك " .
فقالت بابتسامة مصطنعة : " مايك . حسن تفضل بالدخول يا مايك . أول غرفة إلى اليسار " .
وعندما دخل , أسندت نفسها إلى الجدار . ينبغي ألا تدع جسمه القوي يحتك مصادفة بها أثناء مروره في الردهة الضيقة .
لكن وعندما تجاوزها بسلام , أخذت تنظر إلى ظهره بفضول بالغ قبل أن تتمالك نفسها وتقفل الباب الخارجي , ثم تتبعه إلى غرفة الجلوس .
أثناء ذلك , كان هو قد جلس وسط أريكتها , مادا ساقيه الطويلتين أمامه, متأملا ما حوله .
كانت ناتالي تعلم أن الغرفة مؤثثة بشكل غريب , فالأثاث غير متناسق لكنه يعجبها . ثلاثة مقاعد عريضة بذراعين منجدة بقماش منقوش . وأريكة مخملية طويلة , موضوعة تحت النافذة , وهي التي اختارها زائرها ليجلس بكل ارتياح .
على الجدار إلى يمين الزائر كانت رفوف الكتب تمتد من الأرض إلى السقف وأمامها مكتب قديم على طرفه كمبيوتر نقال حديث الطراز , بينما قام على الطرف الآخر مصباح قديم الطراز . كانت الأرض خشبية مصقولة تكسوها سجادة ملونة تضفي على الجو دافئا ولمسة شرقية . وقد وزعت في أنحاء الغرفة مجموعة منوعة من الطاولات بكافة الأشكال والأحجام ووضعت عليها تحفا غريبة وتماثيل .
ذات مرة , قال صديق ناتالي إن " الديكور " في غرفة جلوسها يشبهها تماما .
قالت لمايك وهي تتوجه إلى مقعدها خلف المكتب , ناظرة إلى ساعة يدها : " أنت دقيق في مواعيدك " .
أنا دقيق دوما عندما لا أعمل .
وقفت فجأة وقالت لحدة : " آسفة . لكنني لا أقبل زبونا ليس موظفا " .
أخذ يتفحصها مرة أخرى فيما بدت ملامحه غامضة بشكل مزعج : " أنا لم أقل إنني لست موظفا بل قلت إنني لا أعمل حاليا . لدي شركة لإنتاج برامج وملحقات للكمبيوتر .
تملكتها دهشة بالغة . فهو لا يبدو كرجل يمضي معظم وقته خلف شاشة الكمبيوتر . إنه أفضل مظهرا من ذلك بكثير , كما أن بشرته لوحتها الشمس كحال براندون . وشعرت بالضيق لأنه ذكرها ببراندون .
أحقا ؟ آسفة .
وكانت قد وصلت إلى مكتبها فجلست وفتحت الكمبيوتر , ثم أخذت تحضر لإدخال التفاصيل عن شخصية الزبون ومتطلباته , من دون أن ترفع بصرها حتى أصبح كل شيء جاهزا .
والآن , ماذا يحدث عندما تكون في العمل ؟
قد لا أحضر على الإطلاق .
فكرت , ساخرة , في مدى ظرفه . يبدو أن الرجال أمثاله متماثلون .
لم يلتزم براندون بموعد قط . ولكن كان لديه دوما أسبابه ليتأخر عن مواعيده معها , وحتى لئلا يحضر أبدا !
كان لديه عمله في وكالة مكافحة الإرهاب وزوجة وولدين لم تكن تعلم بوجودهم قط .
وتساءلت عن أعذار مايك ستون .
يبدو أنك مدمن على العمل .
هز كتفيه :" هذه ليست المرة الأولى التي يصفوني فيها بهذا الوصف " .
وراح إعجابها به يقل مع مرور الوقت : " هل هذا هو السبب في أنك لم تجد زوجة حتى الآن ؟ " .
وحمل صوتها نبرة غاضبة .
كلا . كان بإمكاني أن أتزوج ساعة أشاء .
أحقا ؟
وأضافت إلى قائمة عيوبه الغطرسة المثيرة للأعصاب . بدأت مسألة العثور على زوجة لمايك تبدو صعبة بالرغم من رجولته , ففتياتها يطلبن أزواجا طيبين وليس مغرورين , وقد عاشت معظمهن علاقات غير سعيدة مع رجال أنانيين . وعندما قصدن وكالتها هذه , كن يعرفن تماما ماذا يردن , ولن يعجبهن أي شيء آخر .
وتملكها الشك في أن يلاقي مايك ستون قبولا لدى أي منهن .
لكن عدم قبول أي من فتياتها به ليست مشكلتها . فهي تأخذ من زبونها خمسة آلاف دولار مقدما , سواء أوجد زوجة عبر وكالتها أم لم يفعل .
