راؤول:" طول حياتي كنت افتح عيناي منذ الصباح مقاتلاً حتى أعود مساءً وَ أستلقي" (مقابلة)
(مدريدي - As)
مهاجم ريال مدريد راؤول جونزاليس بلانكو المولود في مدريد يوم( 27/3/1977) أنقذ بهدفيه الإثنين ريال مدريد أمام إسبانيول ليضيفهما إلى هدفيه اللذان سجلهما أمام سبورتنغ خيخون وَ يبدو بأنه أقوى من أيِّ وقتٍ مضى وَ لا يفكــِّر بالإبتعاد , القائد كان صادقاً وَ صريحاً في حواره مع صحيفةالـ As وَ اعترف أنَّ هذه المسيرة الكبيرة قريبة من الختام.
راؤول ما شعورك الخاص بعد هدفيك على إسبانيول وَ هل لديك شعور بأنَّ هناك أشخاص يريدونك أن تعتزل مبكراً ؟
هذا سؤالٌ قديم بالنسبة لي لأنني قضيت مواسم أخرى , أنا هاديء وَ موقفي سليم في النادي فأنا لديَّ قاعدتي المهنية , أمضيت أربعة عشر عاماً في أفضل نادي بالعالم وَ هذا يتطلب أن أكون دائماً على مستوى البقاء كلاعب وَ أنا مستمتع ببقائي هنا وَ أكافح كي أحافظ على أحقيتي باللعب وَ أعتقد بأنَّ هذه هي الجدارة وَ هذا هو السبب الذي يجعلني أستمر على نفس المستوى.
ألم يسبق لك أن فكرت بأنَّ مسيرتك انتهى ؟
لا , أنظر أنا دائماً أعيش كل يوماً بيومه وَ لا أحمل همَّ ما سيحدث غداً , عقدي مع النادي يتبقى عليه هذا الموسم وَ عامين آخرين , هدفي أن أدافع عن هذا القميص ثلاث سنواتٍ مقبلة وَ عندما يأتي عام 2011 سيكون ذلك وقت التقييم وَ تحليل كلِّ شيء في المستقبل , أنا أشحذ طاقتي كي أبقى مستعداً دائماً وَ أكون بحالة بدنية مثالية , هكذا يمكنني مساعدة الفريق وَ لا أفكر سوى بأمرٍ واحد أن أعطي خلال العام وَ النصف القادمين الكثير لكرة القدم.
رفيق جيلك خوسيبا أتشيبيريا يقول بأنه في الموسم المقبل سيترك الملاعب في أتلتيك بيلباو بعد خمسة عشر عاماً لعبها , أنت ستفعل ذلك لكن في 2011 ؟
حتى ذلك الوقت هناك الكثير ممكن أن يحدث وَ سيكون هناك تحليلٌ للقرار عندما يتعلق الأمر بترك الكرة وَ لكن أنا لم يدور في رأسي وَ لا للحظةٍ واحدة أنني سأعتزل وَ لم أفكر بهذا في أيَّ وقت مضى؛ أعتقد بأنَّ الماضي لا يهمني العودة إليه وَ أنا أعلم بأنَّ لديَّ بعض الإنجازات وَ الأرقام لكن ذلك السجل يغيب عن بالي حينما أبدأ باللعب , أنا أفكر باللعب وَ الفوز وَ هذا هو السبب الذي يجعلني أتدرب وَ أحاول اللعب في كل مباراة لأنني اعلم إن لم أكن جيداً فسيكون وضعي شيئاً آخر غير هذا , ما يشغلني فقط اللعب وَ تسجيل الأهداف كما كنت دائماً خلال أربعة عشر عاماً.
سجلت الموسم الماضي 23 هدفاً وَ الآن لديك أربعة أهداف ..
الشيء المهمّ أن يستمرّ الفريق وَ عندئذٍ فقط يمكن الفوز كما حدث مع فالنسيا بتسعة لاعبين أو كما استطعنا أن نحققه بالفوز ست مباريات متتالية وَ تعادل واحد منذ أن هـزمنا أمام ديبورتيفو , هذا الفريق ككلّ يعرف كيف يتعامل مع الشدائد وَ الظروف التي تلعب ضدَّنا وَ هنا علينا جميعاً المشاركة لتحقيق النجاح.
