كاتب الموضوع :
awad200
المنتدى :
رجل المستحيل
7- الصراع
اشارت عقارب الساعه الى الثانيه عشرة والنصف بعد منتصف الليل حينما اخذت الباخره حريه تتارجح وسط مياه البحر الثائرة وتقاوم الرياح كريشه فى مهب الريح وارتفعت الامواج الى حد مخيف واصيب معظم الركاب بالدوار والغثيان والقىء وفقد بعضهم وعيه ...
وعلى السطح وقف ثلاثه من القراصنه يتحدثون كان احدهم يقول فى غلظه :
- لماذا يصر شيلوك على بقائنا فوق السطح فى هذا الجو المزعج ؟ الم يكن من الافضل ان نختبىء فى احد الحجرات ؟ اننى اخشى ان تجرفنا تلك الامواج العاتيه الى قاع البحر
اجابه اخرفى حنق :
- انه لا يشعر بذلك لانه يجلس فى كابينه القياده المكيفه بعيدا عن البرد والرياح والقلق
قال الثالث فى حسره :
- هل تعلمون اننى احسد بيريز و نافون و اسحق فهم يختبئون داخل ردهه الطعام بعيدا عن كل هذا ؟
اجابه الاول وكانما يحاول اقناع نفسه :
- لا تنس انهم اكثرنا تعرضا للخطر انهم يحاولون السيطره على سبعمائه راكب دفعه واحده
اطلق الثالث ضحكه ساخره وقال :
- ولا تنس انهم مدربون على مواجهه مثل هذا الجو العاصف وانهم يسيطرون على سبعمائه راكب مصابين بدوار البحر
قاطعهم صوت هادىء يقول فى لهجه بدت لهم شديده السخريه :
- هناك انواع اشد وطأه من دوار البحر هذا
استدار الثلاثه فى مزيج من الدهشه والذعر وتحركت مدافعهم الرشاشه استعدادا لتبادل اطلاق النار او القضاء على هذا الدخيل المفاجىء
ولكن اولهم تلقى لكمه اقل ماتوصف به انها ساحقه فترنح فى قوه وافلت مدفعه الرشاش من يده على الرغم منه وحينما حاول التشبث بشىء ما انزلق فوق سطح الباخره الذى بللته مياه الامواج الثائرة وارتطم بالحاجز القصير ووجد نفسه يهوى الى المياه العميقه الغائرة واختفت صرخه الرعب واليائسه التى انطلقت من حنجرته وسط دوى موجه قويه ابتلعته داخل اليم
اما الثانى والثالث فقد فقدا مدفعيهما الرشاشين فى الثانيه الاولى من الصراع اثر ركلتين فنيتين رائعتين من قدمى ادهم دفعه واحده وقبل ان يستعيد كا منهما رشده تلقى احدهما لكمه فى معدته انثنى لها جسده ثم ثانيه فى فكه اجبرته على الاعتدال واعقبتها ثالثه كلمح البصر هوت على مؤخره عنقه كالقنبله اظلمت بعدها الدنيا او ازدادت ظلمه امام ناظريه
اما الاخر فقد خيل له ان العاصفه العاتيه قد تحولت كلها الى اعصار واحد هبط فوقه تماما واذ تحطم انفه بلكمه ساحقه وتهشمت اسنانه باخرى ثم تهشم ضلعان من ضلوعه تحت ضغط قبضه فولاذيه وغاب عن الوعى حين هوت صاعقه على شكل لكمه مذهله خلف اذنه تماما
ابتسم ادهم فى سخريه وقال وهو يبتعد مسرعا :
- هذا عظيم لو اننا اضفنا ذلك الوغد الذى كسرت عنقه منذ خمس دقائق لكان عدد من طرحناهم خارج العمليه سته اشخاص على وجه الدقه
************
الصق شيلوك وجهه بزجاج النافذه الزجاجيه الكبيره لغرفه القياده وقد حول القلق ملامحه الى تركيب مشوه عجيب تشمئز له الانفس وخرج صوت القبطان ايهاب باردا يفيض بالكراهيه وهو يقول :