ستقدمه إلى خمس فتيات جميلات وذكيات هن الأكثر تناسبا مع ذوقه وشخصيته . بعدئذ , النتيجة تعود إليه . لكن إذا أراد زوجة , فعليه أن يظهر كياسة وظرفا في موعده مع الفتاة , أكثر مما يظهره حاليا . وكون شكله مثيرا لا يكفي بالنسبة إلى فتياتها الخجولات اللاتي مررن بتجارب مرة .
ومع ذلك , هذه ليست مشكلتها .
بما أنك تملك شركة لإنتاج برامج وملحقات الكمبيوتر , يا مايك , فلا بد أنك تعرف نوع البرنامج الذي أستعمله لتحديد التلاؤم بين زبائني . جهازي هذا يحتوي على برنامج لمراجعة صحة المعلومات التي يعطيها الزبون عن نفسه . ولا أظن أن لديك اعتراض على ذلك ؟
أبدا .
هذا حسن . فلنبدأ إذن . اسمك ؟
مايك ستون .
لا . أريد اسمك الكامل . الاسم الوارد في شهادة ميلادك ورخصة قيادة السيارة .
مايك ستون .
فصرفت بأسنانها ساخطة : " أليس ميكائيل ؟ ".
مايك فقط .
عنوانك ورقم هاتفك ؟ والخليوي أيضا .
طبعت ذلك وهي تفكر في أن عنوانه " غليب " قد يكون سيئا وحسنا , فقد أصبحت " غليب " مؤخرا الضاحية المفضلة , لقربها من المدينة ومن جامعة سيدني . لكن بعض نواحيها ما زالت قذرة وخطرة نوعا ما .
عنوان عملك ؟
أنا أعمل من البيت .
هذا خبر سيء . لا بأس , هناك أعمال صغيرة ناجحة تماما , لكنها ليست كثيرة . وسألته : " عمرك ؟ ".
أربعة وثلاثون .
رفعت حاجبيها , إذا ظنته أكبر من ذلك , فثمة خبرة طويلة بالحياة في هاتين العينين .
أضاف : " سأبلغ الخامسة والثلاثين في الخامس عشر من كانون الأول " .
فقالت وهي تنهي طبع هذه المعلومات : " أنت , إذن , من برج القوس ؟ ".
أنا لا أؤمن بهذه الأمور .
أحقا ؟
كان عليها أن تعرف ذلك . فقد قال براندون كلاما مماثلا عندما اعتبرت أن النجوم جعلت بينهما تلاؤما معقولا .
لكن ناتالي تمنت لو دونت ملاحظة عن أن برج العقرب يشير إلى وجود أسرار مخيفة وتابعت أسئلتها : " الوضع العائلي ؟ " .
ماذا ؟
أعني هل سبق لك أن تزوجت ؟
أبدا .
العديد من زبائني كانوا متزوجين من قبل .
أنا لست منهم , يا حبيبتي .
تصلبت في جلستها ثم نظرت إليه ببرود وقالت بصوت قاطع : " اسمي ناتالي وليس حبيبتي " .
لمعت عيناه لحظة , وكأنما شعر بالتسلية لاعتراضها هذا , وقال : " آسف لغلطتي هذه " .
لم تر أسفا على ملامحه . ولكنها أوضحت موقفها على الأقل . فهي لا تطيق الرجل الذي ينادي النساء بألفاظ التحبيب ! إذ يشعرها ذلك بالمذلة والحقارة .
وقالت بعد ثوان : " حسنا , يبدو أن المعلومات التي أعطيتني إياها صحيحة . والآن , لننتقل إلى مواصفاتك الجسدية . أرى أن شعرك بني قاتم وقصير جدا وأن عينيك سوداوان .
ليستا سوداوين بل بنيتين داكنتين . تبدوان للناظر إليهما سوداوين لأنهما عميقتان .
عميقتان ومثيرتان للغاية .
حسنا ! الطول ؟
ستة أقدام وأربع إنشات أو ربما خمسة .
كم يعادل هذا بالسنتمتر ؟
الله أعلم .
لا بأس . سأضع ست أقدام وخمسة إنشات . طولي أنا هو خمسة أقدام وعشرة إنشات وأنت أطول مني بكثير .
أما بالنسبة إلى الوزن وشكل الجسم , فقد كتبت مناسب وقوي العضلات , فهي ليست الأنثى الوحيدة في العالم التي تحب الرجال أصحاب البنية القوية .
هل تدخن ؟
لا .
