كاتب الموضوع :
*melody-82*
المنتدى :
الارشيف
فضل الصيام في ظل الاحاديث الشريفه
- أن الله أضاف الصيام إليه من بين سائر الأعمال كما في الصحيحين من حديث أبي هريرة
- رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: قال الله كل عمل ابن آدم له
إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به .
ولفظ مسلم كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف قال الله عز
وجل إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به يدع شهوته وطعامه من أجلي .
قال الحافظ ابن رجب - رحمه الله - في وظائف شهر رمضان: فعلى هذه الرواية يكون استثناء
الصوم من الأعمال المضاعفة فتكون الأعمال كلها تضاعف بعشرة أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلا
الصيام فإنه لا ينحصر تضعيفه في هذا العدد، بل يضاعفه الله - عز وجل- أضعافا كثيرة بغير
حصر عدد، فإنه الصيام من الصبر، وقد قال الله - تعالى - إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ
حِسَابٍ ولهذا ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه سمى رمضان شهر الصبر، وفي حديث
آخر عنه، -صلى الله عليه وسلم- قال: الصوم نصف الصبر أخرجه الترمذي
والصبر ثلاثة أنواع: صبر على طاعة الله، وصبر على محارم الله، وصبر على أقدار الله المؤلمة،
وتجتمع الثلاثة في الصوم، فإن فيه صبرا على طاعة الله، وصبرا عمّا حرم الله على الصائم من
الشهوات، وصبرا على ما يحصل للصائم فيه من ألم الجوع والعطش وضعف النفس والبدن،
وهذا الألم الناشئ من أعمال الطاعات يثاب عليه صاحبه، كما قال الله - تعالى - في المجاهدين:
ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا
يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ وفي حديث
سلمان المرفوع الذي أخرجه ابن خزيمة في صحيحه في فضل شهر رمضان: " وهو شهر
الصبر، والصبر ثوابه الجنة". ا هـ كلامه رحمه الله. ولفظ رواية البخاري قال الله: كل عمل
ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به .
قال الحافظ ابن رجب - رحمه الله - في وظائف شهر رمضان: قد كثر القول في معنى ذلك، فإن
الله خص الصيام بإضافته إلى نفسه من بين سائر الأعمال وذكروا فيه وجوها كثيرة ومن
أحسنها وجهان:
أحدهما: أن الصيام مجرد ترك حظوظ النفس وشهواتها الأصلية التي جُبلت
على الميل إليها لله - عز وجل - ولا يوجد ذلك في عبادة أخرى غير الصيام؛ لأن الإحرام إنما
يترك فيه الجماع ودواعيه من الطيب دون سائر الشهوات من الأكل والشرب، وكذلك الاعتكاف
مع أنه تابع للصيام، وأما الصلاة فإنه إن ترك المصلي فيها جميع الشهوات إلا أن مدتها لا
تطول فلا يجد المصلي فقد الطعام والشراب في صلاته، بل قد نُهي أن يصلي، ونفسه تتوق إلى
طعام بحضرته حتى يتناول فيه ما يسكن نفسه، ولهذا أمر بتقديم العشاء على الصلاة - إلى
قوله - وهذا بخلاف الصيام فإنه يستوعب النهار كله فيجد الصائم فقد هذه الشهوات، وتتوق
نفسه إليها خصوصا في نهار الصيف لشدة حره وطوله - إلى قوله - فشكر الله تعالى له ذلك
واختص لنفسه عمله هذا من بين سائر أعماله.
الوجه الثاني: أن الصيام سر بين العبد وربه لا يطلع عليه غيره؛ لأنه مُركّب من نية باطنة
لا يطلع عليها إلا الله، وترك لتناول الشهوات التي يُستخفى بتناولها في العادة، ولذلك قيل: لا
تكتبه الحفظة وقيل: إنه ليس فيه رياء، كذا قاله الإمام أحمد وغيره - إلى قوله - فإن من ترك
ما تدعوه نفسه إليه لله - عز وجل - بحيث لا يطلع عليه غير من أمره، أو نهيه دلَّ على صحة
إيمانه، والله تعالى يحب من عباده أن يعاملوه سرا بينهم وبينه، وأهل محبته يحبون أن يعاملوه
سرا بينهم وبينه بحيث لا يطلع على معاملتهم إياه سواه..
|