كاتب الموضوع :
*melody-82*
المنتدى :
الارشيف
فضل سورة الكهف :
هي إحدى خمس سور بدأت ب (الحمد لله) هي: (الفاتحة، الأنعام، الكهف، سبأ، فاطر)، وهذه السورة سماها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) سورة الكهف، فيما رواه مسلم، وأبو داود، عن أبي الدرداء عن النبي قال: “من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف، (وفي رواية لمسلم “من آخر الكهف”)، عصم من فتنة الدجال”، ورواه الترمذي عن أبي الدرداء بلفظ: “من قرأ ثلاث آيات من أول الكهف عصم من فتنة الدجال”، قال الترمذي حديث حسن صحيح.
وكذلك وردت تسميتها عن البراء بن عازب في صحيح البخاري قال: “كان رجل يقرأ سورة الكهف وإلى جانبه حصان مربوط بشطنين فتغشته سحابة فجعلت تدنو، وتدنو وجعل فرسه ينفر، فلما أصبح أتى النبي (صلى الله عليه وسلم) فذكر ذلك له فقال: “تلك السكينة تنزلت بالقرآن”، وفي حديث أخرجه ابن مردويه عن النبي أنه سماها سورة “أصحاب الكهف”.
وهي مكية بالاتفاق كما حكاه ابن عطية، نزلت بعد سورة الغاشية وقبل سورة الشورى، وهي الثامنة والستون في ترتيب نزول السور عند جابر بن زيد، وهي من السور التي نزلت جملة واحدة، روى الديلمي في مسند الفردوس عن أنس قال: “نزلت سورة الكهف جملة معها سبعون ألفاً من الملائكة”، وعدت آياتها في عدد قراء المدينة ومكة مائة وخمساً، وفي عدد قراء الشام مائة وستاً، وفي عدد قراء الكوفة مائة وعشراً، بناء على اختلافهم في تقسيم بعض الآيات إلى آيتين.
كرامة قرآنية
لوضع هذه السورة على هذا الترتيب في المصحف مناسبة حسنة ألهم الله إليها أصحاب رسول الله لما رتبوا المصحف، فإنها تقارب نصف المصحف إذ كان في أوائلها موضع قيل هو نصف حروف القرآن وهو (التاء) من قوله تعالى: “وليتلطف”، وقيل نصف حروف القرآن هو (النون) من قوله تعالى: “لقد جئت شيئاً نكراً” في أثنائها، وهو نهاية خمسة عشر جزءاً من أجزاء القرآن وذلك نصف أجزائه، وهو قوله تعالى: “قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً” (سورة الكهف: 72)، فجعلت هذه السورة في مكان قرابة نصف المصحف، وهي مفتتحة بالحمد حتى يكون افتتاح النصف الثاني من القرآن بالحمد، وهي السورة التي ابتدأت بالقرآن وختمت بالقرآن: “الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا”(1)، و”قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا” ( 109)، وكأن حكمة الله تعالى في هذا القرآن لا تنتهي وكأن العصمة من الفتن تكون بهذا القرآن والتمسك به.
فضائل سورة الكهف
ولهذه السورة فضل كما قال النبي صلى الله عليه وسلم “من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء الله له من النور ما بين قدميه وعنان السماء”، وقال: “من أدرك منكم الدجال فقرأ عليه فواتح سورة الكهف كانت له عصمة من الدجّال”.
وعن أبي الدرداء رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “مَنْ حَفِظَ آياتٍ من أَوَّلِ سورة الكهف عُصِمَ من فتنة الدجال” وفي رواية “من آخر الكهف”، أخرجه مسلم وأبو داود، وفي رواية الترمذي “ثلاث آيات من أول سورة الكهف”.
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “مَن حفِظ عشر آيات من آخر سورة الكهف عُصِم من فِتنةِ الدَّجَّال”، أخرجه الطبراني: كما قال الهيثي في مجمع الزوائد.
وعن البراء بن عازب قال: “كان رجل يقرأ (سورة الكهف) وعنده فرسٌ مربوطة بشَطَنَيْن، فَتَغَشَّتْه سَحابةٌ فجعلت تدنو، وجعل فرسه يَنْفِرُ منها، فلما أصبح أتى النبيَّ، فذكر له ذلك، فقال: تلك السكينةُ تَنَزَّلَتْ للقرآن”، وفي رواية “اقرأ فلان، فإنها السكينة تنزَّلت عند القرآن “أو للقرآن”، وفي رواية “تنزَّلت بالقرآن” أخرجه البخاري ومسلم والترمذي.