الهويات ؟
الهويات ؟
ماذا تحب أن تفعل في أوقات فراغك ؟
تلاقت نظراتهما لحظة قبل أن تتحول عيناه إلى سترتها المشدودة على صدرها . فقالت بحدة :" وغير ذلك ؟ ".
ضاقت عيناه وهو ينظر إليها , تساءلت لما تتركه يؤثر فيها بهذا الشكل . أجاب : " أحب أن أمارس الرياضة , وأن أخرج " .
إلى أين ؟
إلى النوادي , الأمكنة العامة حيث يمكنني أن أقابل أصدقائي وأتعرف إلى النساء .
وخطر لها أنه لن يتكلف أي مشقة في التعرف إلى النساء , حتى أنه لن يضطر لأن يتكلم . إن جسمه المثير وعينيه النافذتين والمثيرتين ستتحدث بالنيابة عنه .
هل أنت صاحب خبرة في العلاقات ؟
خرج هذا السؤال من فمها قبل أن تستطيع منعه . فهو ليس ضمن أسئلتها المعتادة , لكنه لا يعلم هذا لحسن الحظ .
فأجاب بعدم اكتراث : " لم اسمع أي تذمر " .
أوشكت أن تسأله عن خبرته , لكنها كبحت نفسها في الوقت المناسب , فقد تجاوزت الحد .
سألته : " الدين ؟ " .
كلا .
سألته وهي تصرف بأسنانها : " ماذا إذن ؟ " .
حتى الساعة , لم أهتم بالدين والعبادات . ولكن من يدري ما سيحمله المستقبل ؟
هذا حسن , سأضع ( عقل منفتح بالنسبة إلى الدين ) .
الثقافة ؟
ليست عالية .
هل يمكنك أن تحدد ذلك بالضبط ؟
ارتدت المدرسة حتى سن السابعة عشر لكنني لم أنل أي شهادة كما لم أرتد قط كلية أو جامعة . علمت نفسي بنفسي حتى أصبحت نابغة في الكمبيوتر .
نابغة في الكمبيوتر ؟ علينا ألا نكون متواضعين جدا هنا .
أنا لست متواضعا بل أقول الحقيقة المجردة .
هذا حسن . أنت لا تريد أن تخس زوجة قد تناسبك وذلك بأن تراك ... متعجرفا نوعا ما .
أنا لست متعجرفا . أنا صادق . ولكن سجلي ما يعجبك .
ستفعل ذلك , لكنه يثير غيظها : " ما أسم شركتك ؟ " .
" ستونوير " .
" ستونوير " ؟ أتعني "السلع الحجرية " بينما هي تنتج برامج الكمبيوتر ؟
وأدارت حدقتيها فلاحت على زاوية فمه ابتسامه خفيفة : " وجدت الاسم مسليا ".
لديك روح النكتة , إذن ؟ .
هذه ليست من أحسن صفاتي .
فتمتمت : " هذا ما أراه . والآن يا مايك , سأتفهمك إذا لم تشأ أن تعطيني رقما معينا , ولكن ما هو دخلك السنوي التقريبي ؟ " .
لا ما نع لدي في أن أخبرك . السنة الماضية بلغت أرباح الشركة ستة ملايين دولار ونصف . وبما أنني أملك سبعين بالمائة من أسهمها , فإن حصتي بلغت أربعة ملايين ونصف وأتوقع أن تكون الأرباح السنة المقبلة أكبر بكثير .
ابتلعت ناتالي دهشتها وسألت : "أكبر إلى أي حد ؟ " .
فأجاب بجفاء : " أكبر بكثير جدا . لقد أطلقنا خطتين جديدتين نجحتا تماما ".
حقا ؟
هل هذا يجعل حظي في العثور على زوجة أفضل ؟
حمل سؤاله ولهجته نكهة ساخرة ما جعل ناتالي تغضب .
وقالت بجفاء : " المال وحده لن يضمن لك الحصول على زوجة من بين فتياتي " .
هل أنت واثقة من ذلك ؟
واثقة تماما .
هذا مؤسف .
ما معنى هذا ؟
نظر إليها بحدة جعلتها تتململ في كرسيها وقال بلهجة غامضة : " أنت لست كما توقعتك , لكنني أراك سيدة أعمال لا تحب كثرة الكلام . كما سبق وقلت , أنا رجل صادق لا أحب الخداع كما سبق وقلت , أنا رجل صادق لا أحب الخداع كما أنه ليس لدي وقت أضيعه في البحث . في الواقع , يا آنسة فيرلين , أنا أريد زوجة قبل أسبوع من كانون الأول " .
...........................
أي تعليق على حجم الخط ... خبروني .. وانتظروني هذا المساء .. إلى اللقاء القريباً :)