- انما العاصفه هى التى خدعتك انها تزداد حده كل لحظه حتى لاخشى ان تباغتنا بصعود مفاجىء يحطم الباخره ونذهب جميعا ضحايا لها
اشار اليه شيلوك فى حده ان يصمت وقال فى عصبيه :
- صه ايها المافون لا يمكن ان تكون اذنى خادعه لقد ميزت صرخه رعب انطلقت من مكان قريب واكاد اقسم انها بصوت احد رجالى
ضحك القبطان فى سخريه مريرة وهو يقول فى حنق :
- بل خو الرعب الذى صور لك ذلك
استدار شيلوك نحوه فى غضب وصاح فى حده وهو يصوب مسدسه اليه :
- عباره اخرى مشابهه وارسل بك الى الجحيم خلف مهندسك الاول ايها القبطان اللعين
شعر القبطان بغضب عارم وفتح فمه ليقول عباره غاضبه ولكنه اثر السلامه واغلق شفتيه لائذا بالصمت وعاد شيلوك ينظر فى قلق محاولا فهم سبب هذه الصرخه الملتاعه التى خيل اليه انه سمعها فى وضوح وبينما هو يحاول ارتفع صوت طرقات عصبيه على باب كابينه القياده قاستدار فى توتر مصوبا مسدسه الى الباب وصائحا فى انفعال :
- من الطارق ؟
اتاه صوت جوزيف قلقا عصبيا هو الاخر يقول :
- انه انا ايها القائد هناك امور عجيبه تحدث هنا فتح شيلوك باب الكابينه فاندفع الى الداخل وهو يقول متوترا :
- هناك من يهاجم رجالنا ايها القائد هناك عدو خفى على ظهر الباخره
توترت اصابع شيلوك الممسكه بالمسدس وساله فى عصبيه :
- ماذا تعنى يارجل ؟ افصح بحق الشيطان
قال جوزيف دون ان يفارقه توتره :
- لقد قمت بجوله على ظهر الباخره ولم اجد شاؤل ولا حام ولا دافيد فى اماكنهم وبينما كنت ابحث عنهم عثرت على موشى محطم العنق داخل احد الحجرات الفارغه ولم اجد مسدسه معه
ظل شيلوك صامتا يحدق فى وجه جوزيف ببلاهه بعض الوقت ثم صرخ فى عصبيه :
- انهم يتصيدوننا واحد بعد الاخر انهم يقتلون رجالنا لقد صعدوا الى سطح الباخره دون ان نشعر ياجوزيف
ثم استدار واسرع يتناول ميكرفون الاتصالات الداخيه وهو يصرخ :
- ولكننى لن اسمح لهم بالانتصار سامر رجالنا بقتل كل الركاب فى ردهه الطعام وساحول العمليه كلها الى مذبحه مادام المصريون قد بدؤا التحدى
*************
8- شيطان البحر
ربما كان افضل سرد للحظات التى تلت عباره شيلوك الغاضبه هذه هو ماجاء فى تقرير القبطان ايهاب رضوان فقد قال انه كان يقف على بعد مترين من شيلوك ويواجه نافذه الكابينه الزجاجيه وانه شعر بغضب شديد حينما اصر هذا الاخير على قتل الركاب جميعهم ولكن غضبه لم يلبث ان تحول الى مزيج من الخوف والذهول حينما خيل اليه انه يرى رجلا فى زى ضابط بحرى يندفع نحو النافذه الزجاجيه فى جساره مذهله وانا النافذه تحطمت تحت ثقله فى دوى شديد وتناثر زجاجها حتى انه اى القبطان قد اضطر لحمايه عينيه ووجهه بساعده خشيه اصابتهما بشظايا الزجاج ولكن راى فى وضوح رجلا قوى البنيان وسيم الطلعه عريض المنكبين ينقض على المختطفين كالشيطان مستغلا حاله الذهول التى اصابت ثلاثتهم فركل المسدس الذى يمسك به شيلوك وهو بحافه يده على معصم جوزيف فاطار مسدسه هو الاخر بعيدا ثم استدار فى لمح البصر واطلق من مسدس يمسكه بيسراه رصاصه واحده اطاحت بمسدس الرجل الضئيل ..
