كاتب الموضوع :
المرآة
المنتدى :
الارشيف
التكملة
*قصة آداميسون*
"لااستطيع ان اعبر لك يا سيدي عن الذعر والأسى والعطف العميق الذي نشعر به من أجلك"
هكذا بدا مسيو كاريج قاضي التحقيق حديثه مع فان اولدين وابدى مسيو كو مشاركيه له ورد فان اولدين على هذه المشاعر باشارة من يده وكان هذا المشهد كله في حجرة تحقيق في نيس وبالاضافة الى كاريج ومفتش المباحث وفان اولدين كان هناك شخص آخر في الغرفة وتحدث هذا الشخص قائلا
-ان مسيو فان اولدين يريد عملا ..عملا سريعا
فصاح المفتش
-آه ...انني لم اقدمك بعد مسيو فان اولدين هذا هو مسيو هيركيول بوارو لاشك انك قد سمعت عنه وبالرغم من انه قد اعتزل العمل منذ بضع سنوات الا ان اسمه ما زال ملء الاسماع كواحد من اعظم المخبرين الآن
وقال فان اولدين بطريقة آلية
-يسعدني ان القاك يا مسيو بوارو هل اعتزلت مهنتك؟
-هذا صحيح يا سيدي وانا الآن استمتع بالدنيا
واشار الرجل القصير بيده
واوضح المفتش الأمر بقوله
-لقد تصادف ان مسيو بوارو كان على نفس القطار وكان لطيفا منه ان تعرض علينا مساعدته بخبرته العريضة
ونظر المليونير الى بوارو نظرة فاحصة ثم قال فجاة
انني رجل ثري للغاية يا مسيو بوارو وقد اعتاد الناس ان يقولوا ان الانسان الغني يعمل بعقيدة واحدة وهي انه يستطيع ان يشتري كل شيء ولكن هذا غير صحيح انني رجل بارز في عملي ويستطيع الرجل البارز في عمله ان يطلب معروفا من رجل آخر بارز مثله
فاوما بوارو براسه تعبيرا عن اعجابه وقال
-لقد احسنت قولا يا مسيو فان اولدي وانني اضع نفسي في خدمتك تماما
فرد فان اولدين
-شكرا واذا احتجت الي في اي شيء فستجدني عارفا بالجميل والآن ايها السادة هيا الى العمل
وقال مسيو كاريج
-اقترح ان نستجوب الوصيفة آدا ميسون وهي موجودة هنا
فرد فان اولدين
-نعم..فقد اتينا بها من باريس عند مرورنا بها وقد انزعجت لموت سيدتها ولكنها تروي قصة محبوكة تماما
وقال مسيو كاريج
-فلتذخل اذن
ودق الجرس الموضوع على مكتبه وبعد لحظات دخلت آدا ميسون كانت ملابسها السوداء في غاية الأناقة زكان طرف انفها محمرا وكانت قد استبدلت قفازها الرمادي بآخر من الشمواه الأسود والقت نظرة قلقة حول الغرفة ولكن يبدو ان حضور والد سيدتها قد بعث بالطمانينة الى نفسها وكان المحق يفخر بطريقته الودود في الكلام فحاول جاهدا ان يهدي من روعها وساعده في ذلك بوارو الذي كان يقوم بدور المترجم والذي كان لطريقته الفضل في تهدئة السيدة الانجليزية
-اسمك آدا ميسون اليس كذلك؟
-آدا بياتريس كما في شهادة الميلاد
-بالضبط وقد فهمنا ان ما حدث كان محزنا بالنسبة لك
-بالطبع يا سيدي ...لقد عملت مع سيدات كثيرات كن راضيات عن عملي ولكني لم اكن احلم بان يحدث ما حدث في اي مكان اعمل فيه
وقال مسيو كاريج
-كلا..كلا...
-من الطبيعي اني قرات مثل هذه الاشياء في صحف الاحد وكنت ادرك ان هذه القطارت الاجنبية..
وامسكت فجاة وقد تذكرت ان الرجال الذين يتحدثون معها هم ايض فرنسيون
وقال مسيو كاريج
-والآن ...لنبحث هذا الموضوع معا كما قهمت ...لم تكن هناك ايه فكرة لبقائك في باريس حين بدات الرحلة من لندن...
