كاتب الموضوع :
awad200
المنتدى :
رجل المستحيل
11- الاقتحام
تارجح الحبل السميك الذى ادلى له ادهم على جانب الباخرة فى قوة اثر الرياح القوية والامواج الشديده التى ترتطم بجانب الباخرة فى قسوة وغلظه وتؤرجحها فوق سطح البحر كاللعبة
وقال القبطان ايهاب وهو يتشبث بحاجز الباخرة فى قوة ويضم سترته خشية ان تلقى به الرياح فى اعماق البحر الثائر :
- مازلت اصر على انك تلقى بنفسك فى فم الموت ايها العقيد
تجاهل ادهم عباره القبطان وقال وهو يمسك الحبل فى قوة ويدلى ساقيه خارج حاجز الباخرة :
- لم تعد امامنا سوى خمس دقائق ايها القبطان وسوف اهبط هلى الفور تمن لى التوفيق .
وقبل ان يفتح القبطان فمه بكلمه واحده كان ادهم قد انزلق متشيثا بالحبل على جانب الباخرة فغمغم القبطان فى مزيج من الدهشه والاسف والاعجاب :
- ياله من رجل ان الموت نفسه ليستحى ان ياخذه على غره
لم يسمع ادهم عبارة القبطان اذ كان يتشبث بالحبل بكلتا قبضتيه وهو ينزلق فى بطء معتمدا بقدميه على جانب الباخرة على حين ترتطم به الامواج فى اصرار تحاول دفعه ليرتطم بالباخرة وتحاول الرياح جاهده انتزاعه من مكانه والتطويح به فى قاع البحر وهو يقاوم هذا وذاك فى قوة حديدية واراده فولاذيه
كان جسده يعجز فى بعض اللحظات عن تحدى الرياح فيجد نفسه يبتعد عن الباخرة ثم لا تلبث الامواج ان تلطمه فيعود الى موضعه الاول وهنا تعاود الرياح دفعه وهكذا دواليك حتى بدا وكانه يقفز فوق جانب الباخرة كحيوان كنجارو فوق سطح راسى وشعر بالام شديده فى كفيه وساعديه ولكنه لم يشا ان يتخلى عن معركته ولم يكن لديه بديل عن النصر...ولكن كيف ؟
وبرغم خطورة الموقف وشده العاصفه الا ان ادهم ارخى قبضتيه قليلا وترك جسده ينزلق فى سرعة تمثل خطورة قصوى وهو يقترب من النوافذ الثمانى لردهه الطعام والتى تطل على البحر الثائر ..
وفى مهارة مذهلة وسط العاصفة المرعبه انزلق ادهم بين نافذتين متجاورتين وبذل مجهودا رهيبا ليتشبث فى اطار احداهما ويتطلع خلسه من خلال الثانية ...
راى ادهم من النافذه وجوها شتى يكسوها الرعب والفزع وراى بيريز واسحق ونافون وشعر بمقت شديد يملا نفسه قوة عندما راى هذا الاخير يجذب امراة من شعرها وهو يضحك فى جنون ويرفع صمام الامان من مسدسه والمراه المسكينه تصرخ فى رعب وهلع وتتوسل فى بكاء ونحيب دون ان تبدو ادنى ملامح الشفقه على وجه نافون المتحجر.......
شعر ادهم بكراهية شديده تملا كيانه حتى انه لم يشعر كيف تخلى عن الحبل السميك باحدى قبضتيه وانتزع مسدسه وسط الرياح القوية والامواج العتيه ثم دفع جانب الباخرة بقدميه فى قوة فابتعد عنها ثم عاد يندفع فى قوة نحو احدى النوافذ الزجاجيه وقد امتلات ملامحه بكراهيه لم يعهدها فى نفسه طيله حياته الحافله
*********
نظر نافون فى ساعته بعصبيه ثم صاح فى توتر وشراسه :
- حان وقت الضحية الثالثه ايها الساده ان حكومتكم لم تستجب لمطالبنا بعد وسيقع عبء دمائكم على راسها
ارتفع الصراخ والبكاء وتعالت التوسلات وكل من الركاب يرتعد فرقا خشيه ان يكون هو الضحية التاليه
وقال اسحق فى قلق :
- كفى يانافون لقد اسلت الكثير من الدماء واخشى ان يثير هذا غضب المصريين ف ...
قاطعه نافون صائحا فى قسوة :
-لن يفعلوا شيئا ياصديقى .. لن يفعلوا شيئا ..