سبب النزول
وسبب نزولها ما ذكره كثير من المفسرين، وبسطه ابن إسحاق في سيرته دون سند، وأسنده الطبري إلى ابن عباس بسند فيه رجل مجهول: أن المشركين لما أهمهم أمر النبي وازدياد المسلمين معه وكثر تساؤل الوافدين على مكة من قبائل العرب عن أمر دعوته، بعثوا النضر بن الحارث، وعقبة بن أبي معيط إلى أحبار اليهود بالمدينة (يثرب) يسألونهم رأيهم في دعوته، وهم يطمعون أن يجد لهم الأحبار ما لم يهتدوا إليه مما يوجهون به تكذيبهم إياه، قالوا: فإن اليهود أهل الكتاب الأول وعندهم من علم الأنبياء (أي صفاتهم وعلاماتهم) علم ليس عندنا، فقدم النضر وعقبة إلى المدينة ووصفا لليهود دعوة النبي صلى الله عليه وسلم وأخبراهم ببعض قوله، فقال لهم أحبار اليهود: سلوه عن ثلاث؟ فإن أخبركم بهن فهو نبي، وإن لم يفعل فالرجل متقول، سلوه عن فتية ذهبوا في الدهر الأول ما كان أمرهم، وسلوه عن رجل طواف قد بلغ مشارق الأرض ومغاربها، وسلوه عن الروح ما هي، فرجع النضر وعقبة فأخبرا قريشاً بما قاله أحبار اليهود، فجاء جمع من المشركين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألوه عن هذه الثلاثة، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: أخبركم بما سألتم عنه غداً “وهو ينتظر وقت نزول الوحي عليه بحسب عادة يعلمها”، ولم يقل إن شاء الله، فمكث رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أيام لا يوحى إليه، وقال ابن إسحاق: خمسة عشر يوما، فأرجف أهل مكة وقالوا: وعدنا محمد غداً وقد أصبحنا اليوم عدة أيام لا يخبرنا بشيء مما سألناه عنه، حتى أحزن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم وشق عليه، ثم جاءه جبريل رضي الله عنه بسورة الكهف وفيها جوابهم عن الفتية وهم أهل الكهف، وعن الرجل الطواف وهو ذو القرنين، وأنزل عليه فيما سألوه عن أمر الروح: “وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً” (سورة الإسراء: 85)، والمستفاد من هذه الرواية أن سورة الكهف نزلت لبيان قصة أصحاب الكهف، وقصة ذي القرنين، وقد ذكرت أولاهما في أول السورة وذكرت الأخرى في آخرها.
أغراض السورة
افتتحت بالتحميد على إنزال الكتاب للتنويه بالقرآن تطاولاً من الله تعالى على المشركين وملقنيهم من أهل الكتاب، وأدمج فيه إنذار المعاندين الذين نسبوا لله ولداً، وبشارة للمؤمنين، وتسلية رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أقوالهم حين تريث الوحي لما اقتضته سنة الله مع أوليائه من إظهار عتبه على الغفلة عن مراعاة الآداب الكاملة، وذكر افتتان المشركين بالحياة الدنيا وزينتها وأنها لا تكسب النفوس تزكية، وانتقل إلى خبر أصحاب الكهف المسؤول عنه، وحذرهم من الشيطان وعداوته لبني آدم ليكونوا على حذر من كيده، وقدم لقصة ذي القرنين قصة أهم منها وهي قصة موسى والخضر عليهما السلام، لأن كلتا القصتين تشابهتا في السفر لغرض شريف، فذو القرنين خرج لبسط سلطانه على الأرض، وموسى عليه السلام خرج في طلب العلم، وفي ذكر قصة موسى تعريض بأحبار بني إسرائيل إذ اتهموا بخبر ملك من غير قومهم ولا من أهل دينهم ونسوا خبراً من سيرة نبيهم، وتخلل ذلك مستطردات من إرشاد النبي صلى الله عليه وسلم وتثبيته، وان الحق فيما أخبر به، وأن أصحابه الملازمين له خير من صناديد المشركين، ومن الوعد والوعيد، وتمثيل المؤمن والكافر، وتمثيل الحياة الدنيا وانقضائها، وما يعقبها من البعث والحشر، والتذكير بعواقب الأمم المكذبة للرسل، وما ختمت به من إبطال الشرك ووعيد أهله، ووعد المؤمنين بضدهم، والتمثيل لسعة علم الله تعالى، وختمت بتقرير أن القرآن وحي من الله تعالى إلى رسوله صلى الله عليه وسلم فكان في هذا الختام رد العجز على الصدر.
قصص السورة
سورة الكهف ذكرت أربع قصص قرآنية هي أهل الكهف، صاحب الجنتين، موسى عليه السلام والخضر وذو القرنين.
وقصص سورة الكهف الأربع يربطها محور واحد وهو أنها تجمع الفتن الأربعة في الحياة: فتنة الدين (قصة أهل الكهف)، فتنة المال (صاحب الجنتين)، فتنة العلم (موسى عليه السلام والخضر) وفتنة السلطة (ذو القرنين).