-اوه ..كلا يا سيدي لقد كان علينا ان نمضي راسا الى نيس
-وهل سبق ان سافرت مع سيدتك الى الخارج؟
-كلا يا سيدي ...انني لم اعمل معها الا منذ شهرين فقط
-وهل كانت في حالتها الطبيعية عندما بدات الرحلة؟
-لقد كانت تبدو مشغولة قلقة من الصعب ارضاؤها
فاوما مسيو كاريج براسه ثم قال
-والان يا ميسون...ماذا سمعت حين توقفت في باريس ؟
-كان ذلك في المكان الذي يطلقون عليه محطة ليون يا سيدي كانت سيدتي تفكر في مغادرة القطار والسير قليلا على الرصيف وكانت على وشك الخروج الى الممر حين اطلقت صيحة دهشة ثم عادت الى مقصورتها ومعها رجل واغلقت الباب بين مقصورتها ومقصورتي فلم اسمع ولم ار شيئا حتى فتحته فجاة واخبرتني انها قد غيرت خطتها ثم اعطتني بعض النقود وطلبت مني ان اغادر القطار وان اذهب الر الرتز وكانوا يعرفونها جيدا هناك كما قالت وسيخصصون لي غرفة وكان على ان انتظر هناك حتى تصلني تعليمات منها ..كانت ستبرق لي بما تريدني ان افعله وجمعت اشيائي وقفزت بسرعة من القطار في الوقت المناسب كنت مستعجلة
-واين كان الرجل عندما قالت لك مسز كترنج هذا؟
كان يقف في المقصورة المجاورة يا سيدي...ينظر من النافدة
-هل تستطيعين وصفه لنا؟
-انني لم اتبينه تماما يا سيدي فقد كان موليا ظهره لنا اغلب الوقت كل ما استطيع ان اقول انه كان رجلا طويلا اسمر وكان يرتدي معطفا كحليا وقبعة رمادية اللون
-وهل كان واحدا من ركاب القطار؟
لا اعتقد يا سيدي..لقد فهمت انه جاء الى المحطة ليلتقي بمسز كترنج عند مرور القطار بالمدينة وبالطبع من الممكن ان يكون واحدا من ركاب القطار وان لم تخطر الفكرة لي ابدا
وبدا على ميسون ان هذا الخاطر قد افزعها قليلا
وانتقل مسيو كاريج الى موضوع آخر
-آه لقد طلبت سيدتك من المحصل فيما بعد الا يوقظها مبكرا في الصباح فهل كان هذا التصرف عاديا منها؟
-نعم يا سيدي فان سيدتي لم تكن من عاتها ان تفطر..ولم تكن تنعم بالنوم ليلا...ولذلك كانت تحب ان تتاخر قليلا في نومها صباحا
ومرة اخرى انتقل مسيو كاريج الى موضوع آخر
-كان من بين حقائب سيدتك...علبة قرمزية اللون...اليس كذلك ؟ هل هي علبة المجوهرات الخاصة بها؟
-نعم...يا سيدي
-وهل اخذتها معك الى الريتز؟
-انا آخذ العلبة المجوهرات الخاصة بسيدتي الى الريتز؟ اوه ...كلا...على الاطلاق يا سيدي
وبدا الهلع في نبراتها
-اذن فقد تركتها في العربة؟
-نعم...يا سيدي
-وهل كان مع سيدتك مجوهرات كثيرة؟
-كمية لاباس بها يا سيدي...تسببت في احساسي بالقلق في بعض الأحيان مع الحكايات الزعجة عن سرقة الناس في بلاد غريبة كان مؤمنا عليها...ولكن رغم ذلك كانت مخاطرة كبيرة لقد كانت احجار الياقوت وحدها تقدر ببضع مئات من الوف الجنيهات كما اخبرتني سيدتي
وصاح فان اولدين فجاة
-الياقوت؟ اي ياقوت؟
والتفتت ميسون اليه وقالت
- اعتقد انك انت يا سيدي الذي اهديته لها منذ وقت قريب
وصاح فان اولدين
- يا الهي تقولين حقا انها اخذت احجار الياقوت معها ؟ لقد طلبت منها ان تتركها في البنك
ومرة اخرى سعلت بخفة...وقد افصحت بذلك عن الكثير فقد اوضحت -اكثر من اي كلمات- ان سيدتها تفعل ما تريد
وتمتم فان اولدين
-لابد ان روث قد جنت..ما الذي دفعها الى ان تفعل هذا؟
وسعل مسيو كاريج -بدوره-بطريقة لها مغزاها لفتت نظر مسيو فان اولدين ووجه مسيو كاريج حديثه الى ميسون قائلا
-هذا يكفي ...حاليا....وعند ذهابك الى الغرفة المجاورة سيقراون عليك الأسئلة والأجوبة ...وستوقعين عليه
وصحب الكاتب ميسون الى الخارج وسال فان اولدين المحقق في التو
-حسنا؟
وفتح مسيو كاريج احد ادراج مكتبه واخرج خطابا اعطاه الى فان اولدين وقال
-لقد وجدنا هذا في حقيبة يد السيدة
وكان الخطاب كما يلي
"صديقتي العزيزة...سافعل كما تريدين واكون حريصا حذرا...وكل هذا الصفات التي يكرهها المحبوب ربما كان لقاؤنا في باريس بعيدا عن الحكمة ولكن جزر الذهب بعيدة عن العالم ولن تتسرب الأخبار ...ان هذا الراي الثاقب مثلك تماما ومثل مشاركتك لي في الاهتمام بالكتاب الذي اضعه عن المجوهرات المشهورة حقا ستكون فرصة نادرة لي اذ ارى والمس احجار الياقوت التاريخية هذه التي ساخصص فصلا كاملا للياقوتة المشهورة -قلب النار-....حبيبتي لقد اقترب اليوم الذي ساعوضك فيه عن كل هذه السنين من الحرمان والفراغ."
محبك الى الأبد
"أرمان"
*الكونت دي لاروش*
|