وقبل ان يفيق احدهم من ذهوله حطم انف جوزيف بلكمه ساحقه خرج لها صوت كفرقعه الاخشاب وهى تتكسر ثم غاص بقبضته اليمنى فى معده شيلوك الذى جحظت عيناه وتاوه اهه عاليه مزعجه ولكن الشيطان كتم اهته بلكمه اخرى اندفعت بعدها الدماء عزيرة من فم شيلوك وسقطت بعض اسنانه وفى هذه الاثناء كان الضئيل قد استعاد مسدسه واطلق النار محاولا اصابه الرجل الذى يرتدى زى ضابط بحرى الا ان الرصاصه اخطات طريقها واخترقت مؤخره عنق شيلوك فاردته قتيلا على الفور وحاول الضئيل اطلاق رصرصه ثانيه ولكن الضابط البحرى عاجله برصاصه صائبه مرقت بين عينيه فسقط قتيلا على التو وبعدها جذب الشيطان جوزيف من سترته والصق مسدسه بجبهته فصرخ هذا الخير والدماء النازفه من انفه المحطم تغطى فمه وشفتيه :
- الرحمه !! الرحمه !! اننى استسلم سافعل ماتريد الرحمه !!
الى هنا ينتهى تقرير القبطان فى واقعه اقتحام ادهم صبرى لكابينه القياده وحتى تكتمل الصوره امام القارىء نعود الى نفس النقطه انتابع الاحداث
ابتسم ادهم ابتسامه ساخره وقال وهو ينظر فى عينى جوزيف بقسوه :
- ستخبرنى بكل ماريد معرفته ايها الوغد اليس كذلك ؟
اوما جوزيف براسه ايجابا وهو يقول متوسلا:
- نعم ايها السيد اقسم لك ان افعل سلنى عما تريد اجبك بكل امانه
اسرع القبطان الى ادهم وساله فى لهفه :
- فى اى جانب انت ؟
اجابه ادهم وهو يدفع جوزيف فوق احد المقاعد :
- اطمئن ايها القبطان انا ضابط مصرى اسندت الى مهمه انقاذ الباخره والقضاء على كل هؤلاء الاوغاد
تهللت اسارير القبطان وفاضت ملامحه بالامل وهو يصيح فى سعاده :
- حمدا لله اين باقى الكوماندوز ؟ اين هم ؟
ابتسم ادهم قائلا فى تهكم :
- هاهم اولاء جميعا امامك ايها القبطان ستضطر مع الاسف الى قبول الموجود
نظر اليه القبطان فى ذهول وغمغم:
- رجل واحد هل ارسلوا رجلا واحدا ؟
ابتسم ادهم فى سخريه وقال :
- هذا افضل من لاشىء اليس كذلك ؟
صاح القبطان وقد بدا امله يخبو:
- ولكن هذا مستحيل هناك اثنا عشر رجلا من المختطفين على ظهر الباخره ولن يمكن مطلقا لرجل واحد ان ....