وهذه الفتن شديدة على الناس والمحرك الرئيسي لها هو الشيطان الذي يزيّن هذه الفتن ولذا جاءت الآية: “وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاء مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلا” (50) وفي وسط السورة أيضاً، ولهذا قال الرسول إنه من قرأها عصمه الله تعالى من فتنة المسيح الدجّال لأنه سيأتي بهذه الفتن الأربع ليفتن الناس بها، وقد جاء في الحديث الشريف: “ما بين خلق آدم وقيام الساعة ما من فتنة أعظم من الدجال”، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يستعيذ في صلاته من أربع منها فتنة المسيح الدجال. وقصص سورة الكهف كل تتحدث عن إحدى هذه الفتن ثم يأتي بعده تعقيب بالعصمة من الفتن:
فتنة الدين
قصة الفتية الذين هربوا بدينهم من الملك الظالم فآووا إلى الكهف حيث حدثت لهم معجزة إبقائهم فيه ثلاثمائة سنة وازدادوا تسعا، وكانت القرية قد أصبحت كلها على التوحيد، ثم تأتي آيات تشير إلى كيفية العصمة من هذه الفتنة: “وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا * وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقًا” (،28 29)، فالعصمة من فتنة الدين تكون بالصحبة الصالحة وتذكر الآخرة.
فتنة المال
قصة صاحب الجنتين الذي آتاه الله كل شيء فكفر بأنعم الله وأنكر البعث فأهلك الله تعالى الجنتين، ثم تأتي العصمة من هذه الفتنة: “وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاء فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقْتَدِرًا * الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أملا” (الآيتان 45 و46)، والعصمة من فتنة المال تكون في فهم حقيقة الدنيا وتذكر الآخرة.
فتنة العلم
قصة موسى عليه السلام مع الخضر وكان موسى عليه السلام ظنّ أنه أعلم أهل الأرض فأوحى له الله تعالى بأن هناك من هو أعلم منه فذهب للقائه والتعلم منه فلم يصبر على ما فعله الخضر لأنه لم يفهم الحكمة في أفعاله وإنما أخذ بظاهرها فقط.
وتأتي آية العصمة من هذه الفتنة: (قَالَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا) (69)، والعصمة من فتنة العلم هي التواضع وعدم الغرور بالعلم.
فتنة السلطة
قصة ذي القرنين الذي كان ملكاً عادلاً يمتلك العلم وينتقل من مشرق الأرض إلى مغربها، كان يدعو إلى الله وينشر الخير حتى وصل لقوم خائفين من هجوم يأجوج ومأجوج فأعانهم على بناء سد لمنعهم عنهم وما زال السدّ قائماً إلى يومنا هذا، وتأتي آية العصمة: “قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أعمالا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا” (103 و104”، فالعصمة من فتنة السلطة هي الإخلاص لله في الإعمال وتذكر الآخرة.
الحركة في السورة
لاحظ بعض العلماء أن الحركة في السورة كثيرة، وتستفاد من: (فانطلقا، فآووا، قاموا فقالوا، فابعثوا، ابنوا، بلغا، جاوزا، فوجدا، آتنا،) وكأن المعنى أن المطلوب من الناس الحركة في الأرض لأنها تعصم من الفتن، ولهذا قال ذو القرنين: (فأعينوني بقوة) أي دعاهم للتحرك ومساعدته ولهذا فضل قراءتها في يوم الجمعة الذي هو يوم إجازة للمسلمين حتى تعصمنا من فتن الدنيا.
ونلاحظ أيضا أن الدعوة إلى الله موجودة بكل مستوياتها: فتية يدعون الملك وصاحب يدعو صاحبه ومعلّم يدعو تلميذه وحاكم يدعو رعيته.
وفي كل القصص التي وردت بالسورة نجد غيبيات كثيرة: عدد الفتية غيب، وكيف بقوا في الكهف غيب، والفجوة في الكهف غيب، وقصة الخضر مع موسى عليه السلام كلها غيب، وذو القرنين غيب، وفي هذا دلالة على أن في الكون أشياء لا ندركها بالعين المجردة ولا نفهمها، ولكن الله تعالى يدبّر بقدرته في الكون وعلينا أن نؤمن بها حتى لو لم نرها أو نفهمها وإنما نسلّم بغيب الله تعالى.
والكهف في قصة الفتية كان فيه نجاتهم مع إن ظاهره يوحي بالخوف والظلمة والرعب لكنه لم يكن كذلك إنما كان العكس: “وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحمته ويُهَيِّئْ لَكُم مِّنْ أَمْرِكُم مِّرْفَقًا” (16)، فالكهف في السورة ما هو إلا تعبير أن العصمة من الفتن تكون باللجوء إلى الله حتى لو أن ظاهر الأمر مخيف، وهو رمز الدعوة إلى الله فهو كهف الدعوة، وكهف التسليم لله، ولذا سميت السورة (الكهف) وهي العصمة من الفتن.
---------------------------------------------------------------
|