لم تلعب أمام نومانسيا ثمّ أمام زينيت ثمَّ عدت أمام إسبانيول, يتفرض أن تكون من الآن على مقاعد البدلاء ؟
لا على الإطلاق , هكذا يـُساء التفسير وَ بذلك يخرج كلام خارج السياق , أيَّ شخص يعرفني يعرف أنني دائماً أريد اللعب وَ لا أعرف لاعباً يقبل أن يكون على مقاعد البدلاء , إنني لست مقدَّس وَ المدرب هو من يعرف وَ يقرِّر متى ألعب وَ متى أجلس على دكـة البدلاء وَ أنا قبلت ذلك دون مشاكل وَ بقيت أنتظر فرصتي كي أساعد فريقي بضع دقائق , هذا سيكون حافزاً لي للعمل بجدّ وَ تغيير الرأي الفني.
هل مبدأ التناوب وَ الذي اختاره شوستر وَ وضعك احتياطياً خلاله هو بطلب من دي سالفو وَ هل ترى بأنَّ هذا جيد لا سيما وَ أنَ ذلك نجح بداية أمام زينيت ؟
سواءً قال لي المدرب أن ألعب أو لا فهو لن يذكر السبب , إنه يختار 11 لاعباً الذين يراهم مؤهـلين للعب بناءً على ظروف المباراة وَ ليس هناك شيءٌ آخر لإعطائه المزيد من الحديث , فزنا على فريقٍ كبير وَ منافس وَ هذا هو الأمر الهام وَ هذا عائدٌ لنا جميعاً , كان الرود الرقم واحد وَ يوماً آخر فارت وَ آخر روبن وَ هكذا , إننا نلعب كلَّ ثلاثة أيام وَ لذلك فالناس عليها فهم أنه لا يمكن لأحد أن يلعب 90 دقيقةٍ كاملة وَ الأربع وَ عشرين لاعباً سيقومون بالتناوب وَ هذه ليست مشكلة.
كنت دائماً تحصل على ثقة شوستر بينما بدا واضحاً خلال الصيف أنه سيتغيَّـر مكانك في الأحد عشر لاعباً وَ يبدو بأنه سيكون شائعاً رؤيتك بين البدلاء ؟
لا على الإطلاق , لقد تحدثت كثيراً مع شوستر , صحيح أنَّ وضعي لم يعد كالسابق في الفريق فنحن نتحدث عن امور داخلية بما أنني قائد المجموعة , دوري تنظيم الحياة اليومية في الفريق وَ كروياً فالقرارات تنحصر عليه وَ هو لديه الحقّ في فعل أيِّ شيء.
فزت بثلاثة بطولات لدوري الأبطال وَ ستة دروع للدوري وَ بطولاتٍ أخرى ألم تكتفي ؟
الإكتفاء ليس بالذهب بل لأنني أملك نفس الحماس الذي لعبت به عندما كان عمري 17 عاماً , حياتي انقلبت رأساً على عقب وَ زادت القوة بعد تشكيل الفرقة خلال العامين الماضيين , الوضع الآن وثيق وَ غرفة الملابس صحية وَ كلنا نحصل على حقوقنا , هناك الكثير من الشباب الموهوبين وَ علينا مساعدتهم لأننا لاعبون قدماء حيث من المهمّ تواجد توازن لتحقيق الأهداف الموضوعة وَ نحن لدينا التجربة التي ستجعل الطريق أسهل.
ما هي الأهداف ؟
الفوز بالدوري الإسباني للمرة الثالثة على التوالي حيث أنه شيءٌ لم يتحقق على مدى عقدين من الزمان , مواجهة تحديات دوري أبطال أوروبا وَ الفوز على زينيت دليلٌ على أننا في الطريق الصحيح لأننا نعلم بأنَّ الفوز على فريقٍ مثل زينيت يعني الكثير حيث فاز بكأس الاتحاد الأوروبي , هذا الإنتصار يعطينا شيئاً أننا هذا العام نشارك للفوز بالبطولة.
مضى على لعبك أربعة عشر عاماً منذ أن كنت في السابعة عشر من عمرك , أسقطت النجم الأول وَ الأسطورة الحية بوتراغينيو , اللاعب الوحيد في المجموعة الحالية وَ الذي يملك مستقبلاً هو هيغوايين فهل ترى فيه خليفتك ؟
بالنسبة لي هذا ليس مفاجئاً فهو بعد سنته الأولى تطور كثيراً وَ أصبح يسجل أهدافاً ساهمت بالفوز بالدوري لعامين متتاليين , بدأ بداية قوية وَ اتضح أنه تقدم بشكلٍ هائل , إذا استمرَّ على هذا المستوى سيكون ركيزة هامة في مستقبل ريال مدريد وَ الآن الأمر متورك له لكن يعلم بأنَّ علينا مساعدته كي يصل إلى ذلك المستوى وَ نحن نعلم بأنه يملك الإمكانيات اللازمة لتحقيق النجاح من جانبه.