قاطعه ادهم قائلا :
- معذره ايها القبطان ولكننى احب تصحيح معلوماتك فلم يبق على ظهر الباخره سوى ثلاثه رجال فقط يمكننا ان نخشاهم وهم اولئك الذين يحتلون ردهه الطعام ويهددون الركاب اما الباقون فقد توليت امرهم
نظر اليه القبطان وجوزيف فى ذهول وقال الاول :
- هل هل قضيت وحدك على تسعه رجال ؟
هز ادهم كتفيه فى لامبالاه وقال :
- دعنا من هذه التوافه ايها القبطان ولنركز اهتمامنا فيما يفيد
ثم جذب جوزيف فى قسوة وساله :
- من من الاوغاد يحتل ردهه الطعام ؟
صاح جوزيف وهو يرتجف رعبا :
- بيريز ونافون واسحق
ساله ادهم فى لهجه هادئه :
- ما الاوامر التى تلقوها بالضبط؟
ظهر التردد والخوف على وجه جوزيف ولكن ادهم ساله فى حسم :
- اجب اذا اردت الاحتفاظ بجمجمتك خاليه من الثقوب ايها الوغد
قال جوزيف وهو يمسح الدماء التى تتدفق من انفه :
- لقد اسندت اليهم مهمه احتلال ردهه الطعام والسيطره على الركاب السبعمائه حتى الثانيه صباحا
قاطعه ادهم متسائلا فى صرامه :
- ولكنكم منحتمونا مهله حتى الثانيه والنصف ظهرا
اوما جوزيف براسه مؤمنا ثم قال وهو يرتعد خوفا من نظرات ادهم القاسيه :
- هذا صحيح ولكنهم يعلمون ان العاصفه ستصل الى ذروتها فى الثالثه والنصف ومالم تذعنوا لمطلبنا حتى ذلك الحين فلن يكون باستطاعتنا السيطره على الباخره لاكثر من ذلك
صمت ادهم قليلا ثم ساله فى صرامه :
- انت من الموساد اليس كذلك ؟
تردد جوزيف وبدا الرعب على ملامحه ولكن ادهم جذبه من سترته فى قوه وساله فى صوت يجمد له الدم :
- اليس كذلك ايها الوغد ؟
قال جوزيف فى توسل لن يمكننى ياسيدى اقسم لك لن يمكننى الافصاح عن ذلك
جذب ادهم ابره المسدس قائلا فى هدوء :
- هل تفضل الافصاح به لزبانيه الجحيم اذا حيث ارسلك ؟
تردد جوزيف لحظه ثم اطرق براسه وقال فى صوت هامس كسير :
- بلى ياسيدى اننى كذلك كلنا كذلك
ثم رفع راسه وقال فى ضراعه :
- ولكن دولتنا لن تعترف بذلك مطلقا حتى لو اعترفنا نحن اننا فريق خاص ليس لنا حتى سجلات هناك
تدخل القبطان فجاه وساله :
- مهلا ايها الوغد انك تقول ان اوامركم تقضى بسيطرتكم على ركاب الباخره حتى الثانيه صباحا ماذا يحدث بعدئذ ؟
ازدرد جوزيف لعابه ونظر الى ادهم فى توسل قائلا :
- لست انا الذى يصدر الاوامر ياسيدى انا انفذها فقط انت تعلم هذا اليس كذلك ؟
جذبه ادهم من سترته وساله فى حده :
- لم لا تجيب على الاسئله الموجهه اليك فقط بدلا من المحاوره والمداوره طوال الوقت ؟
شحب وجه جوزيف وقال متلعثما :
- ان الاوامر تقضى بالسيطره على الركاب حتى الثانيه ثم ....ثم قتل راكب واحد كل نصف ساعه بعد ذلك حتى يجاب مطلبنا
جرت دماء الغضب فى وجه ادهم وهو يغمغم فى كراهيه :
- ايها القتله السفاكون ..
اسرع جوزيف يحمى وجهه بكفيه صائحا :
- لقد قلت لك ايها السيد اننى لا القى الاوامر .. رحماك!!
شعر ادهم بتوتر شديد وهو ينظر فى ساعته وكذلك فعل القبطان ثم لم يلبث ان صاح فى جزع :
- يالهى لن يمكننا ان ننقذ ضحيتهم الاولى انها الثانيه الا الربع فقط ستبدا المزبحه الدمويه بعد ربع ساعه من الان .
**********
|