ثم قفز نحو سيده فى ازائل الثلاثينات فجذبها من شعرها وانتزعها من مقعدها فى قسوه وهى تصرخ وتتوسل فى رعب وهو يطلق ضحكات ساخرة عاليه ويصرخ فى لهجه اقرب الى الجنون :
- لا فائده ياجميلتى لن ينقذك شىء من انتقامى مالم تستسلم حكومتك لمطالبى
صرخت السيده فى ضراعه :
- ارحم اولادى انا ام
قهقه نافون ضاحكا وجذب المسكينه من شعرها وهو يلصق فوهه المسدس براسها ويرفع صمام الامان به صارخا :
- الشيطان وحده قادر على انقاذك ياجميلتى لو انه يرفض موتك فليات بنفسه ويطلب منى الابقاء على حياتك هيا دعى الشيطان ياتى الى هنا هيا
ولم يكد نافون يتم عبارته حتى بدا وكان الجحيم قد استجاب لندائه اذ اندفع الشيطان نفسه وسط عاصفه من الزجاج المهشم داخل ردهه الطعام
***********
لو اراد فنان مغمور ان يصوغ بريشته لوحه تدفع به لارتقاء عالم الشهرة وتعبر عن مزيج من اعجب المشاعر البشريه فى اطار واحد لاختار تلك اللقطه التى اندفع فيها جسد ادهم صبرى كاقذيقه عبر النافذه الى داخل ردهه الطعام وسط دوى شديد واشترك فى صنعه تحطم الزجاج وارتطام الامواج وصفير الرياح فى ان واحد
فقد تفجر ذهول فى وجوه الارهابيين الثلاثه وانطلقت صيحات رعب من حناجر بعض الركاب وسقط البعض الاخر ارضا فى انهيار ووجم الباقون وقد تصوروا ان هجوم ادهم طليعه لاقتحام قوات الصاعقه المصريه مما قد ينشا عنه مصرع بعضهم كل هذا اصاب الجميع فى الثانيه الاولى من اقتحام ادهم لردهه الطعام ..
وقبل ان يتبخر الذهول ويذوب الرعب ويختفى الوجوم قفز ادهم صبرى فى رشاقه غزال ووقف على قدميه فى خفه فهد وتحركت ذراعه فى سرعه وانطلقت من مسدسه رصاصه اطاحت بمسدس نافون على بعد سته امتار من معصمه ثم دار ادهم على عقبيه وسط مجموعه من صيحات الرعب انطلقت من حناجر البعض واطلق رصاصته الثانيه لتخترق راس اسحق
بين عينيه تماما فيهوى كتمثال من حجر دون ان يخرج من بين شفتيه حرف واحد فى نفس اللحظه التى انطلقت فيها رصاصه من مسدس بيريز واصابت الارض بين قدمى ادهم تماما
وقفز ادهم جانبا والقى جيده على الارض واطلق رصاصاه ثالثه مرقت من عنق بيريز فى منتصف حنجرته تماما وخرجت من فمه حشرجه مؤلمه وهو يضرب عنقه بكفيه وكانما يحاول سد الثقب الذى حطم جهازه التنفسى ثم انهار متكوما على ارضيه رده الطعام جثه هامده ..
واستدر ادهم مرة اخرى مصوبا مسدسه الى نافون ولكنه جذب المراه الى صدره وصنه منها درعا تقيه رصاصه ادهم الاخيرة وهو يصرخ :
- حاول ايها المصرى ولتكن رصاصاتك هى رسول الموت لهذه السيده المصرية
نهض ادهم قائلا فى صوت يفيض بالكراهيع :
- دع هذه السيده ايها السفاح .. الم يكفيك ماسفكت من دماء ؟
قهقه نافون فى جنون وصاح :
- اطلق النار اذن ولتكن انت قاتل مواطنتك
تجمع الركاب فى ركن الردهه الفسيحه فى رعب يطالعون الموقف وارتسم الفزع والياس باجلى صورهما على وجه الاسيره على حين قال ادهم فى صرامه :
- حسنا ايها الوغد احتفظ باسيرتك ولكننى لن اسمح لك بالافلات حيا .....ساقتلك
صاح نافون فى تردد يشوبه الجزع :
- انك لن تجرؤ
رفع ادهم مسدسه وصوبه نحو نافون والسيده قائلا فى برود :
- هل تظن ذلك ؟ لنر اذن
وفجاه دفع نافون المراه بعيدا وهو يصرخ :
- اذهبى عليك اللعنه
وفوجىء به الجميع يرفع القنبله الحارقه منزوعه الفتيل ويصرخ فى جنون :
- خذ ايها المصرى هذه هديه من شياطين الجحيم
|