الأرجنتينيّ هو المستقبل وَ لكن أنت بالمقابل بلغت 31 عاماً وَ نستلروي بلغ 32 عاماً فما هو وضعه ؟
رود مهاجم حقيقيّ وَ هو منذ ان أتى استطاع أن يكون النجم كما كان حاله دائماً في جميع الفرق التي لعب لها , من المهمّ بالنسبة لي تواجده معنا لأنه في أيِّ وقتٍ من الأوقات يمكنه إحراز الأهداف التي غالباً ما تكون قاتلة.
سجلت أربع أهداف في الدوري حتى الآن فهل هذه المرحلة تجعل بإمكانك الوصول لأفضل مستوياتك ؟
اللعب في ريال مدريد شيءٌ خاصّ فأنت كلما تسجل هدفاً يشاهدك 80 ألفاً وَ هذا الشعور يجعلك تحسّ بقشعريرة , في كلّ مرة ترى فرحة الجماهير يتغير وضعك رأساً على عقب , عندما تعرف أنَّ زوجتك وَ أبنائك وَ والديك وَ أفضل من تملكهم من أصدقاء يتواجدون في الملعب فأنت في كلّ مرة تسجيل هدفاً ويجعلهم سعيداً ستستمتع بهذه اللحظات كما استمتعت عندما سجـلت أول أهدافي على أتلتيكو مدريد منذ أربعة عشر عاماً.
يوم الأحد اقتربت أكثر من قائمة "لا نهاية لها من الهدافين" وَ استطعت رفع رصيدك من الأهداف إلى 296 هدفاً بفارق 11 هدفاً عن الأسطورة دي ستيفانو وَ الذي سجل 307 أهداف فماا يمثل لك أن تكون أعظم لاعبٍ في ريال مدريد من 106 أعوام في التاريخ ؟
لا أحبّ التفكير كثيراً في هذا , صحيح أنَّ الناس يتذكرون ما قلته وَ أنَّ هذا إمتياز أن تتجاوز أسطورة مثل دي ستيفانو وَ أنا لا أنكر انَّ هذا يمثل دافعاً إضافياً لهذا الموسم بأن أصبح أفضل هدافٍ في تاريخ النادي وَ لا أتصور بأنني عندما لعبت لأول مرة كت أفكر بهذا...
الرود ، هينزه وَ كنفارو من اللاعبين المخضرمين وَ اندمجوا داخل مدريد ؟
أستطيع القول بأنني فخورٌ بتواجدهم أيضاً , هذه المجموعة هي أكثر وحدة مما كنا عليه المواسم السابقة وَ ربما لأننا الآن أصبحنا نملك أكثر خبرة وَ وطنية في جميع الفريق , غوتي وَ كاسياس وَ سلجادو وَ راموس وَ توريس وَ جميعاً كباراً وَ صغاراً نملك القيم التاريخية لريال مدريد وَ التي قد يكون تمَّ نسيانها سابقاً , نجحنا بالتعايش سوياً في غرفة الملابس وَ مناقشة جميع المشاكل وَ حوارنا يتمّ دون النظر لتاريخ أيِّ منا , لا يوجد فردية بل جماعية وَ عندما نهزَم وَ هذا يجب ان يحدث لأنه لا يمكن إكمال موسم كامل بدون هزيمة سنكون أفضل ذهنياً لمواجهة النتائج فالوحدة هي قوتنا.
سابقاً كان هناك سبعة برازيليين وَ الآن هناك واحدٌ فقط , في المقابل هناك خمسة هولنديين فهل هم مختلفون عن البرازيليين ؟
في الحقيقة أنَّ الخمسة كان اندماجهم سهلا وَ سريعاً في غرفة الملابس , رافاييل عندما أتى كان هناك رود وَ ويسلي وَ رويستون وَ روبن وَ كانوا من وطنه وَ يتكلمون نفس اللغة فكان تأقلمه أسهل كما أنَّ عائلته تزور عائلاتهم.
خافي غارسيا وَ ديـلاريـد هما أول لاعبين منذ تصعيدك انت وَ غوتي وَ كاسياس اللذان ينضمّان للفريق الأول من الفئات السنـيــَّـة لريال مدريد ..
خافي غارسيا وَ روبن دي لاريد مهمان لهذا المشروع وَ كنت أعرف بأنهما سينضمان للفريق منذ فترة لكنهما كانا صغاراً جداً وَ الفريق لم يكن جيداً في ذلك الوقت لينضما , كان عليهما اللعب بمستوى قويّ لمدة عام وَ حصلا على ذلك في خيتافي وَ أوساسونا , ريال مدريد الآن مكانٌ مناسبٌ لهما وَ سيجعلهما أكثر نضجاً وَ الآن نحن نريدهما أن يبقيا هنا.
مع فان دير فارت هم الوجوه الجديدة في الفريق الحالي , لم يأتي لا كريستيانو وَ لا فيا وَ لا كازورلا وَ بعض المشجعين يرونك السبب ..
أنا لم أكن في أيِّ وقتٍ مضى أقرِّر التوقيع لأنَّ ذلك عائدٌ للمدير الرياضي وَ المدرب , ما نفعله هو أن نتحدث عن اللاعبين الذين نراهم رائعين , نملك 24 لاعباً متعددي الخيارات وَ هو عددٌ أقلّ من الممكن بلاعبٍ واحد , إذا كان لاعبٌ سيأتي بالمستقبل يمكن ان يثري المجموعة فسيكون موضع ترحيب.
لكن إذا أتى ديفيد فيا فسيكون تهديداً لك ..
لا , لا أعتقد بأنه يجب أن يبدو هكذا , إذا كان النادي يريد جلبه فهو لاعبٌ عظيم وَ سيكون التنافس أكبر وَ هذا سيفيد الجميع سواءً مدرباً أو لاعبين أو مشجعين وَ الذين ستزيد خياراتهم للمتعة.
ديل بوسكي يقول أنَّ الباب لم يـُـغلــَـق أمام راؤول فهل قطار المنتخب فاتك ؟
يعتمد هذا على المستقبل وَ الظروف , هناك الآن مجموعة كبيرة من اللاعبين وَ الذين حققوا نجاحاً لم يتحقق منذ أربعين عاماً وَ من الطبيعيّ أنَّ تلك القاعدة ستستمرّ لكنَّ الظروف يمكن أن تجعل هناك اختيارات أخرى , أنا لا أهدف في الوقت الحالي سوى للعب مع ريال مدريد وَ تسجيل الأهداف وَ الفوز بالألقاب لكن إذا تمّـت دعوتي للمنتخب فسيكون وَ كأنه اليوم الأول لي الذي تمَّ اختياري له وَ آمل أن أكون سبباً في وصول المنتخب إلى جنوب إفريقيا بعد عامٍ وَ نصف , لعبت ثلاث كؤوس عالم وَ سوف يكون حلماً أن أحقق ذلك مجدداً كما هو الحال لمنتخب إسبانيا.
هل تحدثت مع ديل بوسكي عن هذا ؟
لا إنه ليس أمراً ضرورياً وَ علينا أن نساعده على الهدوء فعندما يؤدي عملاً عظيماً ستكون النتائج كذلك وَ هناك مجموعة ممتازة يقودها , إذا سنحت لي الفرصة لألعب للمنتخب مرة أخرى فسيكون ذلك هائلاً وَ كفاح المنتخب نحو كأس العالم هو الشيء المهمّ.
كيف عشت نهائي اليورو ؟
في منزلي مع عائلتي وَ أصدقائي , لقد استمتعت كثيراً , في الدور ربع النهائي وَ قبله كانت إسبانيا أفضل بكثير من منافسيها وَ أمام روسيا وَ إيطاليا وَ ألمانيا أكدت ذلك فنحن لعبنا أفضل منهم وَ أفضل من أيِّ منتخبٍ آخر وَ كان هذا السبب في تحقيق اللقب.
هل تشعر بأنَّ كاسياس هو من يستحق الكرة الذهبية ؟
هناك أمورٌ تضعف من أمل حارس المرمى وَ عليه أن يمتلك ميزة كي يحصل عليها , من الوضح أنَّ كاسياس يمكنه الفوز بالكرة الذهبية فهو كان أفضل حارس في الدوري الإسباني كما فاز بالدوري وَ بكأس أوروبا مع المنتخب , فرناندو توريس أيضاً يستحقّ فهو قدَّم مستوى ممتازاً في الدوري الانجليزي وَ شافي هيرنانديز يستحقها فهو أفضل لاعبٍ في بطولة أوروبا وَ فيا أيضاً من المرشحين لكنَّ كريستيانو يبدو بأنه الأقرب وَ سيواجه صعوبة من الإسبان.
يقول أصدقائك أنك لا تتخلى عن شيءٍ بأيِّ وقتٍ مضى ..
طول حياتي كنت أفتح عيناي منذ الصباح مقاتلاً حتى أعود مساءً وَ أستلقي في فراشي .